▪︎ السبب الحقيقي وراء ضعف البشر.
▪︎ المعجزة في الكلمة، ولماذا لا يستطيع الكلُ فَهْمَ المعجزات.
▪︎ الرب حافظ غضبه على أعدائه وليس أبناءه.
▪︎ أهمية البناء الداخلي وعلاقته بمعجِزتك وظروفك.
▪︎ القوة تكمن في طبيعة روحك.
▪︎ بعض التساؤلات والعبارات الشائعة التي تبطل حدوث المعجزات.
▪︎ مَيّز الروح وراء رغبة المعجزات، وكن منقادًا بروح الله.
▪︎ بداخلك قوة تكفي العالم كله!
في كل مرة تأخذ فيها حقًا ومعرفةً كتابيةً هو بمثابة تعلُم لكيفية السلوك في الحياة بغلبةٍ دون هزيمةٍ، يوجد قوة تعمل في الأرض سواءً كنت تعلم هذا أو لا؛ لأنّ الكتاب يُعرِّفنا أنّ العالم وُضِعَ في الشرير، وهو الذي يُضعِف الأمم؛ “كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟” (إشعياء ١٤: ١٢).
معنى كلمة “قَاهِرَ الأُمَمِ“؛ أي مُضعِف الأمم، فإبليس هو الذي يُضعفهم، ومِن هنا نفهم أنّ هذا الضعف ليس صدفةً، ولكنه يأتي نتيجةً لأمورٍ وضعها إبليس في أذهان الناس وتأثيره الشيطاني على قلوبهم وأذهانهم، وبالتالي يأخذون قراراتٍ خاطئةٍ وتضُعف قوتهم في الحياة ويصيروا غير ثابتين.
نجد كلمة الخلاص في الأصل اليوناني (سوتيريا) وهي تعني قوة الله التي تظهر في الشفاء، والتي تظهر في تسديد الاحتياجات، وأيضًا في الحماية الإلهية، كما إنها تعني أيضًا الثبات والاستقرار. إذًا المعجزة هي عبارة عن اكتشافك كيف تُخرِج مِن الرصيد الإلهي الذي صنعه الرب يسوع.
▪︎ المعجزة في الكلمة، ولماذا لا يستطيع الكلُ فَهْم المعجزات؟!
“لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ.“ (رومية ١: ١٦).
يقول بولس الرسول إنه لا يخجل بإنجيل المسيح لأنه “يحتوي على قوة الله للخلاص” بل هو ذاته “قوة الله لخلاص البشر”. إنْ أردت أنْ ترى قوة الله المعجزيّة في حياتك فلن تجدها خارج الإنجيل، وهو لا يعني الكلمات المكتوبة بحبرٍ وقلمٍ، ولكن فهمه، مثلما نقول لشخصٍ ما يوجد بهذا الكتاب وصفةٌ عن كيف تستخدم جهازًا معيّنًا، فبلا شك يكون المقصود ليس الكتاب في حد ذاته ولكن أنْ يُفتَح ويُقرَأ ويُفهَم ما فيه.
عندما نقول لشخصٍ ما إنّ المعجزة موجودة في كلمة الله فهذا يعني أنْ تدرسها وتفهمها فيما يخص المواقف والأحداث، أنْ تقرأ المواقف بطريقة الله نفسها، وتضع قلبك فيها لكي ترسم لك طريقة تفكيرك وتشخيصك وعلاجك للمواقف، فهي طريقة تفكير وليست صفحات كتاب.
تكمن القوة في المعلومة المفهومة وليس في الكلمات المكتوبة على صفحات الكتاب، ثم بناءً على فَهْم هذه المعلومة تحيا وتسلك بها. وضع الله قوته في الكتاب، وللأسف نجد الناس تبحث عنها في السماء في حين أنّ الله وضعها في كلمته.
الإنجيل هو قوة الله للخلاص، والخلاص ليس مِن الخطية فقط ولكن أيضًا أنْ تنال حريةً مِن أمرٍ كان يستعبدك، وحمايةً مِن خطرٍ يحيط بك، ومعجزًة في أمورك المادية، وفي صحتك….إلخ.
بسبب عدم معرفة هذه الحقائق وقع الناس في حيرةٍ قد سبق وتنبأ عنها الكتاب منذ زمنٍ، ولا يُفترَض أنْ تحيا الكنيسة هذه الحيرة، فلم يُرسَم لها هذا مِن الأساس، حيث تنبأ الكتاب قائلاً عنها: “إنّ أبواب الجحيم لن تقوى عليها.”
تشمل المعجزات كل احتياجات البشر، وهذا ما يريده الله، وما طبّقه الرب يسوع في حياته هنا على الأرض، حيث جال يصنع خيرًا، ويشفي جميع المُتسلِط عليهم إبليس (أعمال الرسل ١٠: ٣٨)، والخير الذي كان يصنعه الرب ليس شفاءً فقط، ولكن أيضًا بإنصاف المظلومين، فهو كان مُعلِّمًا بالنسبة للناس وكانوا يأتون ليسألوه ما هو الصحيح وما هو الخطأ في المواقف وكان الرب يجيبهم، وهذا دوره كمُعلِّمٍ بينهم؛ وأيضًا يُخرِج شياطين وينصف أشخاصًا ويسدد احتياجاتٍ لآخرين.
