وبينما كنت أصلى في الروح وأنا أنطق تلك الكلمات “الخطط والمقاصد وطرق التنفيذ”, دخلت في تلك الزيارة الإلهية. وبمجرد أن تفوهت بالكلمة الثالثة من فمي حتى أُخذت في الروح مع يسوع وابتدأت أرى كيف يضع البشر خططهم.
وبينما كنت أتأمل في الخطط التي وضعها المؤمنون وكم كانت تبدو جميلة – بل وفى بعض الأحيان كانت كتابية- إلا إنها لم تكن خطط الله لحياتهم. وعندما رأيت خطط الله وبدأت أقارنها بخطط البشر تكلم إلى الرب قائلاً، “إنني أحاول أن أبارك شعبي على قدر ما استطيع. لكن السبب الذي لأجله لا توجد نهضة حقيقية وفيض غزير من الروح وإظهارات ومواهب الروح القدس هو لأن شعبي لا يقضى وقتاً ليستمع لي. ليس لديهم وقت ليتبعوا خطتي الموضوعة في الكلمة. فكلما اتبعت خطتي بدقة كلما اُستعلنت قوتي في حياتك وخدمتك”.
لماذا يفشل الكثيرون؟
السبب الذي لأجله فشل مؤمنون كثيرون في حياتهم وانهارت خدمات كثيرة هو لأنهم اتبعوا خطط خاطئة ونفذوا أغراض ومقاصد ليست صحيحة. لذلك قبل أن تفعل أي شيء لله عليك أن تسأل نفسك هذا السؤال: “هل أنا في خطة الله؟”
منذ سنوات مضت كنت حاضراً مؤتمراً وبعدما أن انتهى كان هناك خدام كثيرون واقفون يتحدثون معاً. قال أحد الخدام, والذي كان راعياً لكنيسة ضخمة, “إني أفكر بشأن ترك رعوية الكنيسة التي أنا فيها واذهب إلى أحدى الضواحي لأقيم كنيسة لنفسي”. راقبت الكنيسة التي أقامها ولاحظت إنها لم تزدهر قط. لم تنجح لأنها لم تكن وفقاً لخطة الله. كانت خطط الراعي ومقاصده ودوافعه جميعها خاطئة. فالكنيسة ينبغي أن تكون ليسوع المسيح.
عندما تكون خطط ودوافع المؤمنين خاطئة فهذا يعرَّض الكنيسة إلى خطر الانقسام. ثم يقولون بعد ذلك أن الرب اخبرهم أن يفعلوا ذلك. كلا، الله لا يخبر أحداً أن يحدث انقساماً في كنيسة أو يسرق أعضاء كنيسة لكنيسة أخرى. فالله ليس لصاً.
هذا يذكرني بقصة حدثت مع أحد طلاب خريجي ريما بعد عودته إلى وطنه ليؤسس كنيسة. ابتدأ يخدم ثلاثة عشر فرد كانوا يجتمعون في إحدى الغرف بمنزله. بعد فترة ابتدءوا يتزايدون فاستأجروا قاعة. ثم ازدادوا بعد ذلك بدرجة أكبر فاضطر أن يستأجر مبنى ضخم وأقام عليه ريما مركز تدريب الكتاب المقدس.
كان بجواره كنيسة للإنجيل الكامل وكان راعى الكنيسة هو القائد العام لطائفة الإنجيل الكامل على مستوى البلد بأكملها. كان يتراوح عدد أعضاء كنيسة هذا الراعي حوالي أربعمائة شخص. ظل الراعي يحذر أعضاء كنيسته من الذهاب إلى ريما مركز تدريب الكتاب المقدس واخبرهم قائلاً، “لا تذهبوا إلى تلك الكنيسة لأنهم يعلَّمون هناك تعاليم مغلوطة عن الشفاء والازدهار والإيمان..”.
