القائمة إغلاق

مساعد الخادم فى العهد القديم Armorbearers In The Old Testament

 يوجد مثال رائع عن ولاء و إخلاص مساعد الخادم فى قصة موت  أبيمالك ( قضاه 9 : 45-55 ).

      هذه الحادثة وقعت أثناء الحرب التى كان فيها أبيمالك محاصراً المدينة. وقد نجح فى محاولته للإستيلاء على المدينة، وكان العدو فى حالة الهروب. وعندما أتى إلى البرج وهو المكان الذى إتخذه كثير من الناس كملجأ لهم، كان مستعد لحرقه تماماً. وبينما كان يتم وضع الخشب فى أسفل البرج، ألقت إمرأة حجر رحى على رأس أبيمالك، فسحقت جمجمته. فدعا مساعد خادمه وأمره،….. أخترط سيفك وأقتلنى، لئلا تقول الرجال عنى، قتلته إمرأة ( عدد 4 ).

         بالرغم من أن إبيمالك كان شريراُ، إلا أن إخلاص مساعد الخادم كان واضحاً. فهو كان أقرب شخص إلى الملك عندما ضرب الحجر رأسه. وكان قلق بشأن سمعة إبيمالك الملوثة كما كان إبيمالك نفسه. فهو لا يريد أن يُقال عن قائده أنه قد تم قتله على يد إمرأة. فقد تم تسجيل طاعته الفورية أيضا :…. فطعنه الغلام، فمات ( عدد 4 ).

مساعد خادم شاول

        نجد فى ( 1صموئيل 31 : 4-6 و أخبار أيام أول 10 : 4-5 ) قصة اخرى عن قائد فى حرب وكان مساعد خادمه بقربه بجانبه. وكان شاول وجيشه يقاتلون ضد الفلسطنيين وتم فقدان الأرض. وكان جيش شاول مدركاُ أن الهزيمة على وشك الحدوث، فحاول أن يهرب. فقُتل جميع رجاله بما فيه أبناؤه وأصُيب شاول بالسهام. فألتفت شاول إلى مساعد خادمه وأمره ” ” استل سيفك واطعني به لئلا يأتي هؤلاء الغلف ويطعنوني ويقبحوني” (1 صموئيل 31 : 4 ).

      أراد شاول أن يموت بين يدى مساعد خادمه بدلا من أن يأسره ويعذبه العدو. ومع ذلك لم يلتزم مساعد خادمه، لذلك قضى شاول على حياته بالسقوط على سيفه. ” ولما رأى مساعد خادمه أنه قد مات شاول, سقط هو أيضا على سيفه ومات معه.” ( عدد 5 ).

       يوجد الكثير من الأمور وضحت فى هذا الجزء من الكتاب المقدس.

       عند نقطة ما فى المعركة، تحولت قوى شاول إلى الفرار. وإنهزم جيشه وقُتل رجاله. وبعد وقت من المطاردة، تم قتل أبناؤه الثلاثة. وأقترب العدو إلى حد كاف لكى يُصيب شاول. وهذا كان الوقت الذي إلتفت شاول إلى مساعد خادمه وطلب منه  أن يموت بين يديه.

       لاحظ ان كل شخص أخر قد هرب، تاركاً شاول ليواجه كل جيش العدو بمفرده، إلا أن مساعد خادمه الأمين كان بجانبه. شاول، كونه الملك، كان إما  يركب على ظهر أسرع حصان أو يركب أسرع مركبة حربية. فإذا سافر بالمركبة الحربية كان فى ذلك الحين مساعد خادمه هو سائقه. وإذا ركب على ظهر حصان، إذن حصان شاول لابد وأن يتم إختياره من قبل مساعد خادمه لأن هذا كان جزء من مهمته أن يختار ويعتنى بركوب وأدوات وتجهيزات قائده. ولاحاجة للقول، لابد أن فرس مساعد الخادم تكون قوته وسرعته وقوة تحمله مساوياً لقوة و سرعة وتحمل فرس سيده.

