القائمة إغلاق

الملكوت الحالي – الجزء 4 The Present Kingdom – Part

 

 

لمشاهدة العظة علي الفيس بوك اضغط هنا

لسماع العظة علي الساوند كلاود اضغط هنا

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب

 

 

 

الملكوت الحالي – الجزء 4

  • حياة مختلفة
  • أنت نور العالم
  • قد أتيت لهذا الاحتفال
  • آخر عدو يُبطَل هو الموت
  • قوتان فقط على الأرض
  • مدينة سماوية لها تأثير على الأرض
  • نتائج وتأثير تأملك في مدينة الله
  • عن مدينة الله
  • كيف يتعامل الرب مع شعبه في مدينة الله
  • ينطبق على الكنيسة ما سينطبق في وقت الملك الألفي
  • إن كنتم قد قمتم مع المسيح
  • سلوك الساكن في مدينة الله

 

 

*حياة مختلفة

 أنت تحيا على الأرض حياة مختلفة عن الآخرين غير المولودين من الله، فأنت تؤثر ولا تتأثر مهما حدث في الأرض. تذكر حياة الرب يسوع على الأرض لم تتأثر بما يحدث فيها، فلم يتأثر بالأمراض أو اقتصاد الأرض كذلك أيضًا أولاد الله يحيون حياة الغلبة والانتصار، حياة ممتلئة بالفيض والوفرة والشفاء والصحة الإلهية غير متأثرين بأحداث العالم.

  ينهار العالم، لكننا نحيا بطريقة مختلفة فنحن نخلص آخرين بوجودنا على الأرض، فالرب ينجيهم ويخلصهم بسبب تشفعك. كمولود من الله أنت تحيا في ارتفاع رغم وجودك في العالم الذي هو في حالة انخفاض.

 تعلمنا كلمة الله دائمًا الطريقة التي نسلك بها في كل مواقف الحياة، فوجودك في الأرض هو سبب حماية ومساعدة للآخرين. يحيا المؤمن بسيادة داخل دائرته الشخصية، وكلما زادت معرفتك الكتابية كلما تحيا بطريقة أروع.

“وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ.” (دانيال ١٢: ٣)

 الجسد الممجد الذي سيلبسه المؤمنون هو جسد خارق للطبيعي فهو قادر على الدخول والأبواب مغلقة، ويثبت الكتاب المقدس أنك تضيء حتى أثناء وجودك في جسدك الحالي.

 

*أنت نور العالم

 

“١٤ أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل، ١٥ وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. ١٦ فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.” (متى ٥: ١٤-١٦)

أنت نور العالم، فإن أخفيت إيمانك عن العالم، توقع أنك ستنطفئ. المؤمن الذي يتلون بالعالم ينطفئ نوره.

 ” فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا” هذه الجملة غير دقيقة في الترجمة العربية، إن رجعنا للترجمات اليونانية ستجده يقول: فليضئ نوركم بقوة وبزيادة لكي يروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السماوات.

  يُقصَد بــ “أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ” ليس فقط أعمال المحبة تجاه الآخرين ولكن توجد أكثر من عشرة طرق في الكتاب المقدس تمجد بها الآب السماوي من ضمنها أن تحيا في انتصار على الأرض، وليس فقط حسن السير والسلوك في عملك أو دراستك، وتذكر إنه يوجد مجد ناتج عن حياتنا على الأرض يشمل استجابات الصلاة ويشمل تسديد الاحتياجات.

 

“١٢ وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ أَنَّ يُوحَنَّا أُسْلِمَ، انْصَرَفَ إِلَى الْجَلِيلِ. ١٣ وَتَرَكَ النَّاصِرَةَ وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرَنَاحُومَ الَّتِي عِنْدَ الْبَحْرِ فِي تُخُومِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيمَ، ١٤ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: ١٥ «أَرْضُ زَبُولُونَ، وَأَرْضُ نَفْتَالِيمَ، طَرِيقُ الْبَحْرِ، عَبْرُ الأُرْدُنِّ، جَلِيلُ الأُمَمِ. ١٦ الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا، وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ». ١٧ مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ». ١٨ وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. ١٩ فَقَالَ لَهُمَا: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ». ٢٠ فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ.” (متى ٤: ١٢-٢٠)

 

 امتلأ الرب يسوع من الروح القدس وبعدها خرج إلى البرية ثم تحرك للخدمة. المنطقة التي يتكلم عنها هذا الشاهد هي عبارة عن أرض مظلمة، هي خليط بين شعب إسرائيل والأمم، هذه المنطقة ممتلئة بالعبادات غير الكتابية. عاش الرب يسوع وخدم في هذا المكان لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي: ١٥ «أَرْضُ زَبُولُونَ، وَأَرْضُ نَفْتَالِيمَ، طَرِيقُ الْبَحْرِ، عَبْرُ الأُرْدُنِّ، جَلِيلُ الأُمَمِ. ١٦ الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا، وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ». (متى ٤: ١٥، ١٦).

 كان وجود الرب يسوع وكرازته يشع نورًا في هذه المنطقة، رغم إن الكلمة تقول عن هذا الشعب إنه يحيا في ظلمة وكورة موت إلا أننا في العيان لم نرى هؤلاء مظلمين، أيضًا النور الذي أبصروه بسبب وجود الرب يسوع وكرازته؛ لم يكن جسد الرب يسوع يشع نورًا في العيان، ولكن مجرد وجوده وكرازته في هذا المكان كان يمنحهم نورًا من روحه.

  هكذا أيضًا وجودك كمؤمن هنا على الأرض قبل الملك الألفي يشع نورًا من روحك للعالم. يوجد نور يخرج من المؤمنين الفاهمين للآخرين، فليس كل المولودين من الله يضيئون بل هم فقط مرشحون لذلك عن طريق المعرفة الكتابية والسلوك بمبادئ الكلمة، فمجرد سلوكك باستقامة في عملك يضيء نورك للآخرين، وعندما تواجه آخرين من مملكة الظلمة، تجدهم لا يقدرون أن يستمروا، وعكس ذلك من يحيا في شكوى ورثاء للذات، مثل هؤلاء لن يؤثروا ولن يضيئوا للآخرين.

 

 إن كانت لغتك هي الصلاة من أجل عملك فأنت تعطي نور. فعندما دخل الرب يسوع هذه المنطقة سالفة الذكر، أضاءت بنور عظيم، وهو عاش كنور قبل أن ينتخب التلاميذ ويقول لهم “أنتم نور العالم”، لذلك فنحن سنضيء عندما نلبس الأجساد الممجدة في العيان بنفس الإضاءة التي ننير بها هنا على الأرض، وكما كان الرب يسوع ينير هنا على الأرض قبل أن ينال الجسد الممجد هكذا نحن أيضًا.

 

“١٧ مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ». ١٨ وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. ١٩ فَقَالَ لَهُمَا:«هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ». ٢٠ فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ. ٢١ ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا. ٢٢ فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ.” (متى ٤: ١٧-٢٢)

 

 يوجد نور في الإنجيل، فأنت تأخذ منه طبيعة الله وحياة الله القادرة على مواجهة جميع التحديات التي في العالم، وذلك بعكس البشر غير المولودين من الله والذين لديهم نقص معرفة كتابية، فهم يتأثرون بأحداث العالم وظروفه واقتصاده ويؤثر ذلك عليهم صحيًا ونفسيًا، أما نحن المؤمنون الممتلئون بالمعرفة الكتابية، لا نخرج من هذه الأرض مرتبكين لأننا نملك الطبيعة الإلهية.

 

  تذكَّر شعب الله عندما خرجوا من مصر أخذوا معهم غنائم، لذا لا تتكاسل في عملك لأن مجيء الرب قريب ولكن عليك أن تعمل وتصلح الأرض إلى آخر لحظة تعيشها هنا. الكنيسة هي عمود الحق وقاعدته، وإن توقفت الكنيسة عن عملها هنا على الأرض سينتج عن ذلك خراب الأرض وهذا ما سيحدث بعد اختطاف الكنيسة. لذلك لا تتكاسل في دراستك أو عملك ما دمت هنا على الأرض.

