القائمة إغلاق

الإيمان العامل – الجزء 6 Working Faith – Part

 

لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا 

لسماع العظة على لساوند كلاود أضغط هنا 

لمشاهدة العظة على اليوتيوب

 

الإيمان العاملالجزء 6

▪︎ التينة ومتى يبست؟!

▪︎ القراءة مِن الصفحة نفسها.

▪︎ استكمال الأعمدة التي تجعَّلك تتحرَّك بإيمان فعّال يحصد نتائج:

  • السلطان والتَحكُّم.
  • القوة التنفيذية أُعطيت للإنسان وليس الرب.
  • التأمُّل.
  • الله هو مَن يريد أن يُثبِت كلمته ولست في حاجة إلى الإلحاح عليه (الزَن).
  • الكلمة في حدّ ذاتها لديها القوة لتُنجِز ما تقوله.

 

  يوجد إيمانٌ عامِلٌ وآخر غير عامِلٍ، ليس كل من يقول إن لديه إيمانًا؛ يكون إيمانه فعالاً، أنت تقول إنه لديك إيمان ولكن العبرة بتشخيص الكتاب لك، تحتاج أن تتأكَّد إن كنت تسلك بالإيمان بالصورة الصحيحة، فإن لم تضع إيمانك بشكل سليم لن تحصل على نتائج.

 6 لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.” (غلاطية 5: 6).

 “الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ”؛ إذًا ضمنيًا يوجد إيمان لا يعمل!

▪︎ التِّينة ومتى يَبُسَتْ؟!

 “11 فَدَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ وَالْهَيْكَلَ، وَلَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ إِذْ كَانَ الْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى، خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ. 12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ، 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُون. 20وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوْا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ، 21فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدِي، انْظُرْ! اَلتِّينَةُ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!»(مرقس 11: 12-14&20- 21).

  «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!». & «انْظُرْ! اَلتِّينَةُ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!»؛ لم يلعن يسوع التينة لكن بطرس هو مَن أطلق لفظ “لعنة” على الكلمات السلبية التي نطقها الرب على الشجرة. تلك الكلمات السلبية هذه بمثابة لعنات، فيبست من الأصول.

 “18 وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ، 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ، وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ. 20فَلَمَّا رَأَى التَّلاَمِيذُ ذلِكَ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ؟» 21فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلاَ تَشُكُّونَ، فَلاَ تَفْعَلُونَ أَمْرَ التِّينَةِ فَقَطْ، بَلْ إِنْ قُلْتُمْ أَيْضًا لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ فَيَكُونُ. 22وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ»” (متى 21: 18- 22).

 “كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ؟” أي يَبَسَ جذرها في الحال، بينما (مرقس 11) يعطي المشهد كاملاً حيث ذَكَرَ أنها يبست في اليوم التالي لأن غذاء الشجرة مازال موجود فيها (مثل المروحة عندما تُطفئها تستمر في الدوران لفترة وجيزة).

 يشرح إنجيل متى الأمر من جهة عالم الروح بينما مرقس يشرحه بالنسبة لعالم العيان، يوجد كلمات لا تظهر نتيجتها إلّا بعد وقت، لا يوجد احتمالية عصيان العيان لكلماتك، لذا إن تَكلَّمتْ الكلمة بشأن أمر ما، لا تكُن مُتزعزِّع بل ليكُن لديك اقتناعٌ داخليٌّ. إن كنت تتكلَّم إلى مرض فأنت أوقفت المنبع، لكن يوجد تابعيات فلابد أن تُكمل وتضع إيمانك فيها.

▪︎ القراءة مِن الصفحة نفسها:

 “23 لأَنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ قَالَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ! وَلاَ يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَكُونُ، فَمَهْمَا قَالَ يَكُونُ لَهُ.” (مرقس11: 22).

 “وَلاَ يَشُكُّ” أي لا يُعادي أو يُقاوم أو يتشاجر وينعزل داخليًّا عن ما يقوله، إذًا يمكن تشبيه الشكّ بأنه عدم القراءة من صفحة الرب نفسها. تخيَّلْ معي أنك تشارك أحدًا في قراءة شاهد كتابي أو ترنيمة ما ولم تتّفقا على قراءة المقاطع نفسها في ذات الوقت!! هذا هو الشكّ والاختلاف، فهي حالة تضاد داخلي.

