لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا
لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا
لمشاهدة العظة على اليوتيوب
العظة مكتوبة
▪︎ التعليم غير الكتابي هو أول أسباب عدم حدوث المعجزات في حياتك.
▪︎ ما هي أحقية حدوث المعجزات؟
• أعطِ سلطانًا للكلمة في حياتك.
• الإيمان وعلاقته بالشفاء.
▪︎ الخلط بين مفهوم البركة واللعنة هو إحدى أسباب عدم حدوث المعجزات.
▪︎ أحداث تُستَخدَم خطأ لتعليم أنّ هناك سببًا لتأخُّر الرب في صنع المعجزة.
▪︎ ترتبط المعجزات بعدة عوامل منها:
• أولاً: حالة القلب.
• ثانيًا: هل تتبع فريق يقدّر الكلمة أم يُهملها؟!
• ثالثًا: ماذا تزرع في قلبك؟
• رابعًا: العادات والمفاهيم الأرضية.
أشجعك أنْ تقرأ ما قلته المرات السابقة، فهذا سيساعدك على فَهْم ما أقوله الآن.
▪︎ التعليم غير الكتابي هو أول أسباب عدم حدوث المعجزات في حياتك:
كيف أضمن حدوث معجزتي، ليس فقط عَبر الشفاء، لأن المعجزة أعمّ وأشمل، وهي تشمل السيطرة على الجسد عند البعض، أو نوال شيء غير مُستطاع لدى البشر.
يرفض البعض أنْ يلجأ للرب لكي ينال معجزة في حياته اعتقادًا منه أنّ هذا التواصل للمنفعة، ولا يصح أنْ يلجأ للرب لأجل منفعة، لكن انظر بنفسك لما قاله الرب وستجد أنه يشجعنا أنْ نطلب منه: “إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً”. (يوحنا ١٦: ٢٤).
بالإضافة لقوله: “وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا، اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ”. (لوقا ١١: ٩).
هناك خطٌّ مِن التعليم ترعرع عليه كثير منا وكان يجب أنْ نفحصه قبل أنْ نتبناه، وهو: أنْ لا تطلب شيئًا مُحدَّدًا مِن الرب، بل تترك له الاختيار حسب مشيئته، مُستنِدين على قول الرب يسوع قبل الصليب: “يَا أَبَتَاهُ، إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ“. (متى ٢٦: ٤٢).
عندما تفحص هذا النص جيدًا ستعرف أنّ الرب كان يَعلَم هنا ما هي مشيئة الآب، وهي الصليب، وهو جاء ليتممها. يشبه هذا أيضًا قول العذراء مريم للملاك: “هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ”. (لوقا ١: ٣٨). كانت مريم تعرف ما هو قول الملاك، لم تكن جاهلة بالأمر.
أدى هذا المفهوم الخاطئ أنّ البعض يعلمون أنه لا ينبغي أنْ يحددوا أو يطلبوا شيئًا مِن الرب، فقط يُبدون له أنهم يُريدوا هذا الأمر ويتركوا الرب يختار، في حين أنّ مِن شروط الصلاة المستجابة هو أنْ تكون مُحدَّدًا في طلبتك! ويمكن الرجوع للموقع لمعرفة المزيد عن موضوع الصلاة.
“٤ إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. ٥ هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ (الكلمة)”. (٢ كورنثوس ١٠: ٤، ٥).
“حُصُونٍ” تعني حصون فكرية، أفكار مُحصَّنة ومحمية مثل الحصن الذي لا يمكن اختراقه، وهذه الحصون الفكرية تُشبه الحائط الذي يرتفع ضد معرفة الله، ويجب على الشخص هدمها لأن هذا دوره وليس دور الرب، ويهدمها عبر التعليم، كما فعل الرسول بولس وطلب مِن أهل كورنثوس أنْ يهدموا الأفكار الخاطئة التي قبلوها ضد الرسل.
يجب هدم أي فكرة خاطئة مِن خلال معرفة أساس صحتها أو خطأها مِن كلمة الله، على سبيل المثال يقول البعض أحيانا “إنْ شاء الرب وعشنا” (يعقوب ٤: ١٥) ويستخدموها كثيرًا في كلامهم، ودائمًا ما أقول أنّ هذه الجملة تحوي في داخلها عدم ثقة وعدم يقينية تجاه المستقبل.
