أشعياء16:59
” وَإِذْ لَمْ يَجِدْ إِنْسَاناً يَنْتَصِرُ لِلْحَقِّ، وَأَدْهَشَهُ أَنْ لاَ يَرَى شَفِيعاً، أَحْرَزَتْ لَهُ ذِرَاعُهُ انْتِصَاراً، وَعَضَدَهُ بِرُّه ُ”
أنا لا أريد فقط أن أتكلم عن التشفع , لكن التشفع بكفاءة. يوجد فرق بين الصلاة , والصلاة بكفاءة. دون أدنى شك , وتجاهل صلاة التشفع واحدة من أكثر الأسلحة تدميراً للكنيسة . التشفع يهدم حصون إبليس. لذا يثار إبليس عندما يرى مؤمن يتشفع من أجل شيء أو شخص ما. شيئين لا يريدك إبليس أن تفعلهما ويحاول بكل وسعه أن يمنعك عنهما, أول شيء : لا يريدك أبداً أن تسمع الى الكلمة. لأن الإيمان يأتي بالسماع والسماع بكلمة الله. لذا سيفعل كل ما بوسعه ليبعدك عن الكنيسة وعن كلمة الله لأنه إن فعل هذا سيهدم إيمانك. وبالتالي لن تنال أي شيء من الرب. عبرانيين6:11 يقول, ” فَمِنَ الْمُسْتَحِيلِ إِرْضَاءَ اللهِ بِدُونِ إِيمَانٍ. إِذْ إِنَّ مَنْ يَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ، لاَبُدَّ لَهُ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَبِأَنَّهُ يُكَافِيءُ الَّذِينَ يَسْعَوْنَ إِلَيْهِ. ” إن استطاع إبليس أن يبعدك عن كلمة الله وعن تأثيرها فى حياتك , لنجح فى أن يسلب منك إيمانك.
الشيء الثاني الذي لا يريدك أبداً أن تفعله هو الصلاة. لا يريد أن يراك أبداً تصلي. بمجرد أن تضع فى ذهنك أنك ستصلي من الساعة التاسعة حتى العاشرة , وعندما تأتي الساعة التاسعة, تجد الهاتف يدق وشخص يكلمك لك عشر سنوات لم تقابله. لماذا ؟ لأنه يعرف قدر التشفع والصلاة.
ماذا تعني صلاة التشفع ؟ التشفع هو أن تقف فى الفجوة لأجل شخص آخر. أنا لن أدخل إلى تفاصيل عن التشفع , لكني أريد أن أعطي التعريف الأساسي لها. المتشفع هو شخص يذهب فى صلاته إلى أبعد من احتياجاته , مشاكله , ظروفه الخاصه , إلى احتياجات شخص آخر وظروفه وأوضاعه ومشاكله. المتشفع هو شخص ينخرط فى احتياجات الآخرين , أوضاعهم , وظروفهم. يبقى على اتصال مع ما يحدث فى حياة الآخرين. عندما يرى أو يسمع عن شيء يحدث بطريقة غير سليمة, يبدأ يصلي. تقابلت مع أشخاص عندما سمعوا عن إعصار سيجتاح ولايتهم بدأوا فى الصلاة حتى تحول الإعصار عنهم. بعد أن تقابلت مع هؤلاء الأبطال تعجبت كثيراً من المؤمنين الذين عندما يسمعون عن شيء كهذا يكون رد فعلهم, ” أنا أعتقد أن الرب سمح لنا بهذا الإعصار ليعلمنا شيء ما “. هل تعرف لماذا فعلوا هذا ؟ لأنهم لا يهمهم شيء سوى أنفسهم وحياتهم الشخصية. لا يهمهم ما يحدث فى بلدهم أو مع جيرانهم.
المتشفعون دائماً يحيون ويعملون فى أعلى مستويات الإيمان. فى مستوى أعلى من مستوى إيمان الآخرين. الشخص الذي يتشفع تشفع حقيقي دائماً يحيا فى مستوى إيمان أعلى من مستوى إيمان باقي المؤمنين. أنا أستند فى كلامي هذا على كلمه الله. هل تتذكر الشخصين الوحيدين الذين أمتدحهم يسوع لأجل إيمانهم العظيم ؟ لقد وبخ يسوع كثيرين لأجل عدم إيمانهم وآخرون لأنهم لم يمارسوا إيمانهم. لكنه أمتدح قليلون لأجل عظمة إيمانهم . قائد المئة الذي أتى إلى يسوع يتشفع لأجل عبده المريض, قال ليسوع ” فقط , قل كلمة. لا تحتاج أن تأتي إلى بيتي . أنا شخص لدي سلطان وأعرف سلطان كلمتك “. هذا الشخص كان يدرك سلطان يسوع. هل تعرف ماذا كان رد يسوع عليه ” فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذلِكَ، تَعَجَّبَ وَقَالَ لِمَنْ يَتْبَعُونَهُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ أَحَدٍ ا فى إِسْرَائِيلَ له إِيمَاناً عَظِيماً كَهَذَا ” (متى10:8). يسوع قال أن إيمان هذا الشخص أعلى من مستوي إيمان كل شعب إسرائيل بما فيهم الفريسيون.
الشخص الثاني الذي أمتدح لأجل إيمانه العظيم, كانت المرأة الكنعانية فى (متى15) التي كانت تتشفع لأجل أبنتها المجنونة. يسوع دعاها بأنها ” كلب “, لأنها لم تكن فى عهد معه. شعب إسرائيل هم من كانوا فى ذلك الوقت فى عهد مع الله , لكن هذه السيدة كانت خارج هذا العهد. بالرغم من كل هذا دعاها يسوع وقال لها “عظيم إيمانك “. كلا الشخصين الذين أمتدحوا لأجل عظمة إيمانهم كانوا أشخاص متشفعين. بالتأكيد , هذه السيدة كانت لها مشاكلها وظروفها الخاصة , بالإضافة إلى أنها كانت تدرك أنها ليست فى عهد مع الله مثل شعب إسرائيل وقد اعترفت بذلك وقالت له “نعم يا سيدي “. لكن بالرغم من كل مشاكلها وظروفها , إلا أنها نظرت إلى أبعد من ذلك وتشفعت لأجل شخص أخر . لقد نظرت إلى أبعد من احتياجاتها وظروفها إلى احتياجات وظروف شخص أخر .
