القائمة إغلاق

القضاء الإلهي Divine Judgement 1

 

 لعدم فهم موضوع القضاء الالهي يراه البعض انه الجانب المظلم والقاسي من هذا الاله ويوجد من يتجنبه ويتكلم ويعظ فقط عن محبة الله مع انه جزء لا يتجزء من محبته ولا يتعارض معها، واختلط عند الكثيرين القضاء بالتأديب والتجربة والامتحان وظن البعض بهذا ان ما يسري على الاعداء يسري ايضا على الابناء وهذا خطأ فلكل زمن ونوعية من البشر معاملة مختلفة. ولكي نفهم القضاء فهما صحيحا يجب ان نفرق بين كل من التأديب/ التجربة/ الامتحان                                                                                                                      
التأديب:                                                                                                                                         
اولا دعونا نطرح جانبا كل معرفة ومعلومات وتعريفات خاطئه عن التأديب على انه الدخول في المشاكل والامراض للتنقية وتعليم الشخص الدروس مثل الصبر، تخلى عن وجهة النظر هذه واجعل كلمة الله وتعريفها للتأديب فوق اي اختبارات بشرية سمعتها او قيلت لك ان الله يؤدب بالمشاكل والامراض والعنف والفقر. نحن لا نحتاج الى تخمينات بشرية لنعرف كيف ينقي الرب المؤمنين. بماذا افادت هذه التعاليم والتعريفات الخاطئة الانسان إلا انه بدلا من ان يسعى ويهرب إلى الله في وسط مشاكل الحياة صار يهرب خوفا منه         

 ” متى 25 : 24 ،  (24)  ثُمَّ جَاءَهُ أَيْضاً الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ الْوَاحِدَةَ، وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، عَرَفْتُ أنك سَيداً قَاسِياً، تَحْصُدُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ، وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ (25)فَخِفْتُ، فَذَهَبْتُ وَطَمَرْتُ وَزْنَتَكَ فِي الأَرْضِ. فَهَذَا هُوَ مَالُـــــــكَ”. 
قال هذا العبد وقال: “عرفت” ترى ماذا جعلت المعرفة الخطأ لديه عن سيدة؟ جعلته يخاف منه ويتكاسل بدلا من ان يعمل باجتهاد.
ان كنت اب واخطأ ابنك هل ستؤدبة بحقنه مفيرسه ام ستحرض علية بعض البطلجية ليتعلم درسا؟ بكل تأكيد ستكون اجابتك بالنفي القاطع. فاذا كنت وانت اب ارضي لا توافق على فعل هذا كم وكم الاب السماوي هل انت احن منه على الانسان؟ حاشا                  
بل بالعكس انت تريده في افضل ما يكون، لذا تأكد ان الله يريد لابناهء افضل مما تريده انت لابنائك.   
اذا ان كان الله لا يستخدم هذه الامور في التأديب فما هي اداته في التأديب، ماذا يستخدم اذا؟ وكيف يؤدب ابنائه؟                                                                                

           2 تيموثاوس 3 : 16 – 17 : إِنَّ الْكِتَابَ بِكُلِّ مَا فِيهِ، قَدْ أَوْحَى بِهِ اللهُ؛ وَهُوَ مُفِيدٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ وَالتَّقْوِيمِ وَتَهْذِيبِ الإِنْسَانِ فِي الْبِرِّ (17)لِكَيْ يَجْعَلَ إِنْسَانَ اللهِ مُؤَهَّلاً تَأْهِيلاً كَامِلاً، وَمُجَهَّزاً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ
كلمة تأديب في اليوناني : تأتي بمعنــــى تعلـــــــــــــــيم وتصــــــــــــــــــحيح وتـــــــــــــلمذة وتــــــــــــــوجيه وتــــــهذيب … وليس الضرب أو العنف وليس المرض و الفقر (اللعنات).

كلمة الله لن تضارب نفسها. لأن الروح القدس واحد الذي كتبها كلها فحينما يقول الكتاب المقدس أن كلمة الله هي فعالة في التأديب فهي كذلك ، لأن كلمة الله صالحة ومفيدة للتعليم وللتوبيخ. ،
أن الكلمة هي أداة تأديب الله ، وقالها الرب يسوع حرفياً في يوحنا 15 : 1 – 3  ، ( 1) «أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ، وَأَبِي هُوَ الْكَرَّامُ. (2)كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يُنْتِجُ ثَمَراً يَقْطَعُهُ؛ وَكُلُّ غُصْنٍ يُنْتِجُ ثَمَراً يُنَقِّيهِ لِيُنْتِجَ مَزِيداً مِنَ الثَّمَرِ. (3)أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ بِسَبَبِ الْكَلِمَةِ الَّتِي خَاطَبْتُكُمْ بِهَا. (4)فَاثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ.

لاحظ لم يُقل : “أنتم أنقياء بالأمراض التي أعطيـــتـــها لكم “, بل قال: “أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به”                              راينا تطبيق الكلمة في الرب يسوع لم نراه يؤدب احد بالامراض او باي شيئا اخر من هذا القبيل. نعم كلمة الله لها واقع تأثير في التأديب اقوي من المشاكل، وبهذا فهمنا معنى كلمة تأديب وما هي ادات الله في تنقية المؤمنين من هنا نفهم ان التأديب لا يعني الضرر والاذية لكنه يعني التصحيح والتعليم والتوجيبة بكلمة الله. وللفهم اكثر يمكنك قراءة مقاله بعنوان (كيف يؤدب الله اولاده وبناته؟)

ثانيا لنفهم اكثر عن التجربة والامتحان:
كما قولنا سابقا دعونا نطرح جانبا كل معرفة مبنية على سماعك لاختبارات شخصية دون فحصها من كلمة الله


يعقوب 1 : 13 – 17  (13) وَإِذَا تَعَرَّضَ أَحَدٌ لِتَجْرِبَةٍ مَا، فَلاَ يَقُلْ: «إِنَّ اللهَ يُجَرِّبُنِي!» ذَلِكَ لأَنَّ اللهَ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُجَرِّبَهُ الشَّرُّ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ بِهِ أَحَداً (14)وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ يَسْقُطُ فِي التَّجْرِبَةِ حِينَ يَنْدَفِعُ مَخْدُوعاً وَرَاءَ شَهْوَتِهِ. (15)فَإِذَا مَا حَبِلَتِ الشَّهْوَةُ وَلَدَتِ الْخَطِيئَةَ. وَمَتَى نَضَجَتِ الْخَطِيئَةُ، أَنْتَجَتِ الْمَوْتَ (16)فَيَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لاَ تَضِلُّوا (17)إِنَّ كُلَّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَهِبَةٍ كَامِلَةٍ إِنَّمَا تَنْزِلُ مِنْ فَوْقُ، مِنْ لَدُنْ أَبِي الأَنْوَارِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تَحَوُّلٌ، وَلاَ ظِلٌّ لأَنَّهُ لاَ يَدُورُ.
من المعروف من رسالة يعقوب الأصحاح الأول ، أن الله غير مُــــــجَــــــرِب بالشرور ، وهو يـــُعاملنا كنفسهِ ، إنهُ لا يـــُــجربنا أبداً ، بل الإنسان يـــُجَــــــــرب إذا إنجذبَ وإنــــخدعَ من شـــــــهواتهِ ،  أي الإنسان هو السبب
يوجد لدى المؤمنين مفهوم خاطئ عن التجربة فعندما يصاب مؤمن بألم ويمر ببعض المشاكل والتحديات تجدهم يقولون ان الله يجربة لكي يعلمه درسا وينقيه، هذا غير كتابي كما قرأنا في رسالة الرسول يعقوب ان لا يجرب احدا، هل يمكنك أن تطلب من ابنك ان يضع يده في الكهرباء لتجربة ويثبت لك محبته، بالطبع لا هكذا الله لا يمكنه أن يجعل عضو في جسم الانسان لا يعمل بشكل طبيعي لكي يجربة، الله غير مجرب لكنه يعطي سبيل للخوج من التجارب التي يتسبب فيها الانسان وابليس

فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا” (متى4: 3)                                               
نرى ان احدى اسماء إبليس في الكتاب المقدس هو المجرب فكيف نقول ان الله مجرب؟ وكيف يفعل الله ما يفعله إبليس؟
التجربة تسبب الخسائر وهدفها هو هدم وضرر الانسان والله لا يمكن ان يفعل هذا
لم نرى يسوع يجرب احدا او يسبب له الخسارة بل بالعكس كان يعطي ولا يأخذ، كان يشفي ولا يمرض…

الامتحان:
الامتحان هو شئ يريك الله من خلاله كم انت مستعد والى اي مدى أن تضحي من اجله، وهذا يظهر دوافعك، وهذا ليس لتدميرك، ولن يجعلك تخسر شيئا.


