لسماع العظة على الساوند كلاود
لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا
لمشاهدة العظة على اليوتيوب
- ما المشكلة في السلوك بالناموس؟
- لماذا اضيف الناموس؟
- السلوح بالروح هو:
- السلوك بإنجيل يسوع المسيح (العهد الجديد)
- السلوك بالإيمان
- السلوك بالروح
- السلوك بالجسد هو:
- السلوك بالناموس
- الفرق بين الناموس والعهد الجديد:
- قانونية ايقاف العهد القديم:
- تعرف على الحل الجذري للتحكم في النفس والجسد عبر كتابات:
- الرب يسوع
- بولس الرسول
- بطرس الرسول
- الآبائيات
- انتبه لئلا تسقط من النعمة!
- السلوك بالروح مقابل أعمال الجسد: –
- اسلك ب “stoicheo” حتى تتحول ل “peripateo“:-
سأستفيض معكم اليوم أكثر في هذه السلسلة “كيف تدير ذهنك ونفسك ومشاعرك” حيث رَسْمَ الله لنا أنْ نسيطر على أجسادنا، فمن غير الطبيعي أنّ المؤمن يُسيطر عليه من جسده.
كنت أتحدث مع أحد الأشخاص ذات مرة وقال لي: “اكتشفت إنني في حالة دنو عن الإنسان الطبيعي إذ يُسيطَر على من الأشياء” لماذا يتكلم هكذا؟ لأنه يفعل ما يقوله له جسده وهذا ليس طبيعيًا! يريدنا الروح القدس أن نعيش حياة الرُقي والمجد، هذا هو السبب الذي لأجله خَلَق الرب الإنسان.
تحدثت المرة السابقة عن بعض الأجزاء في رسالة غلاطية غير المفهومه بشكل صحيح وأوضحت أنّ مشكلة أهل غلاطية تكمن في سلوكهم طبقًا لما تعلموه عن الرب يسوع من اليهود الذين كرزوا لهم، فأخذوا معرفة عنه مخلوطة بخلفية يهودية، وكلما كلّمت أحدهم عن شيء ما كلما تجده ازداد في حياته. بنفس المنوال كلما سمعت أفكارًا كثيرة تجاه شيء ما ولم تقُل لها “لا”؛ ستتحول لجزء لا يتجزأ من تفكيرك دون أن تعلم أنه شيء دخيل عليك.
تذكر معي أن كلمة الشيطان في الأصل هي “diabolos” والتي تعني يضرب لكي يكسر ويخترق، فبالتالي هو “زَنّان” ويُلقي بالأفكار المُلِحة. بقدر ما تمتلئ بالكلمة وتضعها وضع التنفيذ لن يستطيع إبليس أن يسيطر عليك.
نستطيع السيطرة على الأفكار التي تُعرَض علينا عن طريق كلمة الله وهي الأقوى وذات صوت أعلى، والتي كلما انتبهنا إليها كلما صار صوتها أعلى وإن أهملناها سيصبح صوتها منخضًا في حياتنا؛ فأي شيء تعطه انتباهك يزداد في حياتك.
- ما المشكلة في السلوك بالناموس؟
نحتاج أن نفهم رسالة غلاطية جيدًا لأنها من الرسائل المفتاحية جدًا في فهم السلوك بالروح، ولكن مشكله غلاطية أن أهلها سمعوا عن يسوع مختلطًا بالناموس، ومشكلة الناموس هو أنه كشف الخطية دون أن يصلحها وأظهر العجز دون أن يقدم الحل، وشرح الرسول بولس هذا الموضوع في أكثر من موضع.
“١أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ (سَحّرَ لكم) حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا (تخضعوا) لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا! ٢ أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ هذَا فَقَطْ: أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَخَذْتُمُ الرُّوحَ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟ ٣ أَهكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ! أَبَعْدَمَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ؟ ٤ أَهذَا الْمِقْدَارَ احْتَمَلْتُمْ عَبَثًا؟ إِنْ كَانَ عَبَثًا! ٥ فَالَّذِي يَمْنَحُكُمُ الرُّوحَ، وَيَعْمَلُ قُوَّاتٍ فِيكُمْ، أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟ ٦ كَمَا «آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا». ٧ اعْلَمُوا إِذًا أَنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ أُولئِكَ هُمْ بَنُو إِبْرَاهِيمَ. ٨ وَالْكِتَابُ إِذْ سَبَقَ فَرَأَى أَنَّ اللهَ بِالإِيمَانِ يُبَرِّرُ الأُمَمَ، سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَمِ». ٩ إِذًا الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ يَتَبَارَكُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤْمِنِ. ١٠ لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». ١١ وَلكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». ١٢ وَلكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». ١٣ اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». ١٤ لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ. ١٥ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ أَقُولُ: لَيْسَ أَحَدٌ يُبْطِلُ عَهْدًا قَدْ تَمَكَّنَ وَلَوْ مِنْ إِنْسَانٍ، أَوْ يَزِيدُ عليهِ. ١٦ وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ: «وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ:«وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ. ١٧ وَإِنَّمَا أَقُولُ هذَا: إِنَّ النَّامُوسَ الَّذِي صَارَ بَعْدَ أَرْبَعِمِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، لاَ يَنْسَخُ عَهْدًا قَدْ سَبَقَ فَتَمَكَّنَ مِنَ اللهِ نَحْوَ الْمَسِيحِ حَتَّى يُبَطِّلَ الْمَوْعِدَ. ١٨ لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْوِرَاثَةُ مِنَ النَّامُوسِ، فَلَمْ تَكُنْ أَيْضًا مِنْ مَوْعِدٍ. وَلكِنَّ اللهَ وَهَبَهَا لإِبْرَاهِيمَ بِمَوْعِدٍ. ١٩ فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّبًا بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ. ٢٠ وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ. ٢١ فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدُّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ. ٢٢ لكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، لِيُعْطَى الْمَوْعِدُ مِنْ إِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ” (غلاطية ٣: ١-٢٢).
“١أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟” أكتشف الرسول بولس أن الناموس كان له غرض لكنه لا يطبق الآن، فهو يزيد ويكشف الورطة والمشكلة دون كشف الحل. فكلما اسمتعت له كلما دخلت في المشكلة أكثر.
هدف الناموس هو أن يقود الإنسان ليسوع. بعدما سقط آدم أصبح الإنسان مستعبدًا لإبليس، وساعد العهد الإبراهيمي الإنسان أن يرتبط ثانيًة بالله بعدما انفصل عنه، وسار أناس مثل إبراهيم واسحاق ويعقوب مع الرب بموجب هذا العهد، لكن العلاقة مع الله لم تكن منظمة (أو لها إطار محدد) بالنسبة لبقية الشعب، فكان لابدّ من وجود قانون، مثل أي اتفاق يحدث بين شخصين يتحتم وجود قانون يربط الشراكة بينهما بشكل صحيح.
بناءً على هذا الفهم لم يعُد العهد الابراهيمي لوحده كافيًا وكان لابدّ من وجدود إضافية عليه (الناموس)، انتبه لهذا جيدًا وستكتشف حالًا أن بولس الرسول سيذكرها في كلامه. وترجع أهمية هذا الإطار لأن أُناس العهد القديم لم يكونوا مولودين من الله وكانت طبيعتهم ساقطة ومنتجة للخطية. حتى المؤمنين بيهوه كانوا أيضًا مستعبدين للخطية فلم يكن هناك حل جذري لمشكلة الخطية إذ أنّ روح الإنسان نفسها منتجة للخطية.
للأسف وُعظ لنا أن المولودين من الله داخلهم طبيعه عتيقة تنتج الخطية وطبيعة جديدة تنتج البر؛ ولكن هذا غير كتابي! وكلما نسمع هذا التعليم نستعد أكثر لفعل الخطية دون أن ندري. وبذلك نقع في مشكلة الناموس مرة أخرى على الرغم من أنّ الرب يسوع حلها.
“٢ أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ هذَا فَقَطْ: أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَخَذْتُمُ الرُّوحَ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟” يسألهم الرسول بولس هنا مستنكرًا: “هل الحياة الجميلة التي استمتعتوا بها -وفهمتم معنى العلاقة مع الله من خلال الروح القدس- كانت بسبب الناموس ومن خلال العهد القديم أم عندما سمعتم الكلمة التي كرزت لكم بها وقبلتموها بالإيمان؟
“٣ أَهكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ!…” هل وصلتم إلى هذا الغباء وهذه الحماقة وصرتم غير قادرين على تربيط الأمور؟ هل وصلتم لهذه المرحلة من عدم الفهم والمخ المتوقف؟”. ليس جيدًا أن تكتشف في السماء إنك كنت تصنف من الأغبياء! لذا فكِّر في اللحظة التي فيها ستضع عينك في عين يسوع، فكر في مدى إلتزامك وسلوكك هنا على الأرض.
