القائمة إغلاق

الإيمان العامل – الجزء 11 Working Faith – Part

 

لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا 

 

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب 

 

 

 

الإيمان العاملالجزء 11

 

  • ممارسة الإيمان وممارسة السلطان والفرق بينهما.
  • إيمانٌ بدون أعمال يساوي جسدًا بدون روح.
  • التَعامُل بتضاد عمدي مُوجَّه.
  • قانون روحي هام.
  • تطبيق الإيمان في معاني الخلاص الخمسة:
  • الإيمان والشفاء
  • الطبيب والعلاج ليسا بأعداء.
  • الفَهْم الصحيح لمواهب الروح القدس.
  • الماديات والنجاح
  • كيف تضع إيمانك في الماديات؟
  • المذاكرة والتحصيل الدراسي.

 الإيمان العامِل هو ما يُريده الله لحياة كل مؤمن ليَحصُد نتائج، الله بنفسه ساهرٌ على حياتنا لكي نعيش الكلمة فنجد فيها نتائج. هذه رغبة الله أكثر من كونها رغبة الإنسان نفسه! إن كان الإنسان يَتَمنَّى تحقيق النتائج فالله يريد ويسعى لذلك أضعاف، هذا التعليم مُتسلسِلٌ فأُشجِّعك أن تُراجع وتدرس من البداية أساسيات الإيمان الموجودة في العظات السابقة من هذه السلسلة.

 لنكمل في تفاصيل التأمّل، فهو بداية الإيمان ثم تُعلِن الكلمة بلسانك، إن أعلنتها بدون تأمُّل لن تجد نتائج، فالأمر مُرتبِطٌ بالتَأمُّل وتخزين معرفة كتابية تَخُص الأمر الذي تحتاجه.

 جدير بالذِكْر أن الإيمان يحتاج إلى وقت وليس استعجالاً، إن وضعت رِجْلك في أمر السلوك بالإيمان مُتأخِرًا وكأسك قد امتلأ بالفعل بعيانٍ صارخٍ وقوي وله مصداقية، فتجد صعوبة كلما حاولت أن تلوي ذراع هذه الأفكار لتهدئها، وبهذه الصورة يكون لديك خزينٌ سابقٌ لكن من العيان، لذا السلوك بالإيمان يحتاج إلى خزين سابق من التَأمُّل وإعلاء الكلمة.

 الإيمان هو حياة طاعة مُستمِرة لكلمة الله، بمعنى أنك ستجد كلمة الله لها رأي عكس العيان وما عليك هو أن تكون في حالة طاعة مستمرة وخضوع للفِكْر الإلهي. انتبه! إن امتلأت بالعيان ستجد صوت الإيمان مُنخفِضًا وصعبَ سماعه، يحتاج الإيمان إلى تأمُّل لوقت كافٍ.

ممارسة الإيمان وممارسة السُلطان والفرق بينهما:

 دعونا ندرس الفرق سويًّا، فهما يختلِفان عن بعضهما البعض، فالاثنان ليسَّا واحدًا، فممارسة الإيمان (حياة الإيمان) هي أن ترى حياتك طوال الوقت بحسب كلمة الله، كما قال الكتاب: «أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا». (رومية ١: ١٧)، والتي تُعنِي؛ “مَن تبرَّرَ بالإيمان، يُكمل حياته سالِكًا بالإيمان”. أما ممارسة السلطان فتكون نتيجةً لممارسة الإيمان، كما إنها مَبنيَّة عليها، وتُعنِي أنك تُمارِس القوة والقهرية ضدّ مملكة الظلمة.

 السلوك بالإيمان هو أنك تسلك بذهنك في ضوء الكلمة، انتبه! الإيمان لا يُعنِي إلغاء الذهن بل ضَبْط الذهن بناءً على الكلمة. السلوك بالإيمان (حياة الإيمان) هو أن ترى باستمرار المواقف من الكلمة، لكن في بعض الأحيان يكون هذا غير كافٍ ويجب عليك أن تضع سُلطانك وهو ممارسة الضغط على مملكة الظُلمة والعيان الناتِج منها.

