القائمة إغلاق

سبعة خطوات للحكم على النبوة جزء1 Seven Steps for Judging Prophecy

أولا : من خلال ثمارهم

بما إننا مؤمني العهد الجديد, نحتاج إلى عمل مواهب الروح القدس في كنائسنا اليوم. ينبغي علينا أن نشجع كل نار ملتهبة تأتى من الله, لكن يجب أيضا أن نلاحظ أنه يوجد مواهب حقيقية وأخرى زائفة (عب 1: 7).

نحن لسنا مضطرين لأن نكون خائفين من مواهب الروح لأن بعض العناصر الزائفة قد تسللت إلى الداخل. ذات مرة تم إعطائي بعض الأموال المزيفة. لم ألقى بعيدا بكل أموالى الجيدة لأنه كان يوجد القليل منها مُّزيف. لكني حافظت على الأصلية ورميت المزورة بعيدا.

يمكن للمؤمنين أن يتعلموا التمييز بين الأنبياء الكذبة والصادقين. كيف؟ يعطينا الكتاب المقدس سبعة خطوات للحكم على النبوة. دراسة تلك الخطوات ستكون بمثابة بركة لك الآن وفى المستقبل.

أول خطوة هي: من خلال ثمارهم ستعرفونهم.

حذر يسوع من الأنبياء الكذبة, قائلا, “اِحْذَرُوا الأَنْبِيَاءَ الدَّجَّالِينَ الَّذِينَ يَأْتُونَ إِلَيْكُمْ لاَبِسِينَ ثِيَابَ الْحُمْلانِ، وَلَكِنَّهُمْ مِنَ الدَّاخِلِ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ.” (متى 7: 15).

كتب كلا من بولس وبطرس, إلى الكنيسة الأولى, محذرين أيضا من الأنبياء الكذبة الرسل الكذبة والنبوات المزيفة.

2كو11: 13-15, “فَإِنَّ أَمْثَالَ هَؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ دَجَّالُونَ، عُمَّالٌ مَاكِرُونَ، يُظْهِرُونَ أَنْفُسَهُمْ بِمَظْهَرِ رُسُلِ الْمَسِيحِ (14)وَلاَ عَجَبَ! فَالشَّيْطَانُ نَفْسُهُ يُظْهِرُ نَفْسَهُ بِمَظْهَرِ مَلاَكِ نُورٍ (15)فَلَيْسَ كَثِيراً إِذَنْ أَنْ يُظْهِرَ خُدَّامُهُ أَنْفُسَهُمْ بِمَظْهَرِ خُدَّامِ الْبِرِّ. وَإِنَّ عَاقِبَتَهُمْ سَتَكُونُ عَلَى حَسَبِ أَعْمَالِهِمْ.”

2بط 2: 1-3, “وَلَكِنْ، كَمَا كَانَ فِي الشَّعْبِ قَدِيماً أَنْبِيَاءُ دَجَّالُونَ، كَذَلِكَ سَيَكُونُ بَيْنَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً مُعَلِّمُونَ دَجَّالُونَ. هَؤُلاَءِ سَيَدُسُّونَ بِدَعاً مُهْلِكَةً، وَيُنْكِرُونَ السَّيِّدَ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ لِنَفْسِهِ. وَبِذَلِكَ يَجْلِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ دَمَاراً سَرِيعاً. (2)وَكَثِيرُونَ سَيَسِيرُونَ وَرَاءَهُمْ فِي طُرُقِ الإِبَاحِيَّةِ. وَبِسَبَبِهِمْ تُوَجَّهُ الإِهَانَةُ إِلَى طَرِيقِ الْحَقِّ. (3)وَبِدَافِعِ الطَّمَعِ، يُتَاجِرُونَ بِكُمْ بِالأَقْوَالِ الْمُحَرَّفَةِ الْمُزَخْرَفَةِ.”

لو أن مثل هذا التحذير كان ضروريا للكنيسة الأولى, فإنه هام وضروري اليوم. (نحن نؤمن ونمارس ما كتب بخصوص العشاء الرباني ومعمودية الماء وأمورا أخرى. لما لا نؤمن ونمارس ما قالوه عن هذا الأمر؟)

ناقش يسوع ذلك التحذير ضد الأنبياء الكذبة في (متى 7) هل كان يعلم ما يتكلم عنه؟ أنا أؤمن بذلك. أنا أؤمن أن شعب اليوم يحتاج إلى تحذيراته.