 بالاستعانة بما سبق وأيضًا الترجمة اليونانية يمكن تلخيص معنى كلمة “شكّ” هكذا: (شخص مُختلِّف ومُضاد داخليًا لِمَّا تقوله الكلمة). الشكّ لا يُعني بعض التَزعزُع الداخلي فهذا هو الظاهِر خارجيًا، إنما هو حالة من التردُّد الداخلي الناتِج عن عدم الاقتناع التام فأنت لا تقرأ مِن الصفحة نفسها التي يقرأ منها الله؛ أي غير مُتفِق مع ما يقوله الله.

 نستنتج أيضًا أن كلمة “الإيمان” تُعنِي الاتّفاق النهائي والاتّحاد وتزامن التفكير (مثل سيارتان تسيران بنفس التزامن) وهو حالة الوقوف في نفس الاتّجاه والرأي والاقتناع، فالشكّ عكس الإيمان.

 “8 أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعًا! وَلكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟” (لوقا 8:18).

  “أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ”؛ سيبحث الرب على الأرض في مجيئه هل مازال الإيمان موجودًا! فَمِن علامات أواخر الأيام الاقتناع بالأمور العلميّة والطبيّة والفلسفيّة والخبرات الإنسانية وعدم القراءة من ذات الصفحة أي عدم الوقوف والاتّفاق مع نفس ما يقف عليه الله في الكلمة. الإيمان مهم جدًا والدليل أن الرب سيبحث عنه في الأرض عند رجوعه.

 حالة العيان والحواس الخمس هي ما ستكون غالبة، سيرتدّ قوم عن الإيمان. انتشرت تعاليم سُميَّت بأنها مسيحية أعطت إعلاءً للنَفْس البشرية والمشاعر فهذه أحد الأجندات المَعروف أنها ستُعرَض من إبليس في أواخر الأيام، وللأسف وُضِعَ عليها اسم يسوع، فبدأت الناس تُقدِّر الشكّ وأطلقوا عليه علامة صِحيّة وطبيعية فقد قيل هذا على منابر!!

 لكن كلمة الله تقول “إن كنتم لا تشكون”، فإبليس يرتعب لأنه يعلم أنه لا يوجد موانع لِمَن يسلك بإيمان، فمهما قال يكون له، فهو يخاف لئلا تسلك الكنيسة بالإيمان لأنها حتمًا ستُنجِز أمورًا ضخمة؛21 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلاَ تَشُكُّونَ، فَلاَ تَفْعَلُونَ أَمْرَ التِّينَةِ فَقَطْ، بَلْ إِنْ قُلْتُمْ أَيْضًا لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ فَيَكُونُ.”

 بحسب (مرقس 11) جذر الشجرة هو إشارة لعالَم الروح وهو المُؤثِّر في العيان؛ فأنت لا ترى جذر الشجرة أو ما يحدث في باطن الأرض وكذلك عالم الروح لا تعرف ما يحدث فيه إلّا إن كنت تسلك بالكلمة. تستطيع بروحك أن تتخيَّل الملائكة وهي تعمل على الشخص أو الموقف أو الأرواح الشريرة أو أي أمر تريد أنت تغييره، فأنت ترى التغيير بروحك أولًا، أي تسلك بالإيمان عن طريق روحك.

▪︎ مراجعة للركائز والأساسيات للتَحرُّك بإيمان:

  • تختلف الحقيقة عن الواقع.
  • إن تمسَّكت بالشيء سيهرب منك، ولابد أن تتمسَّك بوجهة نَظْر الرب.
  • تَدرَّبْ على استخدام الإيمان في الأمور الصغيرة؛ مثل أي عضلة تنمو وتكبر عندما تعطيها مجهودًا أكبر.
  • القيمة والاعتبارات: إن تعاملت مع إبليس باتّجاه غضب وغيظ ومضايقة؛ إذًا فأنت تعطيه قيمةً واعتبارًا، كيف ترى الموقف وما قيمته لديك؟
  • الاتّضاع: فما يقوله الله والكتاب تخضع له؛ فلا مفرّ إلا أن تقتنع وتخضع.
  • إبليس ليس له رصيدٌ في عالَم الروح؛ حتى ولو له تأثير في عالَم العيان.
  • تُؤثِر الأمور الروحية على الأمور الجسدية لأن عالَم الروح هو المُتحكِّم في العالم المادي؛ عليك أن ترى أن كلمة الله هي الحقيقة وتُفرضِّها على العيان.

▪︎ لنُكمِل حديثنا عن الأعمدة التي تجعلك تتحرَّك بإيمان فعاَّل يحصُد نتائج:

  • السلطان والتَحكُّم:

 أُعْطَيَّ لك السُلطان لتتحكَّم في شئونك الشخصية وليس شئون أشخاص آخرين أو إرادتهم، فعندما تتعامل مع مملكة الظلمة فأنت تضع لها حدودًا لأنك تَملُك السيادة والتسلُّط عليها!