 الهدف من فهمك للملكوت الحالي هو السيادة والتسلط على حياتك الشخصية وليس على الآخرين. إن كنت تواجه أي تحدى تعامل معه بالصلاة بالروح وستجد الروح القدس يخرج الحكمة من داخلك للتعامل مع هذا التحدي.

 

*قد أتيت لهذا الاحتفال

“٢٢ بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، ٢٣ وَكَنِيسةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، ٢٤ وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ. ٢٥ اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أُولئِكَ لَمْ يَنْجُوا إِذِ اسْتَعْفَوْا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ عَلَى الأَرْضِ، فَبِالأَوْلَى جِدًّا لاَ نَنْجُو نَحْنُ الْمُرْتَدِّينَ عَنِ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ! ٢٦ الَّذِي صَوْتُهُ زَعْزَعَ الأَرْضَ حِينَئِذٍ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَعَدَ قَائِلاً: «إِنِّي مَرَّةً أَيْضًا أُزَلْزِلُ لاَ الأَرْضَ فَقَطْ بَلِ السَّمَاءَ أَيْضًا». ٢٧ فَقَوْلُهُ «مَرَّةً أَيْضًا» يَدُلُّ عَلَى تَغْيِيرِ الأَشْيَاءِ الْمُتَزَعْزِعَةِ كَمَصْنُوعَةٍ، لِكَيْ تَبْقَى الَّتِي لاَ تَتَزَعْزَعُ. ٢٨ لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى. ٢٩ لأَنَّ «إِلهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ».” (العبرانيين ١٢: ٢٢-٢٩)

 

٢٢بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ”

 أنت أتيت لهذا الاحتفال مع ربوات من الملائكة، وإدراكك لهذا هو فقط الذي يجعلك تحيا هذا الاحتفال هنا على الأرض، إدراكك لهذه المدينة هو الذي يجعلك تحيا بانتصار في هذا العالم عن طريق تجديد ذهنك وتفكيرك بهذه الصورة وليس بالنظر والتأمل في الظروف والعيان، هذا ما يعلمه لنا الكتاب عن كيف نحيا حياة الغلبة والانتصار.

 لاحظ كلمة “صِهْيَوْنَ”، وكلمة “أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ” وكأنه يتكلم عن مدينتين، واحدة على الأرض والثانية سماوية ولكنهما متصلتين، أي إنه يوجد اتصال بين مدينه الله صهيون التي على الأرض وأورشليم السماوية.

 

كان العرف اليهودي يتكلم عن صهيون على إنها مدينتين بصورة الجمع حتى الأصحاح العاشر من سفر حزقيال وهو وقت فراق الروح القدس للهيكل، ومن هذا التاريخ والعرف اليهودي يتكلم عن صهيون على أنها مدينة واحدة فقط بصورة المفرد.

 هذه المدينة السماوية تحتوي بداخلها الكنيسة، والآن أنت فيها، متواجدًا في هذه الاحتفالات (بالماضي). يوضح هذا الشاهد أننا قد جئنا إلى جبل صهيون وأورشليم السماوية، ولسنا بحاجة لأن نكون هناك جسديًا كي نستفيد من روعة هذا المكان، فنحن فيه بالفعل.

 المقصود بعبارة “مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ” تشمل محفل من الملائكة والبشر، بعضهم على الأرض والبعض انتقلوا إلى السماء مما يوضح أننا مقيمون فيها بالماضي لذلك يقولها الشاهد الكتابي “قَدْ أَتَيْتُمْ” وليس “ستأتوا”.

٢٣وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ”

 ذكرت عبارة “اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ” في هذا الشاهد ليوضح أن الله يحكم من خلال كنيسته وشعبه، فنحن ككنيسة لسنا في عهد مع الله ولكننا نتيجته.

“٢٤ وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ.”

“إلى دم رش يتكلم أفضل من دم هابيل” تذكرنا هذه العبارة بكلام الرب مع قايين بقوله: “مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ.” (التكوين ٤: ١٠). هذا يوضح أن عالم العيان يتكلم، نجد في بعض الأحيان لعبة أطفال تمتلئ بأرواح شريرة وتتكلم وتصيب البيت والأشخاص بمشاكل، وكذلك أيضًا دم هابيل عندما انسكب تكلم إلى الرب. عندما تكلم الرب يسوع إلى شجرة التين في انجيل مرقس؛ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُون”(مرقس١١: ١٤)، لاحظ قوله “فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا” وهذا يعنى أن الشجرة كانت تتكلم مع الرب.

 

“٢٦ الَّذِي صَوْتُهُ زَعْزَعَ الأَرْضَ حِينَئِذٍ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَعَدَ قَائِلاً: «إِنِّي مَرَّةً أَيْضًا أُزَلْزِلُ لاَ الأَرْضَ فَقَطْ بَلِ السَّمَاءَ أَيْضًا». ٢٧ فَقَوْلُهُ «مَرَّةً أَيْضًا» يَدُلُّ عَلَى تَغْيِيرِ الأَشْيَاءِ الْمُتَزَعْزِعَةِ كَمَصْنُوعَةٍ، لِكَيْ تَبْقَى الَّتِي لاَ تَتَزَعْزَعُ.”

 يعنى هذا إنه لا يوجد شيء على الأرض أو في السماء إلا وسيتزعزع باستثناء مدينة الله، فأي شيء من المخلوقات سيتزعزع لكي تبقى مدينة الله التي لا تتزعزع، تذكر أنك فيها الآن، قد أدخلك الرب بها.

“٢٨لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى.”

 “وَنَحْنُ قَابِلُونَ” (بالماضي وليس في المستقبل) أي نحن في حالة استلام واستقبال وتأسيس على هذه الصخرة، لذلك نحن كمؤمنين لا نخشى ولا نعبد إلا الله، فلا نخشى من ظروف الحياة أو من شخص ذو صفة رئاسية أو مدير، نحن فقط نقدرهم كما أوصانا الرب في كلمته ولكننا عالمين في أنفسنا إنه ليس مصيرنا أو مستقبلنا في يد هؤلاء، لذلك أنت كمؤمن لا تقلق مما يحدث في العالم.

 

 كونك علمتَ أنك مقيم في هذه المدينة السماوية فلابد أن تعرف ماهي الامتيازات التي نلتها بسبب وجودك فيها والتي ستؤثر على جميع أمور حياتك، فقد علّمنا الرب يسوع مبدأ هام جدًا عندما سألوه: “لِمَاذَا يَتَعَدَّى تَلاَمِيذُكَ تَقْلِيدَ الشُّيُوخِ، فَإِنَّهُمْ لاَ يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ حِينَمَا يَأْكُلُونَ خُبْزًا؟” (متى ١٥: ٢)، فرد الرب يسوع عليهم قائلًا: “لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ” (متى ١٥: ١١)، أي ليس ما يحدث معك يؤثر عليك، بل ما تقوله، لذلك يعلمنا الرب يسوع مبدأ وهو إن كنت تريد أن تحيا حياة صحيحة، تكلم بلسانك وتنبأ على حياتك.

 

  “غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرّ بِشَرّ أَوْ عَنْ شَتِيمَةٍ بِشَتِيمَةٍ، بَلْ بِالْعَكْسِ مُبَارِكِينَ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً” (١بطرس٣: ٩) أي إن كنت تريد أن تحيا حياة صحيحة، تكلم كلمات صحيحة، فالحياة من الداخل للخارج وليس من العكس.

 الحياة من الخارج للداخل هي حياة الناموس القائمة على الأعمال، فتؤثر على الحياة من الداخل، لكن وضح الرب يسوع النظام السليم وهو أن تحيا من الداخل إلى الخارج بمعنى، إن كانت طريقة تفكيرك بحسب مملكة الله فذلك سيؤثر حتمًا على حياتك من الخارج، وأيضًا وضح الرب أن ليس ما يدخل الفم ينجس بل ما يخرج من الفم، أي أن ما يخرج منك من أفكار أو كلمات هو ما يؤثر على حياتك.