ثم قال لي الشخص الذي روى هذه القصة, والذي كان عضواً في كنيسة الإنجيل الكامل, “عندما ذهبت أنا وعائلتي لنزور ريما لكي نرى كيف تبدو، أحببناها كثيراً جداً. فواظبنا على الحضور هناك. وبمرور الوقت ابتدأ واحد فواحد من أعضاء كنيسة الإنجيل الكامل يزورون ريما ثم يواظبون بعد ذلك على الحضور حتى بلغ عدد الأعضاء الذين تركوا كنيسة الإنجيل الكامل 360 عضوا..”.
عندما ذهبتُ لافتتح رسمياً ريما جنوب أفريقيا وأتفقد المبنى، أرسل لنا راعى كنيسة الإنجيل الكامل فاكساً قائلاً، “في البداية، اعتقدنا أن تعليمكم كان مغلوطاً لكننا اكتشفنا بعد ذلك إنه الحق الكتابي. فليعضدكم الله بقوة أكثر. نحن نريد أن نقول لكم إننا معكم ولكم”.
رجعنا مرة أخرى بعد سنوات عديدة إلى ريما ووجدنا أن عضوية ريما ازدادت إلى إحدى عشر ألف عضو كان منهم ألفان وستمائة من السود. لا يوجد مثل هذا العدد من الحضور من السود والبيض في كنيسة واحدة في أمريكا! وبسبب هذا النجاح المذهل في الاختلاط بين البيض والسود استدعى مسئول بارز في جنوب أفريقيا راعى كنيسة ريما إلى مكتبه وقال له، “أنت أول شخص يحل مشكلة التفرقة العنصرية في هذه الدولة. اخبرنا ماذا فعلت؟”.
قال الراعي, “حسناً, ينبغي أن يُولد الجميع ميلاداً جديداً لأن جميع البشر – بغض النظر عن لونهم- أنانيون. لكن إن خلص شعبك وملئت محبة الله قلوبهم فيمكنك أن تغير أموراً عظيمة في دولتك”.
هكذا يتضح, إن خطة الله ومقاصده لأي دولة هي أن يخلص شعبها ويمتلئون بالروح القدس ويسلكون بمحبة الله فبغض النظر عن مًن أنت أو ماذا تفعل. فإن كانت خططك ودوافعك توافق مع خطط ومقاصد الله فسوف تنجح. ولأن خطط ودوافع راعي كنيسة ريما كانت صحيحة, استخدمه الله ليقيم شبكة اتصال بين 450 كنيسة في جنوب أفريقيا كانت سبباً لنهضة عظيمة وتحرك لروح الله بطريقة فائقة للطبيعي.
في حادثة أخرى على النقيض، كنت اعقد نهضة لأحد الرعاة لمدة ثلاثة أسابيع. ألَّح علي الراعي كثيراً ليعرف مقدار التقدمة التي احتاجها لأعقد تلك النهضة. لكني في سنوات خدمتي كلها لم أطلب من أي شخص أبداً أن يعطيني مقداراً معيناً من المال نظير خدمة. لذلك لم أخبر هذا الراعي مطلقاً عن مقدار مُحدد من المال لكي آتي وأخدم لديه. فأنا كنت اخبر الرب دائماً بما احتاج وحسب, وكان دائماً يسدد احتياجاتي.
على الرغم من أني رفضت أن احدد أي مقدار من المال, إلا أن هذا الراعي وعد أن يقدم لي مبلغ معين نظير الفترة التي سأعظ فيها.
كان إثناء انعقاد النهضة يقوم بجمع تقدمات وتبرعات لكل المشاريع التي يمكن أن تخطر على بالك. ثم اخبرني، “إن تبقى شيء من التبرعات سوف نعطيك إياها”.
تبقى لديه مبلغ قليل لكنه لم يكافئ ما وعدني به. قبلت التقدمة واتكلت على الرب في أن يسدد احتياجاتي ولم اخبر أي شخص عن هذا الأمر.