كما نرى, وصف الأنبياء الكذبة الذين يأتون إليك “…. بثياب حملان, لكنهم من داخل ذئاب خاطفة” (متى7: 15). فهم يبدون متواضعين جدا, في غاية الوداعة – مثل باقي القطيع تماماً. لا يمكنك أن تُحكِم القول من مظهرهم الخارجي إنهم ذئاب خاطفة.

لكن قال يسوع إنه يوجد طريقة لمعرفتهم. كيف؟ قال يسوع, “مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يُجْنَى مِنَ الشَّوْكِ عِنَبٌ، أَوْ مِنَ الْعُلَّيْقِ تِينٌ (17)هَكَذَا، كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً. أَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيئَةُ، فَإِنَّهَا تُثْمِرُ ثَمَراً رَدِيئاً.” (عدد16, 17).

إستمر قائلا, “لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُثْمِرَ الشَّجَرَةُ الْجَيِّدَةُ ثَمَراً رَدِيئاً، وَلاَ الشَّجَرَةُ الرَّدِيئَةُ ثَمَراً جَيِّداً (19)وَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً، تُقْطَعُ وَتُطْرَحُ فِي النَّارِ (20)إِذَنْ مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.” (عدد 18-20).

عرفت ذات مرة خادما وعلى ما يبدو كان مُستخدَما في النبوة والمواهب الأخرى بقوة. ومع ذلك عندما أتت لي الفرصة لحضور واحدة من إجتماعاته, علمت أن شئ ما كان خطأ. ولم أستطع وضع إصبعى عليه- لم أنال إعلان من الله- لكن أخبرني شئ ما بداخلي أنه لم يكن على نفس التردد (الموجة) التي كنت أنا عليها.

لم أعرف الكثير عن خدمة هذا الرجل. لذلك لم أستطع الحكم على ثماره.

بعد ذلك بقليل, رغم ذلك, وعظت عند راعى كان مستضيفاً هذا المبشر في كنيسته قبلاً.

عندما تم إلقاء إتهامات بالغش ضد هذا الرجل, قام بمواجهة الراعي. فأجاب المبشر, ” لماذا هذه الإتهامات؟, لا يوجد كلمة حقيقية فيما قلت! هؤلاء الناس يَّدعون علىَّ بالكذب!”.

بعدما أخذَت زوجة أخ الراعي شريط مسجل لإجتماع سرى عقده هذا المبشر مع بعض أعضاء الكنيسة. فسّجلت ما قاله. أَخبِر الناس, “أنا لن أتركهم يعرفون أننى أؤمن بهذا, لكن لا باس من الكذب طالما أنك تكذب لأجل أمر صالح.” (أختي,أخي, من الخطأ أن تكذب, بغض النظر عما تكذب من أجله!).

عندما واجه الراعي هذا المبشر بالشريط المسُّجل, قال, “حسنا الآن, أيها الأخ, أنت تعرف لو أن عمل الإنسان من أجل الله, فإنك لا تستطيع قول كل شئ. فلا باس من الكذب في بعض الأحيان”.

من خلال ثمارهم ستعرفونهم. لربما إستطاع هذا المبشر بأن يتنبأ لفترة أطول وبصوت أعلى, لكن من سيصدق نبواته؟ بمجرد انك عرفت عنه, أستفعل ذلك؟

ثانيا : هل تعطى المجد للمسيح؟

الخطوة التالية في الحكم على النبوة هي: هل تمجد المسيح؟

كان يسوع وهو متكلما بالروح القدس يقول, “وذاك يمجدني …” (يو16: 14) وسيفعل, أليس كذلك؟ دعونا ننظر إلى بعض الشواهد الكتابية على طول هذا الخط.

(رؤيا 19: 10), “فَجَثَوْتُ عِنْدَ قَدَمَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِي: «لاَ تَفْعَلْ! إِنِّي عَبْدٌ لِلهِ، مِثْلُكَ وَمِثْلُ إِخْوَتِكَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ لَدَيْهِمِ الشَّهَادَةُ الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ: لِلهِ اسْجُدْ! فَإِنَّ الشَّهَادَةَ الْمخْتَصَّةَ بِيَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوءَةِ».”