 

 “٩ بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِنًا فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. ١٠ لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ. ١١ بِالإِيمَانِ سَارَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا أَخَذَتْ قُدْرَةً عَلَى إِنْشَاءِ نَسْل، وَبَعْدَ وَقْتِ السِّنِّ وَلَدَتْ، إِذْ حَسِبَتِ الَّذِي وَعَدَ صَادِقًا.” (العبرانيين ١١: ٩-١١)

 يخبرنا هذا الشاهد الكتابي عن المملكة التي نحن فيها، فإبراهيم وأولاده كانوا يعيشون على الأرض منتظرين المدينة التي صانعها وبارئها الله وهذه المدينة هي ما تكلم عنها في الأصحاح التالي (العبرانيين ١٢).

 

 “١٦ وَلكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً. ١٧ بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ. قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ ١٨ الَّذِي قِيلَ لَهُ: «إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». ١٩ إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضًا، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضًا فِي مِثَال. ٢٠ بِالإِيمَانِ إِسْحَاقُ بَارَكَ يَعْقُوبَ وَعِيسُو مِنْ جِهَةِ أُمُورٍ عَتِيدَةٍ. ٢١ بِالإِيمَانِ يَعْقُوبُ عِنْدَ مَوْتِهِ بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنَيْ يُوسُفَ، وَسَجَدَ عَلَى رَأْسِ عَصَاهُ. ٢٢ بِالإِيمَانِ يُوسُفُ عِنْدَ مَوْتِهِ ذَكَرَ خُرُوجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَوْصَى مِنْ جِهَةِ عِظَامِهِ. ٢٣ بِالإِيمَانِ مُوسَى، بَعْدَمَا وُلِدَ، أَخْفَاهُ أَبَوَاهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ، لأَنَّهُمَا رَأَيَا الصَّبِيَّ جَمِيلاً، وَلَمْ يَخْشَيَا أَمْرَ الْمَلِكِ. ٢٤ بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، ٢٥ مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ، ٢٦ حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ. ٢٧ بِالإِيمَانِ تَرَكَ مِصْرَ غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ غَضَبِ الْمَلِكِ،لأَنَّهُ تَشَدَّدَ، كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لاَ يُرَى. ٢٨ بِالإِيمَانِ صَنَعَ الْفِصْحَ وَرَشَّ الدَّمَ لِئَلاَّ يَمَسَّهُمُ الَّذِي أَهْلَكَ الأَبْكَارَ. ٢٩ بِالإِيمَانِ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ كَمَا فِي الْيَابِسَةِ، الأَمْرُ الَّذِي لَمَّا شَرَعَ فِيهِ الْمِصْرِيُّونَ غَرِقُوا. ٣٠ بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. ٣١ بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ. ٣٢ وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضًا؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ، ٣٣ الَّذِينَ بِالإِيمَانِ: قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، ٣٤ أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ، ٣٥ أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ. ٣٦ وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضًا وَحَبْسٍ. ٣٧ رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، ٣٨ وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَال وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ. ٣٩ فَهؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ، ٤٠ إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئًا أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا.” (العبرانيين ١١: ١٦-٤٠)

“١٦وَلكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً.”

أي المدينة التي تكلم عنها الرب يسوع في يوحنا١٤: “فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا،” (يوحنا ١٤: ٢) أي المدينة السماوية التي صنعت من الرب شخصيًا والتي نحن ساكنين بها الآن، وهذه هي الثابتة والباقية.

“٤٠إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئًا أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا.”

 نحن في أعلى مرحلة من الخطة الإلهية للبشر، فما سيحدث في المستقبل هو نتيجة لما يحدث الآن، مثلما تأسس العهد مع إبراهيم كي يأتي الرب يسوع على الأرض، وأيضًا لكي يحدث خلاص كان لابد أن يموت الرب ويقوم، ولكي يحدث خلاص للبشر بعد قيامة الرب يسوع كان لابد أن تحيا الكنيسة نتيجة الخلاص الذي تممه، والذي تم نتيجة العهد مع إبراهيم، إلى أن يُهزَم آخر عدو هو الجسد القابل للفناء (الموت).

 

*آخر عدو يُبطَل هو الموت

 “٢٥ لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ حَتَّى يَضَعَ جَمِيعَ الأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. ٢٦ آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ. ٢٧ لأَنَّهُ أَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. وَلكِنْ حِينَمَا يَقُولُ: «إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ أُخْضِعَ» فَوَاضِحٌ أَنَّهُ غَيْرُ الَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ. ٢٨ وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ، فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ، كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ. ٢٩ وَإِلاَّ فَمَاذَا يَصْنَعُ الَّذِينَ يَعْتَمِدُونَ مِنْ أَجْلِ الأَمْوَاتِ؟ إِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لاَ يَقُومُونَ الْبَتَّةَ، فَلِمَاذَا يَعْتَمِدُونَ مِنْ أَجْلِ الأَمْوَاتِ؟ ٣٠ وَلِمَاذَا نُخَاطِرُ نَحْنُ كُلَّ سَاعَةٍ؟ ٣١ إِنِّي بِافْتِخَارِكُمُ الَّذِي لِي فِي يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا، أَمُوتُ كُلَّ يَوْمٍ. ٣٢ إِنْ كُنْتُ كَإِنْسَانٍ قَدْ حَارَبْتُ وُحُوشًا فِي أَفَسُسَ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ لِي؟ إِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لاَ يَقُومُونَ، «فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ لأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ!». ٣٣ لاَ تَضِلُّوا: «فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ» ٣٤ اُصْحُوا لِلْبِرِّ وَلاَ تُخْطِئُوا، لأَنَّ قَوْمًا لَيْسَتْ لَهُمْ مَعْرِفَةٌ بِاللهِ. أَقُولُ ذلِكَ لِتَخْجِيلِكُمْ! ٣٥ لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ:«كَيْفَ يُقَامُ الأَمْوَاتُ؟ وَبِأَيِّ جِسْمٍ يَأْتُونَ؟» ٣٦ يَاغَبِيُّ! الَّذِي تَزْرَعُهُ لاَ يُحْيَا إِنْ لَمْ يَمُتْ. ٣٧ وَالَّذِي تَزْرَعُهُ، لَسْتَ تَزْرَعُ الْجِسْمَ الَّذِي سَوْفَ يَصِيرُ، بَلْ حَبَّةً مُجَرَّدَةً، رُبَّمَا مِنْ حِنْطَةٍ أَوْ أَحَدِ الْبَوَاقِي. ٣٨ وَلكِنَّ اللهَ يُعْطِيهَا جِسْمًا كَمَا أَرَادَ. وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْبُزُورِ جِسْمَهُ. ٣٩ لَيْسَ كُلُّ جَسَدٍ جَسَدًا وَاحِدًا، بَلْ لِلنَّاسِ جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَلِلْبَهَائِمِ جَسَدٌ آخَرُ، وَلِلسَّمَكِ آخَرُ، وَلِلطَّيْرِ آخَرُ. ٤٠ وَأَجْسَامٌ سَمَاوِيَّةٌ، وَأَجْسَامٌ أَرْضِيَّةٌ. لكِنَّ مَجْدَ السَّمَاوِيَّاتِ شَيْءٌ، وَمَجْدَ الأَرْضِيَّاتِ آخَرُ. ٤١ مَجْدُ الشَّمْسِ شَيْءٌ، وَمَجْدُ الْقَمَرِ آخَرُ، وَمَجْدُ النُّجُومِ آخَرُ. لأَنَّ نَجْمًا يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ. ٤٢ هكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. ٤٣ يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضَعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ. ٤٤ يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًّا. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِيٌّ وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِيٌّ. ٤٥ هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا:«صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا». ٤٦ لكِنْ لَيْسَ الرُّوحَانِيُّ أَوَّلاً بَلِ الْحَيَوَانِيُّ، وَبَعْدَ ذلِكَ الرُّوحَانِيُّ. ٤٧ الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ. ٤٨ كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا، وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا. ٤٩ وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ. ٥٠ فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ. ٥١ هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، ٥٢ فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ. ٥٣ لأَنَّ هذَا الْفَاسِدَ لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ. ٥٤ وَمَتَى لَبِسَ هذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ، وَلَبِسَ هذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ، فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ». ٥٥ «أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟» ٥٦ أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ، وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ. ٥٧ وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. ٥٨ إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، كُونُوا رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ، مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ.” (١ كورنثوس ١٥: ٢٥-٥٨)

