أتساءل ، إذا كان إيليا مازل حياً اليوم، فكم عدد الأشخاص الذين سيقفون فى الصف راغبين لتلقى رداءه ؟ ولدىّ شعور أن إيليا سيكون قاسياً للغاية معهم. وأعتقد أنه سيخبرهم ، ” أحصل أنت على رداءك الخاص بك! ” .
كل مؤمن حقيقى لديه رداء المسحة الخاص به. فنحن لسنا بحاجة إلى أن نطلب رداء أو مسحة شخص آخر.
وظل إليشع أميناً لإيليا تحت كل أنواع الظروف المختلفة. يُخبرنا المؤرخون بأن إليشع خدم إيليا لحوالى خمسة عشر إلى عشرين سنة. وبهذا نعرف أن إليشع إستمع إلى كل شئ قاله إيليا، ورأى كل ما فعله، سواء كان جيداً أو سيئ.
وعندما أرسل الملك أخاب جنوداً إلى إيليا ، فهو كان جالساً على تل. فصرخ إيليا إلى قائد الحرس، …. إن كنت أنا رجل الله فتنزل نار من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين لك …. (2ملوك 1 : 10). فنزلت النار ، ومات الخمسون رجلاً ، تاركاً الخمسين خيل تركض راجعة إلى المدينة فى سروج فارغة.
كيف ستكون إستجابتك إذا لو كنت أنت مساعد إيليا فى ذلك الوقت؟ ربما كنت ستفكر فى نفسك، “ياإلهى ، أكون سعيداً بأن أكون بجانبه!” وستكون فخوراً أن تخبر كل شخص، “أنا أعمل مع إيليا”.
التعرف على الجانب الإنسانى للقادة
فى 1 ملوك 18 : 17-40 ، نرى وقتاً آخر أن ناراً قد نزلت بناءاً على طلب إيليا. وهذه المرة كانت تُلتهم الذبيحة المقدمة للرب. وكلنا نتذكر قصة أشهر صراع على جبل الكرمل بين إيليا والأنبياء الوثنيين لإثبات من هو الإله الحقيقى : يهوه أم البعل. وبعد أن أرسل الله ناراً من السماء لتأكل الذبيحة ، أخذ نبيه، إيليا ، سلاحا وقتل أربعمائة نبى من أنبياء البعل.
وبعد تجربة من هذا القبيل ، فأنت تعتقد أن هذا الرجل لم يكن خائفاً من أى شئ. ولكن نقرأ أنه عندما أرسلت الملكة إيزابل الشريرة رسالة تهدد حياة إيليا، أصبح خائفاً وهرب إلى البرية. (2 ملوك 19 : 1-4)
فكيف او ماذا يكون رد فعلك عندما يتصرف قائدك بدافع الخوف وعندما تكتشف أنه إنسان كما أنت؟ وكمساعد إيليا، ماذا كنت ستقول له؟ ربما تكون قد وقفت وصرخت إليه بينما هو كان يجرى؟ ، ” أوه يا رجل الروح والقوة، تعال (إرجع)!”. هنا سؤال مهم. هل رأيت قائدك يسقط؟ هل رأيته يصنع خطأ عظيم أو حتى يسقط فى الخطية؟ ماذا يكون رد فعلك؟ هل أنت على إستعداد لمغادرته والبحث عن مكان آخر للعمل، أم هل أنت على إستعداد لمساعدته ومساندته وتراه يرجع إلى وضعه؟ وهنا حيث نكتشف حقاً ماذا نحن قادرون على فعله. إذا كان هناك موقف (إتجاه) حقيقى للتوبة، فالرجل الأمين سيقف مع قائده. تقول أمثال 11 : 13 ، النمام يُفشى السر ، ولكن الأمين الروح يكتم السر. فمساعد الخادم الحقيقى يعرف كيف يتحكم فى لسانه علانية، ولكنه يعرف كيف يتكلم بجراءة فى الصلاة.
ظل إليشع أميناً مع إيليا، وبسبب هذه الأمانة، عندما حان الوقت لإيليا لمغادرة هذه الأرض، أستطاع إليشع أن يسأل نصيب مُضاعف من مسحته (2 ملوك 2 : 9) وعرف إيليا قلب الشاب الذى خدمه بشكل جيد. فهو أخبر إليشع أنه إذا رآه عندما يترك الأرض ، إذن سيُمنح طلبه (عدد 10). وعندما غادر إيليا ، كان هناك إليشع لمشاهدته وهو يؤخذ إلى السماء بمركبة نارية (عدد 11). وسقط رداء إيليا من أكتافه عند أقدام إليشع. ثم كان ، فى ذلك الوقت، أن المسحة تضاعفت.