 يمكن تشبيه الأمر بالسيارة؛ فأنت تقوم بتسخينها استعدادًا للحركة هذا هو السُلوك بالإيمان، أما السُلطان فهو توجيه السيارة بالفِعل لمكان ما فتبدأ ملاحظة الاختلاف.

 كثيرًا ما تسلك بإيمان مُتوقِعًا أنْ تَحدُّث الأمور مِن تلقاء ذاتها، لكن في بعض المرات تحتاج أن تقف وتقول لإبليس: “لا”، لا يوجد سلطان بدون إيمان لكن العكس قد يكون صحيحًا، لا تَكُن خامِلًا بأنْ تضع إيمانك بدون ممارسة سُلطان.

▪︎ إيمان بدون أعمال يساوي جسد بدون روح:

 26 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ.” (يعقوب 2: 26).

 “الْجَسَدَ” أي جسمٍ مليءٍ بالخلايا والأعضاء والإمكانيات ليصبح إنسانًا ولكنه بدون حياة (روح)، سيكون ميتًا، كذلك الإيمان أيضًا بدون أعمال ميت. إذًا من الممكن أن يكون لديك جسمٌ (إيمان) لكن بدون روح.

 من الممكن أن تُمارِس إيمانك دون أن تضع سلطانك الذي معناه توجيه تفكيرك تجاه الأمر وليس تفكير عام وأنت مُعتمِدٌ على أساس كتابي. تَذكَّرْ أن السلطان مُعطَى لك أنت وليس لإبليس أو العيان! هذا ما شرحته في العظات السابقة من هذه السلسلة عندما تكلَّمت عن أساسيات الإيمان.

▪︎ تعاملْ بتضاد عمدي مُوجَّه:

 أنت من تضع حدودًا للواقع والعيان، لا يوجد فكرة أو مرض أو حالة اقتصادية تستطيع أن تُفرِض نفسها عليك إلّا إن سمحت بذلك. تعاملْ بتضاد عمدي مُوجَّه، يوجد من يسلك فعلًا بإيمان لكن لا يُوجِّهه تجاه الموقف وفي الغالب يَحدُّث هذا نتيجة عدم التدريب وعدم الجرأة فلم يعتَدْ أن يسلك هكذا، لكنه يتشجَّع عندما يبدأ في السلوك بهذه الطريقة.

 تَذكَّرْ معنى الانتهار كما شرحته في أساسيات الإيمان؛ هو التحقير مِن، أي أن ترى الأمر بمقاسه الحقيقي وليس أنه ضخمٌ وتحاول غلبته. Epitimao باللغة اليونانية وهي حالة التحقير والاستهزاء بالشيء. انتبه! ليس بالبشر، بل المقصود أن ننظر للأرواح الشريرة بمقاسها الحقيقي فهي لا تُمثِّل شيئًا. تَذكَّرْ كيف تعامل الرب يسوع عند انتهار الريح أو الأرواح الشريرة.

 أيضًا عكس كلمة انتهار “مدح”، عندما تنبهر بشيء هذا يعني أنك تنبهر به وتمدحه أي تراه أكبر منك، وقد نسمعك تقول: “يا لهول هذا الشيء”، وعندما تنتهر ما انبهرت به (ما رأيته هائلاً وضخمًا) تكون في حالة تضاد داخلي فأنت تُحقِّر من الشيء الذي أعطيته قيمةً.

 يرتبط إيمانك بطريقة تفكيرك أما سُلطانك فَمُرتبِطٌ بما تعمله من أعمال تجاه شيءٍ مُحدَّد وتمارس الضغط الروحي عليه وإلا سيكون الإيمان ميتًا، ليس كافيًا أن تضع إيمانك بالصورة السليمة فقط دون أن تسلُّك بناءً على هذا الإيمان.

 الإيمان أيضًا ليس حماسًا للكلمة وإعلانها أمام الآخرين فقط، بينما في حياتك الشخصية ترى الأمر ضخمًا وأفكارك مُشتَّتة بالعيان وتُهيء نفسك للفشل أو المرض أو الموت لكن أمام الآخرين فأنت تتكلم الكلمة (تشهد)، لا، هذا المفهوم خاطئ تمامًا! الشهادة ليست فقط أمام الناس بل أيضًا أن تتكلَّم الكلمة المُخزَّنة داخلك أمام نفسك.