 

 “٢٦آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ.” أي إنه يوجد أعداء آخرون، فمن هم هؤلاء الأعداء؟ هم ليسوا أشخاصًا وهذا ما أوضحه الرب يسوع بعد موته وقيامته، فقبل موته كانوا أشخاصًا في صورة نيفيليم وأشخاص مهجنين وكان يتم التخلص منهم في صورة حروب عيانية، أما بعد موت وقيامة الرب يسوع أصبحت الحرب مختلفة فقد صار لنا سلطان وسيادة على عالم الروح نتيجة ما فعله الرب يسوع.

  تنحني للرب كل ركبه نتيجة السلطان وقوة اسم يسوع. أعطانا الرب يسوع هذا السلطان لتوضع الأعداء تحت أقدامنا. لا يعني هذا أن تستخدم اسم يسوع كتعويذة، فاسم يسوع يعني كل ذخيرة الكلمة التي تفهمها وتدركها، بالتالي عندما تقول: “باسم يسوع” فإن ادراكك له يحمي الشيء.

 آخر عدو يُهزَم هو الموت ولكن تذكر دور الروح القدس الساكن فيك على جسدك كما يقول الكتاب أنه يعطينا قوة القيامة “وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ“(رومية8: 11).

 

قوتان فقط على الأرض

 

 “١٢ شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، ١٣ الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، ١٤ الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا. ١٥ الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. ١٦ فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. ١٧ الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ ١٨ وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ. ١٩ لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ، ٢٠ وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ.” (كولوسي ١: ١٢-٢٠)

 

“١٣الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ”

أنقذك الرب من سلطان الظلمة ونقلك إلى ملكوت ابن محبته.

  لا يوجد سوى قوتين على الأرض، قوة مملكة النور وقوة مملكة الظلمة، فأي حالة من الإحباط أو الارتباك هي نشاط من مملكة الظلمة عليك، فعند إزالة الأرواح الشريرة من الأرض -وهذا سيحدث بالفعل في الملك الألفي- ستكتشف حالة من الهدوء حدثت في أذهان البشر، إذًا حالة الإحباط التي تصيب الشخص ليست إلا تأثير أرواح شريرة سواء كانت مباشرة عن طريق روح شرير يتكلم في ذهن الشخص أو قد يكون هذا الشخص امتلأ بأفكار إلى أن صارت هذه الأرواح مسيطرة عليه من خلال أفكار، فسواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، الأمر ورائه مملكة الظلمة.

 

 ليس من الطبيعي أن يحيا الشخص المولود من الله حالة من الضغط في بيته أو عمله. يخبرنا الكتاب عما فعله الرب: “الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ”(كولوسي1: 13)، إذًا لا توجد قوة ثالثة تعمل في الأرض فإما قوة الله أو قوة إبليس، لكن لماذا يحدث تأثير من مملكة الظلمة مع بعض المؤمنين رغم إنقاذ الرب لهم من سلطان الظلمة ونقلهم إلى ملكوت ابنه المحبوب؟

السبب هو أنك كمؤمن تحتاج أن تفهم كلمة الرب وتسكن فيك كلمته بغنى. لابد من وجود تغذية للطبيعة الإلهية التي بداخلك، فليس من الطبيعي أن تحيا حياة انكسار بحجة أنك في الجسد، فقد تكلم الكتاب عن المدينة السماوية التي نحن فيها الآن ليس بها ضغوطات. “بِالْبِرِّ تُثَبَّتِينَ بَعِيدَةً عَنِ الظُّلْمِ فَلاَ تَخَافِينَ، وَعَنِ الارْتِعَابِ فَلاَ يَدْنُو مِنْكِ”(أشعياء54: 14).

  كمؤمن أنت موجود في السماء والأرض في نفس الوقت؛ يخبرنا الكتاب:  “وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (أفسس ٢: ٦)، فإما أن تتحرك بمبادئ الكلمة أو بمبادئ العالم، وما تتحرك به ستشرب وتأكل منه، في حين أنك – كمؤمن – أُنقِذتَ من سلطان الظلمة، ولم يقل الكتاب أننا نُقِلنا إلى سلطان ابنه بل إلى مملكة ابنه المحبوب وذلك لأن إبليس يعمل بحالة من السيطرة على البشر بينما انتقل المؤمن عندما قبل الرب يسوع إلى مملكة حب، وليس رعب كمملكة إبليس، فلا تقدر الأرواح الشريرة على مخالفة أوامر رئيسها وإلا ستعذب.

  تعمل مملكة إبليس باستراتيجية التعذيب، وذُكِرَ هذا في معجزة الرب يسوع مع مجنون كورة الجدريين عندما طلبت الأرواح الشريرة من الرب يسوع ألا يخرجهم من المنطقة المقيمون بها وطلبوا السماح لهم بدخول الخنازير (متى٨: ٢٩- ٣١). ترتعب هذه الأرواح من التعذيب الذي ينتظرهم من رؤسائهم، فمملكة الظلمة ليست بها محبة بل تعمل بالخوف والترهيب، لذا الوعظ الترهيبي ليس من الرب.

 

*مدينة سماوية لها تأثير على الأرض

 

 “١ إِلهُ الآلِهَةِ الرَّبُّ تَكَلَّمَ، وَدَعَا الأَرْضَ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا. ٢ مِنْ صِهْيَوْنَ، كَمَالِ الْجَمَالِ، اللهُ أَشْرَقَ. ٣ يَأْتِي إِلهُنَا وَلاَ يَصْمُتُ. نَارٌ قُدَّامَهُ تَأْكُلُ، وَحَوْلَهُ عَاصِفٌ جِدًّا. ٤ يَدْعُو السَّمَاوَاتِ مِنْ فَوْقُ، وَالأَرْضَ إِلَى مُدَايَنَةِ شَعْبِهِ: ٥ «اجْمَعُوا إِلَيَّ أَتْقِيَائِي، الْقَاطِعِينَ عَهْدِي عَلَى ذَبِيحَةٍ». ٦ وَتُخْبِرُ السَّمَاوَاتُ بِعَدْلِهِ، لأَنَّ اللهَ هُوَ الدَّيَّانُ. سِلاَهْ. ٧ «اِسْمَعْ يَا شَعْبِي فَأَتَكَلَّمَ. يَا إِسْرَائِيلُ فَأَشْهَدَ عَلَيْكَ: اَللهُ إِلهُكَ أَنَا. ٨ لاَ عَلَى ذَبَائِحِكَ أُوَبِّخُكَ، فَإِنَّ مُحْرَقَاتِكَ هِيَ دَائِمًا قُدَّامِي. ٩ لاَ آخُذُ مِنْ بَيْتِكَ ثَوْرًا، وَلاَ مِنْ حَظَائِرِكَ أَعْتِدَةً. ١٠ لأَنَّ لِي حَيَوَانَ الْوَعْرِ وَالْبَهَائِمَ عَلَى الْجِبَالِ الأُلُوفِ. ١١ قَدْ عَلِمْتُ كُلَّ طُيُورِ الْجِبَالِ، وَوُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ عِنْدِي. ١٢ إِنْ جُعْتُ فَلاَ أَقُولُ لَكَ، لأَنَّ لِي الْمَسْكُونَةَ وَمِلأَهَا. ١٣ هَلْ آكُلُ لَحْمَ الثِّيرَانِ، أَوْ أَشْرَبُ دَمَ التُّيُوسِ؟ ١٤ اِذْبَحْ للهِ حَمْدًا، وَأَوْفِ الْعَلِيَّ نُذُورَكَ، ١٥ وَادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي” (المزامير ٥٠: ١-١٥)

 

 تذكّر أن مدينة الرب سماوية وليست أرضية، لكنها تؤثر على عالم العيان، فنحن نحيا تأثير الملك الألفي قبل حدوثه في العيان وهو سيادة الرب.

