القائمة إغلاق

ليكن ذهنك تحت سيطرة الروح Let Your Mind Be Under Control Of The Spirit

لسماع العظة على الساوند كلاود Sound Cloud

لمشاهدة العظة على الفيس بوك Facebook

لينك العظة على اليوتيوب YouTube

العظة مكتوبة

  • هل تعلم أنّ هيجان ذهنك وسرحانك الكثيف ليس بأمرٍ طبيعيٍ؟!
  • بابل الزانية في هذه الأيام ومواد تجارتها.
  • السحر في العهد الجديد.
  • لا تخسر جائزتك!
  • كيف تميز بين الحكمة الإلهية والشيطانية.
  • ذهنك هو المَدْخَل لروحك.
  • كيف تُخضِع ذهنك لروحك؟
  • كيف خدعت الحية حواء، لترى الأمر بصور العهد الجديد.
  • لتتعامل أنت مع أفكارك.

الهيجان الذهني ليس بأمرٍ طبيعي:

 هجوم الأفكار بصورة شرسة على أذهان الناس حتى يصل بهم الأمر لعدم القدرة على السيطرة على أذهانهم وتعاطي أدوية ومهدئات ليس بأمر طبيعي أبدًا حتى وإنْ اعتاد البعض عليه؛ لأن كلمة الله توضح أنّ وراء هذا عالم الروح، وكمولودين مِن الله لنا سلطان على عالم الروح. يريد الله أنْ يتحكم تمامًا في ذهنك ويسود عليه إنْ سمحت له بذلك.

 اعلم أنّ مملكة الظلمة تحاول السيطرة على أذهان الناس عن طريق سحب وجذب وشدّ أذهانهم، والتي قد تظهر مع البعض في سرحانٍ كثيرٍ وشرود الذهن، أو إلحاح الأفكار المعروضة عليك، نعم كان ومازال هذا يحدث على مرّ الزمن ولكنه سيزداد في الفترة الأخيرة -في أواخر الأيام- بشكل غير مُسبَقٍ وبطريقة غير عادية.

بابل الزانية ومواد تجارتها:

“١٣ وَقِرْفَةً وَبَخُورًا وَطِيبًا وَلُبَانًا وَخَمْرًا وَزَيْتًا وَسَمِيذًا وَحِنْطَةً وَبَهَائِمَ وَغَنَمًا وَخَيْلاً، وَمَرْكَبَاتٍ، وَأَجْسَادًا، وَنُفُوسَ النَّاسِ.

(رؤيا ١٨: ١٣).

 يتكلم هذا الشاهد عن بابل وهذا هو النظام الرسمي الظاهر في الصورة، إنّه مسئولٌ عن العمل في أماكن روحية، فيوجد أشخاصٌ تحب الرب بقلبها وهناك آخرون يعتبرونها مجرد وظيفة، يوضح لنا الروح القدس في رؤيا يوحنا الإصحاح الثامن عشر مقدار السَحْب والجذب على الناس مِن مملكة الظلمة، فمِن ضمن التجارة التي كانت في بابل هي أجساد ونفوس الناس، فلو قال أجساد فقط لاعتقدنا أنه يقصد عبيد، لكنه ذَكَرَ نفوسًا أيضًا. يشير الجسد إلى الحواس الخمسة، ونفوس الناس هي سِحرهم؛ أي سحبهم، فهناك أناس يتم سِحر أذهانها.

 تكلّم الكتاب عن نمرود الذي كان يفعل الشيء ذاته في سِفر التكوين ويسحب أفكار الناس، وتعرفنا كلمة الله أنه عملٌ شيطانيٌ، لا عجب أن بابل الزانية تشابهت مع بابل الحرفية المذكورة في التكوين؛ “٩ الَّذِي كَانَ جَبَّارَ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ. لِذلِكَ يُقَالُ: «كَنِمْرُودَ جَبَّارُ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ». ١٠ وَكَانَ ابْتِدَاءُ مَمْلَكَتِهِ بَابِلَ …” (التكوين ١٠: ٩، ١٠).