     يمكن الوثوق بمساعد الخادم ليختار وينتقى لقائده لأنه عرف كيف يفكر قائده وما كان يحبه وما يحتاجه.

    خلال كل المعارك والهروب، نجح مساعد الخادم أن يتفادى كل الأسهم والبقاء صحيحاً بجانب قائده. وعندما أمر شاول خادمه الأمين أن يطعنه بسيفه…… ” فلم يشأ مساعد خادمه لأنه خاف جدا. فأخذ شاول السيف وسقط عليه ” (عدد 4 ).

        ويبدو غريبا أن مساعد الخادم يكون “خائفاً جدا “. فهو قد تم إختياره وتدريبه وإعداده لكى يخدم فى المعركة. لأنه كان مساعد خادم الملك، ومن المحتمل أن يكون أكثر مهارة فى القتال من أى جندى أخر فى جيش الملك. وكانت مهمته أن يحمى الرئيس. ولايبدو منطقياً أن الرجل الذى تم تدريبه وإعداده لكى يضع حياته من أجل أن يُنقذ ويُدافع عن الملك أن يكون خائفاً.

         فى العبرية، هذه الكلمة تُرجمت خائفاً فى ترجمة الملك جيمس  بكلمة يارى yare’  ( yaw-ray’ ). فهى لا تعنى أن يخاف بمعنى خائفاً أو مرعوباً، ولكن بمعنى خوف بسبب الأحترام أو التبجيل أو الخشوع. فى هذه الحالة فهى تعنى “إحترام وتكريم بشدة “.

     والآن، فإن رد فعل مساعد الخادم مفهوم أكثر بكثير.

       قد قضى هذا الرجل كل وقته فى خدمة شاول ورعايته وحمايته. إذن سبب وجوده الصحيح هو حفظ وحماية حياة الملك. وإذا كان يوجد حتى ولو أدنى فرصة والتى يُمكن بها إنقاذ شاول من الدمار إذاً كان علية أن يغتنم الفرصة، بغض النظر عن كل الظروف المضادة لنجاحها.

  • ربما لأنه لم تطاوعه نفسه أن يُدمر (مساعد الخادم) حياة الشخص (الملك) الذى قضى حياته فى حفظه وحمايته.

إثنين حاملى سلاح مختلفين

    لاحظ أن رد فعل مساعد خادم شاول يتناقض مع رد فعل خادم إبيمالك، الذى قتل قائده عندما طلب منه أن يفعل ذلك. هنا نرى ردين مختلفين من حاملي السلاح, كل منهم قد كرس وضحى بحياته من أجل خير قائده. ربما السبب  فى أن رد فعلهم كان مختلف هو لأن الظروف كانت مختلفة.

     بالرغم من أن شاول أصيب بشدة من السهام، فربما مساعد خادمه لم يعتبر أن جروحه ممتية أو قاتلة. من المحتمل أن تم تدريب الغلام على كيفية التعامل مع جروح المعركة. وربما كان سيفضل محاولة تجنب الفلسطنيين ويختبئ فى مكان ما، وبالتالى قد يستطيع أن يرعى شاول ليستعيد صحته.

     وقد ضرب أبيمالك على رأسه بقطعة كبيرة من حجر الرحى، وقد سُحقت جمجمته. لم يكن الجرح جيد على الأطلاق. وكانت محتويات جمجمته قد برزت عن الجرح. ويبدو أن الموت لا مفر منه.

     قال شاول، ” إستل سيفك وأطعنى به لئلا يأتى هؤلاء الغلف ويطعنونى ويقبحونى”.

        وقال أبيمالك ” إخترط سيفك وأقتلنى، لئلا تقول الناس عنى، قتلته إمرأة.

       الأختلاف أن أبيمالك كان يموت أما شاول فلم يكن في حالة موت مثل أبيمالك. ببساطة، خاف شاول أن يأتى الفلسطينيون ويعذبوه.