 هذا ما قاله الرب يسوع: إِنْ كُنْتُ بِأَصْبعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ”(لوقا١١: ٢٠)، إذًا ملكوت الله له تأثير في أمور أرضية، فلا يترك الله المشكلة دون حل لتعاني. حينما تدرك هذا، تدخل على أمر آخر وهو كيفية حل المشكلة وحدوث المعجزة -التي تحدث بالتشارك بين الله والإنسان- وهذه الأمور مشروحة بالتفصيل في سلسلة المعجزات وكيف تنجح

 

*نتائج وتأثير تأملك في مدينة الله

 “١ عَظِيمٌ هُوَ الرَّبُّ وَحَمِيدٌ جِدًّا فِي مَدِينَةِ إِلهِنَا، جَبَلِ قُدْسِهِ. ٢ جَمِيلُ الارْتِفَاعِ، فَرَحُ كُلِّ الأَرْضِ، جَبَلُ صِهْيَوْنَ. فَرَحُ أَقَاصِي الشِّمَالِ، مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. ٣ اَللهُ فِي قُصُورِهَا يُعْرَفُ مَلْجَأً. ٤ لأَنَّهُ هُوَذَا الْمُلُوكُ اجْتَمَعُوا. مَضَوْا جَمِيعًا. ٥ لَمَّا رَأَوْا بُهِتُوا، ارْتَاعُوا، فَرُّوا. ٦ أَخَذَتْهُمُ الرِّعْدَةُ هُنَاكَ، وَالْمَخَاضُ كَوَالِدَةٍ. ٧ بِرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ تَكْسِرُ سُفُنَ تَرْشِيشَ. ٨ كَمَا سَمِعْنَا هكَذَا رَأَيْنَا في مَدِينَةِ رَبِّ الْجُنُودِ، فِي مَدِينَةِ إِلهِنَا. اللهُ يُثَبِّتُهَا إِلَى الأَبَدِ. سِلاَهْ. ٩ ذَكَرْنَا يَا اَللهُ رَحْمَتَكَ فِي وَسَطِ هَيْكَلِكَ. ١٠ نَظِيرُ اسْمِكَ يَا اَللهُ تَسْبِيحُكَ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. يَمِينُكَ مَلآنَةٌ بِرًّا. ١١ يَفْرَحُ جَبَلُ صِهْيَوْنَ، تَبْتَهِجُ بَنَاتُ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ أَحْكَامِكَ. ١٢ طُوفُوا بِصِهْيَوْنَ، وَدُورُوا حَوْلَهَا. عُدُّوا أَبْرَاجَهَا. ١٣ ضَعُوا قُلُوبَكُمْ عَلَى مَتَارِسِهَا. تَأَمَّلُوا قُصُورَهَا لِكَيْ تُحَدِّثُوا بِهَا جِيلاً آخَرَ. ١٤ لأَنَّ اللهَ هذَا هُوَ إِلهُنَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. هُوَ يَهْدِينَا حَتَّى إِلَى الْمَوْتِ” (المزامير ٤٨: ١-١٤)

 

“١عَظِيمٌ هُوَ الرَّبُّ وَحَمِيدٌ جِدًّا فِي مَدِينَةِ إِلهِنَا، جَبَلِ قُدْسِهِ.”

  تذكر أن اليهود يتعاملون مع هذه المدينة كانعكاس للمدينة السماوية، مثل خيمة الاجتماع كنموذج للانعكاس السماوي على الأرض فكانوا يحتفلون بها.

“٢جَمِيلُ الارْتِفَاعِ، فَرَحُ كُلِّ الأَرْضِ، جَبَلُ صِهْيَوْنَ. فَرَحُ أَقَاصِي الشِّمَالِ، مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ.”

 عبارة “جَمِيلُ الارْتِفَاعِ” ليس مقصود بها ارتفاعها على الأرض بل يقصد حالة الشموخ والانتصار، إنه فرح لكل الأرض، فالكرة الأرضية تتأثر بذلك. يوجد جمال في هذه المدينة ولا يوجد اكتئاب، وكلما تأملت في هذا يتحول إلى جمال في حياتك، بمعنى أن ترى يد الروح القدس ومجده في حياتك.

  نحن في مدينة يخرج منها الجمال والإشراق والفهم والاستنارة، أي كلما تستنير وتفهم الكلمة يؤدى إلى إضاءة حياتك وإضاءة الأرض، وهذا يجعلك تتصرف بحكمة إلهية في جميع مواقف الحياة. تذكر أن الجمال هنا غير عادي بل كمال الجمال. إن كان يوجد في حياتك أي أمر غير جميل، فعليك أن تتصرف بمبادئ الكلمة، ليتحول إلى جمال.

 

*عن مدينة الله

“أَسَاسُهُ فِي الْجِبَالِ الْمُقَدَّسَةِ.” (المزامير ٨٧: ١)

هذه المدينة لها صيت حسن في السماويات، وتم التكلم عنها بصورة مجيدة.

 

“أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي عَلَى صِهْيَوْنَ جَبَلِ قُدْسِي” (المزامير ٢: ٦)

وقيل عن هذه المدينة أن يسوع سيأتي منها.

 

“لأَنَّ اللهَ يُخَلِّصُ صِهْيَوْنَ وَيَبْنِي مُدُنَ يَهُوذَا، فَيَسْكُنُونَ هُنَاكَ وَيَرِثُونَهَا.” (المزامير ٦٩: ٣٥)

هذه المدينة صانعها وبارئها الله.

 

“يَمْلِكُ الرَّبُّ إِلَى الأَبَدِ، إِلهُكِ يَا صِهْيَوْنُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. هَلِّلُويَا.” (المزامير ١٤٦: ١٠)

هذه المدينة هي مكان سكنى الرب.

-“١١ رَنِّمُوا لِلرَّبِّ السَّاكِنِ فِي صِهْيَوْنَ، أَخْبِرُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ بِأَفْعَالِهِ. ١٢ لأَنَّهُ مُطَالِبٌ بِالدِّمَاءِ. ذَكَرَهُمْ. لَمْ يَنْسَ صُرَاخَ الْمَسَاكِينِ. ١٣ اِرْحَمْنِي يَا رَبُّ. انْظُرْ مَذَلَّتِي مِنْ مُبْغِضِيَّ، يَا رَافِعِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ، ١٤ لِكَيْ أُحَدِّثَ بِكُلِّ تَسَابِيحِكَ فِي أَبْوَابِ ابْنَةِ صِهْيَوْنَ، مُبْتَهِجًا بِخَلاَصِكَ. ١٥ تَوَرَّطَتِ الأُمَمُ فِي الْحُفْرَةِ الَّتِي عَمِلُوهَا. فِي الشَّبَكَةِ الَّتِي أَخْفَوْهَا انْتَشَبَتْ أَرْجُلُهُمْ. ١٦ مَعْرُوفٌ هُوَ الرَّبُّ. قَضَاءً أَمْضَى. الشِّرِّيرُ يَعْلَقُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. ضَرْبُ الأَوْتَارِ. سِلاَهْ. ١٧ اَلأَشْرَارُ يَرْجِعُونَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، كُلُّ الأُمَمِ النَّاسِينَ اللهَ.” (المزامير ٩: ١١-١٧)

هذه المدينة مكان فرح للساكنين فيها وأيضًا للذين يزورونها. توجد حماية لكل المدينة لمجرد العلاقة مع الله، وقد ظهر فكر في اليهود معتقدين أن وجود التابوت في وسط المدينة يعطي حصانة، فبدأ البعض منهم يعبدون أوثان ويعتقدون أن الحصانة مستمرة لمجرد وجود تابوت العهد، فبدأ النبي إشعياء بتوبيخهم وتوضيح أن الحصانة أساسها العلاقة مع الله وليس مجرد وجود التابوت في المدينة.