 “جَبَّارَ صَيْدٍ” أي يصطاد الناس. فيوجد أناسٌ تصطاد آخرين، لا يغني هذا الشاهد إنه كان يصطاد حيواناتٍ بل أشخاصٍ والدليل على ذلك، اقرأ هذا الشاهد؛ “لأَنَّهُ وُجِدَ فِي شَعْبِي أَشْرَارٌ يَرْصُدُونَ كَمُنْحَنٍ مِنَ الْقَانِصِينَ، يَنْصِبُونَ أَشْرَاكًا يُمْسِكُونَ النَّاسَ.” (إرميا ٥: ٢٦).

 توضح كلمة الله في الشاهد السابق أنّ ذلك سيحدث وأنه سيوجد مَن يصطادون نفوسًا ويستعبدونهم، وهذا كله ورائه عالم الروح، ومع ذلك فهناك حلاً لهذا الأمر، حيث توجد أشخاص غير مُستعبَده منه، ولكن دعني أثبت لك أكثر حقيقة أنْ هذا الضغط الذهني سببه عالم الروح.

“٢٠ وَأَمَّا بَقِيَّةُ النَّاسِ الَّذِينَ لَمْ يُقْتَلُوا بِهذِهِ الضَّرَبَاتِ، فَلَمْ يَتُوبُوا عَنْ أَعْمَالِ أَيْدِيهِمْ، حَتَّى لاَ يَسْجُدُوا لِلشَّيَاطِينِ وَأَصْنَامِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَجَرِ وَالْخَشَبِ الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُبْصِرَ وَلاَ تَسْمَعَ وَلاَ تَمْشِيَ، ٢١ وَلاَ تَابُوا عَنْ قَتْلِهِمْ وَلاَ عَنْ سِحْرِهِمْ وَلاَ عَنْ زِنَاهُمْ وَلاَ عَنْ سَرِقَتِهِمْ.” (رؤيا ٩: ٢٠، ٢١).

 ” قَتْلِهِمْ” هنا بمعنى عدم اعتبار الحياة، فليس شرطًا أنْ يكون القتل حرفيًا، فيوجد مثلا مَن يبيع منتجات منتهية الصلاحية مما يوضح أنه لا يفكر في حياة الناس بل في نفسه فقط.

 تعني كلمة “سِحْرِهِمْ” سَحْب الشخص مِن حالة الوعي إلى اللاوعي، وهذا له تأثيرٌ يشبه عمل المخدرات، فإنْ كنت مسحوبًا وراء أفكار تقودك مِن حالة الوعي إلى اللاوعي أعلم أنّ وراءها عملاً شيطانيًا، وسيزداد هذا بصورة صارخة في أواخر الأيام.

 “زِنَاهُمْ” بالنسبة لكل ما يختص بالجنس والإباحية، فزيادة هذا الأمر وزيادة الكلام عن كل ما يشير إليه يؤكد أننا في أواخر الأيام. “سَرِقَتِهِمْ” لا تعني فقط السرقة بل أيضًا انعدام الخصوصية، وهذا ما سيحاول الوحش أنْ يفعله حينما يسيطر على خصوصيات الناس عَبْر الشريحة ويبدأ يملي أفكاره عليهم.

 اختبر الأشخاص الذين جربوا الشريحة أمرًا بعينه حيث أقرّوا بأنهم شاعرين بوجود شخصٍ بداخلهم يُملي عليهم الأفكار، فَهُم في حالة عدم سيطرة على أنفسهم، ولهذا السبب لا يمكن لهؤلاء الأشخاص أنْ ينالوا الخلاص بقبول الرب يسوع كمخلصٍ وسيدٍ على حياتهم إذ هم مُسيّطَر عليهم مِن خلال الشريحة، والآن نرى بوادر هذه الأمور! هذا هو النظام الشيطاني الذي تكلّم عنه الإنجيل مِن آلاف السنين قَبْل حدوثه، أما بالنسبة للكنيسة فهي لن تقع فيها.

السحر في العهد الجديد:

“١ أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا! ٢ أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ هذَا فَقَطْ: أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَخَذْتُمُ الرُّوحَ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟ ٣ أَهكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ! أَبَعْدَمَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ؟” (غلاطية ٣: ١-٣).

 بعدما شرح بولس الرسول لأهل غلاطية كيف يسلكون بالكلمة – بيسوع- ولا يسلكون بالناموس، جاءت أشخاصٌ أخرى وأثّروا على أذهانهم وأمْلوا عليهم أفكارًا معاكسة للكلمة، لذا قال لهم: “أيها الغلاطيون الأغبياء مَن سحّركم؟!”، وهذا الكلام حرفيٌ! فيوجد خدام كرزوا لهم أنْ يؤمنوا بموسى بجوار يسوع مما جعله يتكلم بصورة واضحة معهم؛ “إنْ سلكتم بالناموس سقطتم مِن النعمة ولا يجوز لكم أنْ تسلكون بالاثنين معًا”.