كان الراعي قد طلب منى أن أعظ في صباح كل يوم أحد إثناء تلك الأسابيع الثلاثة للنهضة. لكن بعدما وصلت إلى هناك اخبرني أنه قرر أن يقيم اجتماعات إضافية في عصر أيام الآحاد حتى يتسنى له أن يجمع اكبر عدد من الأشخاص من مختلف كنائس الإنجيل الكامل حول المدينة.
كانت خططته ومقترحاته بشرية. ثم أضاف، “إن استطعنا إن نأتي بالناس من جميع الكنائس الأخرى فسيمكننا أن نجمع تقدمة جيدة”.
لم تكن خططه ومقترحاته خاطئة وحسب، لكن دوافعه أيضاً كانت خاطئة.
لا تضع المال أولاً. في أول مرة ظهر لي الرب يسوع قال، “احترس من المال. هناك كثيرون ممَن وضعت مسحتي عليهم ودعوتهم للخدمة قد سيطر المال على تفكيرهم وفقدوا مسحتي”.
لا ينبغي أن نجعل المال يسود علينا حتى لا نفقد مسحة الله من على حياتنا.
كان غرض هذا الراعي من إقامة اجتماعات في عصر أيام الأحد لكي يجمع أموالاً. وبينما كنا سنبدأ في الأسبوع الثالث من النهضة وقف الراعي وأعلن للحضور في عصر يوم الأحد قائلاً، “لا نعلم إن كنا سنستمر لأسبوع آخر أو لا. لكن تعالوا الليلة وسوف نخبركم إثناء فترة التسبيح”. ثم همس لي قائلاً، “لقد أخبرت الشعب هكذا حتى أحمسهم لكي يأتوا جميعاً لاجتماع المساء. وعندئذ سوف نخبرهم أننا سنستمر”.
وكأن شخص واقف خلفي تماماً سمعت صوتاً من ورائي حتى أني ألتفت لأرى. لكني لم أجد أحداً. سمعت الصوت يقول، “عندما تصعد لتتكلم أخبر الحضور أنك ستنتهي الليلة. ولابد أن تفعل ذلك الآن”.
فقلت، “كيف يا رب، سوف افقد تقدمة إضافية إن فعلت ذلك. إنني احتاج لكثير من المال حتى أغطي نفقة هذا الأسبوع وليس لدى دخل آخر. ثانياً, إن هذا الأسبوع يسبق عيد الميلاد. فأنا احتاج أن اشترى مستلزمات لأسرتي. ماذا سأفعل الآن؟ لا يوجد وقت كافي لكي ابدأ نهضة أخرى؟”
تكلم إلي الرب، “لا تقلق بشان ذلك، سوف اعتنى بك”.
فأنهيت الاجتماع ورجعت للبيت ممتلئاً فرح. ثم في الأسبوع الثاني الذي يسبق عيد الميلاد مباشرة بدأت الخطابات تتوالى علي وبداخلها تقدمات (في الحقيقة, يحدث ذلك في هذا الأسبوع الذي يسبق عيد الميلاد كل سنة). طوال سنوات الخدمة تلك لم احصل على تقدمة في أوقات عيد الميلاد تزيد عن 36 دولار. لكن في هذا الأسبوع حصلت على ثلاثمائة دولار. ربما لا يبدو ذلك كبيراً الآن، لكنه كان مبلغ ضخم وقتها.
كتب لي احد الأشخاص من كاليفورنيا قائلاً، “أخ هيجن، قد وضع الرب على قلبي أن أرسل لك تقدمة 150 دولار. هذه ليست عشوري, لأني أقدم عشوري للكنيسة التي انتمى إليها. لكن هذه تقدمة إضافية”.
مجداً للرب. دائما ما يعطى مخرجاً.
