“نفس الإنسان سراج الرب…” (أمثال 27:20).
قد يتساءل البعض قائلاً: “كيف أستطيع أن أعرف إذا كانت روحي أم الروح القدس هو الذي يدفعني لفعل هذا الأمر؟”
روح الإنسان هي سراج الرب. “ولكن قد أكون أنا الذي أريد أن أفعل هذا الأمر”.
حَدِدْ كلماتك التي تستخدمها. فإذا كنت تستخدم كلمة “أنا” التي تعني بها الجسد، فأنت بالطبع لا تستطيع أن تخضع لجسدك دائماً. ولكن إذا كنت بكلمة “أنا” تقصد الإنسان الداخلي، أو الإنسان الحقيقي الذي بداخلك، إذاً فلا بأس أن تخضع لذلك الإنسان. تقدم وإفعل كل ما يريده منك.
فإذا كانت روحك خليقة جديدة في المسيح يسوع، والأشياء العتيقة قد مضت وهو ذا الكل قد صار جديداً، ولروحك حياة وطبيعة الله. والروح القدس بداخلها وفي شركة حية مع الله، فإن روحك لن تدفعك لأن تفعل شيئاً ليس صحيحاً. وإذا كنت مؤمناً ممتلئاً بالروح، وإنسانك الداخلي ممتلئ إلى كل ملء الله – وليس جزءاً صغيراً منه – فإن الروح القدس يصنع منزله فيك.
إن الإنسان الخارجي – وليس الإنسان الداخلي – هو الذي يريد أن يفعل الخطأ. يجب أن تكون قادراً على تمييز ما إذا كان جسدك هو الذي يريد أن يفعل هذا الأمر أم روحك. وهنا نصاً كتابياً يقف كثيرين أمامه متحيرون.
“كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية لأن زرعه يثبت فيه ولا يستطيع أن يخطئ لأنه مولود من الله” (1 يوحنا 9:3).
هذه الآية تتحدث عن الإنسان الداخلي. فنحن مولودون بالجسد من آباء جسديين، ولذا فنحن نأخذ طبيعتهم. أما روحيا فنحن مولودون من الله، لذا فنحن نشترك في طبيعته. وطبيعة الله ليست تلك الطبيعة التي تفعل الخطأ.
لقد إرتكبت عدة أخطاء كمؤمن. ولكن إنساني الداخلي لم يخطئ، إنه حتى لم يوافقني عندما كنت أخطئ. لقد حاول أن يمنعني. بكى قلبي لأنني أخطأت. سمحت لجسدي أن يُسيطر عليّ رغم معارضة روحي. فنبتة الله تكمن في روحي وليس في جسدي.
إذا سمحت لجسدك أن يسود عليك، وإن أعطيت فرصة لذهنك البشري أن يتحكم فيك بدلاً من تجديده بالكلمة. فلسوف تستمر في الخطأ.
ولهذا السبب كتب بولس رسالته إلى مؤمني رومية المولودين ثانية والممتلئون بالروح وقال لهم أن يفعلوا شيئين: أولاً، أن يُقدموا أجسادهم، وثانياً، أن يُجددوا أذهانهم بالكلمة (رومية 1:12-2).
وإلى أن يتجدد ذهنك بكلمة الله، فلسوف يستمر جسدك وذهنك في السيطرة على روحك. وبذلك تكون مؤمناً طفلاً – أو مؤمناً جسدياً.
كتب بولس إلى أهل كورنثوس “وأنا أيها الأخوة لم أستطع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال في المسيح” (1 كورنثوس 1:3).
وفي العدد الثالث يقول “لأنكم بعد جسديون…” وتقول ترجمة أخرى “تسلكون كأشخاص عاديين”. ماذا كان يقصد بولس؟ كان يقصد أنهم كانوا يسلكون سلوك أهل العالم الذين لم يحصلوا على الخلاص بعد.
وعندما يتجدد ذهنك بكلمة الله، فإنه سينحاز لروحك بدلاً من جسدك. وسرعان ما تتحكم روحك من خلال ذهنك في جسدك.
إن روحي لن تدفعني لفعل أي خطأ. لأن بها طبيعة الله وحياة الله، وحب الله، وروح الله.
“الذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية…” (2 بطرس 4:1).
نحن مولودون من الله، لذلك فنحن نتغذى على كلمته. وبذلك نصير شركاء الطبيعة الإلهية. فإذا كانت تلك الطبيعة الإلهية
بداخلنا، فروحنا لن تدفعنا لفعل ما هو خطأ.
إن كل ما تمليه روحك سيكون صحيحاً.
العودة لقائمة الكتب الرئيسية Back to the list
الفصل الثاني والعشرون
أنا أرى
“ولما مضى زمان طويل وصار السفر في البحر خطر إذ كان الصوم أيضا قد مضى جعل بولس ينذرهم. قائلاً أيها الرجال أنا أرى أن هذا السفر عتيد أن يكون بضرر وخسارة كثيرة ليس للشحن والسفينة فقط بل لأنفسنا أيضاً” (أعمال 9:27-10).
قال بولس: “أنا أرى…” ولم يقل أني قد حصلت على رؤية أو إعلان، أو أن الرب قال لي. بل قال “أنا أرى”.
كيف رأى ذلك؟ بالشهادة الداخلية. فهو لم يرَ ذلك بذهنه. لم يرَ ذلك بالجسد. بل كانت له هذه الشهادة في روحه.
خرجت أسرة مكوّنة من سبعة أفراد للعشاء في أحد المطاعم. ولم يمضِ وقتاً هناك حتى قال الأب فجأة: “دعونا نعود إلى
المنزل”.
“لماذا؟”
“لا أعلم. أنا فقط أشعر بإلحاح داخلي أن نعود”.
هرولوا للمنزل. ووجدوا أن حريقاً قد أندلع هناك. فلو كانوا قد انتظروا لكان كل شيء قد إحترق. ولكن الشهادة الداخلية
هي التي أنذرتهم في الوقت المناسب.
فلو أن منزلهم كان قد إحترق، لقال البعض: “إن الله فعل ذلك عمداً، وله قصد منه”.
كلا، فإننا لا ندرك الأمور لأننا لا ننصت لِما بداخل أرواحنا. وذلك لأننا نفتقر إلى الحِس الروحي.
فإنك لن تجد في الكتاب المقدس أن الله يسمح بحدوث مثل هذه الأشياء ليُعلّم أولاده شيئاً ما. فلو كان هؤلاء الذين في
السفينة قد إستمعوا لما قاله بولس لاستطاعوا إنقاذ السفينة وكل ما عليها. وبالفعل فقد خسروا كل شيء حتى كادوا أن
يفقدوا حياتهم. فلو لم يستمعوا لما قاله بولس لفقدوا حياتهم أيضاً.
الله ليس بعدوٍ! فهو يحاول مساعدتنا! ولا يعمل ضدنا! ولكنه يعمل لخيرنا.
وكلما إزداد الحِس الروحي بداخلنا، كلما تعلّمنا كيف نتعاون معه.
تذكّر أن الطريقة الأولى التي يقود الله بها أبناءه هي الشهادة الداخلية.
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.