 بينما تُدرِك هذا السلطان وفي الوقت نفسه تدرِّس عن الأمر الذي تضع إيمانك لأجله، الإيمان مثل المَفرمة التي تقوم بفرم المادة التي ترغب في تحويل شكلها لتَحصُل على مُنتَّج (الأمر الذي تضع إيمانك لأجله مثل الماديات أو الشفاء….إلخ) إذًا لابد من دراسة الإيمان وأيضًا ما تضع إيمانك لأجله وهو ما لك في المسيح.

مفاهيم خاطئة:

  • أن تعتقد بأن السلطان ليس في يدك بل في يدّ إبليس مُستنِدًا على أنه رئيس سلطان الهواء، انتبه! لإبليس سلطانٌ فقط على مَن يخضع له، لكن بمجرد قبولك للرب يسوع فأنت خرجت خارج نظامه وهذا مُطبَّقٌ عليك وأنت هنا على الأرض وليس سيَحدُّث لاحقًا.
  • أن تعتقد بأن إبليس له فيك شيءٌ أو ضريبة لابد أن يأخذها، ولا يمكن أن يَعبُر عدة أيام دون أن يُسبِّب لك مشاكل ومتاعب، أو أن تَسقُط في خطية فهو المُتحكِّم فيك، إن كنت تتحرَّك بهذه القناعة فهذا يُؤكد أن مفرمة إيمانك لا تعمل بكفاءة.

6 وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.” (أفسس 2: 6).

20 الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، 21فَوْقَ (عاليًا) كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضًا، 22وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، 23الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.” (أفسس 1: 20-23).

 ما يسري على الرب يسوع من سلطان وسيادة يسري عليك أنت أيضًا، كل شيء أُخْضِعَ تحت قدمي يسوع أُخْضِعَ تحت أقدامك أنت الجالس عن يمين يسوع، إذًا ليس لإبليس ان يتحكَّم فيما يخصك؛ ربما يتحكَّم فيما يَخُص آخرين وهذا لأنهم غير مُعطيين الرب يسوع السيادة.

 كلمات مثل: “آه من إبليس! يبدو أنني عليّ شكاية!” من لا يُدرك هذا الميراث من سلطان وتَحكُّم لا يتعامّل مع إبليس بجرأة، لقد هزم الرب يسوع مملكة الظلمة. تتكوَّن رسالة رومية مِن ستة عشر إصحاحًا لم يتمّ ذِكْر كلمة إبليس فيها إلا في العدد التالي: 20 وَإِلهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ.” (رومية 16: 20).

 “سَيَسْحَقُ” في اللغة اليونانية هو نفس لفظ الحذاء المذكور في سلاح الله الكامل (أفسس 6)، هو ليس حذاءً عاديًّا بل يحتوي من أسفل على أجزاء مثل المسامير لتساعده في التَسلُّق، ويوجد أشواك تَخرج منه فهو حذاءٌ دفاعيٌّ، وهذا اللفظ له خلفية تاريخية، فالجنود الرومانيون كانوا دائمًا يُغذُّون بألّا يخافوا أو يهابوا أي شيء فَهُم جنود رومان، على سبيل المثال دُسْ واسحقْ مَن يعبر أمامك دون رحمة سواء كان سيدةً أو شيخًا أو حتى طفلاً!

 ما ذُكر في رومية عن إبليس ذُكِرَ بصورة نهائية، وهذه الآية لها شروط تتمثّل في أن تنتمي لتعليم كتابي وجسد حي ولا تختلف فكريًا عن ما تقوله كلمة الله، بل تبتعد عن الخلافات البعيدة عن التعليم.

 “17 وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ، خِلاَفًا لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ. 18لأَنَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ لاَ يَخْدِمُونَ رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ بَلْ بُطُونَهُمْ. وَبِالْكَلاَمِ الطَّيِّبِ وَالأَقْوَالِ الْحَسَنَةِ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ السُّلَمَاءِ (الساذِجون) 19لأَنَّ طَاعَتَكُمْ ذَاعَتْ إِلَى الْجَمِيعِ، فَأَفْرَحُ أَنَا بِكُمْ، وَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا حُكَمَاءَ لِلْخَيْرِ وَبُسَطَاءَ لِلشَّرِّ.” (رومية 16: 17، 18).

 “السُّلَمَاءِ” أي الذين لا يعلمون كواليس الأمور وليس لديهم أي خلفية، فتجده يُصدِّق كل ما يُقال، والعلاج هنا معرفة الشخص وتَثقُّفه بالكلمة بدلاً مِن الاطلاع على ظروف الآخرين، ويجب أيضًا أن يضع ثقته أن الرب سيضع أشخاصًا ممسوحين لقيادة الكنيسة بدون مضايقات.