استَخدَم الرسول بولس معهم في هذه الأعداد أسلوبًا واضحًا جدًا لدرجة أنه قال لهم: “لا يوجد وضوح أكثر مما أتكلم به الآن” إن كنت مولودًا ثانية وتَمُر آيات مثل هذه أمامك مرور الكرام، إعلم أنك في خطر؛ لابدّ للآيات أن تُلَحْلِحَك وتُحَرِكَك من الداخل.
“٣أَبَعْدَمَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ(بالناموس)؟” كان الناموس يحاول إصلاح الأمور من الخارج للداخل فينهي ويمنع الإنسان عن أمور، ولكنه حينما يقول له “لا تفعل هذا وذاك” يذكره ويجعله يقترب أكثر من الشيء الذي نهاه عنه، “ …لَمْ أَعْرِفِ الْخَطِيَّةَ إِلاَّ بِالنَّامُوسِ. فَإِنَّنِي لَمْ أَعْرِفِ الشَّهْوَةَ لَوْ لَمْ يَقُلِ النَّامُوسُ: «لاَ تَشْتَهِ»” (رومية ٧: ٧).
لكي تتقترب الصورة أكثر لذهنك فكر معي في هذا المثال: إن كنت تربي حيوانًا في بيتك وتمسك بعظمة في يدك وتقول له: “لا تأكل هذه العظمة” بذلك كلما منعته عنها كلما أقترب منها أكثر وأشتهاها. مثل الناموس الذي ينهي الإنسان عن الخطية ولكنه لايعالج المشكلة من الداخل فيزهي عليها بكلامه عنها كثيرًا، وكان الهدف منه تحذير الشعب في العهد القديم ومنعهم من الاختلاط بالشعوب الأخرى أو يفعلوا أشياءً تجعلهم لا يسيرون بموجب عهد إبراهيم إلى أن يأتي يسوع.
انتبه لما يحاول بولس الرسول قوله من هذا العدد لأنه هام للغاية: “كيف بعدما وصلنا لما كان يريد شعب الله الوصول له -وهو الحل، نعود لنحيا نفس ما كانوا يعيشونه قبلما يقبلون يسوع؟! كيف لشخص مولود ثانية أن يُستعبَد لعصبية أو لعناد أو لخطية ما أو لشيء يجعله طوال الوقت خاضعًا له وينكسر أمامه ولا يكون قادرًا على الخروج من تحته؟! كيف يحدث هذا معك كمؤمن بعد الذي صنعه يسوع؟!
هذا ما يجعلنا ندرس الحالة المشابهة لنا المُمثلة في أهل غلاطية حيث قال لهم الرسول بولس: “فَكَيْفَ تَرْجِعُونَ أَيْضًا إِلَى الأَرْكَانِ الضَّعِيفَةِ الْفَقِيرَةِ الَّتِي تُرِيدُونَ أَنْ تُسْتَعْبَدُوا لَهَا مِنْ جَدِيدٍ؟” (غلاطية ٤: ٩). من هذه الحالة نستطيع أن نفهم كيف نسيطر على النفس والجسد، لأنه ليس طبيعي أنْ يكون الإنسان مستعبدًا.
“٤ أَهذَا الْمِقْدَارَ احْتَمَلْتُمْ عَبَثًا؟ إِنْ كَانَ عَبَثًا!” يعني هنا بكلامه أبهذا المقدار أحتملتم الاضطهاد والمقاومة عبثًا؟! هل عَبَرَ كل هذا بسهولة؟! فيسألهم مستنكرًا: “هل قويِمِتم هباءً وبلا جدوى؟!”
“٥ فَالَّذِي يَمْنَحُكُمُ الرُّوحَ، وَيَعْمَلُ قُوَّاتٍ فِيكُمْ، أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟” يريد الرسول بولس أن يوضح من هذا أنّ الناموس لا يستطيع أن يصنع آيات وعجائب وقوات لك؛ إن أردت أن ترى قوة الله في حياتك يلزمك أن تسير بنظام العهد الجديد وليس العهد القديم. ربما تجيبني: “أعلم أن العهد الجديد هو خلاصنا” لكنك دون أن تدري ربما تكون منخرطًا في سلوكيات العهد القديم. وأكرر، المبادئ في العهد القديم هي نفسها في العهد الجديد، لكن الطريقة هي التي اختلفت وليس المبدأ.
هناك مثال ضربته منذ عدة سنوات يوضح هذا الحق: إن سافر أحد الأشخاص لدولة أجنبية وقال له أحدهم: “يمكنني أن أساعدك، حينما تصل لهناك ستجد (عم فلان) وهو سيساعدك في أوراقك والسكن وباقي الأمور إلى أن أتي إليك وأساعدك بنفسي، لكن الآن تواصل مع فلان عندما تصل من باب الطائرة وتخرج سيستقبلك ويساعدك. فمكث هذا الشخص في الغربة وعمل مع عم فلان، إلى أن جاء الشخص ذاته لهذه البلد وقال: “أنا الآن معك، اترك عم فلان وانتبه لي”.
ستظل المبادئ كما هي ولكن ستختلف الطريقة، بمعنى سيستمر في مساعدته في الأوراق والسكن والعمل، ولكن الطريقة هي التي ستختلف؛ أي أن عم فلان كان وسيلة ليستخدمها حتى يأتي إليك الشخص الأصلي ويساعدك بذاته. أقول هذا لأنه يوجد مَن يعتقد أن العهد القديم ملغي بالكامل، لا بل سيظل ما هو لعنة ومشكلة وخطية في العهد القديم كما هي في العهد الجديد لن يتغير.
فما هو الاختلاف إذًا بين العهدين؟ الاختلاف أن الناموس كان يتعامل من الخارج للداخل لكن في العهد الجديد يتعامل من الداخل؛ أي من روح الإنسان للخارج. مثلما درسنا في الجزء الرابع من هذه السلسلة عن طريقة مساعدة بولس الرسول مع تيموثاوس فنجد أن بولس نصحه أن يشتعل من الداخل ويضرم الموهبة التي بداخله.
أخبره أيضًا: “ربما لا أستطيع أن أضع يدي عليك لأصلي لأجلك لكن تستطيع أن تضرم موهبه الله التي بداخلك بنفسك”. تخيل معي تيموثاوس وهو حر طليق يرسل لبولس المسجون ليلتمس منه المساعدة ليتخلص من خوفه من السجن والموت، ظَنَنّا أنه سيرسل لشخص حر وليس لمسجون لكنه أرسل لبولس السجين لأنه فهم إنه يوجد قوة هي الحل.
ما الذي فعله بولس معه؟ لم يكتب له رسالة مكونة من سطرين أو ثلاثة يخبره فيها: “سأصلي من أجلك” لكنه أعطى له تعليمًا مكتوبًا في رسالة، وهذا ما أفتقرت إليه الكنيسة (التعليم). قال رجل الله الراعي كريس ذات مرة: “بقدر ما أغدقت الكنيسة ببركات الرب، بقدر ما سُرِقت كثيرًا بتعاليم غير صحيحة”. أدت التعاليم غير الكتابية إلى انفتاح عينيّ الشخص على أمور لا يفترض أن تنفتح عليها.
“٧ اعْلَمُوا إِذًا أَنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ أُولئِكَ هُمْ بَنُو إِبْرَاهِيمَ” إن كنت تسلك بالإيمان فأنت مثل إبراهيم.
“١٢ وَلكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ…” الناموس ليس نابعًا من الإيمان ولا يمكنه أن يساعدك على السلوك بالإيمان لأنه يعطيك إيمانًا سلبيًا؛ أي يكشف لك أنك ساقط. وهذا مايقال في الكثير من التعاليم إننا معجونون بالخطية، وأنّ ما نفكر فيه من أفكار سلبية أو أفكار بها بغضة هي جزء لا يتجزأ منّا وأن الخوف شيء طبيعي بداخلنا! هذا ما يُعلّمه الناموس! “أن بداخلك طبيعة مُنتِجة للخطية وعليك أن تتأقم عليها” فبدلاً من أنْ تنظر للقوة التي بداخلك وتخرجها لكي تسيطر على الخطية، ظننتُ أنها بداخلك (built in) وترتبَ عليها إنك صرت تستسلم للأفكار التي تُعرَض عليك.
