القائمة إغلاق

التفكير الصحيح طريقك للإنتصار Right Thinking Your Way for Victory

التفكير الخاطئ.. يفتح باباً لإبليس

ألم تلاحظ من قبل أنه من أحد الأسباب أن الناس يصابون بالإحباط والاكتئاب هو لأنهم يفكرون أفكاراً خاطئة؟ فالتفكير بطريقة خاطئة يمكن أن يعطى للأرواح الشريرة مدخلاً إلى نطاق أنفسهم. على سبيل المثال, أحياناً ما يفكر بعض المؤمنين في الماضي وكيف تصرف فلان وفلان معهم. صحيح أن أشخاص مولودين ثانية ممتلئين بالروح القدس يمكنهم أن يصابوا بالأكتئاب. بالطبع يحاول إبليس أن يدفعهم إلى الاكتئاب بأن يمارس ضغوط عليهم.

حتى المؤمنين يمكنهم أن يكتئبوا إن سمحوا لأنفسهم بأن يفكروا أفكاراً خاطئة. فهذا يعطى إبليس قاعدة يعمل عليها ومدخلاً إلى أذهانهم. فإبليس يعمل عادة في نطاق الحواس الخمسة مستخدماً اقتراحات وأفكار ومشاعر خاطئة محاولاً أن يؤثر على الناس لكي يخطئوا.

لكن الكتاب يقول, “..وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا.” (افسس 4 :27) علينا ألا ندع إبليس يدخل إلى أفكارنا. فالتفكير الخاطئ هو أحد الطرق التي يعطى بها المؤمنون مكاناً لإبليس فيهم؛ وذلك من خلال أذهانهم وأفكارهم ومشاعرهم. فأفكار الدينونة والتبكيت والقلق والاهتمام هي أفكار إبليس, الذي يحاول أن يعوَّد المؤمنين على التفكير في الجانب السلبي للحياة. وهذا يعيقهم عن الوقوف في مكانتهم في المسيح وعن ممارسة سلطانهم الشرعي على إبليس. في الحقيقة؛ إن المؤمنون منتصرون على إبليس وعلى أسلحة شكايته لأن يسوع قد انتصر على الشيطان في الصليب (كولوسى 2: 15). لكن إن لم يقف المؤمنون في ذلك السلطان فسوف يسود إبليس عليهم.

سيحاول إبليس بالتأكيد أن يجعل المؤمنين يعتادون على فعل أمور خاطئة. لكن إن استطاع أولئك المؤمنين الذين يفكرون أفكاراً خاطئة أن يجددوا أذهانهم بكلمة الله فلن يعانوا من مشاكل مع الإحباط والاكتئاب في المقام الأول, هذا لأن أذهانهم ستكون مُغلقة أمام إبليس.

في الواقع, إن استطاع المؤمنين أن يدربوا أنفسهم ليتساءلوا في كل مرة قائلين, “ماذا تقول الكلمة؟” فلن يقعوا فريسة لعبودية إبليس من  اكتئاب وذنب ودينونة بل سيكونوا غالبين في المسيح ومنتصرين على مكايد إبليس وخداعه.

الذهن المُجدد يفكر في كلمة الله. هذه هي الطريقة التي تقف بها صامداً أمام إبليس. لكن الذهن الغير مجدد يفكر في أفكار إبليس, وبهذا تصبح واهناً معطيًا مجالاً لأفكار الشك والقلق والخوف والذنب والدينونة.

من الزوايا الأخرى التي يفتح المؤمنون من خلالها باباً لإبليس هي التستَّر على عدم غفران في قلوبهم. يحتاج المؤمنون أن يتعلموا ألا يتأملوا في أخطائهم الماضية أو أخطاء الآخرين السابقة, لأن إبليس عدو نفوسهم سوف يستخدم ذلك ليجد مدخلاً إلى حياتهم.

اشعياء 43: 25

25  أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا.