 يأتي الخزي من أنك ترى الأمر ضخمًا، وأن تمتلئ بالعيان ويَكبر الموقف بالفِعل نتيجة التغذية التي تُغذي بها تفكيرك، عندما تفهم وتدرك أن الأمر داخلي ستجد الإيمان سَِلسًا؛ «آمَنْتُ لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ».

▪︎ قانون روحي هام:

 16 مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ.” (مرقس 16:16).

 مَن لا يُؤمِن يُدان أي لا يوجد اختيار آخر أو رحمة أمام إيمانك بعمل الرب يسوع وإلا ستُدان، إذًا أي روح شرير أو عيان لا يتَّفق مع إيمانك ويخضع، حتمًا سَيُدان أي إن السماء تتحرَّك وتدعمك وهذا ما يجعل الأرواح الشريرة مَرعوبة. انتبه لسياسة الأرواح الشريرة، فَهُم يعطون الآخرين مِمَّا لديهم مِن الشكّ والشغف الشرير، فيضعون هذا عليك ويُوحَى لك أن هذه أفكارك (يسحرون لك) ويشعرونك أن الأمر انتهى وليس لك سلطانٌ عليه.

 بإمكانك واستطاعتك أن تضع إيمانك في أي أمر حتى وإن كان مُتعلِّقًا بآخرين لهم تأثيرٌ وهم أصحاب القرار!

17 وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ 18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُون” (مرقس 16: 17).

 “وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ“؛ مِن هذه العبارة نفهم أنّ هذا الكلام غير مُوجَّه للخدام فقط بل لكل من قَبِلَ يسوع.

 لفظ “يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ” ليس المقصود بها مِن داخل أشخاص فقط، لكن أيضًا مِن بيوتٍ وأماكن ومُشتريات، نتيجة من صنعوها. أي يُطردون الأروح الشريرة من أي شيء قابل للسَكَن. هي أشبه بشخصٍ يُجبَر على الخروج من حدوده المُتشبِث بها بالقوة في حالة من الإصرار والتَمسُّك والإلحاح، فهو مثل حالة من الاستعمار.

 الخداع هو من طباع مملكة الظلمة، فَمِن الممكن أن يَخرُج الروح الشرير ولكن يَدَّعي ويُمثِّل أنه مازال باقٍ ليخدع الشخص نفسه أو مَن يُصلي لإخراج الشياطين، والحلّ هو أن تسلك بإيمان!

 تَذكَّرْ ما قاله الرب يسوع للتلاميذ عندما سألوه عن عدم استطاعتهم إخراج الشيطان من على الولد، قال لهم: “لعدم إيمانكم”، الاتّجاه الصحيح هو أن تَأمُّر الروح الشرير بالخروج ويكون لديك إيمانٌ أن الأمر انتهى، ولا تُراقِب اختفاء الأعراض، وبنفس هذا السياق يجب التعامُل مع الأمراض.

“وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ” أي يكونوا في علاقة مع الروح القدس عَبْر التَكلُّم بألسنة.

8 اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ” (بطرس الأولى 5: 8).

 لا تَكُن قابِلاً للابتلاع.

▪︎ تطبيق الإيمان في معاني الخلاص الخمسة:

 كلمة خلاص في اللغة اليونانية تأتي “soteria” والتي تُعنِي تحريرًا، شفاءً، تسديدًا للاحتياج بفيض ووفرة، السلام والحماية. لندرس سويًا كيف يمكن أن تضع إيمانك بناءً على ما درسناه سابقًا في هذه المحاور.

  • الإيمان والشفاء:

 الإيمان ليس إنكارًا للواقع بل تَعامُّل معه، للتأكيد: إن كنت لا تعرف أن تضع إيمانك بالطريقة الصحيحة ولا يوجد مَن يتابعك روحيًا، إذًا تَحرَّكْ للطبيب فهو ليس عدوًا، من الهام جدًا أن يكون لك قيادة روحية في أمر الشفاء، لأن إبليس يضرب الأشخاص المُعتقِدين خطأً أن لديهم إيمانًا فيخسرون صحتهم ويَشكُّون في الشفاء الإلهي.