انتبه جيدًا لما سأقوله: نتجَ عن هذا التعليم خروج شعب متدرب على عدم الرفض والمقاومة للخطية والأفكار، لماذا؟ لأنه اعتقد أن هذه الأفكار تأتي من داخله، وعندما تقف لتصلي “يارب أريد أن أتغير” ثم تأتيك الأفكار الخاطئة مرة أخرى، وأنت لا تعرف مصدرها، تظن أنها نابعة منك، فتُوهَم إنك لم تتغير بعد. يجب أن تتعلم إنه إن جائتك أفكار لا يعني أبدًا أنها منتجة من روحك، إن كنت مولودًا ميلادًا ثانيًا فروحك الإنسانية لا تنتج خطية؛ هذا سر هام جدًا! لأنه من هنا يأتي الخداع!
الحل لهذا هو: أولًا أن تكتشف أن هذه الفكرة معروضة عليك من الخارج وليست بداخلك، هذه هي الحقيقة التي تُعلِنها لك كلمة الله. حينما تعي لهذه الحقيقة ستتعامل مع أفكار الملل من الصلاة ودراسة الكلمة أو عدم الشهية لتقديم وقتًا أو مجهودًا لبيتك أو دراستك أو عملك- كعدو بدلًا من تعاملك معها كشيء مُنتَجًا من روحك، وسنتحدث عنها في نهاية المقال تحت عنوان أعمال الجسد.
“١٢وَلكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ (خارج من) الإِيمَانِ (إنجيل يسوع المسيح، أو العهد الجديد)، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا (مؤقتًا)»” معنى ذلك أن الناموس نفسه ليس منبعه أو مصدره الإيمان، لكن من عاش به في العهد القديم كان سيحيا به، على الرغم من عدم حله لمشكلة الخطية.
لاحظ معي هذا التعبير “الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا” لكن الشخص ذاته ميت روحيًا. فلماذا إذًا يمنع الرسول بولس الناس من السلوك بالناموس؟ لأنه يعمل من الخارج للداخل، فإن عشت به سيمنعك وينهيك عن فعل أمورًا معينة، وسيفتح عينك على أمور لا يفترض أن تفكر فيها. ويجعلك تعتقد أن عليك إيقاف الخطية لأنه موّجه لأناس غير مولودين ثانية ويريدهم أن يوقفوا الخطية، لكن النظام الجديد الذي وضعه يسوع هو أن تُخرِج قوة من داخلك تسيطر على النفس والجسد وهذا شيء جديد لم يكن موجودًا في العهد القديم.
إن سرت بنظام الناموس سيعالج الخطية مؤقتًا، لكنه سيُغلقَك عن العهد جديد الذي يكتشف لك القوة التي بداخلك لأن العهد القديم يكشف للإنسان الورطة التي فيها بينما أنت لست في ورطة! فلماذا إذًا تستورد مشكلة شعب القديم في حين إننا عبرناها من خلال النظام الذي وضعه الرب يسوع في العهد الجديد؟!
- ما هي قانونية “شرعية” إيقاف العهد القديم:-
” ١٥ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ أَقُولُ” أي سأتحدث بلغة بشرية.
” ١٥ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ أَقُولُ: لَيْسَ أَحَدٌ يُبْطِلُ عَهْدًا قَدْ تَمَكَّنَ وَلَوْ مِنْ إِنْسَانٍ، أَوْ يَزِيدُ عليهِ” بمعنى إن كان هناك شخص صنع معاهدة أو عهد لا يستطيع أحد أن يضعه جانبًا أو يضيف عليه أو يتجاهله، مادام تم توقيعه والقبول به فلابدّ أن يستمر ساري العمل به إلى أن يأتي شخص ويوقفه، لهذا السبب كان على العهد القديم أن يستمر ساري المفعول!
وبينما نتحدث عن قانونية إقاف العهد القديم تذكر إننا نتحدث عن إقاف الطريقة وليس المباديء. وأودُ أن أنبهك هنا أن الرسول بولس سيتحدث بطريقة قانونية في الأعداد القادمة إذ كان محاميًا ومنصبه ليس بقليلٍ حيث تعلّم على يد غمالائيل الذي كان عظيمًا جدًا في أعلى قمة هرم القضاء لدى شعب الله، إذ كان اليهود يصدرون أحكامًا بين الشعب طبقًا للشريعة، وهذا يجعلنا نفهم الخلفية التاريخية التي جعلت بولس الرسول يتكلم بهذه الطريقة.
ومن أمثلة الأحكام التي أصدرها اليهود طبقًا للشريعة عندما قال بيلاطس للكهنة: “خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عليهِ حَسَبَ نَامُوسِكُمْ. فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدًا»” (يوحنا ١٨: ٣١). خاف رؤساء الكهنه من الحُكم على الرب فأرجعوا القضية لبلاطس بحجة “أنه يتطاول على الإمبراطور”.
كانت هناك عدة أنواع من الجرائم لها أحكام مختلفة:
أولاً: من يموت محروقًا مثلما ذكرت في قصة نيرون تهمته إنه منقلب على البلد.
ثانيًا: من يموت مصلوبًا هو مرتكب جريمة، ويوجد أنواع من القتل.
ثالثًا: من تقطع رأسه وتوضع على الشوكة -التي استعملها الرسول بولس في (٢ كورنثوس ١٢: ٧) في اليوناني كشوكة في الجسد معناها إنه أراد قطع رأسه ويعلقها على شوكة- وتعني لدى اللغة اليونانية للشعب الروماني إنه يريد فصل جمجمته عن جسمه، فهذا هو هدفه أن يموت مقطوع الرأس، لهذا نحتاج للرجوع نرجع للخلفيه التاريخيه الخاصة بكل شيء.
“١٧ وَإِنَّمَا أَقُولُ هذَا: إِنَّ النَّامُوسَ الَّذِي صَارَ بَعْدَ أَرْبَعِمِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً…” لاحظ أنه هنا يقول أن الناموس جاء بعد أربعمئة وثلاثين بينما يذكر الكتاب في سفر (أعمال الرسل ٧: ٦) أربعمئة سنة، في (أعمال الرسل ١٣: ٢٠) أربعمئة وخمسين سنة، فما هو سبب الاختلاف؟ إنه يحسب مرةً من خروج الشعب من مصر، ومرة أخرى يحسب حسابات لها بداية مختلفة.
“١٧النَّامُوسَ الَّذِي صَارَ بَعْدَ أَرْبَعِمِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً لاَ يَنْسَخُ عَهْدًا قَدْ سَبَقَ فَتَمَكَّنَ مِنَ اللهِ نَحْوَ الْمَسِيحِ حَتَّى يُبَطِّلَ الْمَوْعِدَ”. بمعنى ناموس موسى لا يمكنه أن يلغي العهد الذي أصدره الله سابقًا -عهد ابراهيم.
” ١٨لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْوِرَاثَةُ مِنَ النَّامُوسِ، فَلَمْ تَكُنْ أَيْضًا مِنْ مَوْعِدٍ. وَلكِنَّ اللهَ وَهَبَهَا لإِبْرَاهِيمَ بِمَوْعِدٍ.” أعطى الرب الوعد لإبراهيم أولاً، ثم قنّنَ الأمر بعد ذلك من خلال الناموس، في الحقيقة عندما قال موسى: “مُبَارَكًا تَكُونُ…” مستندًا على بركة إبراهيم. بمعنى آخر أن علاقة الله مع الإنسان هي علاقة عهد وهذا العهد واضح ومكتوب في ناموس موسى.
- لماذا أضٌيف الناموس؟
“١٩ فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ” صنع الله عهدًا مع إبراهيم ووعده بأنه سيأتي المسيح من نسله، لكن لماذا أُضيف الناموس على عهد إبراهيم؟ كي يمنع الناس من التعدي ومن الخطية. لنفهم جيدًا هذه الجزئية لأنها جوهر موضوعنا وهدفه. فقد زيد الناموس على العهد الإبراهيمي وذلك لايعني مطلقًا إلغاء العهد الإبراهيمي ومنع إصداره.
فسبب شرح بولس لكل ما سبق، لكي يخرجنا خارج معتقد أننا سيئين حيث يتكلم الكتاب المقدس عن الإنسان المولود من الله إنه يحتوي على طبيعة الله والروعة والبر داخله.
