القائمة إغلاق

امتلىء بالنعمة – الجزء 7 Be Filled With The Grace – Part

 

 

لمشاهدة على الفيس بوك أضغط هنا

لسماع العظة علي الساوند كلاود أضغط هنا

لمشاهدة العظة على اليوتيوب

 

video
play-sharp-fill

 

video
play-sharp-fill

(العظة مكتوبة) 

امتلىء بالنعمة – الجزء 6

▪︎ نعمة في التحديات.

▪︎ روح النعمة وعمله وسط التحديات.

▪︎ نعمة فائِضة تُغطِي كل أخطائك!

▪︎ كيف تنظر للآخرين بالنعمة؟

▪︎ كُنْ وكيلاً أمينًا على النعمة.

▪︎ إساءة استعمال النعمة.

▪︎ الاستفادة بالنعمة في حياتك.

 

▪︎ نعمة في التحديات:

“٩ فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. ١٠ لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ.” (٢ كورنثوس ١٢: ٩، ١٠).

    قال الرب لبولس لديك النعمة الكافية للتعامُل مع الموقف، لأن قوة الرب تظهر في الوقت الذي يوجد به ضعفٌ، واستُخدِمت كلمة “ضعف” في الإصحاح التالي؛ “لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ صُلِبَ مِنْ ضَعْفٍ، لكِنَّهُ حَيٌّ بِقُوَّةِ اللهِ. فَنَحْنُ أَيْضًا ضُعَفَاءُ فِيهِ، لكِنَّنَا سَنَحْيَا مَعَهُ بِقُوَّةِ اللهِ مِنْ جِهَتِكُمْ.” (٢ كورنثوس ١٣: ٤)، وبالطبع ليس معناها مرضٌ، بل تُعنِي أنّ شخصٌ يواجه تحديًّا يبدو أنه أعلى من بشريته وطاقته، لكن قال الرب له لديك النعمة الكافية للتعامُل مع هذا الموقف.

    عندما تكلََّمَ الروح القدس مع بولس لم يَقُلْ له: “لا” بخصوص التخلُّص مِن الشوكة، لكنه أعطاه الحلّ وقال لديك القوة الكافية، وقد قال بولس أيضًا إنه عندما تظهر هذه القوة في الوقت الذي يبدو به أنه لا يوجد أملٌ فهو يتهلَّل ويفرح.

   “١٠ … لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ”؛ انتبه! فلا تُعنِي كلمة ضعيف إنه ضعيفٌ روحيًا بل تعني أنه يعبر في موقف ويبدو إنه عاجِزٌ عن إيقافه، مثل: الضرب، السجن والافتراءات.

     يعتقد الشخص في بعض الأحيان إنه لن يستطيع أن يَعبُر أو ينتصر في الموقف إلَّا عندما يتغيَّر مديره أو عندما يُزال العائِق، يوجد أمورٌ يُزيلها الروح القدس بالفِعْل، ولكن هناك أخرى يجب أن تفهم أنك ستنتصر في ظل وجودها بقوة الروح القدس، لذلك في التحديات والصعوبات لا تنتظر شخصًا مُعيَّنًا يتغيَّر أو حتى قانون ما لكي تنتصر، لكن هذا باستثناء الأمراض والاحتياجات، فلن يقول لك الروح القدس دع المرض يبقى!

     يُعلِّمنا الروح القدس أنّ أي مواقف أو أشخاص أو تصرُّفات أو ظروف صعبة تُقابِلها ولا تتغيَّر، فأنت بداخلك قدرة للتعامُل مع هذه المواقف دون إزالتها بل وتنتصر بصورة إلهية، لذلك يجب أن تستمع للروح القدس، فهو يقول لك إن القوة التي بداخلك كافية للتعامُل مع الموقف فتنتصر وتنهيه.