ظنَّ التلاميذ ذات مرة أنّ الرب يقول ليهوذا اذهب وأعط الفقراء حينما قال له: “مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ“ (يوحنا ١٣: ٢٧)، لأنه كان العيد، وكان الرب معتادًا أنْ يعطي الفقراء وليس في العيد فقط، وبكل تأكيد يصنع الرب هذا إلى الآن فهو يسدد الاحتياجات المادية بوفرةٍ، وإنْ قال أحدهم عكس هذا، إذًا الرب يسوع ليس هو اليوم كما كان أمسًا، وهذا غير كتابي.
بالرغم مِن سرقة يهوذا لصندوق خدمة الرب، الذي كان يُنفِق الرب منه عليه وعلى أسرته والاثني عشر تلميذًا مع عائلاتهم، وأيضًا السبعين الذين أرسلهم للخدمة، إلا إنه كان كافيًا لكل هذا، لذلك ما قِيل عن الرب يسوع إنه كان فقيرًا ليس صحيحًا، وينبغي دراسة الكلمة بشكلٍ صحيحٍ لمعرفة هذا طارحًا معتقدات ومسلَّماتك جانبًا.
عندما نتحدث عن المعجزات والخارق للطبيعي، يقفز دائمًا في الأذهان المواقف التي حدثت مع البعض مَن لم يحصلوا على المعجزة، ومِن هنا يبدأ الخوف لدى الناس مِن رَفْع مستوى توقعات الشخص في نوال معجزته لئلا يخيب أمله ويحبط، ومِن ثَمّ أصبح الناس لا يريدون التحدث عن المعجزات بحجة أنْ لا يتعثر الناس في الرب، ولكن هذا غير صحيح، فالشخص المُتعثَر في الرب هو هكذا حتى وإنْ لم يسمع عن المعجزات.
عندما ظهر الرب للناس، ذكر الكتاب أنّ الناس كانوا يعثرون به، بالرغم مِن أنه لم يفعل شيئًا خاطئًا، فكانوا ينظرون له ويقولون: “أليس هذا هو يسوع ذاته الذي نعرفه منذ صباه!” وينظروا إليه بتقليل مِن شأنه (مرقس ٦ : ٣)، ولم يقبلوه في قلوبهم وهذا معنى كلمة يعثرون به، وتعثروا في حياتهم نتيجةُ لهذا، هل لأنه فعل شيئًا خاطئًا؟! إطلاقًا! ولكن الحقيقة أنّ ما هو مُذخَّر في قلوب الناس يظهر في هذا الوقت.
لا تَقِس الكتاب على الأشخاص، فهذا المقياس خاطئٌ، فربما لا يكون هؤلاء الأشخاص على دراية بما تقوله كلمة الله في زوايا الشفاء والمعجزات، فالكتاب المقدس هو الذي يَفصل في الأمر وليس عدد مَن يؤمنون بتلك العقيدة. لا تضع الناس معيارًا لك، ولكن انظر إلى الرب يسوع ثم بعد هذا ابدأ في قياس الأشخاص على ما قيل في الكلمة.
يُفترَض أنْ يكون الكتاب المقدس هو المعيار ولكن وإذا بالناس تجدهم يفعلون العكس، ووضعوا اختبارات الأشخاص كمعيارٍ لهم والكتاب هو مَن يجب أنْ يتآلف مع حالة هؤلاء. إنْ كنت ترى حياة البعض ضعيفة وتعتبر المشاكل والأحداث السلبية إنها تشكيلٌ إلهيٌ، فأنت أخطأت في مقياسك، وعندما تضع للكلمة المصداقية الوحيدة في قلبك ينتهي الأمر وتستطيع أنْ ترى الحقائق.
مِن الممكن أنْ تكون سمعت الكتاب سابقًا بتفسيراتٍ غير صحيحة، يترتب عليه أنك تقرأ باقي الكتاب مُتأثرًا بما تعلمته، مثلما تحدثنا في العظات الماضية عن قصة “لعازر”، قال البعض إنّ الرب تأنى لكي تكون المعجزة أضخم، ولكن عرفنا إنّه إنْ كان الرب رجع مع المرسلين إليه لكى يخبروه أنّ لعازر مريضٌ، فكان سيجده ميتًا أيضًا، فلا فرق بين إنْ تأخر عليه الرب بأربعة أيامٍ أو يومين فقط، ففي كلا الحالتين كان سيجده ميتًا.
▪︎ الرب حافظ غضبه على أعداءه وليس على أبناءه
يوجد ترويج لفِكْر الألم وإنه شيءٌ أساسيٌ يُشكِّل الله به الناس، ولكن هذا لم نَرَه في حياة الرب يسوع! فأين إذًا الإثبات الكتابي لاستخدام الرب الألم لتشكيل أولاده؟!
“١ وَحْيٌ عَلَى نِينَوَى. سِفْرُ رُؤْيَا نَاحُومَ الأَلْقُوشِيِّ. ٢ اَلرَّبُّ إِلهٌ غَيُورٌ وَمُنْتَقِمٌ. الرّبُّ مُنْتَقِمٌ وَذُو سَخَطٍ. الرّبُّ مُنْتَقِمٌ مِن مُبْغِضِيهِ وَحَافِظٌ غَضَبَهُ علَى أَعْدَائِهِ.“ (ناحوم ١: ١، ٢).
الرب مُنتقِمٌ مِن مُبغضيه وليس شعبه، يَظهَر غضب الله فقط على أعدائه وليس أولاده، هذه هي صورة ظهور القضاء الإلهي، أما لدى شعبه يرسل الرب لهم كلمته، وإنْ لم يسلك الشخص بها أو إنْ أساء استخدامها، فلن يرسل له الرب شيئًا سلبيًا، ولكن مع استمرار الشخص في عدم السلوك بالكلمة وتخطيه مرحلةً معينةً مِن النضوج، ومع كثرة العناد يضع نفسه في معسكر العدو فيعاني مثله، ليس لأن الرب يريد الانتقام منه ولكن هو مَن وضع نفسه في وضعية الغضب الإلهي في صفوف العدو، وهذا لردع الشر والخطية في الأرض.