 

“كَانَتْ فِي سَالِيمَ مِظَلَّتُهُ، وَمَسْكَنُهُ فِي صِهْيَوْنَ.”(المزامير ٧٦: ٢)

 

“هأَنَذَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمُ الرَّبُّ آيَاتٍ، وَعَجَائِبَ فِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ السَّاكِنِ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ.” (إشعياء ٨: ١٨)

 

“لَيْتَ مِنْ صِهْيَوْنَ خَلاَصَ إِسْرَائِيلَ. عِنْدَ رَدِّ الرَّبِّ سَبْيَ شَعْبِهِ، يَهْتِفُ يَعْقُوبُ، وَيَفْرَحُ إِسْرَائِيلُ.” (المزامير ١٤: ٧)

الخلاص يخرج من هذه المدينة.

 

“وَيَأْتِي الْفَادِي إِلَى صِهْيَوْنَ وَإِلَى التَّائِبِينَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ فِي يَعْقُوبَ، يَقُولُ الرَّبُّ.” (إشعياء ٥٩: ٢٠)

 

-“لأَنَّ الرَّبَّ قَدِ اخْتَارَ صِهْيَوْنَ. اشْتَهَاهَا مَسْكَنًا لَهُ” (المزامير ١٣٢: ١٣)

 هذه المدينة هي المكان الذي يشتهي الرب أن يسكن فيه. كلما تدرك هذه المدينة كلما تنتقل إلى حالة الروعة والاستقرار، وتتحرك بفهم أنك في حضور الله ولا تحتاج أن تدخل إليه لأنك فيه بالفعل، ولست بحاجة أن تصلي لتكون في هذا الحضور. أنت في حالة استقرار، فجميع الأماكن قابلة للتزعزع فيما عدا هذه المدينة، قد قيل بك أمجاد يا مدينة الله.

 

-“بَلِ اخْتَارَ سِبْطَ يَهُوذَا، جَبَلَ صِهْيَوْنَ الَّذِي أَحَبَّهُ.” (المزامير ٧٨: ٦٨)

 هذا المكان محبوب لدى الرب. ذُكِرَ أن النبي جاد طلب من داود عمل مكانًا محايدًا بسبب اختلاف بعض الأسباط مع داود، ويُذكَر أن هذه المدينة هي التي وُضِع على سورها جميع المشلولين والعمى وهذا الأمر غير متعلق بأمراض جسدية بل حالة من الشلل وعدم الاستنارة في حياة الأشخاص، وهذا ما كان يراه داود ولذلك عندما جاء الرب يسوع على الأرض قام بشفاء حالات عديدة من العمى والمشلولين في هذه المدينة بالتحديد، وفي وقت حكم داود كانت هذه المدينة محايدة ولا تدخل في تقسيم الأسباط، وأستلم داود هذه المدينة بحرب وحصل عليها وسُلِّمَت لسبط يهوذا وهذا ما سبب وجود محاولات قتل لنسل داود.

 

-“الرَّبُّ أَحَبَّ أَبْوَابَ صِهْيَوْنَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مَسَاكِنِ يَعْقُوبَ.” (المزامير ٨٧: ٢)

 المقصود هنا بكلمة “أَبْوَابَ” أي مكان الاجتماع، فالرب يعشق ويحب تجمع المؤمنين، لذا يحتفل بتجمعهم في الكنائس. ليس الرب إلهًا صامتًا أو غامضًا. مجدًا له.

 

-“٥ تَعَالَى الرَّبُّ لأَنَّهُ سَاكِنٌ فِي الْعَلاَءِ. مَلأَ صِهْيَوْنَ حَقًّا وَعَدْلاً. ٦ فَيَكُونُ أَمَانُ أَوْقَاتِكَ وَفْرَةَ خَلاَصٍ وَحِكْمَةٍ وَمَعْرِفَةٍ. مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ كَنْزُهُ. ٧ هُوَذَا أَبْطَالُهُمْ قَدْ صَرَخُوا خَارِجًا. رُسُلُ السَّلاَمِ يَبْكُونَ بِمَرَارَةٍ.” (إشعياء ٣٣: ٥-٧)

تحتوي هذه المدينة على الحقيقة والعدل الذي يؤدي إلى الاستقرار.

“فَيَكُونُ أَمَانُ أَوْقَاتِكَ وَفْرَةَ خَلاَصٍ وَحِكْمَةٍ وَمَعْرِفَةٍ” بمعنى الثبات ووفرة الخلاص وحلول جميع المشاكل، حكمة ومعرفة ومهابة، تكون هذه طريقة الشخص الذي يحيا بها.

 

-“١٤ ارْتَعَبَ فِي صِهْيَوْنَ الْخُطَاةُ. أَخَذَتِ الرِّعْدَةُ الْمُنَافِقِينَ: «مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي نَارٍ آكِلَةٍ؟ مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي وَقَائِدَ أَبَدِيَّةٍ؟» ١٥ السَّالِكُ بِالْحَقِّ وَالْمُتَكَلِّمُ بِالاسْتِقَامَةِ، الرَّاذِلُ مَكْسَبَ الْمَظَالِمِ، النَّافِضُ يَدَيْهِ مِنْ قَبْضِ الرَّشْوَةِ، الَّذِي يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنْ سَمْعِ الدِّمَاءِ، وَيُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الشَّرِّ ١٦ هُوَ فِي الأَعَالِي يَسْكُنُ. حُصُونُ الصُّخُورِ مَلْجَأُهُ. يُعْطَى خُبْزَهُ، وَمِيَاهُهُ مَأْمُونَةٌ. ١٧ اَلْمَلِكَ بِبَهَائِهِ تَنْظُرُ عَيْنَاكَ. تَرَيَانِ أَرْضًا بَعِيدَةً. ١٨ قَلْبُكَ يَتَذَكَّرُ الرُّعْبَ: «أَيْنَ الْكَاتِبُ؟ أَيْنَ الْجَابِي؟ أَيْنَ الَّذِي عَدَّ الأَبْرَاجَ؟» ١٩ الشَّعْبَ الشَّرِسَ لاَ تَرَى. الشَّعْبَ الْغَامِضَ اللُّغَةِ عَنِ الإِدْرَاكِ، الْعَيِيَّ بِلِسَانٍ لاَ يُفْهَمُ. ٢٠ اُنْظُرْ صِهْيَوْنَ مَدِينَةَ أَعْيَادِنَا. عَيْنَاكَ تَرَيَانِ أُورُشَلِيمَ مَسْكِنًا مُطْمَئِنًّا، خَيْمَةً لاَ تَنْتَقِلُ، لاَ تُقْلَعُ أَوْتَادُهَا إِلَى الأَبَدِ، وَشَيْءٌ مِنْ أَطْنَابِهَا لاَ يَنْقَطِعُ. ٢١ بَلْ هُنَاكَ الرَّبُّ الْعَزِيزُ لَنَا مَكَانُ أَنْهَارٍ وَتُرَعٍ وَاسِعَةِ الشَّوَاطِئِ. لاَ يَسِيرُ فِيهَا قَارِبٌ بِمِقْذَافٍ، وَسَفِينَةٌ عَظِيمَةٌ لاَ تَجْتَازُ فِيهَا. ٢٢ فَإِنَّ الرَّبَّ قَاضِينَا. الرَّبُّ شَارِعُنَا. الرَّبُّ مَلِكُنَا هُوَ يُخَلِّصُنَا. ٢٣ ارْتَخَتْ حِبَالُكِ. لاَ يُشَدِّدُونَ قَاعِدَةَ سَارِيَتِهِمْ. لاَ يَنْشُرُونَ قِلْعًا. حِينَئِذٍ قُسِمَ سَلَبُ غَنِيمَةٍ كَثِيرَةٍ. الْعُرْجُ نَهَبُوا نَهْبًا. ٢٤ وَلاَ يَقُولُ سَاكِنٌ: «أَنَا مَرِضْتُ». الشَّعْبُ السَّاكِنُ فِيهَا مَغْفُورُ الإِثْمِ.” (إشعياء ٣٣: ١٤-٢٤)