المتشفع دائماً شخص يعمل فى مستوى إيمان أعلى (درجة أعظم ) من مستوى إيمان باقي المؤمنين . لماذا ؟ لأنهم أشخاص قادريين أن ينظروا إلى أبعد من احتياجاتهم وظروفهم إلى احتياجات أشخاص أخريين. لأنهم أشخاص استطاعوا أن يخرجوا من حدودهم الشخصية ويصلوا إلى حدود الأخريين ليصلوا لأجلهم ويكرسوا لهم وقت – على حساب أوقاتهم الشخصية . رأيت أشخاص ليس لديهم أي وقت ليصلوا لأجل أي شخص سوى أنفسهم. السبب أن كثيرون لا يعرفون شئ عن التشفع , هو لأنهم لا يقدروا أن يخرجوا خارج نطاق مشاكلهم ليتلامسوا مع مشاكل واحتياجات الأخريين . لقد رأيت هذا يحدث أمام عيني كثيراً . مثلاً , فى نهاية الاجتماع كنت أعطى دعوة لكل من يريد أن يصلى لآجل ابنه أو ابنته أن يتقدم إلى الأمام وكل شعب الكنيسة سيصلى لأجله. لفترة طويلة كنت الاحظ سيدة عندما تأتى الساعة 8.30 أو 8.45 تغادر الكنيسة ولا تكمل الصلاة معنا . أتذكر ذات يوم– بعدما حدثت بعض المشاكل لأبنها – قدمت دعوة للصلاة , فى الحال تقدمت هذه السيدة وبدأت تطلب من كل الحضور أن يصلى لأجلها . قلت لها, “أختي أنت تحصدين ما زرعتيه . أنت لم تشتركى فى الصلاة لأجل أي طفل من قبل . والآن تريدي أن الجميع يصلون لأجلك !”.
هذه هي المشكلة مع الكثيرين . لم يعرفوا أن يتخطوا أبعد من احتياجاتهم ومشاكلهم . لم يهتموا أبداً باحتياجات أي شخص سوى أنفسهم . السبب أن كثيرون لا يدركون معنى صلاة التشفع , هو لأنهم لم ينخرطوا فيها من قبل . لم يتشفعوا من قبل لآي شخص . فهم مشغولون باهتمامات حياتهم ومشاكلهم . كل همهم أن يرفعوا مستوى معيشتهم , ينشغلوا فى البحث عن أفضل الملابس , يذهبوا ليتسوقوا ويأتوا باحتياجاتهم ……… الكتاب يقول أن اهتمامات الحياة تخنق الكلمة بداخلنا . توجد أمور كثيرة ليست خطية لكن تجذب انتباهنا كثيراً وتشتتنا عن الله . أنا أحب الرياضة لكنى لا أمارسها كثيراً حتى لا يتشتت انتباهي بعيداً . أنا أحب الصيد جداً واستمتع به أيضاً , ولا توجد أى خطية فى الصيد, لكنى لا أمارسه كثيراً لأنه يأخذ وقتاً كبيراً منى بعيداً عن الله . ماذا يحدث أن قضيت يومان أو ثلاثة أصطاد وعندما أرجع إلى المنزل يدق جرس الهاتف وشخص يطلب منى أن أتى لأصلى لأجل أحد اقاربه فى العناية المركزة وعلى وشك الموت ؟ ماذا سأقول له ؟ ” لقد اصطدت سمكاً كبيراً اليوم ولن اقدر ان اتى “. ربما تقول “أنت تفعل هذا لأنك راعى “. كلا, هذا لا يفرق كثيراً . الناس سيأتوا إليك إن كنت تقضى أوقاتاً مع الله فى الصلاة والكلمة . سيدق الناس جرس بابك – سيتصلوا بك أن كنت فى شركة حقيقية مع الله . إن انشغلت بأمور كثيرة وأضعت فيها الكثير من الوقت فلن تقدر أن تكون فى لياقة روحية . لقد عرفت هذا بالاختبار وتعلمت كيف انخرط فى كلمة الله وأقضى فيها وقتاً كل يوم . أنا أفضل أن أقضى وقتاً أطول فى كلمة الله من أن أنشغل بأمور كثيرة تشتت انتباهي وتركيزي ,وفى النهاية لا أعرف كيف أصد هجمات إبليس عنى. فإن هاجمني إبليس بأمراض على جسدي , سأكون فى لياقة روحية تمكني من أن آمره باسم يسوع أن يغادر فوراً . وفى الحال يرحل .وقتها, لن أحتاج أن أصوم وأصلى ستة أشهر حتى يرحل عنى . سأكون مستعد وجاهز له .
الأن , أريد أن أتكلم قليلاً عن بعض المتشفعين الذين ذكروا فى كلمة الله . لقد كانوا رجالاً عظماء . إبراهيم كان شخص متشفع . واحد من أعظم المتشفعين الذين ذكروا فى كلمة الله . وقف فى الثغرة بين الله وبين ابن أخيه لوط . صلى , جادل مع الله وأنقذ ابن أخيه لوط من الهلاك . أعتقد أن لوط كان سيهلك فى سدوم دون تشفع إبراهيم.