لن تجد القانون يُؤذي شخصًا يسلك بطريقة صحيحة، لأنه يسلك طبقًا للقانون ويطبق مبادئه، ولكنك تجده شرسًا ضد مَن يخطئ. أتعجب كيف قَبِلَ الناس فِكرة أنّ الأب الأرضي لا يستطيع فِعْل الشر مع أولاده ليؤدبهم، في حين قُبِلَتْ فكرة أنّ الرب يُشَكِّل ويُؤدِب أولاده بالأمراض، حتى إنّ القانون نفسه لا يفعل هذا مع مَن هم ملتزمون به، ولكنه صارمًا مع مَن لا يلتزم به.
تعني كلمة “قضاء” أنّ الشخص في مرحلة العداوة، لكن يوجد قضاء تحصيلٌ حاصلٌ إنْ أخطأ الشخص، مثل مَن قفز مِن طابقٍ علوي إلى الأرض ومات، هذا لا يعني أنّ الرب مَن أماته، ولكن هو مَن أساء استخدام قانونٍ إلهيٍّ اسمه الجاذبية.
“وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ.“ (يوحنا ١٢: ٤٧).
نحن نحيا الآن في حقبة الخلاص وليس القضاء والغضب، ولكن هذه الحقبة ستأتي في سنوات الضيقة. مُعتقَد “أنّ الله يشكل بالألم” هو ما جعل المعجزات غير سهلة، كان يوحنا المعمدان يجهز الشعب أمام الرب، وكانوا يفهمون الفرق بين اللعنة والبركة، الظلمة والنور، لذا حدثَتْ المعجزاتُ بصورةٍ سهلةٍ وسَلِسةٍ.
ما حدث الآن هو اختلاط ما بين مفهوم اللعنة والبركة في أذهان الناس، فلم يعد المرض لعنة في أذهان الكثيرين، وهذا سببه اعتقاد أنّ الرب يُشَكِّل بالألم، مما أدّى إلى تشتت الكثيرين وعدم معرفتهم ماذا يفعلوا في مواجهة الأمراض، وصاروا غير مُتيقِّنين بشأن إرادة الله تجاه شفائهم، هل يصلون ويطلبون الشفاء مِن الرب أم إنه هو مَن أرسل هذا المرض ويريده، فلا داعي أنْ يصلي الشخص للتعامل منه؟! ويبدأ يقفز في الأذهان كل أسئلة غير مُجاب عنها مِن الكلمة، ومِن ثَمّ يلوم الشخص نفسه مُعتَقِدًا إنه هو المذنب، ويستسلم أو إنْ قام بالصلاة لأجل الأمر نجده يصلي بطريقة خطأ!
الصلاة ليست وقت لسماع صوت الله، بل صوت الله مُتَجَسِّدًا لنا في كلمته الحية، وبعد أنْ تقوم بسماع صوتك الله في كلمته، عليك بالتأمل فيها والتَكَلُّم إلى الله بها أثناء صلاتك، فالصلاة هي وقت تخمير لعجينة الكلمة التي زرعتها في قلبك، كما إنها سقي للبذرة التي أخذتها وقت دراستك للكلمة.
كلمة الله هي التي ترتب لك معلومات ذهنك، والصلاة هي الوسيلة التي بها تعرف وتتأكد داخليًا مِن القرار الذي أخذته بناء على تلك المعلومات، صائرًا ذاك القرار لامعًا أكثر بداخلك.
▪︎ أهمية البناء الداخلي وعلاقته بمعجزتك وظروفك
“وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ.“ (أعمال الرسل ٢٠: ٣٢).
كان الرسول بولس يُودِّع أهل أفسس، لأنه عَرَفَ في داخله أنّ هذا هو آخِر لقاءٍ له في حياته معهم، وقال لهم: “الآن أنا أضعكم في إيداع، واستودعكم في حماية الكلمة” مثلما فعل الرب حينما كان يصلي ويطلب مِن الآب؛ “قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كَلَامُكَ هُوَ حَقٌّ.” (يوحنا ١٧: ١٧).
تأتي كلمة “قَدِّسْهُمْ” بمعنى “اعزلهم، أفرزهم، خصِّصهم”، مما يوضِّح أنّ الكلمة تعزلك عن العالم مع أنك موجودٌ فيه، لكنك تحيا بطريقةٍ تفكير مختلفةٍ نتيجةً للكلمة المحروسة في نفسك، فهي مَن تجعلك تفكر بطريقةٍ صحيحةٍ، وقال الرسول بولس الكلام عينه؛ إنّ الكلمة هي الحماية التي يستودع بها الناس، ويقصد بـ “كَلِمَةِ نِعْمَتِهِ” أي تعليم العهد الجديد.
“الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا“ توضح لنا هذه الكلمات أمرًا في غاية الأهمية ويجب أنْ ننتبه لتسلسل الكلام هنا، يوجد بناءٌ داخليٌّ، يقودك إلى نوال ميراثك وإنْ لم تُبنًى داخليًا بكلمة الله، اعلم إنك لن تستطع الحصول عليه ليس لأنه لم يُعطَى لك، ولكنك لن تستطيع أنْ تأخذه لعدم بنائك الداخلي.