عندما تفكر في خطاياك وفشلك وأخطاء ماضيك فأنت تعطى إبليس مدخلاً لأفكارك ومشاعرك. إن كنت قد فعلت خطئاً وطلبت من الله أن يغفر لك, فهو لن يتذكر أنك فعلت شيئا خاطئ (1يوحنا 1 :9). فلماذا تتذكر أنت؟

عليك أن تجدد ذهنك عن لطف الله وغفرانه, وإلا سيتمكن إبليس منك. في الحقيقة, إن استطاع إبليس أن يجعلك تفكر أفكاراً سلبية فسوف يحاول أن يمتلك مزيد من الاراضى في ذهنك ونفسك. لهذا السبب لا يجب أن تعطيه أي مكان في حياتك على الإطلاق. فعندما يأتي إبليس ليجربك بأن تفكر أفكاراً سلبية, فلتذكرَّه بما تقوله كلمة الله. لا داعي أن تقع فريسة للأكتئاب أو لأي نوع من الأفكار السلبية.

لتجدد ذهنك بكلمة الله. لا تعود إلى الماضي في محاولة لأسترجاع أمور قد فعلتها لتتأمل بها. فالكلمة تخبرك بأن تنسى الماضي وتسعى إلى دعوتك العليا في المسيح (فيلبى 3: 13, 14).

عندما ترد على إبليس من كلمة الله, فبهذا تكون عاملاً بالكلمة (يعقوب 1: 22) يخبرنا الكتاب أن مَن يعمل بالكلمة يكون مباركاً (يعقوب 1 :25). لا تنسى أن الله قد خلقك وشكلَّك, لذا عليك أن تتبع إرشاداته التي وضعها في كلمته عن الطريقة التي تغلق بها الباب أمام إبليس. عندئذٍ سوف تكون ناجحاً في كل شئون الحياة.

ذهن الإنسان

في الواقع, يتكلم الكتاب كثيراً عن ذهن الإنسان. فالله قد إعطانا توجيهات محددة بخصوص الذهن وما ينبغي على الإنسان فعله ليحفظ ذهنه قوياً حتى يقدر أن يصمد ضد إبليس, عدو نفسه.

اشعياء 26 :3

أَنْتَ تَحْفَظُ منَ يفكر فيك سَالِماً لأَنَّهُ عَلَيْكَ تَوَكَّلَ.

فيلبى 2 :5

5 فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا:

فيلبى 4 :6 -8

6 لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ.

7 وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.

8 أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَق، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا.

بمعنى آخر, يخبرنا الله بالتحديد بما يجب فعله بشأن أذهاننا. إذ ينبغي علينا أن نحفظ أذهاننا وأفكارنا مُحكمَّة ومُركزَّة على الله. ولكي نفعل ذلك, نحتاج أن نضع كلمة الله في أذهاننا ونتأمل بها. عندئذٍ سيصبح تفكيرنا متفقاً مع كلمة الله ولن يقدر إبليس أن يجد موطئ قدم في أذهاننا.

يخبرنا الكتاب بالتحديد عن نوع الأفكار التي يجب أن نفكر فيها, والتي تشمل: كل الأفكار الصحيحة والصادقة والمستقيمة والطاهرة واللطيفة وكل ما صيتها حسن. لتكن أفكارك متطابقة مع كلمة الله لا مع أفكار العدو من شك وقلق وإحباط.

هل وقفت من قبل لتفكر بشأن هذا الأمر؟ إن أول شئ يطلبه الله منك بعدما تنال الميلاد الجديد هو أن تغير طريقة تفكيرك. فالله يعلم أنك إن ظللت تفكر بالطريقة التي اعتدت عليها قبلما تخلص, فسوف تفتح باباً لإبليس. وسريعاً ما ستجد نفسك تسلك بذات الطريقة التي اعتدت عليها عندما كنت لا تزال تحت سيادة إبليس قبلما تُولد من جديد.

لهذا السبب يخبرنا الله أن نغير طريقة تفكيرنا لأن ذهن الإنسان هو المكان الأول الذي يحاول إبليس أن يجد فيه مدخلاً – حتى في أذهان المؤمنين إن سمحوا له بذلك.

تغيَّر عن شكلك.. بتجديد ذهنك

رومية 12: 1 -2

فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ.