       ربما كان مساعد خادم شاول قد حاول الهرب مع قائده، أو ربما أيضاً يقاتل حتى الموت بجانبه. ولكن هناك شئ واحد مؤكد : بسبب الإحترام،  لا يستطيع أن يكون هو الشخص الذى يُنهى حياة شاول. فهو كان نوع من الخوف الموقر والإحترام والإكرام والشرف، وليس الخوف الذى يؤدى إلى فشل مساعد الخادم فى طاعة سيده.

       عندما أدرك شاول أن مساعد خادمه لم يستجيب طلبه، سقط هو على سلاحه. موقف مساعد الخادم الحقيقى، كرجل قضى كل حياته تابعاً لشاول، عرف مساعد الخادم أنه كان لا يوجد وقت لوقفه الأن. وعندما سقط على سلاحه وأنهى حياته، وجد مساعد الخادم أنه لا يوجد سبباً ليعيش من اجله. بسبب احترامه لقائده، سقط هو أيضاً على سلاحه. لم يكن الأنتحار فكرته. فى الحقيقة، لو كان سأل شاول مساعد خادمه لربما وجد لديه أفضل إستراتيجيه أو خطة للهروب من أيدى الفلسطنيين. ولكن كما اختار شاول أن يُنهى حياته، هكذا فعل خادمه الأمين.

مساعد خادم يوناثان

          نجد قصة أخرى عن علاقة بين شاب ومساعد خادمه فى ( 1 صموئيل 14 : 1-23 ). أمر يوناثان مساعد خادمه أن يرافقه إلى مُخيم الفلسطنيين إستعداداً له ولبنى إسرائيل  الذين كانوا يتحاربون معهم. فهو أراد أن يذهب إليهم منفرداً ولم يُخبر يوناثان آباه (شاول) بنواياه او بمقاصده. وبالرغم من أن الملك شاول كان لا يعرف شيئاً عن الخطة، وبالرغم من أنهم الأثنين (يوناثان ومساعد خادمه) فقط ضد كل الجيش، إلا أن مساعد خادم يوناثان أطاع.

    فى عدد 6، يقول يوناثان :…… تعال نعبر إلى وصف هؤلاء الغلف لعل الله يعمل معنا لنه ليس للرب مانع أن يُخلص بالكثير أو بالقليل. وفى أيه 7، أجاب مساعد خادمه الصغير والشجاع :….. ” اعمل كل ما بقلبك. تقدم. هانذا معك حسب قلبك.

        وهكذا صعد الشابان نحو معكسر العدو، وأكد الله لهم بأنه قد دفع العدو ليدهم. وفى الحقيقة، دفع العدو ليدهم،  فإلتفت يوناثان إلى رفيقه وقال له،….. إصعد ورائى ( عدد 12 ).

        وعندما وصلوا إلى المكان حيث كان العدو واقفاً،…… فسقطوا أمام يوناثان وكان مساعد الخادم يقتل وراءه. ( عدد 13 ). ثم تستمر الفقرة فى شرح كيف أنقذ الله كل أمه بنى إسرائيل فى ذلك اليوم، من خلال تصرفات يوناثان ومساعد خادمه الأمين والمطيع.

  •       ومن الغريب ان نلاحظ ان يوناثان قال، ” لعل الله يعمل معنا “. بالرغم من ان يوناثان لم يكن متأكداً ما الذى سيحدث، وكان مساعد خادمه على أتم إستعداد للخضوع. ويكشف عدد 7 إجابته والموقف الصحيح لأى مساعد خادم.
  •      ” إعمل كل ما بقلبك. تقدم، هانذا معك حسب قلبك ”

 New King James Version

” إصنع كل ما فى عقلك، هأنذا معك فى كل ما تعتقد انه الأفضل

The Amplified Bible

 ” إصنع كل ما فى عقلك….. وتقدم، ها انا معك قلباً وروحاً.

New International Version

” أيا كان ما تريد أن تفعله. تقدم فأنا معك”

Good News Version

” حسناً، أعمل ما تراه الأفضل، فأنذا معك قلباً وروحاً، بغض النظر عما تقرره.

The Living Bible

       وعندما إقترب العدو، عرف مساعد خادم يوناثان مكانه، فهو كان يطارد يوناثان.