ربما في بداية نموك الروحي كانت عناصر العالم تؤثر فيك، سواءً كانت مشاعر أو أفكار، فكنْتَ تحزن إنْ ضاع شيءٌ منك، وتفرح عندما تحصل على ترقية في شغلك….، ولكن عندما تنضج روحيًا تبدأ في الاعتماد على الروح القدس في استرجاع ما فُقِدَ رابطًا فرحك وحزنك بأمور الله وبه هو فقط. تساعدك كلمة الله أنْ تُبنَى داخليًا، مَن هو لم يُبنَى داخليًا هو مَن لا يعرف مبادئ كلمة الله، وبالتالي تجده خائفًا دائمًا سواءً مِن فيروسٍ أو مرضٍ لئلا يقتحم جسده أو أي شيءٍ مجهولٍ في المستقبل، والبعض يعتقد إنه مَبنيٌ داخليًا ثم يأتي موقف ما ويُفاجَئ بظهور الضعف على الخارج.
“إِنِ ارْتَخَيْتَ فِي يَوْمِ الضِّيقِ ضَاقَتْ قُوَّتُكَ.“ (الأمثال ٢٤: ١٠).
يأتي هذا العدد في الأصل هكذا؛ “إنْ ضعفت في يوم الضيق اعلم أنك ضعيفٌ مِن قبل هذا”، مما يوضح لك إنْ ضعفت وهُزِمْتَ في يوم المشكلة اعرف إنك كنت ضعيفًا مِن ذي قبل، والمشكلة ما إلا إنها أظهرت هذا الضعف على الخارج.
هذا الضعف هو عدم المعرفة الكتابية بخصوص الأمر الذي تعبر فيه، وإنْ كان لديك معرفة، فأنت ينقصك أنْ تتدرب بالكلمة وتعرف كيف تمارس إيمانك في حياتك الشخصية، أو مِن المُحتمَل أنْ يكون لديك معرفة بخصوص الأمر لكن ليس بتفصيل.
“اَلرَّجُلُ الْحَكِيمُ فِي عِزّ، وَذُو الْمَعْرِفَةِ مُتَشَدِّدُ الْقُوَّةِ.“ (الأمثال ٢٤: ٥).
الشخص الذي تراه الآن في ضعفٍ واستسلامٍ للموقف هو الذي ليس لديه معرفة، إذًا الخطأ ليس في المشكلة ولكن في الضعف السابق. يكمن سرّ حدوث المعجزة في داخلك، لذا يحاول إبليس طوال الوقت أنْ يضربك هنا، وهكذا مركز الرب أنْ يعمل على بناء روحك، وبها يوجد الحل.
“رُوحُ الإِنْسَانِ تَحْتَمِلُ مَرَضَهُ، أَمَّا الرُّوحُ الْمَكْسُورَةُ فَمَنْ يَحْمِلُهَا؟“ (الأمثال ١٨: ١٤).
روح الإنسان هي التي تعافيه وتشفيه في وقت مرضه، لكن إنْ كانت هذه الروح مكسورة، فمن سيحملهُ؟! الهدف الإلهي هو بناء الروح، يوجد ميراثٌ لن تأخذه ما لم تُبنَى روحك. كفاك بحثًا في المشكلة وأسبابها، لأنك عندما تَضعف أنت مِن الداخل يظهر هذا أمام المشكلة، مثل كرسي ضعيف، ربما تكون جلست عليه واستخدمته لعدة مرات، هذا لا يعني إنه قوي، فعندما تثقل عليه تجده يسقط، لأنه ضعيف مِن ذي قبل.
احترز مِن الخداع الشيطاني الذي يُصيب الشخص داخليًا في قيمته عن نفسه، يجعله يلوم ذاته، وإنْ فعل هذا لن يتحرك للأمام في حياته الروحية، لذلك يسعى الروح القدس أنْ يبني داخلك، مِن خلال الكلمة عندما تفهم الروعة التي بداخلك، بسبب طبيعة الله التي فيك، حتى إنْ أخطأت، تفهم أنّ روح الله في صفك لكي تقوم وتخرج مما كنت فيه وليس أنْ تستمر وتستبيح في الخطية.
يجعلك روح الله تتجرأ لرفض ما يحاول إبليس فرضه عليك مِن مواقف وظروف سلبية، وهنا مربط الفرس، حيث اعتدنا على قبول المشكلة وأنّ هذا فَرْضُ واقعٍ، لكن دراسة الكلمة تجعلك ترفض هذا.
ليس الرب هو مَن يُدير الأرض والأحداث فيها، يوجد رئيس لهذا العالم. ومَن يدير أحداث الكنيسة هي الكنيسة نفسها، وهي مَن يَصُد ما يحدث مِن إبليس في العالم، ولهذا يجب أنْ تخرج في الاختطاف، ليبدأ القضاء، لأنها حاجزُ الإثمِ.
الكنيسة هي المكان الذي ينبثق منه الرب للأرض، وهذه الكنيسة مفردها الأفراد، وهؤلاء الأفراد يُخرِجون هذه القوة مِن داخلهم وليس مِن السماء.
▪︎ تكمن القوة في طبيعة روحك
“عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ.” (١ بطرس ١: ١٨).
لم نعد أبناء بشريين عاديين، الآن افتُدينا مِن كلِ شيءٍ يخص الآباء. الآن بعد الميلاد الجديد لديك مصدرٌ آخر للحياة يختلف عن المصدر البشري. لم تُعطَى لك الطبيعة البشرية لتحيا بها، بل لتستخدمها وليس لتكون مَصْدرَ حياتك، وكذلك أيضًا جسدك، فهو لم يعد مَصْدرَ حياتك، فمَصْدَر حياة الإنسان هو أنْ يحيا في علاقة مع هذا الإله.
“فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ».“ (متى ٤: ٤).
لاحظ أنّ الرب تكلم في الشاهد عن “الإنسان” وليس “المؤمن”؛ أي هذا مبدأ عام، إذًا كان آدم يحيا بالكلمة قبل السقوط فعلاقته مع الله والكلام الذي يسمعه مِن فمه كان حياته، لذلك كان اليهود دائمًا يتساءلون ويبحثون عن الحياة، فمثلاً أتى شابٌ غنيٌّ وسأل الرب؛
“وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ، رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»” (مرقس ١٠: ١٧).
“الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ” تعني “الحياة الإلهية” وليس فترة سنقضيها في السماء، فهي تعني حياة الله في الإنسان.
“طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ.“ (١ بطرس ١: ٢٢).
يأتي هذا الشاهد في ترجمة كتاب الحياة هكذا؛ وإذ قد خضعتم للحق، فتطهرت نفوسكم وصرتم قادرين أنْ تحبوا الآخرين محبة أخوية لا رياء فيها، أحبوا بعضكم بعضًا محبةً شديدةً صادرةً مِن قلبٍ طاهرٍ؛ أي تستطيعون الآن إخراج المحبة لأنكم صرتم طائعين.
الآن داخلك قوة أنْ تُحِب الناس وبلا رياء، كلُ شخصٍ مولودٍ مِن الله يحتوي هذه القوة لكنه ربما لا يقوم بتنشيطها، ولأن روحه غير نشيطة فلم يستطع مقاومة الجسد، فعندما أتت عليه المشكلة، لم يقدر أنْ يُخرِج القوة التي كان مِن المفترض أنْ يتدرب عليها ليُخرجها في المحبة.
“وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ.“ (غلاطية ٥: ١٦).
إنْ لم تَسِر بالروح فمؤكدًا لن تكتمل شهوة الجسد.
“٢٣مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ. ٢٤ لأَنَّ: «كُلَّ جَسَدٍ كَعُشْبٍ، وَكُلَّ مَجْدِ إِنْسَانٍ كَزَهْرِ عُشْبٍ. الْعُشْبُ يَبِسَ وَزَهْرُهُ سَقَطَ.” (١ بطرس ١: ٢٣، ٢٤).
“١ فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ، ٢ وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ.” (١ بطرس ٢: ١، ٢).
نحن وُلدنا حرفيًا مِن الكلمة، مِن مَنْبَع لا يمكن تدميره. فكلمة “زَرْعٍ” تعني spora أي حيوان منوي. “كلمة الله” هي الحيوان المنوي الإلهي الذي وُلدنا مِنه، حيث اُبتُلِعَتْ الروح القديمة وذابت في الرب، وبالتالي صارت روح الإنسان خليقة جديدة.
لفظ “يَفْنَى” يعني قابل للتحطيم والكسر. لم نُولَد مِن مَصدرٍ قابل للتحطيم أو الكسر، لكن قد وُلِدْنا مِن نَفْس خامة الكلمة التي قال الرب عنها؛ “اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.“ (مرقس ١٣: ٣)
الآن روحك تحتوي على قوة لطرد الأرواح الشريرة مِن البيت، فهي تحتوي قوة لتغيير المواقف، قد وضع الرب قوته فيك، الآن تحوي قوة تجعلك تسيطر على جسدك ومشاعرك، مجدًا للرب.
لفظ “كُلَّ جَسَدٍ كَعُشْبٍ” هنا يقصد بها الطبيعة البشرية للإنسان وليس أنّ الإنسان ككل هو الذي يفنى، ويوضح في بداية الآية إنه بداخله ألوهية، الآن لم تعُد كمولود مِن الله بشريًا عاديًا.
” فَاطْرَحُوا” أي نتيجة هذا كله تستطيعون أنْ تطرحوا أي شيءٍ يحاول الالتصاق بكم.
“وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِه”؛ أي قُمّ بتنمية الطبيعة الإلهية التي فيك. تحدث المعجزة مِن الداخل للخارج وليس مِن السماء؛ لأن السماء وُضِعَتْ فيك، كل ما يلزمك لتحيا الحياة الصحيحة صار بداخلك، وليس عليك أنْ تحيا في عناءٍ وتعبٍ.
▪︎ بعض التساؤلات والعبارات الخطيرة التي تُبطِل المعجزة
“مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ.“ (١ بطرس ١: ٢٣).
“إِذًا إِنْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ؟“ (كولوسي ٢: ٢٠).
“…أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ (مثل) الْبَشَرِ؟“ (١ كورنثوس ٣: ٣).
يتعجب الرسول بولس مِن هؤلاء المؤمنون إذ يسلكون كأنهم في العالم مثل باقي البشر، كان مِن المُفترَض ألا يسلكون هكذا لأننا ببساطة لسنا كالبشر العاديين، فإنْ لاحظت ارتفاع في درجة الحرارة في جسدك، هذه القوة التي في روحك الآن تستطيع أنْ تسيطر بها على أي أعراضٍ غريبةٍ في جسدك.
هذا ما يقوله الكتاب في الرسالة إلى أهل رومية: “لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ.“ (رومية ٨: ١٣).
توجد بعض الجُمل التي كَوَّنَتْ عقيدةً ومفاهيم ضد ما قاله بطرس في الشاهد السابق وتسبّبت في عدم حدوث معجزات، مثل عبارة: “توقيتات الله”، “حسب إرادة الله”، لكن تذكر إنه عندما لمسَتْ الناس الرب يسوع، نال الجميع الشفاء (متى ١٤: ٣٦).