2 وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.

هكذا يتضح أن الله يريد أجساد خاضعة وأذهان مجُدَّدة. فالغرض من ذلك هو لأن الله يعلم أن هذه هي أعظم أساليب الدفاع ضد إبليس.

عندما يتجدد ذهنك بالكلمة, تتغير طريقة تفكيرك. وعندما يتغير أسلوب تفكيرك يتغير سلوكك. فلا تعود تفكر وتسلك بذات الطريقة التي اعتدت عليها عندما كنت تحت سلطان إبليس. وعندما تتغير طريقة تفكيرك وسلوكك فحينئذٍ أنت قد تغيرت.

يخبر الكتاب أنه عندما يجدد ذهنك ستختبر مشيئة الله الصالحة الكاملة المرضية لحياتك (رومية 12: 2). ولكي تجدد ذهنك, عليك أن تتأمل في كلمة الله لأنها “رُوحٌ وَحَيَا ةٌ” ولديها القدرة على تجديد ذهن الإنسان.

يعني التأمل في كلمة الله أن تقرأ الكلمة بتمعن وأن تتكلم بها وتتعمق فيها. نحتاج أن نتأمل في الكلمة ليس بأرواحنا وحسب بل بأذهاننا أيضاً. علينا أن نملء أذهاننا وأفكارنا بكلمة الله. قد أخبر الله يشوع في العهد القديم كيف يصبح ناجحًا ومزدهرًا في كل ما يفعله, وذلك بأن يكون ممتلاً من الكلمة باستمرار. إن فعلنا ذلك سوف تعمل الكلمة لأجلنا أيضاً ولن نحتاج أن نضيع وقتاً طويلاً في التعامل مع إبليس.

يشوع 1: 8

وَاظِبْ عَلَى تَرْدِيدِ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ، وَتَأَمَّلْ فِيهَا لَيْلَ نَهَارَ لِتُمَارِسَهَا بِحِرْصٍ بِمُوْجِبِ مَا وَرَدَ فِيهَا فَيُحَالِفَكَ النَّجَاحُ وَالتَّوْفِيقُ.

تقول إحدى الترجمات, “لأنك ستكون قادراً على أن تتعامل بحكمة في كل شئون الحياة”. كيف يأتي النجاح؟ بالتأمل في كلمة الله. كيف يمكن تحقيق نصرة على إبليس؟ بالتأمل في الكلمة أيضاً. يتحقق النجاح والنصرة في كل ظروف الحياة عندما تردد كلمة الله باستمرار بفمك وتسلك بها. تأمل في الكلمة وتكلم بها– لا في مشاكلك – ولن يجد إبليس مدخلاً إلى حياتك.

ما لم تتجدد نفسك بكلمة الله, فإنسانك الخارجي سوف يسود ويتسلط على روحك من خلال نفسك. فإبليس يدخل إلى إنسانك الخارجي من خلال حواسك الجسدية الخمسة. لهذا السبب تحتاج أن تجدد ذهنك بكلمة الله حتى تتمكن روحك, التي هى كيانك الحقيقي, بالتعاون مع ذهنك في السيطرة على جسدك.

لا تأتي النصرة على إبليس في شئون الحياة بطرد نوع معين من الأرواح الشريرة بصورة مستمرة. إنما تتحق عندما يمتلء ذهنك بكلمة الله فيأتي في صف روحك. وبينما تنقاد روحك بالروح القدس فسوف تقودك في كل شئون الحياة بعيداً عن فخاخ ومكايد إبليس.

تحتاج أن تتأمل باجتهاد في كلمة الله بذهنك حتى يتغير طريقة تفكيرك ويتحوَّل (مزمور 1: 1-3). فما لم يتغير تفكيرك فسوف تظل تفكر في أفكار إبليس وتسلك مثلما يفعل الخطاة بالضبط. لكن رسالة رومية 12: 2 تقول أنك عندما تجدد ذهنك فسوف تتغير. هذه هي الطريقة الكتابية التي يمكنك أن تتغير بها, لا محاولة إخراج شياطين!

