لسماع العظة على الساوند كلاود Sound Cloud
لمشاهدة العظة على الفيس بوك FaceBook
لينك العظة على اليوتيوب YouTube
نظرًا للظروف الحالية، علينا أن نرى ما تقوله الكلمة بشأن هذه الأمور، فالكتاب هو مرساة النفس المؤْتَمَنة التي عليك أن تُثَبِت نفسك بها، وفيها تثق، وبها تتعامل مع الوضع الحالي بقوة.
“وَتَكُونُ عَلاَمَاتٌ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ، وَعَلَى الأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ بحَيْرَةٍ. اَلْبَحْرُ وَالأَمْوَاجُ تَضِجُّ، وَالنَّاسُ يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنْ خَوْفٍ وَانْتِظَارِ مَا يَأْتِي عَلَى الْمَسْكُونَةِ، لأَنَّ قُوَّاتِ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابَةٍ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. وَمَتَى ابْتَدَأَتْ هذِهِ تَكُونُ، فَانْتَصِبُوا وَارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لأَنَّ نَجَاتَكُمْ (مجيء الرب) تَقْتَرِبُ”. (لو٢٥:٢١←٢٨)
يوضح الكتاب المقدس إننا نعيش في عالمٍ مضطربٍ، لكن في ذات الوقت لا نضطرب معه، ولا نتحرك في نفس الموجة، فلك نوح هو حمايتنا، نعم كان يصعد ويهبط مع مياه الفيضان التي دمّرت الأرض وقتها، إلا إنه كان فوقها، ولم يتحطم بها، هكذا رد فعلنا نحن المؤمنون المولودون من الله، نرى علامات أواخر الأيام مُحقَقة لكن دون خوف ورعب، بل ثابتين على الكلمة، صامدين أمام العيان المُضاد.
*الفكر الكتابي للأمراض:-
عندما نعرف جِذر الشيء، سيمكننا هذا من السيطرة عليه.
“يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ، الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ.” (أع٣٨:١٠)
يوضح هذا الشاهد أن المرض تَسَلُط شيطاني.
“كَالْعُصْفُورِ لِلْفَرَارِ وَكَالسُّنُونَةِ لِلطَّيَرَانِ، كَذلِكَ لَعْنَةٌ بِلاَ سَبَبٍ لاَ تَأْتِي”. (أم٢:٢٦)
من هنا نفهم أن كل شيء له سببٌ وهذا السبب روحيٌ.
دعنا نتطرق لحدثين كتابيين لفَهْم ما يحدث في العالم:-
*الحدث الأول:-
“وَوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ، وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِيُوآبَ وَلِرُؤَسَاءِ الشَّعْبِ: “اذْهَبُوا عِدُّوا إِسْرَائِيلَ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ إِلَى دَانَ، وَأْتُوا إِلَيَّ فَأَعْلَمَ عَدَدَهُمْ”. فَقَالَ يُوآبُ: “لِيَزِدِ الرَّبُّ عَلَى شَعْبِهِ أَمْثَالَهُمْ مِئَةَ ضِعْفٍ. أَلَيْسُوا جَمِيعًا يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ عَبِيدًا لِسَيِّدِي؟ لِمَاذَا يَطْلُبُ هذَا سَيِّدِي؟ لِمَاذَا يَكُونُ سَبَبَ إِثْمٍ لإِسْرَائِيلَ؟” فَاشْتَدَّ كَلاَمُ الْمَلِكِ عَلَى يُوآبَ. فَخَرَجَ يُوآبُ وَطَافَ فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ ثُمَّ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. فَدَفَعَ يُوآبُ جُمْلَةَ عَدَدِ الشَّعْبِ إِلَى دَاوُدَ، فَكَانَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَلْفَ أَلْفٍ وَمِئَةَ أَلْفِ رَجُل مُسْتَلِّي السَّيْفِ، وَيَهُوذَا أَرْبَعَ مِئَةٍ وَسَبْعِينَ أَلْفَ رَجُل مُسْتَلِّي السَّيْفِ، وَأَمَّا لاَوِي وَبَنْيَامِينُ فَلَمْ يَعُدَّهُمْ مَعَهُمْ لأَنَّ كَلاَمَ الْمَلِكِ كَانَ مَكْرُوهًا لَدَى يُوآبَ. وَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ اللهِ هذَا الأَمْرُ فَضَرَبَ إِسْرَائِيلَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِلهِ: “لَقَدْ أَخْطَأْتُ جِدًّا حَيْثُ عَمِلْتُ هذَا الأَمْرَ. وَالآنَ أَزِلْ إِثْمَ عَبْدِكَ لأَنِّي سَفِهْتُ جِدًّا”. فَكَلَّمَ الرَّبُّ جَادَ رَائِي دَاوُدَ وَقَالَ: ”اذْهَبْ وَكَلِّمْ دَاوُدَ قَائِلاً: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: ثَلاَثَةً أَنَا عَارِضٌ عَلَيْكَ فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ وَاحِدًا مِنْهَا فَأَفْعَلَهُ بِكَ”. فَجَاءَ جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: “هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: اقْبَلْ لِنَفْسِكَ:إِمَّا ثَلاَثَ سِنِينَ جُوعٌ، أَوْ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ هَلاَكٌ أَمَامَ مُضَايِقِيكَ وَسَيْفُ أَعْدَائِكَ يُدْرِكُكَ، أَوْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَكُونُ فِيهَا سَيْفُ الرَّبِّ وَوَبَأٌ فِي الأَرْضِ، وَمَلاَكُ الرَّبِّ يَعْثُو فِي كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ. فَانْظُرِ الآنَ مَاذَا أَرُدُّ جَوَابًا لِمُرْسِلِي”. فَقَالَ دَاوُدُ لِجَادٍ: “قَدْ ضَاقَ بِيَ الأَمْرُ جِدًّا. دَعْنِي أَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ، وَلاَ أَسْقُطُ فِي يَدِ إِنْسَانٍ”. فَجَعَلَ الرَّبُّ وَبَأً فِي إِسْرَائِيلَ، فَسَقَطَ مِنْ إِسْرَائِيلَ سَبْعُونَ أَلْفَ رَجُل. وَأَرْسَلَ اللهُ مَلاَكًا عَلَى أُورُشَلِيمَ لإِهْلاَكِهَا، وَفِيمَا هُوَ يُهْلِكُ رَأَى الرَّبُّ فَنَدِمَ عَلَى الشَّرِّ، وَقَالَ لِلْمَلاَكِ الْمُهْلِكِ: “كَفَى الآنَ، رُدَّ يَدَكَ”. وَكَانَ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفًا عِنْدَ بَيْدَرِ أُرْنَانَ الْيَبُوسِيِّ. وَرَفَعَ دَاوُدُ عَيْنَيْهِ فَرَأَى مَلاَكَ الرَّبِّ وَاقِفًا بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ بِيَدِهِ وَمَمْدُودٌ عَلَى أُورُشَلِيمَ. فَسَقَطَ دَاوُدُ وَالشُّيُوخُ عَلَى وُجُوهِهِمْ مُكْتَسِينَ بِالْمُسُوحِ. وَقَالَ دَاوُدُ ِللهِ: “أَلَسْتُ أَنَا هُوَ الَّذِي أَمَرَ بِإِحْصَاءِ الشَّعْبِ؟ وَأَنَا هُوَ الَّذِي أَخْطَأَ وَأَسَاءَ، وَأَمَّا هؤُلاَءِ الْخِرَافُ فَمَاذَا عَمِلُوا؟ فَأَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي لِتَكُنْ يَدُكَ عَلَيَّ وَعَلَى بَيْتِ أَبِي لاَ عَلَى شَعْبِكَ لِضَرْبِهِمْ”. فَكَلَّمَ مَلاَكُ الرَّبِّ جَادَ أَنْ يَقُولَ لِدَاوُدَ أَنْ يَصْعَدَ دَاوُدُ لِيُقِيمَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ فِي بَيْدَرِ أُرْنَانَ الْيَبُوسِيِّ. فَصَعِدَ دَاوُدُ حَسَبَ كَلاَمِ جَادَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَالْتَفَتَ أُرْنَانُ فَرَأَى الْمَلاَكَ. وَبَنُوهُ الأَرْبَعَةُ مَعَهُ اخْتَبَأُوا، وَكَانَ أُرْنَانُ يَدْرُسُ حِنْطَةً. وَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى أُرْنَانَ. وَتَطَلَّعَ أُرْنَانُ فَرَأَى دَاوُدَ، وَخَرَجَ مِنَ الْبَيْدَرِ وَسَجَدَ لِدَاوُدَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. فَقَالَ دَاوُدُ لأُرْنَانَ: “أَعْطِنِي مَكَانَ الْبَيْدَرِ فَأَبْنِيَ فِيهِ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. بِفِضَّةٍ كَامِلَةٍ أَعْطِنِي إِيَّاهُ، فَتَكُفَّ الضَّرْبَةُ عَنِ الشَّعْبِ”. فَقَالَ أُرْنَانُ لِدَاوُدَ: “خُذْهُ لِنَفْسِكَ، وَلْيَفْعَلْ سَيِّدِي الْمَلِكُ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ. اُنْظُرْ. قَدْ أَعْطَيْتُ الْبَقَرَ لِلْمُحْرَقَةِ، وَالنَّوَارِجَ لِلْوَقُودِ، وَالْحِنْطَةَ لِلتَّقْدِمَةِ. الْجَمِيعَ أَعْطَيْتُ”. فَقَالَ الْمَلِكُ دَاوُدُ لأُرْنَانَ: “لاَ! بَلْ شِرَاءً أَشْتَرِيهِ بِفِضَّةٍ كَامِلَةٍ، لأَنِّي لاَ آخُذُ مَا لَكَ لِلرَّبِّ فَأُصْعِدَ مُحْرَقَةً مَجَّانِيَّةً”. وَدَفَعَ دَاوُدُ لأُرْنَانَ عَنِ الْمَكَانِ ذَهَبًا وَزْنُهُ سِتُّ مِئَةِ شَاقِل. وَبَنَى دَاوُدُ هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ، وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ، وَدَعَا الرَّبَّ فَأَجَابَهُ بِنَارٍ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ. وَأَمَرَ الرَّبُّ الْمَلاَكَ فَرَدَّ سَيْفَهُ إِلَى غِمْدِهِ. فِي ذلِكَ الْوَقْتِ لَمَّا رَأَى دَاوُدُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَجَابَهُ فِي بَيْدَرِ أُرْنَانَ الْيَبُوسِيِّ ذَبَحَ هُنَاكَ. وَمَسْكَنُ الرَّبِّ الَّذِي عَمِلَهُ مُوسَى فِي الْبَرِّيَّةِ وَمَذْبَحُ الْمُحْرَقَةِ كَانَا فِي ذلِكَ الْوَقْتِ فِي الْمُرْتَفَعَةِ فِي جِبْعُونَ. وَلَمْ يَسْتَطِعْ دَاوُدُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أَمَامِهِ لِيَسْأَلَ اللهَ لأَنَّهُ خَافَ مِنْ جِهَةِ سَيْفِ مَلاَكِ الرَّبِّ”. (١أخ١:٢١←٣٠)
بحسب شريعة موسى من الخطأ إحصاء الشعب، حيث إن الرب قال لإبراهيم: أبارك نسلك كنجوم السماء وكرمل البحر؛ أي لا تنظر للشعب بالعدد بل بالإيمان (مبادئ الكلمة).
كُتِبَ سفر أخبار الأيام بصورة روحية للأحداث، بينما (٢صم٢٤) يتكلم عن نظرة الشعب. “وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: “امْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا”. (٢صم١:٢٤) حسب قاموس سترونج يأتي الكلام هنا في صيغة السماح، فهي لا تعني أن الرب هو المُسَبِب للوبأ، بل هو من سمح بسماح الإنسان.
كان هناك حلٌ، وهو أن يقوم داود بتقديم ذبيحة عن الخطية، ولكن للآسف لم يلجأ لهذا الحل إلا بعد موت عدد كبير من الشعب، نظرًا لأن داود على قمة الشعب لذلك هو مسؤولٌ عنهم، وبالمِثْل أنت أيضًا مسؤولٌ عن بيتك، فعندما قدم داود ذبيحة توقف الوبأ فورًا، وردَّ الملاك سيفه إلى غمده.