موسى واحد من أعظم رجال العهد القديم الذي ذكر عنه الكتاب أنه لم ولن يأتي رجل مثله. موسى كان رجل تشفع .وقف فى الثغرة بين الله وشعب إسرائيل عندما أخطأوا .هل تتذكر ماذا كان رد فعله عندما قال له الله, “سأهلكهم واجعل منك أمه عظيمة ؟” (إن وُضع معظم مؤمنين اليوم فى موقف كهذا لكان رد فعلهم ” لتكن مشئيتك يارب . أهلكهم كما تريد “. لكن موسى لم يفعل هكذا . بل قال للرب, “إن أهلكتهم ,أهلكني أيضاً معهم “. خروج 30:32 -32
(30)وَفِي الْغَدِ قَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «لَقَدِ ارْتَكَبْتُمْ خَطِيئَةً عَظِيمَةً، وَهَا أَنَا أَعُودُ إِلَى الْجَبَلِ لأَمْثُلَ أَمَامَ الرَّبِّ، لَعَلِّي أَحْظَى لَكُمْ بِغُفْرَانِهِ» (31)وَرَجَعَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ وَتَضَرَّعَ قَائِلاً: «يَا رَبُّ لَقَدِ اقْتَرَفَ هَذَا الشَّعْبُ خَطِيئَةً عَظِيمَةً، وَصَاغُوا لأَنْفُسِهِمْ إِلَهاً مِنْ ذَهَبٍ (32)وَالآنَ إِنْ شِئْتَ، اغْفِرْ لَهُمْ، وَإِلاَّ فَامْحُنِي مِنْ كِتَابِكَ الَّذِي كَتَبْتَ»
إن قرأت هذا الشاهد من ترجمة الملك جيمس King James, “وإن لم تغتفر خطيئتهم ………..”. ستجد مسافة فارغة بعد كلمة خطيئتهم . بمعنى أخر , خطية شعب إسرائيل كانت بشعة لدرجة أنها لا يمكن أن تنطق .شعب إسرائيل كان فى عهد مع الله . كانوا فى عهد مع الله من خلال إبراهيم . والآن قد كسروا هذا العهد بخطيئتهم البشعة التى كان عقابها الموت . الله لا يمكن أن يكسر العهد من طرفه وإلا ينقسم الله على ذاته . لكن لا يمكن أن يحدث . الإنسان – بخطيئته – هو من يكسر العهد مع الله . لكن الله لا يمكن أن يكسر العهد من جانبه .قرأت هذا المقال لكنى لم أقدر أن اثبت صحته بعد – “عندما أتوا ليترجموا الأصل العبري , وجدوا 30 صفحة بعد هذا الشاهد مباشرة مكتوبة بلغة لم يقدروا أن يفهموها أبداً. لغة لا يمكن إن تترجم. هذه الصفحات كانت تحوى خطيئة شعب إسرائيل الشنعاء التى لا يمكن النطق بها . وكتبت بلغة لا يمكن ترجمتها” .
لاحظ عدد 32 (32)وَالآنَ إِنْ شِئْتَ، اغْفِرْ لَهُمْ، وَإِلاَّ فَامْحُنِي مِنْ كِتَابِكَ الَّذِي كَتَبْتَ». دائماً نخبر الناس أنهم عندما يخلصوا, تكتب أسمائهم فى سفر حياة الخروف . الخدام الذين يعظون عن القدّر , يقولوا “يوجد أشخاص معينين هم من سيخلصوا فقط “. هذا تعليم خاطئ ولا يمكن إثبات صحته من المكتوب . إن اسمك مكتوب فى سفر حياة الخروف منذ تأسيس العالم . لا يكتب اسمك عندما تنال الخلاص . أسمك بالفعل مكتوب منذ تأسيس العالم, هل تعرف لماذا ؟ لأن يسوع الحمل ذبح ايضا منذ تأسيس العالم. ومن وقتها اسمك قد كتب فى كتاب حياة الخروف . الآن أريد أن أوضح شئ بخصوص شعب إسرائيل, لم يكن ولا شخص واحد فيهم قد ولد ميلاد ثاني. لم يولد أي شخص ميلاد ثاني حتى يسوع . فيسوع هو أول شخص ولد ثانياً . وها هنا نرى أن الله يقول عن هذا الشعب أنه “سيمحى أسمائهم من الكتاب”. أي كتاب ؟ كتاب الحياة. إذاً أسمائهم بالفعل كانت مكتوبة فى سفر الحياة . عندما تقرأ فى سفر الرؤيا ,لا تجد أبداً أن الله كان يضيف ويكتب أسماء فى سفر الحياة . لكنه كان يذكر أن الله كان يمحى منه بعض الأسماء . أسمى وأسمك مكتوبان فى سفر حياة الخروف منذ تأسيس العالم . الله يريد أن كل رجل وامرأة على هذه الأرض ينال الخلاص. ربما لا يخلص الكل, لكن مازال بامكانهم إن ينالوا الخلاص. فأسمائهم مكتوبة بالفعل فى سفر الحياة . لكن فى يوم من الأيام وعندما يرفض هذا الشخص الله للمرة الأخيرة ويعصى مشيئة الله له, سيمحى اسمه من هذا الكتاب . اسمه بالفعل كان موجود والله كان يريد له الخلاص, لكن بعصيانه ورفضه لقبول المسيح ,سيمحى اسمه من كتاب حياة الخروف . كم من المحزن عندما يكتشف الناس أخيراً أن أسمائهم كانت مكتوبة بالفعل فى سفر الحياة , وكل ما كان عليهم هو إن يقبلوا يسوع مخلصاً لهم , لكنهم رفضوه , فمسح أسمهم من سفر الحياة. أسمى مكتوب فى سفر الحياة قبل أن يخلق أدم . أسمى كان مكتوب فى سفر حياة الخروف منذ تأسيس العالم . لكنى فى 28/ مارس 1971 قررت أن أترك أسمى مكتوباً هناك وأقبل يسوع مخلصاً لي ولن يمحى أسمى فيما بعد .هل تعرف ما هو الذي يمحى باسمك من سفر الحياة ؟ ليس هو شربك للخمر أو كذبك أو فسقك أو ……. الشئ الوحيد الذي يمحى أسمك من سفر الحياة هو عدم قبولك يسوع المسيح مخلصاً وذبيحة كفارية لك. هذا هو ما سيمحى اسمك فى نهاية حياتك . موسى قال لله, “إن محوت اسمهم من الكتاب فامحوا أسمى أنا أيضاً “. شعب إسرائيل كان اسمهم مكتوب فى سفر الحياة حتى وهم لم يخلصوا بعد , حتى وهم لم يكونوا مولودين ميلاد ثاني .
إيليا كان رجل تشفع . وقف بين الله وشعب إسرائيل , صلى صلاة من 36 كلمة والرب أجاب صلاته بنار.