أُعْطِىَّ للكنيسة التَحكُّم والسلطان في الوقت والمادة، لا تَقُل إن الوقت فات، يمكنك أن تُغيّر الواقع.

 القوة التنفيذية أُعِطيت للإنسان وليس الرب:

 هذه النقطة تجعلك واقِفًا على أرضك بثبات، سأستفيض في شرحها لأنها تُمثل مشكلة لدى الكثيرين. لنبدأ بشرح الصورة الخاطئة أولًا: على الشخص أن يضع إيمانه والرب سيفعلها لأنه قادر! سيتدخَّل الرب لأن هذه الأمور أقوى من الإنسان! هذه العبارات صحيحة، لكن انتبه جيدًا، فروحك لديها قوة لابد أن تُطلِقها وأنْ تَفرِض أنت الصورة على هذا الموقف عبْر التأمل وسنتحدَّث عن هذا خلال هذه السلسلة.

 عليك أن تقوم بعملية فكريَّة عن عمد برسم صورة وفَرْضها باستمرار، فأنت مُشترِكٌ مع الله، دعني أعرض عليك ما يُؤَيّد هذا المبدأ من العهدين القديم والجديد.

15 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مَا لَكَ تَصْرُخُ إِلَيَّ؟ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْحَلُوا. 16وَارْفَعْ أَنْتَ عَصَاكَ وَمُدَّ يَدَكَ عَلَى الْبَحْرِ وَشُقَّهُ، فَيَدْخُلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ.” (خروج 14: 15، 16).

 وجد شعب الله نفسه مُحاصَرًا بين البحر أمامهم وفرعون خلفهم، أي مَقتولين لا مُحالة، وعندما صَرَخَ موسى إلى الرب قال له: “ارفع أنت عصاك وشُقّ البحر”،وَارْفَعْ أَنْتَ عَصَاكَ وَمُدَّ يَدَكَ عَلَى الْبَحْرِ وَشُقَّهُ، فَيَدْخُلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ.” (الخروج ١٤: ١٦). أن يمدّ عصاه على البحر بالنسبة للبشر هو فِعْلٌ معقول ومقبول، لكن ماذا عن لفظ “وَشُقَّهُ”؟!

 لم يَقُل الله: “وأنا سأشقه” بل ترك الفِعْل للشعب أي إن موسى يُرَى برَفْع عصاه أنه هو المُنجِز والمُنفِّذ للمعجزة وليس الله، إذًا فأنت مُفوَّضٌ من الرب! وهنا تكمن المُعضلة عند البعض لأنهم ليس لديهم إدراكٌ أن القوة التنفيذية أُعطِيَّت للإنسان، ويستمر في انتظار الرب، وفي الحقيقة الله هو الذي ينتظره ليقوم بدوره، ففي النهاية لا يَحدُّث أي شيءٍ.

 6 فَقَالَ الرَّبُّ: «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذِهِ الْجُمَّيْزَةِ: انْقَلِعِي وَانْغَرِسِي فِي الْبَحْرِ فَتُطِيعُكُمْ.” (لوقا 17: 6).

 “فَتُطِيعُكُمْ” تطيع الجُمّيزة من يتكلَّم إليها وليس الله، وهذا دليل أيضًا أن القوة التنفيذية أُعْطِيت لك. هذا ما يمنعك أن تكون خامِلًا ومُنتظِرًا لله أن يَتدخَّل. يتحرّك الروح القدس معك لتُنجِز الأمر إلى آخره.

 أنت مَن ترى الأمر أولاً في داخلك (روحك) تحت هذا الاقتناع أن القوة التنفيذية في يدك، وعندما تتكلَّم، تتحرَّك السماء لتُنَفِّذ؛ فأنت المُحرِّك لها. مجرد إطلاقك للكلمات فهي إعمال وتنفيذ وحدوث الشيء، فالإيمان هو مادة الشيء وحدوثه وليس انتظار الرب ليفعلها.

 انتبه جيدًا! إن أطلقت الكلمات بدون هذا الإدراك، فأنت تنتظر الرب أن يفعل هو الأمر، كونك تدخَّلت في الأمر بكلماتك فأنت المُفوَّض من قِبَل الرب في الموقف، إذًا لتُكْمِل إيمانك بدون انتظار.

7 فَاخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ.” (يعقوب 4: 7).