“١ أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي. ٢ الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاَصِي وَمَلْجَإِي. ٣ أَدْعُو الرَّبَّ الْحَمِيدَ، فَأَتَخَلَّصُ مِنْ أَعْدَائِي. ٤ اِكْتَنَفَتْنِي حِبَالُ الْمَوْتِ، وَسُيُولُ الْهَلاَكِ أَفْزَعَتْنِي. ٥ حِبَالُ الْهَاوِيَةِ حَاقَتْ بِي. أَشْرَاكُ الْمَوْتِ انْتَشَبَتْ بِي. ٦ فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ، وَإِلَى إِلهِي صَرَخْتُ، فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي، وَصُرَاخِي قُدَّامَهُ دَخَلَ أُذُنَيْهِ. ٧ فَارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ، أُسُسُ الْجِبَالِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ لأَنَّهُ غَضِبَ. ٨ صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ، وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ. ٩ طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ، وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. ١٠ رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ، وَهَفَّ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيَاحِ. ١١ جَعَلَ الظُّلْمَةَ سِتْرَهُ. حَوْلَهُ مِظَلَّتَهُ ضَبَابَ الْمِيَاهِ وَظَلاَمَ الْغَمَامِ. ١٢ مِنَ الشُّعَاعِ قُدَّامَهُ عَبَرَتْ سُحُبُهُ. بَرَدٌ وَجَمْرُ نَارٍ. ١٣ أَرْعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّمَاوَاتِ، وَالْعَلِيُّ أَعْطَى صَوْتَهُ، بَرَدًا وَجَمْرَ نَارٍ. ١٤ أَرْسَلَ سِهَامَهُ فَشَتَّتَهُمْ، وَبُرُوقًا كَثِيرَةً فَأَزْعَجَهُمْ، ١٥ فَظَهَرَتْ أَعْمَاقُ الْمِيَاهِ، وَانْكَشَفَتْ أُسُسُ الْمَسْكُونَةِ مِنْ زَجْرِكَ يَا رَبُّ، مِنْ نَسْمَةِ رِيحِ أَنْفِكَ. ١٦ أَرْسَلَ مِنَ الْعُلَى فَأَخَذَنِي. نَشَلَنِي مِنْ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. ١٧ أَنْقَذَنِي مِنْ عَدُوِّي الْقَوِيِّ، وَمِنْ مُبْغِضِيَّ لأَنَّهُمْ أَقْوَى مِنِّي. ١٨ أَصَابُونِي فِي يَوْمِ بَلِيَّتِي، وَكَانَ الرَّبُّ سَنَدِي. ١٩ أَخْرَجَنِي إِلَى الرُّحْبِ. خَلَّصَنِي لأَنَّهُ سُرَّ بِي. ٢٠ يُكَافِئُنِي الرَّبُّ حَسَبَ بِرِّي. حَسَبَ طَهَارَةِ يَدَيَّ يَرُدُّ لِي. ٢١ لأَنِّي حَفِظْتُ طُرُقَ الرَّبِّ، وَلَمْ أَعْصِ إِلهِي. ٢٢ لأَنَّ جَمِيعَ أَحْكَامِهِ أَمَامِي، وَفَرَائِضَهُ لَمْ أُبْعِدْهَا عَنْ نَفْسِي. ٢٣ وَأَكُونُ كَامِلاً مَعَهُ وَأَتَحَفَّظُ مِنْ إِثْمِي. ٢٤ فَيَرُدُّ الرَّبُّ لِي كَبِرِّي، وَكَطَهَارَةِ يَدَيَّ أَمَامَ عَيْنَيْهِ. ٢٥ مَعَ الرَّحِيمِ تَكُونُ رَحِيمًا. مَعَ الرَّجُلِ الْكَامِلِ تَكُونُ كَامِلاً. ٢٦ مَعَ الطَّاهِرِ تَكُونُ طَاهِرًا، وَمَعَ الأَعْوَجِ تَكُونُ مُلْتَوِيًا. ٢٧ لأَنَّكَ أَنْتَ تُخَلِّصُ الشَّعْبَ الْبَائِسَ، وَالأَعْيُنُ الْمُرْتَفِعَةُ تَضَعُهَا. ٢٨ لأَنَّكَ أَنْتَ تُضِيءُ سِرَاجِي. الرَّبُّ إِلهِي يُنِيرُ ظُلْمَتِي. ٢٩ لأَنِّي بِكَ اقْتَحَمْتُ جَيْشًا، وَبِإِلهِي تَسَوَّرْتُ أَسْوَارًا. ٣٠ اَللهُ طَرِيقُهُ كَامِلٌ. قَوْلُ الرَّبِّ نَقِيٌّ. تُرْسٌ هُوَ لِجَمِيعِ الْمُحْتَمِينَ بِهِ. ٣١ لأَنَّهُ مَنْ هُوَ إِلهٌ غَيْرُ الرَّبِّ؟ وَمَنْ هُوَ صَخْرَةٌ سِوَى إِلهِنَا؟ ٣٢ الإِلهُ الَّذِي يُمَنْطِقُنِي بِالْقُوَّةِ وَيُصَيِّرُ طَرِيقِي كَامِلاً. ٣٣ الَّذِي يَجْعَلُ رِجْلَيَّ كَالإِيَّلِ، وَعَلَى مُرْتَفِعَاتِي يُقِيمُنِي. ٣٤ الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ الْقِتَالَ، فَتُحْنَى بِذِرَاعَيَّ قَوْسٌ مِنْ نُحَاسٍ. ٣٥ وَتَجْعَلُ لِي تُرْسَ خَلاَصِكَ وَيَمِينُكَ تَعْضُدُنِي، وَلُطْفُكَ يُعَظِّمُنِي. ٣٦ تُوَسِّعُ خُطُوَاتِي تَحْتِي، فَلَمْ تَتَقَلْقَلْ عَقِبَايَ. ٣٧ أَتْبَعُ أَعْدَائِي فَأُدْرِكُهُمْ، وَلاَ أَرْجعُ حَتَّى أُفْنِيَهُمْ. ٣٨ أَسْحَقُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ الْقِيَامَ. يَسْقُطُونَ تَحْتَ رِجْلَيَّ. ٣٩ تُمَنْطِقُنِي بِقُوَّةٍ لِلْقِتَالِ. تَصْرَعُ تَحْتِي الْقَائِمِينَ عَلَيَّ. ٤٠ وَتُعْطِينِي أَقْفِيَةَ أَعْدَائِي، وَمُبْغِضِيَّ أُفْنِيهِمْ. ٤١ يَصْرُخُونَ وَلاَ مُخَلِّصَ. إِلَى الرَّبِّ فَلاَ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ. ٤٢ فَأَسْحَقُهُمْ كَالْغُبَارِ قُدَّامَ الرِّيحِ. مِثْلَ طِينِ الأَسْوَاقِ أَطْرَحُهُمْ. ٤٣ تُنْقِذُنِي مِنْ مُخَاصَمَاتِ الشَّعْبِ. تَجْعَلُنِي رَأْسًا لِلأُمَمِ. شَعْبٌ لَمْ أَعْرِفْهُ يَتَعَبَّدُ لِي. ٤٤ مِنْ سَمَاعِ الأُذُنِ يَسْمَعُونَ لِي. بَنُو الْغُرَبَاءِ يَتَذَلَّلُونَ لِي. ٤٥ بَنُو الْغُرَبَاءِ يَبْلَوْنَ وَيَزْحَفُونَ مِنْ حُصُونِهِمْ. ٤٦ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَمُبَارَكٌ صَخْرَتِي، وَمُرْتَفِعٌ إِلهُ خَلاَصِي، ٤٧ الإِلهُ الْمُنْتَقِمُ لِي، وَالَّذِي يُخْضِعُ الشُّعُوبَ تَحْتِي. ٤٨ مُنَجِّيَّ مِنْ أَعْدَائِي. رَافِعِي أَيْضًا فَوْقَ الْقَائِمِينَ عَلَيَّ. مِنَ الرَّجُلِ الظَّالِمِ تُنْقِذُنِي. ٤٩ لِذلِكَ أَحْمَدُكَ يَا رَبُّ فِي الأُمَمِ، وَأُرَنِّمُ لاسْمِكَ. ٥٠ بُرْجُ خَلاَصٍ لِمَلِكِهِ، وَالصَّانِعُ رَحْمَةً لِمَسِيحِهِ، لِدَاوُدَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ.” (المزامير ١٨: ١-٥٠).

    يحكي داود هنا خُلاصة ما عَبَرَ به. ففي العدد السادس مثلاً يقول: “٦ فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ، وَإِلَى إِلهِي صَرَخْتُ، فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي، وَصُرَاخِي قُدَّامَهُ دَخَلَ أُذُنَيْهِ”، هذه هي نعمة الرب التي ظهرت في الموقف، وبلغة العهد الجديد خرجت حياة الله للتَعامُل مع الموقف والتحدي!