“١٩… مُرَتَّبًا بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ” في الوقت الذي أخذ فيه موسى الوحي كان هناك عمل ملائكي مما يوضح أن الرب لا يتحرك بمفرده فللملائكة أدوارًا كثيرة جدًا ربما لم تُذكر لنا في الكتاب المقدس.
“٢٠ وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ” كيف يتمكن أحد من أن يتوسط ما بين الإنسان والله؟ بل وكيف يكون الله نفسه هو الوسيط مع إنه قاطع العهد؟ “وَلكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ” أي أن الله هو الوسيط وهو مبرم العهد فيحق له إيقاف العهد.
“٢١فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدُّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.” هذه هي الآية المفتاحية لفهم كل رسالة غلاطية، نجح الناموس في كشف الخطية لكنه لم يصيب الهدف في أن تصير حياة الله داخل الإنسان وهي السر الذي يجعله قادرًا أن تسيطر على النفس البشرية وجسده. وهذا الكلام ليس جديدًا على الشعب حيث تكلم عنه عدة أشخاص:
- ما ورد في العهد الجديد:-
- أولاً: ما قاله بولس الرسول:-
” ٣ لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ (لينهي هذا الضعف الذي في الجسد)، ٤ لِكَيْ يَتِمَّ (يتحقق) حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا، نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. “(رومية ٨: ٣، ٤).
“٤ لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا” ما كان يقول الكتاب إنه سيحدث، الآن قد حدث، بعدما كان الناموس عاجزًا عن منح الحياة للإنسان، لكن الآن تم تحقيق النبوات التي قيلت وهي أن سيصير بداخل الإنسان الطبيعة الإلهية.
“١ بُولُسُ، عَبْدُ اللهِ، وَرَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لأَجْلِ إِيمَانِ مُخْتَارِي اللهِ وَمَعْرِفَةِ الْحَقِّ، الَّذِي هُوَ حَسَبُ التَّقْوَى، ٢ عَلَى رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّتِي وَعَدَ بِهَا اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ” (تيطس ١: ١، ٢).
يقول الرسول بولس في هذا الشاهد: “أنا رسول لكي أعطى الناس تقويه وفهم عن الحياة الإلهية التي وعد بها الله منذ الأزمنة الأزلية”
كان في فكر الله منذ الأزل أن يصنع عائلة وكل أفرادها سيأخذون طبيعته، وكل من لن يقبل طبيعته لن يدان ولن يذهب للجحيم (بإعتبار أن الإنسان لم يسقط) بل سيكون تحت قيادة من قبلوا الحياة الإلهية، إذ أن الإنسان مُخَيّر تمامًا، لكن الآن -بعد السقوط- أصبح الوضع مختلفًا تمامًا حيث دخلته الطبيعة الشيطانية ولم يعد حياديًا، لهذا أضحى مُجبرًا على قبول الحياة الإلهية. وهذا الأمر مشروح بأكثر وضوحًا في مقال “رومية ٧ لا يتحدث عن المؤمن” يمكنك الرجوع لها لمعرفة تفاصيل أكثر.
من العار أن نقول إن المولود ثانيًا بداخله طبيعة تنتج الخطية، لكن ما يحدث مع الإنسان أن الطبيعة الإلهية غير واضحة له لم يزهي له أحدًا على ما بداخلنا من طبيعة فبالتالي هي غير مُفعلّة.
- ثانيًا: ما قاله الرب يسوع:-
“فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي” (يوحنا ٥: ٣٩).
قال الرب يسوع لليهود أن يبحثوا في الكتب لأنها تعلن لهم حقيقية أن يسوع جاء لكي يعطي الحياة الأبدية (الحياة الإلهية) للإنسان، فالحياة الأبدية لا تعني الذهاب للسماء فحسب لكنها حياة لا يمكن تحطيمها، ونحن الآن لدينا هذه الحياة.
“وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ، رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»” (مرقس ١٠: ١٧).
يتضح لنا من خلال هذا الشاهد وجود خلفية لدي اليهود بأهمية وجود الحياة الأبدية داخل الإنسان، الآن قد تم تحقيق النبوات التي قيلت عنا. كل هذه الشواهد في العهد الجديد فأنا لم اتطرق بعد إلى العهد القديم، مع إن الأناجيل تعتبر نهايات العهد القديم.
- ثالثًا: ما قاله بطرس الرسول:-
“اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ.” (٢ بطرس ١: ٤).
يُصنّف وعد “أن نصبح شركاء الطبيعة الإلهية” ضمن المواعيد العظمى والثمينة، وهي الطريقة التي تجعلنا لا نتأثر بالخراب الذي يحدث في العالم الذي سببه الشهوة. وهو أن تُسيطِر عليك شهوتك أو ما يمليه جسدك)، من أجل هذا من العار أن تكون ماسك موبايلك ويُسيطِر عليك!
تحتاج أن تدرك أنه يوجد طريقة للهروب من هذا الفساد، ولا أعني بالهروب هنا أن تهرب فزعًا من بل أن لا تتأثر بما يحدث في العالم وأنت فيه، بأن لا يفرق معك رأي الناس أو إهانتهم لك مع إن الكتاب يعلمك كيف تتعامل معهم، لكن في النفس الوقت لم يعد هناك شيء يؤثر عليك إذ صرت أعلى من البشر العادي.
بادراكك لهذا يمكنك أن لا تتأثر بالطبيعة العالمية في الأرض، ومن هنا ندرك أن المشكلة الحقيقة تكمن في خضوع الإنسان لشهوته ورغاباته. الشهوة لا تعني شهوة جنسية فقط كما يعتقد البعض، ولكنها رغبات داخلية مُلحة تسحب الشخص للخطية.
- ما ورد في الآبائيات:-
- أولًا: كتابات أخنوخ:-
تكلم أخنوخ أن الله سيعطي طبيعته للإنسان وسيصنع عائلة وأعطى هذه الانطباعات للناس. لم تُذكَر في الكتاب المقدس لكنها مكتوبة في سفر أخنوخ، هناك ٤ نسخ مزورة لهذا السفر يحتوا على تعليم غير كتابي. سفر أخنوخ ليس وحيًا كما أكد أخنوخ على هذا رغم استشهاد الرسول يهوذا به في رسالته، تم تسليم هذا الكتاب لإبراهيم وأعطاه لأولاده وقرءوه ودرسوه وتناقلوه، وقد تطرقت لهذا الأمر في سلسلة الرب قريب.
- ثانيًا: ما قاله موسي:-
“إِذْ تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَسْمَعُ لِصَوْتِهِ وَتَلْتَصِقُ بِهِ، لأَنَّهُ هُوَ حَيَاتُكَ وَالَّذِي يُطِيلُ أَيَّامَكَ لِكَيْ تَسْكُنَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لآبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا.” (التثنية ٣٠: ٢٠).
“لأَنَّهَا لَيْسَتْ أَمْرًا بَاطِلاً (شاقة) عليكُمْ، بَلْ هِيَ حَيَاتُكُمْ. وَبِهذَا الأَمْرِ تُطِيلُونَ الأَيَّامَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ الأُرْدُنَّ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا».” (التثنية ٣٢: ٤٧).
يوجد فرق بين أن يعطيك الرب حياة وأن يصير هو حياتك. بمعنى أن الله سيستبدل الطبيعة الإنسانية بالطبيعة الإلهية. تلكم الرب يسوع وبطرس وبولس بهذا المنطلق في الشواهد التي ذكرتها سابقًا. فَهِمَ شعب الله بصورة مقننة من خلال موسى أنهم يمكنهم التأثير على حياتهم هنا على الأرض من خلال هذه الحياة، يوجد منهم مَن لا يؤمن بأبائياته مثلما يوجد اليوم من لا يؤمنون بأبائيات المسيحية، مع العلم أنه ويوجد أمور مختلطة كثيرة دخلت الكنيسة وسميت بألابائيات.
“٢١ فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدُّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ. ٢٢ لكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، لِيُعْطَى الْمَوْعِدُ مِنْ إِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. ٢٣ وَلكِنْ قَبْلَمَا جَاءَ الإِيمَانُ كُنَّا مَحْرُوسِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، مُغْلَقًا عَلَيْنَا إِلَى الإِيمَانِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ. ٢٤ إِذًا قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ. ٢٥ وَلكِنْ بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ، لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ. ٢٦ لأَنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. ٢٧ لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ: ٢٨ لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. ٢٩ فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ” (غلاطية ٣: ٢١-٢٩)
لنعود مرة أخرى ل (غلاطية ٣: ٢١) “…لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ”
هناك فرق بين مَن يفعل الناموس يحيا به وبين القدرة على أن يعطيه حياة أبدية بداخله فيصير الإنسان حي داخليًا ومنتج للبر. أود أن تنفتح عينيك على هذا الحق الكتابي، الآن بداخلك طبيعة الهية نتنج الصح. عجز العهد القديم أن يعطي هذه الحياة للناس، لهذا إن عشنا بالناموس ستحدث مشكلة لأنه شَخّصَ الخطأ ولم يُقدِّم الحل، الآن تم استيفاء وتحقيق الناموس فينا، الآن نحيا تحقيق النبوات، أصبحنا مختلفين عن أهل العهد القديم.
“لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ” كان الرسول بولس يدافع عن قضية “البر بالإيمان”، حيث إنه حُسب لإبراهيم قبل الناموس إذ آمن بالله “٦«آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا»”، وشرح لهم أنّ هذا التعليم ليس مستحدثًا ولا فكرًا جديدًا إذ هو موجود في كتبنا.
“لكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، لِيُعْطَى الْمَوْعِدُ مِنْ إِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ” كلمة يونانية تعني: أَغلق عليهم، وضعهم في الشبكة. هدف الناموس وضِع قانونًا رادعًا حتى يمتنعوا عن الخطية، ولا توجد طرق أخرى تساعدهم لأنهم لم يكونوا مولودين من الله ولا بداخلهم الطبيعة الإلهية وبهذا استطاع أن يوقف الخطية لكنه لم يعالجها بعد.
لم يعالج الرب يسوع مشكلة الخطية بأن دفع ثمنها فقط، لكنه أعطانا الطبيعة التي تفعل الصواب. عجز الناموس عن إحيائنا “لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ” فكان هدفه أن يغلق على شعب الله ويضعهم في حالة الإدانة تحت الخطية حتى لا يختلطوا بالامم إلى أن يأتي يسوع، ولآن مهمته انتهت.
“٢٣ وَلكِنْ قَبْلَمَا جَاءَ الإِيمَانُ (إنجيل يسوع المسيح) كُنَّا مَحْرُوسِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، مُغْلَقًا علينَا إِلَى الإِيمَانِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ” يستخدم بولس الرسول الفعل المضارع “يُعلَن” لأن الإيمان لم يكن قد اعلن بعد وقتهم، أما بالنسبه لنا الآن فهو أُعلِنَ.
“٢٤ إِذًا قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ. ٢٥ وَلكِنْ بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ، لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ”
تُستخدم كلمة “مُؤَدِّبَنَا” في اليوناني مع الشخص المسؤول عن أبناء الأغنياء من سن ٦: ١٦ سنة -حسب تاريخ استعمال الكلمة في ذاك الوقت- ليأخذهم من القصر للمدرسة إلى أن ينضجوا. لهذا استخدم الرسول لفظ “مُؤَدِّبَنَا” مع الناموس ليؤكد إنه موجود لفترة مؤقته، لأن الشخص سيأتي له وقت وينضج ولن يحتاج لمؤدب بعد. من هنا نفهم هدف الناموس وهو يحافظ علينا حتى يأتي الوقت الصحيح ونتبرر بالإيمان.
“٢٦ لأَنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. ٢٩ فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ” عاد رجل الله مرة ثانيًة لإبراهيم قبل إضافة الناموس، الشخص الذي بدأ مع الرب بالايمان واستطاع أن يحيا بشكل صحيح من دون الناموس وكان بطلًا في الإيمان، وأدرك معنى العلاقة مع الله حتى وصل لمرحلة صداقة مع الروح القدس.
“ ١ وَإِنَّمَا أَقُولُ: مَا دَامَ الْوَارِثُ قَاصِرًا لاَ يَفْرِقُ شَيْئًا عَنِ الْعَبْدِ، مَعَ كَوْنِهِ صَاحِبَ الْجَمِيعِ. ٢ بَلْ هُوَ تَحْتَ أَوْصِيَاءَ وَوُكَلاَءَ إِلَى الْوَقْتِ الْمُؤَجَّلِ مِنْ أَبِيهِ. ٣ هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ، كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ. ٤ وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، ٥ لِيَفْتَدِيَ (ليُخرج) الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. ٦ ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: «يَا أَبَا الآبُ». ٧ إِذًا لَسْتَ بَعْدُ عَبْدًا بَلِ ابْنًا، وَإِنْ كُنْتَ ابْنًا فَوَارِثٌ ِللهِ بِالْمَسِيحِ. ٨ لكِنْ حِينَئِذٍ إِذْ كُنْتُمْ لاَ تَعْرِفُونَ اللهَ، اسْتُعْبِدْتُمْ لِلَّذِينَ لَيْسُوا بِالطَّبِيعَةِ آلِهَةً. ٩ وَأَمَّا الآنَ إِذْ عَرَفْتُمُ اللهَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ عُرِفْتُمْ مِنَ اللهِ (علاقة متبادلة مشتركة)، فَكَيْفَ تَرْجِعُونَ أَيْضًا إِلَى الأَرْكَانِ الضَّعِيفَةِ الْفَقِيرَةِ الَّتِي تُرِيدُونَ أَنْ تُسْتَعْبَدُوا لَهَا مِنْ جَدِيدٍ؟ ١٠ أَتَحْفَظُونَ أَيَّامًا وَشُهُورًا وَأَوْقَاتًا وَسِنِينَ؟ ١١ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ أَكُونَ قَدْ تَعِبْتُ فِيكُمْ عَبَثًا! ١٢ أَتَضَرَّعُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، كُونُوا كَمَا أَنَا لأَنِّي أَنَا أَيْضًا كَمَا أَنْتُمْ. لَمْ تَظْلِمُونِي شَيْئًا. ١٣ وَلكِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي بِضَعْفِ الْجَسَدِ بَشَّرْتُكُمْ فِي الأَوَّلِ. ١٤ وَتَجْرِبَتِي الَّتِي فِي جَسَدِي (اضطهدات) لَمْ تَزْدَرُوا بِهَا وَلاَ كَرِهْتُمُوهَا، بَلْ كَمَلاَكٍ مِنَ اللهِ قَبِلْتُمُونِي، كَالْمَسِيحِ يَسُوعَ. ١٥ فَمَاذَا كَانَ إِذًا تَطْوِيبُكُمْ؟ لأَنِّي أَشْهَدُ لَكُمْ أَنَّهُ لَوْ أَمْكَنَ لَقَلَعْتُمْ عُيُونَكُمْ وَأَعْطَيْتُمُونِي. ١٦ أَفَقَدْ صِرْتُ إِذًا عَدُوًّا لَكُمْ لأَنِّي أَصْدُقُ لَكُمْ؟ ١٧ يَغَارُونَ لَكُمْ لَيْسَ حَسَنًا، بَلْ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُدُّوكُمْ لِكَيْ تَغَارُوا لَهُمْ. ١٨ حَسَنَةٌ هِيَ الْغَيْرَةُ فِي الْحُسْنَى كُلَّ حِينٍ، وَلَيْسَ حِينَ حُضُورِي عِنْدَكُمْ فَقَطْ. ١٩ يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ. ٢٠ وَلكِنِّي كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكُونَ حَاضِرًا عِنْدَكُمُ الآنَ وَأُغَيِّرَ صَوْتِي، لأَنِّي مُتَحَيِّرٌ فِيكُمْ!” (غلاطية ٤: ١-٢٠)
“١مَا دَامَ الْوَارِثُ قَاصِرًا لاَ يَفْرِقُ شَيْئًا عَنِ الْعَبْدِ، مَعَ كَوْنِهِ صَاحِبَ الْجَمِيعِ” رغم أننا أصحاب العهد ولنا الميراث لكننا قاصرين؛ أي غير ناضجين.
“٢تَحْتَ أَوْصِيَاءَ وَوُكَلاَءَ” يختلف كلا اللفظين عن بعضهما في اليوناني (يمكنك الرجوع لمقالة النضوج الروحي ستجدهم مشروحين هناك) الأول يشير لشخص له سيادة على، وله أحقية التصرف نيابة عن الشخص، والثاني موكل تحته لا يفعل شيئًا إلا بأمر الوصي. عندما تسأل أحدهم في شيء ما روحيًا وهو ليس مرشدك الروحي ولكنه يعطيك مشهورة كتابية سليمة، هذا بمسابة “وكيل”، إذًا الوصي أعلى من الوكيل.