نجد البعض يقول إنه عندما صلى وطلب الرب، فالرب شفاه، في الحقيقة الرب لم يشفيك في هذا الوقت، بل شفاك منذ ألفي عامٍ ولكنك أخذْتَ شفاءك الآن، فما يحدث هو أنّ عيونك فُتِحَتْ عليه الآن فأخذته.
إذًا لا توجد توقيتات في هذه الأمور، لكن توجد توقيتات إلهية في خطة الله لك، وماذا يريدك أنْ تكون -وهذا عندما تنضج- وما نوع الخدمة التي ستخدمها في الأرض، لكن الأمور الحياتية والميراث لا يوجد فيها توقيتات، بل يفعلها الرب في الحال ويريدها أنْ تحدث، وعندما حدث خلط بينهما أدى هذا إلى مداخل لإبليس في حياة الناس.
“وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا.” (أفسس ٤: ٢٧).
“لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِينَا الشَّيْطَانُ، لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ.“ (٢ كورنثوس ٢: ١١).
عندما تدرس هذه الكلمات في اليوناني “لاَ تُعْطُوا، لِئَلاَّ يَطْمَعَ” تكتشف إنها كلمات انتهازية، إبليس كائنٌ انتهازيٌّ، مُتداخِلٌ ومُتَرَبِصٌ. عندما تصلي خطأ أو تتكلم عن إبليس بضخامة، يسمع هذا ويتعامل معك بهذا المنطلق، فأنت مَن أعطيته مكانًا.
علينا مناقشة عبارة “أعلم أنّ الرب لن يتركني “، نعم الله لن يتركك، وهو لن يتضايق منك عندما تقول هذه العبارة، ولكن لا تنسى أنّ الله يتدخل في حياتك بنظامٍ، هذا النظام إنْ لم تعرفه لن تأخذ معجزتك، لأنها ليست الطريقة التي سيفعل بها الرب المعجزة.
عندما يُولَد الشخص ثانيةً يتأمل في رحمة ومحبة الله، ولكنه مِن الممكن أنْ يكون غير فاهمٍ لمعنى هذه الكلمات -المحبة والرحمة- مِن الكلمة، وتجده يرنم في الكنيسة للرب، ولكن حينما تسأله عن أمرٍ في حياته تجد إجاباته إنه لا يعلم ماذا يحدث له، ولماذا كل هذه المشاكل في حياته.
يعتقد البعض كونه وُلِدَ مِن الله ثانيةً، صارت المسئولية واقعة على الرب تمامًا، هذا إخلاء طرف الإنسان تمامًا وهو أمرٌ خاطئٌ، ولا يجعل المعجزة تحدث. هناك أشخاصٌ تمرّنوا لسنوات على عدم سماع حقٍّ كتابيٍّ ومالوا آذانهم إلى تعاليم تبدو كتابية.
“يَا ابْنَ آدَمَ، هؤُلاَءِ الرِّجَالُ قَدْ أَصْعَدُوا أَصْنَامَهُمْ إِلَى قُلُوبِهِمْ، وَوَضَعُوا مَعْثَرَةَ إِثْمِهِمْ تِلْقَاءَ أَوْجُهِهِمْ. فَهَلْ أُسْأَلُ مِنْهُمْ سُؤَالاً؟“ (حزقيال ١٤: ٣).
كان شعب الله في هذا الوقت يرفض التوبيخ، وكان حزقيال مرفوضًا لأنه يقول الحقيقة للناس، وفي ذات الوقت كان يوجد أنبياء كذبة يتكلمون إلي الشعب ألا يخافوا، وأنه لن يحدث شيءٌ سيءٌ لهم، حتى صار الشعب لا يسلك بالطريقة الإلهية، لأنه وضع في قلبه أنْ لا يقبل كلمة الرب مِن فمّ حزقيال النبي ولكن طلبوا سماع نبوات خاطئة مِن أشخاص مُضلين.
نجد الرب يقول للنبي: “أيسألونك الآن بعد أنْ أجلسوا الأصنام على قلوبهم نتيجةً لاستماعهم للأنبياء الكذبة؟! هؤلاء الناس يبحثون عن ما يريدون سماعه.” فكانت النتيجة؛ “لأَجْلِ ذلِكَ كَلِّمْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي يُصْعِدُ أَصْنَامَهُ إِلَى قَلْبِهِ، وَيَضَعُ مَعْثَرَةَ إِثْمِهِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، ثُمَّ يَأْتِي إِلَى النَّبِيِّ، فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ أُجِيبُهُ حَسَبَ كَثْرَةِ أَصْنَامِهِ.” (حزقيال ١٤: ٤).
أي سأعطي له الإجابة بما وضعه في قلبه، فَهُم أرادوا سماع نبوات خاطئة ورفضوا الحق عمدًا، لذا لن يُعطَى لهم الحق!
هكذا ربما يطلب الشخصُ معجزةً وهو قد وَضَعَ في قلبه مبادئَ غيرَ كتابيةٍ مُطمئِنةً زيفًا، وعندما يطلب المعجزة مِن الرب وهو مُتّكِلٌ على رحمته بعشمٍ وليس عن طريقِ فَهْمِ الرحمة مِن الكلمة وكيف يسير فيها قائلاً: “أنّ الرب لن يتركني”، فلن ينال، لأنه ضبط قلبه سابقًا على الاستماع لأمورٍ أخرى غير الكلمةِ لفترةٍ مِن الزمنِ، كان مِن المُفترَض أنْ يتجهز فيها لليوم الشرير، وهذا بسبب الاحتفاظ بأمورٍ خطيرةٍ وعدم التخلي عنها.