    “٧ فَارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ، أُسُسُ الْجِبَالِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ لأَنَّهُ غَضِبَ“؛ يوجد أمورٌ تبدو أنها ثوابت مثل أُسُس الجبال، ويقول الشخص لا يوجد مَفرٌ منها، لكن الرب يُغيِّر الأساسيات والثوابت التي تبدو أنّ ليس لها حلٌ ومستحيلة! فيُحدِث تغييرًا واهتزازًا في أمور وقوانين عِلْمية، مثل مرض نهايته الموت، أو مشروع نهايته فشل، لكن الرب غَيَّرَ هذا!

    تُعنِي كلمة “غَضِبَ” أنه يوجد حالة من الثورة تَحدُث في روحك عند مواجهة الموقف، لذلك لا تستسلمْ حتى وإن أحاطَ الموت بك كما قال داود في العددين الرابع والخامس.

   لكن إن نظرنا للعدد السادس سنجد إنه عندما وضعَ داود تركيزه مع الرب في ظِلّ ما يَعبُر به، غيَّرَ الرب الأساسات التي كانت منتهية!

   “١١ جَعَلَ الظُّلْمَةَ سِتْرَهُ”؛ هذا لا يُعنِي أنّ الرب مُحاطٌ بالظلمة، ولكن تُعنِي أنه تحرَّكَ بصورة تبدو كأنه لن يَحدُث شيءٌ ثم فاجئ العدو!

    “١٥ فَظَهَرَتْ أَعْمَاقُ الْمِيَاهِ”؛ يقصد هنا أن نفس القوة التي كانت مع موسى عند شَقّ البحر هي ذاتها التي ظهرت مع داود في الموقف، واو مجدًا للرب. لكننا الآن نرى مستوى أعلى، فذات القوة التي أقامت يسوع من الأموات هي نفسها التي بداخلنا، يا له من أمرٍ مُذهِل!

    “١٨ أَصَابُونِي فِي يَوْمِ بَلِيَّتِي، وَكَانَ الرَّبُّ سَنَدِي”؛ أصابوني أي حاولوا أذيتي، هجموا عليا. أيضًا في هذا الشاهد الذي يقول: “كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ، وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ.” (المزامير ٣٤: ١٩)، المقصود هنا هو أنّ محاولات ضَرْب الصديق كثيرة، لكن من جميعها ينجيه الرب.

    “٢٠ يُكَافِئُنِي الرَّبُّ حَسَبَ بِرِّي. حَسَبَ طَهَارَةِ يَدَيَّ يَرُدُّ لِي”؛ بالطبع ينظر الروح القدس إلى رصيد الشخص السابق في حياته الروحية.

    “٢٢ لأَنَّ جَمِيعَ أَحْكَامِهِ أَمَامِي، وَفَرَائِضَهُ لَمْ أُبْعِدْهَا عَنْ نَفْسِي”؛ كان داود يتمرَّن على السلوك بروحه قبل أن يَعبُر في الموقف، هل لاحظتْ هذا؟!

    “٢٩ لأَنِّي بِكَ اقْتَحَمْتُ جَيْشًا، وَبِإِلهِي تَسَوَّرْتُ أَسْوَارًا”؛ تُعنِي بك هجمْتُ على جيشٍ وانتصرت، وبإلهي استطعت أن أعبُر أسوارًا تبدو أنها صعبة وشامخة؛ فلا يوجد مستحيل مع هذه النعمة.

   “٣٣ الَّذِي يَجْعَلُ رِجْلَيَّ كَالإِيَّلِ”، إن شاهدْتَ الإيَّل سترى كيف إنه يَعبُر أماكن بالقفز كأنه يطير.

    “٣٦ تُوَسِّعُ خُطُوَاتِي تَحْتِي، فَلَمْ تَتَقَلْقَلْ عَقِبَايَ”؛ توسع خطواتي أي تجعل مسافة كبيرة تحت أرجلي لئلا أسقطُ، مما يُعنِي أنك لا تتحرَّك بالمقاومة وأمور حياتك (مادياتك، الأمراض، …) لا تسير بصعوبة، بل هناك لمسة من الروح حيال ما يَخُصّك بل ويُمهِّد لك طريقك، وإن وُجِدَ ضيقٌ تُحوِّله مع الروح القدس إلى رحبٍ لا حصر فيه.

    “٣٧ أَتْبَعُ أَعْدَائِي فَأُدْرِكُهُمْ، وَلاَ أَرْجعُ حَتَّى أُفْنِيَهُمْ”؛ المقصود بأعدائي هنا الأرواح الشريرة لأن مصارعتنا الآن ليست مع دم ولحم.

    “٣٨ أَسْحَقُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ الْقِيَامَ. يَسْقُطُونَ تَحْتَ رِجْلَيَّ”؛ لديك القدرة لمُعاقبة الأرواح الشريرة لأنهم فَكَّروا في أذيتك، ويُوجد مرحلة أنت مَن تضع بها النهاية وترسم حدودك لهم، فلا يستطيعوا الاقتراب!

    تذكَّرْ ما حدثَ مع موسى والشعب وبحر سوف أمامهم وهم مُطارَدون من فرعون؛ رأى الشعب أنّ نهايتهم قد جاءت لكن موسى رأى أنّ تلك هي نهاية فرعون وليس شعب الله، هذه هي النظرة التي يجب أن تنظُر بها للأمور، لابد أن تكون جريئًا في التعامُل مع عالَم الروح.

    “٤٠ وَتُعْطِينِي أَقْفِيَةَ أَعْدَائِي، وَمُبْغِضِيَّ أُفْنِيهِمْ”؛ يهرب أعدائي مِن قدامي لذلك أستطيع أن أُدركهم وأفنيهم.

    “٤٣ تُنْقِذُنِي مِنْ مُخَاصَمَاتِ الشَّعْبِ. تَجْعَلُنِي رَأْسًا لِلأُمَمِ. شَعْبٌ لَمْ أَعْرِفْهُ يَتَعَبَّدُ لِي”؛ إن رجعنا لتاريخ حدث هذا الشاهد، سنجده في (٢ صموئيل ٢-٥). أيضًا إن نظرنا لحياة داود، سنجد إنه تمَّ مساعدته بواسطة أُناسٍ غريبة خارج شعبه، حيث إن كلمة “يَتَعَبَّدُ لِي” المقصود بها يخدمني، هذا هو اللفظ الأدق، فهاتان الكلمتان تُستخدمان بالتبادل.