 

 لا يستطيع الشخص المنافق السكنى في مدينة الله. توجد حالة من الطهارة بهذه المدينة. الساكن بالحق والمتكلم بالاستقامة، هذه هي مواصفات الشخص الذي يحيا بهذه المدينة، ويوجد به حالة من الاستقرار والأمان فالقاضي والمشرع هو الرب شخصيًا، والساكنون فيها يعيشون حالة من الشفاء والفيض والوفرة والازدهار والسلام والبر وتسديد الاحتياج والصحة الإلهية، ولا توجد أية أمور سلبية، الجميع فيها أعظم من منتصرين حتى ولو مروا بتحديات. بمنطلق هذه المدينة أنت تسلك في هذه الحياة، وهذا ما يجعلك دائمًا في حالة دائمة من العبادة والشكر.

 

*كيف يتعامل الرب مع شعبه في مدينة الله

“٥ وَلِصِهْيَوْنَ يُقَالُ: «هذَا الإِنْسَانُ، وَهذَا الإِنْسَانُ وُلِدَ فِيهَا، وَهِيَ الْعَلِيُّ يُثَبِّتُهَا». ٦ الرَّبُّ يَعُدُّ فِي كِتَابَةِ الشُّعُوبِ: «أَنَّ هذَا وُلِدَ هُنَاكَ». سِلاَهْ. ٧ وَمُغَنُّونَ كَعَازِفِينَ: «كُلُّ السُّكَّانِ فِيكِ».” (المزامير ٨٧: ٥-٧)

 يتكلم الرب عن شعبه في مدينة الله بالمفرد كأنه شخص واحد لأنهم جسده، فالرب يتعامل بوحدانية تجاه شعبه، هم واحد به هو، الكل يتغير إلى تلك الصورة عينها؛ صورة سيادة الرب يسوع. تختلف هذه المدينة عن صهيون الأرضية حيث الأشخاص يتعاملون كل واحد على حده بمعنى أن لكل منهم شخصيته وتبعيته لسبطه، أما الرب يتعامل مع الجميع في مدينته بصورة واحدة.

 

“١ وَأَنَا لَمَّا أَتَيْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَتَيْتُ لَيْسَ بِسُمُوِّ الْكَلاَمِ أَوِ الْحِكْمَةِ مُنَادِيًا لَكُمْ بِشَهَادَةِ اللهِ، ٢ لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا. ٣ وَأَنَا كُنْتُ عِنْدَكُمْ فِي ضَعْفٍ، وَخَوْفٍ، وَرِعْدَةٍ كَثِيرَةٍ. ٤ وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ، ٥ لِكَيْ لاَ يَكُونَ إِيمَانُكُمْ بِحِكْمَةِ النَّاسِ بَلْ بِقُوَّةِ اللهِ. ٦ لكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الْكَامِلِينَ، وَلكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هذَا الدَّهْرِ، وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، الَّذِينَ يُبْطَلُونَ. ٧ بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ، الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، ٨ الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ. ٩ بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». ١٠ فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ. ١١ لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. ١٢ وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ، ١٣ الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ.” (١ كورنثوس ٢: ١-١٣)

 

 كانت هذه الكنيسة جسدانية؛ أي تسلك بالجسد والحواس الخمس مما اضطر الرسول بولس أن يتكلم معهم عن يسوع المصلوب، إلا إننا نجده تكلم مع كنائس أخرى ناضجة عن يسوع المقام.

 نحن نحيا حياة الملك الألفي ولكن هذا ليس توقيته الزمني الذي فيه يأتي الرب يسوع على الأرض وإبليس يقيد ونلبس نحن الأجساد الممجدة ونستلم مدنًا، لكن لن يستلم البعض مدنًا بسبب عدم أمانتهم في فترة وجودهم على الأرض.

“١٢وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ”

 قد أخذنا الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا (بالماضي) وليست التي ستوهب لنا.

 

*ينطبق على الكنيسة ما سينطبق في وقت الملك الألفي

 

“١ لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ! مِنْ حَضْرَتِكَ تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ. ٢ كَمَا تُشْعِلُ النَّارُ الْهَشِيمَ، وَتَجْعَلُ النَّارُ الْمِيَاهَ تَغْلِي، لِتُعَرِّفَ أَعْدَاءَكَ اسْمَكَ، لِتَرْتَعِدَ الأُمَمُ مِنْ حَضْرَتِكَ. ٣ حِينَ صَنَعْتَ مَخَاوِفَ لَمْ نَنْتَظِرْهَا، نَزَلْتَ، تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ حَضْرَتِكَ. ٤ وَمُنْذُ الأَزَلِ لَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يَصْغَوْا. لَمْ تَرَ عَيْنٌ إِلهًا غَيْرَكَ يَصْنَعُ لِمَنْ يَنْتَظِرُهُ.” (إشعياء ٦٤: ١-٤)

 

١٧ “لأَنِّي هأَنَذَا خَالِقٌ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، فَلاَ تُذْكَرُ الأُولَى وَلاَ تَخْطُرُ عَلَى بَال. ١٨ بَلِ افْرَحُوا وَابْتَهِجُوا إِلَى الأَبَدِ فِي مَا أَنَا خَالِقٌ، لأَنِّي هأَنَذَا خَالِقٌ أُورُشَلِيمَ بَهْجَةً وَشَعْبَهَا فَرَحًا.” (إشعياء ٦٥: ١٧، ١٨)

نحن الآن في مدينة الله في حالة من السيادة.

 

“٦ هذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ. ٧ كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِهِ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ. لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ. ٨ وَاللهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ. ٩ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «فَرَّقَ. أَعْطَى الْمَسَاكِينَ. بِرُّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ». ١٠ وَالَّذِي يُقَدِّمُ بِذَارًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلأَكْلِ، سَيُقَدِّمُ وَيُكَثِّرُ بِذَارَكُمْ وَيُنْمِي غَّلاَتِ بِرِّكُمْ. ١١ مُسْتَغْنِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ لِكُلِّ سَخَاءٍ يُنْشِئُ بِنَا شُكْرًا ِللهِ. ١٢ لأَنَّ افْتِعَالَ هذِهِ الْخِدْمَةِ لَيْسَ يَسُدُّ إِعْوَازَ الْقِدِّيسِينَ فَقَطْ، بَلْ يَزِيدُ بِشُكْرٍ كَثِيرٍ ِللهِ ١٣ إِذْ هُمْ بِاخْتِبَارِ هذِهِ الْخِدْمَةِ، يُمَجِّدُونَ اللهَ عَلَى طَاعَةِ اعْتِرَافِكُمْ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، وَسَخَاءِ التَّوْزِيعِ لَهُمْ وَلِلْجَمِيعِ. ١٤ وَبِدُعَائِهِمْ لأَجْلِكُمْ، مُشْتَاقِينَ إِلَيْكُمْ مِنْ أَجْلِ نِعْمَةِ اللهِ الْفَائِقَةِ لَدَيْكُمْ.” (٢ كورنثوس ٩: ٦-١٤)

 

يتكلم الرسول بولس عن الأمور المادية ويقصد بكلمة “اكْتِفَاءٍ” أي الاكتفاء الذاتي، وهذا الشاهد مقتبس من (إشعياء 55)

 

“١٠ لأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ، بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلآكِلِ، ١١ هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ. ١٢ لأَنَّكُمْ بِفَرَحٍ تَخْرُجُونَ وَبِسَلاَمٍ تُحْضَرُونَ. الْجِبَالُ وَالآكَامُ تُشِيدُ أَمَامَكُمْ تَرَنُّمًا، وَكُلُّ شَجَرِ الْحَقْلِ تُصَفِّقُ بِالأَيَادِي. ١٣ عِوَضًا عَنِ الشَّوْكِ يَنْبُتُ سَرْوٌ، وَعِوَضًا عَنِ الْقَرِيسِ يَطْلَعُ آسٌ. وَيَكُونُ لِلرَّبِّ اسْمًا، عَلاَمَةً أَبَدِيَّةً لاَ تَنْقَطِعُ».” (إشعياء ٥٥: ١٠-١٣)

ينطبق علينا ما ينطبق في وقت الملك الألفي، فالمدينة التي صنعها الرب يسوع هي التي اشتراها بدمه، هذه هي مدينة الله الحي التي أتينا إليها، لم يعد بها اضطرابات كما كانت من قبل كمدينة أرضية.