لو أن النبي صادق والنبوة صحيحة, سيكونوا شهادة ليسوع. على آية حال, لو إنها ستجذب الإنتباه للشخص فهي خاطئة, لان يسوع قال, “فإن ذاك يمجدني.”

في (1كو12: 3), كتب بولس بوحي من الروح القدس, “لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَنَّهُ لاَ أَحَدَ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ: «اللَّعْنَةُ عَلَى يَسُوعَ!» وَكَذَلِكَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ.” لا تستخرج هذا العدد من بقية النص, لأنه يستطيع اى شخص القول من خلال عقله, يسوع هو الرب.” تذكر أن بولس قال في العدد الأول من هذا الإصحاح, “وَأَمَّا بِخُصُوصِ الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَلاَ أُرِيدُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَمْرُهَا.” نتيجة لذلك, ما يقوله ضمن هذا النص هو عندما تعمل المواهب الروحية (متضمنة النبوة), سيجعل الإعلان من يسوع رب.

(1يو 4: 2,1) “أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ لِتَعْرِفُوا مَا إِذَا كَانَتْ مِنْ عِنْدِ اللهِ أَمْ لاَ، لأَنَّ عَدَداً كَبِيراً مِنَ الأَنْبِيَاءِ الدَّجَّالِينَ قَدِ انْتَشَرَ فِي الْعَالَمِ. (2)وَهَذِهِ هِيَ الطَّرِيقَةُ الَّتِي تَعْرِفُونَ بِهَا كَوْنَ الرُّوحِ مِنْ عِنْدِ اللهِ فِعْلاً: إِذَا كَانَ ذَلِكَ الرُّوحُ يَعْتَرِفُ بِأَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ قَدْ جَاءَ إِلَى الأَرْضِ فِي الْجَسَدِ، فَهُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ.”

يتم ذكر الأنبياء الكذبة مرة أخرى. لو أنه كان يوجد أنبياء كذبة في وقت الكنيسة الأولى, فإنه يوجد الآن أيضاً أنبياء كذبة. نلاحظ مرة أخرى من (عدد2) لو أن النبوة من الله, فإنها تشير إلى يسوع. نتيجة لذلك, يمكننا الحكم على النبي والنبوة حسب إتجاههم نحو يسوع. لو إنهم يوجهون بعيداً عنه أو يخلقون إنقسام في جسد المسيح, فإنهم مخطئين لو إنهم يُّعظمون الإنسان أكثر من المسيح, فإنهم مزيفين.

ثالثا : هل تتوافق (تتطابق) مع الكتاب المقدس؟

الخطوة الثالثة في الحكم على النبوة هي أن تسال, “هل تتطابق مع الكتاب المقدس؟” وهذه مرتبطة بشدة مع الخطوة الثانية.

لو إنها نبوة صحيحة, ستكون حسب كلمة الله, لأن الروح والكلمة متوافقان تم الوحي بالكلمة من خلال الروح القدس. “إِذْ لَمْ تَأْتِ نُبُوءَةٌ قَطُّ بِإِرَادَةٍ بَشَرِيَّةٍ، بَلْ تَكَلَّمَ بِالنُّبُوآتِ جَمِيعاً رِجَالُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَدْفُوعِينَ بِوَحْيِ الرُّوحِ الْقُدُسِ.” (2بط 1: 21).

لن يخبرك الروح القدس بأمر واحد في الكلمة وشئ مختلف من خلال النبوة. لو أن النبوة لا تتطابق مع كلمة الله, فهي غير صحيحة. لو إنها نفس الروح, ستكون متطابقة مع الكلمة. لا يعنى هذا أن تكون النبوة بالضرورة من الشيطان. من الممكن أن تكون تأثير روح شرير, لكن أحيانا تكون مجرد نتيجة للعقل البشرى. حقيقة أن الشخص يسمع عن جهل لروح شرير, لا يعنى أن هذا الشخص غير مؤمن أو حتى إنه غير ممتلئ بالروح.