 جميع الأمراض هي نشاط للأرواح الشريرة سواء إن كانت بسيطة مثل الصداع أو مُهدِّدة للحياة، وللتعامُّل معها تحتاج أن يكون لديك تفكيرٌ سابِقٌ تجاه الأمراض بصفة عامة.

 إن كنت مُهدَّدًا بمرض وراثي وشاعِرًا بأن إبليس له يدٌّ عليك، ربما أنت مُدرِكٌ أنّ إبليس ليس له سلطانٌ، لكن انتبه فإنه يدور حول محور آخر وهو أنك فاتِحٌ ثغرات على حياتك. يحاول إبليس أن يُقنعِك بأنك لا تسلك في الحياة الروحية بالكامل فحتمًا سيُصيبك بأمراض، انتبه! هذا خداع، كُنْ واعيًا جيدًا أن الروح القدس في صفك دائمًا وهذا لا يُعنِي تشجعيك على أن تتفاوت في حياتك بل استمرْ بإيمان صحيح.

 ابدأ بالتدريب في الأمور الصغيرة التي لا تُهدِّد الحياة مثل الصداع مثلاً، بالطبع سواء كان المرض صغيرًا أو كبيرًا فهو تحت سلطان روحك وأنت مُنفِّذ المعجزة وتضع إيمانك لأجل الشفاء وتملأ كأسك بإيمانك ليعلو فوق ما يُطلَق عليه جبل العيان، ابنِ إيمانك وتَحرَّك في كل ما قيل لك من التزام بدواء مثلاً أو عادات صحية إلى أن ينضج إيمانك في هذه الزاوية.

 إن كُنت من مُحبِي المشروبات الغازية (الصودا) مثلاً أو لا تهتم بنوعية غذائك، وترجع وتطلب شفاءً، بالطبع ستجد الروح القدس يُوجِّهك أن تلتزم في أكلك، أيضًا إن كنت قليل النوم فأنت بذلك تُؤذِي صحتك.

 أحيانًا يكون المرض أسرع من أن تبني إيمانك؛ لأن مجموعة عوامل جعلت المرض يتفشَّى وتستفيق بعد وقت، نعم لا يوجد سلطانٌ للأكل عليك لكن انتبه لنوعيته، عليك دور وواجب تجاه جسدك أن تُغذيه وتتعامل باعتدال مع صحتك.

 لا تستفِضْ في دراسات عن الصحة والطعام لأن الكثير من الأبحاث تكون مُفبرَكة لصالح بعض الشركات بل كُنْ مُنقادًا بالروح القدس حتى في طعامك. غذاء الرب يسوع كان صحيًا وعندما أقام ابنة يايرس مِن الموت قال لهم: فَرَجَعَتْ رُوحُهَا وَقَامَتْ فِي الْحَالِ. فَأَمَرَ أَنْ تُعْطَى لِتَأْكُلَ“. (لوقا ٨: ٥٥)، أي إنه اعتنى بطعامها، وهذا يحثك أنت أيضًا على فِعْل هذا الشيء.

 نعم حياتك ليست من دمك وقوتك ليست من الأمور الجسدية، لكن من الواجب أن تُعطِي الجسد حقه، فهناك أمورٌ طبيعيةٌ عليك الالتزام بها. خذْ وقتًا كافيًّا للتأمُّل والتفكير السليم والتعامُّل باستحقار مع هذا المرض. انتبه أيضًا لدوافعك فهناك من يُوقِف الدواء لأن طعمه سيءٌ أو لأنه يُوقظه ليلًا أو لأنه يضطر أن يذهب للطبيب كثيرًا، هذا ليس إيمانًا بل خداعًا.

 يَحدُّث الشفاء نتيجة امتلائك بالتفكير الكتابي السليم حتى ينقلك التأمُّل إلى حقيقة وهي أن عالم العيان غير حقيقي وقبِل للتغيير بينما عالم الروح هو الحقيقي، وهذا أحد أدوار الروح القدس؛ أن ينقلك إلى هذه الحقيقة.