صموئيل كان من أعظم رجال التشفع فى العهد القديم . ليس فقط كان رجل تشفع, بل كان إنتاج لصلاة تشفع. أمه حنة كانت تتشفع ليعطيها الله ابن, وأعطاها صموئيل . فأعطته وكرسته بالكامل لله . فكان هو من أنار سراج هيكل الله . هل تعرف كيف كان صموئيل من أعظم رجال التشفع ؟ أقرأ (1صم 19:3) وَكَبُرَ الصَّبِيُّ. وَكَانَ الرَّبُّ مَعَهُ. لَمْ يَخْذُلْهُ قَطُّ. ترجمه NVD , “وكان الرب معه ولم يدع شيئا من كلامه يسقط الى الارض”.
هذا يعنى أن أي كلمة كان يتكلمها هذا الرجل كانت تصل مباشرة لله والرب كان يجيبه. لم يدع الرب واحدة من كلامه تسقط دون أن ينفذها . الله لم يقل هذا الكلام أبداً عن أي شخص أخر.
هذه أمثله قليلة عن رجال عظماء كانوا متشفعين . لكن الشئ الوحيد الذي كان مشتركاً بينهم , هو أن تشفعهم كان على درجة عالية من الكفاءة أكثر منه كمية . كانت كفاءة أكثر منه كميه. الكثيرون يعتقدون أن التشفع ,أو أى نوع أخر من الصلاة يقاس بكميته (كم ساعة يمكن أن تصليها , ثلاث أم أربع أم خمس ساعات). لقد لاحظت فى معظم الأمثلة التى ذكرت سابقاً عن أعظم شخصيات الكتاب المقدس , أنه لم تكن كمية صلاتهم هي التى أتت بنتائج, إنما كفائتها . البعض لديه الاعتقاد أنه لكي تكون متشفع حقيقي لابد أن تصلى من 15 إلى 20 ساعة يومياً . ربما استمعوا إلى بعض الخدام وتكون لديهم هذا الاعتقاد . لكن كفائة الصلاة أكثر تأثيراً من كمية الصلاة. مثلاً إيليا , صلى صلاة مكونة من 36 كلمة , كانت كافية لتنزل نار الله على جبل الكرمل . تخيل معي كيف سيصلى الناس إن أتى إليهم شخص وقال لهم “دعونا نصلى حتى تنزل نار الله وتملئ هذا المكان ” . “يا كنيسة الله , دعونا نصلى حتى يملئ حضور الله هذا المكان “. ” لابد أن نصوم ونصلى أولاً, فربما يستغرق الأمر شهريين أو أكثر” . لديهم الاعتقاد أن شئ كهذا يتطلب الكثير من العمل .يعتقدوا أن عليهم أن يصلوا ويصوموا 20 ساعة يومياً حتى يصيروا جلداً على عظم . لم تكن كثرة صلاة إيليا هي التى أتمت العمل, إنما كفائة صلاته .
كثير من الناس تعتقد أنى أحيا حياة تقشف وزهد. أنا أحيا حياة طبيعية مثل أي شخص أخر . الناس تسألني كم ساعة تصلى فى اليوم ؟ أصدمهم عندما أقول أن حياتي صلاة . تعلمت أن أصلى اليوم كله . فى بداية كل يوم أقضى وقتاً فى الصلاة مع الله (فقط أنا والله ). ربما تكون خمس دقائق – نصف ساعة – ساعة – ساعتين – خمس ساعات على حسب . وفقاً لما أشعر بأني أحتاجه . أصلى حتى أشعر بأني اكتفيت . حدث معي موقف ذات مرة قلب كل معتقداتي وظنوني . ذات يوم أخبرتني زوجتي أنى سأذهب إلى الكنيسة لأصلى وقلت لها, ” أن لم أتى إلى المنزل غداً , تعالى إلى الكنيسة وأحضري مدارس الأحد صباحاً . أن ظللت أصلى حتى الليل وجاء ميعاد اجتماع المساء, أطلبى من أي شخص أن يأخذ العظة بدلا عنى. لن أرجع حتى أسمع من الله” . أغلقت الباب خلفي وذهبت لأصلى . فى خلال 10 دقائق فقط كنت قد حصلت على ما أريد وتكلم لي الروح القدس وقال لي ما كنت احتاجه . الأمر لم يستغرق الكثير كما كنت أعتقد . لم أقضى الليل كله أصرخ وأرتمي على الأرض وأتمرغ فى التراب . فقط 10دقائق انتهى الأمر . علمت بحدوث اختراق . الطريقة التى نعرف بها هذا, سيكون بفرح يأتي من داخلك . ستجد سرور بقلبك لأن روحك نالت الإجابة .
أصلى كل يوم وأصلى طوال اليوم . سأشرح ما أقول: ( 1 تسك17:5 ) “صَلُّوا دُونَ انْقِطَاعٍ” . تعلمت أن أفعل هذا. أصلى بلا انقطاع . هل تعرف ما هي أفضل طريقة للتخسيس ؟ ليس أن تأكل وجبة واحدة ضخمة وتجوّع نفسك باقي اليوم , كلا . بل تأكل قليلاً قليلاً على مدار اليوم . أفضل طريقة ينصح بها الاطباء هو أن تأكل مقدار بسيط كل ساعتين . هذا سيحفظك من الشعور بالجوع . الصلاة تعمل بنفس الطريقة . صلى بمقدار بسيط طوال اليوم . فليست كمية الصلاة , إنما كفاءتها . تعلم أن تصلى دون انقطاع. أول شئ أفعله عندما أقوم فى الصباح , هو ان أتحدث إلى الله . طوال اليوم اكون فى حوار مستمر مع الله . أخر شئ أفعله قبل أن أنام ,أتكلم مع الله . زوجتي دائماً تلاحظني ,أتكلم باستمرار حتى إنها لم تعد تعطى أي انتباه لذلك. فهي تعرف أنى إما أتكلم إلى نفسي بألسنة أو أتكلم إلى الله.
عندما أستيقظ من النوم , أفتح الحديث مع الله, ” صباح الخير يا رب ؟ أنا أشكرك ……..”. طوال اليوم أنا فى حديث مستمر مع الله . عندما تذهب إلى العمل صباحاً, أول شئ تفعله عندما تقابل زملائك هو أن تصبح عليهم . بعد ذلك , فى كل مرة تقابلهم – أنت لا تصبح عليهم مرة أخرى – لكن تدخل فى الحوار معهم مباشرة .هكذا أيضاً مع الله . ابدأ حديث معه فى الصباح وطوال اليوم كن فى حوار معه مباشرة .