 قال لهم مَن سَحّر لكم حتى لا تخضعوا للحق؟! وهذا يؤكد أنه هناك أشياءٌ تسحب الشخص لكي لا يخضع للحق، “أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا!”، أي مِن كثرة اقتناعهم وفهمهم صار الأمر كأنهم عاصروا أحداث صلب يسوع فعليًا، وهذا يُنير أعيننا على أمرٍ هامٍ وهو؛ هناك مَن سيخسر بعدما سار فتره طويلة روحيًا وتجده يخسر كل ما فعله.

★لا تخسر جائزتك!

“١٨ لاَ يُخَسِّرْكُمْ أَحَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِبًا فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ، مُتَدَاخِلاً فِي مَا لَمْ يَنْظُرْهُ، مُنْتَفِخًا بَاطِلاً مِنْ قِبَلِ ذِهْنِهِ الْجَسَدِيِّ، ١٩ وَغَيْرَ مُتَمَسِّكٍ بِالرَّأْسِ الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ بِمَفَاصِلَ وَرُبُطٍ، مُتَوَازِرًا وَمُقْتَرِنًا يَنْمُو نُمُوًّا مِنَ اللهِ.” (كولوسي ٢: ١٨، ١٩).

 لا تدع أحدًا يُخسِّرك الجائزة المرسومةً لك مِن الله، فمِن المحتمل أنْ يقول لك أحدهم إنه رأي رؤيا أو ظهر له ملاكًا وقال له كلامًا ما، مُدّعيًا أنه رأى شيئًا وهو لم يرى، وربما لكثرة اقتناعه بعقيده ما خاطئة دون سندٍ كتابيٍ يُهيَأ له أنه رأى رؤيةً فيصدق نفسه ويتعامل مع الحقائق بصوره عكسية.

 مِن هنا يدخل له إبليس ويغذي لديه الأمر بأحلامٍ ورؤى؛ فينتفخ باطلاً مِن قِبَل ذهنه الحسي ويسلك بحواسه الخمسة وهو في الواقع غير متمسكٍ بالرأس الذي هو يسوع، وليس خاضعًا للسلطة، ودون قياده روحية، ففي الواقع هو مسحوبٌ يسلك بقناعة معينة ضد فِكْر الكلمة غير خاضعٍ للحق. تعمل الأرواح الشريرة على سحب الأشخاصِ فيجد أنه مُقتنِعٌ دون إثباتٍ كتابيٍ.

 شاركنا أحد الأشخاص بأنه كاد يقتنع بتعاليم خاطئة شاركه بها أحد أصحابه، فهو كان مسحوبًا تحت سيطرة هذا الصديق الذي كان لديه قوه لسحب ذهنه. هذا يحدث كثيرًا في العلاقات وليس شرطًا أنْ تحدث عن قرب، فهي تحدث أيضًا عن بعد، فاقتناعك بشخص ما وحبك له يؤدي إلى فتح قلبك عليه ومِن ثم تسحب وتستقبل منه، لذلك شرحْتُ في سلسلة “العلاقات” عن كيف تغلق قلبك عن العالم لأنه لا ينفع أنْ تترك العالم وهذا ما قاله بولس الرسول (١كورنثوس ٥ : ١٠).

 إذًا لابد أنْ تغلق قلبك وتقطع علاقاتك الخطيرة التي تجعلك تضعف روحيًا، وستزداد محاولات إبليس لسَحب وشدّ الناس بصورة أكبر بعد اختطاف الكنيسة، والآن هو يعمل الأمر نفسه على أذهان الناس، يحاول أنْ يُخسِرهم الجعالة (الجائزة) والمكافآت التي سيأخذونها في السماء أمام كرسي المسيح، ويخرب حياتهم ويجعلهم غير خاضعين للحق.

★الحكمة الإلهية قابلة للنقاش:

“١٥ لَيْسَتْ هذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. ١٦ لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَزُّبُ، هُنَاكَ التَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ. ١٧ وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَارًا صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ.” (يعقوب ٣: ١٥-١٧).