“٣لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ، كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ” رغم أن الناموس رائع لكنه جعلنا قاصرين ومستعبدين تحت ما يعطيه العالم من عناصر؛ أي المرض والمشاكل الإقتصادية التي عندما أتت علينا لم نستطع أن نفعل شيئًا تجاهها، وبالتالي لجأنا للحلول البشرية العادية.
“٨ لكِنْ حِينَئِذٍ إِذْ كُنْتُمْ لاَ تَعْرِفُونَ اللهَ، اسْتُعْبِدْتُمْ لِلَّذِينَ لَيْسُوا بِالطَّبِيعَةِ آلِهَةً” نحن الآن في حالة معرفة لهذا الإله، صرنا في حالة أروع من إبراهيم على الرغم من علاقتة العميقة مع الله الذي وصل لمرحلة إنه لم يرَ نفسه عاقًرا.
حَبَسَ الناموس أُناس العهد القديم ومنعهم من الخطية فأصبحوا واعيين لها أكثر من الحل، إن سِرت به لن تفهم يسوع؛ لذلك تكلم معهم بسخونه وشده قائلاً: ” قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.” (غلاطية ٥: ٤).
السير بالناموس هو تكبر على هذا الإله وكأنك تتهمه بإنه لم يستطع فعل شيء تجاه الخطية دون أن تقصد. حل هذه المشكلة أن تنفتح عينيّ الكنيسة أن في داخلنا طبيعة الله.
“٩ وَأَمَّا الآنَ إِذْ عَرَفْتُمُ اللهَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ عُرِفْتُمْ مِنَ اللهِ” صرنا مثل إبراهيم في علاقة صداقة.
“٩فَكَيْفَ تَرْجِعُونَ أَيْضًا إِلَى الأَرْكَانِ الضَّعِيفَةِ الْفَقِيرَةِ الَّتِي تُرِيدُونَ أَنْ تُسْتَعْبَدُوا لَهَا مِنْ جَدِيدٍ؟” يوضح لنا الرسول هنا أن العالم لن يستطيع ولن يعطيك شيئًا. تذكر ما يقوله الكتاب في (١ كورنثوس ١٠: ١٦) “كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ” و “لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ شَيَاطِينَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْتَرِكُوا فِي مَائِدَةِ الرَّبِّ وَفِي مَائِدَةِ شَيَاطِينَ” (١ كورنثوس ١٠: ٢١).
أيعقل تشتركوا في مائدة الشيطان ومائدة الرب؟ كيف يكون هذا؟ يتكلم الرسزل هنا عن كسر الخبز ويسميه “مائدة البركة” لفظ مائدة المُستخدم هنا في اللغة الأصلية هو “banquet” والذي يشتق منه لفظ “bank”، مما يعني أننا صرنا منفتحين على البركات الإلهية كما لو فُتحنا على بنك. ونحن نكسر الخبز نتذكر الحالة الرائعة التي صرنا عليها. لكي نفهم قصد الرسول في وصفه عن أركان العالم أنها فقيرة علينا أن نقارنها بما كتبه في موضع آخر عن بركة مائدة الرب.
“١٢كُونُوا كَمَا أَنَا لأَنِّي أَنَا أَيْضًا كَمَا أَنْتُمْ. لَمْ تَظْلِمُونِي شَيْئًا” يقول لهم الرسول بولس هنا: “أنتم قبلتموني حينما شرحت لكم هذا الكلام لم تتضايقوا مني، تحركوا في حرية مثلما أتحرك أنا في حرية يسوع المسيح”.
“١٥ فَمَاذَا كَانَ إِذًا تَطْوِيبُكُمْ؟” أي لماذا كنتم تمدحونني؟ هذا تقدير للرجال الله وهو ليس أمرًا خاطئًا أن يفعله الناس، وهذا إثبات أن التجربة التي في جسده لم تكن مرضًا.
“١٥ لأَنِّي أَشْهَدُ لَكُمْ أَنَّهُ لَوْ أَمْكَنَ لَقَلَعْتُمْ عُيُونَكُمْ وَأَعْطَيْتُمُونِي” هذه لغتنا في الشرق الأوسط كما نقولها “أديلك عنيا”.
“١٧… يَغَارُونَ لَكُمْ لَيْسَ حَسَنًا، بَلْ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُدُّوكُمْ لِكَيْ تَغَارُوا لَهُمْ ١٨حَسَنَةٌ هِيَ الْغَيْرَةُ فِي الْحُسْنَى كُلَّ حِينٍ، وَلَيْسَ حِينَ حُضُورِي عِنْدَكُمْ فَقَطْ”
هاتين الآيتين معقدتين للغاية في الأصل اليوناني وفيهما يُحَزِّرالرسول بولس الشعب مِمَن يتحمسون ويغارون تجاههم ولكن بدوافع غير نقيه، محاولين أن يجعلوهم يتهودوا وياخذوهم لصفهم ليزداد عددهم كي يثبتوا وجهه نظرهم وهي “العيش حسب ناموس موسى”.
يوضح لهم من الرائع أن يشتاق هؤلاء لرعايتكم شرط أن تكون هذه الأشواق حسنة وبدوافع نقية. وتظهر دوافع هؤلاء الأشخاص حينما يحبوكم ويشتغلوا عليكم روحيًا في غيابي أيضًا وليس فقط في حضوري.
“١ فَاثْبُتُوا إِذًا فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضًا بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ. ٢ هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئًا! ٣ لكِنْ أَشْهَدُ أَيْضًا لِكُلِّ إِنْسَانٍ مُخْتَتِنٍ أَنَّهُ مُلْتَزِمٌ أَنْ يَعْمَلَ بِكُلِّ النَّامُوسِ. ٤ قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. ٥ فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرّ. ٦ لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ. ٧ كُنْتُمْ تَسْعَوْنَ (تجروا) حَسَنًا. فَمَنْ صَدَّكُمْ حَتَّى لاَ تُطَاوِعُوا لِلْحَقِّ؟ ٨ هذِهِ الْمُطَاوَعَةُ لَيْسَتْ مِنَ الَّذِي دَعَاكُمْ. ٩ «خَمِيرَةٌ صَغِيرَةٌ تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ». ١٠ وَلكِنَّنِي أَثِقُ بِكُمْ فِي الرَّبِّ أَنَّكُمْ لاَ تَفْتَكِرُونَ شَيْئًا آخَرَ. وَلكِنَّ الَّذِي يُزْعِجُكُمْ سَيَحْمِلُ الدَّيْنُونَةَ أَيَّ مَنْ كَانَ. ١١ وَأَمَّا أَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَإِنْ كُنْتُ بَعْدُ أَكْرِزُ بِالْخِتَانِ، فَلِمَاذَا أُضْطَهَدُ بَعْدُ؟ إِذًا عَثْرَةُ الصَّلِيبِ قَدْ بَطَلَتْ. ١٢ يَالَيْتَ الَّذِينَ يُقْلِقُونَكُمْ يَقْطَعُونَ أَيْضًا! ١٣ فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. ١٤ لأَنَّ كُلَّ النَّامُوسِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُكْمَلُ: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». ١٥ فَإِذَا كُنْتُمْ تَنْهَشُونَ وَتَأْكُلُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَانْظُرُوا لِئَلاَّ تُفْنُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. ١٦ وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ. ١٧ لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ. ١٨ وَلكِنْ إِذَا انْقَدْتُمْ بِالرُّوحِ (الطبيعة الإلهية الجديدة) فَلَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ. ١٩ وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ ٢٠ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ ٢١ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ” (غلاطية ٥: ١-٢١)
- انتبه لئلا تسقط من النعمة!
“قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ” أي حينما تعيش الناموس سيصير المسيح بلا قيمة بالنسبة لك؛ لهذا السبب في كل مرة تسعى لمعرفة الرب بصورة غير كتابية، أو حسب ما نشأت عليه وترتاح له مثل التوبة والندم الكثير معتقدًا أن هذه هي الطريقة الصحيحة، أو تترك نفسك للسرحان والتفكر الكثير سواء في أخطائك أو أخطاء الآخرين تجاهك؛ في هذه اللحظة تطفيء مفعول يسوع من حياتك.
ربما تسأل: “ماذا إن أخطأت بالفعل؟” ركز على الطبيعة الإلهية التي بداخلك. تُب عن هذا الخطأ، بمعنى اضبط ذهنك. عندما تأتيك الفكرة الخطأ قل لنفسك: “أنا لست من شريحة هؤلاء الخطأة” وأحذر! لأنه إن لم تقاوم هذه الأفكار، ستأخذ هذا الطُعم الذي يلقى عليك من إبليس.
