معرفة كلمة الله ودورها في حياتك
كلمة الله هي أداة تغيير الله الإنسان وبالتالي تغيير ظروفه؛ لذلك عندما صرخ إليه الشعب تقول الكلمة “أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ وَنَجَّاهُمْ مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ.” (مز20:107) والمؤمن الذي لا يعرف الكلمة لا يختبر تغيير داخلي أو خارجي في حياته.
- الفرق بين كلمة الله اللوجوس وكلمة الله الريما
- كلمة الله اللوجوس
هي كلمة الله المعلنة لنا في الكتاب المقدس الذي حينما تدرسه تكتشف شخصية الله وفكر تجاهك ومشيئته لحياتك وهي تعمل فيك أنت.
كلمة الله اللوجوس بها طاقة وهي تحتوي بداخلها قوة لصناعة ما تقوله؛ لذلك لا تحتاج أن تقلق بشأن النتائج ولا تعتبر أيضاً الكلمة وعود بل هي حقيقة حدثت لأنها هي عبارة عن نبوات قيلت عنك “ثُمَّ قُلْتُ: هَئَنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي، لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ” (عب7:10) فأنت تعيش نبوات قيلت عنك (أعظم من منتصر – جسدك مشفي وصحيح) مثلما عاش الرب يسوع نبوات قيلت عنه.
- كلمة الله الريما
هي الكلمة المنطوقة لشخص معين في وقت معين في ظرف معين اي هي كلمة مُخصصة لك وهي تُستخدم في تغيير الظروف الخارجية.
هناك من يقرأ قراءته اليومية من الكلمة وينتظر أن يتكلم إليه الله من خلال آية تلمس قلبه أو تلمس احتياجه ولكن هذه الطريقة سطحية في قراءة الكلمة بل أنت تقرأ الكلمة (اللوجوس) بشكل عام وتعرف فكر الله تجاه جميع زوايا حياتك مثلاً أنت تعرف فكر الله تجاه المرض وتدرس الآيات التي تختص بالشفاء وتتأمل فيها وتخزنها في قلبك وإذا شعرت بألم تنطق الكلمة التي درسها وتأملت فيها قبل ذلك وستجدها اندفعت من فمك لأنها صارت طريقة تفكيرك وتتحول هنا إلى ريما التي تعمل في الظروف.
- ترجمة الأخبار السارة
“عارفين أنه افتداكم من سيرتكم الباطلة التي ورثتموها عن آبائكم، لا بالفاني من الفضة أو الذهب، بل بدم كريم، دم الحمل الذي لا عيب فيه ولا دنس، دم المسيح. وكان الله اختاره قبل إنشاء العالم، ثم تجلى من أجلكم في الأزمنة الأخيرة، وهو الذي جعلكم تؤمنون بالله الذي أقامه من بين الأموات ووهبه المجد، فأصبح الله غاية إيمانكم ورجائكم. والآن، بعدما طهرتم نفوسكم بإطاعة الحق وصرتم تحبون إخوتكم حبا صادقا، أحبوا بعضكم بعضا حبا طاهرا من صميم القلب. فأنتم ولدتم ولادة ثانية، لا من زرع يفنى، بل من زرع لا يفنى، وهو كلمة الله الحية الباقية. ” (1بطـ18:1←23)
أنت أفتديت من الأمراض المتوراثة وصار لك حياة مختلفة تماماً؛ لذلك إذا كان مرض السرطان منتشر في عائلتك أنت تخلصت من هذا المرض لأن نسلك صار سماوي وهو يؤثر على جسدك.
أنت مولود من كلمة الله اللوجوس وروحك مصنوعة من كلمات؛ لذلك لابد أن تكون الكلمة منبع حياتك وهذا ما يفسر تلامس روحك مع التعليم الصحيح ورفضها للتعليم الخطأ وحينما تحزن أنت تخنق روحك وتجعلها سجينة داخل جسدك لأن ذهنك يفكر أفكار لا تتفق مع روحك.