  يُنيرنا الكتاب المقدس في يعقوب في أنّ الحكمة الإلهية قابلة للمناقشة وعكس ذلك يكون حكمة بشرية شيطانية والتي لا تقبل النقاش، فإنْ قال شخصٌ إنه نال إعلانًا في الكلمة ولم يقبل أنْ يناقشه أحد؛ فهو لا يسير بالحكمة الإلهية.

 الكتاب المقدس يوضح الأعراض التي تَظْهَر على الشخص المسحوب؛ منها إنْ كان ذهنك مسحوبًا سواء في شكل سرحان أو ضعف روحي دون معرفة سبب ذلك. هناك أنواع مِن الموسيقى والفيديوهات التي إنْ استمعت لها ستشعر في روحك أنّ هناك شيئًا ليس طبيعيًا وهذا في حالة أنك حساسٌ لروحك، أما غير المُمَيزين لأرواحهم فلن يشعروا البتة.

 إدرك هذا؛ العالم كله روحيٌ والأعراض التي تشاهدها في عالم العيان هي نتيجةً لأمورٍ معينة في عالم الروح، فلا تتجاهل رَفْض روحك لمشاهدة فيلم أو سماع موسيقى ما، ولابد أنْ تتوقف في الحال؛ فبعض هذه الأفلام والموسيقى ألَّفها أصحابها تحت قيادة شيطانية لتوصيل شيءٍ معينٍ، مع أنه قد يبدو ظاهريًا عدم وجود أي أمرٍ خاطئ؛ وهذا لأنك تنظر بسطحية، فتقول لا يوجد أي مناظرِ إباحية ولا قتلٍ ودمٍ أو ألفاظٍ غير لائقة في الفيلم، وأنت لا تعلم أنّ هناك فِكْر ينتقل إليك ويكون ورائه أرواحٌ شريرةٌ.

ما تحبه سترث منه:

 إنْ كنت تتعصب عندما تتذكر شيئًا ما، أعلم أنّ وراء هذا أرواحًا شريرةً وعلاج ذلك ليس الانتهار، بل أنْ تفهم مبادئ الكلمة لتغلق المَدْخَل الذي دخل منه إبليس ولا تعود تشاهد هذه الأفلام أو تسمع هذه الموسيقى حتى لا ترث منها.

 توضح لنا كلمة الله مبدئًا هامًا: “فَأُوَرِّثُ مُحِبِّيَّ رِزْقًا وَأَمْلأُ خَزَائِنَهُمْ.” (الأمثال ٨: ٢١) اعلم جيدًا أنك ترث مِن ما تحبه، فكلما تتابع الأخبار العالمية عن كثبٍ وبشغفٍ ستشرب الخوف والقلق مِن هذه المصادر، تذكر جيدًا أنّ العالم وُضِعَ في الشرير، فإنْ كنت تريد أنْ تتابع أخبار العالم اعمل ذلك بصورة سطحية ولا تضع قلبك باستفاضة سوى في الكلمة، حيث إنها تشرح لك كيف تحيا الحياة الصحيحة بضبط ذهنك.

إنْ أردت أنْ تحيا حياة صحيحة عليك بالانتباه لنوعية أفكارك:

“لأَنَّهُ كَمَا شَعَرَ (فَكّرَ) فِي نَفْسِهِ هكَذَا هُوَ…” (الأمثال ٢٣: ٧).

 أنت عبارة عن شخصية ذهنك ونوعية أفكارك؛ فسلوكك وتصرفاتك هو ما يدور في ذهنك، وذهنك هو المكان الذي تتجمع فيه الأفكار، فإنْ كانت أفكارك عالمية وغير كتابية ستحصد قلقًا وخوفًا واضطرابًا؛ لذلك كما تفكر، هكذا أنت في الأرض وفى حياتك وعملك وأسرتك.

ذهنك هو المَدْخَل لروحك:

“١٢ لِذلِكَ لاَ أُهْمِلُ أَنْ أُذَكِّرَكُمْ دَائِمًا بِهذِهِ الأُمُورِ، وَإِنْ كُنْتُمْ عَالِمِينَ وَمُثَبَّتِينَ فِي الْحَقِّ الْحَاضِرِ. ١٣ وَلكِنِّي أَحْسِبُهُ حَقًّا ­ مَا دُمْتُ فِي هذَا الْمَسْكَنِ­ أَنْ أُنْهِضَكُمْ بِالتَّذْكِرَةِ” (٢ بطرس ١: ١٢، ١٣).

