القائمة إغلاق

نوعان من الإيمان Two Types of Faith

يُقارن الكتاب بين نوعين من الإيمان : “إيمان توما” و”إيمان إبراهيم”. كان لإبراهيم إيمان روحي إيمان قلبي مبني على ما قاله الله. أما توما، فكان لديه إيمان طبيعي بشري. كل شخص –مُخلَّص أو غير مُخلَّص على السواء لديه هذا النوع من الإيمان البشري الطبيعي.

كان إيمان توما مبني كُليّة على الإثبات المادي. فكان يؤمن بما استطاع أن يراه وحسب، لا بما قاله الله.

 يوحنا 20: 24- 29

24 لَكِنَّ تُومَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِيْنَ جَاءَ يَسُوعُ. وَتُومَا هُوَ وَاحِدٌ مِنَ التَّلاَمِيْذِ الاثْنَي عَشَرَ وَيَعنِي اسْمُهُ التَّوْأَمَ.

25 فَكَانَ التَّلاَمِيْذُ الآخَرُوْنَ يَقُوْلُونَ لَهُ: لَقَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ لَكِنَّهُ قَالَ لَهُمْ: لاَ أُصَدِّقُ ذَلِكَ إلاَّ إذَا رَأَيْتُ آثَارَ المَسَامِيْرِ فِي يَدَيْهِ، وَوَضَعتُ إصْبَعِي فِي آثَارِ المِسَامِيْرِ، وَيَدِي فِي جَنْبِهِ

26 وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيْذُ يَسُوْعَ مُجتَمِعِيْنَ مَعًَا مَرَّةً أُخرَى فِي الدَّاخِلِ، وَكَانَ تُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوْعُ مَعَ أَنَّ الأَبوَابَ كَانَتْ مُغلَقَةً. فَوَقَفَ أَمَامَهُمْ وَقَالَ: السَّلاَمُ مَعْكُمْ.

27 ثُمَّ قَالَ لِتُوْمَا: تَعَالَ وَضَعْ إصبَعَكَ هُنَا وَانظُرْ إلَى يَدَيَّ، وَضَعْ يَدَكَ فِي جَنْبِي. كَفَاكَ شَكًَّا وَآمِنْ.

28 فَقَالَ تُومَا: رَبِّي وَإلَهِي

29 فَقَالَ لَهُ يَسُوْعُ: هَلْ تُؤْمِنُ يَا تُوْمَا لأَِنَّكَ رَأَيْتَنِي؟ هَنِيْئًَا لِلَّذِيْنَ يُؤمِنُوْنَ دُوْنَ أَنْ يَرَوا.

 وعلى النقيض، لو كان إبراهيم قد سلك بما استطاع أن يراه وبما أخبرته به حواسه الجسدية، لما كان قد نال وعد الله أبدًا.

يخبرنا المنطق العقلي أن رجلاً عمره 99 عامًا وسيدة عمرها 90 عامًا لن يمكنهما إنجاب أبناء. لكن كان لإبراهيم وعد الله أنه سيكون “أب لأمم كثيرة”، وقد آمن بوعد الله.

رومية 4: 17- 21                            

17 فَكَمَا يَقُولُ الكِتَابُ: جَعَلتُكَ أَبًَا لِشُعُوبٍ كَثِيرَةٍ. فَهُوَ أَبُونَا أَمَامَ اللهِ الَّذِي آمَنَ بِهِ، اللهِ الَّذي يُحيِي المَوتَى، وَيَتَحَدَّثُ عَنْ أَشيَاءَ غَيرِ مَوجُودَةٍ بَعدُ، وَكَأَنَّهَا مَوجُودَةٌ

18 لَقَدْ آمَنَ إبرَاهِيمُ وَفِي قَلبِهِ رَجَاءٌ مُخَالِفٌ لِكُلِّ مَنطِقٍ بَشَرِيٍّ. وَهَكَذَا أَصبَحَ أَبًَا لِشُعُوبٍ كَثِيْرَةٍ كَمَا يَقُولُ الكِتَابُ: سَيَكُونُ نَسلُكَ كَثِيرًَا جِدًَّا.