- مواصفات الكلمة اللوجوس
- ترجمة الأخبار السارة
“وكلمة الله حية فاعلة، أمضى من كل سيف له حدان، تنفذ في الأعماق إلى ما بين النفس والروح والمفاصل ومخاخ العظام، وتحكم على خواطر القلب وأفكاره. فما من خليقة تخفى على الله، بل كل شيء عار مكشوف لعينيه وله نؤدي الحساب.” (عب12:4-13)
“حية فاعلة”: هنا يتحدث عن كلمة الله اللوجوس التي حية وفعالة وممتلئة بالقوة والطاقة ونشطة وعاملة ومؤثرة؛ لذلك بكل تأكيد هي تأتي بنتائج في حياتك حينما تضعها في قلبك وتعمقها وتغرسها بداخلك ولا تسمح أن تُنزع منك.
“أمضى من كل سيف له حدان”: اي أسن وأكثر حدة من كل سيف ذي حدين وذكر هنا ذو حدين لأنها حينما تقطع اتجاهات خطأ في حياتك كالكبرياء هي تقطع في نفس الوقت أمر أخر وهو التسرع؛ لذلك وأنت تدرس الكلمة هي تُنقيك دون أن تدري.
“تنفذ في الأعماق إلى ما بين النفس والروح والمفاصل ومخاخ العظام”: هي خارقة اي تجعلك تُميز أفكارك هل هي من الله أم من نفسك؟!
“وتحكم على خواطر القلب وأفكاره”: اي تكشف وتُحلل دوافع قلبك لأنك قد تشارك اختبارك بدوافع قلب خاطئة بافتخار وتكبر وهنا كلمة الله هي التي تكشف لك هذه الدوافع وتُنقيها وتنزعها وتقطعها وتنهي عليها إذا سمحت لها بذلك. فهي تعمل في ذهنك وتُصحح طريقة تفكيرك وتُعلمك أن تحترم الأخر وتعتذر حينما تُخطئ وبذلك تُخرج الروعة التي بروحك وتُصلب أهواء الجسد من خلال التحكم في أفكارك حينما تغذي ذهنك بالكلمة وتستطيع أن تجعل الكلمة غير فعالة فيك حينما تترك ذهنك ممتلئ بأفكار العالم.
” كل شيء عار مكشوف لعينيه”: كل شيء مكشوف أمام الله؛ لذلك كلمته هي التي تكشف لك دوافع قلبك وإذا بعدت عنها أنت في خطر لأنها هي أداة تغيير الله وهي التي أعادت خلق الكون وحينما تقرأها وتدرسها أنت تجعلك روحك تنمو وتجعل روحك لها صوت داخلي.
الكلمة مثل البذرة التي تحتوي بداخلها القدرة على انتاج شجرة وهذه الشجرة ستُنتج بذار أخرى والبذار تصير شجر؛ لذلك يُنظر للبذرة على أنها غابة وأنت لا تصلي لكي تنمو البذرة بل أنت تضعها وتسقيها وهي ستنمو؛ لذلك اجلس أمام الكلمة وضعها في قلبك المولودة من الله وهي ستثمر وتنمو وتقضي على تكلس قلبك نتيجة كثرة رفضك للكلمة.
“لِذَلِكَ سُبِيَ شَعْبِي لِعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ وَتَصِيرُ شُرَفَاؤُهُ رِجَالَ جُوعٍ وَعَامَّتُهُ يَابِسِينَ مِنَ الْعَطَشِ” (أش13:5)
عدم المعرفة وجهلك بالكلمة يجعلك ضحية في هذه الحياة بدلاً من أن تحيا منتصراً.
“فانبذوا كل دنس وكل بقية من شر، وتقبلوا بوداعة ما يغرس الله فيكم من الكلام القادر أن يخلص نفوسكم. ولكن لا تكتفوا بسماع كلام الله من دون العمل به فتخدعوا أنفسكم. فمن يسمع الكلام ولا يعمل به يكن كالناظر في المرآة صورة وجهه، فهو ينظر نفسه ويمضي، ثم ينسى في الحال كيف كان. وأما الذي ينظر في الشريعة الكاملة، شريعة الحرية، ويداوم عليها، لا سامعا ناسيا، بل عاملا بها، فهنيئا له في ما يعمل.” (يع21:1←25)
تخلص من كل دنس (كل أسلوب وطريقة تفكير للعالم) لأنه لا يمكنك أن تقبل الكلمة وتحتفظ بأمور من العالم واقبل باتضاع (اقبل الكلمة واخضع لها وأجعل السلطة العليا لها في حياتك) ووداعة (قابل للتغيير والتصحيح من الله والبشر) حتى لا تفقد ما غرسته في روحك باسترخائك وبعدك عنها.