 “قَاوِمُوا” أي إن المقاومة هي دور الإنسان، “فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ” أي يهرب فزعًا ورعبًا لأنه يَعلَّم جيدًا أنه سيُعاقَب إن لم يُطيع.

 بحسب (إشعياء 14) يصف الكتاب إبليس بأنه “قاهِر الأمم” أي “مُضعِف الأمم” وهو المسئول عن إضعاف الناس وجعلهم في حالة تَسيُّب وكأنهم مفعول به ونفس هذا اللفظ ذُكِرَ في الرسالة الأولى لأهل كورنثوس؛9 أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ.” (كورنثوس الأولى 6: 9).

 “مَأْبُونُونَ” أي الشذوذ الجنسي، وذُكِرَت في أكثر من سياق عن الشخص الذي في حالة تَنعُّم، واللفظ نفسه ذُكر عن يوحنا المعمدان؛ “25 بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَانًا لاَبِسًا ثِيَابًا نَاعِمَةً (شخصًا طريًّا)؟ هُوَذَا الَّذِينَ فِي اللِّبَاسِ الْفَاخِرِ وَالتَّنَعُّمِ هُمْ فِي قُصُورِ الْمُلُوكِ.” (لوقا 7: 25).

  يُعلِّمك الكتاب أن تكون وديعًا ومحترمًا مع الأشخاص لكن مع مملكة الظلمة لابد أن تتعامل بشدة وحزم. تخيَّلْ معي أن يُفاجِئك شخصٌ ما يقوله إن هاتفك الشخصي ملكًا له (هذه خدعة ليسرقك) إن أعطيته فرصة للجدال والنقاش؛ تجده يرفع صوته ويجمهر الناس حولك وبالفعل يأخذ الهاتف ويرحل!

 لكن إن كنت حادًا معه وتركته وذهبت فهذه هي طريقة القوة في التَعامُل، انتبه هذه الشراسة هي للتَعامُل مع مملكة الظلمة وليس الأشخاص حولك، يحاول إبليس أن يكسر فيك خشونة التعامُل معه أو أن تكون حادًا مع الأشخاص.

 يسعى إبليس لِجَعْل الشخص مأبونًا أي غير مُبالِي بأي شيء وليس ذا موقف، ويُقنِعه عبر المواقف الحياتية بأنه لا يعرف أن يأخذ قرارًا، أو عندما يتجرّأ ويأخذ القرار وبالفعل هو خاطئ، حينئذ يبدأ المُحيطون به في انتقاده فتنكسر لديه قوة الشخصية، فيتراخى ويتنازل عن دوره تارِكًا مَن حوله هم من يأخذون القرارات، وهكذا يكون بدأ تدريبه على السلبية.

 ليس مَرسومًا لك أن تكون مَضغوطًا، بل مُتدرِّبًا على اعتمادك على الروح القدس. إن كنت صاحب قرار، فأنت تضع سلطانك بطريقة صحيحة وتأخذ قرارًا في ضوء الكلمة، وتتدرَّب أن تُوقِف إبليس في حياتك.

 لاحظ أنّ تكسير الشخصية يبدأ منذ الطفولة ومن مواقف بسيطة جدًا مثل اختيار الفواكه والخضروات ويلوم عليه أبويه او إخوته، فيكون سلوكه فيما بعد في الحياة ألّا يأخذ قرارًا خوفًا من الندم والحسرة والخسارة، وبذلك يَتدرَّب أن يكون ضعيفًا.

 انتبه! السلطان أُعْطِي لك؛ “قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ” المقاومة مُرتبِطة بك أنت؛ فالسلطان أُعطِيَّ لك وليس صحيحًا أن تُعطيه لآخرين، فكل شخص مسئول عن سلطانه.

 الـتأمل:

 سأتكلَّم عنه بإيجاز الآن وسأناقشه مُنفردًا لاحقًا. كلما تأمَّلت في العيان يزداد، كلما تتأمَّل في ارتفاع الأسعار فأنت تُؤذَى بالرغم من أن هذا الارتفاع واقع على الجميع وذلك بسبب ما أعطيته أنت من قيمة لهذا الارتفاع. يتحرَّك عالَم الروح بالانتباه، وحسب رؤيتك للموقف.

 يُعلِّمك الكتاب قائلاً: “7 يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ.” (مزمور 91: 7)، وهذا معناه إنه مِن حقك ألّا تُؤذَى من شيء يتعرَّض له الجميع، يُعلِّمنا الكتاب أن نكون مُنعزِلين أثناء وجودنا في الأرض، والطريقة بتَأمُّلك وتفكيرك.

 1 فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ (الروحية) 2 وَلاَ تُشَاكِلُوا (تشابهوا) هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ (وضعكم) بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ (تفكيركم)، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.” (رومية 12: 1- 2).