 “أَنْ أُنْهِضَكُمْ بِالتَّذْكِرَةِ” يشرح لنا الرسول أمرًا في غاية الأهمية فيقول: إنه سينهض شعب الكنيسة (أرواح المؤمنين) عَبْر تذكيرهم بكلمة الله، ومن هنا يمكنك أنْ تفهم أنّ ذهنك هو المَدْخَل لروحك، فيمكنك إضرام روحك عن طريق تذكرة ذهنك بكلمة الله، إنْ لم تكن مشتعلًا روحيًا أعلم أنّ ذهنك هو السبب، فهو مملوءٌ بطعامٍ غير سليمٍ، وبمعرفتك المشكلة يمكنك التوجّه للحل وهو: أنْ تملا ذهنك بالكلمة فتشتعل روحك.

 “الْحَقِّ الْحَاضِرِ” إنّ العهد الجديد هو الحقُ الحاضرُ، والعهد القديم هو الحقُ الماضي، لأنه يتكلم بنظامٍ مختلفٍ عن العهدِ الجديدِ، ولكن المبادئ واحدةٌ، فمّا كان يُعتَبَر خطيةً أو لعنةً أو بركةً لازال كما هو في العهد الجديد، لم يتغير ولم يتحول ليصبح العكس، على سبيل المثال لم تتغير اللعنة لتصبح بركة في ظل العهد الجديد.

 مشيئة الله واحدةٌ ولكن الطريقة المُستخدَمة في العهدين مختلفةٌ بسبب أنّ يسوع لم يكن قد أتى في العهد القديم، فكان المؤمنون يحاولون أنْ يعيشوا ما تقوله الشريعة لهم ولكن لأنهم لم يولدوا بعد مِن الله فكانوا يعثرون دائمًا، أما نحن في العهد الجديد لنا طبيعة الله، فتخرج الكلمة والسلوك الصحيح من داخلنا؛ لذا فللعهدين نظامان مختلفان عن بعضهما البعض.

“عَالِمِينَ وَمُثَبَّتِينَ فِي الْحَقِّ الْحَاضِرِ” يوجد طعام لك في الرسائل يجب أنْ تأكله وتهتم به.

“هذِهِ أَكْتُبُهَا الآنَ إِلَيْكُمْ رِسَالَةً ثَانِيَةً أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، فِيهِمَا أُنْهِضُ بِالتَّذْكِرَةِ ذِهْنَكُمُ النَّقِيَّ.” (٢ بطرس ٣: ١).

 يقول الرسول بطرس في الإصحاح الثالث مِن ذات الرسالة “أنهض ذهنكم عَبْر التذكرة”؛ أي إنّه طالما موجود على الأرض سيعمل على إنهاض أرواحهم وأذهانهم، فأنت تحتاج للعمل على الاثنين.

 ★مبادئ هامة لإخضاع ذهنك تحت سيطرة الروح:

أولاً: انقطع عن أي أمور عالمية تجعلك تتواصل مع أي مصادر غير الكلمة حتى ولو كان أصدقائك غير مُشعِلين لك بالكلمة أتركهم وأنقذ حياتك.

“١ وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. ٢ فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً.” (التكوين ١٢: ١، ٢).

 يأتي كلام الرب مع إبرام في الأصل العبري هكذا “أخرج لخيرك مِن أرضك وعشيرتك” هناك أوقات تحتاج فيها أنْ تتوقف عن تعاملك مع أصدقائك أو صفحات على الفيس بوك أو جروب أو متابعة مسلسلات أو أفلام التي ربما تُدخِل الأرواح الشريرة في حياتك. لذلك عليك أنْ تنقطع عن هذه الأمور. روحك لديها القدرة على فِعْل ذلك كمولود مِن جديد، وإنْ قولت لي: “لا أستطيع الوقف عن هذا الصداقات والعيش بعيدًا عن أصحابي” سأقول لك: “بعد معرفتك بأهمية الأمر وأنّ بداخلك القدرة على فعل هذا، ستكون الحقيقة هي عدم رغبتك في ترك الأمر وليس أنك لا تمتلك القوة لفعل هذا”.