طلب الرسول يعقوب مِن هؤلاء الأشخاص أنْ يقولوا “إنْ شاء الرب وعشنا” لأنهم يأخذون أجرة الحصادين، فصارت أعمارهم قصيرة مثل البخار الذي يظهر قليلاً ثم يضمحل، وهذا الكلام مُوجّه لهؤلاء الأشخاص لأنهم يسلكون بالتواء ويضعون أهدافًا لحياتهم بعيدًا عن الرب، وليس للكل، فهو قال بالتحديد “قولوا إنْ شاء الله” وليس “لنقُل إنْ شاء الله” فهو لم يشمل نفسه ولا الكنيسة أيضًا، ارجع واقرأ النص قراءة متكاملة لتفهمه صحيحًا.
يعتقد البعض أيضًا أنّ العمر في يد الله مستندين على ما قاله داود: ” في يَدِكَ آجَالِي…” (المزامير ٣١: ١٥) لاحظ أولاً أنّ كلمة “آجالي” جاءت بالجمع، وليس “أجلي” بالمفرد. وعندما تدرس ما فوقها وبعدها ستفهم أنها تعني في كل الترجمات “حقب حياتي” وهذا الخطأ هو خطأ ترجمة.
أيضًا مِن إحدى أخطاء الترجمات الشهيرة وخاصة في اللغة العربية هي: “فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ” (١ كورنثوس ١: ١٨) مِن هنا اعتقد البعض أنّ كلمة “الصليب” مُرعِبة لإبليس، لذا ظلوا يرددون “باسم الصليب” في كلامهم، في حين أنّ القيامة هي المُرعِبة لإبليس وليس الصليب، لأن الصليب هو ساعة الظلمة كما سمّاه الرب يسوع، لكن الترجمة الأدق لها هي “رسالة الصليب” أي التعليم الخاص بالصليب.
▪︎ ما هي أحقية حدوث المعجزات؟
- وجود عهد.
- مبادرة مِن السماء.
- التقوى.
- الإيمان.
- لابد أنْ يسمح الإنسان بتدخُل الله على الأرض:
“إِنَّ السَّيِّدَ الرَّبَّ لاَ يَصْنَعُ أَمْرًا إِلاَّ وَهُوَ يُعْلِنُ سِرَّهُ لِعَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ.” (عاموس ٣: ٧).
أي شيء يحدث في الأرض يوجد إنسان على الأرض يعلم به وسمح به، وهذا ما حدث مع إبراهيم، لقد شاركه الرب بما ينوي فِعْله بخصوص سدوم وعمورة، حيث أخبره أنه على وشك تدميرهم، وتدّخل إبراهيم في الأمر، لو كان نِزل في العدد حتى يصل لأعداد عائلة لوط، كان مِن المُحتمل أنْ يجيبه الرب بأنّ الملاكين ذاهبان لإخراج لوط وأسرته، أو إنّ المدينة ستُنقَذ بسببهم.
وقف موسى أيضًا عن شعب الله وتم تغيير القضاء، حيث نوى الرب أنْ يفني الشعب ويصنع مِن موسى أمة له، ولكن بسبب وقوف موسى عنهم لم يفنوا (خروج ٢٣: ٩-١٤) فالأمور تسير حسب حوار النبي مع الله، لأنه لا يحدث شيء على الأرض إلا بسماح مِن الإنسان، وذلك حسب (مزامير ١١٥: ١٦) “السَّمَاوَاتُ سَمَاوَاتٌ لِلرَّبِّ، أَمَّا الأَرْضُ فَأَعْطَاهَا لِبَنِي آدَمَ”.
يوجد ظهور حقيقي لعالم الروح -حذّرنا الكتاب المقدس أنه يوجد ظهور ليس حقيقيًا، فهناك مَن يدّعي أنه رأى رؤى وهو لم يرَ شيئًا (كولوسي ٢: ١٨)– فَمِثل تلك الظهورات الحقيقية تحدث لأن أحدهم صلى على الأرض، ربما يكون في آخر الكرة الأرضية وأنت لا تعلم.