لقد تعلمت من صغرى أنه إن لم أصلى وأنا أركع على رجلى, فالله لن يستمع الى. اول مره رأيت فيها خادم يصلى وهو راكع على رجل واحدة, قلت فى نفسى, “يا إلهى ماذا يفعل . لن يسمع الله له كلمة واحدة “. فيما بعد عرفت أن كل هذه ما هي إلا تقاليد . الله لا يهمه أبداً الوضع الذي أنت فيه أثناء الصلاة .
لا أنسى سيدة ذات مرة استشاطت غيظاً عندما سمعتني أتكلم عن شاب كان قد امتلئ بالروح القدس وهو جالس وبدأ يتكلم بألسنه . فجاءت إلىَ وقالت, “لا يمكن أن يكون هذا هو الروح القدس . لا يمكن أن احد يمتلئ وهو جالس.” قلت لها على ما أتذكر , عندما كان التلاميذ فى يوم الخمسين , كانوا جالسين فى العلية والروح القدس أتى عليهم وامتلئوا جميعاً . لم تقتنع بهذا المثال . ثم قلت لها , “هل تتذكرين يسوع عندما كان يعظ فى الهيكل؟ يذكر الكتاب انه جلس بعد ان قرأ السفر, أي أنه ألقى كل عظته وهو جالس. الله لا يهمه وضعك الجسدي. يمكنك أن تكون فى حوار مستمر مع الله فى أي مكان وأي وضع .
هذه هي المشكلة التى يقع فيها كثير من المؤمنين . إن لم يصلوا أكثر من 8 ساعات وهم راكعين على أقدامهم, يحبطوا . إن ظللت ساعتين على ركبتيك , فبكل تأكيد ستؤلمك. بعد ثلاث ساعات ستبدأ تفكر كم تؤلمك رجليك وأخيراً تتشتت . وبمجرد أن تتشتت فأنسى صلاتك . تعلمت أن أصلى وأنا أسير . اعدت كثيرا عندما أريد أن أصلى, أخرج إلى الحديقة وأصلى وأنا أمشى . أجرى الحديث مع الله وأبدأ أتكلم معه . لا تحبط وتتوقف عن الصلاة لأنك لم تكسر حاجز 8 ساعات على قدميك . لا يهم مقدار وكمية الصلاة إنما كفاءة الصلاة .
ما هي الصلاة بكفاءة ؟ توجد ثلاث أشياء تجعل الصلاة كفء . الكمية فى الصلاة مطلوبة, لكن الكفاءة هي التى يبحث عنها الله . ايليا, صلى صلاه من 36 كلمة وأتم العمل. موسى , صلى صلاة بسيطة وقصيرة وكانت كافيه لتنقذ شعب اسرائيل بأكمله . دانيال كان يصلى ثلاث مرات فى اليوم . وعندما نزل إلى جب الأسود لم يصلى بالمرة – لا يوجد أي ذكر أنه صلى – والله انقذه بمعجزه . هؤلاء كانوا رجال كلمات قليلة . فى بعض الأوقات نحتاج أن نصلى لساعات . يسوع كان يصلى الليل كله فى الصلاه. ربما يقودك الله فى بعض الأحيان أن تصلى بهذه الطريقة – لكنه استثناء وليس القاعدة .
1- قلب نقى
الصلاة بكفاءة هي الصلاة التى تنبع من قلب نقى… نقاء الشئ, هو الشئ الذي لم يدنس أو يخفف . دعنى أقولها بصراحة: وجود أي خطية فى القلب تعيق بل تغلق صلاتك . العصيان وعدم الطاعة يسبب الكثير من المشاكل . عندما يبدو وكأنك لا تحصل على استجابة لصلاتك. راجع نفسك لآخر مرة شعرت أن الله يكلمك عن شئ ولم تفعله . ابدأ عند هذه الخطية . أسلك بالطاعة . ربما كلمك الله أن تتوقف عن الثرثرة والتكلم عن الأخريين فى الهاتف , وأنت تجاهلت الأمر . ربما أخبرك الله أن تفعل شئ وأنت لم تصغى. راجع نفسك لترى هل أنت تسير بطاعة كاملة .
أشعياء 1:59 -8
1)انْظُرُوا، إِنَّ ذِرَاعَ الرَّبِّ لَيْسَتْ قَاصِرَةً حَتَّى تَعْجِزَ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ، وَلاَ أُذُنَهُ ثَقِيلَةٌ حَتَّى لاَ تَسْمَعَ. (2)إِنَّمَا خَطَايَاكُمْ أَضْحَتْ تَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ، وَآثَامُكُمْ حَجَبَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ، فَلَمْ يَسْمَعْ، (3)لأَنَّ أَيْدِيَكُمْ تَلَوَّثَتْ بِالدَّمِ وَأَصَابِعَكُمْ بِالإِثْمِ، وَنَطَقَتْ شِفَاهُكُمْ بِالْكَذِبِ، وَلَهَجَتْ أَلْسِنَتُكُمْ بِالشَّرِّ. (4)لَيْسَ بَيْنَكُمْ مَنْ يُطَالِبُ بِالْعَدْلِ، أَوْ يَحْكُمُ بِالْحَقِّ. يَتَّكِلُونَ عَلَى الْبَاطِلِ وَيَتَفَوَّهُونَ بِالزُّورِ، يَحْبَلُونَ بِالْغِشِّ، وَيَلِدُونَ بِالإِثْمِ. (5)يَفْقِسُونَ بَيْضَ أَفْعَى، وَيَنْسِجُونَ خُيُوطَ الْعَنْكَبُوتِ. مَنْ يَأْكُلُ مِنْ بَيْضِهِمْ يَمُوتُ، وَمِنَ الْبَيْضَةِ الْمَكْسُورَةِ تَخْرُجُ حَيَّةٌ. (6)لاَ تَصْلُحُ خُيُوطُهُمْ لِنَسِيجِ الثِّيَابِ، وَلاَ يَكْتَسُونَ بِأَعْمَالِهِمْ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ هِيَ أَعْمَالُ إِثْمٍ، وَأَفْعَالُ الظُّلْمِ قَدِ ارْتَكَبَتْهَا أَيْدِيهِمْ. (7)تُسْرِعُ أَرْجُلُهُمْ لاِقْتِرَافِ الشَّرِّ، وَيُهَرْوِلُونَ لِسَفْكِ دَمِ الْبَرِيءِ، أَفْكَارُهُمْ أَفْكَارٌ أَثِيمَةٌ، وَفِي طُرُقِهِمْ دَمَارٌ وَخَرَابٌ (8)لَمْ يَعْرِفُوا سَبِيلَ السَّلاَمِ، وَلاَ عَدْلَ فِي مَسَالِكِهِمْ. عَوَّجُوا طُرُقَهُمْ، وَالسَّالِكُ فِيهَا لاَ يَعْرِفُ سَلاَماً.