14 نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ.” (كورنثوس الثانية 13: 14).

 “شَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ” أي حالة التَشارُّك والانسجام والاتّحاد مع، وهي لها أكثر من مستوى، الأول مثل مجرد الاتّصال لعمل (أوردر) معين، أما في اليونانية فالشراكة أعمق من هذا المستوي فهي تبدأ بالخطوبة (تعارف وارتباط) وتنتهي بالزواج (تركا كل شيء وأصبحا سويًا).

 أما المستوى التالي وهذا ما جعلني أَذْكُر هذا الشاهد هو الانتقال مع، أي إنك تنتقل إلى مستوى الشخص الآخر. ينقلك الروح القدس إلى مستوى حقيقة الكلمة. في السلسلة السابقة؛ “تَمسَّكْ بكلمة الحياة” ذَكرتُ عبارة “رأوا الصوت” أي إن الصوت تَجسَّدَ، وهذا يُعني أن الصوت كان حقيقيًا لدرجة إنه تَجسَّدَ أمام أعينهم، فهذه حالة إدراك وانسجام مع الروح القدس لدرجة أن ترى فقط ما يراه الروح القدس وهذا اتّضاع وسلوك مع الروح وإتمام التأمّل للنهاية في كل زوايا حياتك.

 لكي تتحرَّك في الشفاء تحتاج أن تدرِس أساسيات الإيمان التي ذكرناها في بداية هذه السلسة؛ الفرق بين الحقيقة والواقع، من يملك الرصيد للاستناد عليه، من له الصفة الرسمية الحقيقية أنت أم إبليس!

  • الطبيب والعلاج ليسا بأعداء:

 الطبيب هو الطريقة الطبيعية للشفاء، أما كلمة الله فهي الطريقة الخارِقة للطبيعي، والاثنان لهما عدوٌ واحدٌ هو المرض. إنْ كنت قد استلمت معجزتك، تَحرَّكْ بالشهادة عن الشفاء لأنك غير مُنتظِر رأي الطب؛ لكنك مُتشبِّثٌ بالصورة التي تراها من الكلمة.

 لا يَكُن إيمانك هوجائيًا، لتتأمَّلْ أولاً في ما تريد الحصول عليه، ثم بعدها تُعلِنْ الكلمة بلسانك تجاه جسدك ليس لإحداث شيءٍ بل لأنها حَدَثَّتْ بالفِعل وأنت تشبَّعت بها، فأنت تراها بالفِعل. تَحرَّكْ مثل الله عندما كان يُعيد خَلْق الأرض وقال: “ليكن نور”، أي إنه كان يَأمُر النور الذي بداخله أن يَظهَر للخارج.

 أنت تُعلِن ما أنت مُتشبِعٌ به وتُفرِضه على العيان. إن لم ترَ الأمر داخلك لن يكون. أيضًا تَذكَّرْ قَوْل الكتاب المقدس أن يكون لنا نفس نوع إيمان الله، هذا يُعني أن تسلُّك كما يسلُّك.

 خُذْ فترات من الاستحقار للمرض بينما أنت مُلتزِمٌ في حياة صِحية وليس بصورة هوجائية. استعملْ ملابس ثقيلة إن كان الجو باردًا، إن جُرِحْتَ مثلاً، قُمْ بتغطية الجرح واعتنِ به، فهذا ليس ضِدّ الإيمان. أيضًا كل ما يُسبِّب لك حيرة في أمر الشفاء راجعه مع الرعاية الروحية.

 إن كنت مُقتنِعًا بعد بالعدوى والإصابة، فهذا تدريبٌ على السلوك بالشَكّ الذي هو إيمان سلبي؛ يحتاج الأمر إلى اتّزان فِكْري وليس عجرفة أو عدم إدراك، في الحقيقة هي حالة لامبالاة وعدم تَحمُّل مسئولية صحتك.

  • الفَهْم الصحيح لمواهب الروح القدس:

9 وَلآخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ، وَلآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. 10وَلآخَرَ عَمَلُ قُوَّاتٍ، وَلآخَرَ نُبُوَّةٌ، وَلآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ، وَلآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ، وَلآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ.” (كورنثوس الأولى 12: 9، 10).