أما إنْ كنت ترغب في تدخُل إلهي سريع ومعجزة سريعة لسبب سرعة تفشي المرض أو لأنك تعبت، فتدخُل الرب في موقف كهذا يعود على مستواك الروحي، فإن كنت طفلاً روحيًا سينزل لمستواك ويبادر، لكن إنْ كان لك وقتًا في الإيمان سينتظرك الرب أنْ تفعلها وتبادر أنت، لأنه يفترض أنْ تكون نضجتْ روحيًا.
هناك مبدأ نقبله جميعًا وهو “القانون لا يحمي المُغفَلين”، لماذا لا نقبله مع الرب؟ ينبغي ألا تجهل أنّ هناك عدوًا مُتربِصًا يُدعَى “إبليس!” وإنْ قلت الرب عطوف ومُحب لن يتركني، فأنت غير مُدرِكٍ أنّ هذا الإله مُنظَّمٌ، لو كان هناك مدير مدرسة لن تقبل أنْ يُسَرّب الامتحان لابنه وستحسبه ظالمًا إنْ فعل ذلك!
- أعطِ سلطانًا للكلمة في حياتك:
إنْ كنت تريد معجزة، تذكّر ما قاله الرب: ” ٣٩ ٣٨ حِينَئِذٍ أَجَابَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً». ٣٩ فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. ٤٠ لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال.” (متى ١٢: ٣٨-٤٠).
سأل الفريسيون آية مِن الرب، فأجابهم بآية يونان. ما الهدف مِن هذه الإجابة؟ هل الإنقاذ هو المقصود؟ لا فالكتاب لم يتركنا للتخمين لأنه حدّد ذلك في ذكره للثلاثة أيام، تذكّر أنّ الفريسيين يفهمون النبوات جيدًا، انظر إلى يونان قبلما يبتلعه الحوت والتغيير الذي حدث له بعدما قام بقذفه، كان قبلاً رافضًا أنْ يذهب للأمم لكن بعدها قَبِل ذلك، وهو يمثل شعب الله الرافض للرب، وبعد تغييره يمثل الأمم وشعب الله في قبولهم للرب، كما أنّ يونان لم يكن كسولاً كما ظنّ البعض عنه، بل كان عارِفًا للنبوات.
مِن هنا نفهم أنّ الرب يوجّه أنظارهم للكلمة التي أُعِطَّيت ليونان أنْ يذهب ويكرز لنينوى، الكلمة هي المغزى، فمَن أرادوا معجزة كي يتأكدوا مِن الرب، الكلمة هي الإثبات.
حسب ما جاء في المراجع مات يونان وقام. كذلك حُسِبَ أنّ إسحاق مات وقام، صارع إبراهيم ثلاثة أيام ليقتله، وقتله فكريًا لذا حُسِبَتْ له إنه فعلها، أما عند التنفيذ أوقفه الرب، فما تضبط قلبك فيه يُحسَب لدى الرب.
إنْ كنت تسعى للحصول على آية، فإجابة الرب لك: لن تُعطَى لك آية غير الكلمة، حيث إنّ الكلمة التي خرجت مِن يونان والرب الرب يسوع عندما تقبلها تجد أنّ المعجزات حدث معك بسهولة.
▪︎ الإيمان وعلاقته بالشفاء:
“١٨ وَحَيْثُمَا أَدْرَكَهُ يُمَزِّقْهُ فَيُزْبِدُ وَيَصِرُّ بِأَسْنَانِهِ وَيَيْبَسُ. فَقُلْتُ لِتَلاَمِيذِكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا». ١٩ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ!». ٢٠ فَقَدَّمُوهُ إِلَيْهِ. فَلَمَّا رَآهُ لِلْوَقْتِ صَرَعَهُ الرُّوحُ، فَوَقَعَ عَلَى الأَرْضِ يَتَمَرَّغُ وَيُزْبِدُ. ٢١ فَسَأَلَ أَبَاهُ: «كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ. ٢٢ وَكَثِيرًا مَا أَلْقَاهُ فِي النَّارِ وَفِي الْمَاءِ لِيُهْلِكَهُ. لكِنْ إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا». ٢٣ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ. كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ». ٢٤ فَلِلْوَقْتِ صَرَخَ أَبُو الْوَلَدِ بِدُمُوعٍ وَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي». ٢٥ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ الْجَمْعَ يَتَرَاكَضُونَ، انْتَهَرَ الرُّوحَ النَّجِسَ قَائِلاً لَهُ: «أَيُّهَا الرُّوحُ الأَخْرَسُ الأَصَمُّ، أَنَا آمُرُكَ: اخْرُجْ مِنْهُ وَلاَ تَدْخُلْهُ أَيْضًا!»” (مرقس ٩: ١٨-٢٥).
“إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا..” فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: “إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ..”
ردَّد الرب يسوع الكلام وراء الأب مُتعجِبًا مِن قوله: “إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ”، وكان ينبغي أنْ تُوضَع بين علامات اقتباس، ثم أكمل الرب إجابته وقال؛ “كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ”.
مِن الواضح أنّ هذا الأب كان يتعامل مع يسوع كواحد مِن ضمن أشخاص كثيرة لجأ لهم، وليس كإله. لم يتحرك الرب لشفاء الولد بسبب بكاء ودموع الأب وصراخه بل لأجل الجمع الذي كان سيزحمه، فأراد انتهار الروح الشرير سريعًا؛ “فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ الْجَمْعَ يَتَرَاكَضُونَ”.
“أُومِنُ يَا سَيِّدُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي” يردد بعض الناس هذا الكلام، غير مُدرِكين إنه لا ينبغي ترديد أي شيء، فهذا الكلام غير صحيح، ولا ينبغي ترديده، لأن الرب عَقَّب على كلام والد الصبي هنا، ومِن المُحتمَل أنْ الرب أكمل حواره مع الأب بعد ذلك، ولكننا لا نعلم، فالكتاب لم يذكر شيئًا لنا.
يظن مُعظم الناس أنه بالدموع وكثرة البكاء يستجيب الرب، وآخرون يظنون إنه بكثرة عدد الصلوات وكثرة عدد المُصليين يسمع الرب لهم، وبعد ظهور الإنترنت والفضائيات يرسلون طلباتهم لأكثر مِن خمسين مجموعة أو خدمة! أريدك أنْ تكون صريحًا مع نفسك وتفكر في هذا السؤال؛ “لماذا كل هذه الصلوات؟ هل تعتقد أنّ الرب لم يستجِب للصلاة الأولى؟ إذًا أنت تحتاج لفهم الإيمان بشكل صحيح، لأن المشكلة ليست في الرب بل في إيمانك.
عندما تتذكر آية لتطبقها بشكل خاطئ، اعلم أنّ الروح القدس ليس مَن ذكرَّك بها، انتبه لما قاله الرب يسوع عن الروح القدس: “ وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.” (يوحنا ١٤: ٢٦)
“ما قلته وليس المكتوب”: أي ما يخرج مِن فم الرب، أي تفسير الرب للآية، وليس مجرد كلمات مكتوبة، ففي أي مرة تتذكر آية تتسبب في إعاقة إيمانك، اعلم أنّ هناك شيئًا خاطئًا في الموضوع.
” ٥ فَقَالَ الرُّسُلُ لِلرَّبِّ: «زِدْ إِيمَانَنَا!». ٦ فَقَالَ الرَّبُّ: «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذِهِ الْجُمَّيْزَةِ: انْقَلِعِي وَانْغَرِسِي فِي الْبَحْرِ فَتُطِيعُكُمْ”. (لوقا ١٧: ٥، ٦).
يقتبس مؤمنون كثيرون مِن كلام التلاميذ ويطلبون مِن الله أنْ يزيد إيمانهم، انتبه لرد الرب هنا، فهو لم يزِد إيمانهم، لأن طلبهم ليس صحيحًا، لكن عندما طلبوا منه أنْ يعلمهم كيف يصلون، فعل ذلك، أما هذا الطلب فلم يفعله، لأن الإيمان يأتي بالفهم لكلمة الله وليس بالصلاة.