     “٥٠ بُرْجُ خَلاَصٍ لِمَلِكِهِ، وَالصَّانِعُ رَحْمَةً لِمَسِيحِهِ، لِدَاوُدَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ”؛ المسحة أي قوة الروح القدس وهي النعمة بلغة العهد الجديد. هل لاحظت هذا! أرجعَ داود سبب كل ما حدثَ مِن إنقاذ ورفعة في المزمور إلى مسحة الروح القدس!

    تعلَّمْ أنك إن هُجِمْتَ بأفكارٍ أو ظروفٍ صعبة أو أعراض، يُمكِنك أن تسلك بنعمة الروح القدس وترى أنّ الحرب روحية وتأخذ الزمام وتُحارِب ولا ترَ الأمر بصورة تحليلية فهذا يُثبِّط ويُقلِّل من إيمانك. ليس فقط داود بل كان بولس أيضًا يَعبُر بأمورٍ تريد أن تُنهِي عليه، لكن كانت هناك قوة إلهية غريبة خارقة بداخله.

▪︎ روح النعمة وعمله وسط التحديات:

“١٤ إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ (روح النعمة) وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ. ١٥ فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِل، أَوْ سَارِق، أَوْ فَاعِلِ شَرّ، أَوْ مُتَدَاخِل فِي أُمُورِ غَيْرِهِ. ١٦ وَلكِنْ إِنْ كَانَ كَمَسِيحِيٍّ، فَلاَ يَخْجَلْ، بَلْ يُمَجِّدُ اللهَ مِنْ هذَا الْقَبِيلِ.” (١ بطرس ٤: ١٤-١٦).

    توجد بركة خاصة ونعمة وقوة لك تحلّ عليك وتُغلِّفك عندما تَعبُر في المواقف والظروف، لذلك لا تضعْ تركيزك مع الضغوطات التي تَعبُر بها لكي لا تقع تحتها، لكن يمُكِنك أن تصرخ بكلمات إيمان كما فعلَ داود وقال للرب أنت قوتي وأنت مَن تُعضدني وتقويني في ظلّ كل هذه الأمور.

    “١٦ وَلكِنْ إِنْ كَانَ كَمَسِيحِيٍّ، فَلاَ يَخْجَلْ، بَلْ يُمَجِّدُ اللهَ مِنْ هذَا الْقَبِيلِ”؛ في هذا الوقت كان المسيحيون يُعانون من الاضطهاد فكانوا يشعرون أنهم مَنبوذون، لذلك يقول لهم بولس لا تشعروا بالخزي لأنه يوجد مجدٌ وقوةٌ تحلّ عليكم، إذًا عنما تَمُرّ بهذه الظروف، هناك أفكار وأعراض يجب أن تقول لها “لا” وتُوقِفها، كأفكار الخزي والخجل ممَّا تعبُر فيه مثلاً.

    قد تَعبُر بمشاكل في عملك أو يتدبَّر لك أمورٌ من أشخاصٍ آخرين أو تُلقَى عليك أعراض مرضٍ أو حزنٍ، لكن يوجد قوة تحلّ عليك في هذا الوقت، انتبه لها واسلكْ بها، فتظهر قوة الله وتسحق وتُفنِي الأعداء. بإمكان النعمة أن تتعامل مع أي موقف وأي مشكلة وأي احتياج.

▪︎ نعمة فائضة تُغطِي كل أخطائك:

“١٢ وَأَنَا أَشْكُرُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ رَبَّنَا الَّذِي قَوَّانِي، أَنَّهُ حَسِبَنِي أَمِينًا، إِذْ جَعَلَنِي لِلْخِدْمَةِ، ١٣ أَنَا الَّذِي كُنْتُ قَبْلاً مُجَدِّفًا وَمُضْطَهِدًا وَمُفْتَرِيًا. وَلكِنَّنِي رُحِمْتُ، لأَنِّي فَعَلْتُ بِجَهْل فِي عَدَمِ إِيمَانٍ. ١٤ وَتَفَاضَلَتْ (انسكبت وفاضَتْ) نِعْمَةُ رَبِّنَا جِدًّا مَعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. ١٥ صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُول: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا. ١٦ لكِنَّنِي لِهذَا رُحِمْتُ: لِيُظْهِرَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ فِيَّ أَنَا أَوَّلاً كُلَّ أَنَاةٍ، مِثَالاً لِلْعَتِيدِينَ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.” (١ تيموثاوس ١: ١٢-١٦)

    “مُفْتَرِيًا” أي أُجرِّح الآخرين، في حالة جنون وأفعل أفعالاً مُشينةً وكُنْت مُتكبِرًا. هذا الشخص كان ضدّ يسوع بصورة شديدة، وكان في قمة الخطية وبعيدًا جدًا عن الرب، لكنه رُحِمَ.

    “١٤ وَتَفَاضَلَتْ (انسكبتْ وفاضت) نِعْمَةُ رَبِّنَا جِدًّا مَعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ”؛ انسكبت نعمة الله بصورة كَميَّة وكيفيَّة أي تَفوق الطبيعي وتَفوق حالتي التي كُنْتُ عليها، غَلَّفَتني لدرجة أني غرقت بها، يقول الروح القدس لكل شخصٍ مهما كان الموقف بَشِعًا أو مدى بُعدك عن الرب، يوجد نعمة تكفي لهذا.

   “مَعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ”، كلمة “مَعَ” تُعنِي أنّ نعمة الرب جاءت بصورة قويَّة وشديدة مع الإيمان والمحبة.

    “ فَقَالَ: «مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ».” (أعمال الرسل ٩: ٥تكلَّمَ الرب يسوع مع بولس بصورة صارِمة، لكن يسوع آمنَ في هذا الوقت أنّ بولس سيتغيَّر وأظهرَ له المحبة، وهذا هو ما لمسَ قلب بولس؛ (الإيمان والمحبة)، رأى بولس أنَّ الرب قد رأى به شيئًا مُختلِفًا عمَّا كان يفعله.

    النعمة التي غَلَّفَتْ بولس لم تَكُنْ مجرد مشاعر بل كانت إظهارًا لإيمان الله في بولس بالرغم مِمَّا كان يفعله والجروحات التي سَبَّبها للناس وأي خطايا فَعَلها. حتى إن كنت قد وَصلْت إلى حدٍّ لا تستطيع فيه أن تتنفَّس من كثرة الأخطاء، هناك ما يُسمى بفيض النعمة أي تكون غارِقًا في النعمة.

“لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً، يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ.” (١ بطرس ٤: ١٠).

    يوجد أوجه كثيرة للنعمة، من بينهم وجهان رآهما شاول (بولس) وهما الإيمان والمحبة. حيث يتحدَّث بولس عمَّا اكتشفه وهو أنّ الله وضعَ إيمانًا به وأظهرَ له محبًة وغفرانًا غير عادٍ، فكان مِن الممكن أن يتركه الرب ليموت لكن أحاطت النعمة بولس وسحبته مِمَّا كان فيه.

    تحيط الرحمة والمحبة والإيمان كل شخصٍ، تحيط الكرة الأرضية، تحيط كل زوايا حياتك، يبقى أنْ تفهم كيف تستقبل هذا، فالنعمة كافيةٌ لتُغطِي كلَ شيءٍ فعلته مهما كان حجمه، بالطبع هذه ليست دعوة للتسيُّب بل للنهوض والثبات والالتفات لِما صار متاحًا في المسيح.

    في سبع سنين الضيقة ستكون هذه الرحمة متاحة، لكن سيكون حاجز الإثم قد رُفِع الذي هو الكنيسة، فلن يكون هناك الوقت لتستمتع الناس بهذه الرحمة مِن كثرة الأحداث المتتالية. الكنيسة هي مَن تُعطِي حياة للأرض، لذلك أُشجِّعك بأن تستمتع بهذه الرحمة التي تشمل المحبة والإيمان.

    إن تَمَّ الإساءة إليك مِن بعض الأشخاص، أُشجِّعك ألّا تُفكِر في الإساءة بل فَكِّرْ في النعمة التي تُحيطك وأنت ساقطٌ بها بل وَتُغطيك بالكامل لدرجة أنك غارقٌ بها، وأيضًا سترى الآخرين بمنظور هذه النعمة. تشتمل النعمة على محبة وإيمان، لذلك تستطيع أن ترى شيئًا مُختلِفًا في الآخرين بالرغم من أنهم قد يكونوا أساءوا إليك، تستطيع أن ترى ما لا يُرَى حتى وإنْ كان العيان سيئًا جدًا.  

     “١٦ لكِنَّنِي لِهذَا رُحِمْتُ: لِيُظْهِرَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ فِيَّ أَنَا أَوَّلاً كُلَّ أَنَاةٍ، مِثَالاً لِلْعَتِيدِينَ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ”؛ يقول بولس إنه مثالٌ للحالات السيئة جدًا لكنه رُحِمَ بسبب النعمة، تستطيع أنت أيضًا أن تكون مِثالاً بأن تسلك بقوة الله في عملك أو دراستك أو صحتك أو أي زاوية من حياتك، ستكون مِثالاً للأشخاص اللذين كانوا تائِهين ومُتعَبين في الحياة لكنك أُنْقِذت من هذا نتيجة المحبة والإيمان.  

     ليس المقصود بالحياة الأبدية الحياة التي سنحياها في السماء، بل هي الحياة الإلهية التي نحياها هنا على الأرض.

▪︎ كيف تنظر للآخرين؟!

“كَذلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ، كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً، كَالْوَارِثَاتِ أَيْضًا مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ.” (١ بطرس ٣: ٧).

    كلمة “سَاكِنِينَ” تعني حالة الوحدانية في بيتٍ واحدٍ، فَمِن علامات أواخر الأيام أنْ يكون الأشخاص في نفس المكان لكنهم مُنقسِمون داخليًا، فيقول هنا يجب أنْ تكونوا “مُتَّحدين” ليس فقط ساكنين سويًا. فيقول للرجال كونوا واعيين وتعلَّموا أن تكونوا في حالة اتّحاد مع زوجاتكم.

    “الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ“؛ يُعنِي بها أنّ النساء أضعف من الرجال وليس معناها أن النساء ضعيفات.

    “مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً”؛ هذا المبدأ ليس للزوجة فقط، لكن لأي شخصٍ في حياتك، لأنهم وارِثون مثلك في الطبيعة الإلهية.

    لتنظرْ لشريكة حياتك ولأولادك ولأي شخصٍ بنظرة روحية؛ إنه شريكٌ معك في الميراث والنعمة حتى وإن كنت ترى عيوبه أو مشاكله، حينها ستستطيع أن تُعطِي كرامةً وتقديرًا لأي شخصٍ بسبب مبادئ لديك وليس أفعال، إن سلكت بهذا ستجد نفسك غير قادِرٍ أن تكره أي شخص، حتى الخطاة لأن الرب يسوع اشترى لهم هذه النعمة أيضًا، فبما أنّ يسوع أحبهم، ستحبهم أنت أيضًا مثل الباقيين فَهُم مُرشَّحون ليأخذوا النعمة والميراث.

    إن لم يسلك الشخص بهذا المبدأ ستُعاق صلاته، فإن قَلَّلت نظرتك للناس، أنت أول مَن سيُؤذَى. ستُعاق صلاتك ولن تجد نتائج مثلما كُنت تجد في البداية. النعمة كلمة شاملة لكل الطبيعة الإلهية التي أخذناها وشامِلة لكل عمل ومواهب الروح القدس وتسديد الاحتياجات البشرية بكل أنواعها.

“٣ أَشْكُرُ إِلهِي عِنْدَ كُلِّ ذِكْرِي إِيَّاكُمْ ٤ دَائِمًا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِي، مُقَدِّمًا الطَّلْبَةَ لأَجْلِ جَمِيعِكُمْ بِفَرَحٍ، ٥ لِسَبَبِ مُشَارَكَتِكُمْ فِي الإِنْجِيلِ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ إِلَى الآنَ. ٦ وَاثِقًا بِهذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. ٧ كَمَا يَحِقُّ لِي أَنْ أَفْتَكِرَ هذَا مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، لأَنِّي حَافِظُكُمْ فِي قَلْبِي، فِي وُثُقِي، وَفِي الْمُحَامَاةِ عَنِ الإِنْجِيلِ وَتَثْبِيتِهِ، أَنْتُمُ الَّذِينَ جَمِيعُكُمْ شُرَكَائِي فِي النِّعْمَةِ. ٨ فَإِنَّ اللهَ شَاهِدٌ لِي كَيْفَ أَشْتَاقُ إِلَى جَمِيعِكُمْ فِي أَحْشَاءِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ (بصورة إلهية). ٩ وَهذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي الْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ، ١٠ حَتَّى تُمَيِّزُوا الأُمُورَ الْمُتَخَالِفَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا مُخْلِصِينَ وَبِلاَ عَثْرَةٍ إِلَى يَوْمِ الْمَسِيحِ، ١١ مَمْلُوئِينَ مِنْ ثَمَرِ الْبِرِّ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِمَجْدِ اللهِ وَحَمْدِهِ.” (فيلبي ١: ٣-١١)