يتحدث هنا عن شخص نسى صورته الحقيقية (من هو في المسيح) مثل شخص نظر لصورته الرائعة في المرآة (الكلمة) ونسى هذه الصورة بسبب استقباله لصور خطأ (أفكار إبليس مثل أنت فاشل أو تعيس) عن نفسه وبالتالي لم يتمكن من السلوك بها ولكن من داوم على النظر لصورته الحقيقية في المرأة (الكلمة) بكل مثابرة حينما يحاول إبليس عرض صور سلبية عليه لن يتجاوب معها لأنه يُذكر نفسه ويعلن دائماً من هو في المسيح وهنا تتحرك قوة الله في صفه ولا يستطيع أحد أن يقف أمامه في اي ظرف لأنه لا يتذمر حينما يواجه ضيق بل يرفع صوته بالشكر كما تقول الكلمة في أف4:5 ” وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ )لكن بدلاً من ذلك ارفع صوتك بالشكر).
“في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. هو في البدء كان عند الله. به كان كل شيء، وبغيره ما كان شيء مما كان. فيه كانت الحياة، وحياته كانت نور النّـاس والنور يشرق في الظلمة، والظلمة لا تقوى عليه.” (يو1:1←5)
يسوع هو الكلمة اللوجوس وفي هذه الآية يتحدث عن النور والحياة ، الحياة كانت في يسوع وهذه الحياة كانت نور (معرفة فقط) للناس وعند قراءة (يو12:8) ” أنا نور العالم. من يتبعني لا يمشي في الظلام، بل يكون له نور الحياة” نجد الرب يسوع يقول أنا نور وليس حياة العالم بالرغم من أنه حياة العالم ولكنه قال أنه نور لأنك لابد أن تقبل نور الكلمة وتتدرسها وتتأمل وتتعمق فيها حتى يتحول هذا النور إلى حياة لك بمعنى أن ترى نتائج للكلمة في حياتك؛ لذلك من يستقبل نور الكلمة تتحول إلى حياة بالنسبة له وهي مثل أن ترى نور من بعيد وأنت تسير في نفق مظلم وكلما تقترب منه يتحول هذا النور إلى حياة لك اي تتوغل وتدخل فيه ولابد أن تُدرك أن الكلمة هي النور الوحيد الذي يفسر ويكشف لك حقيقة الأمور.
نور الكلمة ينير ويسيطر على الظلمة أما الظلمة لا تستطيع أن تسيطر عليه أو تمتصه مما يعني أنك حينما تسلك بالكلمة تركع المواقف أمامك وهذا لن يحدث عن طريق الصلاة بل بمعرفة الكلمة وقبولها وتحويلها من نور المعرفة إلى حياة عن طريق دراستها والتأمل فيها.
- أمثلة توضيحية
نور أنك صحيح ومشفي لن يتحول إلى حياة (عيان) إذا لم تسلك على أنك صحيح مثلما قام المفلوج ” فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ السَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ الْكُلِّ حَتَّى بُهِتَ الْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا اللَّهَ قَائِلِينَ: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا قَطُّ!” (مر12:2) جينما قال له الرب “أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟” (مر9:2) وإن لم يسلك المفلوج بهذا النور وقام من سريره لم يكن سيُشفى.
نور أنك إذا سلكت بمحبة أنت تغلب الشر وهو بالطبع متناقض مع أفكار العال ولكن إن لم تفعل ذلك سيظل نور بالنسبة لك.
الكلمة بها اجابات لكل مواقف الحياة وهي التي جعلت إبراهيم يختار زوجة لأبنه اسحق من ناس معينة حتى لا يختلط نسله مع الأمم لأن إذا اختلط بالأمم لن يأتي المسيح من نسله وسيفقد دعوة الله على حياته وهذا يعني أن دعوة الله تحدد لك قرار هجرتك أو ارتباطك لأنك قد ترتبط بشخص يدفن دعوتك إن لم يكن قرارك مبني على مبادئ كتابية.