19 وَلَمْ يَضعُفْ إيمَانُهُ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ يَعلَمُ أَنَّ جَسَدَهُ قَريبٌ مِنَ المَوتِ -فَعُمرُهُ كَانَ نَحوَ مِئَةِ عَامٍ- وكَانَ يَعْلَمُ أَنَّ رَحمَ سَارَة زَوجَتُهُ مَيِّتٌ أَيضًَا.

20 فَمَا شَكَّ بِوَعدِ اللهِ أَوْ تَخَلَّى عَنِ الإيمانِ، بَلِ ازْدَادَ إيمَانُهُ قُوَّةً، فَمَجَّدَ اللهَ.

21 كَانَ عَلَى يَقِينٍ مِنْ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَفِيَ بِمَا وَعَدَ بِهِ.

آمن إبراهيم وفقًا لما قاله الله، لا وفقًا لما شعر به. لم يصدق مشاعره، لم يصدق ما رآه، لم يصدق حواسه الجسدية. إنما كان إيمانه مبنيًا على وعد الله.

يمكن أن نقول بلغة بسيطة: “عندما أخبر الله إبراهيم أنه سيصير أبًا لأمم كثيرة، حتى عندما كان إبراهيم وزوجته قد تجاوزا بالفعل سنوات إنجاب الأطفال، لم يُطرف لإبراهيم جفن. أدرك أن لا شيء يصعب على الله: فالله يستطيع أن يفعل أي شيء. لذا اقتنع إبراهيم أن الله قادر أن يتمم ما قال أنه سيفعله”.

بركات إبراهيم هي لنا باعتبارنا أتباع المسيح، فقد قيل لنا في غلاطية 3: 14 “وَهَكَذَا فَإِنَّ البَرَكَةَ الَّتِي أَعطَاهَا اللهُ لإِبْرَاهِيمَ، سَتُنقَلُ إِلَى بَقِيَّةِ الأُمَمِ مِنْ خِلاَلِ المَسِيحِ يَسُوعَ، فَيَقبَلُونَ بِالإِيمَانِ الرُّوحَ الَّذِي وَعَدَنَا بِهِ اللهُ”.

كانت بركات إبراهيم تنطوي على ثلاثة جوانب: بركات روحية، وجسدية، ومادية. تكلم الله إلى نسل إبراهيم وأخبرهم –كان هذا هو العهد الذي صنعه مع إبراهيم أن بإمكانهم أن ينالوا إما البركة أو اللعنة.

تشمل البركة؛ البركة الروحية، والبركة الجسدية (صحة وشفاء)، والبركة المادية (ازدهار مادي).

وتشمل اللعنة، المرض والفقر وما إلى ذلك. لكن المؤمنين ليسوا تحت اللعنة، لأن رسالة غلاطية 3: 13 تقول: “لَقَدْ حَرَّرَنَا المَسِيحُ مِنْ لَعنَةِ الشَّرِيعَةِ بِأَنْ وَضَعَ نَفسَهُ تَحْتَ اللَّعْنَةِ بَدَلاً مِنَّا. فَكَمَا هُوَ مَكتُوبٌ: مَلْعُونٌ مَنْ يُعَلَّقُ عَلَى خَشَبَةٍ”.

يقول العدد 29: ” فَإِنْ كُنْتُمْ لِلمَسِيحِ، فَأَنتُمْ إِذًَا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَهَكَذَا تَرِثُونَ مَا وَعَدَهُ اللهُ بِهِ”.

لأننا نسل إبراهيم، فبركات إبراهيم هي لنا. ولأننا أتباع المسيح، فنحن “حَسَبَ الْوَعْدِ وَارِثُونَ”.

هذا يعنى أننا وارثون للبركة. نرى هنا كلمة “وعد” مرة أخرى. هذا ما كان يؤمن به إبراهيم: الوعد. لذلك، إن كنّا للمسيح، فنحن نسل إبراهيم. وإن كنّا نسل إبراهيم، فنحن وارثون وفقًا للوعد.