 هنا لم يَذكُّر “انتظر الرب والأمور ستتحسَّن”، بل عن طريق تغيير طريقة تفكيرك ستتغيَّر الأمور، ذَكَرتُ في بداية هذه السلسلة أن العالم بدأ يقتبس هذا التعليم ويتحدَّث عن قوة التفكير والتأمُّل، وأصبح الكثير من الكتب والأفلام يتناول المبدأ نفسه لكنه موجودٌ في الكلمة من البداية، قبلما يكتشفونه أهل العالم.

 تفكيرك في الأمر هو ما يُحدِّد إلى أي اتّجاه تسير الأمور. تتشكَّل الظروف بسبب رؤيتك أنت لها وليس الأشخاص حولك. تجديد ذهنك معناه أن تتبدَّل أفكارك بأفكار صحيحة، والمعنى في اللغة اليونانية أكثر عُمقًا فهي عملية إحلال للأفكار والقيمّ والثوابت والدوافع، إن رأيت الموقف مُعضلةً أو ضخمًا سيصير كذلك، وإن رأيته سهلًا هكذا يكون، وليس بالضغط على نفسك بل عن اقتناع داخلي ويقين شديد.

18 وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.” (كورنثوس الثانية 3: 18).

 “نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ” أي إنّ ما تراه تتغيّر إليه، بالربط مع (رومية 12: 2) لا تتأثَّر بالعالم الخارجي بل تستطيع أن تتغيّر من وضعك بتجديد ذهنك والنتيجة أن تذوق ما تقوله كلمة الله عنك من إرادة وأمور صالحة ومرضية وكاملة.

 إذًا الأمر تدريجيٌّ فتجد مثلًا الأعراض بدأت تكون بصورة متفاوتة بعد أن كانت مُلِحة، المستوي التالي؛ (الْمَرْضِيَّةُ)، تجد الأعراض قد اختفت لكنها تَحدُّث على فترات مُتباعِدة، وأخيرًا (الْكَامِلَةُ) والتي فيها تختفي الأعراض تمامًا، وكل هذه الدرجات نابِعة من تغيير طريقة التفكير ليكون كالتفكير الكتابي، فلن تذوقها إن لم تُجدِّد ذهنك.

 الله هو من يريد أن يُثبِت كلمته ولست في حاجة إلى الإلحاح عليه (ما يسمونه الزن):

 اعرف جيدًا أين تَكمُن المشكلة، فالعدو ليس الرب، يريد الله ويسعى إلى أن يُنفِّذ ما تقوله الكلمة. هناك مفهوم خاطئ عن صلاة الاتّفاق بأنها إلحاح على الرب حتى يستجيب.

10 لأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ، بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلآكِلِ، 11هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ.” (إشعياء 55: 10 ،11).

 سريان المياه في أي مكان لابد وأن تلاحظ نتائجه، هكذا كلمة الله لابد وأن تَنبُت وتحصد نتائج، فالكلمة في ذاتها قوية

 “12 فَقَالَ الرَّبُّ لِي: أَحْسَنْتَ الرُّؤْيَةَ، لأَنِّي أَنَا سَاهِرٌ عَلَى كَلِمَتِي لأُجْرِيَهَا.” (إرميا 1: 12).

 الرب ساهر على كلمته لتأتي بنتائج فيها، إذًا هو غير مُنتظِر حالة إلحاح وإصرار ليستجيب. تحوَّلت العداوة مع إبليس بسبب إعاقته للاستجابة إلى الرب شخصيًا وكأنه هو من يرفض وهذا نتيجة مجموعة تعاليم تُوضِّح أن الله يريد لجاجة.

 تَذكَّرْ أن قاضي الظُلم ليس المقصود به الله إطلاقًا، لكن المقصود به هو إبليس الذي يمنع الحق. مِن المستحيل أن يضرب الرب مثلًا سلبيًا عن نفسه، ارجع لتعليم الصلاة لتفهم المفهوم السليم اللجاجة. تكلَّمت عن هذا بنوع من التفصيل في سِلسلة “الصلاة المستجابة“.

 12) الكلمة في حدّ ذاتها لديها القوة لتُنجِز ما تقوله:

“34 فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» 35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. 36وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا، 37لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ»” (لوقا 1: 34-37).

  “37 لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ”؛ تأتي في ترجمات أخرى: (الكلمة لديها القدرة لإنجاز ما تقوله). كلمة الله ليست خاوية بلا قوة! بل لديها القوة الذاتية لإنجاز ما تقوله، مثل البذرة بها قوة حياة، وما عليك فقط هو أن تُغذيها بالعناصر اللازمة لتنمو (المياه، الهواء والشمس)، فأنت لا تعطيها حياة.