- خطوات تكلس قلب الإنسان
“فلا نبقى أطفالا تتقاذفهم أمواج المذاهب وتميل بهم كل ريح فيخدعهم الناس ويقودونهم بالحيلة إلى الضلال، بل نعلن الحق في المحبة فننمو في كل شيء نحو المسيح الذي هو الرأس. فبه يتماسك الجسد كله ويلتحم بفضل جميع المفاصل التي تقوم بحاجته، حتى إذا قام كل جزء بعمله الخاص به، نما الجسد كله وتكامل بنيانه بالمحبة. فأقول لكم وأشهد في الرب أن لا تسيروا بعد الآن سيرة الوثنيين الذين يفكرون باطلا، وهم في ظلام بصائرهم وجهلهم وقساوة قلوبهم غرباء عن حياة الله. فلما فقدوا كل حس استسلموا إلى الفجور، فانغمسوا في كل فسق ولا يشبعون. ” (أف14:4←19)
يأخذ الشخص راحة من الكلمة ويبدأ يتجهلها عن عمد فيصير ذهنه فارغ نتيجة عدم وجود الكلمة فيه ثم يظلم هذا الذهن بسبب بعده عن حياة الله ورفضه المتعمد للكلمة وعدم إدراكه لأهميتها في تغيير حياته ثم يتكلس قلبه اي يفقد كل حس (إدراك لأهمية الكلمة) ويسلم نفسه إلى حواس غير ملجمة (نجاسة وشذوذ جنسي وسرقة ومكر) ويتجاوب معها ثم يتحول الأمر إلى شغف وجوع لاشباع الحواس الخمسة وعلاج هذا الشخص أن يتوب ويثور على حياته ويضع الكلمة في قلبه ويجعل لها السلطة العليا في حياته ليُنقذ من كل ذلك.
- التأمل والتفكير في الكلمة
“وبينما بطرس في حيرة يسائل نفسه ما معنى هذه الرؤيا التي رآها، كان الرجال الذين أرسلهم كورنيليوس سألوا عن بيت سمعان ووقفوا بالباب ونادوا مستخبرين: ((هل سمعان الذي يقال له بطرس نازل هنا؟ كان بطرس لا يزال يفكر في الرؤيا، فقال له الروح: ((هنا ثلاثة رجال يطلبونك،” (أع17:10←19)
حينما رأى بطرس الرسول الرؤية وسمع كلام الرب له “ما طهره الله لا تعتبره أنت نجسا!” (أع15:10) لأن الرب قد فتح الباب للأمم لم يتجاهل الرؤية بل أخذ يفكر ويتأمل فيها ولذلك تكلم إليه الروح القدس: “هنا ثلاثة رجال يطلبونك، فقم وانزل إليهم واذهب معهم ولا تخف، لأني أنا أرسلتهم” (أع9:20-10) وأنت أيضاً حينما تفكر في الكلمة يبدأ الروح القدس يتكلم إليك لأنك تُفكر فيها تفكير عمدي وتستحضرها عن عمد لأنك لا تتذكرها بشكل تلقائي؛ لذلك درب ذهنك أن يفكر في الكلمة التي درستها وأشكر الروح القدس دائماً أنه يكشف لك الحق الكتابي الثمين وهذا ما يفعله اليهود المتدينيين فهم لا يذهبوا للأطباء بل يلهجوا في الكلمة وينطقوا بها على أجسادهم ويستقبلوا شفائهم لأن دائماً تأتي بنتائج.
“إِلَى أَنْ أَجِيءَ اعْكُفْ عَلَى الْقِرَاءَةِ وَالْوَعْظِ وَالتَّعْلِيمِ. لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الَّتِي فِيكَ الْمُعْطَاةَ لَكَ بِالنُّبُوَّةِ مَعَ وَضْعِ أَيْدِي الْمَشْيَخَةِ. اهْتَمَّ بِهَذَا. كُنْ فِيهِ، لِكَيْ يَكُونَ تَقَدُّمُكَ ظَاهِراً فِي كُلِّ شَيْءٍ.” (1تي13:4←15)
“اهْتَمَّ بِهَذَا”: اي تأمل في الكلمة وازرعها وتخيلها وارسم صور من خلالها وسينتج عن ذلك أن يكون تقدمك ظاهر في كل شيء أمام الجميع. إدرك أن كلمة الله تتكلم إليك من خلال الأفكار؛ لذلك تجد الرسول بولس يُعلن الحق الكتابي من خلال أفكار والألسنة مهمة جداً لنمو روحك حتى إن لم تفهمها فهي تخرج على هيئة أفكار باللغة العربية إلى ذهنك لأنه لا يفهم غير اللغة التي تعرفها وهنا اشكر الرب أنك تستقبل ترجمة لهذه الألسنة وأسلك بإيمان وقد تجتاز في موقف أو تحدي ويكون ترجمة الألسنة أن تجتاز فيه بحكمة.
