القائمة إغلاق

المحبة الإلهية: هى دليل الميلاد الجديد Divine Love: The Evidence of the New Birth

يعتقد العديد من الناس أن دليل خلاصهم يقع فى حقيقة أنهم إنضموا لكنيسة معينة. أو يعتقدوا لأنهم إعتمدوا بالماء بطريقة معينة اثناء مراسم معينة، هذا يعنى أنهم فى طريقهم للفردوس.
كمثال، بعض الأحيان تستمع للناس وهى تقول، “يجب عليك الإنضمام لكنيستى وإلا أنت لم تخلص”. أو “يجب عليك الإعتماد بالماء حسب طريقتنا و إلا لن تخلص و تذهب للفردوس”.
ولكن ماذا يقول الكتاب عن دليل الميلاد الجديد؟ حسب كلمة الله، نحن نعرف أننا خلصنا لأننا إعترفنا أن يسوع المسيح هو سيد ورب على حياتنا (رومية 10: 9، 10). وبعدها يقول الكتاب أيضاً أننا نعرف أننا خلصنا لأننا نحب الإخوة.
1 يوحنا 3: 14
14نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ إنْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ.
يعجبنى هذا المقطع الكتابى: “نحن نعلم أننا إنتقلنا من الموت الى الحياة…”. إنها كلمات تأكيدية، اليس كذلك؟
ذلك المقطع لا يقول: “نحن نعتقد أننا إنتقلنا من الموت الى الحياة…”. كما أنه لا يقول: “هذا رأيي أو تلك هى نظريتى”.
لا، ما يقوله الرسول يوحنا هو، “نحن نعرف أننا إنتقلنا من الموت الروحى للحياة الأبدية وذلك لأننا نحب الإخوة”.
عندما قال يوحنا، “… أننا إنتقلنا من الموت للحياة…”. لم يكن يتكلم عن الموت الجسدى هنا. وذلك لأننا لم ننتقل من الموت الجسدى بعد. سيأتى اليوم الذى سيُسحق فيه الموت الجسدى تحت الأقدام. فذلك هو آخر عدو سيتم التعامل معه، ولكنه لم يوضع تحت الأقدام بعد.
ما كان يتحدث عنه يوحنا بذكره الكلمة “الموت” فى ذلك المقطع هو الموت الروحى الذى هو إنفصال الروح الإنسانية عن الله. لذا، يمكننا قراءة ذلك المقطع كالآتى: نحن نعلم أننا إنتقلنا من الموت الروحى و نتائجه (الإنفصال الأبدى عن الله) الى الحياة الأبدية وذلك لأننا لدينا تلك الثمرة التى هى المحبة.
فى الميلاد الجديد نحن تم ولادتنا من روح الله. وهنا متى أتت محبة الله لتنسكب فى قلوبنا. عندما تمت ولادتنا ثانية روحياً، أصبحنا مشاركين لله فى حياته الأبدية و محبته. الحياة الأبدية هى حياة الله التى تفشيت فى أرواحنا.
فى ولادتنا الطبيعية، أخذنا الحياة و الطبيعة من والدينا. عندما تم ولادتنا من الله، أخذنا طبيعة الله. طبيعة الله هى الحياة و المحبة. محبة الله إنسكبت فى قلوبنا و إستقبلنا الحياة الأبدية.
يقول الكتاب إن لم نكن نحب الإخوة فنحن لازلنا فى الموت الروحى. الموت الروحى هو الحالة التى كنا بها قبل أن نلنا الميلاد الجديد. عندما كان الشيطان هو أبونا الروحى (رومية 5: 17-21).
محبة الله التى فى قلوبنا هى الدليل أننا إنتقلنا من مملكة الظلمة الى مملكة الله التى هى نور. (كولوسى 1: 13).
عندما نلت الميلاد الجديد، أنت إنتقلت من الموت الروحى الى الحياة الروحية. لذلك، ليس عليك أن تصلى أو تصوم للحصول على نوع محبة الله لتستطيع محبة الإخوة. إن كنت خلصت، فأنت لديك محبة الله لأنها سُكبت فى قلبك بالروح القدس.
إن لم يكن لديك محبة الله ثابتة فى قلبك، فأنت لم تخلص. الأمر بتلك البساطة. ذلك لأن المقطع الأخير ليوحنا الأولى 3: 14 يقول، “… وَمَنْ لاَ يُحِبُّ يَبقَى فِي المَوتِ”.
هذا يعنى، إن لم تكن تحب أخيك فى المسيح، فأنت لا تزال ماكث فى الموت الروحى أو الإنفصال عن الله.
بالطبع عندما يقول المؤمنون كلمات مثل “لا احب فلان” هذا لا يعنى أنهم لم يخلصوا بل ما يفعلونه هو أنهم يبحثون فى أجسادهم و أذهانهم ولا يجدون محبة الله لإخوتهم. محبة الله لا لم تُسكب فى الجسد (الحواس الخمس). ما يتوجب على المؤمنون هو النظر الى قلوبهم التى هى ارواحهم وسيجدون محبة الله فيها وبعدها يجب وضع محبة الله تلك موضع التطبيق.
يقول الكتاب أنك إنتقلت من الموت للحياة لأنك تحب الإخوة! إن لم يكن لديك محبة للإخوة، فليس لديك أى دليل على الخلاص. بمعنى: أنت بذلك ليس لديك الدليل على إنتقالك من الموت للحياة. تذكر: المحبة هى أول ثمرة تظهر فى الميلاد الثانى.
كيف نعرف أننا خلصنا
يستخدم يوحنا الإنتقال من الموت الى الحياة كتشبيه أنه الدليل على الميلاد الجديد. كمثال، لنفترض أنك تحضر جنازة أحدهم وكان لا يزال فى الصندوق مستلقى هناك، وفى وسط الجنازة، قفز الميت دبت فيه الحياة و مشفى بالكامل. فهو بذلك إنتقل من الموت الجسدى الى الحياة.