لا يمكن أن يسمعك الله وأنت لا تسلك بالمحبة تجاه الأخريين, تسرق, تتكلم على زملائك , تنفق أموالك على الثرثرة فى الهاتف ….. الصلاة بكفاءة تنبع من قلبك نقى . إن لم يكن قلبك نقى بسبب وجود شئ, فما بداخل قلبك سيعيق صلاتك . كيف تنقى قلبك ؟ تب أعترف , تحول عن الخطية وتوقف عنها . دع يسوع يطهر قلبك بالدم.
2- دوافع نقية
الأمر الثاني الضروري لأجل الصلاة بكفاءة هو أن تكون دوافعك تجاه الأخريين نقيه . رأيت مؤمنين يدعوا أنهم متشفعين إلا أن دوافعهم ليست نقيه تجاه أخوتهم المؤمنين . لا تستخدم صلاتك استخداماً خاطئاً. البعض يستعمل صلاته ضد الأخريين أو يحاول إن يقيدهم بصلاته . فصلوات كهذه لا تفرق كثيراً عن الشعوذة. لكي تفهم هذا لابد أن تدرك إنك كائن ثلاثي التكوين روح – نفس – جسد . أهم جزء فيك هو الروح . بدونه لن تقدر أن تعيش. روحك يمكن أن تحيا بدون جسدك , لكن جسدك لا يمكن أن يحيا بدون روحك . النفس هي الجزء الواصل بين الروح والجسد – النفس تكون العقل والمشاعر والإرادة . عندما تبدأ تصلى صلوات خارجة من النفس, صلوات نفسانية , يمكن أن تقيد بها الآخرين . فهذا لا يفرق كثيراً عن السحر .غلاطية 5 تقول أن السحر من أعمال الجسد .
سأوضح هذا بمثال, أنت لا تعرف عنى كل شئ . فكل ما تعرفه عنى يعتمد اعتماد أساسى على ما تراه فى . عندما أعلن فى الكنيسة أنى فى اليوم التالي سأسافر إلى البلد الفلانية لأكرز هناك . بمجرد أن أقول هذا أبدأ أعانى من مضايقات وضغوطات ليومين أو ثلاث أيام لاحقين . كل هذا لأن شخص ما, أعتقد أنه لا ضرورة لي أن أسافر إلى هذه البلد . فيصلى قائلاً, ” يارب لا تسمح له أن يسافر هذه البلد. لا تدعه أن يذهب إلى هناك . فلا توجد ضرورة لرحلة كهذه “. هذه الصلاه يمكن أن تقيدني . إن لم تعرف كيف تتعامل مع موقف كهذا ستعانى من ضغوطات وضيقات لا تفهم لها معنى . صلوات كهزه ليست ألا صلوات نفسانيه. لذا لا تحاول ان تستخدم صلاتك كأداة تأثير وضغط على الأخريين .
حدث هذه القصه معي منذ عدة سنوات . كنت جالس فى المنزل أدرس الكتاب, وفجأة شعرت بضيق لا سبب له . شعرت بضيق يأسرني . فقررت أن أخرج بعيداً عن المنزل لعدة دقائق وأرجع مرة أخرى. بمجرد أن خرجت من الباب حتى وجدت سيدة كنت قد تعرفت عليها من قبل تقف بسيارتها أمامي وتقول لي, “أريد أن أتحدث معك أيها الراعي “. بعدما أنهت ما تريد ان تقوله, رجعت إلى المنزل. بعد أسبوع تكرر ذات الشئ . وبمجرد أن أخرج من المنزل حتى أجد هذه السيدة أمامي. للمرة الثالثة يتكرر ذات الشئ . فقلت لها, ” لا تأتى لي مرة أخرى . لا أريد أن أراك. أنت تصلين لكي أخرج من المنزل بمجرد أن تصلى بسيارتك إلى منزلي لأتحدث معك . أنت تمارسين أعمال سحرية على . لا تأتى لي مرة أخرى . إن أردت محادثتي ,أطلبينى فى الهاتف “. قالت لي, “هذا صحيح . كنت أصلى حتى عندما أصل إلى منزلك تخرج لمقابلتي “.
عندما يطلق الآخرون كلمات عليك , يمكن أن تؤثر عليك تأثيراً سلبيا إن لم تعرف كيف تتعامل مع الموقف . أنت لا تعرف كل شئ عن الأخريين . ولا تعرف أيضاً ما هو الأفضل لهم . لذا لا تصلى صلوات نفسانية من مشاعرك . لا تحاول أن تفرض إرادتك على الأخريين . من أنت لتعرف ماذا ينبغي أن أفعل وماذا لا ينبغي أن أفعله. الله وحده هو من يعلم . كثيرون كانوا يصلون لأجلى كي أموت . هل تظن مسيحيون يمكن أن يفعلوا هذا ؟ لقد فعلوا هذا معي .
بولس يقول فى( رو 26:8 ) “وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضاً يُمِدُّنَا بِالْعَوْنِ لِنَقْهَرَ ضَعْفَنَا. فَإِنَّنَا لاَ نَعْلَمُ مَا يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ لأَجْلِهِ كَمَا يَلِيقُ، وَلَكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يُؤَدِّي الشَّفَاعَةَ عَنَّا بِأَنَّاتٍ تَفُوقُ التَّعْبِيرَ” إن أردت أن تصلى لأجل شخص وأنت لا تعرف كيف تصلى له , صلى فى الروح. إن كنت لا تعرف أى شئ عن الموقف لا تصلى من ذهنك . صلى فى الروح .