الصلاة في العهد القديم هي تأمل ورؤية؛ لذلك وقت الصلاة هو وقت تطلق فيه روحك لترى أمور حتى تأخذها لأن تفكيرك هو نافذة روحك؛ لذلك ضع الكلمة موضوع تفكيرك وعندما ترى نفسك صحيح وسليم كما تقول الكلمة سيسهل عليك استلام الشفاء وعندما تسمع خبر سلبي اشكر الرب من أجل النصرة والغلبة على الموقف كما فعل الرب يسوع حينما سمع خبر موت لعازر “قَالَ هَذَا وَبَعْدَ ذَلِكَ قَالَ لَهُمْ: «لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لَكِنِّي أَذْهَبُ لِأُوقِظَهُ” (يو11:11) فهو لم يتكلم عن العيان بل تكلم عن الحقيقة التي توج في الروح وهذا ما جعل لعازر يقوم.
- ما تفكر فيه ستذهب إليه
“ولو كانوا ذكروا الوطن الذي خرجوا منه، لكان لهم فرصة للعودة إليه(لوجدوا فرصة مستمرة وثابتة وملحة أن يعودوا إلى هناك).” (عب15:11)
روح الإنسان مُصممة أن تذهب إلى ما تفكر فيه ويوضح هنا أنه إن ظل شعب بني اسرائيل يفكرون في مصر كان سيتولد لديهم رغبة قوية في الرجوع إليها وهذا يؤكد أن التفكير الكثير يولد رغبة قوية وما تعيش الآن هو مجموعة من الأفكار التي ينتج عنها مبادئ والمبادئ تولد عادات (هي عبارة عن فكرة متكررة وتم تنفيذها) تكون شخصيتك؛ لذلك إذا مفتاح تغيرك هو طريقة تفكيرك لأنك ما تفكر فيه يجعلك تذهب إليه؛ لذلك الروح القدس يتكلم إليك من خلال الأفكار وتقول الكلمة ” وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.” (رو2:12)
- طريقة ومادة تفكيرك
“لا تقلقوا أبدا، بل اطلبوا حاجتكم من الله بالصلاة والابتهال والحمد، وسلام الله الذي يفوق كل إدراك يحفظ قلوبكم وعقولكم في المسيح يسوع. وبعد، أيها الإخوة، فاهتموا بكل ما هو حق وشريف وعادل وطاهر، وبكل ما هو مستحب وحسن السمعة وما كان فضيلة وأهلا للمديح، واعملوا بما تعلمتموه مني وأخذتموه عني وسمعتموه مني ورأيتموه في، وإله السلام يكون معكم” (في8:4-9)
يلخص الرسالة في الآتي: ثبت عقلك واضبط ذهنك على كل ما هو حقيقي (الكلمة التي هي الحقيقة أن جسدك مشفي- أنك محمي – مزدهر)، شريف (يستحق الاحترام كالأمور الإيجابية وتجنب الأفكار السلبية)، عادل (باروصحيح)، طاهر (أمور نقية) شيء مستحب (جميل) وحسن السمعة وأن ترفض كل أفكار وصور سلبية تأتي إلى ذهنك بعد أن صليت وينتج عن ذلك سلام الله الذي يفوق كل عقل.
- مستويات التفكير
- المستوى الاول : الإعتبار اي التدقيق والنظر بتمعن
- المستوى الثاني: التأمل العمدي اي أن تتأمل عن عمد في الكلمة وتستحضرها إلى ذهنك وتنطقها بلسانك وقد تجد صعوبة في هذا المستوى لأنك تحاول دائماً تذكر الكلمة
- المستوى الثالث: ضبط تفكيرك اي تصير عادة ليك أن تفكر في الكلمة ويصعب عليك التوقف عن ذلك لأنه صار الطبيعي بالنسبة لك
“سبيل الصديقين مثل نور الفجر، يتزايد سطوعا إلى الظهر. أما الأشرار فطريقهم في ظلام، لا يعرفون بأي شيء يعثرون. إلى كلامي استمع يا ابني، وإلى أوامري أمل أذنيك. لا تجعلها تغيب عن عينيك، بل احفظها في صميم قلبك. فهي حياة لمن يحظى بها، وهي شفاء للجسد كله. من كل تكبر احفظ قلبك، لأن منه ينابيع الحياة. تجنب كل نفاق في القول، وأبعد عنك كل كلام مراوغ. وانظر بعينيك إلى الأمام وسدد نظراتك قدامك ” (أم18:4←25)
أيامك كبار تزداد لمعاناً وبريقاً كما يزداد النور ويزداد إلى أن يسطع النهار مما يعني أنك في الإرتفاع والمقدمة فقط.