الآن، إن ذهبت مسرعاً لهذا الشخص وحاولت إقناعه أنه لا يزال ميتاً. فما سيفعله هو الضحك مما تقول. و إن قلت له” لحظة واحدة! لا يمكنك أن تكون حياً لأنك لا تنتمى لكنيستنا! ولم تعتمد بالماء حسب الطريقة الصحيحة، فأنت لا تزال ميتاً! وبما أنك لست واحداً منا فأنت بالتأكيد لاتزال ميتاً!”.
إن قلت هذا لشخص اقيم من الموت، فلن يزعجه الأمر على الإطلاق. وذلك لأنه يعلم أنه إنتقل من الموت الى الحياة. ولن يستطيع أحد إقناعه بغير ذلك.
الأمر بنفس الطريقة فى الميلاد الجديد. نحن نعلم أننا إنتقلنا من الموت الروحى للحياة الأبدية. لقد كنا أمواتاً بالذنوب و الخطايا. ولكن الله ولدنا روحياً و جعلنا أحياءاً له. لقد إنتقلنا من الموت الروحى للحياة الابدية.
كمثال، أنا أعرف تماماً متى إنتقلت من الموت للحياة، لقد كنت هناك! حيث نلت الميلاد الجديد و إنتقلت من الموت للحياة. وكان الأمر كأن أحدهم أزاح حمل يزن الأطنان من على صدرى.
لقد نلت الميلاد الجديد و أنا على فراش المرض، وبعد أن شُفيت، هرعت لهؤلاء الذين أخبرونى أنى لم أنل الخلاص لأنى لا أنتمى لكنائسهم. أخذت بالضحك عليهم وقلت، “أنا أعرف أنى نلت الميلاد الجديد. أنا أعرف أنى إنتقلت من الموت للحياة. ولدي الدليل لإثبات ذلك – أنا احب الإخوة!”
أتذكر رجل أعمال فى مدينة حيث نشأت،  كان يعانى من مشاكل فى القلب ولم يستطع التحرك كثيراً بعد ذلك. توجب على زوجته إدارة أعمال العائلة. ذلك الرجل وزوجته لم يذهبوا للكنيسة قط. فى الوقت الذى عانى هذا الرجل من مشاكل القلب تلك، هو نفس الوقت الذى نالت فيه إبنته الصغيرة ذات التسعة أعوام الميلاد الجديد والإمتلاء بالروح القدس. وأخذت بالذهاب لمدارس الأحد و الكنيسة.
كل يوم عقب نهاية اليوم الدراسى لتلك الفتاة الصغيرة كانت تلعب فى الفناء الأمامى للمنزل وبين الحين و الآخر كانت تدخل للمنزل لتطمئن على والدها وتتأكد أنه بخير. ومنذ أن اصابته متاعب القلب تلك، تقيدت حركته بالكرسى النقال. فكانت إبنته تطمئن عليه و تسأله “ابى، هل أنت على ما يرام؟”
فكان يجاوبها، “نعم يا حبيبتى إنى بخير”. وكانت ترجع للعب مرة اخرى بعد سماعها ذلك الجواب.
فى مرة، هرعت الفتاة لأبيها وسألته، “أبى، هل خلصت؟ هل وُلدت ثانية من قبل؟”
بدون أن يفكر الأب أجابها، “نعم يا حبيبتى”. ورجعت الفتاة للعب مرة اخرى. ولكنه أخذ يفكر بالأمر وأدرك أنه بالرغم حضوره للكنيسة على مدار 49 عاماً، لكنه لم ينل الميلاد الجديد.
فدعى إبنته مرة اخرى و قال لها، “عزيزتى، إنى لم أكذب عليكى حيال أى أمر من قبل. عندما سألتنى إن كنت خلصت أم لا، “بدون أن افكر أجبت بنعم وذلك لأنى كنت احضر الكنيسة. ولكن الحقيقة هى أنى لم أنل الميلاد الجديد مطلقاً من قبل. ولا أعرف كيف يحدث هذا الأمر”.
قالت له، “حسناً، أنت تحتاج يا أبى للخلاص سريعاً لأنك كبير فى السن. و إن لم تنل الخلاص فستذهب للجحيم”. ما قالته هذه الفتاة الصغيرة، حقيقة. فمن الممكن أن تصيبه أزمة قلبية فى أى وقت ويموت فى أى لحظة.
فقال رجل الأعمال هذا بعد ما سمعه من إبنته الصغيرة، “بعد ذلك، بدأنا أنا وزوجتى بالذهاب معها للكنيسة”. فكرست الزوجة حياتها للرب من جديد وخلص الزوج. وبعدها بمرور الوقت، هو وزوجته إمتلئوا بالروح القدس.
حسناً، بعد أن إمتلأ هذا الرجل بالروح القدس، نال شفاءه بطريقة معجزية. وأصبح شخصاً طبيعياً كأى شخص يسير من حوله.
ذهبت لأزوره، فأخبرنى أنه تلقى العديد من المكالمات التليفونية والرسائل بخصوص شفاءه للدرجة أنه أعلن عما حدث له فى نصف صفحة إعلانات فى جريدة. مخبراً الجميع عما حدث له وكيف شفاه يسوع!
وفى يوماً عندما ذهبت لأزور تلك الكنيسة مرة اخرى، حضرت الى حيث يمكث هذا الرجل وبدأ يخبرنى تجربة خلاصه. فى إحدى الليالى أثناء وجود إجتماعات نهضة، سأله المبشر “هل خلصت؟”.
فأجاب، “نعم، لقد خلصت”.
فسأله المبشر مرة اخرى، “كيف تعرف أنك خلصت؟”.
فأجاب هذا الرجل، “سأخبرك كيف أعرف أنى خلصت. لقد كنت احضر تلك الكنيسة لثلاثة سنوات الآن. وكل ليلة أربعاء يكون لدينا إجتماع سرد الإختبارات.