نستطيع أن ننال هذه المواعيد بذات الطريقة التي حصل بها إبراهيم على جزء من مواعيده، من خلال الإيمان. لكنك لا تستطيع أن تحصل على هذا بإيمان توما، إنما تحصل عليه بإيمان إبراهيم.

يحاول الكثيرون أن يحصلوا على بركات إبراهيم بإيمان توما المبني على المعرفة الحسية. إن لم يروها، لن يؤمنوا بها. إذ يؤمنون بما يمكن أن يسمعوه أو يشعروا به من الوجهة الطبيعية وحسب. إيمانهم مبنى على مشاعرهم. إن شعروا أنهم يملكون شيئًا، عندئذٍ يؤمنون أنهم يملكونه. لكن إن شعروا بأنهم لا يملكونه، فلا يؤمنون أنهم يملكونه.

عندما يشعر البعض وكأنهم قد خلصوا، يؤمنون عندئذٍ أنهم قد خلصوا. ويحدث ذات الأمر أيضًا مع استجابات الصلاة. فعادة ما يفشل الكثيرون في الحصول على استجابة لصلواتهم أو استقبال شفائهم لأن إيمانهم مبنى على البرهان المادي أو المعرفة الحسية.

يقول البعض: “أشعر بأن الله قد سمعني”. ولكونهم شعروا بتحسن أو لأنهم رُفعوا في الروح، يعتقدون أن في هذا مؤشر على أن الله قد سمعهم. مع ذلك، فالله لا يسمعنا لأننا  نشعر أنه فعل ذلك، إنما الله يسمعنا لأننا  نؤمن بما يقوله في كلمته بخصوص الأمر: “… يُعطِيْكُمُ الآبُ أَيَّ شَيْءٍ تَطلُبُوْنَهُ بِاسْمِي” (يوحنا 15: 16).

بالطبع لا يمكننا أن نصلي أو نتواصل مع الله دون أن نشعر بتحسن. لكن مجرد شعورنا بتحسن أو نوالنا لبركة روحية، فهذا ليس دليلاً على أن صلاة معينة قد اُستجابت.

لقد شعرتُ بتحسن مرات كثيرة بعد الصلاة وأعتقدتُ أن الله سمعني. لكنه لم يكن استجاب. لكن عندما بنيت إيماني على ما قاله الله في كلمته بغض النظر عما شعرت به في ذلك الوقت وتمسكت بمواعيده، أتت الاستجابة.

الإنسان ثنائي التكوين؛ يوجد إنسان داخلي وإنسان خارجي. الإنسان الداخلي هو الروح (روح الإنسان)، والإنسان الخارجي هو الجسد. الإيمان بالقلب يعنى الإيمان بالإنسان الداخلي. وبناء المرء لإيمانه على البرهان المادي يعنى الإيمان من وجهة نظر طبيعية وحسب أي الإيمان بواسطة الإنسان الخارجي.

إن الإيمان الحقيقي في الله الإيمان القلبي يؤمن بكلمة الله بغض النظر عما يكون الواقع المادي. والإيمان بالإنسان الداخلي هو الذي يجعل ما تؤمن به، يُستعلن في الإنسان الخارجي.

تكمن المشكلة مع كثير من المؤمنين في أنهم يريدون الاستعلان في الخارج أولاً قبل أن يبدأوا يؤمنون في الداخل. لكن الأمور لا تجري بهذه الطريقة.

فهؤلاء الأشخاص يتركون أجسادهم حواسهم الجسدية تسود عليهم. فيصدقون ما يخبرهم به إنسانهم الخارجي جسدهم المادي بدلاً مما تقوله كلمه الله.

مَن يسعى للشفاء يجب أن ينظر إلى كلمة الله، ليس إلى أعراض مرضه. يجب أن يقول: “أعلم أنى قد ُشفيت لأن كلمة الله تقول أن بجلداته أنا قد شُفيت”.  لكن لن يجديك نفعًا أن تقول هذا ما لم تؤمن به في قلبك. إن كنت تؤمن بقلبك وتقول بفمك، فسينجح الأمر معك. لأن، “مَنْ قَالَ… وَلاَ يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ بِأَنَّ مَا يَقُولُهُ سَيَحدُثُ، فَإنَّ كَلامَهُ سَيَتَحَقَّقُ لَهُ” (مرقس 11: 23).