“إلى كلامي استمع يا ابني، وإلى أوامري أمل أذنيك “: اسمع الكلمة وتعرض لها مهما كنت حزيناً اجري عليها وانتبه لها وتعمد أن تسمعها حتى يصير لها صوت بداخلك لأن لا غنى عنها بل هي حياتك ولابد أن تأخذ كل انتباهك وأن تخضع لها.
“لا تجعلها تغيب عن عينيك”: استدعيها إلى ذهنك مرة أخرى “وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ،” (2كور5:9) وحينما تهرب استدعيها مرة أخرى وخزنها بداخلك لأنها شفاء ودواء لجسدك.
“فهي حياة لمن يحظى بها،”: تصل إلى مرحلة أن تتكلم إليك الكلمة في الموقف.
“من كل تكبر احفظ قلبك، لأن منه ينابيع الحياة”: تستخدم اللغة العبرية ألفاظ عسكرية اي ضع حراسة مُشددة عليها بعد أن خزنتها بمعنى أن تفحص أفكارك ولا تقبل اي فكرة بل اقبل فقط ما هو متوافق مع كلمة الله لأن من قلبك يخرج حياة. فكل فكرة تعرض على ذهنك وتتجاوب معها تنغمس في حياة الله وتخرج بقوة غير عادية؛ لذلك حينما ينغمس المؤمن في الخطية يفعلها بشراسة لأن الفكرة السلبية انغمست في حياة الله وخرجت بقوة كبيرة للتنفيذ.
“تجنب كل نفاق في القول، وأبعد عنك كل كلام مراوغ”: خزن الكلمة في روحك بعد أن تأملت فيها ودرستها واعلنتها بفمك وحينما يزداد العيان سوءاً ارفض اي فكار مضاد واعلن الكلمة بصوت مرتفع وأعلن أنك ملك وحيث كلمتك هناك سلطان وأن ما تقوله لابد أني يحدث وامنع لسانك عن الكذب.
“وانظر بعينيك إلى الأمام وسدد نظراتك قدامك”: يتحدث هنا عن ما ترأه بروحك كما قال الرب لإبراهيم ما ترأه ستأخذه ” وَقَالَ الرَّبُّ لابْرَامَ بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي انْتَ فِيهِ شِمَالا وَجَنُوبا وَشَرْقا وَغَرْبا لانَّ جَمِيعَ الارْضِ الَّتِي انْتَ تَرَى لَكَ اعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ الَى الابَدِ.” (تك15:13-16) فنظر إلى كل الكرة الأرضية؛ لذلك امتلك كل العالم ولأننا نسله امتلكنا العالم معه ” فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ فَأَنْتُمْ إِذاً نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ.” (غل29:3)
- ترجمة الأخبار السارة
“والاهتمام بالجسد موت، وأما الاهتمام بالروح فحياة وسلام،لأن الاهتمام بالجسد تمرد على الله، فهو لا يخضع لشريعة الله ولا يقدر أن يخضع لها. والذين يسلكون سبيل الجسد لا يمكنهم أن يرضوا الله. ” (رو6:8←8)
- ترجمة أخرى
“طريقة تفكير الجسد هي موت (الآن وإلى الأبد لأنها تتبع الخطية) ولكن طريقة تفكير الروح هي حياة وسلام (صحة روحية تأتي من خلال السير مع الله الآن وإلى الأبد) تفكير الجسد وممارساته المُخزية معاد بشدة لله. لا يُخضع نفسه لناموس الله والذين يحيون في الجسد (يحيون حياة تزود بشهوات ودوافع خاطئة) لايستطيعون أن يرضوا الله” (رو6:8-7)
التفكير في الحواس الخمسة هو موت أما التفكير في الروح (الكلمة) الذي لابد أن يكون موضوع تفكيرك لأنه ما يسر الله هو حياة وسلام حيث تجد راحة في روحك لأن روحك تتنفس من الكلمة ومن هنا تعرف أن تسمع صوت الروح القدس وإذا شعرت في وقت بحزن ارجع افحص الأفكار التي كنت تفكر فيها وستجدها أفكار سلبية.