مثلما فعلوا هؤلاء الأشخاص في أيام حزقيال واحتفظوا بأصنامٍ مَوروثةٍ، وعندما تَحدَّث إليهم النبي الذي يتكلم كلمة الله، لم يصدقوا استنادًا على أنّ مَن سبقوهم احتفظوا بِمِثْل هذه الأصنام ولم يحدث لهم شيءٌ، بنَفْس الطريقة الآن يوجد مَن يحتفظ بالموروث مِن فَهْم الآيات ولا يريد أنْ يفهم معنى الآية بالشكل صحيح بالرغم مِن وضوحها، خوفًا مِن أنْ يكتشف أنه مسؤولاً أمام نفسه عمّا حدث له في حياته السابقة، كما إنه لا يريد أنْ يتحمل مسئولية حياته القادمة.
” سأستمر في السلوك بهذه الطريقة ما لم ينبهني الرب إنها خطأ”؛ لأن الشخص اعتاد في الطفولة على “كثرة التنبيهات” والتي لا يستجيب لها بسهولة في التربية الخطأ، اعتقد أنّ الرب بهذه الصورة أيضًا لكن الرب في الحقيقة لا يُلحّ.
“فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً»“ (التكوين ٦: ٣).
“لاَ يَدِينُ”؛ هنا يقصد لن أفاصل مع، لن أُلح على الإنسان، لن أجاهد كثيرًا معه.
عندما سقط الإنسان وتورّطَ في الاختلاط مع عالَم الروح في بداية الخليقة، حَمَّلَ الرب الإنسان نتيجة ما فعله ولم يجاهد معه كثيرًا، هذا يظهر لنا أنّه مسؤولاً وهو مَن استدعى هذا ليحدث معه وليس أنّ الأرواح الشريرة أجبرتهم على هذا.
حتى تحدث المعجزة، على الشخص أنْ يضع نفسه في وضعيّةِ استقبالٍ لها، أنْ يتدرّب فيها، يسلك بها ويفهم الكلمة عارفًا فِكْر الله في وقت مُبكِّر وإلا سيفقد هذا الشخص ما يريده الرب له.
“وعد الرب أنْ يفعل هذا لي “، “الرب أظهر لي هذه الرؤية”؛ لا يتكلم الرب بهذه الصورة، إنْ أراد الله أنْ يتعامل مع الإنسان فهو يتكلم الكلمة، وفعل هذا وتكلم لنا مِن خلال يسوع، فتمَّتْ المشيئة.
“١٩فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ، فَخَلَّصَهُمْ مِنْ شَدَائِدِهِمْ. ٢٠ أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ، وَنَجَّاهُمْ مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ.“ (المزامير ١٠٧: ١٩، ٢٠).
الآن قد أرسل كلمته، أتى يسوع، وأتمَّ الخلاص، أُعطِينا كلَ شيءٍ مِن خلاله، لا تحتاج لأي تدخل سماوي آخر على الأرض يبقى أنْ تُخرِج المعجزة مْن داخلك إلى الخارج ليس بناء على وعود؛ لأن الوعد يعني أنّ الرب لم يفعل بعد.
لا يتعامل الرب مع الإنسان إلا بالكلمة، بدايةً مِن الخليقة، “وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ.“ (التكوين ١: ٣). وسيظل هكذا إلى آخر لحظة حينما نُؤخَذ معه، لأنّ الكلمة هي أداة الله للتعامل، هي طريقة الله للتواصل.
نجد في حادثة برج بابل عندما تدخل الله جعلهم يتكلمون بلغات كثيرة لأنه يعرف مدى أهمية الكلمات، ومِن هنا نجد مؤمنين كثيرين متعبين في حياتهم بسبب إنهم يتكلمون كلمات عادية مثل غيرهم مِن الناس ولا يتكلمون الكلمة.
“يارب ساعدني”، “أنا غيرُ مُستحقٍ“، “أجعلنا مستحقين”، لكي تنجز المعجزة لا تُصَلِ مثل هذه الصلوات وكأنك تحاول أنْ تُقنع الله بشيءٍ، وتحاول أنْ تنجز الأمر مع الرب وكأنه بكثرة الكلمات سيستمع إلى صلواتك، في حين يقول الكتاب غير ذلك؛ “وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ.” (متى ٦: ٧).
كذلك يظن البعض أنه عندما يقولها بحماسٍ بشريٍّ عَبْر كثرة ذكر اسم يسوع، مُعتقِدًا أنّ الأمر يُحلّ بهذه الطريقة. عندما كان الرب هنا على الأرض لم يكن يصلي للمرضى، بل كان يأمر بكلمة.
“١٥ فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مَا لَكَ تَصْرُخُ إِلَيَّ؟ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْحَلُوا. ١٦ وَارْفَعْ أَنْتَ عَصَاكَ وَمُدَّ يَدَكَ عَلَى الْبَحْرِ وَشُقَّهُ، فَيَدْخُلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ.“ (الخروج ١٤: ١٥، ١٦).
لم تكن عصا موسى عصا عادية كباقي العصيان، بل كان لها مكانة خاصة لدى الرب، فهي أداة هامة مسحها الرب لتُستَخدَم في المعجزات وحاول السحرة تقليدها لكن عصا موسى ابتلعتهم.