 بهذا السياق نفسه يُوجِّه الملاك كلامه إلى العذراء مريم بأن الكلمة لديها القوة الذاتية لتُنجِز ما تقوله، إذًا من جهة الرب فهو يريد وساهِرٌ على كلمته لتأتي بنتائج ولا يحتاج لإلحاح من جانبك لإتمام الأمر، أما من جهة الكلمة فلديها القوة الذاتية لإنجاز ما تقوله فهي ليست خاوية من القوة، إذًا ماذا ينقصك؟!

 ما ينقص هو دورك في أن تسقي البذرة، أي تُحدِث قناعة داخلية وذلك عن طريق كل الأعمدة التي تمّ مناقشتها فكلٌ منها يُثبِّت هذه القناعة، فعندما يُهاجمك إبليس يجد أنك مُغلِّق أبوابك جيدًا. مثلًا عندما يحاول خداعك بأن الله لا يريد فتجد عمودًا يُثبِّت العكس أو إن ازداد العيان سوءًا وشراسةً واستمرَ فتتحيَّر إن كانت كلمة الله تُعطي نتائج أم لا، تجد عمودًا يُؤكِّد أن كلمة الله لديها القدرة لإنجاز ما تقوله.

 أي إنه مِن الممكن أن يكون إيمانك فعالاً لكنه بحاجة إلى أن يَتغذَّى أكثر، يبدأ العلاج بأن تمنع تفكيرك في أنّ الرب عنصر من عناصر المشكلة، وليس أن الله لا يريد، بل تكمن المشكلة في احتياج الإنسان أن يفهم الخطوات الواجب اتّباعها لعلاج المشكلة، لتقف بإيمان صَلِب على أرض راسخة.

 تحتاج بعض المشاكل إلى إيمان في أكثر من زاوية، إن تعثَّرت في واحدة منها تعطَّلت المنظومة والنتيجة هي التعب والإنهاك. إيمانك هو اقتناعك وثباتك على وجهة النظر الإلهية تجاه الموقف، وأيضًا اتّحادك الفِكْري مع الله تجاه الموضوع، وليس ترجِّي الله وانتظاره أن يأخذ خطوة من جانبه.

 إذًا الإيمان هو حالة تَحرُّك داخلي، وليس سلبية داخلية، حالة اجتياح روحي داخلي تجاه الموقف وليس الاكتفاء بانتظار الله ليتحرّك، إن لم تَملُك حالة الثبات الداخلي ولديك الكثير من الشكوك وتمّ تكسير الشخصية مرارًا من الأحداث فتجد نفسك غير قادرٍ أن تقف في الموقف إذًا فأنت غير مُتأمِّل، لكن إن كنت مَبنيًا جيدًا على الكلمة تكون على يقين أنه لا توجد احتمالية للفشل. افحصْ كل ركائز إيمانك لترى ما الذي يزعزعك.

 إن وصلت لمرحلة أنك ترثي حالك بسبب المرض أو المشاكل فلن تأخذ معجزتك بسبب أن مشاعرك تعمل ومُشتعِلة. لا تتدرَّب على السلوك بالجسد حتى لا تجد نفسك تتراخى في المواقف التي ينبغي لروحك أن تقف فيها بقوة والسبب أنك تساهلت مثل أن تتكلَّم بسلبيات عن أخوتك أو تسخر من الكلمة، وكل هذا يعني أنك في حالة نفور من الكلمة وأن قيمتها لديك قليلة بينما قيمة الناس والأحداث كبيرة.

 تَذكَّرْ بولس الرسول كان يسرد قائمة من الاضطهادات والمشغولية والضغوط ويصفها بقوله “إن خفة ضيقاتنا الوقتية” أي يبخِّس من الشيء ويُقلل منه فهو يقرأ من نفس صفحة الرب ويقتنع بما تقوله الكلمة في الموقف لذلك فهو لا يشك في قلبه.

 ابدأ بوضع رِجْلك في السلوك بالإيمان، في البداية سيكون الأمر غريبًا عليك لأنك غير مُعتاد عليه، أو ربما إنك تواجه أمرًا خطيرًا يحتاج إلى تَدخُّل سريع فتتراجع عن ممارسة إيمانك والسلوك به وللأسف هذا تصريحٌ مباشرٌ لإبليس أن يَدخُّل في حياتك.