وفى هذه الأيام الأخيرة، أتوقع أن أرى مضاعفة مماثلة، أو حتى ثلاث أضعاف ، من مسحة الرب على شعبه. ولكنها ستأتى على أولئك الذين كانوا مخلصين لإيليا الخاص بهم. سواء كنت ترى قائدك يفعل أموراً عظيمة، أو يرتكب أخطاء فادحة، فعليك أن تظل أميناً معه.
فى رؤيا 4 : 7 ، نرى أربعة أوجه ليسوع: والحيوان الأول شبه أسد، والحيوان الثاني شبه عِجْل، والحيوان الثالث له وجه مثل وجه إنسان، والحيوان الرابع شبه نسر طائر.
أسد ، وعجل ، وإنسان ، ونسر. ونرى يسوع كأسد فى التعامل مع إبليس والخطية. ونراه كعِجْل عندما أتى ليخدم البشرية . ونراه كإنسان عندما أمسك الأطفال وباركهم . ونراه كنسر عندما كان يصلى، ويعظ ، ويشفى الناس .
وفى كل قائد سترى أسد، عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع مشكلة، وكعِجْل، عندما يتعلق الأمر بخدمة الناس ،وكإنسان عندما يتعلق الأمر برعاية الخراف، وكنسر ، عندما يتعلق الأمر بالوقوف لخدمة كلمة الرب. ولكنك سترى قائدك أيضاً كإنسان عندما يؤذى ويجرح.
ترى معظم الناس قائدهم مثل نسر فقط، ولكنك سترى قائدك فى كل الأربعة أوجه. وستراه عندما يكون أقل إمتلاءً من الإيمان والقوة. وعندما يقول أو يفعل شيئاً قد يُسئ لك، وعندما تكون الأمور فى ضيقة مالية وعليك تخفيض ميزانية دائرتك.
فمن السهل أن تحترم راعى كنيستك عندما يعمل كنسر تحت مسحة الرب. ولكن عليك أيضاً أن تحترمه عندما تكون الأوقات صعبة وعندما يعمل أكثر كإنسان. فالإحترام واجب للقائد بغض النظر عن كيف يظهر أو يشعر .
بعض الناس لديهم فكرة خاطئة عن أولئك الذين يعملون فى الخدمة جالسون طوال النهار تقريباً ، ومصلين بألسنة ويتنبأون لبعضهم البعض. على أى حال ، فالخدمة هى أن تعمل وتعمل ، وتعمل أكثر. فهى تحتاج إلى قدرة على العمل مع أشخاص آخرين بدون إساءة أو جرح مشاعر أحد.فمساعدة الخادم الحقيقى هو القدرة على رؤية الجانب الإنسانى لقادتنا ومع ذلك نحافظ على إحترامنا لهم.
إدراك حق السلطان الالهي
والمنطقة الثانية التى يجب علينا فهمها لكى نكون مساعدين خدام حقيقيين هى حق السلطان الإلهى. يجب أن نعرف وندرك ونخضع لسلطان الله فى حياتنا. وعلينا أن نصلى يومياً ، “ياأبى ، لتكن ليس إرادتى بل إرادتك” فيجب أن نقرر فى قلوبنا على البقاء فى إرادة الله بغض النظر عن التكلفة أو النتائج.
وعندما ننظر إلى يسوع ، ربما نعتقد لأنه كان إبن الله فهو لم يكن لديه مشكلة على الأطلاق فى تحقيق إرادة الله لحياته. دعنا ننظر فى عبرانيين 5 : 7، 8 لنعرف إذا كان هذا صحيحاً ام لا :
الذى فى أيام جسده، إذ قدم بصراخ شديد ودموع وطلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه، مع كونه إبنه تعلم الطاعة مما تألم به.
نرى يسوع فى ” صراخ شديد ودموع” أمام الآب، ورغم ذلك قد إختار أن يبقى فى إرادة الله لحياته وكان يصلى لكى يحقق الدعوة الإلهية التى كانت على حياته.
ومهما كان الأمر ، وسواء أنت سعيد أو مجروح، إصنع إلتزام مؤكد فى قلبك لكى تحقق خطة الله لحياتك.
ومنذ عدة سنوات قال الرب لى أمراً ما والذى ساعدنى فى الأوقات الصعبة. قال : “ثبت عينيك على القيامة، وأنت تستطيع أن تتحمّل الصليب” . فالصليب ليس ألم)، بل هو دعوة الله على حياتنا. وإذا كانت إرادته لحياتك أن تبقى فى مكان واحد لبقية حياتك من أجل أن تعطى نفسك لشخص آخر إذن دع إرادة الله تتحقق.
نشرت بإذن من خدمات التركيز على الحصاد Focus On The Harvest المعروفة بإسم خدمات تيري نانس, بولاية أريزونا – الولايات المتحدة الأمريكية www.GodsArmorbearer.com .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from Focus On The Harvest , aka Terry Nance Ministries ,Sherwood ,AR ,USA. www.GodsArmorbearer.com.
All rights reserved to Life Changing Truth.