 

“فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ.” (٢ كورنثوس ٧: ١)

يتكلم عن المواعيد التي لنا لذا نطهر ذواتنا من كل دنس.

 

“١٧ لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِسًا فَأَقْبَلَكُمْ، ١٨ وَأَكُونَ لَكُمْ أَبًا، وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ».” (٢ كورنثوس ٦: ١٧، ١٨)

 يُذكَر في هذا الشاهد الكتابي المواعيد التي ذكرت لنا، وما حدث الآن هو حالة من تطبيق سيادة الله على أولاد الله ومن خلالهم يسود على مواقفهم وحياتهم، لذلك من المُخزي أن يستقطع الرب من الستة آلاف سنة في الأرض ألفين سنة الخاصة بالكنيسة تحت مسمى أن الملك هو ملك روحي فقط. عندما تتحرك في ملكوت الله بفهمك لهذه المبادئ سترى نتائج.

 إذًا عدم استقرار أي مؤمن في حياته ناتج عن عدم إدراكه للملكة التي نحن فيها الآن والتي هي غير قابله للتزعزع، فيرى الشخص الموقف والتحدي الذي أمامه ويقيس حياته عليه بدلًا من أن يقيس حياته على ما هو فوق.

 

*إن كنتم قد قمتم مع المسيح

 

“١٦ فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي أَكْل أَوْ شُرْبٍ، أَوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أَوْ هِلاَل أَوْ سَبْتٍ، ١٧ الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ. ١٨ لاَ يُخَسِّرْكُمْ أَحَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِبًا فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ، مُتَدَاخِلاً فِي مَا لَمْ يَنْظُرْهُ، مُنْتَفِخًا بَاطِلاً مِنْ قِبَلِ ذِهْنِهِ الْجَسَدِيِّ، ١٩ وَغَيْرَ مُتَمَسِّكٍ بِالرَّأْسِ الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ بِمَفَاصِلَ وَرُبُطٍ، مُتَوَازِرًا وَمُقْتَرِنًا يَنْمُو نُمُوًّا مِنَ اللهِ. ٢٠ إِذًا إِنْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ؟ تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ: ٢١ «لاَ تَمَسَّ! وَلاَ تَذُقْ! وَلاَ تَجُسَّ!» ٢٢ الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ، ٢٣ الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ إِشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ.” (كولوسي ٢: ١٦-٢٣)

 

“١ فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. ٢ اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، ٣ لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ. ٤ مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ. ٥ فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ، ٦ الأُمُورَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، ٧ الَّذِينَ بَيْنَهُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا سَلَكْتُمْ قَبْلاً، حِينَ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ فِيهَا. ٨ وَأَمَّا الآنَ فَاطْرَحُوا عَنْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ. ٩ لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ، ١٠ وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ، ١١ حَيْثُ لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغُرْلَةٌ، بَرْبَرِيٌّ سِكِّيثِيٌّ، عَبْدٌ حُرٌّ، بَلِ الْمَسِيحُ الْكُلُّ وَفِي الْكُلِّ. ١٢ فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، ١٣ مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا. ١٤ وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ. ١٥ وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ. ١٦ لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. ١٧ وَكُلُّ مَا عَمِلْتُمْ بِقَوْل أَوْ فِعْل، فَاعْمَلُوا الْكُلَّ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ، شَاكِرِينَ اللهَ وَالآبَ بِهِ. ١٨ أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي الرَّبِّ. ١٩ أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ، وَلاَ تَكُونُوا قُسَاةً عَلَيْهِنَّ ٢٠ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ لأَنَّ هذَا مَرْضِيٌّ فِي الرَّبِّ.” (كولوسي ٣: ١-٢٠)

 

“إِذًا إِنْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ؟ تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ” (كولوسي ٢: ٢٠)

يتكلم بولس الرسول إنك كمؤمن مت مع المسيح عن عناصر العالم فلماذا تعيش كأنك فيه؟ فليس من المفترض أن تحيا متأثرًا به.

“فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ.” (كولوسي ٣: ١)

فإن كنتم قد قمتم مع المسيح، فكر بحسب فوق، ليكن سعيك وطريقة تفكيرك بحسب فوق لا حسب الأرض. فلم تعد حياتك الأرضية لها علاقة بالأرض سوى أنك تفرض الطبيعة الإلهية التي امتلكتها، فتقدر بكل سهولة على السيطرة على حواسك الخمس.

 

*سلوك الساكن في مدينة الله

“فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ،” (كولوسي ٣: ١٢)

  كمؤمن يسكن في مدينه الله السماوية، لا تصلي طالبًا من الرب أن تسلك بلطف أو أن تتخلص من الغضب، لأن هذا الأمر في يد المؤمن. يقول الكتاب: أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ.“(أفسس4: 22-24) بمعنى؛ “البس الجديد واخلع القديم” إذًا فالأمر يرتبط بالطبيعة المعطاة لك.

  نحن كمؤمنين نمتلك الطبيعة الإلهية ولم نعد بشرًا عاديين. عندما تمتلئ أفكارك بما هو فوق، هذا يجعلك تستطيع التعامل مع الأمور الأرضية بسيطرة ونحن الآن في نهاية العالم. إن كنت تحب العالم ستتألم وإن كنت تحب الإله ستفرح وتعطى هذا العالم من النور الذي بداخلك لإنقاذ البشر إلى حين الاختطاف.

لذلك أنت كمولود من الله وساكن في مدينة الله السماوية، انتهر الحزن والمرض من حياتك، أنت في حالة من الصلابة لا يستطيع أحد كسرك! فبما أنك قمت مع المسيح إذًا فكر كما فوق. سيعطيك الروح القدس أفكارًا تدير بها أموالك وجسدك وعملك وأسرتك وكل ما يتعلق بأمور حياتك.

 أحيانًا يقودك بالامتناع عن تناول بعض الأطعمة فينتج عن خضوعك اختفاء مرض معين، إنها مدينة نتائج لأنك تدخل الله في المواقف والتحديات، حينما يقولون انخفاض وهبوط، تقول أنت رفع إِذَا وُضِعُوا تَقُولُ: رَفْعٌ” (أيوب٢٢: ٢٩)، لغتك تختلف عن هذا العالم، لذا كن حماسيًا واعبد الرب بكل قلبك وفكرك لأنك عندما تفعل ذلك فأنت تتكلم لغة هذه المدينة. هللويا!

 

“٢٨ لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى. ٢٩ لأَنَّ «إِلهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ».” (العبرانيين ١٢: ٢٨، ٢٩)

ضع قلبك في التسبيح والعبادة، عبادة مرضية نتيجة وجودك في مدينة الله غير القابلة للتزعزع، فالشخص غير العابد غير مدرك للمدينة التي يسكن فيها. أنت في حضور الله في مدينة الله السماوية لا شيء يشتتك عن العبادة في المكان الذي يشتهيه الرب. ضع قلبك أثناء سماع الكلمة لأن إلهنا نار أكلة أي أن مدينتنا يوجد بها تنقية فهي مدينة الدوافع النقية، مدينة الاستقامة وتسديد الاحتياجات بفيض ووفرة.

 

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$