إن كثير من الأمور التي يُدعى إنها عمل “شيطاني” ليست سببها الشياطين على الاطلاق. إنما هي بالفعل ثمار ذهن عتيق لم يُفتدى لمؤمن يفكر ويسلك كما يفعل أهل العالم. فالذهن الغير مُجدَّد يتيح مدخلاً لإبليس, لأن الذهن هو بوابة الدخول التي يجد إبليس من خلالها مدخلاً للناس.

تعلَّم أن تخضع جسدك إلى روحك

حيث أن جسد الإنسان لا يُولد ولادة ثانية لذلك فإنه ضروري أن ندرك إنه عن طريق الجسد- عن طريق الحواس الجسدية الخمسة- فنحن نتواصل مع هذا العالم (2 كورونثوس 4: 4). لهذا السبب لابد أن تفعل انت –إنسانك الحقيقي الذي في الداخل- شيئاً مع جسدك. فإن تركت جسدك يفعل ما يريده وسمحت لذهنك أن يفكر كيفما يشاء, فسيتمكن إبليس من أن يدخل إلى ذهنك وجسدك ويتسلط عليك.

ألم تلاحظ من قبل أن جسدك لا يزال يريد أن يفعل أموراً خاطئة؟ بالطبع يريد ذلك جسد أي إنسان بغض النظر عن مقدار قامته في الإيمان أو مستواه الروحي. هذا لأن الجسد لم يُفتدى بعد (1 كورنثوس 15: 53). لكننا طالما نعيش في هذه الحياة فنحن نحتاج أن نفعل شيئاً مع أجسادنا وألا سوف يسود إبليس علينا من خلال أجسادنا.

تقدم كلمة الله إليك توجيهات بما تفعله مع جسدك:

1- يجب أن تقدم جسدك كذبيحة حية لله (رومية 12: 1).

2- لابد أن تصلب أو تميت أعمال الجسد (كولوسى 3: 5).

3- لابد أن تٌخضع جسدك إلى روحك .. إلى إنسانك الداخلي الحقيقي (1 كورنثوس 9: 27).

لديك سيادة على جسدك لذلك تستطيع أن تمنعه من فعل ما يريده. لقد قال الله إنك تستطيع ذلك. فلا تسمح للشيطان أن يستخدم جسدك كأله للبر (رومية 6: 13).

لكي تدرك كيف تطيع كلمة الله فيما يتعلق بجسدك, فسوف تحتاج أن تدرك أن الكلمة تفرَّق بين جسد الإنسان- الذي هو الإنسان الخارجي- وبين روح الإنسان التي هي الإنسان الحقيقي الذي في الداخل.

يقول بولس في رسالة كورنثوس الأولى 9: 27, “بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ،  لِئَلاَّ أَصِيرَ أَنَا نَفسِي، بَعدَ أَنْ بَشَّرتُ الآخَرِينَ، غَيرَ مُؤهَّلٍ لِنَوالِ الجَائِزَةِ!” هذا يعنى أن بولس لم يترك جسده يفعل كل ما يريده. فإن كان الرسول بولس, رجل الله العظيم الذي كتب أكثر من نصف العهد الجديد, كان عليه أن يخضع جسده لسيادة روحه, فلابد إذاً أن جسده كان يريد أموراً خاطئة. كان بولس يحتاج أن يخضع جسده إلى سيادة وسلطان روحه مثلما نحتاج أن نفعل ذلك نحن أيضاً تماماً.

مرارا كثيرة جداً يحاول المؤمنون أن يخرجوا شيطاناً عندما يكون السبب هو الجسد.. ولا يمكنك أن تطرد الجسد! أو أحيانا كثيرة جداً يريد البعض أن يفعل الله شيئاً مع أجسادهم, مع أن الله لن يفعل أي شيء مع الجسد. ففوق كل هذا إنه ليس جسده هو إنما جسدك أنت, وأنت هو الشخص الذي لديه سيادة على هذا الجسد.

عندما وُلدت ثانية أصبح إنسانك الداخلي ينتمي إلى الله. لكنك لابد أن تأخذ قراراً بأن تخضع جسدك إلى روحك, الذي يتحقق بأن تقدم جسدك لله كذبيحة حية وحسب.