    “٦ وَاثِقًا بِهذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”، يستخدم بعض الأشخاص هذه الآية للتمني، لكن يقول بولس هنا إنه واثِقًا وليس مجرد تمني، وهذا يحتاج إلى إيمان أنّ الروح القدس يبدأ الشيء ويُكمِّله للآخِر، لذلك الإيمان هو الذي يُحافِظ على الشيء ليكتمل وليس التمني.

“٧ كَمَا يَحِقُّ لِي أَنْ أَفْتَكِرَ هذَا مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، لأَنِّي حَافِظُكُمْ فِي قَلْبِي، فِي وُثُقِي، وَفِي الْمُحَامَاةِ عَنِ الإِنْجِيلِ وَتَثْبِيتِهِ، أَنْتُمُ الَّذِينَ جَمِيعُكُمْ شُرَكَائِي فِي النِّعْمَةِ.”

     “لأَنِّي حَافِظُكُمْ فِي قَلْبِي“؛ في اللغة اليونانية تأتي بمعنيين، أن بولس يحفظهم في قلبه، وأنهم يحفظون بولس في قلوبهم. هذا يُعنِي أنهم بمجرد أنْ بدأت قلوبهم ترتبط ببعضهم البعض استطاعوا أن يشتركوا سويًا في النعمة نفسها. إذًا اتّحادك بالكنيسة والمُؤمِنين يجعلك قادِرًا أن تأخذ مِن النعمة التي على حياة الأشخاص الذين حولك مِن أخوتك، وإن أبعدت أخوتك عن قلبك أنت بذلك تفقد نعمة الجسد.

   إذًا ارتباط الشخص بالآخرين في الكنيسة يجعله قادِرًا أن ينال من النعمة التي على الجسد.

نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ.” (فيلبي ٤: ٢٣هل لاحظت؟! نعمة ربنا يسوع المسيح موجودة مع كل شخص.

   تأتي في ترجمات أخرى: “لِتَكُنْ نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ رُوحِكُمْ. آمِين!” (فيلبي ٤: ٢٣) (ترجمة الحياة)، لذلك الأمر مُرتبِط بروح الإنسان وليس مشاعره، هذا يعني أن النعمة لا تُشعَر خارجيًا، تستطيع أن تتعامل بإيمان أن هذه النعمة موجودة بداخلك وتُخرِجها تجاه المواقف عن عمد.

▪︎ كُنْ وكيلاً أمينًا على النعمة:

“١٠ وَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَخْدِمَ الآخَرِينَ بِالْمَوْهِبَةِ الَّتِي أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهَا، بِاعْتِبَارِكُمْ وُكَلاءَ صَالِحِينَ مُؤْتَمَنِينَ عَلَى أَنْوَاعٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنَ الْمَوَاهِبِ الَّتِي يَمْنَحُهَا اللهُ بِالنِّعْمَةِ. ١١ فَمَنْ يَتَكَلَّمُ، عَلَيْهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمَا يُوَافِقُ أَقْوَالَ اللهِ (وحي الله)؛ وَمَنْ يَخْدِمُ، عَلَيْهِ أَنْ يَخْدِمَ بِمُوجِبِ الْقُوَّةِ الَّتِي يَمْنَحُهَا اللهُ. وَذَلِكَ لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَةُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ!” (١ بطرس ٤: ١٠، ١١). (ترجمة الحياة).

     اؤتُمِنَتْ الكنيسة على هذه النعمة على الأرض، نحن مُوزِّعون نعمةً للعالَم، نُوزِّع قدرةً على إحداث تغيير. أن تُصلي لشخصٍ ما وتتغيَّر حياته أو يُشفَى، هذه نعمة انت تُعطيها للشخص! تعاملْ كشخصٍ وكيلٍ على هذه النعمة، كُنْ عند حُسن ظن الرب وأثْبِتْ جدارةً بما أنت اُؤتُمِنت عليه.

    “١١ فَمَنْ يَتَكَلَّمُ، عَلَيْهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمَا يُوَافِقُ أَقْوَالَ اللهِ (وحي الله)“؛ إن كان شخصٌ نعمته في الكلام أو الوعظ أو الكتابة فليفعل ذلك تحت المسحة، فتظهر النعمة.

” … وَمَنْ يَخْدِمُ، عَلَيْهِ أَنْ يَخْدِمَ بِمُوجِبِ الْقُوَّةِ الَّتِي يَمْنَحُهَا اللهُ. وَذَلِكَ لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَةُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ!”، إذًا لكي تُعطي المجد للرب، افعلْ أي شيء مُوكَّلْ عليه بقوة الروح القدس، لتفعلْ الشيء وأنت مُدرِكٌ أنك أُعطيت نعمةً.

فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ.” (متى ٢٥: ٢١).

   يقول السيد هذه الكلمات للشخص الذي كان لديه عشر وزنات، بالرغم من أن تلك العشر وزنات كانت عددًا كبيرًا! هنا لا يستخف السيد ولا يُقلِّل من العشر وزنات هذه، بل كان يريد قول إن هذا قليلٌ بالنسبة للمستوى الذي أنت مُقْبِلٌ عليه! يوجد شيء أعظم وأضخم، سيأتي وقت وتقول إن ما أنا عليه الآن بالرغم من أنه أمرٌ عظيمٌ وضخمٌ إلّا إنه قليل بالنسبة للآتي.

    يقودنا الروح القدس من مجد لمجد بحسب قوته وليس بحسب القوة البشرية، لذلك تعلَّمْ أن تفعل كل شيء تحت يدين الروح القدس.

▪︎ إساءة استعمال النعمة:

١- عدم البحث عن النعمة:

    لا يبحث بعض الأشخاص عن النعمة بل ويعتمدون على البشرية والخبرات والدراسات والعِلْم والتحليل، في حين يكون هذا وقت استقبال النعمة.

“فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ.” (العبرانيين ٤: ١٦).

    تُعني عبارة “عَوْنًا فِي حِينِهِ” أن يُعينك في الوقت الذي تحتاجه (وقت الاحتياج وليس المقصود بها في الحين المناسب للرب). أيضًا تأتي كلمة “نَجِدَ” في اللغة اليونانية “heuriskō” ويُقصَد بها أنّ الشخص كان يبحث عن عمدٍ ولديه تَوقُّع ليجد شيئًا مُعيَّنًا. هناك أشخاصٌ لا تجد نعمةً أي غير باحِثين عن النعمة، فيجب أن تسعى إليها وترى ما تقوله الكلمة عن النعمة في هذا الأمر، وتكتشفها عن عمد.

٢- عدم استقبال النعمة:

     كان الرب يسوع نفسه يمتلئ مِن النعمة، لذلك يجب أن نمتلئ بها نحن أيضًا؛ “وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا (يستقبل) نِعْمَةً وَحَقًّا.” (يوحنا ١: ١٤).

“لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ!” (رومية ٥: ١٧).

    حدَّد بولس الأشخاص القادِرين أن يملكوا في هذه الحياة؛ مَن ينالون فيض النعمة وعطية البر.

    عندما تَعبُر في موقف ما، قُلْ: “أشكرك يا روح الله لأني أستقبل نعمةً في هذا الأمر”، وتعرَّفْ على ما تقوله كلمة الله بشأن هذا الأمر ورَكِّزْ على النعمة وستجد قوة الله ظهرت في الموقف فتملُك وتسود على الموقف بدلًا من أنْ تقوم بتحليله والتفكير فيه بطُرق بشرية.

٣- عدم المحافظة على النعمة:

   الانسحاب من النعمة يُعنِي إساءة استخدامها أو التقليل من استعمالها أو الشكّ فيها، مثل شخص يمتلئ بالروح القدس ويُصلي بألسنة ولكنه يشكّ إن كان قد صلَّى بألسنة بالفِعْل أم ما قاله مجرد كلمات من تأليفه؟! أو شخص آخر مثلاً يسأل مُتشكِّكًا هل أخذْتُ شفائي بالفعل أم لا؟!

“فَإِذْ نَحْنُ عَامِلُونَ مَعَهُ نَطْلُبُ أَنْ لاَ تَقْبَلُوا نِعْمَةَ اللهِ بَاطِلاً.” (٢ كورنثوس ٦: ١).

    وجدَ هؤلاء نعمة الله وقبلوها لكنهم لم يقدروا أن يستفيدوا منها. هناك أشخاصٌ تنتظر أمورًا خارقة للطبيعي أو شخصٌ يقول لهم أسرارًا في حياتهم ولا يعلمون أن النعمة مُستمِرة في حياتهم، فيفقدون النعمة التي تُعطَى لهم من خلال آخرين ويُبطِلون استعمالها مُقلِّلين من شأنها.

٤-  التأخُّر في استعمال النعمة:

“مُلاَحِظِينَ (ممارسين بُعْد النظر) لِئَلاَّ يَخِيبَ (يتأخَّرْ، يتخلَّف إلى الوراء) أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ. لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ انْزِعَاجًا، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ.” (العبرانيين ١٢: ١٥)

     للأسف هناك البعض مَن يتأخَّر عن النعمة بسبب المرارة، وقد تكلَّمْتُ عن المرارة منذ عدة شهر، أُشجعك بدراسة حلقة الراديو التي بعنوان “كيف تقتلع المرارة؟” وأمورٍ أخرى تشتَّتوا بها، فالتفكير في أمور سلبية والحُزن يُولِّد طعمًا مُرًّا بداخلك، سواء كان قلقًا وخوفًا على أحبائك أو على مستقبلك…إلخ.

٥- السقوط من النعمة:

“٤ قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. ٥ فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرّ.” (غلاطية ٥: ٤، ٥).

    “سَقَطْتُمْ” هنا تُعنِي سقطتم من ارتفاعٍ عالٍ جدًا مِن النعمة بسبب التفاتكم للعيان والحواس الخمس. يوجد أشخاصٌ سقطوا من النعمة وهناك آخرون فقدوها وهذا لا يُعنِي أنّ الرب سَحَبها، فَبَعد أن بدأوا بشكلٍ صحيحٍ بإيمانهم التفتوا إلى العيان.

“٥ قَدِ اكْتَنَفَتْنِي مِيَاهٌ إِلَى النَّفْسِ. أَحَاطَ بِي غَمْرٌ. الْتَفَّ عُشْبُ الْبَحْرِ بِرَأْسِي. ٦ نَزَلْتُ إِلَى أَسَافِلِ الْجِبَالِ. مَغَالِيقُ الأَرْضِ عَلَيَّ إِلَى الأَبَدِ. ثُمَّ أَصْعَدْتَ مِنَ الْوَهْدَةِ حَيَاتِي أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي. ٧ حِينَ أَعْيَتْ فِيَّ نَفْسِي ذَكَرْتُ الرَّبَّ، فَجَاءَتْ إِلَيْكَ صَلاَتِي إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ. ٨ اَلَّذِينَ يُرَاعُونَ أَبَاطِيلَ كَاذِبَةً يَتْرُكُونَ نِعْمَتَهُمْ. ٩ أَمَّا أَنَا فَبِصَوْتِ الْحَمْدِ أَذْبَحُ لَكَ، وَأُوفِي بِمَا نَذَرْتُهُ. لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ». ١٠ وَأَمَرَ الرَّبُّ الْحُوتَ فَقَذَفَ يُونَانَ إِلَى الْبَرِّ.” (يونان ٢: ٥-١٠).

    “٥ قَدِ اكْتَنَفَتْنِي مِيَاهٌ إِلَى النَّفْسِ. أَحَاطَ بِي غَمْرٌ. الْتَفَّ عُشْبُ الْبَحْرِ بِرَأْسِي”؛ عاشَ يونان بصورة إلهية في بطن الحوت، فقد كانت المياه تحيط به.