حدث ذات مرة أن كنيسة مجاورة لنا بدأت تصلى ضدنا . كانوا يصلون حتى أن كل شعب كنيستنا يصاب بإحباط وضيق ويترك الكنيسة ويلتحق بهم . صلاة كهذه صلاة نفسانية , صلاة انقسام لا يمكن إن يسمعها الله لكن إبليس هو من يلتقطها ويبدأ يستخدم كلماتهم ضدنا. عندما عرفت هذا, لم أصلى بنفس طريقتهم لكن قلت, “يارب كلماتك تعلن أنك لا يمكن أن يشمخ عليك , فكل ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً . دعهم يحصدوا ما صلوه لأجلنا . أن كانوا يصلون ضدنا أو ضدي, فأجعلهم يحصدون شراً. وإن صلوا لأجلنا فباركهم “. نحن لا نصارع ضد لحم ودم . هؤلاء ليسوا أعدائنا . بعد فترة وجدت أن كثيرون من أعضاء هذه الكنيسة تضايقوا وأتوا عندنا . لابد أن تكون حريص فى صلاتك .
مزمور 1:55-3
“(1)اصْغَ يَا اللهُ إِلَى صَلاَتِي، وَلاَ تَتَغَافَلْ عَنْ تَضَرُّعِي. (2)اسْتَمِعْ لِي وَاسْتَجِبْ، لأَنِّي حَائِرٌ وَمُضْطَرِبٌ فِي كُرْبَتِي، (3)مِنْ تَهْدِيدَاتِ( كلمات NKJ ) الأَعْدَاءِ وَجَوْرِ الشِّرِّيرِ، لأَنَّهُمْ يَجْلِبُونَ عَلَيَّ الْمَتَاعِبَ، وَبِغَضَبٍ يَضْطَهِدُونَنِي”. كيف يجلبون المتاعب على الشخص؟ من خلال كلماتهم. انظر الى الاعداد 18-21 , “(18)يُخَلِّصُ نَفْسِي بِسَلاَمٍ مِنَ الْمَعَارِكِ النَّاشِبَةِ حَوْلِي إِذْ إِنَّ الْمُتَأَلِّبِينَ عَلَيَّ كَثِيرُونَ (19)حَقّاً إنَّ اللهَ الْجَالِسَ عَلَى الْعَرْشِ مُنْذُ الأَزَلِ يَسْمَعُ لِي فَيُذِلُّ أَعْدَائِي، الَّذِينَ لاَ يَتَغَيَّرُونَ وَلاَ يَخَافُونَ اللهَ (20)(رَفِيقِي الْقَدِيمُ) هَاجَمَ أَصْحَابَهُ الْمُسَالِمِينَ وَنَقَضَ عَهْدَهُ مَعَهُمْ (21)كَانَ كَلاَمُهُ أَنْعَمَ مِنَ الزُّبْدَةِ، وَفِي قَلْبِهِ يُضْمِرُ الْقِتَالَ. كَلِمَاتُهُ أَلْيَنُ مِنَ الزَّيْتِ، وَلَكِنَّهَا سُيُوفٌ مَسْلُولَةٌ”.
كل من يقف فى مكان التشفع لابد أن يكون حريص على كلمات فمه حتى يقدر أن يصلى من دافع نقى . لا تصلى صلوات خطأ – لا تستخدم صلاتك ضد أي شخص . لا تفرض إرادتك على الأخريين من خلال صلاتك .هذا خطأ . إن كنت تفعل هذا توقف عنه . تكلم معي شخص فى الهاتف وبدأ يحكى لى عن مشاكله . كانت لديه كل أنواع المشاكل التى يمكن ان تخطر على بالك . وبينما يتكلم عرفت ما الخطأ . قلت له, “شخص يريد أن يقيدك بصلاته . أشخاص يريدوا أن يؤثروا عليك من خلال صلوات خطأ. شرحت له الأمر وصليت معه وانكسرت من عليه كل هذه الأشياء . كلمات الإنسان تحمل قوة وسلطان فى العالم الروحي . فإن لم ندرك كيف نتعامل مع الموقف , فكلمات الأخريين يمكن أن تتسبب لك كثير من المشاكل.
3- ضمير نقى
(1تيم 2:4 ) “فِي مَوْجَةِ رِيَاءٍ يَنْشُرُهَا مُعَلِّمُونَ دَجَّالُونَ لَهُمْ ضَمَائِرُ كُوِيَتْ بِالنَّارِ”. الصلاة بكفاءة هي صلاة نابعة من قلب نقى وضمير طاهر . التشفع بكفاءة لابد أن يكون نابع من ضمير نقى . ما هو الضمير ؟ كثيرون لا يعرفون أي شئ عن الضمير. الضمير هو صوت الروح – روحك أنت . هو الوخز الذي تشعر به عندما تفعل شئ خطأ . كلمة ضمير تأتى فى الأصل من كلمتين لاتينيين :“con” وتعنى “مع” أو “فى” . وكلمة “scio” وتعنى “يعرف” . أي معنى ضمير : “أن يعرف معي أو يعرف فى “. ضميرك هو المعرفة بما فى داخلك . معرفة داخلية لنفسك , أو معرفة فى نفسك . بمعنى أخر, أنت هو الشخص الوحيد الذي تعرف ماذا فعلت . أنت وحدك من تعرف ما إذا كان قلبك وضميرك نقى أم لا . يمكن أن تفعل شئ ما خطأ – ولا يعرف عنه احد شئ – وتبتسم وتأتى للاجتماع , ترفع يداك , تسبح وتشكر الله . لكن بداخلك , فى أعماقك ضميرك شىء ما يقول لك أنت مخطئ . أنت فعلت شئ خطأ. بمجرد أن تخطئ, سيخبرك ضميرك فوراً . الأمرلا يستغرق ثلاث أسابيع أو حتى ساعات . فى نفس اللحظة التى تفعل فيها خطأ ستجد شئ ما بداخلك يقول لك أنت مخطئ . هذا هو ضميرك . ربما تقول لي, “ما علاقة الضمير بالصلاة ؟ الضمير عنصر أساسي فى التشفع . فإن لم تصلى من ضمير نقى, فتشفعك لن يفعل الكثير. لأنك لا تصلى بكفاءة. الخطية توسم الضمير. الخطيه تكوى الضمير بالنار. كلما تخطئ أكثر, كلما تصبح الخطيه لديك أكثر سهوله.