 وَبِالإِيمَانِ، إِبْرَاهِيمُ أَيْضاً، لَمَّا امْتَحَنَهُ اللهُ، قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ. فَإِنَّهُ، إِذْ قَبِلَ وُعُودَ اللهِ، قَدَّمَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ ذَبِيحَةً، مَعَ أَنَّ اللهَ قَالَ لَهُ: «بِإِسْحَاقَ سَوْفَ يَكُونُ لَكَ نَسْلٌ يَحْمِلُ اسْمَكَ!» فَقَدْ آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِأَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى إِقَامَةِ إِسْحَاقَ مِنَ الْمَوْتِ. وَالْوَاقِعُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ اسْتَعَادَ ابْنَهُ مِنَ الْمَوْتِ، عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ أَوِ الرَّمْزِ.

العبرانيين 11: 17ـ 19-

                                                                                                                                                       لــــم يــــُبعد إبنه الغالي عن الله ، لقد قـــَدمهُ لله ، و ضحَــــى بـــِه وهذا رمـــــز  للمـــــسيح. وفــــي نفــــس الوقت عـَـــلــِم إبراهيم أنه لن يفقد إبنهُ بل سيعود به حياً.  وهذا ما يقوله الكتاب أنه كان يــَعلم أنه سيرجع به حياً. وفعلَ ذلكَ بالإيمان بذلكَ ،  بالإيمان أي بإيمانه بوعود الله والتي تحققت في حياته.

إبراهيم كان يعرف من هو الله ، وأنه ليس سفاحاً يــُـــعطي ويـــَـــأخذ                                                                             

٥ فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعًا كَثِيرًا مُقْبِلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِفِيلُبُّسَ:«مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزًا لِيَأْكُلَ هؤُلاَءِ؟» ٦ وَإِنَّمَا قَالَ هذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ. ٧ أَجَابَهُ فِيلُبُّسُ:«لاَ يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا يَسِيرًا». (يوحنا ٦: ٥-٧)                 امتحن يسوع فيلبس وفشل فيلبس في هذا الامتحان لكنه لم يخسر شئ ولم نري يسوع يعاقبة بمرض او كارثة نتيجة فشله، الامتحان شئ ايجابي هدفه ترقيك (للمعرفة اكثر يمكنك قراءة مقالة التجربة والامتحان في نظر الله)

بعد ان شرحنا وعرفنا الفروقات بين التأديب والتجربة والامتحان دعونا نفهم القضاء من وجهة نظر الكتاب المقدس      

ما هوالقضاء؟                                                                                                      

القضاء هو ابداء رأي، ليس شرطًا أن يكون ادانة، أو حكم بين طرفين. القضاء هو الرأي الإلهي



“فإنَّهُ لا يستطيعُ أحَدٌ أنْ يَضَعَ أساسًا آخَرَ غَيرَ الّذي وُضِعَ، الّذي هو يَسوعُ المَسيحُ. ولكن إنْ كانَ أحَدُ يَبني علَى هذا الأساسِ: ذَهَبًا، فِضَّةً، حِجارَةً كريمَةً، خَشَبًا، عُشبًا، قَشًّا، فعَمَلُ كُلِّ واحِدٍ سيَصيرُ ظاهِرًا لأنَّ اليومَ سيُبَيِّنُهُ. لأنَّهُ بنارٍ يُستَعلَنُ، وسَتَمتَحِنُ النّارُ عَمَلَ كُلِّ واحِدٍ ما هو” (١كو٣: ١١›١٣)

“ظاهِرًا” القضاء هو كشف للحقائق وليس شرطاً أن يكون شيء ضد الشخص لكنه قد يكون في صف الشخص، في العدد السابق، يوضح الرسول بولس أنه ستُكشف أعمال كل شخص أمام كرسي المسيح في سبع سنين الضيقة وهو يختلف عن العرش العظيم الأبيض الذي سيكون بعد إنتهاء الأرض..

هناك أقضية تمت, وأقضية تتم في الفترة الحالية ولكن تلك الأقضية ليست القضاء النهائي (يوم الدينونة), فهناك يوم يتم فيه القضاء علي الشر نهائياً ولن يكون ذكر للخطية ثانيةً كما تكلم الكتاب في (دا 9) هذا هو يوم الدينونة.

في (1كو 6) يتحدث  عن إنك قاضي تحت التدريب, فالروح القدس يتوقع حكمك الصحيح في الأمور لذا لا تستعجل في أحكامك, لا تحكم بصورة هوجائية, لا تحكم حسب الظاهر, فسيأتي يوم وتحكم وتقضي مع الرب لذا لابد أن تدرك رهبة هذا اليوم هذا سيجعلك تحيا حياتك بانضباط هنا علي الأرض وتتعلم أن تري الامور بصورة سليمة..

 وليتم القضاء بشكل صحيح لابد من وجود ثلاثة اطراف
1ـ القانون 2ـ القاضي 3ـ اطراف القضية

كيف يتم االقضاء؟

من خلال الكنيسة:
أَنْ لاَ يَتَطَاوَلَ أَحَدٌ وَيَطْمَعَ عَلَى أَخِيهِ فِي هذَا الأَمْرِ، لأَنَّ الرَّبَّ مُنْتَقِمٌ لِهذِهِ كُلِّهَا كَمَا قُلْنَا لَكُمْ قَبْلاً وَشَهِدْنَا. (1تس 6:4)

الله شخصياً سيعاقب من يُخرب في جسد المسيح ومن يسلك بشكل خاطئ وغير المؤمنين وذلك عبر قادة الكنيسة (البشر)، الله يُحرك البشر ليقضوا لأن قضاء الله يتم من خلال البشر
“وأطلُبُ أنا دَمَكُمْ لأنفُسِكُمْ فقط. مِنْ يَدِ كُلِّ حَيَوانٍ أطلُبُهُ. ومِنْ يَدِ الإنسانِ أطلُبُ نَفسَ الإنسانِ، مِنْ يَدِ الإنسانِ أخيهِ. سافِكُ دَمِ الإنسانِ بالإنسانِ يُسفَكُ دَمُهُ. لأنَّ اللهَ علَى صورَتِهِ عَمِلَ الإنسانَ” (تك5:9-6)

 يوضح هنا أن الأقضية التي تتم حالياً على الأرض والقضاء النهائي “يوم الدينونة” يتم عبر الإنسان (ابن الإنسان)، الإنسان هو القاضي للإنسان.
    