لا تعاند وتصر على طريقة تفكيرك حينما يجيبك الروح القدس على تساؤلاتك فقط اقتنع وارفض اي فكرة متعارضة مع الكلمة كما فعل إبراهيم فهو لم يُكثر التساؤلات (لم يشك) ولم يتأمل إلى أين يذهب؟! “بالإيمان لبى إبراهيم دعوة الله فخرج إلى بلد وعده الله به ميراثا، خرج وهو لا يعرف إلى أين يذهب” (عب8:11) فحينما قال له “إرحل من أرضك وعشيرتك وبيت أبيك إلى الأرض التي أريك،” (تك1:12) اي اترك اهلك وعشيرتك وطريقة تفكيرهم لخيرك خرج بإيمان ولم يشك إلى أين يذهب “وكان إبراهيم في نحو المئة من العمر، فما ضعف إيمانه حين رأى أن بدنه مات وأن رحم امرأته سارة مات أيضا.” (رو19:4) ورغم موت رحم سارة وأنها كانت تبلغ من العمر تسعين سنة لم يشك أو يُكثر التساؤلات بل نظر للموقف بنظرة مختلفة.
“متأصلين راسخين فيه، ثابتين في الإيمان الذي تعلمتموه، شاكرين كل الشكر.”(كو7:2)
ازداد في غرسك للكلمة بالشكر واجلس أمامها وافرح وعيد بها لأن الكلمة هي التي تضرم روحك.
- اعترافات الإيمان
- أنا ولدت من كلمة الله الحية الباقية إلى الأبد
- كلمة الله هي أداة تغيري
- أنا أحيا ما قيل عني من نبوات
- كلمة الله حية وفعالة وممتلئة بالقوة والطاقة ونشطة وعاملة ومؤثرة
- كلمة الله هي أسن وأكثر حدة من كل سيف ذي حدين
- كلمة الله تكشف وتُحلل دوافع قلبي وتُنقيها
- كلمة الله تجعلني أُميز أفكاري
- اقبل الكلمة واخضع لها وأجعل السلطة العليا لها في حياتي
- كلمة الله تحتوي بداخلها على القدرة لصناعة ما تقوله عني
- أنا قابل للتغيير والتصحيح والتعلم
- لا اتجاوب مع الأفكار السلبية
- أحول الكلمة من نور إلى حياة عن طريق دراستها والتأمل فيها
- لا أترك ذهني فارغ من الكلمة
- أرى الكلمة بروحي وقت الصلاة فأذهب إلى ما تقوله عني
- اعتبر الكلمة وأُدقق النظر فيها
- أتامل في الكلمة عن عمد واستحضرها إلى ذهني
- اضبط تفكيري على الكلمة
- اضع حراسة مُشددة على قلبي بعد أن خزنت الكلمة به
- اشكر على كلمة الله
للاستماع للعظة
اضغط على هذا الرابط
معرفة كلمة الله ودورها في حياتك 1 Knowing the Word of God & its Role
معرفة كلمة الله ودورها في حياتك 2 Knowing the Word of God & its Role
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
عند قراءة قصة خطأ داود فى عمل تعداد لشعب الله وجدت اختلافات بين القصة فى الموضعين :
فى 2 صم 24 نجد ان عدد اسرائيل 800000 و عدد يهوذا 470000 و اختيار الجوع مدته 7 سنوات و الثمن المدفوع لاورنان 600 شاقل
بينما 1 أخ 21 نجد ان عدد اسرائيل 1100000و عدد يهوذا 500000 و احتيار الجوع مدته 3 سنوات و الثمن المدفوع 50 شاقل فقط
ما تفسير هذا الاختلاف ( حاشا ان تتناقض الكلمة ) ؟ و ما دلالته؟
أهلاً بك مينا ميشيل فهمى
يمكنك كتابة اسئلتك في جروب اسئلة واجوبة على SN
وسنقوم بإجابتك
الرب يباركك