يتكلم بولس في رسالة رومية 12: 1 عن أهمية تقديم المؤمنون أجسادهم لله.

رومية 12: 1

فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ.

لقد اندهشت عندما أدركت بالكامل ما كانت تعنيه هذه الأعداد بالفعل. فلم يكن بولس يكتب هنا إلى خطاه, بل إلى قديسين مؤمنين. كان يخبر أولئك المؤمنين أنه على من أنهم قد وُلدوا ثانية ألا أن أجسادهم لم تخلص, بل يحتاجون أن يفعلوا شيئاً تجاهها.

إن لم تقدم جسدك لله “كذبيحة حية” فسوف يرغب في فعل كل الأمور التي اعتاد على فعلها قبلما تخلص عندما كنت لا تزال تعيش تحت سيادة إبليس إله هذا العالم (أفسس 2: 2). بكلمات أخرى, إن لم يتحكم إنسانك الداخلي, الذي أصبح خليقة جديدة في المسيح, على جسدك ولم يسيطر عليه, فأنت بهذا تترك الباب مفتوحاً أمام أرواح الشر لتجد مدخلاً إليك, لأن الشياطين تسعى لأن تسيطر على الإنسان من خلال نفسه وجسده.

يُعتبر العصيان هو واحد من أكثر النقاط التي يعطى المؤمنون عن جهل مدخلاً لإبليس إلى حياتهم. فإبليس يأخذ وطئه قدم في حياة المؤمنين عندما يتركون أجسادهم تسود عليهم بدلاً من أن يسمحوا لأرواحهم المخلوقة من جديد أن تحكم وتسود على أجسادهم.

حماية من العدو

من أعظم وسائل الدفاع ضد إبليس هو إخضاع جسدك إلى روحك المخلوقة ثانية. يقول الكتاب, “اخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. ” (يعقوب 4: 7). فعندما تخضع جسدك لله ولا تسمح له أن يفعل أموراً خاطئة, فسوف يتيسر الأمر عليك كثيرًا في مقاومة إبليس.

إن الله يعلم أنه بدون أن يخضع المؤمنون أجسادهم ويجددون أذهانهم فلن يكونوا قادرين على إتباع قيادة الروح القدس كما يجب. فالكتاب يقول, “لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.” (رومية 8: 14). لا يقول هذا الشاهد الكتابي, “لأن الذين ينقادون بالجسد أو بالحواس الخمسة, فأولئك هم أبناء الله” أو “إن الذين ينقادون بالنفس فأولئك هم أبناء الله”. إن المؤمنون المنقادون بالروح المتأسسون على الكلمة لديهم دفاع قوى ضد إبليس. أما أولئك المنقادون بالجسد والحواس الخمسة فهم هدف مباشر لإبليس ومكائده. وإن لم يتلقى المؤمن تعليماً صحيحاً في الوقت الذي يريد فيه جسده أن يفعل أموراً خاطئة فسوف يتمكن إبليس منه ويضلله حتى يعتقد أنه لم يخلص بعد. وبمجرد أن يُوقع إبليس المؤمن تحت الدينونة فسيقدر أن يحرمه من التمتع بميراثه الذي في المسيح, متضمناً ممارسة السلطان والسيادة على أرواح الشر.

لكن إن أدرك المؤمنون أن أجسادهم لم ُتولد ثانية وأنه ينبغي عليهم فعل شيء تجاه أجسادهم, فسوف يتعلمون كيف يقدمون أجسادهم لله كذبيحة حية بأن يخضعوها لأرواحهم المولودة ثانية. إن هذه واحدة من أهم الطرق التي يأخذ بها المؤمن مكانته في المسيح حتى يستطيع أن يقف صامداً ضد إبليس. إن لم نجدد أذهاننا بكلمة الله فسوف تنحاز أذهاننا في صف أجسادنا ضد أرواحنا, وهذا لا يضمن دفاعاً قوياً ضد إبليس.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

1 Comment

اترك رداً على Salami إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$