 عندما تضرب المناعة لدى أي شخص سيكون من السهل جدًا إصابته بأي مرض، بالسياق نفسه عندما تقول لن أضع إيماني أو حتى تقاوم، تَحدُث انتكاسة ضخمة في حياتك تأكل الأخضر واليابس، لا مفر السلوك بالإيمان، وله طريقة. انتبه! فالأمر ليس اختياريًا. كلما تقع، قُمْ وانفضْ ثيابك وابدأ من جديد. لا تفقد الأمل وتستسلم لكن ادرس أكثر عن الإيمان وافهم جوانب المشكلة.

 إن أحضرت طعامًا وقمت بأكله وهو نيئ، سيؤذيك ولن يفيدك، فلابد من أن تجتاز في مرحلة تحضيره حتى يستوي. هكذا الإيمان فهو ليس جملة عامة بل له معايير ومقاييس. تَكلَّمَ الرب يسوع عن إيمان كبير وعظيم وإيمان قليل وغير موجود (عندما قال يسوع: “كيف لا إيمان لكم!”) إذًا فالإيمان له معايير. أشجعك بدراسة تعليم الإيمان على الموقع.

 لا تَحكُّم على نفسك وتُصدِر القرار مُصرِّحًا بأنك لا تعرف الإيمان، لأن هذا يؤذيك حيث إنك غير مفتوح على الكلمة. الأمر غير مُعتمِد على حفظ آيات وتفاسير وسماع عظات بل تحتاج أن تكون مثل الطفل في روحك أي قابِل للتعلُّم وإلّا فالروح القدس لن يستطيع أن يتكلَّم معك، قال بولس الرسول لأهل كورنثوس: “لم أستطع أن أُكلِّمكم كروحيين بل كجسديين”.

 قِفْ بإيمان حتى إن تخبَّطت أو لم تحصد نتائج في البداية. لا مفر مِن أن تبدأ من جديد لتتدَّرب على السلوك بالإيمان، تذكَّرْ إنه ليس اختياريًا، فبدلًا من الهروب منه ادرسه جيدًا، ثم اسأل الروح القدس ماذا ينقصك؟

 لا تهرب! يساعدك الروح القدس على تكميل نقائص الإيمان، ليس ذنب الرب أنك تضع إيمانك بعد تَقدمُّك في العمر، فممارسة الإيمان تحتاج إلى تدريب منذ الصِغر، فتكون مُستعِدًا فيما بعد لمواجهة مواقف الحياة.

 في كل مرة كنت أجد طفلي لديه ارتفاع في درجة الحرارة كنت أضع إيماني أنا وزوجتي وتعاملنا مع الأمر بصرامة ولا يوجد احتمالية لإعطائه دواء ونفحص المشكلة والعوامل الروحية التي أدت إلى ذلك، يبدو الأمر على إنه مجازفة، لكن عندما تُمرِّن عضلة إيمانك وتُنجِز خطوات يحاول إبليس أن يُرجِعك للخلف، لكن إيمانك العنيد يبدأ من هذه الأمور.

 وقتها كانت تهاجمني المعلومات الطِبيّة التي درستها، فكنت أرفضها واستمر في النظر إلى صورة واحدة فقط وهي ما تقوله الكلمة ونفحص أنفسنا من أي ثغرة سمحنا لإبليس بالدخول، فالمرض ليس طبيعيًّا، إلى أن وصلنا لمرحلة أن الأمر يُنجَز أسرع مما سبق ثم أصبح مُحصَّنًا تمامًا من العدوى، فعضلة الإيمان تنمو وتكبر.

 ذَكَرَ باستور كريس أنه بينما يُعلِّم عن الشفاء وكلمة الله أُصيب بمرض ونُقِلَ إلى المستشفى، لكنه استمر في إعلان أنه صحيحٌ وسليمٌ، أخبره الطبيب إنه بحاجة إلى قِسط من الراحة، فقفز من أمامه وتَوجَّه إلى مكان الاجتماع وواصل الصلاة من أجل المرضى، لم تختفي الأعراض بل أكمل خدمته وأعلن أن هذه حرب إيمان. لا أشجعك أن تفعل مثله إلا إن كنت فاهِمًا روحيًا ماذا تفعل.

 اَعْلم جيدًا أن إبليس قصير النَفس، بمجرد أن تضع قدمك في السلوك بالكلمة وتُكمِّل تجده ينسحب، يستحق الأمر أن تضع قدمك فيه، فالحياة على الأرض أساسها روحيٌّ، الإيمان ليس معروضًا لشخصيات بعينها بل للجميع، شاهدْ وسَجِّلْ ما ستحصده والسماء سَجلَّت عنك أنك منتصر بل أعظم مِن منتصر. هللويا.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$