     عندما كان يسوع يناقش موته على الصليب مع تلاميذه, قال بطرس, “حاشاك يارب,” فالتفت إليه يسوع وقال, “إذهب عنى يا شيطان …” (متى 16: 23) لم يدعو يسوع بطرس بـ”الشيطان” لكن بطرس قد سمح عن قصد للشيطان وكرر الأمر الخاطئ.

نتيجة لذلك, فالخطوة الثالثة في الحكم على النبوة هي هل هي في خط متوازي مع كلمة الله؟ يمكنك أن ترى مقدار أهمية وضرورة ذلك لأننا نعرف كلمة الله, حيث إننا لا نستطيع الحكم على النبوة بدون معرفة كاملة وتامة بكلمة الله.

رابعا : هل نبواتهم ممتلئة؟

الخطوة رقم 4 هي أن تسأل, “هل نبواتهم ممتلئة؟”

تث 18: 20-22, “وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يَتَجَبَّرُ فَيَنْطِقُ بِاسْمِي بِمَا لَمْ آمُرْهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوْ يَتَنَبَّأُ بِاسمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَإِنَّهُ حَتْماً يَمُوتُ (21)وَإِنْ سَأَلْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ: كَيْفَ نُمَيِّزُ الْكَلاَمَ الَّذِي لَمْ يَصْدُرْ عَنِ الرَّبِّ (22)فَإِنَّ كُلَّ مَا يَتَنَبَّأُ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلاَ يَتَحَقَّقُ يَكُونُ ادِّعَاءً مِنْهُ لَمْ يَنْطِقْ بِهِ الرَّبُّ، بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلاَ تَخَفْ مِنْهُ.”

يوجد البعض ممن يدّعون ويتنبئون من خلال عقولهم. فلا تكون نبواتهم ممتلئة. والرب يقول, “يمكنك أن تمُّيزهم ولا تكون خائفا منهم؛ لأنه مجرد رجل يتكلم.”

خامسا : ليست كل النبوات تأتى من الله

نحتاج إلى ملاحظة – وهذه هي الخطوة رقم 5 – إنه ليست كل النبوات تأتى من الله, بالرغم من أنها يمكن أن تحدث حتى نرى هذه المناقشة في تثنية 13.

تث 13: 1-5, “إِذَا ظَهَرَ بَيْنَكُمْ نَبِيٌّ أَوْ صَاحِبُ أَحْلاَمٍ، وَتَنَبَّأَ بِوُقُوعِ آيَةٍ أَوْ أُعْجُوبَةٍ. (2)فَتَحَقَّقَتْ تِلْكَ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي تَنَبَّأَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ: هَلُمَّ نَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا وَنَعْبُدْهَا. (3)فَلاَ تُصْغُوا إِلَى كَلاَمِ ذَلِكَ النَّبِيِّ أَوْ صَاحِبِ الأَحْلاَمِ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يُجَرِّبُكُمْ لِيَرَى إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ، (4)فَاتْبَعُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَاتَّقُوهُ، وَأَطِيعُوا وَصَايَاهُ وَاسْمَعُوا صَوْتَهُ، وَاعْبُدُوهُ وَتَمَسَّكُوا بِهِ. (5)أَمَّا ذَلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ نَطَقَ بِالْبُهْتَانِ ضِدَّ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، وَفَدَاكُمْ مِنْ نِيرِ الْعُبُودِيَّةِ، لِيُضِلَّكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِسُلُوكِهَا، فَتَسْتَأْصِلُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ.”

يقول الناس في بعض الأحيان, “حسنا, لابد وأن يكون هذا صحيحا. لأنه حدث بالفعل.” لكن حتى تحت ظروف معينة عندما يحدث هذا, فهو لا يأتى من الله . لماذا؟ أنظر مرة أخرى للخطوة رقم 2 هل هذه العلامة, الآية, أو النبوة تقودك لله أو تبعدك عنه؟ هل تكون سببا في أن تصبح أكثر إحتراما لله وللروح القدس وللكتاب المقدس, أو تقودك بعيدا عن الميلاد الثاني والعقائد الأساسية الأخرى؟

لو أنه يمكننا أن نحكم على هذه النبوات, فلن نصبح متحيرين. ربما تكون قد قرأت كتاباً لرجال علمانيين يَّدعون بأنهم لديهم القدرة على التنبؤ بالمستقبل. لكن ليس لديهم موهبة النبوة الكتابية, وبالرغم من هذا فإنهم يتنبأون.

ربما يقول شخص ما, “لماذا, يحدث 85% مما يقولونه في بعض الأحيان لابد وإنهم أنبياء صادقين.”

يتكلم الكتاب المقدس هنا في (تث13) عن الناس الذين يتنبأون ويظهرون علامات وآيات, وتتم النبوة, لكن قال الرب إنها ليست من الله. لماذا قال إنها لم تأتى من الله؟ لأنه بدلا من أن تقود الشعب لله, فإنها تبعدهم عنه.

لقد قرأت بعض كتب المدعوين “الأنبياء العلمانيين”. ويمكنني أن أتحدث بسلطان عن هذا الأمر. لم يُذكر دم يسوع المسيح ولا مرة واحدة. وإن كان قد تم ذكر الروح القدس في هذه الكتب, لو إنه ذكره على الإطلاق, بخصوص (1كو 12) فقط, “…. ولآخر موهبة النبوة…” في محاولة لقول أن الشخص لديه موهبة النبوة.

    ستتعلم في كتبهم من أين تأتى فلسفتهم ومعتقداتهم. على سبيل المثال, في كتاب مثل هذا تقرأ الكاتبة أن الحية أتت إليها ذات مرة في رؤية. أى شخص يعرف الكتاب المقدس يعلم أن الحية هي مثال للشيطان. لم يزور أى ملاك أى واحد وهو في هيئة حية! ومع ذلك جاءت الحية ولفتّ نفسها حول هذه الشخصية وأعلنت أموراً مُّعينة.

قرأت هذه العبارة بنفسي؛ فهي لم تكن شئ ما أخبرني به شخص ما. لا أؤمن أنه من الصحيح أن تتكرر بدعة وهرطقة قرأتها – بل وقرأت الكتاب بأكمله – كلمة بكلمة.

من الواضح أن الأنبياء الأصليين من الله, لن يتم إستخدامهم للتخمين بمن الذي سيفوز بسباق الخيول أو السباق السياسي! نحتاج إلى الحكم والفصل بطريقة صحيحة في مثل هذه “النبوة” المشهورة.

قال فرد ممن يّدعون بالتنبؤ بالمستقبل, أنه عندما كانت فتاه صغيرة, أخذتها أمها إلى عّراف وكان يُّخيم خارج المدينة. أصبح  العراف متحمسا للقائها. لهث “ياه !” , “اننى أرى نوع من الهالة حولها. إنها موهوبة من الله سوف تستخدم بهذه الطريقة.” وإعتقدت أنه كان رائعا إنه أعطى طفلتها كورته البلورية (المستخدمة في العرافة).

لذلك عندما أصبح عمر هذه الطفلة 8 سنوات, بدأت في إستشارة هذه الكرة البلورية. قالت في كتابها أنه عندما يأتى الناس إليها طالبين النصيحة, فإنها أحيانا تنظر إلى تلك الكرة البلورية وترى أموراً على هيئة رؤية. لو أن الرؤية تظهر على الجانب الأيمن من الكرة البلورية, فهذا يعنى أمراً واحداً؛ ولو إنها على الجانب الأيسر, فهذا يعنى شئ ما آخر.

لم ينظر يسوع إلى أى كرة بلورية! لا شئ مشتركاً أبداً بين المواهب الكتابية للنبوة والإعلانات من خلال روح الله وبين الكرات البلورية.

هؤلاء الناس هم وسطاء روحانيين. وقد صدَق بعض الأشخاص الصالحين رواية إنهم يمتلكون “موهبة النبوة.”  حقاً هؤلاء لديهم “موهبة”, ولكنها ليست من عند الله لأنها لم تأتى من الروح القدس. لتحصل على مواهب من الله, ينبغي أن تكون إبن لله. وكل شخص مولود في هذا العالم ليس إبنا لله.

لقد تم خداع وتضليل الأناس الصالحين. يمكنك فهم كيف أن شخصاً ما جوعان لمعرفة الله – يحب بعض الأشخاص الطائفيين, على سبيل المثال – يود أن يسعى لله, غير دارى بالحقائق, وربما يتبع “نبي علماني” أو عَّراف. ولهذا السبب فإننى اقرع ناقوس الخطر.