“٤قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ” سقطتم من قوة الله لإحداث تغيير. يحدث هذا حينما تعطي لجسدك ما يهويه وترنم وتصلي وتفسر الآيات بالطريقة التي تعرفها وترتاح لها وهي ليست كتابية، وتعطي لنفسك أعذار “أنا لست مقتنعًا، أنا لست قادر أن أفهم” رغم معرفتك بما يقوله الكتاب.
عندما تعاند وترفض تصديق ما يقوله لك الكتاب إنك “بر الله” وتقول: “لا يمكنني تصديق هذا، فكيف لي بعد كل أخطائي أكون بر الله” بقولك هذا فأنت تعاند يسوع المسيح شخصيًا. عندما يكشف لك الكتاب شيئًا ما أقبله كما هو، فذلك هو الإيمان وسبيل خروجك من المشكلة. لكن عدم تصديقك للكلمة هو سبب وقوعك في الخطأ.
آمن وثق أن الطبيعة الإلهية صارت فيك، قال بولس الرسول بكل حزم: “من لا يحيا بالكلمة حسب العهد الجديد يسقط من يسوع المسيح وعليه أن سلك بالعهد القديم الذي أُبطِل وانتهى” ومَن لا يسير بإيمان يسوع المسيح سيهلك مثل اليهود لأنهم لم يقبلوا يسوع، فالنهاية ليست حسنة!
هل يمكن لشخص أن يسقط من النعمة؟ نعم! لهذا السبب نجد أشخاص صلّت كثيرًا لسنين طويلة ولم تجد استجابات لصلواتها؛ لأنهم صلوا بطريقة غير كتابية، فالنوايا الحسنة لن تنفعك في هذا الوقت، مِن هنا يشعر الناس بالندم لكونهم لم يعرفوا سابقًا هذا التعليم، أوضحَ الرب يسوع أن العيب ليس في المتعلم بل في مَن علّمه، ولكن جاء الآن الحل!
عندما يقول الكتاب أن الطبيعة الإلهية داخلك ثق وصدق في هذا حتى وإن شعرت عكس ذلك. أن صدّقت مشاعرك، تطفيء مافعله يسوع لأجلك وتجعله فارغًا وخاويًا وتسقط من النعمة!
“٩ خَمِيرَةٌ صَغِيرَةٌ تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ” تذكر أن هذا هو سبب تدقيق الرسول بولس في التعليم. فإن تركت نفسك تستمع بما هو جسدي، ستكبر هذه الأمور وتنتشر في كل نظامك الفكري.
“١٢يَالَيْتَ الَّذِينَ يُقْلِقُونَكُمْ يَقْطَعُونَ أَيْضًا!” تأتي بمعني البتر”cutting” ونفس الكلمة أستخدمت حينما قطع بطرس أذن ملخُس (يوحنا ١٨: ١٠).
- السلوك بالروح مقابل أعمال الجسد:-
” تُفْنُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا” هذا ما يحدث في حياة الكثير من الناس.
“١٦ وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ” لفظ “إنما” يعني: على صعيد آخر، سأتحدث عن شريحة مختلفة. ثم يقول: “إن سلكتم بالطبيعة الإلهية التي بداخل روحكم الإنسانية، مؤكدًا وقطعًا لن تكتمل شهوة الجسد. لا تظنوا أنّ ناموس موسى هو الوحيد الذي أستطاع أن يوقف الناس عن السلوك بالجسد “لا وألف لا” بل باستعمالك وسلوكك بالطبيعة الإلهية. فإن سيرت بالروح لن تكتمل شهوة الجسد”.
يستخدم لفظ “أعمال” مع الجسد. ولفظ “ثمر” مع الروح الإنسانية لأن الثمر يخرج بسهولة وتلقائية من البذار، مما يوحي بسهولة خروج ثمار الروح. على عكس لفظ “أعمال” الذي يعطي انطباعًا ببذل المجهود وعدم التلقائية في القيام بالشيء.
“١٧ لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ…” لن يحدث هذا الصراع إلا في حال سلوكك بالجسد.
“١٩ وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ ٢٠ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ…”
“زِنىً” تأتي في اليوناني “moicheia” وهي ليست قاصرة على الأمور الجنسية فقط كما نعتقد بل تعني: قطع التواصل، عدم الأمانة، قطع الرُبُط، عدم معزة الشخص الذي أعزه سابقًا. تستطيع تطبقها مع الأشخاص الانقلابيين وفي حالة من الثورة سواءًا على الأسرة أو العائلة، العمل، الكنيسة، وهي حالة عدم الأمان، وتشمل في داخالها الخيانة لشريك الحياة.
“عَهَارَةٌ” تأتي في اليوناني “porneia” وهي حالة الإباحية والعري، وتشمل الشذوذ الجنسي وكل مَن يأكل مع أشخاص في هذه الحالة.
“نَجَاسَةٌ” وردت في اليوناني بمعنى “akatharsia” هي حاله عدم الإنغلاق عن الأخرين، حيث يشارك الشخص دموعه وما يشعر به وحياته للعامة، عدم وجود خصوصية، بيته مزارًا لكل الناس، وكون معه عربية يقوم بتوصيل كل الناس، مشاركة الشخص مشاكل بيته لكل من يتواصل معه.
لا يصح أن يكون البيت -حياتك- مثل الشارع أي شخص يأتي فيه، هذا يؤدي إلى التنجُس والامتلاء بالبقع وعدم النظافة والنقاء، تتواجد الأرواح النجسة في مثل هذه الحالات. شرحت سابقًا في اجتماع الأعضاء أن الأرواح النجسة لدى الفكر اليهودي مثل الحشرات والديدان التي تتجمع على مقالب القمامه، عندما ينخرط الشخص في العالم بتفاهتهِ؛ يمتلئ بالأرواح الشريرة.
“دَعَارَةٌ” الأصل اليوناني هو “aselgeia” وتعني عدم كبح جماح الشهوة، الزيادة الإفراط في الشيء مثل الأكل إلى أن يصل إلى شراسة وهي حالة غير مهذبة، عدم وجود فرامل، السعي للمسرة، أن تكون كثير الشكوى طوال الوقت ولا تشبع أو ترضى بشيء مهما حاول الآخرين إرضائك، مما يجعلك تلجأ إلى شراهة أكثر بسبب الشعور بعدم الشبع.
من المعاني الأخرى لكلمة “دعارة” هي فقدان المسئولية، حيث يخلي الأب مسئوليته عن بيته، لم يعد يقود أسرته كالأول، ولا يهتم بمذاكرة الأولاد، أو من أتى إلى المنزل ومن لم يأتي. هذه ليست فرصة لكي تنفصل الزوجة عن زوجها إذا كان يفعل هذه الأمور بل ينبغي عليها أن تصلي لأجله، لكننا هنا نوضح كم خطورة هذا التصرف وهو من أعمال الجسد.
ذُكر هذا التعريف نفسه لكلمة “دعارة” في العهد القديم في قصة سدوم وعموره. افهم هذا عندما تسلك بروحك، تلقائيًا ستجد نفسك تسلك بالطريقة الصحيحة.
“عِبَادَةُ الأَوْثَانِ” مشتقه من “iedololatria” وتأتي منها كلمة “idol” وتعني الوثن وهي مفهومه لدينا، أما كلمه “latria” نحتاج فهما أكثر هي كلمة كهنوتية وتعني حالة التكهن ل والخدمة وإعطاء القلب والوقت، مثل الكاهن الذي يتفرغ لخدمة المعبد سواء كان كاهن وثنيًا أو الكاهن في العهد القديم الذي يُفرّغ حياته لخدمة بيت الرب.
عبادة الأوثان لا تعني الركوع أمام تمثال في البيت، بل هو أكبر من ذلك حيث تشمل خدمة ناس يخاصمونك لكي ترضيهم، والخوف من كلام الناس عنك فتخدمهم دون أن تدري بدافع الخوف أو حبًا في ذلك، كل هذا يندرج تحت عبادة الأوثان. الشخص المولود من الله لا يخشى أن يسير بشخصية واضحة ولا يسعى أن يرتبط ويشتبك في الأرض بأشياء ووعود تجعله يتورط ويسعى لإرضاء الناس.
من الصحيح أن تفعل الأمور الصحيحة التي هي بالفعل كذلك في نظر الله وليس في نظر الناس، لأنك إن ارضيت الناس وسرت بهذه الصورة سيأتي وقت وينقلبوا عليك.