 “مَوَاهِبُ شِفَاءٍ” في الأصل اليوناني تُعنِي الشفاء التدريجي، أما “عَمَلُ قُوَّاتٍ” فهي العكس أي الأمور الفَوريّة، انتبه للطريقتين فهما الاثنان مِن مواهب الروح القدس، لكن يوجد مَن يعتبر ما يَحدُّث في الحال هو فقط المُعجزة. من الناحية الطبية يوجد أشخاص كان لديها الحالة نفسها لكنها تدهورت، إذًا لماذا أطلقنا على مَن تعافى تدريجيًّا على إنه أمرٌ طبيعيٌّ؟!

 هذا يشير إلى أن مفهوم المعجزات لدى البعض غير صحيح. الشفاء سواء تدريجيًّا أو فوريًّا فهو من مواهب الروح القدس والسبب هو أن الله يُؤمِن بمناعة الإنسان، فهو من خلقها. المناعة هي بمثابة الشُرطة التي تتعامل مع أي شغب يَحدُّث في المدينة!

 لا عجب أن بداية ما يُفكِّر فيه الله للشفاء هو مناعة الإنسان! لماذا يكون اتّجاه الناس دائمًا ناحية عمل القوات؟ يعتقد البعض بأن تَدخُّل الله لابد وأن ينعكس أثره بصورة فوريَّة. كلما تتمشَّى مع الروح القدس تَجد قوة الشفاء تَظهر بصورة سهلة جدًا وتفرح بالنتائج، لكن انتبه ففرحك يجب أن يكون مُرتبِطًا بما تراه بروحك وليس بما تلمسه بجسدك (إن كنت مُنتظِر أن تجد تَحسُّن في الأعراض)، أُشجِعك ألّا تَسلُك بالعيان!

 حتمًا سترى نتائج، اطمئن أنت لا تَسلُّك في وهم، لا تخف أن تُكمِل مشوار إيمانك، كلما مَرَّنت عضلة إيمانك في الأمور الصغيرة تتجرأ أن تضع إيمانك في أمور أكبر والروح القدس معك وفي صفك ولا يوجد شيءٌ أقوى منك.

 تظهر قوة الروح القدس بصورة أكبر بينما أنت تسلُك معه وهو يقودك لتعديل بعض العادات والسُلوكيات في حياتك مثل النوم مبكرًا، وتناول الأكل الصحي واتّباع نظام غذائي سليم…إلخ. يتعامل الله مع المناعة على أنها المَسئولة عن الشفاء ولا يضعها جانبًا فهو من خلقها ولا يلجأ لعمل قوات إلّا إذا استدعى الأمر. يحتوي جسم الإنسان على قوة خارقة لاستعادة صحته، لذلك مِن الهام جدًا أن تُعطِي لجسدك حقه.

 يستند البعض على الشاهد التالي ليُثبِتوا أنّ الله لا يَشفي الجميع، لكن لندرسه سويًا؛

 “25 وَلكِنِّي حَسِبْتُ مِنَ الّلاَزِمِ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ أَبَفْرُودِتُسَ أَخِي، وَالْعَامِلَ مَعِي، وَالْمُتَجَنِّدَ مَعِي، وَرَسُولَكُمْ، وَالْخَادِمَ لِحَاجَتِي. 26إِذْ كَانَ مُشْتَاقًا إِلَى جَمِيعِكُمْ وَمَغْمُومًا، لأَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ كَانَ مَرِيضًا. 27فَإِنَّهُ مَرِضَ قَرِيبًا مِنَ الْمَوْتِ، لكِنَّ اللهَ رَحِمَهُ. وَلَيْسَ إِيَّاهُ وَحْدَهُ بَلْ إِيَّايَ أَيْضًا لِئَلاَّ يَكُونَ لِي حُزْنٌ عَلَى حُزْنٍ. 28فَأَرْسَلْتُهُ إِلَيْكُمْ بِأَوْفَرِ سُرْعَةٍ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُمُوهُ تَفْرَحُونَ أَيْضًا وَأَكُونُ أَنَا أَقَلَّ حُزْنًا. 29فَاقْبَلُوهُ فِي الرَّبِّ بِكُلِّ فَرَحٍ، وَلْيَكُنْ مِثْلُهُ مُكَرَّمًا عِنْدَكُمْ. 30لأَنَّهُ مِنْ أَجْلِ عَمَلِ الْمَسِيحِ قَارَبَ الْمَوْتَ، مُخَاطِرًا بِنَفْسِهِ، لِكَيْ يَجْبُرَ نُقْصَانَ خِدْمَتِكُمْ لِي.” (فيلبي 2: 25- 30).