ثانيًا: فَكّر وتأمل عن عمدٍ في الكلمة وادرس العظات والمقالات، فمثلما تتخيل أي شيءٍ قبل أنْ تدخل إلى تنفيذه، كذلك أيضًا شَغّل ذهنك عن عمدٍ واقضِ فتراتٍ طويلة متأملاً في الكلمة، وقت الصلاة هو وقت تأمل ولكن لابد أنْ تمارس هذا التأمل في يومك.

ثالثًا: الصلاة بصورة كثيفة (الشراكة مع الروح القدس) بدلاً مِن تُضيّع وقتك في عمل العلاقات مع الأشخاص سواءً تليفونيًا أو عَبْر تذكرهم، فَكِّر في شخص الروح القدس. هناك أناسٌ تُفكر في مُغنيين وممثلين ويحبونهم، ربما لم يعرفونهم ولم يتقابلوا معهم مِن قبل إلا إنهم يأخذون مِن الأرواح الشريرة العاملة في حياتهم؛ بسبب حبهم لهم وتفكيرهم فيهم.

 ذَكَرَ أحد الأشخاص بعدما قَبِل يسوع الذي كان مِن عبده الشياطين سابقًا أنه كان معتادًا أنْ يجلس ويتأمل ويرى أنه انتقل مِن مكانه ومرّ على كنائس وبيوت ويحاول إلحاق الضرر بهم وإرسال لعناتٍ عليهم وكان يتكلم عليهم بالشر، وكانت هذه مِن ضمن العبادات التي مارسها، حيث خضعت تخيلات ذهنه لقوة شيطانية؛ لأن الشيطان يريد إنسانًا يتحرك مِن خلاله ليلعن هذه الأماكن.

 كما توجد حولك كمية مِن الإشعاعات وشبكات الواي فاي أنت لا تراها ولا تفهمها ولكن هذا لا يمنع وجود مستقبلات تفهمها مِثل الموبايل، ينطبق نَفْس الأمر على عالم الروح، لذا هام جدًا أنْ تتواصل مع الروح القدس في الصلاة عن طريق تفكيرك فيه -تنسكب أمامه، تضع قلبك فيه- فقط بأنْ تفكر فيه عندما تصلى بألسنه كأنك تفهمها.

رابعًا: تعلّم أنْ تسلك بالإيمان:

“هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ.” (لوقا ١٠: ١٩).

 توجد خدعة مِن إبليس يحاول بها أنْ يسحر أفكار الناس احذر منها، وهي إنه يقوم بإلقاء أفكار عليك منه ثم يشعرك بأنها صادرة منك وأنت مَن فكرْتَ فيها، أو يرمى عليك مشاعرٌ، مثل: الخوف أو الشهوة ثم يقول لك أنت خفت أو أنت اشتهيت، وعليك أنْ تتجاهل جميع هذه الأفكار والمشاعر وأمثالها وإلا لن تنتهي، فإبليس طوال الوقت يحاول خداعك بالأفكار التي يلقيها عليك.

 اتبع إبليس نفس السياسة في تجربته للرب يسوع، فبعد التجارب التي جَرّبه بها يقول الكتاب المقدس إنّ إبليس تركه إلى حين، مما يوضح إنه رجع إليه مرة أخرى بأفكارٍ جديدةٍ، وكان الرب يواجها بالكلمة حسب مستوى نضوجه الروحي، مِن المحتمل إنّه حُرِبَ بأفكار كراهية الكتبة والفريسيين على سبيل المثال بعدما نضج مِن مستوي الأكل، فحسب مستوى نضوج الرب يسوع كان يُحَارَب بأفكارٍ.

 تحتاج في بداية حياتك الروحية أنْ تتدرب على انتهار الأرواح وأنْ تقول لا على أفكار إبليس لكى تُدرِّب ذهنك على عدم التفكير في الأفكار المُلقاة عليك مِن إبليس، وهناك مستوي روحي أعلى لا تحتاج فيه إلى الانتهار رغم وجود الأفكار مِن إبليس، فقط لا تعيرها أي اعتبار؛ بسبب إدراكك وفهمك أنك لا تنتج أي أفكارٍ سلبيةٍ لأنك مولودٌ مِن الله وصرت برَ الله، تحتاج في هذه اللحظة أنْ تسلك بإيمان تجاه نفسك أنك بر الله ولا تنتج أفكارًا سلبيةً.