مثال على ذلك هو لوط الذي كان في يوم من الأيام مُرحَب به في سدوم وعموره ووضعوه ضمن كبار البلد (ذكرتها في سلسلة غني لله) إلى أن أتى وقت وحذرهم “هذه الأرض ستهلك” لم يوافقوا على كلامه، وحينما حاول منعهم من الاقتراب إلى الملاكين قالوا له: “أأنت جئت من أرض بعيدة لتملي عقيدتك علينا، أرحل من هنا!” وأرادوا أن يغتصبوا الملاكين، الآن ظهرت شراسه الناس الذين رحبوا بلوط في بادئ الأمر (تكوين ١٩: ٩، ١٠).
عبادة الأوثان هي الانتباه للحواس الخمس مثل السوشيال ميديا، تفتح الفيسبوك أو الوتس آب ثم تغلقه لمده ثلاث دقائق وتعود لتفتحه مرة أخرى ولا تعرف ما السبب، هناك قوة سحب كامنة في هذه الأشياء. من المعاني الأخرى هي الانتباه والولع بالأشياء الجديدة، من الجيد أن تعرف تفاصيل عن الشيء الذي تريد شرائه، لكن لا يَسْحَب ذهنك طوال الوقت.
“سِحْرٌ” هو حالة إراحة النفس بعيدًا عن الكلمة. وهو ذات كلمة “pharmacia” لا يعني هذا أن كل الأدوية تعتبر سحرًا.
سأشرح لك لماذا ذُكرت هكذا، قديمًا عندما كان يأتي شخصًا متعبًا لمعبد الوثن، كان الكاهن يخلط له نعناع وخمر ويضع عليه أشياء أخرى ويقول له: “أشرب هذا، الأله أرسلته لك” فيشعر بالانبساط ويعتقد إنه بسبب الألهه، ويذهب لبيته مسطولًا غائبًا عن الوعي ويعتقد أن ظروفه انتهت. لذلك أي شيء يخفف الألم أو المدايقة لديك وأي انتباه خارج الكلمة هو سحر، لا يقتصر الأمر على عمل معمول لك بل الإنتباه للأمور العالمية، والانسحاب في التفكر في ألنتقام من شخص ما بصورة معينة.
السحر هو الدخول لأبعاد شريرة ناتجه عن مفعول خارجي، أحيانا ترانيم تكون سحرًا إن كانت تخفف حزنك وتعزيك خارج الكلمة. ما يخفف الألم المؤمن هو إخراج الطبيعة الإلهية من داخله وإلا سيدخل لشيء خطأ. الصح إننا نعبد لادراكنا للطبيعة الإلهية بداخلنا وليس لأن العبادة معالجه لما نحن فيه. آن الأوان لكي تنضج الكنيسه وتفهم أن كثير من الأمور التي اعتمدنا عليها لم تكن صحيحة وستقع عاجلًا أم آجلًا ولهذا السبب يريد الروح القدس أن نفهم هويتنا في المسيح ونتحرك بها.
اعتدنا في أي خلاف بين شخصين أن ندعوهم للصلاه أو لكسر خبر أو عبادة معًا ولكن علاج الاختلاف بين الناس ليس في هذه الأمور على الرغم من إنها صحيحة ولكن هذا ليس ميعادهم، بل وقت لتعليمهم الكلمة، لهذا كان يسوع يعلم الناس لأن فَهْم مبادئ الكلمة الذي يوحد الأفكار مثلما فعل الرسول بولس كي ينفتح الناس على الحق الكتابي فيكتشفوا الطبيعة الإلهية التي بداخلهم.
- اسلك ب “stoicheo” حتى تتحول ل “peripateo“:-
“وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ.”(غلاطية ٥: ١٦).
“اسْلُكُوا بِالرُّوحِ:”peripateo” “peri” تعني محيط، و”pateo” يشتق منها “”path وتعني مسلك (شرحتها منذ سنوات في الرياضة الروحية)”peripateo” تصف شخص يسير في غرفته حتى وإن كانت مظلمة يعرف أماكن الأشياء فيها واعتاد عليها، لدرجه إنه يسير فيها بسلاسة وغير خائف من التعثر في شيء ولا يحتاج إلي إشعال المصباح وبالتالي لن يتخبط، وهي تختلف تمامًا عما جاءت في العدد الخامس والعشرين:
“إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِالرُّوحِ، فَلْنَسْلُكْ أَيْضًا بِحَسَبِ الرُّوحِ” (غلاطية ٥: ٢٥).
“فَلْنَسْلُكْ” هنا تعني “stoicheo” أن تضبط حياتنا على الكلمة، حالة من الالتزام، أن تلزم نفسك على السلوك في خط سير معين، على سبيل المثال: أن تصلي ربع أو نصف ساعة في البداية وتمسك الساعة لكي تضبط نفسك، هذا طبيعي في البداية. جلوسك على الكرسي في الاجتماع يعلمك كيف تستمع بانتباه للعظة، هذا “stoicheo” إلى أن يتحول الأمر إلى” peripateo” هذا طبيعي جدًا، جميعنا مررنا بهذا.
في بداية العام الدراسي نجد الطالب في أول ثلاثه أيام من الدراسة يشعر بالملل في مذاكرة دروسه ولكن بعد ذلك بعدة أيام نجده بدأ يعتاد على الأمر، وينطبق المبدأ نفسه مع لاعب الحديد في الچيم يجد عضلاته تؤلمه بسبب تراكم حمض معين وبعد ثلاثة أو أربعة أيام يعتاد على التمرين الذي كان يؤلمه فيصبح سلسًا وسهلًا. “stoicheo” تعني وضِع الشخص نفسه في نظام طوال الوقت إلى أن يصبح” peripateo”.
تختلف مراجع كثيرة على كلمة “فَلْنَسْلُكْ أَيْضًا بِحَسَبِ الرُّوحِ” في اليوناني، لذا نحتاج أن نفهمها جيدًا، حتى في اللغة الإنجليزية تترجم “even” وهي ليست دقيقة لكنّ الرسول بولس هنا يتكلم كما ولو بلغة عامية ويقول: “بما إن، إذًا” بمعنى طالما ولدنا من الله إذًا بداخلنا طبيعته فنستطيع أن نعيش بالروح مادام تم أحيائنا.
تذكر ما شرحته للتو: “لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ” (غلاطية ٣: ٢١). الآن تم أحيائنا، نحن نعيش ونحيا بالطبيعة الالهيه.
ما هي بركات السلوك بالروح؟ لن يوجد ناموس يستطيع أن يقف ضدك، أو يقوى عليك إن سلكت بالروح “ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ” (غلاطية ٥: ٢٣). ليس فقط أن تعبر مستوى الاستعباد لأمر ما بل لا يوجد شيء يغلبك. أركان العالم الفقير المُتعَب لا تستطيع أن تنال منك. تتحول لمرحلة السيادة والتسلط، مرحلة السيطرة على جسدك.
سنشرح أعمال الجسد المرة القادمة ونرى كم أن الأمر خطير لتورط الكثير من الناس فيه وسندرس أيضًا ثمر الروح الرائع جدًا. ادرس ثمر الروح وقُل يوميًا بلسانك: “أنا بداخلي ثمر الروح محبه، فرح، سلام، طول أناة، تعفف، لا يوجد شيء يمكنه أن يقف ضدي وينجح”. من يضمن لك أن لاشيء يمكنه الوقوف ضدك وينجح؟ لأنك تسلك بثمر الروح!
يتحدث الكتاب في هذا الشاهد عن ثمر الروح الإنسانية وليس الروح القدس، كنت أقرأ هذه الآيات وأنا صغير وأعتقدتُ أن هذا ثمر الروح القدس؛ فانتظرته أن يخرج مني المحبة ولكني ظللت منتظرًا دون جدوى إلى أن اكتشفت إنه ثمر روحي الإنسانية ويتعين عليَّ إخراج المحبة من داخلي.
“وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا”(رومية ٥: ٥). محبة المسيح aghapy انسكبت في قلوبنا، إلى الآن لا يوجد قاموس استطاع شرحها بالتفصيل، تشبه الطلقة التي تخرج ولا تعرف أين تذهب ولا تنتظر مقابل، مثل تعريف كلمة “الإيمان” هو حالة الخروج والاندفاع.
ربما تكون مندهشًا من هذا الكلام وتقول كيف أستطيع أن أحب ذلك الشخص رغم كل مافعله؟ عبر أختيارك أن تسلك بالكلمة وتسلك بالروح.
آمين.
__________
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download
I’d like to receive your letters , thanks
Greetings GEORGE SAMI HANA DIMITRI
you can subscribe to
Mail List Subscription