 مَرَضَ أبفرودتس حتى قاربَ الموت إما أنه عَمَلَ بعمل إضافي بجانب الخدمة أو أهلكَ نفسه بصورة شديدة في الخدمة غير مُعطيًا لجسده الراحة الكافية، لكن الروح القدس أعادَ له صحته، يوجد أشخاص تُهلِك صحتها نتيجة أنهم غير فاهِمين الوسائل الصحيحة.

 الماديات والنجاح:

 الازدهار لا يُعنِي حياة الرفاهية بل أنك مُسدَّدُ الاحتياجات لدرجة أنك تفيض على الآخرين وغير مُعتمِد عليهم، وهذا فِكْر الله من البداية تجاه الازدهار حيث وَضَعَ آدم في جنة عدن. انتبه الله ليس لديه مشاكل نفسية ليجعل شخصًا فقيرًا وآخر غنيٌ!

 لم يَكُن الرب فقيرًا في أثناء وجوده هنا على الأرض بل كان يَملُّك صندوقًا للخدمة يُسدِّد نفقات الاثني عشر تلميذ منه بعائلاتهم والسبعين تلميذ أيضًا. وفوق كل هذا كان يُسرَق مِنه أيضًا وإلى جانب هذا كان يستطيع أن يُدعِّم الفقراء.

  • كيف تضع إيمانك في الماديات؟

 ليس أن تُعلِن كلمة الله بدون أساسات وإلّا ستكون مُعثِرًا لمَن حولك. قبل أن تضع إيمانك، ماذا عن إدارة أموالك؟ انتبه للأفكار التي تدور بذهنك عندما تحصل على مبلغًا من المال، إن كنت أمينًا في إدارة نقودك؛ ستُقام على أمور أكبر. كلما تتعامل مع نقودك بشكل صحيح وتدَّخر جزءًا من دخلك سيأتمنك الروح القدس على الكثير.

 غير مسموح بترك الحرمان السابق أو التربية الخطأ أو تقليد الآخرين وغير ذلك أن يقودك في إدارة نقودك. أشجِّعك بدراسة تعليم “الازدهار” وستجده على الموقع.

 يخبرنا الكتاب المقدس إنه لو كان العهد القديم ناجِحًا وكافيًا لم تَكُن هناك حاجة لعهد جديد. بهذا السياق نفسه؛ أنت لا تحتاج لشراء أجهزة جديدة مادامت القديمة تُؤدي الغرض، ولا يجب أن تجري وراء الأحدث باستمرار.

 ضَبْط ذهنك هو بداية ازدهارك، فالازدهار هو فِكري قبل أن يكون ماديًّا. تحتاج أن تفهم فِكْر الله في هذا الأمر لتضع إيمانك فيه. كيف تتعامل مع مالك؟ كيف تتعامل مع وقت مذاكرتك بالأخص لو تُرِكت بالمنزل وحدك؟ هل تستغل الوقت بطريقة سليمة؟

  • المذاكرة والتحصيل الدراسي:

 لا تستذكر دروسك بارتباك. تحتاج إلى السيطرة على ذهنك من التشتيت والسرحان، فالتشتيت له علاقة بوجود نشاط أرواح شريرة على ذهنك، وتحتاج أن تتعامل مع ذهنك بصورة صحيحة. ترديد كلمات مثل (باسم الرب يسوع سأنجح) لا تكون كافية للنجاح، فإيمانك هو الفعّال على أرض الواقع وإلَّا سيكون ميتًا.