“وفى كل مرة كان أول شخص يسرد إختباره يكون العجوز “سميث”. إنه شخص كبير فى السن وغريب الأطوار. كان دائماً يسرد إختبار وهو شديد الإنفعال ويلوح فرحاً بيده. كان يقول، “لقد خلصت وتقدست!”.  كان يفعل ذلك وكأنه يتحدى الجمع لينالوا الخلاص. فكنت أنا أستشيط غضباً. كنت أجلس هناك وأنا مغتاظ منه بداخلى.
كنت اقول لنفسى، “أيها العجوز، إن لم أكن مقعد على هذا الكرسى النقال، لكنت أريتك كيف أنك لم تتقدس!
وبالطبع ستجد ثانى شخص يسرد إختباره السيدة “بايلى”. وبينما تسرد إختبارها، تجدنى هناك أنتقدها أيضاً.
كنت أقول لنفسى، “لماذا تحاول تلك السيدة المسنة جعل الجميع يخلصون؟ وعندما يرجع زوجها للمنزل يجد المخضع غير مرتب والمنزل فى حالة فوضى. أولادها دائماً فى الخارج يركضون هنا وهناك كما أنها لا تعد أى طعام للعائلة”.
و أضاف، “لقد كنت أعلم وحسب أن تلك المرأة ليست كما تدعى. ولو كانت كما تعنى لما أصبحت عائلتها بتلك الفوضى العارمة. فى كل مرة تشارك تلك المرأة بإختبارها وفى كل مرة أفكر بشأنها، كلما إستشط غضباً وكلما لعنتها أكثر بداخلى”.
وقال بعدها رجل الأعمال هذا شيئاً مثيراً. قال، “فى ذلك الوقت خلصنى الرب، وتغير قلبى. ومنذ ذلك الحين، أصبحت احب بشدة سماع أخى الكبير سميث”. (لقد كان يدعوه العجوز “سميث” من قبل).
و أضاف، “نعم أعلم أنه ربما يكون غريب الطباع بعض الشىء ولكن ما يهم هو أنه يحب الرب. و أقول لك أنى بعد أن نلت الخلاص، احب أن أستمع للأخت العزيزة “بايلى” وهى تسرد إختبارها”. (لقد كان يدعوها السيدة العجوز “بايلى” من قبل).
قال بعدها، “إنى أعلم أنه ربما يكون للأخت “بايلى” بعض الأخطاء، نحن أيضاً لدينا مثلها. ما كان علىُ إنتقادها لأنى لا أعلم لأى مستوى وصلت مع الرب. ومن ناحية اخرى، أنا أعرف زوجها، لقد إعتاد العمل لدي. لكن كان هذا الشخص من النوعية الصعب إرضاؤها والمستحيل العيش معها”.
وأضاف، “فى الواقع، إعتاد أن يقول لى، “إن ذهبت للمنزل ولم أجد زوجتى أعددت الطعام على المائدة، سوف أصفعها ضرباً. وإن أعددت الطعام على المائدة، سوف ألقيه أرضاً”.
“لقد كانت تتأكد أنها خارجاً حين رجوعه للمنزل. منذ أن خلصت وأنا احب سماع الأخت العزيزة بايلى وهى تشارك بإختبارها”.
أترى، هذا الشخص يعرف أنه إجتاز من الموت للحياة لأنه يحب الإخوة! عندما سُكبت محبة الله فى قلبه، قامت بتغييره بدليل أنه يحب الإخوة الآن.
ولكن، أترى، هناك شىء عليك إدراكه وهو أن الروح القدس يمكن أن يكون فى قلبك فى الميلاد الجديد، ولكن إن لم تدع محبة الله تسودك، ستسير حسب العيان (الحواس الخمس) وتتعرض للهزيمة.
بمرور الوقت، نالت الأخت بايلى الخلاص هى وكل أبناءها و أيضاً زوجها. عندما رجعت لزيارة تلك الكنيسة، كانت تجلس هذه العائلة فى المقاعد الأمامية ويعبدوا الرب جنباً الى جنب.
ولكن كيف عرف رجل الأعمال هذا أنه خلص؟ لقد عرف أنه إنتقل من الموت الروحى – ونتائجه التى هى الإنفصال الأبدى عن الله – للحياة وذلك لأنه يحب الإخوة الآن!
محبة المسيح تحصرنا
عندما تنال الميلاد الجديد، فأنت بذلك إنتقلت من الموت الروحى للحياة الأبدية. محبة الله التى سُكبت فى قلبك سوف تحصرك لفعل ما هو صحيح فى نظر الله.
2 كورنثوس 5: 14
لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا….
محبة الله تستطيع تحويل و تغيير أشد القلوب صلابة. وعندما تسمح لمحبة الله أن تحصرك، لن تتصرف كما إعتدت قبلما تنال الخلاص.
اتذكر عندما نلت الميلاد الجديد عام 1933، كان هناك تغيير بداخلى. لقد أصبحت خليقة جديدة. الأمور القديمة التى كانت فى روحى رحلت بعيداً. لقد أصبحت شخصاً جديداً. عندما تختبر الميلاد الجديد، فإن طبيعة روحك تتغير بالكامل.
قبل خلاصى. لم يكن لدي محبة الله مسكوبة فى قلبي. لقد تركنا والدي وأنا لا أزال فى السادسة من عمرى. ولا أتذكر الكثير عن علاقتى به.
فى الواقع، كنت اصارع لأتذكر ثلاث أو أربع مواقف حدثت أثناء وجوده وذلك لأنه لم يكن متواجداً على الإطلاق.
لقد كان يذهب وحسب ويختفى لفترات طويلة من الوقت. وفى النهاية ترك المنزل ولم يرجع أبداً.
لذا، ترعرعت بين عائلة مكسورة، وبسبب ذلك، كنت مغتاظاً من العالم كله. عندما أصبحت فى التاسعة من عمري، ذهبت للعيش مع جدى وجدتى. و أخى الأكبر ذهب للعيش مع جدى وجدتى الآخرين. أنا و إخوتى كنا مبعثرين. لقد نشأت كطفل يتيم وكنت أتنقل من مكان لآخر.
ليس فقط كان بيتنا مكسوراً، ولكنى كنت مريضاً وملازماً للفراش. لم أكن استطيع الركض و اللعب كباقى الأطفال. لم أكن استطيع الدفاع عن نفسى وحتى الفتيات كن يستطيعن غلبي. لم افكر أنى سأكون لدي حياة طبيعية كما هؤلاء الذين حولي.
أنا و أخي الكبير “داب”، تعاهدنا أننا عندما نكبر فى السن، سوف نقتل والدنا. و أقول لك، الشىء الوحيد الذى منعنا من فعل ذلك هو الخلاص. لقد عقدنا العزم على فعل ذلك.
فى العقد الثانى من عمرى، إكتشفت إن كنت سأستمر فى الحياة، يجب أن أحظى بحارس شخصي! وذلك لأنى كنت صغيراً فى الحجم و جسدى مُبتلى ومريض. لم أستطع الدفاع عن نفسى أو قتال أى شخص وذلك بسبب الحالة القلبية التى كانت لدى. إن حاولت إجهاد نفسى ولو قليلاً، كنت اُصاب بالإغماء على الفور.
كمثال، فى الصف الدراسى الثانى، رفيق دراسى كان يكبرنى بثلاثة أعوام، صفعنى على وجهى مما طرحنى أرضاً. كان من الوجوب أن أبقى أرضاً، ولكنى لم أمكث أرضاً بل نهضت وبذلت مجهوداً فى قتاله. فصفعنى أرضاً مرة اخرى.
فنهضت، فصفعنى أرضاً للمرة الثالثة. فاُغمى علىٌ. لقد فقدت الوعى لساعة ونصف تقريباً. أخبرتنى ممرضة المدرسة مؤخراً، “لقد تحول لونك للأزرق والأسود. لم نكن نتوقعك ستنجو مما حدث لك”.
لم أكن وحسب صغيراً ومريضاً، بل ايضا كان الأطفال يضايقوننى كثيراً منذ أن تَركَنا أَبَّي، الأطفال في المدرسةِ تَبْدأُ التحدُّث، وهم يُخبرونَ كُلّ شخصَ أنا كُنْتُ إبن غير شرعيَ.
يَبْدأونَ التحدُّث حول آبائِهم. حَسناً، أنا لا أَستطيعُ أَنْ أَتحدّثَ عن أبِّي لأنني لَمْ أَعْرفْ أيّ شئَ عنه.
وفى الوقت الذى لا ينادوننى به بأسماء، كانوا يأخذون بالسخرية تجاهى قائلين أن أبى إختفىَ لأنه كَانَ في سجنِ أو شيئاً من هذا القبيل. كان يجعلنى ذلك فى حالة من الجنون و أُريدُ مُحَارَبَتهم ولكن كان يُغمى علىٌ متى أجهدت نفسى. كان لابد أنْ أُثبت إلى أولئك الزملاء بأنَنى يمكِن أَنْ أَعتني بنفسي حتى لا يعودون يُضايقوني.
بالطبع أنت تفهم أنّني لم أكن مؤمناً حتى الآن. فقد كانت طبيعة جسدى القديمة مسيطرة علي. فقررت أن أستخدم آلة حديدية لتكون الحارس الشخصى الخاص بى. فكنت أتسلل وراء أحد هؤلاء الذين يضايقوننى و أضربه على رأسه.
فعلت ذلك مرتين، وبدأ هؤلاء الأطفال بتركى و شأنى. لم يتوقفوا بالكامل عن إطلاق كلماتهم تجاهي ولكن على أى حال عندما تكون يتيماً وليس لديك أى أب و مريض مُصاب ولا تستطيع القتال، سيريد الأطفال الآخرون إثتثارتك. أعتقد أنهم يفكرون أن هذا يُثبت أنهم كبار.
كان أخى الأكبر “داب” يغيظنى لكونى صغير جداً و مريض. كان يقول لى، “عندما تصبح فى الثانية عشر من عمرك، ستتحول لفتاة”. كان يقول تلك الكلمات و يهرع هرباً وذلك لأنه يعرف أنى إن أمسكته، سأضربه بأى شىء أجده أمامى.
قبل أن أنال الميلاد الجديد، عندما كان يسىء الىٌ أحدهم، كنت لا أنسى ذلك و اُسجله فى ذهنى. لم أكن أفعل أى شىء له حينها. كنت أنتظر الى أن ينظر فى إتجاه آخر و أتسلل من خلفه و أضربه على رأسه بالآلة الحديدية التى أمتلكها.
أترى، لقد كبرت فى حالة عدم إتزان وذلك لأن أبى تركنا لنمضى بحياتنا فى أى إتجاه. أنا أستطيع فهم لماذا بعض القوم هم فى حالة عدم إتزان وذلك لأنهم كبروا فى ظروف مماثلة. أنا أعرف كيف يكون الأمر عندما تُرفض و تُهان و تُترك.
عندما تسلك بالعيان، فأنت تريد الإنتقام. العلاج الوحيد لذلك هو أن تنال الميلاد الجديد وذلك لأنه حينها ستنسكب محبة الله فى قلبك. وعندما تكون محبة الله بداخلك ستُغيرك. و إن كنت نلت الميلاد الجديد، يجب أن تترك محبة الله لتسيطر عليك و تحصرك.
قبل أن اُصبح مخلوقاً جديداً، إن أساء الىٌ أحد زملائى بأى طريقة، كنت أعمل مفكرة ذهنية بما صنعه تجاهى و كنت اُخرجهم من قائمة من أعرفهم ولا أعود أتحدث اليهم مرة اخرى. وبعد ذلك، حتى وإن كانوا فى نفس الغرفة التى أتواجد فيها، كنت أتعامل كما لو أنهم غير متواجدين على الإطلاق.
و إن أخطأ الىٌ أحدهم وبعدها رأيته يسير تجاهى فى الطريق، كنت أعبر للناحية الأخرى من الطريق لأتجنب التحدث اليه.
ولكن عندما نلت الميلاد الجديد، على الفور كان هناك تغيير بداخلى. طبيعتى تغيرت. لقد سُكبت محبة الله فى قلبى! لم أعرف فى الحقيقة ما حدث لى. لقد علمت وحسب أنى وُلدت ثانية و أصبحت مخلوق جديد. لقد علمت أن إنسانى الداخلى قد تغير و أنى عبرت من الموت الروحى للحياة.
كنت طريح الفراش في ذلك الوقت، ولكن في العام المقبل نلت الشفاء و اُقمت من فراش الموت.
بعد فترة وجيزة من نوالى الشفاء، نشرت واحدة من أقربائى كذبة بخصوصى. وبدون تفكير قلت لنفسى، ساُعاملها بالطريقة القديمة و أمسحها من قائمتى ولن أتحدث اليها مرة اخرى طالما حييت.
ترى، على الرغم من أنى ولدت من جديد، لم يكن ذهنى مجدد كلياً بكلمة الله بعد، وما زال تفكيرى الجسدى القديم مسيطراً علىٌ. لم أكن قرأت أفسس 4: 23 بعد. لم أكن أعرف أن محبة الله قد سُكبت فى قلبى. لقد عرفت وحسب أنى مولود جديد و أنى تغيرت من الداخل.
لكن معنى أن أرواحنا اُعيد خلقها لا يعنى أن أجسادنا و أذهاننا تغيرت. لا، أجسادنا و أذهاننا لم تنل الميلاد الجديد. لا يزال لدينا نفس الجسد و نفس الذهن الذى كان لدينا قبل أن ننال الميلاد الجديد.
 مباشرة بعد أن شفيت و بدأت بالسير، رأيت تلك القريبة التى أخبرت كذبة بخصوصى وهى تسير نحوي فى الشارع. بدأت تأتى الأفكار لذهنى أن اُعاملها كما إعتدت على معاملة هؤلاء الذين يسيئون الىٌ، فبدأت بعبور الشارع لتجنب ملاقاتها. ولكن بدأ شيئاً من قلبى بالإستيقاظ بداخلى يمنعنى من فعل ذلك.
ترى، يقول الكتاب نحن نعرف أننا إنتقلنا من الموت للحياة لأن محبة الله قد سُكبت فى قلوبنا بواسطة الروح القدس. ما هذا الذى نعرفه؟ نحن نعرف أننا إنتقلنا من الموت الروحى للحياة الأبدية لأننا نحب الإخوة!
لذا، هناك بداخلى، محبة الله كانت تحصرنى. بدلاً من إعطاء ظهري لقريبتى هذه، إستيقظت محبة الله بداخلى و بدأت أبكى لأنى شعرت بالحزن الشديد عليها.
قلت لنفسى، “تلك العزيزة لا تستطيع فعل غير ذلك بسبب أنها لم تخلص ولا تزال إبنة للشيطان. أبناء الشيطان يتصرفون كالشيطان. أبناء الله يتصرفون كالله. لقد عبرت أنا من الموت للحياة ولكنها لا تزال فى الموت الروحى و تحت تسلطه.”
لذا، فبدلاً من تجاهلها، ذهبت عن عمد لملاقاتها و مددت لها يدي و صافحتها وقلت لها، “إنى اريدك أن تعرفين أنى احبك و اريدك أيضاً أن تعرفين أنى على إستعداد أن أنحنى على رُكبتي هنا على الرصيف و تقبيل قدميك إن كان هذا سيساعدك بأى طريقة.”
بدأت قريبتى بالبكاء عندما قلت ذلك. أخذت هى يدي و قامت بوضعها على رأسها وقالت، “كين، صلى لأجلى! فأنا أحتاج ذلك.”
 المحبة لا تفشل أبداً! لقد إكتشفت مبكراً فى حياتى الإيمانية أنى لا أستطيع ترك الجسد بتفكيره القديم الغير مجدد بأن يتسلط علىٌ. لقد عقدت العزم على وضع محبة الله التى بداخلى موضع التطبيق.
يقول الكتاب، “… محبة المسيح تحصرنا…” (2 كورنثوس 5: 14). ما الذى تحصرنا محبة الله التى فى قلوبنا على فعله؟ إنها تحصرنا على فعل ما هو صحيح – طاعة قانون المحبة. شيئاً بداخلى فى روحى كان يحصرنى أن أسير بالمحبة، و أنا سمعت له.
لذا، بدلاً من تجاهل قريبتى، حصرنى الروح القدس أن أذهب إليها و اُصافحها و أقول لها، “إنى اريدك أن تعرفي أنى اُحبك.”
عندما قلت لها ذلك، كنت أتكلم من قلبي الذى اُعيد خلقه وليس من الذهن الجسدى القديم. فقد كان تفكيري الغير مجدّد القديم ولحمي ما زالا يُريدان الإنتقام و عدم التحدث اليها مرة اخرى. سيريد الجسد دائما فعل ما هو خطأ.
لهذا السبب يتعين علينا السماح لمحبة الله أن تحصرنا. إذا كان فمك كثير الثرثرة و يذهب لمسافة ميل فى دقيقة و إذا كنت تفعل كل ما يُمليه عليك جسدك فسيكون من السهل على الإنسان الطبيعى السيطرة عليك. ولكن إن أخذت بعض الوقت للنظر بداخلك، ستجد أن هناك شيئاً يحاول حصرك لتتصرف بالمحبة.
انظر الى بولس الرسول، فقد كان لديه حينها الجسد ليستمر بإخضاعه. كان بولس رجل الله عظيماً لأنه سمح لمحبة الله أن تحصره. لقد قال، “بَلْ أَقسُو عَلَى جَسَدِي وَأُخضِعُهُ…” (1 كورنثوس 9: 27). حتى بولس كان يجب عليه الإستمرار بإخضاع الرغبات الغير مجددة لجسده و ذهنه تحت سلطة روحه التى اعيد خلقها فى الميلاد الجديد.
2 كورنثوس 5: 17
إِذَاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي المَسِيحِ، فَهُوَ الآنَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. النِّظَامُ القَدِيمُ قَدِ اِنتَهَى، وَهَا كُلُّ شَيءٍ قَدْ صَارَ جَدِيدَاً.    
يجب أن تُبقى جسدك خاضعاً لأن كل شىء لم يُصبح جديداً فى ذهنك و جسدك. كل شىء صار جديداً فى روحك. هذا المقطع الكتابى يتكلم عن أن كل شىء أصبح جديداً بالنسبة للإنسان الداخلى.
جسدك ليس هو أنت. أنت روح وتسكن فى جسد، لذلك قال بولس “أنه” — الإنسان الذى بالداخل — يفعل شيئاً تجاه جسده. حسناً، ما الذى يتوجب عليك فعله تجاه جسدك؟ يتوجب عليك تقديم جسدك لله كذبيحة حية، و تُبقيه تحت خضوع لروحك — إنسانك الداخلى الذى هو أنت.
2 كورنثوس 4: 16
لِهَذَا، لاَ تَخُورُ عَزِيمَتُنَا! وَلَكِنْ، مَا دَامَ الإِنْسَانُ الظَّاهِرُ فِينَا يَفْنَى، فَإِنَّ الإِنْسَانَ الْبَاطِنَ فِينَا يَتَجَدَّدُ يَوْماً فَيَوْماً  
عندما يتكلم بولس عن الخليقة الجديدة، فإنه يتكلم عن الإنسان الباطن (الداخلى) — روح الإنسان. و فى روح الإنسان، الأشياء القديمة قد مضت بعيداً و كل شىء أصبح جديداً.
2 كورنثوس 5: 6
لِذَلِكَ نَحْنُ وَاثِقُونَ دَائِماً، وَعَالِمُونَ أَنَّنَا مَادُمْنَا مُقِيمِينَ فِي الْجَسَدِ، نَبْقَى مُغْتَرِبِينَ عَنِ الرَّبِّ
إذن، الجسد هو المكان أو المسكن الذى يقيم به شخصك الحقيقي — الروح الإنسانية التى بالداخل. ولكن الإشياء القديمة لم تمضي بعيداً عن الإنسان الخارجي.
سوف يزال لديك نفس الجسد و الذهن الذين كانوا قبلاً. سوف يريد جسدك فعل ما إعتاد على فعله من قبل أن تنال الميلاد الجديد. و سوف يريد ذهنك التفكير بنفس الطريقة التى إعتاد التفكير بها قبل أن تخلُص.
كمثال على ذلك، عندما يُخطىء إليك أحد، فإن جسدك — الجزء الذى لم يُفتدى — يريد الإنتقام. جسدك لديه شيئاً يُسمى المساواة: “إضربنى و سأضربك. إن أسأت معاملتى، سأتأكد أن أفعل لك المثل.” لذلك السبب قال الكتاب أن نُخضع جسدنا تحت تحكم الإنسان الداخلى. أرواحنا يجب أن تسيطر على أجسادنا.
الإنسان الداخلى يجب أن يتحكم و يتسلط على الإنسان الخارجي. يجب ألا ندع جسدنا يحكمنا أو يُملى علينا ما يجب فعله. حتى جسد بولس أراد أن يفعل أشياء خاطئة وإلا لما كان هناك إحتياج لإخضاع جسده لروحه.
إن لم تكن تعرف ما يقوله الكتاب، سيقول الشيطان لك، “أنت تدٌعى كونك مؤمناً ولكنك لازلت تريد فعل ما هو خاطىء. لا يُمكن أن تكون خلصت!”
لا، أنت يُمكنك أن تكون خلصت بشكل كامل ولكن جسدك سوف يزال يريد فعل ما هو خاطىء. لذلك السبب قال لنا الكتاب أن نخضع أجسادنا تحت قيادة و تحكم الإنسان الذى فى الداخل.
رومية 12: 1
فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ.
يعتقد بعض الناس أن إخضاع الجسد يقتصر وحسب على الخطايا الجنسية. إنها بالطبع جزء من إخضاع الجسد ولكنها جزء صغير منه. إخضاع الجسد يعنى أيضاً الحفاظ على لسانك تحت سيطرة إنسانك الداخلى الذى وُلد من جديد و خُلق على صورة و شبه الله.
على سبيل المثال، بعض الناس عرضة للكلام والثرثرةِ حول الآخرين. هم لا يُدركونَ بأنهم متى يفعلون ذلك، هم يسمحون لأجسادهم بحكمهم.
كمثال، تجد السيدة ثرثارة الفم تقول، “أسمعت آخر الأخبار؟ أسمعت ما يفعله فلان و علان؟” وعندها تجد السيد ثرثار الفم يبدأ بالإستماع و النم..
لا، أنت يجب أن تستمر بإخضاع جسدك كله لروحك التى اعيد خلقها. يقول الكتاب أن تقدم جسدك بالكامل لله كذبيحة حية.
يجب على كل المؤمنين إخضاع أجسادهم تحت تحكم أرواحهم الإنسانية التى اعيد خلقها، وذلك لأن أجسادنا إعتادت على السيادة قبل أن تحيا أرواحنا.
المؤمنين الذين يتركون أجسادهم تحكمهم، هم مؤمنين جسديين. يجب أن نسمح لمحبة الله أن تحصرنا حتى ننمو من مرحلة الطفولة الروحية لنصبح مؤمنين ناضجين نعرف كيف نسير بنور الكلمة.
يسير المؤمنون الناضجين فى نور قانون المحبة. محبة الله التى سُكبت فى قلوبنا سوف تقودنا دائماً للنصرة فى الحياة وذلك لأن محبة الله لا تفشل أبداً. نوع محبة الله هو دائماً منتصر.
تعلّم وضع محبة الله للعمل لك
المؤمنين الناضجين فى محبة الله، يعرفون كيف يتركوا محبة الله لتسودهم و يعرفون كيف يتركوا محبة الله لتعمل لهم.
أتذكر عندما كان أخى “داب” طفلاً روحياً أنه ذهب للبلدة فى يوماً ما للإهتمام ببعض الأعمال لوالدتى. عندما ذهب هناك، كان عنده بعض المشاكل مع بعض الأقرباء ودخل تقريباً في عراك معهم، لذا، كان لابد أن أحضر للعمل بنفسى.
قال “داب” لى، “من الأفضل ألا تذهب هناك. سيدخلون فى عراك معك أيضاً.”
قلت له وحسب، “لا، لن يدخوا فى أى عراك معى. أنت لا تعرف وحسب كيف تمارس محبة الله و تجعلها تعمل لمصلحتك.”
فكر فى الأمر للحظة. كيف تجعل الله يعمل فى أى موقف؟ قال الكتاب، “الله محبة.” لذا، إن سرت بمحبة الله، فأنت تجعل الله يعمل فى الموقف.
يقول الكتاب، “…الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ.” (1 يوحنا 4: 4). إذن، من هو الذى بداخلك؟ الله الروح القدس هو الذى بداخلك إن كنت نلت الميلاد الجديد. لقد سكب الروح القدس محبة الله فى قلبك. تلك المحبة التى بداخلك هى أعظم من الشيطان الذى بداخل أحد لم يخلص و يسير فى الظلمة.
لذا، ذهبت لأقابل واحدة من أقاربى كانت سبباً فى المشاكل التى كان فيها أخى “داب”. و بدأت تتحدث بصوت مرتفع و كانت فى حالة هياج. لم أقل كلمة. نظرت اليها وحسب و شعرب بالأسف تجاهها. فكرت فى نفسى. إنها لا تستطيع سوى فعل ذلك لأن لديها طبيعة الشيطان بداخلها. لا تستطيع سوى أن تكون أنانية.
ولكن بداخلي، ظللت أقول، “أشكر الله، لأن محبة الله بداخلى. محبة الله التى بداخلى هى أكبر من البغضة التى بداخلها. الذى بداخلى هو أعظم من الذى بداخلها.” فوقفت هناك أنظر اليها بمحبة.
فجأة نظرت لى و كانت فى حالة من الغضب الشديد و لكنها لم تقدر أن تتفوه بكلمة تجاهى.
لابد و أنها رأت تعبير المحبة على وجهى عندما كنت انظر اليها وذلك لأنها فجأة إنحنت على الأرض و أمسكت بيدي و وقبّلتها و وضعتها على رأسها و قالت، “صلي من أجلى يا كين. نحن جميعنا نحتاج للصلاة.” فبدأت بالصلاة لأجلها.
وبعدها قامت بالإتصال بزوجها. فقال لى، “بعض الأقرباء يحاولون أخذ كل شىء من والدتك المسكينة. ماذا ستفعل بخصوص هذا الأمر؟” لقد عرفت للوقت أنه الشخص الذى يحاول فعل ذلك.
فقلت له بثقة، “فى الحقيقة اريدك أن تعرف شيئاً: أنا مستعد لأى موقف.” و قلت بأكثر ثقة، “لدى بعض المعلومات الداخلية. و اريدك أن تعرف أنى على أتم الإستعداد لهم.”  
بعد أن قلت ذلك، تغيرت نبرة صوته وقال، “سأخبرك أمراً. سأتأكد أن تأخذ والدتك نصيبها بالكامل.” و بالفعل قام بذلك.
المعلومات الداخلية التى كانت بداخلى هى معلومات بداخل الكتاب المقدس. تلك المعلومات هى: “الذى بداخلى أعظم من الذى بداخلهم. المحبة التى بداخلى هى أكبر من البغضة و الكره الذى فى العالم.” المحبة دائما تفوز وذلك لأن نوع المحبة الإلهى هو طريقة الحياة فى العهد الجديد و تلك المحبة لا تفشل أبداً.
تعمق داخل الكتاب المقدس و دع الكتاب يتعمق بداخلك و ستكون مستعداً لأى موقف. لن تحتاج أن تستعد فى أى موقف وذلك لأنك ستكون مستعداً بالفعل. محبة الله لا تفشل أبداً.
يمكنك أن تنضج فى المحبة
فى بعض الأحيان يتطلب الأمر وقتاً و نمواً روحياً لتتعلم كيف تجعل محبة الله تعمل لأجلك. أنت لا تنمو روحياً بين ليلة و ضحاها. كما لا يمكنك وضع رأس شخص بالغ على جسم طفل رضيع. يتطلب الأمر ايضاً وقتاً لتنضج فى المحبة.
أخى “داب” هو مثال جيد على ذلك. لقد أخذ منه الأمر وقتاً لينضج فى المحبة و ذلك بسبب طريقة نشأته. لقد كان “داب” دائماً كبير المظهر على خلاف عمره. عند وصوله لسن السادسة عشر، كان طوله 6 أقدام و 4 بوصات.
لقد كبر “داب” و لديه رقاقة حديدية فى كتفه بسبب كونه يتيماً و كثير المشاكل. كان يخرج من ورطة و يدخل فى اُخرى. فى الواقع، عندما وصوله لسن السابعة عشر، رأيته يضرب أربعة رجال ناضجين!
ولكن بعدها نال “داب” الميلاد الجديد. التغيير الذى حدث بداخل أخى “داب” كان حقاً بمثابة أمراً معجزياً! لقد تغيرت طبيعته بالكامل. ولكن بالرغم من التغيير المثير الذى حدث بداخله، فإنه يجد بعضاً من الصعوبة بإخضاع جسده. كان عليه تعلٌم كيف ينضج فى المحبة.
فى مرة من المرات، كان “داب” خارج ولاية أوكلاهوما (الولاية التى نعيش فيها). دخل إحدى المطاعم و طلب شيئاً للأكل.
عندما أحضرت النادلة الطعام إليه، أحنى رأسه ليُصلى قبل أن يأكل. و بعد أن صلى، سأله الشخص الذى كان يجلس على مقربه منه: من أين أنت؟ فأجابه “داب”: من أوكلاهوما.
فسأله هذا الشخص، “هل تعرف “أورال روبيرت؟” أجاب “داب”: أنا لا أعرفه شخصياً ولكنى صافحته فى إحدى المرات.”
فأجابه هذا الشخص: “إنه كذا و كذا.” قال عنه كلمات خاطئة.
فسأله هذا الشخص، “أتعرف كينيث كوبلاند؟” فأجابه “داب”: “نعم أنا أعرفه شخصياً”
فقال: “حسناً، هو أيضاً كذا و كذا” وسأله مرة اخرى: “هل تعرف كينيث هيجن؟” فأجابه “داب”: “نعم أعرفه.”
فقال له هذا الرجل: “إنه أيضاً كذا و كذا.”
عندما قال هذا الشخص ذلك، طرحه “داب” أرضاً و حمله و أخرجه خارجاً.
عندئذ إتصل صاحب المطعم بالشرطة. وعندما أتت الشرطة، كان أخى يُصلى لهذا الشخص أمام المطعم.
فقال ضابط الشرطة، “ما سبب الخلاف؟”
أجاب “داب”، “لقد شتم هذا الرجل أخى و عائلتى. و أنا لا أقبل أن يتكلم أحدهم بهذا الشكل عن عائلتى!”
قال ضابط الشرطة للشخص الآخر، “هل قمت بفعل ذلك؟” فأجاب، “نعم.”
فقال له ضابط الشرطة، “كان يجدر بك الإحساس أنه أخيه!” وبعدها سأل “داب”، “من هو أخيك؟”
أجاب “داب”، “كينيث هيجن.”
فقال ضابط الشرطة، “أوه! لقد قرأت كتبه و سمعت شرائطه التعليمية.” فأدار وجهه للشخص الآخر وقال له، “ما الخطأ بك!”
فقال الشخص الآخر، “أعتقد أنى أخطأت بما قلت.”
فقال أخى “داب” لهذا الشخص، “إن أردت أى مساعدة، فها هى بطاقتى، تعال و قابلنى.”
لقد أتى هذا الشخص اليوم التالى لرؤية “داب” و نال الخلاص!
لقد رويت لك تلك القصة لاُريك أنه أحياناً يتطلب الأمر وقتاً لتخضع جسدك لروحك و لتنضج فى المحبة.
لقد تطلٌب الأمر وقتاً بالنسبة ل”داب” ولكنه فى النهاية نضج فى المحبة.
لقد عمل الرب دوره بأن قام بتغيير طبيعة “داب” الداخلية ولكن عند هذه المرحلة كان لابد ل “داب” أن يتعلم فعل شيئاً بخصوص إنسانه الخارجى الطبيعى. لقد أخذ منه بعض الوقت ليلبس المسيح على الإنسان الخارجى (رومية 13: 14). و لينضج فى نوع محبة الله.
فى إحدى المرات، كنت أعظ فى كنيسة كنت أنا الراعى لها فى تكساس. أثناء العظة، سألت الحاضرين الآتى: إن كنت تبحث عن شخص روحى، أين تجده؟
أو بكلمات اخرى، “أين تذهب لترى إن كان شخصاً ما حقاً روحياً؟” الشخص يكون روحياً وحسب عندما يمارس السير بمحبة الله.
قال بعض الحاضرين، “إنى أذهب للكنيسة و أراه هناك لأتأكد أن هذا الشخص الروحى.” و قال آخرون، “إن قفز أحدهم و صرخ وكان يتكلم بألسنة، فهو بالتأكيد شخص روحى.”
أنا قلت، “إن كنت أبحث عن شخص روحى، لن أذهب حتى للكنيسة، مع أن الأشخاص الروحيين يذهبون للكنيسة.”
و أكملت، “إن كنت احاول إيجاد شخصاً روحياً، فأول مكان سأختبره فيه هو فى بيته لأرى كيف يتصرف و يعيش فى المنزل.”
كانت هناك سيدة تجلس فى الكراسى الأمامية فى مواجهة المنبر. عندما قلت تلك الكلمات، قالت بصوت عال، “يا إلهى! هذا يستثنينى!”
عندما قالت ذلك، وقعت تقريباً من على المنبر من الضحك. الجميع فى الكنيسة بدأوا بالضحك بصوت عال. لقد تسببت فى إيقاف العظة لدقائق بسبب الضحك!
و عندما إستعدنا هدوئنا جميعاً، قلت للجمع، “حسناً، على الأقل تلك السيدة صادقة أكثر من بعض القوم!”
بارك الله قلبها، لقد كانت تلك السيدة طفلة روحياً فى ذلك الوقت، ولكنها صححت مسارها بعد ذلك و أصبحت مؤمنة ناضجة. لقد نمت و نضجت فى سيرها بالمحبة و أصبحت مؤمنة قوية و مُخلِصة.
إن كنت ترى أنك لم تنضج فى المحبة بعد، لا تُحبط. إستمر وحسب بالنمو فى ثمرة المحبة التى بداخلك. و بتطبيق السير بمحبة الله و بالشركة مع الله، لن يمر طويلاً حتى تجد نفسك تنمو فى نوع محبة الله!

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة  الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$