لقد أخبرني أشخاص ذو سمعة جيدة أن أحد معلمي فصول الكتاب المقدس في كنيسة طائفية مُّعينة حصل على كتاب مكتوب بواسطة هؤلاء الوسطاء الروحانيين وقرأوه. عّلق الراعي قائلا, “لابد وأن يكون هذا ما كان الرب يتكلم عنه في (1كو12)  -موهبة النبوة الحقيقية.”  لذلك درسوا هذا الكتاب.   

أعرف بعض المبشرين الخمسينيين وأشخاص قد قالوا نفس هذا الأمر. أنا مذهول! أنا منزعج! ينبغي على المؤمنين أن يكون لديهم القدرة على تمييز تلك النبوات. يجب أن يكون لديهم المقدرة على معرفتها سواء كانت صحيحة أم خاطئة.

كما رأينا, يقول الكتاب المقدس أنك قادر على الحكم فيما هو الإتجاه الذي تأخذك إليه تلك النبوات. يقول الكتاب المقدس لو أنه ظهر نبي أو حالم للأحلام بينكم, وتنبأ بأمور معينة, أو أظهر لك علامة أو آية –وحدثت- لا تتبعها لو إنها تقودك إلى آلهة أخرى. (بكلمات أخرى, لو إنها تبعدك عن الله والكتاب المقدس وما هو صحيح, فلا تتبعها, حتى لو أن هذه النبوة ممتلئة. فبدلا من ذلك, إسأل نفسك السؤال, “هل تقودني هذه النبوة إلى الله أم بعيدا عنه؟”)

كانت واحدة من هؤلاء الوسطاء الروحانيين ذات مرة في ولاية (دالاس) في نفس الوقت الذي كنت متواجداً فيه هناك وأنا أعقد مدرسة للكتاب المقدس .وكانت قد تحدثت إلى أعضاء النادي هناك وقد حصلت على شهرة واسعة بسبب كتابها ذو المبيعات المرتفعة. وقد كتب الصحفي الذي كان يقدمها, أنه بعد إنتهائها من كلامها, أخبرت تلك الوسيطة كل أعضاء النادي بشئ ما عن أنفسهم. كانت تمسك أيديهم في بعض الأحيان لتحصل على “الذبذبة” الصحيحة, كما كانوا يطلقون عليها. (أنا لا أحبذ الذبذبة. ولكنني أؤمن بالقيادة التي تأتى من الروح القدس.)

بتصرفها كوسيطة روحانية –إنها عرافة بالأحاسيس- قالت هذه المرأة أموراً مثل, “أنا أرى أنك ستذهب في رحلة, وهذا سيحدث وذاك سيحصل.”

بالتأكيد أن هذا صحيحا أن الروح القدس ربما يعطى الشخص تحذير سابق أو تنبيه. على سبيل المثال, عندما ركب بولس تلك السفينة وهو مقيداً إلى روما قال, “قَائِلاً: «أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَرَىَ فِي سَفَرِنَا الآنَ خَطَراً وَخَسَارَةً عَظِيمَةً، لاَ عَلَى السَّفِينَةِ وَحُمُولَتِهَا فَقَطْ، بَلْ عَلَى حَيَاتِنَا أَيْضاً».” (أع 27: 10)كان ذلك التحذير, يا إخوتى وأخواتى, من روح الله.

هذا صحيح أيضا أن بعض إظهارات الروحانية تعمل في إتجاه مشابه لعمل مواهب الروح. إنه سليم حقا عندما يعمل روح الله في داخلي, فيكون علىّ أحيانا أن ألمس الأشخاص, مثلما فعلت هذه المرأة, لتعمل(لتفعيل) المواهب. لكن القضية هي: من أين تأتى الموهبة – وفيما تُستخدم؟

هل هي مجرد شئ ما للعب به؛ أو هل هي من كلمة الله؟ هل تقود الناس إلى عبادة وتقودهم إلى يسوع وتكون سبباً في جعلهم يُّوقرون ويحترمون الله أم إنها تعمل فقط من أجل أى واحد – كبعض السكارى, أو مدمني السجائر والسيجار أو المقامر؟ لو إنها كذلك, فهي ليست من عند الله.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$