لفظ “انتقام” في اللغة العربية لفظ غير دقيق لأنه يحتوي على عاطفة دون أحكام سليمة وهو يعني انتقام شخص لأن لديه ثأر من شخص آخر ويريد أن يجعله يعاني ويُعاقب بعقاب يفوق بأضعاف ما فعله, علي الرغم من أن لفظ “انتقام” في اللغة العربية صحيح إلا أنه له انطباع سيء عند العرب, تعريفه لدي العرب سيء, فلفظ “انتقام” في اليونانية والإنجليزية أتي بمعني reward أي مكافأة, فحتي في وسط جسد المسيح الله يقوم بالقضاء بين مؤمن وآخر فلا تعارض بين محبة الله ورحمته مع قضائه, لابد أن يكون هناك ردع للخطأ, فإن كنت تقبل وجود قوانين ولوائح لردع الخطأ في أي مكان في العالم لماذا لا تقبل وجودها في كنيسة الله ووجودها أيضاً في بيتك وأنت تربي أولادك؟!! لذا إن قام أحد باشتهاء امرأة أخيه (لاحظ إنهم أخوة مؤمنون) سيتدخل الله شخصياً بقضاء من خلال بشر(من هم موكلين علي هذه الكنيسة) لأن هذا هو النظام الإلهي, فعندما ترجع إلي الكنائس في سفر رؤيا يوحنا ستجد أن الروح تكلم إلي ملاك كنيسة برغامس ويطلب منه أن يقوم بردع أعمال النقولاويين (هذا إثبات أن القضاء يتم من خلال بشر)  هكَذَا عِنْدَكَ أَنْتَ أَيْضًا قَوْمٌ مُتَمَسِّكُونَ بِتَعْلِيمِ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّذِي أُبْغِضُهُ. (رؤ 15:2), ويتكلم أيضاً الروح إلي كنيسة ثياتيرا قائلاً  لكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّكَ تُسَيِّبُ الْمَرْأَةَ إِيزَابَلَ الَّتِي تَقُولُ إِنَّهَا نَبِيَّةٌ. (رؤ 20:2) إذاً من هذا نفهم إنه دور قادة الكنائس أن يقوموا بردع كل أمور خاطئة تحدث في الكنيسة, فعبارة “الله منتقم” تعني إنه سيقوم بتحريك القادة لإجراء القضاء, يبدأ القضاء من الداخل بين الأخوة داخل الكنيسة, لذا الكنيسة تعد إليه من الآن وأي كيان لا يوجد به قادة يحكمون بين الشعب حيث أنهم يرفضون أن يسمعوا الأطراف المظلومة والإدعاءات ويحكموا بالروح القدس في الموقف، هذا كيان هزيل وحتماً سيسقط إن آجلاً أو عاجلاً, علينا أن ندرك أن أي أمور غير سليمة تُترَك داخل الكنيسة بحجة أن الله يحب الكل تؤذي الكنيسة, فسيتولد داخل المؤمنين ثقة وتشجيع عندما يفهموا الحق الخاص بوجود قضاء علي من يتسيَّب حتي من المؤمنين. ولكن لماذا كل هذا السيناريو؟! بسبب دخول الخطية العالم وهناك من يحب العالم والخطية ويرفضون التراجع عن مسارهم الخاطئ


   يوجد أمور لابد للكنيسة تحكم الكنيسة فيها ولا تبررها بحجج عاطفية وهي أن الرب مات لأجل الجميع وهو يحب الجميع, يوجد حكم بين الأخوة ويوجد حالات يتوجب فيها عزل أشخاص حيث أن القضاء يبدأ من بيت الرب, فمحبة الله لا تتعارض مع قضائه

يتحرك الله بقضائه عبر أولاده المؤمنين الذين أخرجوا القذى من عيونهم أولاً وليس عبر من ينظرون إلى الخشبة التي في عين إخوتهم. لا تستعجل بالحكم على الأخرين وكُف عن التحليلات إلى أن تأكل الكلمة وتضبط ذهنك وتُنقيه وامنع نفسك أن تحكي عن أحد بداخلك أولاً قبل خارجك وبعد أن تتدرب وتملأ ذهنك بالكلمة لتحل محل الأحكام البشرية العادية، تستطيع في هذه اللحظة أن تحكم بشكل صحيح ويُعطى لك السلطان لإدارة المواقف في حياتك بصورة صحيحة وفي هذه المرحلة تجد الروح القدس يستأمنك ويبني شخصيته بداخلك لتحكم في المواقف بطريقة صحيحة ويكون حكمك مؤكد ومثبت الروح القدس وتفاجئ أن ما تقوله يحدث في ظروفك وأحداثك واقتصادك لأنك تدربت على التخلص من بشريتك،

بالإيمانِ نوحٌ لَمّا أوحيَ إليهِ عن أُمورٍ لَمْ تُرَ بَعدُ خافَ، فبَنَى فُلكًا لخَلاصِ بَيتِهِ، فبهِ دانَ العالَمَ، وصارَ وارِثًا للبِرِّ الّذي حَسَبَ الإيمانِ” (عب7:11)

سلوك نوح بما قاله الرب هو في حد ذاته إدانة للأرض, سلوكك بالطريقة الصحيحة أي بالكلمة يدين العالم دون أن تقصد، مثل السيارة  التي تسير في الطريق، تدهس من يعترض طريقها دون أن تقصد، هكذا أنت، من يضع نفسه أمامك سَيعثُر، حتى إن نجح لفترة من الوقت؛ لذلك يجب أن تسير مدركاً للحق لتحيا في سلام وهدوء



أنت تستقبل كلمة الله التي تخلص نفسك مما هو خطأ لأنك صرت مولود من الله ويتم ذلك عبر التعليم الكتابي السليم والرعاية الروحية وإن لم تقدر كل نصيحة تُقال لك، ستفقد مراحل التدريب الخاصة بك ولا تؤتمن على القضاء.
لذلك تعلم أن تحكم على نفسك حتى تعرف أن تحكم على الأخرين
 

للاقضية انواع:

توجد انواع من الاقضية المختلفة هناك أقضية تتم علي أشخاص، هناك أقضية أيضاً علي بلاد، وهناك أقضية علي شرائح من البشر؛ فجأة تجد شريحة المحاميين، الممثلين،…..إلخ  حدث لهم قضاءٌ ما، فكلما فهمت الكلمة كلما عرفت أن تميز تلك الأمور.

يوجد عدل غير عادي في النظام الإلهي وحينما ترى الأشرار يتمرسون في الشر، ادرك أنه ربما لا يوجد بار في المكان ليقضي بالبر لأنه لابد أن يوجد شخص يصلي لأجل البلد لأن الإنسان هو الذي يدير القضاء على الأرض، كان اتجاه قلب يسوع حينما جاء على الأرض هو ربح النفوس، لكن هذا لا يلغي القضاء الإلهي

لابد أن تُنقي نفسك من أي تعليم خطأ عن النعمة الذي يعطيك صلاحية لتستبيح في حياتك، فالتقوي لها وعد في الحياة الحاضرة والقادمة، ما تفعله سينعكس على ما تحياه هنا وما ستحياه هناك، الله يريدك أن تسير بطريقة صحيحة، حينما يذاكر الطالب دروسه، فهو يفعل المطلوب منه ولا يفعل أكثر مما طُلَبَ منه وعدم مذاكرته هو نتيجة إنه لم يُدرَب أن يفعل الشيء الصحيح، هكذا أنت حينما تفعل الشيء الصحيح فهذا الطبيعي لك؛ لذلك لا تقاوم من يعمل على تصحيح شخصيتك لأنك إن لم تسمح لمن يرعاك أن يفعل ذلك، ستعاني كثيراً في العالم وتخسر  

بِكُلِّ هذِهِ لاَ تَتَنَجَّسُوا، لأَنَّهُ بِكُلِّ هذِهِ قَدْ تَنَجَّسَ الشُّعُوبُ الَّذِينَ أَننَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ فتنَجَّسَتِ الأرضُ. فأجتَزي ذَنبَها مِنها، فتقذِفُ الأرضُ سُكّانَها. لكن تحفَظونَ أنتُمْ فرائضي وأحكامي، ولا تعمَلونَ شَيئًا مِنْ جميعِ هذِهِ الرَّجَساتِ، لا الوَطَنيُّ ولا الغَريبُ النّازِلُ في وسَطِكُمْ، لأنَّ جميعَ هذِهِ الرَّجَساتِ قد عَمِلها أهلُ الأرضِ الّذينَ قَبلكُمْ فتنَجَّسَتِ الأرضُ” (لا24:18-27)

الأرض مُبرمجة أن تُقذف من هم ضد الله لأنه يوجد أقضية ذاتية المفعول.

“فقالَ الرَّبُّ لقايينَ: «أين هابيلُ أخوكَ؟» فقالَ: «لا أعلَمُ! أحارِسٌ أنا لأخي؟» فقالَ: «ماذا فعَلتَ؟ صوتُ دَمِ أخيكَ صارِخٌ إلَيَّ مِنَ الأرضِ” (تك9:4-10)
هناك نوع من القضاء يتحرك الله فيه حينما تصرخ الأرض إليه، الدم نفسه يصرخ للرب لأنه له صوت، هذا نوع أخر من الاقضية وليس ذاتي المفعول لأن هناك نظام موضوع للأرض يتحرك للرب
.

لمن ولماذا القضاء؟

ارادة الله أن يتم القضاء على الكرة الأرضية فقط على مملكة الظلمة، لكن بسقوط الإنسان و تعاونه مع إبليس، صار طرف من الأشخاص الذين سوف يتم عليهم القضاء القضاء حيث إنه لم يكن طرفاً في النزاع قبل السقوط.

فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ   الْخَطَايَا   بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّين.
(عب26:10-27

من يضع نفسه في تضاد مع الله هو من سيُجرَي عليه القضاء، يوجد فرق بين مؤمن لا يعرف كيف يتوقف عن الخطية ويتحرر منها وبين الذي يُخطئ عن عمد لأنه كلما كان زادت المعرفة والفهم والادراك لدى الشخص، كلما زادت المسؤولية عليه, فالقضاء يتم علي شخص يعرف جيداً ويفهم جيداً ويتعمد الخطأ علي الرغم من إنه يعرف كيفية الخروج منه أي إنه يخطئ باختياره.
.
“وَلَكَ إِيمَانٌ وَضَمِيرٌ صَالِحٌ، الَّذِي إِذْ رَفَضَهُ قَوْمٌ، انْكَسَرَتْ بِهِمِ السَّفِينَةُ مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ أَيْضًا، الّذينَ مِنهُمْ هيمينايُسُ والإسكَندَرُ، اللَّذانِ أسلَمتُهُما للشَّيطانِ لكَيْ يؤَدَّبا حتَّى لا يُجَدِّفا” (١تي19:1-20)

قلق بولس بشأن “هيمينايُسُ والإسكَندَرُ” حتى لا يجدفا على الرب ويفقدوا خلاصهم، فأسلمهما للشيطان مما يوضح أن الكنيسة لها سلطان قضائي.

ليس من الطبيعي أن يتم إجراء القضاء علي المؤمنين ولكنهم في نفس الوقت ليسوا معفيون منه إذا سلكوا بطريقة عكس الله عن دراية. فالمؤمن الذي لا يسلك بالكلمة لا يحيا ما له في المسيح, وإن استمر في عدم سلوكه بالكلمة سوف لن يُختَطَف وقد يصل به الأمر إلي الارتداد للهلاك إذا استمر في تسيبه. فالاختطاف هو عبارة عن إنقاذنا من الضيقة حيث أن الضيقة هي قضاء في حد ذاته, أما بالنسبة للخاطئ فهو بالفعل مُدان. ما كان في فكر الله هو أن الإنسان كان سيأكل من شجرة معرفة الخير والشر ونحن بالفعل أكلنا منها ن خلال آدم ولكن معرفة الخير الشر الآن مستواها أعلي حيث إننا صرنا مولودين من الله ونعرف أن نميز بين الخير والشر.

القاضي هو الله والإنسان مما يوضح أن الإنسان له دور في القضاء في القضاء؛ لذلك تتزعزع أُسس الأرض حينما لا يقوم القضاة (الإنسان) بأدوارهم “لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشُّونَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ.” (مز5:82) حينما يُخطئ الإنسان عن عمد، يضع نفسه في قضاء جزئي وليس كلي لأنه يوجد أقضية كثيرة ولكن يوجد يوم واحد للدينونة ومن ضمن القضاء أيضاً مكافأ وليس إظهار الخطأ فقط

“وإنْ كُنتُ أنا ببَعلَزَبولَ أُخرِجُ الشَّياطينَ، فأبناؤُكُمْ بمَنْ يُخرِجونَ؟ لذلكَ هُم يكونونَ قُضاتَكُمْ!” (مت27:12)

يقول الرب لهم: “إن كنتم تتهمونني، أبنائكم التابعين لي ولهم سلطان إخراج الشياطين، بسبب إيمانهم بي وتبعيتهم ليَ وعدم إيمانكم بيَ، سيأتي اليوم الذي يصيروا فيه هم أنفسهم قضاتكم”. إن لم تُدرب على يوم الدينونة، لن تمارس القضاء في ذلك اليوم؛ لذلك أوصى الرب أن تتخلص من القذى التي في عينك أولاً، أي تتخلص مما يخصك أولاً حتى تستطيع أن ترى ما يخص الأخر، ما يتم الآن على الأرض هو أقضية بسيطة “دينونة جزئية”، هدفها إدارة الأرض والحفاظ على نظامها. القضاء لمن يسلك عن عمد ضد الرب لفترة زمنية طويلة حتى يمتلئ كأس غضب الرب ويختلف ذلك عن يوم الدينونة الذي يذهب فيه الناس إما للجحيم أو السماء، هذا يوم نهائي ولا خروج منه، فالقطار اقترب من الوصول إلى نهاية الرحلة وعلى كل مؤمن ادراك ذلك حتى يُكرز بالإنجيل للعالم أجمع ويتلمذه.

“حِصنٌ للِاستِقامَةِ طَريقُ الرَّبِّ، والهَلاكُ لفاعِلي الإثمِ” (أم29:10)

طريق الرب كما هو حصن لمن يسير بالاستقامة، هو نفسه سيكون هلاك لمن لا يسلكون باستقامة، ليس كل قضاء يقوم به الله بل هناك أقضية تحدث نتيجة سلوك الإنسان

وطَلَبتُ مِنْ بَينِهِمْ رَجُلًا يَبني جِدارًا ويَقِفُ في الثَّغرِ أمامي عن الأرضِ لكَيلا أخرِبَها، فلَمْ أجِدْ. فَسَكَبْتُ سَخَطِي عَلَيْهِمْ. أَفْنَيْتُهُمْ بِنَارِ غَضَبِي. جَلَبْتُ طَرِيقَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ ” (حز30:22-31)

قضاء الله هنا هو أن ما فعلوه يرتد عليهم كمن يخالف قانون الجاذبية ويتأذى، فالله ليس هو المتسبب في أذيته رغم أنه هو من وضع قانون الجاذبية لكنه تأذى نتيجة استخدامه الخاطىء له.

“ولكن شُكرًا للهِ الّذي يَقودُنا في مَوْكِبِ نُصرَتِهِ في المَسيحِ كُلَّ حينٍ، ويُظهِرُ بنا رائحَةَ مَعرِفَتِهِ في كُلِّ مَكانٍ. لأنَّنا رائحَةُ المَسيحِ الذَّكيَّةُ للهِ، في الّذينَ يَخلُصونَ وفي الّذينَ يَهلِكونَ. لهؤُلاءِ رائحَةُ موتٍ لموتٍ، ولأولئكَ رائحَةُ حياةٍ لحياةٍ. ومَنْ هو كُفوءٌ لهذِهِ الأُمورِ؟” (٢كو14:2-16)

نفس الرائحة التي كانت حياة للبعض، هي موت لأخرين ومن هنا نفهم أن الله لم يُعاقب خصيصاً من لم يؤمن به بل من لم يؤمن به هو من وضع نفسه في وضعية عكس الله، فصار الله مُميتاً له كما صار عمود السحاب نور لشعب الرب وظلام للمصريين “فَانْتَقَلَ مَلاكُ اللهِ السَّائِرُ امَامَ عَسْكَرِ اسْرَائِيلَ وَسَارَ وَرَاءَهُمْ وَانْتَقَلَ عَمُودُ السَّحَابِ مِنْ امَامِهِمْ وَوَقَفَ وَرَاءَهُمْ. فدَخَلَ بَينَ عَسكَرِ المِصريّينَ وعَسكَرِ إسرائيلَ، وصارَ السَّحابُ والظَّلامُ وأضاءَ اللَّيلَ. فلَمْ يَقتَرِبْ هذا إلَى ذاكَ كُلَّ اللَّيلِ” (خر19:14-20)

معايير القضاء:

1ـ المعرفة الدقيقة والسليمة
“«
لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً، وَأَنْتُمْ مِثْلُ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ مَتَى يَرْجعُ مِنَ الْعُرْسِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ لِلْوَقْتِ. طوبَى لأولئكَ العَبيدِ الّذينَ إذا جاءَ سيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ ساهِرينَ. الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّهُ يتَمَنطَقُ ويُتكِئُهُمْ ويَتَقَدَّمُ ويَخدُمُهُمْ. وإنْ أتَى في الهَزيعِ الثّاني أو أتَى في الهَزيعِ الثّالِثِ ووجَدَهُمْ هكذا، فطوبَى لأولئكَ العَبيدِ. وإنَّما اعلَموا هذا: أنَّهُ لو عَرَفَ رَبُّ البَيتِ في أيَّةِ ساعَةٍ يأتي السّارِقُ لَسَهِرَ، ولَمْ يَدَعْ بَيتَهُ يُنقَبُ. فكونوا أنتُمْ إذًا مُستَعِدّينَ، لأنَّهُ في ساعَةٍ لا تظُنّونَ يأتي ابنُ الإنسانِ».  فقالَ لهُ بُطرُسُ: «يا رَبُّ، ألَنا تقولُ هذا المَثَلَ أم للجميعِ أيضًا؟». فقالَ الرَّبُّ: «فمَنْ هو الوَكيلُ الأمينُ الحَكيمُ الّذي يُقيمُهُ سيِّدُهُ علَى خَدَمِهِ ليُعطيَهُمُ العُلوفةَ في حينِها؟ طوبَى لذلكَ العَبدِ الّذي إذا جاءَ سيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفعَلُ هكذا! بالحَقِّ أقولُ لكُمْ: إنَّهُ يُقيمُهُ علَى جميعِ أموالِهِ. ولكن إنْ قالَ ذلكَ العَبدُ في قَلبِهِ: سيِّدي يُبطِئُ قُدومَهُ، فيَبتَدِئُ يَضرِبُ الغِلمانَ والجَواريَ، ويأكُلُ ويَشرَبُ ويَسكَرُ. يأتي سيِّدُ ذلكَ العَبدِ في يومٍ لا يَنتَظِرُهُ وفي ساعَةٍ لا يَعرِفُها، فيَقطَعُهُ ويَجعَلُ نَصيبَهُ مع الخائنينَ (أي سيهلك). وأمّا ذلكَ العَبدُ الّذي يَعلَمُ إرادَةَ سيِّدِهِ ولا يَستَعِدُّ ولا يَفعَلُ بحَسَبِ إرادَتِهِ، فيُضرَبُ كثيرًا (أي كلمات التعنيف). ولكن الّذي لا يَعلَمُ، ويَفعَلُ ما يَستَحِقُّ ضَرَباتٍ، يُضرَبُ قَليلًا. فكُلُّ مَنْ أُعطيَ كثيرًا (عائدة علي يعلم الأولى، أي كثيرا من المعرفة) يُطلَبُ مِنهُ كثيرٌ، ومَنْ يودِعونَهُ كثيرًا يُطالِبونَهُ بأكثَرَ” (لو١٢: ٣٥-٤٨)

“فكُلُّ مَنْ أُعطيَ كثيرًا يُطلَبُ مِنهُ كثيرٌ، ومَنْ يودِعونَهُ كثيرًا يُطالِبونَهُ بأكثَرَ” هذا يعني أن القضاء يقاس بالمعرفة السليمة وليس أيمعرفة.

           
2ـ النضوج في المعرفة:
يملك الكثير من المؤمنين معرفة لكنهم لا يفهمون ولا يدركون ما يعرفوه حيث يوجد فرق بين المعرفة والنضوج في المعرفة.

“ومَنْ هو ضَعيفٌ في الإيمانِ فاقبَلوهُ، لا لمُحاكَمَةِ الأفكارِ (لا لفحص الأفكار). واحِدٌ يؤمِنُ أنْ يأكُلَ كُلَّ شَيءٍ، وأمّا الضَّعيفُ فيأكُلُ بُقولًا. لا يَزدَرِ (لا يسخر) مَنْ يأكُلُ بمَنْ لا يأكُلُ، ولا يَدِنْ مَنْ لا يأكُلُ مَنْ يأكُلُ، لأنَّ اللهَ قَبِلهُ. مَنْ أنتَ الّذي تدينُ عَبدَ غَيرِكَ؟ هو لمَوْلاهُ يَثبُتُ أو يَسقُطُ. ولكنهُ سيُثَبَّتُ، لأنَّ اللهَ قادِرٌ أنْ يُثَبِّتَهُ واحِدٌ يَعتَبِرُ يومًا دونَ يومٍ، وآخَرُ يَعتَبِرُ كُلَّ يومٍ. فليَتَيَقَّنْ كُلُّ واحِدٍ في عَقلِهِ (ليكن كل شخص مقتنع برأيه): الّذي يَهتَمُّ باليومِ، فللرَّبِّ يَهتَمُّ (أي يفعل ذلك من أجل الرب اي يعتبر الرب). والّذي لا يَهتَمُّ باليومِ، فللرَّبِّ لا يَهتَمُّ. والّذي يأكُلُ، فللرَّبِّ يأكُلُ لأنَّهُ يَشكُرُ اللهَ. والّذي لا يأكُلُ فللرَّبِّ لا يأكُلُ ويَشكُرُ اللهَ. لأنْ ليس أحَدٌ مِنّا يَعيشُ لذاتِهِ، ولا أحَدٌ يَموتُ لذاتِهِ. لأنَّنا إنْ عِشنا فللرَّبِّ نَعيشُ، وإنْ مُتنا فللرَّبِّ نَموتُ. فإنْ عِشنا وإنْ مُتنا فللرَّبِّ نَحنُ. لأنَّهُ لهذا ماتَ المَسيحُ وقامَ وعاشَ، لكَيْ يَسودَ علَى الأحياءِ والأمواتِ. وأمّا أنتَ، فلماذا تدينُ أخاكَ؟ أو أنتَ أيضًا، لماذا تزدَري بأخيكَ؟ لأنَّنا جميعًا سوفَ نَقِفُ أمامَ كُرسيِّ المَسيحِ، لأنَّهُ مَكتوبٌ: «أنا حَيٌّ، يقولُ الرَّبُّ، إنَّهُ لي ستَجثو كُلُّ رُكبَةٍ، وكُلُّ لسانٍ سيَحمَدُ اللهَ». فإذًا كُلُّ واحِدٍ مِنّا سيُعطي عن نَفسِهِ حِسابًا للهِ. فلا نُحاكِمْ أيضًا بَعضُنا بَعضًا، بل بالحَريِّ احكُموا بهذا: أنْ لا يوضَعَ للأخِ مَصدَمَةٌ أو مَعثَرَةٌ. إنّي عالِمٌ ومُتَيَقِّنٌ في الرَّبِّ يَسوعَ أنْ ليس شَيءٌ نَجِسًا بذاتِهِ، إلّا مَنْ يَحسِبُ شَيئًا نَجِسًا، فلهُ هو نَجِسٌ. فإنْ كانَ أخوكَ بسَبَبِ طَعامِكَ يُحزَنُ، فلَستَ تسلُكُ بَعدُ حَسَبَ المَحَبَّةِ. لا تُهلِكْ بطَعامِكَ ذلكَ الّذي ماتَ المَسيحُ لأجلِهِ. فلا يُفتَرَ علَى صَلاحِكُمْ، لأنْ ليس ملكوتُ اللهِ أكلًا وشُربًا، بل هو برٌّ وسَلامٌ وفَرَحٌ في الرّوحِ القُدُسِ. لأنَّ مَنْ خَدَمَ المَسيحَ في هذِهِ فهو مَرضيٌّ عِندَ اللهِ، ومُزَكًّى عِندَ النّاسِ. فلنَعكُفْ إذًا علَى ما هو للسَّلامِ، وما هو للبُنيانِ بَعضُنا لبَعضٍ. لا تنقُضْ لأجلِ الطَّعامِ عَمَلَ اللهِ. كُلُّ الأشياءِ طاهِرَةٌ، لكنهُ شَرٌّ للإنسانِ الّذي يأكُلُ بعَثرَةٍ. حَسَنٌ أنْ لا تأكُلَ لَحمًا ولا تشرَبَ خمرًا ولا شَيئًا يَصطَدِمُ بهِ أخوكَ أو يَعثُرُ أو يَضعُفُ. ألكَ إيمانٌ؟ فليَكُنْ لكَ بنَفسِكَ أمامَ اللهِ! طوبَى لمَنْ لا يَدينُ نَفسَهُ في ما يَستَحسِنُهُ. وأمّا الّذي يَرتابُ فإنْ أكلَ يُدانُ، لأنَّ ذلكَ ليس مِنَ الإيمانِ، وكُلُّ ما ليس مِنَ الإيمانِ فهو خَطيَّة” (رو١٤:١-٢٣)

“ولكنهُ سيُثَبَّتُ، لأنَّ اللهَ قادِرٌ أنْ يُثَبِّتَهُ” يتحدث بولس عن شخص ضعيف غير ناضج.

“واحِدٌ يَعتَبِرُ يومًا دونَ يومٍ” ذو الخلفية اليهودية، يعتبر السبت.

“والّذي لا يَهتَمُّ باليومِ، فللرَّبِّ لا يَهتَمُّ” طالما الهدف هو الرب، فالأمر يقاس بناء على الدوافع.