“مَا لَكَ تَصْرُخُ إِلَيَّ؟“؛ أي قد وُضِعَتْ بيدك الإمكانيات، بنَفْس الفكرة يصلي بعض الناس “يا رب ساعدني، أنا غيرُ مُستحِقٍ”، جمل كهذه تبدو مستقيمة، ولكنها تضرب وتنسف قواعد وأساسات المعجزة، لأنك إنْ اكتشفت إنك أصبحت بر الله، ستتأكد أنك تستحق نتيجةً للطبيعة الإلهية وليس نتيجةً للأفعال، هذا كله مَبنيٌّ على إدراكك لطبيعة البر.
“اَلشِّرِّيرُ يَهْرُبُ وَلاَ طَارِدَ، أَمَّا الصِّدِّيقُونَ (الأبرار) فَكَشِبْل ثَبِيتٍ (جريء).” (الأمثال ٢٨: ١).
البار جرئ كالأسد أنْ يأخذ معجزته، ويحصل على ما يريده في المسيح، ولا يخشى شيئًا، لكن إنْ كان الشخص يتعامل مع الأمرِ بتقهقرٍ وخوفٍ وانسحابٍ داخليٍّ، في هذه اللحظة هو أبطل المعجزة، وهذا كله نتيجةً لعدم معرفة تعريف الخطية؛ فهي ليست أفعال، بل طبيعة، وهذه الطبيعة تغيّرت، مجدًا ليسوع.
يكلِّم الرب الأشخاص الذين وَضَعَ طبيعته الإلهية داخلهم بنَفْس الطريقة التي كَلَّمَ بها موسى، فتجده يقول لهم: “ما لك مستسلم؟!”، “ما لك تصرخ إلي؟!”، “ألا يسكنك الروح القدس؟!”، “ألا توجد القوة الإلهية في داخلك؟!”، “ألست شريكًا للطبيعة الإلهية الآن؟!”، “أليس مِن المُفترَض أنْ تُخرِج هذه الطبيعة الآن؟!” لتُخرِج كلمة الله مِن فمك وبها ترسم الموقف وحياتك.
إنْ كنت تعلن كلمة الله على حياتك كل يومٍ، فأنت ترسم حياتك الرسمة الصحيحة، خَزِّن وذَخِّر في عالَم الروح، في داخلك أسدٌ، في داخلك قوة الله، ليست قوة عادية.
▪︎ مَيّز الروح وراء رغبة المعجزة، وكن منقادًا بروح الله
في البداية، عندما يبدأ الشخص في استخدام قوة المعجزات، بعد اكتشافه لها، يتجرأ البعض أنْ يُجرِّب هذا في بعض الأمور، فيجد أنه لن يحدث شيء، لأن دوافعه في هذا الأمر غيرُ صحيحةٍ للآخر، فليس الأمر بالتجربة.
عندما يتحرك الشخص تحت قيادةٍ غير إلهيةٍ في شيءٍ يبدو سليمًا، لن يحدث شيءٌ، وإنْ حدث، لن يجلب المجد لله، ضَرَبَ موسى الصخرة بدلاً مِن أنْ يكلمها، فحدثت المعجزة ولكن كلَّمه الرب قائلاً: “مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لَمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِذلِكَ لاَ تُدْخِلاَنِ هذِهِ الْجَمَاعَةَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا.” (العدد ٢٠: ١٢).
لم يُكرِّم موسى وهارون الرب لأنهما لم يفعلا ما أراده، ففي البداية تأتي أفكارٌ للشخص هدفها أنْ ينقاد بروحٍ أو فكرةٍ غريبةٍ مثل التي أتت للرب ورفضها.
“فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». ٤ فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ»“ (متى ٤: ٣، ٤).
لأن الروح الذي كان وراء هذا الأمر ليس روح الله، وإنْ سار وراءها سيكون الأمر خطيرًا؛ سيُدْخِل نفسه تحت قيادةٍ شيطانيةٍ، وبالمِثْل حدث السقوط! بدأ الأمر بأفكارٍ أدت إلى كلماتٍ وأفعالٍ ولذلك كان الرب حذرًا بالرغم مِن أنّ ما عرضه عليه المُجرِّب كان احتياجًا له.
أسأل نفسك باستمرار ما الروح وراء المعجزة؟! وإلى أنْ تُنظَف مِن هذه الدوافع التي تكون فيها مُتحمِسًا لرؤية يدي الروح القدس، سترى الأمر يحدث بسلاسةٍ وتتدرب على ما هو بالحقيقة تحت قيادة الروح القدس.
▪︎ بداخلك قوة تكفي العالم كله!
إنْ أردْتَ أنْ تُصيب الهدف عليك تَعَلُّم قواعد اللعب الصحيحة. في تحركات الرب يسوع على الأرض، لم يُصلِ لأجل المعجزة، بل كان يتكلم الكلمة ويخرجها.
بداخلك قوة الله للتعامل مع احتياجاتك ومع كل ما يخصك لكي تحيا مُسَيطِرًا على حواسك الخمس، وعلى كل ما يخصك، لكنك تحتاج أولاً أنْ تتدرب وتكبر.
بداخلك قوة، لا تكفيك فقط، بل تكفي مَن حولك أيضًا، وليس ذلك فقط بل تكفي مدينتك ودولتك والعالم أجمع، وإنْ لم تستخدمها بقيادة الروح القدس لن تظهر.
هناك مَن يستخدم قوة الله بدافع الاستعراض، أو لأنه يريد التأكد مِن صحة الكلام، فيوجد مَن يفعلها بقلبٍ صحيحٍ، فتأتي بنتائج، ولكنه إنْ لم يفعلها بقلبٍ صحيحٍ، فلن يرى نتائج، ونصيحتي لك كن مُنقادًا بالروح القدس.
لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا
لمشاهدة العظة على اليوتيوب
__________
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry