لمشاهدة العظة علي الفيس بوك أضغط هنا
لسماع العظة علي الساوند كلاود أضغط هنا
لمشاهدة العظة علي اليوتيوب
(العظة مكتوبة)
المجد الحالي بالقيامة – الجزء 6
- يريدنا الرب أن نكون في مجد.
- لا تحاول الحصول على المجد!
- ما هي نظرة الرب للظروف؟
- المجد ليس فقط حالة روحية لكنه سلوك.
- طوبى لمَن يسعى للمجد الإلهي.
- ما هي نظرتك للمشاكل؟
- يمكنك أن تُمَجِد كلمة الله وتجعلها تنتشر عبر الصلاة.
- حالات محرومة من المجد.
- مستويات المجد.
- كيف تحيا بهذا المجد؟
- يريد لنا الرب أن نكون في مجد:-
عَلَّمَ الرب يسوع كيف يحيا الإنسان في مجد، وكيف يسلك في حال أروع وأكثر مجدًا مما هو عليه، وإن كان الرب عَلّمَ بهذا فيحق لنا أن ندرس ونبحث كيف نحياه لأن الرب يريده لكل واحد من أبناءه.
“١ وَإِذْ جَاءَ إِلَى بَيْتِ أَحَدِ رُؤَسَاءِ الْفَرِّيسِيِّينَ فِي السَّبْتِ لِيَأْكُلَ خُبْزًا، كَانُوا يُرَاقِبُونَهُ. ٢ وَإِذَا إِنْسَانٌ مُسْتَسْق كَانَ قُدَّامَهُ. ٣ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَكَلَّمَ النَّامُوسِيِّينَ وَالْفَرِّيسِيِّينَ قِائِلاً: «هَلْ يَحِلُّ الإِبْرَاءُ فِي السَّبْتِ؟» ٤ فَسَكَتُوا. فَأَمْسَكَهُ وَأَبْرَأَهُ وَأَطْلَقَهُ. ٥ ثُمَّ أجَابَهم وَقَالَ: «مَنْ مِنْكُمْ يَسْقُطُ حِمَارُهُ أَوْ ثَوْرُهُ فِي بِئْرٍ وَلاَ يَنْشُلُهُ حَالاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟» ٦ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُجِيبُوهُ عَنْ ذلِكَ. ٧ وَقَالَ لِلْمَدْعُوِّينَ مَثَلاً، وَهُوَ يُلاَحِظُ كَيْفَ اخْتَارُوا الْمُتَّكَآتِ الأُولَى قِائِلاً لَهُمْ: ٨ «مَتَى دُعِيتَ مِنْ أَحَدٍ إِلَى عُرْسٍ فَلاَ تَتَّكِئْ فِي الْمُتَّكَإِ الأَوَّلِ، لَعَلَّ أَكْرَمَ (أعلى) مِنْكَ يَكُونُ قَدْ دُعِيَ مِنْهُ. ٩ فَيَأْتِيَ الَّذِي دَعَاكَ وَإِيَّاهُ وَيَقُولَ لَكَ: أَعْطِ مَكَانًا لِهذَا. فَحِينَئِذٍ تَبْتَدِئُ بِخَجَل تَأْخُذُ الْمَوْضِعَ الأَخِيرَ. ١٠ بَلْ مَتَى دُعِيتَ فَاذْهَبْ وَاتَّكِئْ فِي الْمَوْضِعِ الأَخِيرِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ الَّذِي دَعَاكَ يَقُولُ لَكَ: يَا صَدِيقُ، ارْتَفِعْ إِلَى فَوْقُ. حِينَئِذٍ يَكُونُ لَكَ مَجْدٌ أَمَامَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَكَ. ١١ لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ» ١٢ وَقَالَ أَيْضًا لِلَّذِي دَعَاهُ: «إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً فَلاَ تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ وَلاَ إِخْوَتَكَ وَلاَ أَقْرِبَاءَكَ وَلاَ الْجِيرَانَ الأَغْنِيَاءَ، لِئَلاَّ يَدْعُوكَ هُمْ أَيْضًا، فَتَكُونَ لَكَ مُكَافَاةٌ” (لوقا ١٤: ١-١٢).
كان الرب يسوع صريحًا وواضحًا في تعليمه للناس، عَلّمَ كيف تتضع وتنزل أمام الآخرين حتى ترتفع ويكون لك المجد. هذا يعني أنّ المجد هو خطة إلهية وتتم هنا على الأرض، فكم بالحري في الظروف والأحداث.
يوضح الكتاب أن الرب يسوع سيأتي في مجيئه الثاني بمجد كثير، مما يعني أنه عندما كان على الأرض لم يظهر هذا المجد بكامله في المواقف، ولكنه سيظهره أكثر عندما يأتي ثانية.
المجد هو حل المشاكل وهو أن تحيا فوق رغبات الجسد. كل فئة عمرية من حياتنا لها مجد؛ فمجد الطفل أن يحيا سليمًا وينمو بصحة، مُتدرب في طريق الرب من طفولته. وعندما يكبر يصبح مطيعًا وخاضعًا ويتفوق في دراسته بالاعتماد على الروح القدس. عندما يصل لمرحلة الشباب يرى هذا المجد في ارتباطه واختياراته وعمله. سلوكياتنا الأرضية تجعلنا نرى المجد في حياتنا.
- لا تحاول الحصول على المجد، يوجد مجدًا يعطيه الآب لنا:-
لا يوجد إلا المجد المنبثق من الله هو المُعترف به إنه مجد، وما يحاول الناس الحصول عليه لأنفسهم هو مجد زائل.
” ٤١ «مَجْدًا مِنَ النَّاسِ لَسْتُ أَقْبَلُ، ٤٢ وَلكِنِّي قَدْ عَرَفْتُكُمْ أَنْ لَيْسَتْ لَكُمْ مَحَبَّةُ اللهِ فِي أَنْفُسِكُمْ. ٤٣ أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي. إِنْ أَتَى آخَرُ بِاسْمِ نَفْسِهِ فَذلِكَ تَقْبَلُونَهُ. ٤٤ كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟” (يوحنا ٥: ٤١-٤٤).
“٤٤ كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ” لماذا لا يعمل إيمان بعض الأشخاص؟ لأنهم يعطي اعتبارًا وأولوية لصوت الناس وصوت الذات البشرية، وتشمل أيضًا مبادئ البشر التي نشأت عليها من طفولتك، سواء في المدرسة أو الجامعة أو من شريك حياتك أو أحد أقاربك. وإن لم تفحص الأفكار التي تدخل ذهنك من كلمة الله ستتسرب هذه المبادئ إليك.
“١٧ إِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَتَهُ يَعْرِفُ التَّعْلِيمَ، هَلْ هُوَ مِنَ اللهِ، أَمْ أَتَكَلَّمُ أَنَا مِنْ نَفْسِي. ١٨ مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِ، وَأَمَّا مَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ الَّذِي أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمٌ” (يوحنا ٧: ١٧- ١٨).
تكلم الرب في العدد السابع عشر “من أراد أن يعرف هل هذا التعليم هو اختراعي الشخصي أم من الله، سيعطى له النور الكافي”. تكلم الرب دائمًا عن الآب، أحب الرب الناس حوله، لذا أعطانا مبادئ الكلمة وليس مجرد مودة شخصية.
العرب شعب عاطفي، لذا نجد لدى كثير منهم عَشَمًا في الرب مبني على مشاعر وخبرات أرضية وليس على مبادئ الكلمة. فعندما يأتي الموقف يجد المؤمن نفسه غير قادر على مواجهته ولا يعرف كيف يتعامل معه بسبب عدم وجود ذخيرة سابقة من الكلمة، بالإضافة التدرب السابق على السلوك مع الرب بالمشاعر وليس مبادئ الكلمة.
كل مَن اقترب من الرب يجده يُعلِّم الكلمة، حتى إن كل مَن اقترب منه إما يكون مُجاب على أسئلته أو لديه أسئلة في حال إن كان لديه مفاهيم مختلفة عمّا يعلمه الرب. هناك مَن استمر معه ومَن هو قصير النَفَس لم يستمر، لكن في كلا الأحوال وَجّهَ نظر الجميع إلى الآب وإلى الكلمة.
“مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِ” من يتكلم من ذاته ومن رأيه الشخصي أي بشريته، فلا يوجد لديه مجد.
“أَمَّا مَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ الَّذِي أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْم“ أي ليس به خداع أو ظلام، أو أي مِن خداع مملكة الظلمة التي ميزها الرب في كلامه مع الناس.
“٤٩ أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنَا لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ، لكِنِّي أُكْرِمُ أَبِي وَأَنْتُمْ تُهِينُونَنِي. ٥٠ أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي. يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِينُ. ٥١ اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». ٥٢ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: الآنَ عَلِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَانًا. قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَالأَنْبِيَاءُ، وَأَنْتَ تَقُولُ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَذُوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ. ٥٣ أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ؟ وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟» ٥٤ أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئًا. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي، الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلهُكُمْ، (يوحنا ٨: ٤٩-٥٤).
“ ٥٤ إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئًا” وضّحَ الرب لهم إنه لا يفكر في ذاته من الأساس، ولا يسعى أن يمجد ذاته لأنه لو فعل هذا فليس مجده شيئًا. في الحقيقة مَن يسعى لمجد ذاته بطريقته سواء حماية كرامته الشخصية أو يُمجد نفسه في العمل، أو يعلو بشأن حياته بأي صورة من الصور، ولا يفعلها من خلال الرب، في هذه اللحظة مجده لا شيء.
اعتماد الرب على الروح القدس هو السر الذي جعله يتعامل مع تحديات الحياة بصلابة وليس بضعف وهشاشة.
- ما هي نظرة الرب للظروف؟
” ٢ فَحِينَ كَانَ الْعَشَاءُ، وَقَدْ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ أَنْ يُسَلِّمَهُ، ٣ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ الآبَ قَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَى يَدَيْهِ، وَأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَرَجَ، وَإِلَى اللهِ يَمْضِي، ٤ قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا، ٥ ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا…. ٢٦ أَجَابَ يَسُوعُ: «هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. ٢٧ فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». ٢٨ وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه، ٢٩ لأَنَّ قَوْمًا، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا لِلْفُقَرَاءِ. ٣٠ فَذَاكَ لَمَّا أَخَذَ اللُّقْمَةَ خَرَجَ لِلْوَقْتِ. وَكَانَ لَيْلاً. ٣١ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ يَسُوعُ: «الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللهُ فِيهِ. ٣٢ إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ تَمَجَّدَ فِيهِ، فَإِنَّ اللهَ سَيُمَجِّدُهُ فِي ذَاتِهِ، وَيُمَجِّدُهُ سَرِيعًا. (يوحنا ١٣: ٢-٥، ٢٦-٣٢)
“٤ قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ…٥ ثُمَّ صَبَّ مَاءً… وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ…” في ليلة الصلب قام الرب ببعض الأمور غير المعتادة، حيث اعتاد الجميع على غسل الأيدي في هذه الليلة أما الرب فغسل أرجل تلاميذه. وشرب معهم أربع كؤوس وليس كأسًا واحدًا كما ذُكر لنا، وكل كأس له معنى، وقال: “هذه الكأس هو دمي”.
هذا الوقت هو وقت تسليم يهوذا للرب، لكننا نرى الرب لم يحزن على نفسه أو يصعب عليه حاله.
إن كُتبَ العدد الرابع مباشرة بعد العدد الثاني لما كانت هناك مشكلة في هذا وما كنا لاحظنا أن هناك شيئًا ناقصًا، ولكن الوحي ذكر لنا العدد الثالث بغرض أن نفهم ما كان يفكر فيه الرب في هذا الوقت، كان يعلم أن الآب دفع إليه كل شيء، أي إنه مُدرك لهويته وكرامته وإلى أين يذهب، فعندما غسل أرجل التلاميذ لم ينقص شيئًا، رغم أنّ هذا من مهام العبيد!
بنفس طريقة التفكير هذه، عندما يفكر شخص وهو مُقدِم على عمل جديد، إن كان يعرف الكلمة سيفهم ويفكر أنّ الآب وضع الأمر بين يديه كابن الله، فيتعامل مع الأمور المادية بثقة نتيجة مبادئ الكتاب، غير مرتبك في ذهنه. إن وجدت أمرًا لا تعلمه تتكلم بإيمان إنك ستعرفه، ثم صلٍ بالروح. إن نسيت شيئًا ما، صلِ بألسنة وسيذكرك الروح القدس به.
” ٢٦ هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ! فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا.. ٢٧ فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ” كانت هذه آخر محاولة يفعلها الرب لكي ينقذ يهوذا ولا يتورط فيما سيفعله، كان من المفترض أن ينتبه لكلمات الرب له لكنه لم يستمع. أمر تسليم يهوذا للرب كان واضحًا لديهم من النبوات بأنه سيوجد محاولة لإغواء واحد من التلاميذ لكي ما يُسلِّم الرب ليُصلَب المسيا، فهذا الأمر ليس بجديد عليهم.
“٢٧ فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ»” كان الرب جريئًا جدًا في كلامه مع يهوذا وفي مواجهة الأرواح الشريرة التي كانت تحركه.
“٣١ فَلَمَّا خَرَجَ (يهوذا) قَالَ يَسُوعُ: «الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللهُ فِيهِ. ٣٢ إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ تَمَجَّدَ فِيهِ، فَإِنَّ اللهَ سَيُمَجِّدُهُ فِي ذَاتِهِ، وَيُمَجِّدُهُ سَرِيعًا” تكلم الرب عمّا سيحدث الآن وما سيفعله يهوذا هو عبارة عن “مجد”. أيضًا هو تحقيق للرغبة الإلهية في استرداد الإنسان مرة أخرى لله، كانت هذه هي نظرة الرب للموقف، ولم يتفاجأ أو يخَف مما ذهب يهوذا ليتممه، لكنه اعتبره “مجدًا”، لاحظ أنه تكلم بصيغة الماضي أي إنها حدثت بالفعل وتم تمجيده، لأنه كان يرى نهاية الموقف ولا يحيا في حالة رعب داخلي.
تحتوي الآن خامة أرواحنا على ذات الصلابة والقوة التي كانت لدى الرب يسوع في مواجهة الوقف، أن نرى ما لا يُرى نتيجة إيماننا بالكلمة، نتيجة زَرعِنا السابق لما نريد أن نراه.
لم يصمت الرب يسوع في مواجهة العيان الذي كان أمامه، بل واجهه بكلمات. عندما خرج يهوذا قال لهم “ما سيحدث الآن هو مجد” وليس فقط أن الرب سيُمَجِد الآب ولكن الآب أيضًا سيُمَجِدهُ سريعًا! كان الرب يفكر “ما دمت بداخل الخطة الإلهية إذًا السماء في صفي لتمجدني” كان واعيًا ومنشغلاً بتكريم الآب له! وعلمنا كيف نحيا هذا المجد الإلهي، لأننا نسير الآن في الخطة الإلهية عينها.
- المجد ليس فقط حالة روحية لكنه سلوك:-
تكلم الرب وعَلّمَ عن كيف تجلس في مكان تواجدك، وكيف تتعامل مع مجتمعك، وتسلك سلوكيات حياتك اليومية لكي يُرى المجد في حياتك، مما يفهمنا أنه يوجد تعليم خاص بكل هذا. ربما تكون نشأت في بيت خشن المعاملة، ولكن اتبع تعليمات مَن يرعاك روحيًا وستفهم كيف تتعامل مع الآخرين كما عَلّمَ الرب تلاميذه كيف يسلمون على مَن يدخلون بيته (متى ١٠: ١٢).
“٢ فَأَمْدَحُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ عَلَى أَنَّكُمْ تَذْكُرُونَنِي فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَتَحْفَظُونَ التَّعَالِيمَ كَمَا سَلَّمْتُهَا إِلَيْكُمْ. ٣ وَلكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُل هُوَ الْمَسِيحُ، وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ، وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ. ٤ كُلُّ رَجُل يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ، يَشِينُ رَأْسَهُ (يجلب اللعنة على حياته). ٥ وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغُطَّى، فَتَشِينُ رَأْسَهَا، لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. ٦ إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ، فَلْتَتَغَطَّ. ٧ فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. ٨ لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. ٩ وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ. ١٠ لِهذَا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا، مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ. ١١ غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ. ١٢ لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ، هكَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنَ اللهِ. ١٣ احْكُمُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى اللهِ وَهِيَ غَيْرُ مُغَطَّاةٍ؟ ١٤ أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ أَنَّ الرَّجُلَ إِنْ كَانَ يُرْخِي شَعْرَهُ فَهُوَ عَيْبٌ لَهُ؟ ١٥ وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا، لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ. ١٦ وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُظْهِرُ أَنَّهُ يُحِبُّ الْخِصَامَ، فَلَيْسَ لَنَا نَحْنُ عَادَةٌ مِثْلُ هذِهِ، وَلاَ لِكَنَائِسِ اللهِ” (١ كورنثوس ١١: ٢-١٦).
“٧ فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ“ يوضح لنا هذا الشاهد إنه بإمكانك أن تُحَوّل أمور أرضية وتضع فيها المجد واللمسة الإلهية، هذا ما يجعل كنيسة الله مختلفة. هذا ما نصحنا به الرسول بولس وشجعنا عليه: إن دخلَ خاطئًا للكنيسة ووجد المؤمنين يسلكون مثل العالم، فهذا سيجلب العار ليس فقط على من أخطأ بل أيضًا على الآخرين من حوله.
لكن أين المجد في هذا المقطع الكتابي؟ هو أن يضع الرجل تسهيلات للآخرين لقبول الرب يسوع ولا يعثرهم بسلوكيات خاطئة ويشين رأسه المسيح، وبالنسبة للمرأة خضوعها للرجل هو ما يجلب المجد والسيادة الإلهية على حياتها.
” ٣ وَلكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُل هُوَ الْمَسِيحُ، وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ، وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ” أي أن المسيح هو أعلى من الرجل، وعلى كل شخص في الكنيسة أن يتحرك بالمجد الخاص به مما يعكس صورة هذا الإله الرائع في تنظيمه، هذا بدوره يلمس قلوب من يرانا. وجودك في الكنيسة بصورة لائقة وعبادتك الحقيقية للرب يساهم في تغيير النفوس التي تراك.
لكون “رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ” لذا هناك محاولات كثيرة يسعى إليها إبليس لضرب الرجل لكي ما يضرب من خلاله الأسرة كلها، ولكن إن كان الوضع هكذا يجب أن تصلي المرأة من أجل رجلها وبيتها.
“١٠ لِهذَا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا، مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ. ١١ غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ” يوضح العدد العاشر ضرورة خضوع المرأة للرجل وسلطانه عليها، وفي العدد التالي مباشرة يشرح لنا التوازن في الأمر والقيمة المتساوية للرجل والمرأة في نظر الرب، ففي خطة الله الاثنين متساويين في القيمة.
خلفية هذا الشاهد: كان في هذا الوقت بيوتًا للدعارة وشواذ جنسيين، فكانت المرأة تُظهر نفسها إنها رجل والعكس أيضًا. ويُقصَد بالملائكة في الشاهد “لِهذَا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا، مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ“ هي أرواح شريرة كانت تتجسد وتغتصب النساء، شبيهًا بما حدث في سفر التكوين الإصحاح السادس، ويمكنك الرجوع لحقلة “نيفيليم” لتفهم أكثر عن هذا الحدث.
لهذا كان ينبغي على المرأة أن تتحرك بحشمة في ملابسها وتغطي رأسها وتعلن سيادة زوجها عليها إن كانت متزوجة، أو سيادة والدها في حال أنها عذراء لتحمي نفسها. أما إن كان هذا الشاهد يتكلم عن ملائكة مقدسين فخضوعها للسلطان فقوقها يجعل الملائكة المقدسة تحميها. ولكل تفصيله في هذا الشاهد مراجع تشرحه.
” ١٥ وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا، لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ” قصد الرسول في هذا الشاهد أن يقول للمرأة إنها أصبحت غير مُقيدة بالناموس أو بعادات وتقاليد في هذا الوقت، فأخبرها أن تتحرك بحرية ولكن ليس بعري بل بصورة لائقة داخل كنيسة الله، وأوصاها أن ترخي شعرها عوضًا عن البرقع. ولكن هذا ليس في العام والشامل، ولكن كان يتحدث عن هذه الكنيسة، فيوجد عادات لكل مجتمع يجب أن تُحترَم.
لا تنس المبدأ الكتابي “١٤ أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ” فمن الممكن أن تكون عادات مجتمع هي نفسها أمور شاذة وغريبة في مجتمع آخر، فكان يوصي بولس بعدم أخذ عادات من مجتمعات أخرى والدخول بها في الكنيسة. قيادة الكنيسة هي التي تُقَنن “هل يصح دخول هذه العادات بينها أو لا” طبقًا لقواعد وعادات مجتمعها.
طوبى لمَن يسعى للمجد الإلهي:-
“٦ الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. ٧ أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ (باستمرار واصرار) فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ (الأمور الأبدية)، فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ (الإلهية). ٨ وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ، وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ، فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ، ٩ شِدَّةٌ وَضِيقٌ، عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ الشَّرَّ: الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. ١٠ وَمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ: الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. ١١ لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ” (رومية ٢: ٦-١١).
يشرح لنا العدد السابع أنه مبارك الشخص الذي يسعى بإصرار واستمرار للمجد والكرامة، والأمور الباقية الأبدية، والحياة الإلهية. أما السخط والغضب والحياة المليئة بالأشواك فهما عكس حياة المجد والكرامة. “٨ وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ، وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ، فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ”
لا تتوقع أن تنال نتائج المجد الذي صرت عليه بعد ما قبلت الرب يسوع إن لم تسعَ إليه، وتحديدًا عبر وَضِع الكلمة وضع التنفيذ، فعدما قال: “فِي الْعَمَلِ” لا يعني أن تعمل أي عمل يروق لك، مثل الصلاة أو قراءة الكتاب غير عالمٍ أنّ هناك طريقة صحيحة لفعل هذا، لأنه يوجد طريقة تجعلك تنال المجد في حياتك.
- سلوكك بالبر يجلب المجد لله:-
“٥ لِسَبَبِ مُشَارَكَتِكُمْ فِي الإِنْجِيلِ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ إِلَى الآنَ. ٦ وَاثِقًا بِهذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. ٧ كَمَا يَحِقُّ لِي أَنْ أَفْتَكِرَ هذَا مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، لأَنِّي حَافِظُكُمْ فِي قَلْبِي، فِي وُثُقِي، وَفِي الْمُحَامَاةِ عَنِ الإِنْجِيلِ وَتَثْبِيتِهِ، أَنْتُمُ الَّذِينَ جَمِيعُكُمْ شُرَكَائِي فِي النِّعْمَةِ. ٨ فَإِنَّ اللهَ شَاهِدٌ لِي كَيْفَ أَشْتَاقُ إِلَى جَمِيعِكُمْ فِي أَحْشَاءِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. ٩ وَهذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي الْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ، ١٠ حَتَّى تُمَيِّزُوا الأُمُورَ الْمُتَخَالِفَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا مُخْلِصِينَ وَبِلاَ عَثْرَةٍ إِلَى يَوْمِ الْمَسِيحِ، ١١ مَمْلُوئِينَ مِنْ ثَمَرِ الْبِرِّ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِمَجْدِ اللهِ وَحَمْدِهِ” (فيلبي ١: ٥-١١)
“٦ وَاثِقًا بِهذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ” يتحرك الرسول بولس بثقة أنّ الذي ابتدأ فيهم عملاً صالحًا سيُكمل ليوم المسيح ولا يحتاج أن يصلي له لأن هذا الأمر يحدث بتلقائية بسبب مشاركتهم في الإنجيل وعطائهم. كثير من الناس تقول هذه الآية بترجي وأمل أن الأمر الرائع الذي بدأه الرب يُكمله، وكأنه يُعلِن عن مخاوفه بصورة مختلفة، لكن الحقيقة هي أنّ العمل الذي يبدأه الرب يكمله للآخر.
“٩ وَهذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي الْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ” كل أمر تعرفه من الكلمة ينبغي أن يقودك لحب أكثر للرب، هناك مَن يعرف ولا يتحول هذا إلى حب وعشق للرب أكثر.
“١١ مَمْلُوئِينَ مِنْ ثَمَرِ الْبِرِّ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِمَجْدِ اللهِ وَحَمْدِهِ” يصلي الرسول أن يمتلئ المؤمنون من ثمر البر.. لمجد الله وحمده، معنى هذا أن المجد هو نتيجة السلوك بالبر. ثمر البر يعني أن تفكر وتقرأ المواقف بشكل صحيح وتفهم الوضع الاقتصادي الذي سيعُم العالم بشكل صحيح، هذا يأتي نتيجة الكلمة وليس الخبرات. لأنه يوجد مَن يُفسّر المواقف بتحليلات وتخمينات وخبراته البشرية فيخطئ.
يمكننا أن نصلي هذه الصلاة للأشخاص حولنا، ولكن ليس بطريقة “أن يشرق الرب بمجده على الشخص” لأنه أشرق بمجده علينا بالفعل، ولكن لكي يُثمر للبر أي يفهم معناه، هذه هي الصلاة الاستراتيجية “أن يفهم البر لكي يثمره من الداخل فيرى المجد في حياته كنتيجة تلقائية”.
هناك مَن يصلي بدوافع نقية لكن دون قواعد كتابية سليمة وبالتالي لا تحدث نتائج. هناك مبادئ نحتاج لفهمها لكي يُرى المجد على حياتنا. إن كنت تصلي لأجل نفسك، اشكر الآب لأنه سيمنحك استنارة وفهم أكثر لكي تثمر المجد وتستقبل هذا منه، وليس أن تطلب المجد لأنك بالفعل مُجدت.
- هل ترى المشاكل كمعضلات أم تراها فرصة لاستعلان المجد الأبدي؟
“١٠ حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا. ١١ لأَنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِمًا لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا الْمَائِتِ. ١٢ إِذًا الْمَوْتُ يَعْمَلُ فِينَا، وَلكِنِ الْحَيَاةُ فِيكُمْ. ١٣ فَإِذْ لَنَا رُوحُ الإِيمَانِ عَيْنُهُ، حَسَبَ الْمَكْتُوب: «آمَنْتُ لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ»، نَحْنُ أَيْضًا نُؤْمِنُ وَلِذلِكَ نَتَكَلَّمُ أَيْضًا. ١٤ عَالِمِينَ أَنَّ الَّذِي أَقَامَ الرَّبَّ يَسُوعَ سَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ، وَيُحْضِرُنَا مَعَكُمْ. ١٥ لأَنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنْ أَجْلِكُمْ، لِكَيْ تَكُونَ النِّعْمَةُ وَهِيَ قَدْ كَثُرَتْ بِالأَكْثَرِينَ، تَزِيدُ الشُّكْرَ لِمَجْدِ اللهِ. ١٦ لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا. ١٧ لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا. ١٨ وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ” (٢ كورنثوس ٤: ١٠-١٨)
“١١ لأَنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِمًا لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا الْمَائِتِ” أي نضطهد لكي ينتشر الإنجيل لهؤلاء. يتعرض الرسل لمحاولات قتل، والموت يعمل فيهم محاولاً إيقاف عملهم من أجل انتشار الكلمة، أما الحياة فتعمل في مَن يصل إليهم الإنجيل.
“١٦ فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا” ربما ارتكبت خطايا بعدما قبلت الرب يسوع، يوجد حل لأن الداخل يتجدد لحظة بلحظة، ينتهي ماضيك بعدما تقبل الرب يسوع، ربما يفنى الخارج أو يواجه اضطهادات ولكن الداخل يتجدد.
” ١٧ لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا” يُسمِي بولس أن ما يعبروا به من ضيقات هو ضيقة خفيفة وقتيه، لأن هذه الضيقة الخفيفة الوقتية تنشئ لنا أو تعمل من أجلنا وتحقق ثِقل مجد، وهذا المجد أبدي. ولم يسمِها صعوبات ضخمة أو مشاكل ثقيلة، لكنه يضع مقاسات مختلفة “خفيفة ومؤقته”.
سَمّى هذه الضيقة بمؤقته لكي ما يُحدِّد لها وقتًا وينهيها. رغم أنّ ما يعبر به الرسول بولس لم يكن بسيطًا، بل كما ذكر في ذات الرسالة قائمة اضطهادات وصعاب ليست بقليلة، لكننا لم نجده مطلقًا يرثي لحاله رغم ما عبر عليه من حالات الخيانة والترك إلى آخر أيامه.
–> إن تعاملت مع ظروف الحياة كمشكلة ستظل هكذا، وإن رأيتها إنها ستنشئ لك مجدًا ثقيلاً سيكون كذلك.
“١٧ فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ. ١٨ فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا” (رومية ٨: ١٧، ١٨).
يفهم البعض هذه الآيات على أن “المجد” سيستعلن فينا عندما يأتي الرب يسوع، نعم يوجد درجات من المجد وعندما يأتي الرب سيُستعلَن بالفعل فينا مجدًا عجيبًا ومدهشًا، وهو يختلف عما بخص الكنيسة في هذا الوقت. وإن كان بولس الرسول يقصد أنّ هذا المجد هو الذي سنناله عند مجيء الرب لكان هناك تضارب مع العدد الثلاثين في ذات الإصحاح:
“وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا” (رومية ٨: ٣٠).
تمجيدنا في هذه الحقبة هو أن نعبر الحياة بقوة، كما عبر أهل العهد القديم بكرامة وسلام وانتصارات على الأرض، لكن الوضع اختلف معنا الآن لأننا نحيا بسيطرة على عالم الروح، أما هم فلم يكن باستطاعتهم أن يفعلوا هذا، وبالتالي فنحن نحيا الآن حالة مجد اشتهوا قديمًا أن يحيوا فيها.
” ١٧ لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا” يمكنك أن تصل لهذه الحالة من المجد وأنت هنا على الأرض، عندما تُمرِّن ذهنك على استقبال الموقف ليس كبقية البشر بل بحالة اتضاع تحت الكلمة. إن قالت كانت الكلمة: “أنت قادر على مواقف الحياة” إذًا أنت هكذا، ولديك قدرة الله بداخلك.
إن تعاملت بهذا المنطلق ستأتي الموقف مُحمَّل بمشاكل وتحديات، وأنت تحولها عندما تُفكر فيها بمنطلق “بقدر كِبر حجم المشكلة بقدر ما سيحدث مجد أكثر ثقلاً”، مثل فلك نوح على قدر ارتفاع المياه على قدر ارتفاع الفلك فوقها، هذه هي طريقة التفكير التي تحتاج أن تضبط ذهنك عليها لأنها لن تحدث من تلقاء نفسها.
” ١ فَإِذْ نَحْنُ عَامِلُونَ مَعَهُ نَطْلُبُ أَنْ لاَ تَقْبَلُوا نِعْمَةَ اللهِ بَاطِلاً. ٢ لأَنَّهُ يَقُولُ: «فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ». هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ. ٣ وَلَسْنَا نَجْعَلُ عَثْرَةً فِي شَيْءٍ لِئَلاَّ تُلاَمَ الْخِدْمَةُ. ٤ بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا كَخُدَّامِ اللهِ: فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ، فِي شَدَائِدَ، فِي ضَرُورَاتٍ (اضطهادات)، فِي ضِيقَاتٍ، ٥ فِي ضَرَبَاتٍ، فِي سُجُونٍ، فِي اضْطِرَابَاتٍ، فِي أَتْعَابٍ، فِي أَسْهَارٍ، فِي أَصْوَامٍ، ٦ فِي طَهَارَةٍ، فِي عِلْمٍ، فِي أَنَاةٍ، فِي لُطْفٍ، فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، فِي مَحَبَّةٍ بِلاَ رِيَاءٍ، ٧ فِي كَلاَمِ الْحَقِّ، فِي قُوَّةِ اللهِ بِسِلاَحِ الْبِرِّ لِلْيَمِينِ وَلِلْيَسَارِ. ٨ بِمَجْدٍ وَهَوَانٍ، بِصِيتٍ رَدِيءٍ وَصِيتٍ حَسَنٍ. كَمُضِلِّينَ وَنَحْنُ صَادِقُونَ، ٩ كَمَجْهُولِينَ (يتم تجاهلنا) وَنَحْنُ مَعْرُوفُونَ، كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا، كَمُؤَدَّبِينَ (معاقبين) وَنَحْنُ غَيْرُ مَقْتُولِينَ، ١٠ كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ، كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ” (٢ كورنثوس ٦: ١-١٠).
يلتفت الناس في هذا النص للجانب السلبي من الآيات مثل: “مائتين، مؤدبين، حزانى، فقراء” معتقدين أن بولس الرسول يُقِر أنها حالته الحقيقية، لكنه على النقيض يوضح الحقيقة الروحية التي يعيشها بداخلهُ عكس كل ما يعبر به في الخارج. عندما زارته الناس اكتشفوا أنه فَرِح رغم ما يعبر به من اضطهادات، اعتقدوا أنه لن يستطيع عبور كل هذا لكنهم اندهشوا من ثباته وتشجيعه لهم! هذا الكلام ليس مبالغة لكنه حرفي في الكتاب.
“١٠ … وَإِنْ كَانَ شَيْءٌ آخَرُ يُقَاوِمُ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، ١١ حَسَبَ إِنْجِيلِ مَجْدِ اللهِ الْمُبَارَكِ الَّذِي اؤْتُمِنْتُ أَنَا عَلَيْهِ. (١ تيموثاوس ١: ١٠، ١١)
سَمّى الرسول بولس الكتاب المقدس بإنجيل مجد الله.
“١٣ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا الأُمَمُ: بِمَا أَنِّي أَنَا رَسُولٌ لِلأُمَمِ أُمَجِّدُ خِدْمَتِي، (رومية ١١: ١٣).
لم يقصد بولس أن يُمجد خدمته ويحتقر الخدمات الأخرى، كان مُقاوَمًا من الآخرين لأنه يخدم الأمم حتى أنه دافع عن نفسه وقال: “خدمتي مقدسة بالروح القدس بالرغم كل ما قيل عني إلا إنني أقدّر خدمتي التي بها أصل للأمم بإنجيل المسيح”.
قاوم الرسول أي نظرة سلبية وأي أمور غير كتابية بسبب خدمته للأمم (النجسين). من هنا نفهم أنه يمكن أن يكون لنا طريقة تفكير مختلفة عن منَ حولنا نرى الأمور والمواقف (بمجد) حسب الكلمة، حتى وإن عارضنا الكثيرين واختلفوا معنا فيها.
- يمكنك أن تُمَجِد كلمة الله وتجعلها تنتشر عبر الصلاة:-
“١ أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ صَلُّوا لأَجْلِنَا، لِكَيْ تَجْرِيَ كَلِمَةُ الرَّبِّ وَتَتَمَجَّدَ، كَمَا عِنْدَكُمْ أَيْضًا، ٢ وَلِكَيْ نُنْقَذَ مِنَ النَّاسِ الأَرْدِيَاءِ الأَشْرَارِ. لأَنَّ الإِيمَانَ لَيْسَ لِلْجَمِيعِ. ٣ أَمِينٌ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُثَبِّتُكُمْ وَيَحْفَظُكُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ. ٤ وَنَثِقُ بِالرَّبِّ مِنْ جِهَتِكُمْ أَنَّكُمْ تَفْعَلُونَ مَا نُوصِيكُمْ بِهِ وَسَتَفْعَلُونَ أَيْضًا. ٥ وَالرَّبُّ يَهْدِي قُلُوبَكُمْ إِلَى مَحَبَّةِ اللهِ، وَإِلَى صَبْرِ الْمَسِيحِ” (٢ تسالونيكي ٣: ١-٥).
طلب الرسول بولس من أهل تسالونيكي أن يُصَلوا لكي تنتشر كلمة الله بسرعة وتتمجد أي تجد طريقًا مُمَهدًا كما عندهم. هذا يعني أنه في يديَّ أن لا أمجد الكلمة عبر عدم نشري لها. دائمًا ما يأتي إنجيل يسوع بنتائج، أحضِر الكلمة لمكان يحتاجها وستثمر.
“لا نحتاج وعظًا، شبعنا وعظًا، كفا!” كثيرًا ما رددنا هذه العبارات غير عالمين أنها لغة شيطانية لتمهيد الطريق لإهمال التعليم الكتابي. إن كان التعليم كتابيًا لما شبع الناس منه! ليس الحل أن تهرب الناس من الكلمة، فغير طبيعي أن نأتي بأشخاص للمسيح ونتركهم مطروحين أرضًا دون تعليم.
هدفنا ليس أن يقبل الناس يسوع فقط، فإن لم تعلمهم الكلمة لربما تصنع أبناءً للجحيم، لذلك البناء والتلمذة أمرًا هامًا جدًا، هذا يُجنبنا نشأة أجيال مُعوجة بسبب تشكيلهم بالظروف وليس بكلمة الله، وعندما يأتي الشخص لمعرفة كلمة الله يجد عناء في قبوله لها وهدم حصون بُنيت لديه من العالم.
كلمة الله ممجدة في ذاتها. نجد أن الرب يسوع وبولس -على الرغم من كل الاضطهادات التي واجهتهما- إلا أنهما كانا في مجدٍ عظيم حتى قال الرب لمَن أرادوا القبض عليه: “كنت في وسطكم كل يوم ولم تستطيعوا أن تمسكوني أو تقبضوا عليّ!” لأن الكلمة سارية المفعول والمجد الإلهي أبطل هذه المحاولات إلى أن أسلم هو ذاته. المجد الذي نحيا فيه الآن هو بسبب المجد الذي صنعه الرب لنا.
- حالات مجد الرب يسوع:-
نحن الآن في فترة مجد الكنيسة، ولكن سيأتي وقت ويكون فترة مجد الرب يسوع.
“١٣ مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (تيطس ٢: ١٣)
هذا لم يحدث بعد، فمجد الله العظيم يسوع المسيح سيظهر قريبًا في الأرض.
“٢١ الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ” (في ٣: ٢١)
لفظ “الجسد النوراني” غير كتابي، الصحيح هو “الجسد الممجد”، لكن المجد يشمل النور ولكن ليس الجميع سيكون مُنيرًا في هذا الجسد، فكل واحد بحسب معرفته كما قال دانيال: “وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ” (دانيال ١٢: ٣).
سيغير الرب هذا الجسد عندما يُخضِعه، أنت مشترك في إخضاعه عبر سلوكك على الأرض بخضوع الجسد لروحك، مما يعطي الرب فرصة أن يغيره. لن يفعل عملية تغيير أجسادنا بطريقة غير شرعية -بمفرده- لأن القيامة يشترك فيها الله والإنسان. سيغير الرب هذا الجسد لجسد مُمَجد، لأنه لا يستغني عمّا صنعه سابقًا، فعندما أشبع الجموع اِهتم بِجَمْع كسر الخبز الباقية لأنه لا يُهدّر شيئًا.
- المجد الذي ينتظر كل مَن عبَرَ باضطهادات:-
“١ أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ الْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ….١٠ وَإِلهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ” (١ بطرس ٥: ١-١٠).
لا يعبر البعض في اضطهادات مثل الخدام، حيث يتعامل الروح القدس معهم ليمهدهم لمواجهة اضطهادات، لكن هذا المستوى ليس للكل، مثلما يتعب الأب والأم لأجل الأبناء ليحيوا في راحة، في بعض أوقات يضطهد الخدام فقط وأوقات أخرى تعُم اضطهادات على الجميع.
عندما اضطهد هيرودس الكنيسة وقتل يعقوب وتحرك لقتل بطرس، يخبرنا الكتاب أن هذا الشخص أكله الدود حيًا لأنه لم يعطِ المجد لله. ذكر الكتاب هذه قصة لأنه اقترب للكنيسة.
- حالات محرومة من المجد:-
“٨ فِي نَارِ لَهِيبٍ، مُعْطِيًا نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَالَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ٩ الَّذِينَ سَيُعَاقَبُونَ بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ وَمِنْ مَجْدِ قُوَّتِهِ ١٠ مَتَى جَاءَ لِيَتَمَجَّدَ فِي قِدِّيسِيهِ وَيُتَعَجَّبَ مِنْهُ فِي جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ. لأَنَّ شَهَادَتَنَا عِنْدَكُمْ صُدِّقَتْ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ” (٢ تسالونيكي ١: ٨- ١٠).
ما هي حالة التعاسة التي ستعيشها الناس في الجحيم؟ ابتعادهم عن أمرين؛ أولاً: عن حضور الله، ثانيًا: عن قوته المجيدة، التعاسة الحقيقية لا تكمن في معاناة آلام النار، لكن ابتعادهم عن حضور الله! هذا هو تعريف الموت الأبدي، لكن بالنسبة لنا فمن الآن بداخلنا هذا المجد.
“مَتَى جَاءَ لِيَتَمَجَّدَ فِي قِدِّيسِيهِ” متى جاء الرب سيتمجد في قديسيه ويشرف الذين عانوا هنا في الأرض.
مستويات المجد:-
“١٢ وَنُشْهِدُكُمْ لِكَيْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ للهِ الَّذِي دَعَاكُمْ إِلَى مَلَكُوتِهِ وَمَجْدِهِ. ١٣ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا نَشْكُرُ اللهَ بِلاَ انْقِطَاعٍ، لأَنَّكُمْ إِذْ تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَلِمَةَ خَبَرٍ مِنَ اللهِ، قَبِلْتُمُوهَا لاَ كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ، بَلْ كَمَا هِيَ بِالْحَقِيقَةِ كَكَلِمَةِ اللهِ، الَّتِي تَعْمَلُ أَيْضًا فِيكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ” (١ تسالونيكي ٢: ١٢، ١٣).
يوجد مستويات للمجد، حيث نتحرك من مجد إلى مجد أكثر، أو كما تحدث بولس عن مجد أكثر وعن ثِقل مجد، ويوجد حالات محرومة من المجد لن تراه، هؤلاء الأشخاص هم الذين سيهلكون، هنا يوجد فرصة على الأرض لكي يدخل الشخص في علاقة مع الروح القدس.
- أولاً: أن تقبل الرب يسوع وتدخل لعائلته.
- ثانيًا: أن تثمر للمجد.
- ثالثًا: المجد هو طريقة تفكير تأتي من الكلمة.
هذا ما يجعلك تتعامل مع الظروف بالقوة الإلهية التي بداخلك وليس حسب طريقة تفكير البشر، فالبشر العاديون يروا الموقف كصعوبات لكنك تتعامل معه وتحوله لثقل مجد.
- رابعًا: القيامة.
هذا هو المجد الذي سنناله، ونُشرف به أمام الكل، حيث يوجد من رفض الرب يسوع الآن.
- كيف تحيا بهذا المجد؟
“١٦ لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ. ١٧ لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ، لإِيمَانٍ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا». ١٨ لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ. ١٩ إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ، لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ، ٢٠ لأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ الْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ، قُدْرَتَهُ السَّرْمَدِيَّةَ وَلاَهُوتَهُ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ. ٢١ لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. ٢٢ وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ، ٢٣ وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى، وَالطُّيُورِ، وَالدَّوَابِّ، وَالزَّحَّافَاتِ. ٢٤ لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضًا فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ، لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. ٢٥ الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ، وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ، الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ” (رومية ١: ١٦-٢٥).
” ٢١ لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ” كثيرًا ما نسأل عن مصير مَن يحيا في قبائل ولا يعرف شيئًا عن الرب يسوع! يخبرنا الكتاب هنا أنّ هؤلاء الأشخاص هم بلا عذر، لأنه عندما عبرت عليهم المعرفة، ربما في شجرة أو طائر ولم يلتفت إنه يوجد إله خالق لهذه المخلوقات.
يقول الكتاب إنّ الله يشهد عن نفسه في المخلوقات، عندما يلتفت الشخص لهذه الخليقة الرائعة ويتساءل بداخله إنه من المؤكد يوجد إله خلق كل هذه الخليقة يتَّبِع طريقة التفكير هذه وتجاوب معها فهو يتجاوب مع الروح القدس، لكن هناك مَن يتعمد رفض هذه الأفكار.
دخلت أمور خطأ في المدارس مثل نظريات التطور وهي كلها محاولات لإبعاد الله كخالق من الصورة، لكن الكتاب يعرفنا أن هؤلاء الأشخاص رفضوا المعرفة التي عُرضت عليهم بشكل بسيط في صورة حلم أو سؤال.
مَن عبرت عليهم المعرفة ولم يتجاوبوا معها ولم يعطوا القيمة السليمة لهذا الإله ولم يمجدوه، يُظلّم قلبهم الغبي. أيضًا ينطبق عليك نفس الأمر، عندما تعبر آية أمامك ولا تتجاوب وتتفاعل معها بداخلك وتشكر وتمجد هذا الإله عليها، يحدث في هذه اللحظة -دون أن تدري- ظلامًا في جزء من تفكيرك، إن رفضت كلمة الله في إحدى زوايا حياتك يحدث العكس مباشرة وهو ظلمة.
“٢٣ وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى، وَالطُّيُورِ، وَالدَّوَابِّ، وَالزَّحَّافَاتِ” لو كان الرسول بولس يتكلم هذه الآية الآن لقال: “أبدلوا مجد الله بالسوشيال ميديا والأفلام والمسلسلات والفيس بوك!!” بَدِّل كلمة “مجد” بحالة الانبهار، وكأنه يقول إنهم: “لم ينبهروا بهذا الإله عندما عرفوا إنه الخالق، لكن استبدلوا حالة الانبهار هذه بأمور أخرى أرضية لا تستحق الانبهار!”.
هناك من تُعرض عليه أفكار رفض الرب بصورة خبيثة، مثلما يقول أحدهم: “سأقبل الرب حينما تُستجاب طلبتي” إن كنت تتعجب من أفكارٍ مثل هذه وتقول: “كيف يلعب في أبديته لأجل هذه الأمور؟!” اعلم أنّ هذه الأفكار لا تُولد في ليلة وضحاها، تبدأ صغيرة ثم تكبر وتكبر، ويتجاوب الشخص مع أرواح شريرة في ذهنه ثم يُسحَب في هذا الطريق إلى أن يقتنع قناعة تامة فيصل لقرار نهائي.
توجد حالات عبادة وإعطاء المجد لأمور خفية غير ظاهرة إنها عابدة وانبهار بأمور أخرى غير الرب، مثل الانبهار بالتكنولوجيا، أو بجهاز أو سيارة جديدة وتهتم بها اهتمام مبالغ، هذه حالات الانبهار والتمجيد التي يقع فيها الناس ويستبدلون الانبهار الإلهي بها.
هناك اختلاف بين أن تدرس الشيء لكي تعرف طريقة استخدامه بشكل صحيح، ولكن إن وصلت لحد الانبهار به، فهذا يعني إنك تسمح بظلمة في حياتك لأنه من هنا تجد الأرواح الشريرة فرصة لتدخل لحياة أي شخص.
“٢٥ الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ، وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ…” هذا التمجيد هو تقوى، التقوى هي تَوجّه تجاه الله، إن كنت منتبهًا لشيء ما مثل هاتفك، فأنت تتقيه، وإن كنت تنبهر بآراء الناس فأنت تتقيهم، من هنا لا تجد الكلمة مكانًا في حياتك لأنك تهم طوال الوقت بأمور أخرى!
“٢٥ …الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ” يُعَبِّر الرسول بولس في الآيات بانبهاره بهذا الإله! يوجد من يشكر ويمجد الرب، ويوجد مَن لا يشكر ويمجد، ويوجد مَن يشكر ويمجد ولكن ليس كإله. بمعنى لا يتفاعل مع الكلمة ولا مع تأثيرها وشرحها -بعد أن تأكد إنها سليمة- ولا يتفاعل مع التسبيح والعبادة. اعتاد أن تتفاعل مع هذا الإله!
ذَكَرَ الكتاب عن بولس إنه أحنى ركبتيه في الصلاة، ويتكلم أيضًا عن رفع الأيادي في العبادة، يجب أن يكون التسبيح والعبادة لائقة بهذا الإله!
قُل لنفسك: “من الآن أنا سأعرف الله والكلمة وسأمجد هذا الإله كما يليق، وسأطلق صوتي له في العبادة” لا أقصد أن تصنع شكليات وترفع صوتك دون تركيز في الكلمة في داخلك.
تذكر سلسلة المليء الروحي، ما هو الذي يحرك لسانك؟ بما تمتلئ؟ دون أن تدري ربما تكون ممتلئًا بالعالم وأفكاره والعمل والأحداث، لكن أسأل نفسك هل أنت ممتلئ بالروح القدس والكلمة؟! فعندما تأتي ظروف تواجهك تنظر لها إنها ثقل مجد. ما تمتلئ به هو ما تفكر فيه. عندما تمتلئ بمبادئ الكلمة تجد نفسك تعبد الرب بسهولة وانطلاق. لا يوجد أي شخص على الأرض غير ممتلئ بأمور.
نحن نتفاعل مع عالم الروح ونحيا فيه، العالم كله تحت سيطرته، أنت مَن تُوجّه عالم الروح في اتجاه ما تمتلئ به. ما الذي تفكر فيه وأنت في المواصلات؟ إلى أي شيء يتوجّه ذهنك عندما تستيقظ صباحًا؟ ماذا يأخذ انتباهك ويحرك لسانك؟ ما الشيء الذي تتقيه؟ أي انتباه هو عبادة!
هل تنظر نظرة تقدير لهذا الإله وتشكره على الرب يسوع الذي مات لأجلك؟ لتجعل هذه الأفكار تعبُر على ذهنك بينما تعبد الرب. اشكر الرب الآن لأنك تعرف الكلمة وصارت هي طريقة تفكيرك، وأصبحت ترى المواقف بشكل صحيح، وإنك الآن تابع لهذا الإله!
كل هذا يتطلب تفكيرًا عمديًا وتقوى وانبهارً بالرب، وعندما تجد ذهنك منبهرًا بأمر آخر، امنع ذهنك عن التفكير فيه، وتذكّر أن الروح القدس هو من منحك كل هذه الروعة. يقول الكتاب إن الرب وهبنا كل شيء بغنى للتمتع ولكن ليس لكي ينال العالم من قلبك (١تيموثاوس٦: ١٧).
آمين.
_______
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download