“إنّي عالِمٌ ومُتَيَقِّنٌ في الرَّبِّ يَسوعَ أنْ ليس شَيءٌ نَجِسًا بذاتِهِ، إلّا مَنْ يَحسِبُ شَيئًا نَجِسًا، فلهُ هو نَجِسٌ” يتحدث بولس هنا بلغة الناضج، أنت من تجعل الشيء طاهراً أو نجساً بحسب إيمانك، فهو لم يناقض ما قاله في الفقرة الأولى أن يترك كل شخص بحسب إيمانه ثم وضح رأيه في أمر الطعام لأنه يتحدث في البداية عن شخص غير ناضج لكنه يتحدث هنا عن شخص ناضج.

“وأمّا مِنْ جِهَةِ ما ذُبِحَ للأوثانِ: فنَعلَمُ أنَّ لجميعِنا عِلمًا. العِلمُ يَنفُخُ، ولكن المَحَبَّةَ تبني. فإنْ كانَ أحَدٌ يَظُنُّ أنَّهُ يَعرِفُ شَيئًا، فإنَّهُ لَمْ يَعرِفْ شَيئًا بَعدُ كما يَجِبُ أنْ يَعرِفَ! ولكن إنْ كانَ أحَدٌ يُحِبُّ اللهَ، فهذا مَعروفٌ عِندَهُ. فمِنْ جِهَةِ أكلِ ما ذُبِحَ للأوثانِ: نَعلَمُ أنْ ليس وثَنٌ في العالَمِ، وأنْ ليس إلهٌ آخَرُ إلّا واحِدًا. لأنَّهُ وإنْ وُجِدَ ما يُسَمَّى آلِهَةً، سِواءٌ كانَ في السماءِ أو علَى الأرضِ، كما يوجَدُ آلِهَةٌ كثيرونَ وأربابٌ كثيرونَ. لكن لنا إلهٌ واحِدٌ: الآبُ الّذي مِنهُ جميعُ الأشياءِ، ونَحنُ لهُ. ورَبٌّ واحِدٌ: يَسوعُ المَسيحُ، الّذي بهِ جميعُ الأشياءِ، ونَحنُ بهِ. ولكن ليس العِلمُ في الجميعِ. بل أُناسٌ بالضَّميرِ نَحوَ الوَثَنِ إلَى الآنَ يأكُلونَ كأنَّهُ مِمّا ذُبِحَ لوَثَنٍ، فضَميرُهُمْ إذ هو ضَعيفٌ يتَنَجَّسُ” (١كو٨: ١-٧)

“بل أُناسٌ بالضَّميرِ نَحوَ الوَثَنِ إلَى الآنَ يأكُلونَ كأنَّهُ مِمّا ذُبِحَ لوَثَنٍ” بسبب الوعي وإلادراك نحو الوثن، يصير الضمير ضعيفاً بسبب أن ليس العلم لدى الجميع والمقصود هنا أن ليست هذه الاستنارة لدى الجميع، يُقاس الأمر بحسب الاستنارة، الله قادر أن يُثبت كل شخص حسب المرحلة التي يجتاز فيها

3ـ عمل الروح القدس
تقاس مسئولية كل شخص بحسب وصل إليه من تعليم
.

حينَئذٍ ابتَدأَ يوَبِّخُ المُدُنَ الّتي صُنِعَتْ فيها أكثَرُ قوّاتِهِ (الأمر يقاس بقوة الروح القدس الظاهرة) لأنَّها لَمْ تتُبْ: «ويلٌ لكِ يا كورَزينُ! ويلٌ لكِ يا بَيتَ صَيدا! لأنَّهُ لو صُنِعَتْ في صورَ وصَيداءَ القوّاتُ المَصنوعَةُ فيكُما، لَتابَتا قَديمًا في المُسوحِ والرَّمادِ. ولكن أقولُ لكُمْ: إنَّ صورَ وصَيداءَ تكونُ لهُما حالَةٌ أكثَرُ احتِمالًا يومَ الدّينِ مِمّا لكُما” (مت١١:٢٠-٢٢)

“حينَئذٍ ابتَدأَ يوَبِّخُ المُدُنَ الّتي صُنِعَتْ فيها أكثَرُ قوّاتِهِ” يُقاس الأمر بقوة الروح القدس الظاهرة، أي استعلان قوة الله.

             تكرار التعليم (سماع التعليم أكثر من مرة) 4ـ

“لذلكَ ونَحنُ تارِكونَ كلامَ بَداءَةِ المَسيحِ، لنَتَقَدَّمْ إلَى الكَمالِ، غَيرَ واضِعينَ أيضًا أساسَ التَّوْبَةِ مِنَ الأعمالِ المَيِّتَةِ، والإيمانِ باللهِ، تعليمَ المَعموديّاتِ، ووضعَ الأيادي، قيامَةَ الأمواتِ، والدَّينونَةَ الأبديَّةَ، وهذا سنَفعَلُهُ إنْ أذِنَ اللهُ. لأنَّ الّذينَ استُنيروا مَرَّةً، وذاقوا المَوْهِبَةَ السماويَّةَ، وصاروا شُرَكاءَ الرّوحِ القُدُسِ، وذاقوا كلِمَةَ اللهِ الصّالِحَةَ وقوّاتِ الدَّهرِ الآتي، وسَقَطوا، لا يُمكِنُ تجديدُهُمْ أيضًا للتَّوْبَةِ، إذ هُم يَصلِبونَ لأنفُسِهِمْ ابنَ اللهِ ثانيَةً ويُشَهِّرونَهُ. لأنَّ أرضًا قد شَرِبَتِ المَطَرَ الآتيَ علَيها مِرارًا كثيرَةً، وأنتَجَتْ عُشبًا صالِحًا للّذينَ فُلِحَتْ مِنْ أجلِهِمْ، تنالُ بَرَكَةً مِنَ اللهِ. ولكن إنْ أخرَجَتْ شَوْكًا وحَسَكًا، فهي مَرفوضَةٌ وقريبَةٌ مِنَ اللَّعنَةِ، الّتي نِهايَتُها للحَريقِ.  ولكننا قد تيَقَّنّا مِنْ جِهَتِكُمْ أيُّها الأحِبّاءُ، أُمورًا أفضَلَ، ومُختَصَّةً بالخَلاصِ، وإنْ كُنّا نَتَكلَّمُ هكذا” (عب٦:١-٩)

“وقوّاتِ الدَّهرِ الآتي، وسَقَطوا” بعدما يشهد الشخص عن حدوث المعجزة، يسقط ويُقلل من قيمة المعجزة التي شهد عنها.

                                                                                                               5ـ طول زمن التعليم (التعليم السليم)

“الّذي مِنْ جِهَتِهِ الكلامُ كثيرٌ عِندَنا، وعَسِرُ التَّفسيرِ لنَنطِقَ بهِ، إذ قد صِرتُمْ مُتَباطِئي المَسامِعِ. لأنَّكُمْ -إذْ كانَ يَنبَغي أنْ تكونوا مُعَلِّمينَ لسَبَبِ طول الزَّمانِ- تحتاجونَ أنْ يُعَلِّمَكُمْ أحَدٌ ما هي أركانُ (الأركان التأسيسية) بَداءَةِ أقوالِ اللهِ، وصِرتُمْ مُحتاجينَ إلَى اللَّبَنِ، لا إلَى طَعامٍ قَويٍّ. لأنَّ كُلَّ مَنْ يتَناوَلُ اللَّبَنَ هو عَديمُ الخِبرَةِ في كلامِ البِرِّ لأنَّهُ طِفلٌ، وأمّا الطَّعامُ القَويُّ فللبالِغينَ، الّذينَ بسَبَبِ التَّمَرُّنِ قد صارَتْ لهُمُ الحَواسُّ مُدَرَّبَةً علَى التَّمييزِ بَينَ الخَيرِ والشَّرِّ” (عب11:5-14)

                                                                                                                         6ـ فقدان الموسم

“وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا قَائِلاً: «إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضًا، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هذَا، مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ! وَلكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ.  فَإِنَّهُ سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ، وَيُحْدِقُونَ بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ فِيكِ، وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ، لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ (موسم) افْتِقَادِكِ” (لو١٩:٤١-٤٤)

“لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ افْتِقَادِكِ” لأنك لم تعرفي الزمن والموسم الذي جاء فيه الله ليزورك ويُشرق عليكِ وأُخفى ذلك عن عينيكِ لأنكِ لم تصغين بقلب قابل للتعلم؛ لذلك لم تعرفين أن تُميزين عمل الروح القدس في الأحداث.