مع ذلك، شعرت بالأسى لأجل هذا الراعي. كان مصاباً بقرح معوية وطلب منى أن أصلى لأجل شفائه. فسألت الرب، “سيدي ماذا عن الراعي ـــــ؟ ماذا سيحدث له؟”
وبوضوح تام كما لو أن شخص جالس خلفي، أجابني الرب، “لم يسألني مطلقاً عن خطتي لحياته أو خدمته أو كنيسته. كان دائماً يضع خططه وأفكاره الخاصة، ثم بعد ذلك يطلب منى أن أباركها. بالطبع كنت أباركه على قدر استطاعتي, لكني لم استطع أن أسدد احتياجاته المادية لأنه كان يسلك دائماً في خططه الخاصة وليست خططي. لم اخبره من جهة أمور كثيرة قام بها. كان يضيف الكثير لما اخبره به. كان يسلك في طرقه يميناً ويساراً ولم استطع أن أباركه. إن كان بإمكاني أن أباركه لفعلت. لكني لا استطيع أن أضع موافقتي على خطط وأفكار بشرية ليست مني. كما ترى أيضاً أن دوافعه لم تكن سليمة. فإن كانت دوافعه ليست سليمة فان كان يسعى بطريقة خاطئة ايضا الخطط والدوافع وطرق السعى.
من السهل أن تنحرف عن خطة الله لحياتك. إني متيقن أن كثير من المشاكل المادية التي تتعرض لها الكنائس اليوم نتيجة انحرافهم لأمور خارجية عن خطة الله لهم. ربما تكون أمور جيدة، بل وحتى منطقية جداً، لكنها خارجة عن خطة الله وتوجيهاته الأصلية.
تذكر أن الله يعرف المستقبل أفضل من معرفتنا بالماضي. لذلك يتطلب الأمر أن تنتظر أمامه حتى تكتشف خطته الخاصة. فكثير من الأحيان نضع خطتنا ثم نطلب من الله أن يضع ختم بركته على خططنا. لكنه من الأفضل جداً أن نكتشف خطته, لأن خططه مباركة وممسوحة. فلتكتشف خطة الله لحياتك ولخدمتك. وإن كنت راعياً، فلتكتشف خطة الله لكنيستك.
أنهض نفسك لتكتشف خطة الله
عندما ابتدأ الرب يتعامل معي بشأن الدعوة والخدمة التي أعدها لي، لم أدركها في البداية.
كنت راعياً لأحدى الكنائس، لكن في داخلي كان هناك شيء ليس على ما يرام. لم أكن اعلم بالتحديد ما هو لكني كنت اعلم إنه هناك شيء يحتاج للإصلاح.
فقلت للرب، “سيدي، هناك خطأ. اشعر بعدم ارتياح نحو شيء ما”. في الحقيقة كان إحساس بداخلي يشبه شعورك عندما تغسل قدميك وأنت ترتدي الجراب! تشعر وكأنه هناك شيء ليس على ما يرام. فبدأت اطلب الرب بصورة أعمق وبدأت انهض نفسي للصلاة. لم ينهضني الله، لكني أنا الذي أنهضت نفسي. كنت أصلى يومياً بشكل كافي لكني في ذلك الوقت بدأت اقضي أوقات أكثر في طلب الرب مع الصوم.
قلت للرب، “سيدي.. لابد أن هناك خطأ. حتما أني شخص غير طبيعي. لديَّ جميع الأسباب التي يمكن أن تخطر على بال أي إنسان لتجعله مكتفياً وفي شبع؛ فهذه هي أفضل كنيسة قد رعيتها في حياتي. كما أتقاضى أعلى راتب قد حصلت عليه في خدمتي. نحن نعيش في أفضل وأجمل منزل للرعوية. زوجتي وأنا والأولاد جميعنا سعداء وكل شيء جميل وحسن. لقد أنهضت مدارس الأحد بطريقة لم تشهدها من قبل في تاريخ الكنيسة بأكمله. كان ينبغي أن أكون مكتفياً بسبب كل هذا.. ما الخطأ؟”
تكلم الرب إلى قلبي قائلاً، “إن مشكلتك هو إني لم ادعوك أبداً لنكون راعياً. هذه ليست دعوتك”.
شكراً لله, لقد خدمت لاثني عشر سنة في خدمة الرعوية وكنت في مشيئة الله السماحية. لقد تعلَّمت بعض الأمور من خلال خدمة الرعوية لم يكن لي أن أتعلمها بأي حال آخر. في الحقيقة, اعتقد أنه على المبشرين والمعلمين وباقي الخدام في مجال الخدمة أن يقفوا في خدمة الرعوية لمدة لا تقل عن سنتين. فسوف يتعلمون كثير من الأمور التي لن يتعلموها بأي حال آخر. كما على الرعاة أيضاً أن يخرجوا لحقل الخدمة حتى يتعلموا أموراً كثيرة لا يمكن أن يتعلموها بأي طريقة أخرى. وأهمها هي معاملة الخدام الغرباء.
لقد اكتشفت أثناء الصلاة أن خدمة الرعوية لم تكن دعوة الله لحياتي.
عندما اخبرني الرب أنه لم يدعوني لأكون راعياً، كان ينبغي علي أن اسأله لأعرف لأي شيء قد دعاني. لكنى لم افعل ذلك.
يوجد شيء يتعلق بالرب أريد أن أوضحه, وهو أنه هناك بعض الأمور التي لن يخبرك عنها ما لم تسأله. فهو أله ذو مشاعر رقيق إلى أبعد الحدود. هو لن يتطفل بنفسه ويقاطعك. كذلك الروح القدس أيضاً لن يفعل ذلك. عندما اخبرني الرب إنه لم يدعوني للرعوية لم اسأله لأي شيء قد دعاني, فبدأت أخمن أنه طالما أني لست راعياً فلابد أن أكون مبشراً.
طلبت من الطائفة التي كنت تابعاً لها أني أريد أن اعمـل عمل المبـشر. كـان وقتهـا لا يعرفـون
سوى خدمتي الراعي والمبشر. فأعددت نفسي لأكون مبشراً لكني أخفقت تماماً. في السنة الأولى للتبشير استهلكت سيارتي وبدأت أسير على الأقدام. كنا نعيش في شقة مكونة من حجرتين, كان ابني ينام على سرير متنقل في المطبخ في فصل الشتاء وعلى أريكة في فصل الصيف. كانت ملابس الأولاد ليست كافية ولم يكن لدينا طعام كافٍ.
فبدأت اطلب الرب مجدداً. ظللت أقول له أن هناك خطأ. لا يزال لدي شعور بعدم الراحة وكأني أغسل قدمي وأنا ارتدي الجراب.
كانت القصة طويلة، لكن فحواها هو أن الرب كان يقودني لاتبع خطته لخدمتي. كان يحاول أن يجعلني اعلَّم بالكلمة.
أفسس 4: 11، 12
11 وَقَدْ وَهَبَ الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ
12 لِتَأْهِيلِ الْقِدِّيسِينَ مِنْ جِهَةِ عَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ
هكذا يتضح، أني أتكلم عن خطط الله. كثيراً ما نفعل أموراً معينة لأننا نعتقد أن هذه هي الطريقة التي ينبغي أن تكون. لكن لابد أن نتخذ وقتاً لنكتشف ماذا يريد الله أن يفعله.
لدى الله خطة للكنيسة هنا على الأرض. وكان الرب يحاول أن يجعلني أتحرك وفقاً لخطته وقصده- ليس لحياتي وحسب- بل لجسد المسيح بأكمله.
لقد أراني الرب الخدمة التي سوف اشغلها، وكانت موهبة التعليم. لا انسي اليوم الذي نلت فيه هذه الموهبة للخدمة. لقد وقعت في روحي كما تسقط عباءة من السماء. عندما بدأت أصلى كنت أفكر في العقلية المتدينة لكنائسنا في ذلك الوقت عام 1950. فقلت، “يا رب, أنهم يريدوني أن أكرز وابشر. فهم لا يعرفون شيئاً عن التعليم. إنهم يريدون مبشراً وصانع نهضات, ولا يحبون التعليم”. مع ذلك، لم استطع أقناع الرب. قد كان لديه خطة لأجلي ولا يوجد بديل عن أن أسير في نور خطته حتى يتسنى لي التمتع بملء بركاته.
إثناء هذا الوقت الطويل في طلب الرب بدأت أعقد اجتماعاً تعليمياً في مدينة هيوستن بولاية تكساس. كان ذلك في يناير عام 1950. قلت للرب، “حسنـا سـوف أعلَّم. سأخصـص اجتمـاع ليلـة
الجمعة, فهذا هو أكبر اجتماعاتنا, وأقدم فيه تعليماً. وسأثبت لك أنها لن تنجح”.
كنت قد قضيت أسبوعاً من الاجتماعات في تلك الكنيسة ولم يكن أحد من الحاضرين مولوداً من جديد أو حتى ممتلئ بالروح القدس. غير أن هناك فتاة واحدة كنتُ قد طلبت الصلاة لأجلها في مساء يوم الجمعة. ظللت اعلَّم لمدة خمسة وأربعين دقيقة عن موضوع الإيمان. وقلت في نفسي، “سوف أقدم دعوة للخلاص، مع أني أعلم أنه لن يأتي أحد”.
تقدم خمسة رجال إلى المنبر طلباً للخلاص. ثم تبعهم بعد ذلك عائلاتهم.
لم استطع في تلك الليلة أن أنام من تأنيب الضمير. فبدأت أتوب أمام الرب.
عندما أطعت خطة الله أُضيفت إلى تلك الكنيسة خمسة عائلات جدد. وفى تلك الأيام إن عقدنا نهضة لمدة ثلاثة أسابيع وخلص ستة أشخاص وامتلأ اثنان بالروح القدس فكان ذلك يُعتبر حدثاً عظيماً. لكن عندما اتبعت خطة الله حصلت على نتائج أعظم.
بعد ذلك الاختبار, بدأت خدمة التعليم. كانت خطة الله لحياتي هي أن اعلَّم وأقف في خدمة النبي. فذهبت لأعقد اجتماعات في كنيسة أخرى. وفى غضون عشرة أيام خلص اثنتي عشر عائلة وأُضيفوا إلى تلك الكنيسة. ثم استمر ذلك يتكرر مرة بعد الأخرى لأني كنت أسير في خطة الله وكنت أتمم غرضه.
خطط ومقاصد الله.. للأسف, نفعل أموراً كثيرة لأننا أعتقدنا أنه ينبغي علينا أن نفعلها. نقول في أنفسنا, “هذه هي الطريقة التي اعتادت عليها كنائسنا, وهكذا يفعل الآخرون أيضاً. فلتكن تلك هي الطريقة التي نسلكها”. كلا، لا ينبغي أن يحدث هذا. استمع من السماء لأجل نفسك. لا تسلك في خطط الآخرين.
ليس هناك شك أبداً في أن الرب قد تكلم للبعض لكي يفعلوا أشياءً معينة بطريقة ما. لكنهم بدلاً من أن يلتصقوا بما أخبرهم به الله ويسلكون في نوره إلا أنهم يقارنوا حياتهم أو خدماتهم بما يفعله الآخرون حولهم, فيفشلون.
لكون أحد الرعاة لديه خدمة معينة أو برنامج معين يطبقه في كنيسته فهذا يعنى أن هذا البرنامج أو هذه الخدمة سوف تنجح في باقي الكنائس. فربما لا يريد الله أن يطبقها في كنائس معينة أو ربما يريدها لتلك الكنيسة وحدها فحسب.
تحتاج أن تركع على ركبتيك وتكتشف بنفسك خطة الله لحياتك لأن الله سوف يضع ختم موافقته وبركته على خططه وحسب.
إن خطط الله دائماً مبُاركة ودوماً ممسوحة وتنجح في كل مرة. فإن تمسكت بخطة الله لحياتك أو لكنيستك، ستعمل معك وستأتي بنتائج. لكن إن حاولت أن تبنى بيتك بنفسك سوف تتعب. وربما تنتهي من بنائه بالكامل ويبدو حسناً، لكنه سيكون تعبك باطلاً بالكامل لأن الرب لم يكن مؤسسه.
على سبيل المثال, إن كنت راعياً وابتدأت تقضي أوقات في طلب الرب والانتظار أمامه. ستجد أنك أصبحت أكثر حساساً للروح القدس وستكتشف ما يريد الله أن يفعله في كنيستك وفى خدمتك. ستعلم بالتحديد ما يريد الله أن يصنعه في حياتك. وإن لم تعرف أنت فلا تتوقع أن يعرف أحد آخر. فالرب لن يتخطى أبداً راعي الكنيسة أو قائد الاجتماع. فإن لم تعرف كيف تتواصل وتنفتح على الروح القدس بطريقة جيدة حتى يمكنك أن تكتشف ماذا يريد أن يفعله فسوف تنحرف حياتك وخدمتك عن المسار الصحيح.
لقد قلت هذه العبارة مراراً كثيرة: هناك بعض الخدام الذين لن يعرفون الروح القدس إن رأوه يسير في الطريق. إنه يحاول أن يتحرك في خدماتهم وكنائسهم, لكنهم لا يلتفتون إليه ويكملون خدماتهم وبرامجهم كما خططوا لها.
الخروج عن مشيئة الله يخلق شعوراً بعدم الاكتفاء
وكما ذكرت سابقاً، أني كنت راعياً لاثني عشر سنة عندما بدأت في طلب الرب بشأن خدمتي لأني كنت اشعر بعدم اكتفاء. حتى تكلم إلى الرب يسوع في النهاية وقال، “لم ادعوك أبداً لتكون راعياً من الأصل..”.
وبعد فترة من الإخفاق محاولاً أن اعمل عمل المبشر بدأت اطلب الرب من جديد. فتكلم الرب إلي وقال، “ماذا فعلت بشأن ما قلته لك منذ سنوات مضت بشأن تتميم خدمتك؟”
أجبت، “لم اخطط لفعل أي شي”.
فقال, “حسنا. هل تنوى فعل شيء أم لا؟”
أجبت, “أثق أني سأفعل ما طلبت”.
هكذا يتضح, إن الخروج عن مشيئة الرب يخلق شعوراً بعدم الاكتفاء. وليس ذلك وحسب, لكن إن أخفقنا في النهاية في تصحيح أنفسنا فسوف نحصد توابع عصياننا. حتماً، لا يجلب الله علينا تلك التوابع، فهي لا تأتي من السماء: “السَّارِقُ لاَ يَأْتِي إلاَّ لِيَسْرِقَ وَيْقتُلَ وَيُدَمِّرَ..” (يوحنا10: 10) سوف يسمح الله بها لأننا خرجنا من تحت غطاء حمايته بعدم سلوكنا في خطته ومشيئته لحياتنا ولأننا لم نسعى لقصده وغرضه.
الخطط والمقاصد وطرق التنفيذ.. من أفضل جداً أن نعرف خطة الله ونكتشف قصده وننفذه. دعونا لا نتبع خططنا بل نلتصق بخططه ومقاصده ونحرص على تنفيذهم. فملء بركة الله وإستعلان الروح القدس الكامل لا يصاحبان سوى خطط الله وحدها. علينا أن نبتغى أفضل ما لدى الله لحياتنا.
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.