مثلا, إن كنت معتاد على حضور الاجتماع كل يوم أحد, وحدث ان تغيبت عن الاجتماع ذات مرة ولم تحضر . فى الأسبوع التالي, تفعل كذلك ولا تحضر. ثم تكرر ذات الشىء لثلاث وأربع وخمس أسابيع لا تحضر فيها الاجتماع . ألا تلاحظ شئ ؟ فى المره الأولى والثانية, تشعر بوخز بداخلك لأنك لم تحضر . لكن فى المرة الرابعة والخامسة لا يهمك شئ لأنك وسمت ضميرك – كتمت صوت ضميرك.
تكلمت مع شخص كان سفاح . هل تعرف ماذا قال لي ؟ “أول شخص أقتله, انزعجت كثيراً وتضايقت . لكن بعد أن قتلت اثنان وثلاث , لم يعد يفرق معي شئ . ثم أكمل لي وقال, “عمى كان فى الحرب العالمية الثانية .لم يعرف عدد الأشخاص الذين قتلهم . فقد قتل بالمئات . كان واقف على مدفع رشاش وذات مرة , كان خمسون رجلاً ألمانياً يعبرون . فأطلق النار وقتلهم جميعاً. عمى قال لي, “أول شخص أقتله , اضطربت كثير وساءت حالتي النفسية حتى مرضت . لم أكن أكل أو حتى أنام. عندما قتلت الثاني , لم أتأثر كالأول. الثالث والرابع والخامس كنت أستمتع بقتلهم”. لقد تحول هذا الرجل من شخص شديد الحساسية عندما يؤذى أحد إلى شخص لا يفرق معه كم واحد يمكن أن يقتلهم . لقد وسم ضميره .الخطية توسم الضمير .
أنت وحدك من تعرف ما إذا كان قلبك صحيح مع الله أم لا . العصيان على الله , يوسم الضمير. الارتداد عن كلمة الله وعن الشركة , توسم الضمير . السلوك وراء الجسد وشهواته , يوسم الضمير , الكذب الثرثرة ……كل هذه توسم الضمير .
ضميرك مثل النافذة . أنت تنظر من خلال النافذة, فهى المصدر الوحيد لرؤيتك . طالما هذه النافذة مفتوحة فنور الشمس يدخل الحجرة ويضئ لك لترى كل ما بداخلها . كل مرة تخطئ فيها أو تفعل شئ خطأ , توسم ضميرك . كل مرة تخطئ فيها دون أن تعترف أو تتوب,تغلق جزء من هذه النافذه. كل مره تتكلم فيها عن الاخرين وتستعمل لسانك فى الكذب والشتيمة , وتشاهد أمور لا يجب أن تشاهدها , كل هذا يتراكم ويسد النافذة . بعد فترة تجد النافذة الوحيدة فى حياتك, قد أغلقت ولم تعد ترى منها أى شىء. النور لم يعد يدخل إلى الداخل .
كيف تنقى ضميرك ؟ سأقرأ لك هذه الشواهد التى يمكن أن تساعدك :
عبرانيين 22:10
فَلْنَتَقَدَّمْ إِلَى حَضْرَةِ اللهِ بِقَلْبٍ صَادِقٍ وَبِثِقَةِ الإِيمَانِ الْكَامِلَةِ، بَعْدَمَا طَهَّرَ رَشُّ الدَّمِ قُلُوبَنَا مِنْ كُلِّ شُعُورٍ بِالذَّنْبِ، وَغَسَلَ الْمَاءُ النَّقِيُّ أَجْسَادَنَا
1يوحنا9:1
وَلكِنْ، إِنِ اعْتَرَفْنَا لِلهِ بِخَطَايَانَا، فَهُوَ جَدِيرٌ بِالثِّقَةِ وَعَادِلٌ، يَغْفِرُ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.
عبرانيين 14:9
فَكَمْ بِالأَحْرَى دَمُ الْمَسِيحِ الَّذِي قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلهِ بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ ذَبِيحَةً لاَ عَيْبَ فِيهَا، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَنَا مِنَ الأَعْمَالِ الْمَيِّتَةِ لِنَعْبُدَ اللهَ الْحَيَّ.
دم يسوع المسيح . أسأل الآب أن يغسل ضميرك من أي أعمال أو تصرفات شريرة . لا تنتظر حتى يوسم ضميرك . لأنه إن حدث هذا, فأنت فى مشكلة. الله يهمه كفائة الصلاة أكثر من كمية الصلاة. الصلاة بكفائة تاتى من :
1- قلب نقى
2- دوافع نقية
3- ضمير نقى .
ربما يتعامل الله معك لأجل التشفع , لكنك تسمح بأشياء تعلق بك . أجعل قلبك فى استقامة مع الله . أعترف وأطلب من الله أن ينقى ضميرك . نقى دوافعك . نقى ضميرك تجاه الله . لا تسمح لضميرك أن يكون مكدر. ربما أخطأت وفعلت أشياء كثيرة خطأ ولم تتب , فتكدر ضميرك…. تب واعترف الى الله. اسئله ان يطهر ضميرك. هذا هو كل ما عليك ان تفعله. لا تسمح بأى شئ يكون بينك وبين الله . لا تسمح بأي شئ يعيق تقدمك, لأنه عندما يأتي إليك شخص يطلب منك أن تصلى لآجل شفائه تجد نفسك مستعد لتتكلم مع الله وتقف مكان هذا الشخص . والرب يسمع لك.
مأخوذة بإذن من خدمة “أ.ب“ بالولايات المتحدة الأمريكية
Taken by Permission from LBF Ministry, USA