لا يُفقد شيئاً في عالم الروح، حينما يفقد الشعب زمن الافتقاد، هم يعرضوا أنفسهم للقضاء. يجب أن يدرك المؤمنين التعريف الصحيح لزمن الافتقاد (النهضة)، يبدأ زمن الافتقاد عبر تعليم فكر الله للشعب والذي يؤدي إلي آيات وعجائب؛ لذلك يحتاج الحس الروحي لدى المؤمنين لاستيقاظ، تعامل اليهود مع يسوع كشخص عادي، هكذا تقابل أناس مع ملائكة وهم لا يعلمون كما حدث مع الملاكين في سدوم وعموره ولم يعرفهم أهل المدينة بل سلكوا بالشهوة تجاههم


مَن سيُحاكمون اولًا .*
                 الخدام 1ـ

“لأنَّهُ إنْ كُنتُ أُبَشِّرُ فليس لي فخرٌ، إذ الضَّرورَةُ مَوْضوعَةٌ علَيَّ، فوَيلٌ لي إنْ كُنتُ لا أُبَشِّرُ” (١كو٩:١٦)

الخادم ليس حسب اللقب أو الرسامة بل حسب التكليف الإلهي وهذا ما حدث مع إرميا، فهو لم يولد من أب نبي بل هو شخص عادي كلفه الرب بمهمة

2ـ الوالدين.

اِصغَ يا شَعبي إلَى شَريعَتي. أميلوا آذانَكُمْ إلَى كلامِ فمي. أفتَحُ بمَثَلٍ فمي. أُذيعُ ألغازًا منذُ القِدَمِ. الّتي سمِعناها وعَرَفناها وآباؤُنا أخبَرونا. لا نُخفي عن بَنيهِمْ إلَى الجيلِ الآخِرِ، مُخبِرينَ بتسابيحِ الرَّبِّ وقوَّتِهِ وعَجائبِهِ الّتي صَنَعَ. أقامَ شَهادَةً في يعقوبَ، ووضَعَ شَريعَةً في إسرائيلَ، الّتي أوصَى آباءَنا أنْ يُعَرِّفوا بها أبناءَهُمْ، لكَيْ يَعلَمَ الجيلُ الآخِرُ. بَنونَ يولَدونَ فيَقومونَ ويُخبِرونَ أبناءَهُمْ، فيَجعَلونَ علَى اللهِ اعتِمادَهُمْ، ولا يَنسَوْنَ أعمالَ اللهِ، بل يَحفَظونَ وصاياهُ. ولا يكونونَ مِثلَ آبائهِمْ، جيلًا زائغًا ومارِدًا، جيلًا لَمْ يُثَبِّتْ قَلبَهُ ولَمْ تكُنْ روحُهُ أمينَةً للهِ” (مز٧٨:١-٨)

“جيلًا لَمْ يُثَبِّتْ قَلبَهُ ولَمْ تكُنْ روحُهُ أمينَةً للهِ” بسبب عدم تعليم الوالدين لأولادهم، والذي يسبقه عدم تعليم الخدام للوالدين

3ـ مسؤلية الانسان.

“فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ: أَمَّا الصَّرَامَةُ فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا، وَأَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ، إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ، وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضًا سَتُقْطَعُ. وهُم إنْ لَمْ يَثبُتوا في عَدَمِ الإيمانِ سيُطَعَّمونَ. لأنَّ اللهَ قادِرٌ أنْ يُطَعِّمَهُمْ أيضًا” (رو١١:٢٢-٢٣)

هذا يعني أنه يوجد لطف وصرامة أيضاً

“مع الرَّحيمِ تكونُ رحيمًا. مع الرَّجُلِ الكامِلِ تكونُ كامِلًا. مع الطّاهِرِ تكونُ طاهِرًا، ومَعَ الأعوَجِ تكونُ مُلتَويًا” (مز١٨:٢٥-٢٦)

الشخص الذي ينقد ويهيج كثيراً ولا يرحم الأخرين، لن يذوق الرحمة وسيستدعي النقد لحياته، إن كنت أعوج، سيتعامل الله شخصياً معك بنفس طريقتك وبالتالي لن تجد حياتك سلسة

رحم الله البشر وإن استنارت الناس في هذه الرحمة، سيستطيعون أن يرحموا أخرين؛ لذلك لا يمكنك أن تطالب أحد أن يرحم الأخر دون أن يدرك رحمة الله له لأنه يحتاج أن يدرك ويستنير في هذه الرحمة أولاً نتيجة ما فعله يسوع وإن لم يفكر الشخص بالرحمة لنفسه أولاً ثم يُفكر بها تجاه الأخرين، سيوضع تحت لا رحمة لأنه لم يرحم(يع1: 2ـ 13)


الدوائر التي سيتم القضاء فيها

1. الانسان (الكنيسة)

الإنسان يسوع هو الذي يُجري القضاء سواء على الكنيسة، العالم والملائكة والإنسان المولود من الله وبالتالي من يدير القضاء هو إنسان إلهي لأنه لا يحدث القضاء تلقائياً.

لن يتم القضاء في الكنيسة الا من خلال حسم الأمور وعدم خوف الراعي من ترك المؤمنين للكنيسة لأن من يترك، هو يترك بقلبه أولا

“يُسمَعُ مُطلَقًا أنَّ بَينَكُمْ زِنًى! وزِنًى هكذا لا يُسَمَّى بَينَ الأُمَمِ، حتَّى أنْ تكونَ للإنسانِ امرأةُ أبيهِ. أفأنتُمْ مُنتَفِخونَ، وبالحَريِّ لَمْ تنوحوا حتَّى يُرفَعَ مِنْ وسطِكُمُ الّذي فعَلَ هذا الفِعلَ؟ فإنّي أنا كأنّي غائبٌ بالجَسَدِ، ولكن حاضِرٌ بالرّوحِ، قد حَكَمتُ كأنّي حاضِرٌ في الّذي فعَلَ هذا، هكذا: باسمِ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ -إذْ أنتُمْ وروحي مُجتَمِعونَ مع قوَّةِ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ- أنْ يُسَلَّمَ مِثلُ هذا للشَّيطانِ لهَلاكِ الجَسَدِ، لكَيْ تخلُصَ الرّوحُ في يومِ الرَّبِّ يَسوعَ. ليس افتِخارُكُمْ حَسَنًا. ألَستُمْ تعلَمونَ أنَّ «خَميرَةً صَغيرَةً تُخَمِّرُ العَجينَ كُلَّهُ؟» إذًا نَقّوا مِنكُمُ الخَميرَةَ العتِيقَةَ، لكَيْ تكونوا عَجينًا جديدًا كما أنتُمْ فطيرٌ. لأنَّ فِصحَنا أيضًا المَسيحَ قد ذُبِحَ لأجلِنا. إذًا لنُعَيِّدْ، ليس بخَميرَةٍ عتِيقَةٍ، ولا بخَميرَةِ الشَّرِّ والخُبثِ، بل بفَطيرِ الإخلاصِ والحَقِّ.  كتَبتُ إلَيكُمْ في الرِّسالَةِ أنْ لا تُخالِطوا الزُّناةَ. وليس مُطلَقًا زُناةَ هذا العالَمِ، أو الطَّمّاعينَ، أو الخاطِفينَ، أو عَبَدَةَ الأوثانِ، وإلّا فيَلزَمُكُمْ أنْ تخرُجوا مِنَ العالَمِ! وأمّا الآنَ فكتَبتُ إلَيكُمْ: إنْ كانَ أحَدٌ مَدعوٌّ أخًا زانيًا أو طَمّاعًا أو عابِدَ وثَنٍ أو شَتّامًا أو سِكّيرًا أو خاطِفًا، أنْ لا تُخالِطوا ولا تؤاكِلوا مِثلَ هذا. لأنَّهُ ماذا لي أنْ أدينَ الّذينَ مِنْ خارِجٍ؟ ألَستُمْ أنتُمْ تدينونَ الّذينَ مِنْ داخِلٍ؟ أمّا الّذينَ مِنْ خارِجٍ فاللهُ يَدينُهُمْ. «فاعزِلوا الخَبيثَ مِنْ بَينِكُمْ»” (١كو٥:١-١٣)