ما يحدث الآن في العالم هو ما إلا استعدادات للضيقة، نعم الكنيسة لن تجتازها، ولكنَّ إبليس يُجيش العالم ويرى كيف يستعد لمواجهة أمورًا كهذه، وكأنها تجربةٌ، وفي المنتصف يموت الكثيرون (لأنه مُخَرِّب).
الحدث الثاني:
“وَتَأْخُذُ فِي يَدِكَ هذِهِ الْعَصَا الَّتِي تَصْنَعُ بِهَا الآيَاتِ”. فَمَضَى مُوسَى وَرَجَعَ إِلَى يَثْرُونَ حَمِيهِ وَقَالَ لَهُ: “أَنَا أَذْهَبُ وَأَرْجعُ إِلَى إِخْوَتِي الَّذِينَ فِي مِصْرَ لأَرَى هَلْ هُمْ بَعْدُ أَحْيَاءٌ”. فَقَالَ يَثْرُونُ لِمُوسَى: “اذْهَبْ بِسَلاَمٍ”. وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي مِدْيَانَ: “اذْهَبْ ارْجِعْ إِلَى مِصْرَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ جَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَكَ”. فَأَخَذَ مُوسَى امْرَأَتَهُ وَبَنِيهِ وَأَرْكَبَهُمْ عَلَى الْحَمِيرِ وَرَجَعَ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ. وَأَخَذَ مُوسَى عَصَا اللهِ فِي يَدِهِ. وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: “عِنْدَمَا تَذْهَبُ لِتَرْجعَ إِلَى مِصْرَ، انْظُرْ جَمِيعَ الْعَجَائِبِ الَّتِي جَعَلْتُهَا فِي يَدِكَ وَاصْنَعْهَا قُدَّامَ فِرْعَوْنَ. وَلكِنِّي أُشَدِّدُ قَلْبَهُ حَتَّى لاَ يُطْلِقَ الشَّعْبَ. فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي، فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ”. وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ. فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: “إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي”. فَانْفَكَّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: “عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ”. (خر١٧:٤←٢٦)
لاحظ أن الروح القدس كان يشرح لموسى أشياءٌ قويةٌ، وبدأ موسى يتحرك في الخارق للطبيعي، إلا إنه كان مازال هناك ثغرةٌ في حياته من الممكن أن تتسبب في موته، فكان من الضروري أن يحيا ويطبق الكلمة في حياته، ولا يكون حاملًا لها فحسب.
كانت صفورة امرأة موسى من شعب مديان، وكان للمديانيين عادة أن يختنوا أولادهم في سن أكبر من سن الشريعة (ثمانية أيام). كان لِزامًا على موسى أن يعيش ما يقوله أولًا قبل أن يذهب لفرعون، ويطالبه بإخراج شعب الله من مِصر، فالمسؤولية هنا تقع على عاتقه.
يسرد لنا هذا الحدث وجهة نظر الأشخاص وهي أن من وراء الأحداث هو الله، أما صفورة فكانت فاهمة أن ابنها الأصغر لم يُختَتَن بعد، وموسى ذاهب لشعب إسرائيل وهو حامل الشريعة والقضاء -تذكر أن القضاء يبدأ من بيت الرب. (١بط١٧:٤) – فكان لابد من إنهاء كل ثغرة في حياة موسى، وكانت تلك هي الثغرة الباقية له، ومن بعدها ذهب وفعل ما أمره الله به، ولم يصبه أي أذى هو والشعب بينما كان شعب مِصر يتضررون من الضربات العَشْر.
بداخلك قوة قاتلة للمرض، لتنتبه للروح القدس فهو يحمي خلاياك وجهازك المناعي، هو يعتني بأسرتك أيضًا.
إليك هذا المثال لتفهم أكثر؛ عندما اجتاز ملاك الموت في مصر، لم يخف شعب الله؛ لأنهم كانوا قد قاموا بوضع الدم على العتبة العليا والقائمتين كما أوصاهم موسى أن يفعلوا، وبالفعل لم يدخل المُهلِك بيوت شعب الله.
