القائمة إغلاق

مدفع الحرب الروحية The Canon Of Spiritual Warfare

 ليست كل الحروب الروحية متساوية في شدتها. فبعضها حروب ثانوية بسيطة ننتصر فيها سريعاً ونتركها خلفنا, والبعض الأخر معارك عنيفة نحارب فيها ضد مدفعية ثقليه لعدو مصمم على هزيمتنا.

 عندما نواجه حروب كهذه, علينا أن نستخدم أقوى الأسلحة التي أعطانا إياها الله. علينا أن نخرج “البنادق الكبيرة”. ربما تسألني “بنادق كبيرة”, ماذا تقصد؟ أليست كل أسلحة حروبنا الروحية قادرة بالله؟

نعم أنها قادرة وفعالة. فجميعهم يقذفون طلقات إيمان. فهم أسلحة قوية. لكن ليس جميعهم لهم ذات القدرة. فمثلاً, عندما نقارنهم بالأسلحة المعتادة المادية, توجد أسلحة خفيفة مثل المسدس, والبندقية, وتوجد أسلحة أخرى ثقيلة مثل المدافع. فإن كنا في حرب روحية واستعملنا المسدس والبندقية لكن مازال إبليس يثابر في المعركة, فلا يوجد شىء سوى المدفع الذي ينهى المعركة.

 مدفع “الشكر”. الشكر هو “أقوى بندقية” في حروبنا الروحية. فهو يحفظنا في اتصال بالله لننال منه حتى عندما تبدو الظروف قاتمة. فالشكر يحفظنا في جو الأيمان حتى وإن كان إبليس يهاجم حواسنا الجسدية معطينا الآلف الأسباب الواقعية لنشك في الكلمة وفي قدرة الله. عندما ترعد حولنا عواصف الحياة, إن وقفنا في منتصف كل هذا وقدمنا الشكر والحمد, فسنحفظ أنفسنا في منتصف العواصف ثابتين.

لا تنتظر حتى تتحسن الظروف

 ربما تقول, “لكن أخ كينيث, أنا لا أشعر برغبة في تقديم الشكر في أوقات كهذه”. ولا أنا أيضاً. لكن لا يفرق ماذا نشعر به. فالكتاب يقول في 1تسالونيكى 18:5 , “ارْفَعُوا الشُّكْرَ فِي كُلِّ حَالٍ: فَهَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ لَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ”. ليس لدينا حرية الانتظار حتى تتحسن الظروف. إن لم نقدم الشكر والظروف قاتمة, فلن تتغير أو تتحسن أبداً. فالكتاب يخبرنا أن نعطى الشكر الآن, في وسط كل ما نواجه الآن. هذا  ما فعله يسوع أيضاً عندما رُفضت خدمته من أغلب الناس. عندما اصتدم بالقادة المتدينين صلبي الرقبة الذين رفضوا أن يتوبوا بعدما شهدوا حضور وقوة الله. فصلى يسوع عندئذٍ وقال, “… أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ، رَبَّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ حَجَبْتَ هَذِهِ الأُمُورَ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ، وَكَشَفْتَهَا لِلأَطْفَالِ (26)نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنَّهُ هَكَذَا حَسُنَ فِي نَظَرِكَ” (متى 25:11-26).

 فكر كم كان من السهل على يسوع أن يستسلم للفشل والإحباط في موقف كهذا. فقد كان يكرز عندئذٍ بكل قلبه ويتحرك بسلطان عظيم حتى أن الشياطين كانت ترهب منه, ومعجزات كانت تحدث, والناس كانوا ُيشفون ويتحررون. ومع هذا أنكر الناس كل هذه الأعمال. وليس ذلك وحسب, لكنهم اتهموا يسوع بأن به شيطان. إن وُضع معظمنا في موقف كهذا لكنا استشطنا غيظاً وتركنا الخدمة ولوحنا بأيدينا في اشمئزاز قائلين, “ما الأمر مع هذا الشعب الجاهل؟ إلا يدركوا أن الله يتحرك في وسطهم؟ ألا يسمعون ما أقوله؟ سأرحل عنهم ولن أكون وسط هذا الجمع مرة أخرى”. لم  يفعل يسوع هذا. لان تصرف مثل ذلك كان سيقطع اتصاله وشركته مع الأب السماوي. وكان يعلم انه في قلب هذه المعركة الروحية وعليه أن يحافظ على اتصاله بالأب قوياً. لذا أخرج المدفع الكبير وأعطى الشكر لله.