لَمْ تنوحوا” اي لن تتشفعوا من أجل الشعب فقط وليس أن يُصدروا قضاء، القيادة الكنسية فقط هي من تختص بأمر القضاء، الكنيسة هي وكالة الله على الأرض، هي وسيلة الحماية، كونك داخل كنيسة الله، أنت داخل قوة الله ولابد أن تحترس من التفاوت داخل الجسد حتى تُخرج نفسك من الحماية، إن لم تكن مغروس في بيت الرب، أنت خارج الحماية. أخرج بولس من الجسد اي خارج الحماية لكي يُسلم للشيطان. الإتحاد داخل الكنيسة هو حماية في عالم الروح ليس فقط وقت الاجتماعات إنما الاتحاد القلبي، فكنيسة الله هي قوة الله

التشفع هو الصلاة من أجل النفوس، تعلم أن تتشفع وتنظر للأمر بجدية لأن هناك من يملئ كأس غضبه سريعاً عبر سلوكه ضد الكلمة عن عمد؛ لذلك تشفع لأجله حتى لا يمتلئ هذا الكأس لنهايته ويُدمر في النهاية

“رؤَساؤُها في وسطِها كذِئابٍ خاطِفَةٍ خَطفًا لسَفكِ الدَّمِ، لإهلاكِ النُّفوسِ لاكتِسابِ كسبٍ. وأنبياؤُها قد طَيَّنوا لهُمْ بالطُّفالِ، رائينَ باطِلًا وعارِفينَ لهُمْ كذِبًا، قائلينَ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ، والرَّبُّ لَمْ يتَكلَّمْ شَعبُ الأرضِ ظَلَموا ظُلمًا، وغَصَبوا غَصبًا، واضطَهَدوا الفَقيرَ والمِسكينَ، وظَلَموا الغَريبَ بغَيرِ الحَقِّ. وطَلَبتُ مِنْ بَينِهِمْ رَجُلًا يَبني جِدارًا ويَقِفُ في الثَّغرِ أمامي عن الأرضِ لكَيلا أخرِبَها، فلَمْ أجِدْ. فسكَبتُ سخَطي علَيهِمْ. أفنَيتُهُمْ بنارِ غَضَبي. جَلَبتُ طريقَهُمْ علَى رؤوسِهِمْ، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ»” (حز٢٢: ٢٧-٣1)

“وطَلَبتُ مِنْ بَينِهِمْ رَجُلًا يَبني جِدارًا ويَقِفُ في الثَّغرِ أمامي عن الأرضِ لكَيلا أخرِبَها، فلَمْ أجِد”
يتم القضاء الالهي على الأرض من خلال الإنسان والمبادئ التي تحكم لأرض لأنه توجد قوانين تقضي على الشر وأيضا ينفذ الله القضاء الفوري عبر الإنسان ولكن لا يعني أن تصير شخص تحب هلاك الأخرين أو ثائر عليهم وناظر لهم نظرة قضائية، وضع الله غضبه على يسوع ولكن من لا يقبل يسوع، فلن يستفيد من الغضب الذي وضع على يسوع وسيُقاضي بذهابه للجحيم.

حينما يسلك الإنسان بعكس القوانين الطبيعية، يضع نفسه في القضاء لأن الأرض نفسها تطرده، كما أن طرق الرب حصينة لمن يسلك بها، هي نفسها مُدمرة لمن لا يسلك بها،  لا يحتاج الله أن ينفذ القضاء بنفسه لأن القضاء هو ذاتي المفعول على الأرض عبر الإنسان والقوانين الموجودة على الأرض.

“والنِّهايَةُ، كونوا جميعًا مُتَّحِدي الرّأيِ بحِسٍّ واحِدٍ، ذَوي مَحَبَّةٍ أخَويَّةٍ، مُشفِقينَ، لُطَفاءَ، غَيرَ مُجازينَ عن شَرٍّ بشَرٍّ أو عن شَتيمَةٍ بشَتيمَةٍ، بل بالعَكسِ مُبارِكينَ، عالِمينَ أنَّكُمْ لهذا دُعيتُمْ لكَيْ ترِثوا بَرَكَةً. لأنَّ: «مَنْ أرادَ أنْ يُحِبَّ الحياةَ، ويَرَى أيّامًا صالِحَةً، فليَكفُفْ لسانَهُ عن الشَّرِّ، وشَفَتَيهِ أنْ تتَكلَّما بالمَكرِ، ليُعرِضْ عن الشَّرِّ، ويَصنَعِ الخَيرَ، ليَطلُبِ السَّلامَ، ويَجِدَّ في أثَرِهِ” (١بط٣:٨-١١)

“بل بالعَكسِ مُبارِكينَ”       اي تصلي من أجل سلامة وسعادة وحماية الأشخاص الذين أساؤوا إليك، هذه هي النظرة السليمة التي تنظر بها بعد تشبعك بمحبة الله. إن كنت ثائر بداخلك، هذا يعني أنك أعوج وبالتالي ستعامل الله معك بنفس الطريقة، المحبة الكتابية المُتزنة لا تعني أن تتعامل بسذاجة مع الأمور إنما أن تتعامل مع الأمور بشكل صحيح بحسب الكلمة، القضاء على من يُسيء إليك ليس من اختصاصك ودورك أن تصلي من أجلهم بإدراك ووعي لمحبة الله وأن كرامتك صارت في الرب والقضاء سيتم لصالحك بشرط أن تكون مشحون روحياً بطريقة صحيحة.

            العالم 2ـ

سيتم في يوم الدينونة الأخير أمام كرسي العرش العظيم الأبيض.

3ـ الملائكة

“لأنَّهُ إنْ كانَ اللهُ لَمْ يُشفِقْ علَى مَلائكَةٍ قد أخطأوا، بل في سلاسِلِ الظَّلامِ طَرَحَهُمْ في جَهَنَّمَ، وسَلَّمَهُمْ مَحروسينَ للقَضاءِ” (٢بط٢: ٤)

“والمَلائكَةُ الّذينَ لَمْ يَحفَظوا رياسَتَهُمْ، بل ترَكوا مَسكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إلَى دَينونَةِ اليومِ العظيمِ بقُيودٍ أبديَّةٍ تحتَ الظَّلامِ” (يهوذا ٦)

الشاهدين السابقين هما ما يخصوا الملائكة الساقطة

احترس من الاستخفاف بموضوع القضاء، ليكن لك الِثقل الروحي والكتابي الصحيح والهيبة الإلهية، فإن أدركت ذلك بقوة الروح القدس، ستتشفع وتبكي من أجل النفوس، ما أهيب اليوم الذي ستقف فيه أمام كرسي المسيح في الاختطاف ويسألك في جلسة محبة وليست إدانة عن الذي فعلته على الأرض، ما أهيب اليوم الذي سنجلس فيه على عروش ويجلس يسوع على العرش العظيم الأبيض ونحن بجواره ندين معه الأرض وإبليس.

ما أهيب هذه اللحظة، من كثرة رحمة وروعة هذا الاله سيسمح للناس أن يتكلموا معه، تقول الكلمة “لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ” (رو4:3)، حينما تسلك بهذا الإدراك، أنت تنقي نفسك هنا على الأرض، إن كنت ترتعب من هذه الامور، اعلم أنك غير مستعد والأفضل أن تدرك المشكلة قبل أن تحدث واستمرارك في الرعب والحزن هو كبرياء لأنك بعدم إصلاح طريقك تصر على طرقك، إن كنت تريد أن تحيا بطريقة صحيحة، لا تبكِ كثيراً بل كن سريع التصرف والتجاوب وأصلح

طرقك

 

 

___________من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry

2 Comments

  1. YAZ

    رائع جدا وكلن هناك تعليق واحد فقط لا يوجد ارتداد للمؤمن نحن لسنا من أهل الارتداد وكذلك عمل الخطية مهما كان لا يلغي عمل النعمة فالنعمة أقوى دائماً كذلك من المستحيل أن يصبح الابن ليس ابن في بعض الايات علينا توخي الحذر في التفسير خاص في رسال عبرانيين فهي دقيقة جدا وموجهة لليهود في ذلك الوقت الذين كانو يقولون أن عمل الرب يشوع غير كامل ونحتاج بعد إلى تقديم ذباح طبعا هناك الكثير لنكتبه في هذا الموضوع ولكن أكتفي بالإشارة فيط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$