قال سميث ويجلزورث هذه العبارة: “أنا لا أتحرك بما أراه. لا أتحرك بما أشعر به. لكني أتحرك بما أؤمن به”. هذا هو التوجه الذي كان عليه إبراهيم. وعلى النقيض، قال توما: “ما لم أر وأشعر، فلن أؤمن”.

يعطي كثير من المؤمنين كلمة الله المكانة الثانية في حياتهم، ويعطون جسدهم مسكن حواسهم الجسدية المكانة الأولى. لكن لا يمكننا أن نسير بالإيمان، ونسلك هكذا.

قال بولس: “لأَِنَّنَا نَسْلُكُ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ، لاَ عَلَى أَسَاسِ مَا يُمكِنُنَا رُؤيَتُهُ” (2 كورنثوس 5: 7). قال بولس أيضًا: “بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا” (1 كورنثوس 9: 27 من ترجمة فانديك).

لاحظ ما قاله بولس: “أَقْمَعُ جَسَدِي”. الفاعل هنا ضمير عاقل، أي الإنسان الذي بالداخل بولس الحقيقي– الإنسان الداخلي المولود من الله. ثم أضاف بولس: “أَسْتَعْبِدُهُ“. (“الهاء” هنا في الأصل تأتي كضمير لغير العاقل). جسدك ليس هو أنت الحقيقي، إنما هو المسكن الذي تعيش فيه وحسب.

إن كان جسدك هو أنت الحقيقي، لكان بولس قال: “أقمعني وأستعبدني”. لكنه بدلاً من ذلك، قال: “أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ”. بكلمات أخرى، لم يسمح لجسده أن يسود عليه، لم يدع حواسه الجسدية تسيطر عليه.                         كان بولس يقول ذات الشيء الذي قاله سميث ويجلزورث من عدة قرون مضت، مستخدمًا مصطلحات مختلفة. 

يمكن أن تحكمنا أجسادنا بطرق أكثر مما نتخيل. يعتقد بعض الناس أنهم مُقدسين ومُكرسين لله لأنهم يتبعون تقاليد وقواعد صارمة. مع هذا، فهم أكثر المؤمنين جسدانية على الإطلاق؛ أجسادهم تسودهم دائمًا، وعادة إيمانهم أقل من أي شخص. يعيشون في عالم الحواس بدلاً من عالم الروح والإيمان. علاوة على ذلك، لديهم روح وضيعة وقبيحة ولسان طويل.        

وعلى النقيض، قابلت أشخاصًا لا يتممون الكثير من هذه التقاليد والقواعد، لكن لديهم أفضل روح، وأنها  لبركة أن تجلس وتتشارك معهم.

إن وضعت مشاعرك أولاً، فأنك بذلك تضع جسدك أولاً، لأن المشاعر هي صوت الجسد. يضع كثير من الناس مشاعرهم أولاً، ثم الإيمان بمشاعرهم في المرتبة الثانية، وكلمة الله أخيرًا هذا إن وضعت. اعكس هذا الترتيب: ضع كلمة الله أولاً، ثم الإيمان بكلمة الله ثانيًا، ثم المشاعر أخيرًا.

تذكر أن المشاعر هي صوت الجسد، والتفكير هو صوت العقل، والضمير هو صوت الروح.

السلوك بالتفكير البشرى بدلاً من الاعتماد على كلمة الله، يعني أنك تتكل على ذراع البشر لا على كلمة الله. لا شك أنه توجد مواقف كثيرة لابد أن نعتمد فيها على التفكير، لكنى أشير هنا إلى المواقف التي يتعارض فيها التفكير مع كلمة الله.

نرى ذات الشيء مع إبراهيم. يقول المنطق أن رجلاً ذا 99 عامًا وسيدة ذات 90 عامًا لن ينجبا أي أطفال. لكن الله قال: “هَكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ”. ثم أخبر إبراهيم: “لَنْ يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدَ الآنَ أَبْرَامَ (وَمَعْنَاهُ الأَبُ الرَّفِيعُ) بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ (وَمَعْنَاهُ أَبٌ لِجُمْهُورٍ)”.