  

الصمت عدو شرير

 فعل يسوع ذات الشيء عندما ذهب إلى قبر لعازر. والآن نحن نتحدث عن أكبر المعارك الروحية. كان لعازر متعفن عندما وصل يسوع. كانت الحنوط الكيماوية تعمل في جسده هذا بالإضافة إلى أن كان له أربعة أيام في القبر وقد بدأ جسده يتحلل. كان يتطلب الأمر معجزة كبيرة ليقوم لعازر من الموت. نعلم من الكتاب أن يسوع كان يصلى بخصوص الأمر. فقد سبق ونال التوجيهات اللازمة من الأب حتى قبل أن يصل إلى مكان الحدث. لكن في اللحظة التي وقف فيها أمام القبر محاطاً بجموع من أشخاص غير مؤمنين كان أول شيء فعله هو انه قال, “فَرفعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي” يوحنا 41:11.

لماذا قال ذلك بالذات؟ لأنه كان يعلم كلمة الله. كان يعلم ما يقوله مزمور 2:8 “مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ أَسَّسْتَ حَمْداً، لإِفْحَامِ خُصُومِكَ، وَإِسْكَاتِ عَدُوٍّ وَمُنْتَقِمٍ”. وأمام قبر لعازر كان يسوع يواجه واحدة من أعظم أسلحة إبليس الشريرة – كان يواجه عدو الموت. كان هذا العدو يفتخر ويتكبر بانتصاره. كان يسخر من كل الجموع الحزينة الواقفة متحدياً أي شخص يمكن أن يكسر قبضته. لكن قبل يسوع هذا التحدي. لكنه قبل أن يفعل ذلك, صوب بندقيته الكبيرة نحو الموضع المعين واستعمل السلاح الذي يضمنه المكتوب أنه قادر أنه يسكت أي عدو – سلاح الشكر والحمد.

  

ليس شكر وامتنان وحسب, بل أيمان أيضاً

 تستطيع أن تفعل ذات الأمر أيضاً. عندما تصلى لأجل شخص لكي يُشفى مثلاً, عليك أن تكون قد حشوت مسدس إيمانك وبندقيتك بالصلاة والوقوف على كلمة الله قبل أن تذهب إلى المستشفى وتضع يديك على الشخص. ثم أحشو مدفعك بعد ذلك بالتسبيح والشكر لله وقل له, “أبى السماوي أشكرك لأنك سمعت لي وأنا الآن ذاهب إلى المستشفى منتصراً. أشكرك لأن هذا العمل قد ُأكمل وهذا الشخص قد ُشفى”. لا تنتظر حتى ترى الشخص ينهض من أعلى الفراش مشفياً. أطلق رصاصات بندقية الشكر قبل أن تذهب إلى هناك بالمرة. أوقف العدو والمنتقم قبل – ليس بعد – أن تحدث المعجزة.

بلا شك أن كل الجموع – الغير مؤمنة – التي كانت محيطة بقر لعازر كانت تسبح وتشكر الله بعد أن قام صديقهم الميت وخرج من ملابس القبر. لكن يسوع أعطى الشكر قبل ذلك. وإن أردنا أن نرى قوة الله المعجزية في حياتنا فعلينا أن نفعل ذلك أيضاً علينا. أن نفعل شيء أكثر من مجرد أن نعطى الشكر بعد أن ننال الاستجابة لصلاتنا كتعبير لامتناننا وشكرنا.

علينا أن نشكر قبل أن ننال الاستجابة كتعبير عن إيماننا. هذا يعنى أننا يجب أن نتعلم كيف نشكر الله في وسط الظروف التي ربما تبدو بلا رجاء, مخيفة. علينا أن نشكر الله حتى وعندما يبدو أن إبليس هو الذى أنتصر في المعركة. كيف يمكن أن نفعل ذلك؟ لأننا نعلم ما يقوله الكتاب. نعلم أنه مهما تكن الأمور وكيف تبدو الظروف فإبليس لن ينتصر فى المعركة لأن هزمه يسوع مرة وللأبد منذ 2000 عام وأن تجرأنا أن نقف على نصرة يسوع ونعطيه الشكر فسننتصر كل مرة.

  

لا تقتلع بذارك

 إن فعلنا ذلك يمكن أن نجد أنفسنا ننال إجابات مذهلة لصلواتنا. أقرأ الشاهدين التاليين عن الصلاة وستعرف للتو السبب: مرقص 24:11, “هَذَا السَّبَبِ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَا تَطْلُبُونَهُ وَتُصَلُّونَ لأَجْلِهِ، فَآمِنُوا أَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمُوهُ، فَيَتِمَّ لَكُمْ”. فيلبى 6:4 , “لاَ تَقْلَقُوا مِنْ جِهَةِ أَيِّ شَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ أَمْرٍ لِتَكُنْ طَلِبَاتُكُمْ مَعْرُوفَةً لَدَى اللهِ، بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ، مَعَ الشُّكْر”ِ.

عندما تضع هذان الشاهدان معاً ستقدر أن ترى كيف أن الصلاة والشكر يعملان معاً. عندما نصلى, نحن نؤمن أننا ننال ما طلبناه. عندئذٍ نحن نعبر عن إيماننا بأن نعطى الشكر – ليس بعد- بل قبل أن نرى الإجابة.

أنظر معي إلى 1تيم 1:2-3 , “فَأَطْلُبُ، قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، أَنْ تُقِيمُوا الطَّلِبَاتِ الْحَارَّةَ وَالصَّلَوَاتِ وَالتَّضَرُّعَاتِ وَالتَّشَكُّرَاتِ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ”. نرى هنا الشكر وسط الطلبات والتضرعات والتشفعات. إن فشلنا في تتبع مبدأ الصلاة هذا, فسيجد إبليس فرصة ليخلبطنا ويشوشنا في اليوم الذي يتلو صلاتنا. وعندما تشتد الضغوط وتسوء وتبدو أن كل قوى الجحيم قد انفلتت على الموقف الذي نصلى لأجله – سيجربنا إبليس لنطرح ثقتنا في الله. يمكن أن نفكر, “ربما لم يستمع لي الله البارحة, لذا من الأفضل أن أصلى هذه الصلاة مرة أخرى”. ثم نبدأ مرة أخرى نصلى صلاة الإيمان ونؤمن أننا ننال. لكن تظل الأمور في اليوم التالي تبدو أسوء فينتهي بنا الأمر أن نرجع ثانياً ونصلى هذه الصلاة مرة … بعد الأخرى … بعد الأخرى.

هل تدرك ماذا نفعل عندما نتصرف بهذه الطريقة؟ نحن نقتلع بذار إيماننا لأننا نعتقد أنها لن تعمل فنزرع واحدة في يوم ونقتلعها اليوم التالي. بالتأكيد أنت تعلم, كما أنا أعلم أيضاً, أنك إن فعلت هذا مع بذرة طبيعية فلن تنمو أبداً. لن تنتج ثمار أبداً. الأمر كذلك مع البذار الروحية. عليك أن تتركها في الأرض وتعطيها وقتاً للنمو. عليك أن تحميها وتحافظ عليها, تراقبها, ترويها بالكلمة حتى تنبت. حالما جعلت طلباتك معلومة لدى الله آمن انك تنالها وأشكره لأجلها. إن استيقظت في الصباح التالي ووجدت الموقف لم يتغير بعد قل, “أنا لا أتحرك بما أراه, لا أتحرك بما أسمعه, لكنى سأتحرك بما أؤمن به, لذا أعطيك الشكر يا أبى لأنك استجبت صلاتي”.