أدرك هذا؛ الأمر روحي وليس مُتعلِقًا بالنَفَس أو المخالطة أو الملامسة، وستكتشف إنك في حماية طول الوقت، ولا يوجد احتمال للفشل طالما تسلك طبقًا للكلمة. أما إن حدث خللًا ما، فاعلم أن هناك خطأ في الخطوات، فكلمة الله لم تتركنا عُرْضة للتخمين والقلق.
يحثنا الإصحاح السادس من الرسالة إلى أهل أفسس أن نستمد قوتنا من الرب وليس من الأخبار أو الميديا. اختبر نفسك، بخصوص فيروس كورونا الحالي، هل تطمئن فقط عندما تسمع بوجود علاج لهذا الفيروس على سبيل المثال؟! إنْ كنت هكذا فعلًا، فارتباطك في هذه الحالة مُعْتَمِد على الظروف وليس الكلمة.
يريدك الروح القدس أن تنتبه إليه في هذه الأيام؛ فداود لم يلجأ لأطباء الشعب بل لجأ لتقديم ذبيحة، اليوم الجأ لهذا الإله من خلال القنوات الصحيحة والسليمة عبر الإيمان.
“أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا. فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ”. (أف١٠:٦←١٦)
“حَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ”
لا يتكلم هنا عن الكرازة فلا شك أن الإنجيل هو السلام للآخرين، ولكنه يقصد أن يكون الإنجيل مفهومًا لديك بصورة سليمة، وكلمة “حاذين” أي مستعدين.
“تُرْسَ الإِيمَانِ”
هذا هو الوقت الذي عليك أن تتعامل فيه بإيمان، بغض النظر عمَّا تقوله الأخبار، اختر أن تقف لأجل العالم بصلاتك ثابتًا على كلمة الله، غير سامِحٍ للظروف بأن تزعزعك.
“أَمَّا أَنْتَ فَنَطِّقْ حَقْوَيْكَ وَقُمْ وَكَلِّمْهُمْ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ بِهِ. لاَ تَرْتَعْ مِنْ وُجُوهِهِمْ لِئَلاَّ أُرِيعَكَ أَمَامَهُمْ. هأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُكَ الْيَوْمَ مَدِينَةً حَصِينَةً وَعَمُودَ حَدِيدٍ وَأَسْوَارَ نُحَاسٍ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ، لِمُلُوكِ يَهُوذَا وَلِرُؤَسَائِهَا وَلِكَهَنَتِهَا وَلِشَعْبِ الأَرْضِ” (إر١٧:١-١٨)
الرب هنا لا يُخيف إرميا بينما يوضح له أن يده تعمل بالإيمان، وعندما يخاف الإنسان تتوقف يد الله عن العمل، حينئذ سيكون بإمكان الناس أن يهزموا إرميا النبي قائلين إن الله قد تركه (أفزعتك)، فالرب يخبره بلغة الناس المُتَبَعة في هذا الوقت.
تَدَرّب على النظر للحماية الإلهية وهي تعمل فيك، إنه وقتٌ للسلوك بالكلمة وجَعْلها قيد التنفيذ، إن وجَّهت قلبك أن تسلك بها سوف يقف الروح القدس معك، وقوة الكلمة ومفعولها تظهر عليك. لا تنتظر أن يعطيك الروح القدس سلاما بدون الكلمة وفهمها.
“فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ”. (مت٢٤:٧)
“لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا”. (١يو٤:٥)
هذا هو السر؛ أن تسمع وتعمل الكلمة، فلو لم تقم صفورة بختان ابنها لما أُنْقِذ موسى، فلم يَقُل الرب من البداية لموسى؛ لأنه يعرف وجوب أن يحيا بالكلمة.
عش الكلمة، مُمَرِرًا إياها على ذهنك حتى تستفد من قوتها. السلوك بالكلمة أي أن تأخذها في روحك، وليس بسبب الظروف والأحداث. اخضع للقوانين لكن ليس عن خوف، مُتَحَرِكًا بإيمان.
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
FacebookFacebook MessengerWhatsAppViberEmailCopy LinkPrint