لا مانع من أن تعتمد على التفكير طالما لا يتعارض مع كلمة الله. لكن عندما يتعارض مع الكلمة، اسلك بالكلمة لا بالتفكير.

إن السلوك بالتفكير بدلاً من كلمة الله يعنى أنك تتكل على الإنسان لا على الله. يقول الكتاب: “… مَلْعُونًا كُلُّ مَنْ يَتَوَكَّلُ عَلَى بَشَرٍ” (إرميا 17: 5). يجب أن نتكل على كلمة الله لا على أنفسنا.

ينطبق ذات الشيء أيضًا على الخلاص. قصّت سيدة اختبارها في إحدى اجتماعاتي قائلةً: “أعلم أني خُلصت لأني تبت عن خطاياي وتوقفت عن كل عاداتي السيئة”. هذا ليس شيئًا.. فهو ليس دليلاً أنها خلُصت بأكثر منه دليل أنها هبطت على القمر! لماذا؟ لأن هذه السيدة أسندت خلاصها إلى ما فعلته، ليس على ما فعله يسوع. لم تقل كلمة عن يسوع.

ربما  ُيطرح هذا السؤال: “أيمكن لشخص أن يتوب ويظل غير مُخلَّص؟” بالتأكيد، إذا كانت التوبة هي آخر محطاته.

واحدة من أكبر المفاجئات التي واجهتها بينما كنت أرعى  كنيستي الأولى، حدثت عندما تقدم أفضل شخص في الكنيسة إلى المنبر ليقبل المسيح مخلِّصًا له. كنت قد زرت بيت هذا الشخص مرات كثيرة. أعلم أنه يصلى ويقرأ الكتاب ويشكر دائمًا قبل الأكل. أخبرني ابنه المراهق (الذي كان أصغر مني بسنوات قليلة فقط): “لم نسمع في حياتنا والدنا ينطق كلمة ردية أبدًا. لم نسمعه يردد نكتة سخيفة. لم نسمعه قط يتشاجر مع والدتنا”. بالرغم من كل صفاته الحميدة، لم يكن مؤمنًا.

أخبرته بعد تجديده، أني كنت أحسبه مخلَّصًا. لكنه قال لي: “لا.. أنا لم أكن مُخلَّصًا أبدًا. كانت والدتي قديسة، وقد سلكت دائمًا بتعليمها. كانت صارمة جدًا. لم أذهب أبدًا لمشاهدة مباراة كرة أو فيلم في حياتي. وإذا عصيت إحدى تعليماتها، كنت أتوب فورًا وأقول: سامحني يا رب. لكن حتى الآن، لم أكن قد دعوت يسوع إلى قلبي. لم أكن قد قبلته بالإيمان”.

إن توبة هذا الشخص لأجل تصرفاته الخاطئة لم تخلِّصه. تمامًا كما لو أنك تخاصمت مع أحد أصدقائك أو جارك، أو شريك حياتك، ثم قلت: “أنا آسف، سامحني”. لا يعني هذا أنك خلُصت. بل يعنى أنك قد تبت لأجل الخصام وحسب.

إن السيدة التي شهدت بأنها خلُصت لأنها تابت وتوقفت عن كل أفعالها الخاطئة، لم تعطِ أي أساس كتابي للخلاص. فهي اعتمدت على البرهان المادي بدلاً من كلمة الله.

لابد أن ُيبنى اختبار تجديدنا على رومية 10: 9 “إنْ أَعلَنتَ بِشَفَتَيكَ، وَآمَنتَ بِقَلبِكَ، أَنَّ يَسُوعَ رَبٌّ وَأَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَموَاتِ، خَلُصْتَ”.

يأتي الخلاص كنتيجة لنوع إيمان إبراهيم إيمان القلب، الإيمان الروحي الإيمان المبني، لا على البرهان المادي، بل على كلمة الله.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$