 إن كنت تُذاكِر مادة صعبة، خُذْ وقتًا مِن الصلاة بألسنة وانظرْ للمادة بعين الاستحقار؛ فأنت بداخلك المُعلِّم الأروع (الروح القدس)، وداخلك مسحة تُعلِّمك كل شيء.

 اسلكْ بإيمان أن لديك استنارةً وفَهْمًا مُختلِفين عن السابق، ستجد الأمور غير واضِحة في البداية، لكن استمرْ في الأمر وستجد الروح القدس يُرشدك للأجزاء المُفتاحية لفَهْم المادة، وأيضًا يُحيطك بأشخاص يساعدونك في فَهْم المعلومات.

 افهم كيف تسلك مع الروح القدس، فبينما تُصلي بألسنة، تَوقَّعْ أن الروح يُعطيك استنارة وفهم فيما تذاكره، ولا تنسَ أن تتدرَّب مُسبقًا.

  • كيف يَحدُّث الازدهار المادي؟

 لن يَحدُّث الازدهار عن طريق أن تُمطِر السماء عليك أموالاً، أو تجد احتياجك أسفل فراش نومك. لكن عَبْر أن تتعامل مع مادياتك بطريقة صحيحة، وأن تُدخِل الروح القُدس في مادياتك عن طريق عطاءك وعشورك وتقدماتك. لننظر معًا لما قاله الكتاب في ملاخي.

“١٠ هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ. ١١ وَأَنْتَهِرُ مِنْ أَجْلِكُمْ الآكِلَ فَلاَ يُفْسِدُ لَكُمْ ثَمَرَ الأَرْضِ، وَلاَ يُعْقَرُ لَكُمُ الْكَرْمُ فِي الْحَقْلِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.” (ملاخي ٣: ١٠، ١١).

 لتدرسْ مقالة “هل العشور فِكْر العهد القديم وانتهى في العهد الجديد؟” عند دراستها ستفهم أنّ مبدأ العشور هو موجودٌ مِن قبل بداية العهد القديم، ويُعنِي أنك مُتَّصِلٌ بالله فكريًا وماديًا وفي كل اتّجاه.

 إنْ كنت مُلتزِمًا بعشورك وعطائك وتقدماتك وتُعاني أيضًا من السَلب، فعليك أن تُفكّر وتفحص في إدارة مادياتك وأموالك. مثلًا في ماذا تنفق؟ هل يمكن تأجيل شراء بعض الأشياء؟ كيف تتوقَّع أن تأتيك الأموال؟ ولماذا تحتاج الأموال، هل لشراء مُتطلبات أم لتستثمرها بطريقة صحيحة؟

 إن نظرت لدَخْلك على إنه مُرتبِطٌ بمواسم مُعيَّنة سيكون هكذا، وإن رأيت أنك أعلى من أي مُتغيرات فهذا ما سيَحدُّث معك، فالأمر مُرتبِطٌ بطريقة تفكيرك.

 “أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ”؛ من ضمن معانيها فتح البوابات الفِكريَّة وليس أن السماء تُمطِر نقودًا، بل الطريقة السليمة هي أن الله يُعطي للإنسان إلهامًا واستنارةً. ماذا ستفعل عن طريق مقابلة شخص ذو مرتبة عالية أو اتّصال هاتفي مثلاً؟! لتعتمدْ على الحلول الإلهية بالكامل.

 قاد الروح القدس كينيث كوبلاند لشراء قطعة أرض بها بترول، وكلما كان ينقب عن البترول لم يكن يجده، مَرّ عشرون عامًا ولم يحصل على البترول وفي كل مرة حاول بيع الأرض منعه الروح القدس، وأخيرًا نَقَبَ عن البترول فوجده وأعلنَ “مجدًا للرب” وهذه الأرض أصبحت مصدر تمويل لانتشار الإنجيل في كل أنحاء العالم.

 يُعطيك الروح القدس أفكارًا لإدارة أموالك بطريقة سليمة؛ فالإيمان مُرتبِطٌ بعلاقتك مع الروح القدس وليس شيئًا ميكانيكيًا عليك أن تتحرَّك فيه.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$