 أحشو أسلحتك

 عندما تفعل هذا فأنت تطيع توجيهات الرب التي أعطاها لنا في كولوسى 2:4, “دَاوِمُوا عَلَى الصَّلاَةِ، مُتَيَقِّظِينَ فِيهَا بِالشُّكْر”. لأبد أن تسهر على صلاتك لتتأكد من أن إبليس لم يأتي ويسرق الإجابة. أنت مثل حارس الأمن الذي يتصدى باستمرار للعدو والمنتقم بأن يشهر له بندقية الشكر والتسبيح الكبيرة. ربما تسأل, “لكن هل ما تقوله يعمل حقاً, يا أخ كوبلاند؟” بالتأكيد, لقد رأيته يعمل في حياتي مرات عديدة بطريقة معجزية. مثلاً, في الأول من أغسطس عام 2000 وقفت مع بعض خدام الله الذين وضعوا أيديهم علىّ وأمنت أنى نلت رد واستعادة كاملة لظهري الذى كان قد سبق وأن جرح بشدة. على مدار سنوات سابقة قد ُجرح ظهرى في رياضة مثل كرة القدم, سباق سيارات, أو وقعت من على ظهر حصان. وتأثير كل هذا تراكم علىّ حتى سبب لي ألآم بارحة. كان هذا الجزء من جسدي يحتاج إلى أتمام مزمور 5:103 , “وَيُشْبِعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ فَيَتَجَدَّدُ كَالنَّسْرِ شَبَابُكِ”. كنت احتاج أن يتجدد شبابي مثل النسر حيث أن هذه واحدة من البركات التي وعدني بها الرب في كلمته. أمنت أنى نلت الصحة في ذلك اليوم, لكن الإظهار الكامل لهذه البركة لم يتحقق لحظياً. فالرد والاستعادة أتيا تدريجياً. وخلال السنوات القليلة الماضية وفي بعض الأيام كنت أمارس رياضة الجري فانجرح ظهري بشدة. لكن مع هذا ظللت أقول, “أشكرك يا رب لأجل جسدى المشفى بدون ألم. أشكرك لأنك في الأول من أغسطس عام 2000 الساعة 7.20 مساءاً نلت شفاءً كاملاً لجسدي. أشكرك لأن العمل قد تم في أسم يسوع. أنا الآن شخص سعيد. أنا قد تحررت من آلام الظهر”. لم يكن ذلك سهلاً بالطبع. كان علىّ أن اسهر وأظل متنبهاً باستمرار, حارساً نفسي من الإحباط لأظل في جو الشكر والحمد هذا.

أنا سعيد جداً لأني فعلت ذلك, لان ظهري الآن مشفيًا بنسبة 98% (ومازال يتحسن). في الحقيقة, صارت بعض الأعضاء في جسدي أقوى مما كنت عليه منذ 30 سنة الماضية. ومثلما قلت سابقاً, فأنا شخص سعيد.

يريد الله أن يفعل لك ذات الشيء. الشفاء هو لك. يشتاق الله أن يحررك ويجيب صلاتك. فهو يبحث ليدمر أعمال إبليس في حياتك.

لذا أحشو اليوم أسلحتك. أعد “مدفع” الشكر. فيسوع قد حقق النصرة. لذا أقبلها الآن.

 أخذت بإذن من خدمات كينيث كوبلاند www.kcm.org & www.kcm.org.uk   .
هذه المقالة بعنوان “مدفع الحرب الروحية” تأليف : كينيث كوبلاند من المجلة الشهرية  BVOV نوفمبر 2004 .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث كوبلاند.

Used by permission from Kenneth Copeland Ministries www.kcm.org  &  www.kcm.org.uk.

This article entitled “The Canon Of Spiritual Warfare” is written by Kenneth Copeland , taken from the monthly magazine BVOV Nov. 2004.

©  2004 Eagle Mountain International Church, Inc.: aka: Kenneth Copeland Ministries.  All Rights Reserved.

This work Translated by: Life Changing Truth Ministry

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$