 إنّ الحياة مع الروح القدس سهلة وسَلِسَة جدًا، تظهر وتستعلن قوته في حياتك عندما تسلك بالطريقة التي تقولها الكلمة؛ لذلك لا تحيا في جهلٍ ولا تعِش ضحية لسَحب الأفكار التي في العالم، ففي الوقت القادم ستزداد محاولات إبليس لجذب وشدّ الناس بالأفكار لأنه يعلم مِن خلال الكلمة أنّ الذهن هو المفتاح لسحب وشدّ الناس.

★كيف خدعت الحية حواء؟!

“١ لَيْتَكُمْ تَحْتَمِلُونَ غَبَاوَتِي قَلِيلاً! بَلْ أَنْتُمْ مُحْتَمِلِيَّ. ٢ فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُل وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ. ٣ وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ.” (٢ كورنثوس ١١: ١-٣).

 تكلمت الحية إلى حواء ليس بصوتٍ مسموعٍ ولكنها بَثَّتْ أفكارًا في ذهنها، وهذا نوع مِن أنواع السِحر، فالسحر لا يحتاج أنْ يفعله أحد لشخصٍ آخر، فلم يكن هناك أحدٌ ليسحر حواء بجنة عدن، فطريقة إبليس أنْ يبث الفكرة لذهن الشخص عبر تساؤلات تشكيكية.

 كونك تتأمل في الكلمة ومتمسكًا بالحق الحاضر وطوال الوقت تُنهِض ذهنك بالكلمة، وتفكر نفسك بها؛ النتيجة أنك محميٌ مِن ذلك السِحر، بل تسود حياتك ويكون الروح القدس له سيادة كاملة على ذهنك، مُخْضِعًا نفسك عبدًا له، هو لا يريد أنْ يسيطر عليك بصورة أنْ تكون فاقد السيطرة على نفسك، فهو لا يسلب إرادتك بل أنت تترك نفسك له مِن خلال خضوعك للكلمة.

تعامل أنت مع افكارك!

 لابد أنْ تنهض الكنيسة وتقوم الآن، وأنْ يُفكّر ذهنك باستمرار في الكلمة، لا تصلي ولا تطلب مِن المؤمنين ليصلوا لك لأجل هذا الأمر؛ لأن الروح القدس لن يفعل ذلك عوضًا عنك، ولا حتى الصلاة تستطيع أنْ تنجز لك الأمر، بل أنْ تفعلها أنت عن عمد. يقول الكتاب المقدس: “هادمين ظنون وكل أفكار ترتفع ضد معرفة الكلمة”، فأنت الذي تقول لها لا، أنت الذى تهدمها، فهذا ما تقوله الكلمة، وليس صلوا لكى يهدمها الرب لكم.

“٤ إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. ٥ هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ (الكلمة)، ٦ وَمُسْتَعِدِّينَ لأَنْ نَنْتَقِمَ عَلَى كُلِّ عِصْيَانٍ، مَتَى كَمِلَتْ طَاعَتُكُمْ.” (٢ كورنثوس ١٠: ٤-٦).

“إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ

 لديك القدرة لهدم أي أفكار مُحَصّنة، مِن الطبيعي أنْ تُحارَب بأفكارٍ مُضادة للكلمة، لكن ثقّ في نفسك إنك لا تنتج مِثل هذه الأفكار، فهي مِن الخارج مصدرها إبليس.

 “هَادِمِينَ ظُنُونًا” تعني تخيلات ومجادلات، أهدمها وقل لها: “لا” ثم استأثرها لطلعة المسيح؛ أي ضعها في الحبس وألزمها أنْ تطيع المسيح ونتيجة ذلك تجد ظروف الحياة سهلة، فعندما تخضع للكلمة والقيادة الروحية ستجد أولادك وظروف عملك تخضع لك نتيجة لخضوعك سيحدث توارث.

 إنْ خضعت للروح القدس فكل الأمور ستطيعك حيث تخرج قوة الروح القدس في هذه اللحظة خلالك تجاه الموقف لأنك أعطيت للرب رخصةً يدخل بها في كل أمور حياتك. كذلك أيضًا من يهمل الكلمة غير خاضعٍ لها تصير ظروف الحياة عاصية غير خاضعة ويصلي ولا تحدث نتائج، فخضوعك للكلمة يجعل ظروف الحياة خاضعة لك.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$