       نرى فى عدد 13 أنه كان هناك مسحة ليوناثان ” مسحة القائد ” والتى كانت سبباً فى سقوط العدو أمامه. وكان الشاب مساعد الخادم مجتهداً فى متابعة قائده، محطماً العدو الذى كان قد سقط على الأرض بسبب مسحه الله على قائده…… ” وكان مساعد خادمه يقتل وراءه. ” ( عدد 13 )

     فهذا مثال رائع لإتضاع وإجتهاد مساعد الخادم الكتابى. فهو الشخص الذى يُحقق إنتصارات ويقتل الأعداء ورغم هذا يُعطى المجد لقائده. وهو الشخص الذى يثق فى قائده، حتى لو بدا أن ما يتحرك فيه هو نزوه. وهو ايضاً يأخذ مكانه وراء الرجل الذى يخدمه، ولايسعى فى الخروج أمامه.

داود كمساعد خادم

      نجد فى ( 1 صموئيل 16 : 14-23 ) أخر مساعد خادم من حاملى السلاح الخمسة.

     كان الملك شاول منزعجاً. لأنه كان عليه روح شرير. فقرر أن يبحث عن عازف ماهر يستطيع أن يُهدئ من روعه عندما يكون مُتضايق. وأوصى أحد الغلمان بشاب يؤتى به إلى الملك.

” لقد شاهدت إبناً ليسى البيتلحمى ماهراً فى العزف، وهو جبار بأس، ورجل حرب وفصيح اللسان ورجل جميل، والرب كان معه “

 ( 1 صموئيل 16 : 18 )

      وقد تم إرسال الشاب إلى شاول وهو مُحمل بالهدايا. وأخُبرنا أن شاول ” أحبه كثيراً ” وجعله مساعد خادم له ( أيه 21 ). فهو إستطاع أن يخدم شاول بقوة، فبسببه شعر أنه ” مُنتعش ” و ” تعافى “. ( آية 23 ).

نرى فى عدد 18 أن قد تم وصف الشاب مساعد الخادم بأنه :-

  1.  ماهراً فى العزف.
  2.  رجل جبار بأس.
  3.  رجل حرب.
  4.  فصيح اللسان.
  5. رجل بهى الطلعة.
  6. وكان الرب معه.

       كل هذه الصفات هى أوصاف كتابيه لمساعد الخادم الحقيقى.

   ربما حقيقة ان داود قد أصبح فجأة مساعد خادم شاول فذلك يوضح موقفه عندما أعلن فيما بعد أنه لم يلمس ” مسحة الرب ” التى كانت على حياته. ( 1 صموئيل 26 : 9 ). بغض النظر عن شاول الي كان قاسيا وحاول أن يقتل داود، وبغض النظر عن كم عدد الفرص التى كان على داود أن يقتل شاول، إلا أن داود لم يهاجمه.

       هل كان داود يسير فى الخوف نفسه الذى سببّ فى أن مساعد خادم شاول المستقبلى يرفض أن يقتله؟ من المحتمل جداً وربما أيضاً هذا الأحترام والتكريم تجاه مسيح الرب يوضح إتجاه داود الشديد من توبة وحزن وإتضاع تجاه شاول بعد أن قد تسلل وراء الملك إلى الكهف وقطع طرف رداءه.(1 صموئيل 24 : 1-6).

      كان داود مساعد خادم حقيقى، فهو الشخص الذى لايحتفظ بالأحقاد ولكن الذى إحتمل بإخلاص وبإذعان معاملة قائده القاسية. فأصبحت النتيجة ترقيته النهائية إلى مكانة عالية من الإحترام والمجد.

نشرت بإذن من خدمات التركيز على الحصاد  Focus On The Harvest المعروفة بإسم خدمات تيري نانس, بولاية أريزونا – الولايات المتحدة الأمريكية www.GodsArmorbearer.com .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from Focus On The Harvest , aka Terry Nance Ministries ,Sherwood ,AR ,USA. www.GodsArmorbearer.com.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$