تجديد ذهنك: مفهوم إدارة الذهن Renewing Your Mind: The Concept of Mind Management

بعد أن تقبل للمسيح، يُعطيك الرب طرق جديدة فى التفكير عنه وعن السماء وعن نفسك وعن ظروفك وعن العالم من حولك وعن الحياة بشكل عام؛ فهو يُعطيك معرفة جديدة ويُبين لك كيفية التعامل مع الآخرين.

ولهذا السبب يُخبرنا الكتاب المقدس فى رومية 12 : 2، “…. تغير عن شكلك بتجديد ذهنك…” وبكلمات أخرى، ” لا تسلك وتتصرف كما باقى العالم، ولكن تَغيّر( أى تتحول، وتتغير بالكامل) بتجديد ذهنك، بتغيير طريقة تفكيرك، وبقبول أفكار ومشورة الله، واستبدال أفكارك بأفكاره، وتَعلُم أن تفكر وتتكلم مثله.

ولكنك لن تقدر أن تفكر مثل الرب إلا إذا كان لديك المادة الصحيحة والمناسبة للتفكير على أساسها، وهى كلمته.  فأقوال الرب هى أفكاره ويعبر عنها بلغة.

فالرب قد بَيّن لنا أننا نقدر أن نؤثر فى تفكيرنا لكى نكون مُنتجين، وناجحين ومزدهرين أكثر. فيمكنك أن تدير وتوجه ذهنك وتنتج وتأتى بالروعة والعظمة والنجاح والازدهار لحياتك. فهى مسئوليتك، ويتوقع الرب منك أن تقوم بها.

فالكلمة تجعلنا نفهم وندرك أهمية إدارة الذهن؛ فهى لا تحدد طبيعة شخصيتك فقط، ولكن أيضاً النتائج التى تحصل عليها ونوعية حياتك.

رومية 12 : 1-2

أطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية. ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة.

سؤال: هل ترغب فى تغيير حياتك؟ وهل ترغب فى الحصول على نوعية حياة أفضل؟ حسناً، فهنا يقول لك بولس بالروح أن الطريقة لتغيير وتحسين ورفع مستوى حياتك هى بتجديد ذهنك.

لقد وصفت هذا المبدأ الروحى بـ “إدارة الذهن” والذى يشير إلى إعادة تنظيم و برمجة ذهنك (أى محتوياته وطرق تفكيره) بكلمة الله ومطابقة فكرك وتصوراتك وتوجهك الفكرى والعقلى عن الله والآخرين والعالم ونفسك بكلمته.

إذا كان الرب يقول لك أن تتغير بتجديد ذهنك، فهذا يعنى أنك أنت من يحققها (يجعلها تحدث). فهو يرشدك ويوجهك لتفعلها لأنه قد وضع القدرة فيك.

أنت تعبير عما يدور فى ذهنك

 فما أنت عليه اليوم هو نتيجة لما يدور فى ذهنك. وشخصيتك هى التعبير عن المحتويات وتأثيرها فى ذهنك. يقول الكتاب المقدس كما فكر الإنسان فى قلبه، هكذا هو (أمثال 23 : 7). فحياتك ومجمل شخصيتك (كيف تحيا ، وماذا تفعل، وطبيعة كلماتك، وما إلى ذلك) هم تعبير لما يدور فى ذهنك.

والآن، قد بَيّنَ لك الرب أنك تقدر أن تُدير ذهنك. وهذا يعنى أنه يمكنك أن تشكل وتؤثر فى ذهنك وما يحتويه من أفكار، وسيظهر هذا التغيير فى شخصيتك والنتائج التى تصل لها فى الحياة.

زيادة وتعاظم قيمتك

فإدارة وتوجيه ذهنك هو المبدأ الأساسى  لتزداد قيمتك، ولمضاعفة نجاحك، ولتحسين وضعك، وبالتالى، اتساع ممتلكاتك. فربما فى بعض الأحيان قد تكون حاولت بكل جد وفعلت كل ما تظن انك تعرفه لفعل أمراً ما، ولكنك لم تحقق أى نجاح يُذكر. فما الذى يمكنك فعله أكثر من ذلك؟ حسنًا، فلماذا لا تبدأ بإدارة ذهنك أولاً؟ وهل تقدر أن تُدير ذهنك بطريقة مختلفة فيما يخص هذا الموقف؟ وهل يمكنك الوصول للمحرك الذهنى الصلب لترى ما هى الملفات التى تحتاج إزالتها وتحميل الملفات الجديدة وتثبيتها؟

نعم تقدر، بل ويجب عليك فعل ذلك. فأنت تقدر أن تجعل حياتك أكثر سعادة وشبعاً وذلك بإجراء التغييرات الصحيحة والمناسبة فى بنية (أساس) تفكيرك.

فقد اكتشفنا هنا نقطة هامة وهى: أنه يمكنك أن تُغير حياتك وذلك بتغيير طريقة تفكيرك، أى بتجديد أو إدارة ذهنك.

ولكن قبل أن نتعمق أكثر فى ما يحتويه الذهن من أفكار وكيف نجددها، دعنا أن نفهم طبيعة الذهن نفسه أولاً.