    “٧ حِينَ أَعْيَتْ فِيَّ نَفْسِي ذَكَرْتُ الرَّبَّ، فَجَاءَتْ إِلَيْكَ صَلاَتِي إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ”، بدأَ يونان يُفكِّر في الرب، لا يوجد شيءٌ يستطيع أن يمنعك لتُفكِّر في الرب حتى وأنت مُنهَكٌ جسديًا، بإمكانك أن تُوجِّه تفكيرك مهما كان ما تَعبُر به.

    “٨ اَلَّذِينَ يُرَاعُونَ أَبَاطِيلَ كَاذِبَةً يَتْرُكُونَ نِعْمَتَهُمْ”؛ اكتشفَ يونان إنه إنْ رَكَزَ في العيان سيفقد النعمة، هناك البعض مَن يفقدون نعمتهم بسبب التفاتهم للحواس الخمس والعيان، شرحت عن الإيمان في السلسلة السابقة “سلسلة الإيمان العاملٍ وقُلْتُ إنّ الإيمان مثل الطلقة التي تَخرُج لتُصيب الهدف ولا يوجد احتمالية أن ترجع للخلف مرةً أخرى.

الخلاصة هي؛ لا تعتبرْ العيان وإلا ستفقد النعمة التي أنت مُمسِكٌ بها.

٦- تحويل النعمة:

“لأَنَّهُ دَخَلَ خُلْسَةً أُنَاسٌ قَدْ كُتِبُوا مُنْذُ الْقَدِيمِ لِهذِهِ الدَّيْنُونَةِ، فُجَّارٌ، يُحَوِّلُونَ نِعْمَةَ إِلهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ، وَيُنْكِرُونَ السَّيِّدَ الْوَحِيدَ: اللهَ وَرَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ.” (يهوذا ١: ٤).

    يوجد أُناسٌ يُحوِّلون النعمة إلى دعارة، وهم أنفسهم مَن يستهينوا بالألسنة ومواهب الروح القدس ولديهم اتّجاهٌ ساخِرٌ تجاه أي أمور روحية بل ويُطلِقون عليها “دروشة”، يستهزأون ويستخفوا بنعمة الروح القدس!

    كان لوسيفر ملاكًا ممسوحًا لكنه أساءَ استعمال النعمة التي كانت على حياته وحَوَّلها إلى دعارة، وتُعنِي كلمة دعارة شيئًا مُباحًا يتعامل معه بسخرية وإنكار لربوبية الله عليه.

▪︎ الاستفادة بالنعمة في حياتك:

١- علاقتك مع الكلمة:

    تزداد النعمة بالمعرفة الكتابية السليمة الدقيقة النقيَّة، وتزداد بإدراكك.

“وَلكِنِ انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لَهُ الْمَجْدُ الآنَ وَإِلَى يَوْمِ الدَّهْرِ. آمِينَ.” (٢ بطرس ٣: ١٨).

   أنت تنمو في النعمة كلما تأكُل الكلمة وتكتشف ما يَخُص الاحتياجات البشرية مِن الكلمة.

٢- الاتّضاع:

“١ أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ الْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ، ٢ ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّارًا (كحراس)، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ (بكل رغبة)، ٣ وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ، بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ. ٤ وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى. ٥ كَذلِكَ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ، اخْضَعُوا لِلشُّيُوخِ، وَكُونُوا جَمِيعًا خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ: «اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً». ٦ فَتَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ اللهِ الْقَوِيَّةِ لِكَيْ يَرْفَعَكُمْ فِي حِينِهِ، ٧ مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ. ٨ اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ.” (١ بطرس ٥: ١-٨).

    الاتّضاع ليس معناه أن يكون الشخص مُنكسِرًا، لكن هو الخضوع للمشورة الكتابية السليمة، هو إخضاع عقلك للنصيحة وعدم التشبُّث برأيك واعتقادك أنك على حقٍّ. لا تُخضِع ذهنك للعلوم والأفكار العِلمية التي تضع نهاية أو موت لأمور مُعيَّنة، فلكي تستقبل نعمة الله يجب أن تضع هذه التحليلات جانبًا وتُفكِّر في كلمة الله ولا تُراعي أباطيلَ كاذِبة.

٣- صَدِقْ واستقبلْ النعمة:

   التصديق هو أن تُفكِّر مثلما يُفكِّر الرب وتُثبِّت ذهنك على اتّجاهٍ واحدٍ فقط، فيه لا ترى سوى مشهدًا واحدًا كما يراه الرب.

٤- الشكر:

٦ فَكَمَا قَبِلْتُمُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبَّ اسْلُكُوا فِيهِ، ٧ مُتَأَصِّلِينَ وَمَبْنِيِّينَ فِيهِ، وَمُوَطَّدِينَ فِي الإِيمَانِ، كَمَا عُلِّمْتُمْ، مُتَفَاضِلِينَ فِيهِ بِالشُّكْرِ.” (كولوسي ٢: ٦، ٧).

   مثلما قَبِلْتَ يسوع وآمنْتَ به رغم أنك لم ترَ التغيير في الحال، هكذا اسلكْ بهذا الإيمان، ولتُكثِر في الشكر والحمد، ازددْ في التأصُّل ومِدّ جذورك أعمق.

٥- الصلاة بألسنة:

٢٠ وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، ٢١ وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.” (يهوذا ١: ٢٠، ٢١).

    “مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ”؛ المقصود هنا حافظوا على إيمانكم عن طريق الصلاة بالروح، أي حافظْ على نفسك بداخل النعمة والمحبة عن طريق الصلاة بألسنة. تستطيع النعمة أن تأخذك لأمورٍ تبدو مستحيلة، فضبط أفكارك بحسب الكلمة يجعلك تَعبُر في المستحيل.

    رأى داود أنه يستطيع أن يُنهِي على أعدائه، لأن الروح القدس في صفه، هذا يُعنِي أنه يوجد مرحلة تستطيع فيها أن تُنهِي على الدوامة التي دخلت بها وتقطع الأمر نهائيًا ولا يتعبك مرةً أخرى نتيجةً للنعمة.

    كلما تُحاوِل الأرواح الشريرة فِعْل أمرٍ شَرِس يُمكِنك أن تُفكِّر في الرب وتُركِّز فيه ولا تلتفت للعيان والإنهاك ولا تعتبر ما تشعر به، وتعتبر الرب فقط الذي يُفكِّر فيك بإيمان ومحبة، هذه هي النعمة التي تفاضلت فيك، فهو يراك بشكلٍ مُختلِفٍ عن حالتك السيئة التي كُنت عليها.

ــــــــــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$
Hide picture