▪︎ الخلط بين مفهوم البركة واللعنة هو إحدى أسباب عدم حدوث المعجزات:
البركة هي قوة للنجاح والانتشار والثبات، أما اللعنة هي قوة للفشل والانحدار والسواد، كل ما هو سلبي، والفرق بينهما واضح جدًا، ومع ذلك يوجد أشخاص لا تفهم الفرق بينهما.
“١ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قُرِئَ فِي سِفْرِ مُوسَى فِي آذَانِ الشَّعْبِ، وَوُجِدَ مَكْتُوبًا فِيهِ أَنَّ عَمُّونِيًّا وَمُوآبِيًّا لاَ يَدْخُلُ فِي جَمَاعَةِ اللهِ إِلَى الأَبَدِ. ٢ لأَنَّهُمْ لَمْ يُلاَقُوا بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالْخُبْزِ وَالْمَاءِ، بَلِ اسْتَأْجَرُوا عَلَيْهِمْ بَلْعَامَ لِكَيْ يَلْعَنَهُمْ، وَحَوَّلَ إِلهُنَا اللَّعْنَةَ إِلَى بَرَكَةٍ”. (نحميا ١٣: ١، ٢).
لكي تفهم الفرق بين البركة واللعنة عليك الرجوع للقصة الأصليّة في الإصحاح الثالث والعشرين مِن سفر التثنية، حيث استأجر بنو عمون وموآب نبيًا مُرتَدًا لينظر للشعب ويتكلم كلامًا سلبيًا عليهم لأنهم يدركون جيدًا قوة الكلمة المنطوقة، والسؤال هنا؛ “كيف حوَّلَ الرب اللعنة لبركة لهم؟” لجَّمَ الرب لسان النبي بقوة الروح القدس، فلم يستطع إلا أنْ يتكلم بالبركة.
هذا عكس تفسير بعض الناس أنّ اللعنة هي نفسها تحولت وأصبحت بركة في العهد الجديد. لذا تجدهم يقولون: “المرض والمشكلة بركات”. هناك فرق بين أنْ يُحوِّل الرب حقًا المرض لبركة عبر أنْ يتحسن الشخص تدريجيًا، وليس أنْ يبقى الحال كما هو عليه ويبارك الشخص بلجوئه المُستمِر للرب لسبب عجزه المادي مثلاً، هذا ليس كتابيًا لأن الرب هو أمس واليوم وإلى الأبد ومبادئه واحدة لا تتغير في العهدين، فما كان لعنة لازال لعنة، وما كان بركة لازال إلى الآن بركة.
تحتاج لفهم قواعد تفسير الكتاب المقدس، لتفهم الفرق بين العهد الجديد والقديم، حيث أصبحنا الآن نستمتع بنصرة على إبليس وغفران حقيقي، وليس أنّ لعنة العهد القديم تغيّرت وأصبحت هي ذاتها بركة الآن.
حسب الكتاب المقدس فإنّ بركات العهد القديم المذكورة في سفر التثنية هي لنا، لنُلقِ نظرة عليها:
“١ «وَإِنْ سَمِعْتَ سَمْعًا لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، يَجْعَلُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مُسْتَعْلِيًا عَلَى جَمِيعِ قَبَائِلِ الأَرْضِ، ٢ وَتَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ الْبَرَكَاتِ وَتُدْرِكُكَ، إِذَا سَمِعْتَ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ. ٣ مُبَارَكًا تَكُونُ فِي الْمَدِينَةِ، وَمُبَارَكًا تَكُونُ فِي الْحَقْلِ. ٤ وَمُبَارَكَةً تَكُونُ ثَمَرَةُ بَطْنِكَ وَثَمَرَةُ أَرْضِكَ وَثَمَرَةُ بَهَائِمِكَ، نِتَاجُ بَقَرِكَ وَإِنَاثُ غَنَمِكَ. ٥ مُبَارَكَةً تَكُونُ سَلَّتُكَ وَمِعْجَنُكَ. ٦ مُبَارَكًا تَكُونُ فِي دُخُولِكَ، وَمُبَارَكًا تَكُونُ فِي خُرُوجِكَ. ٧ يَجْعَلُ الرَّبُّ أَعْدَاءَكَ الْقَائِمِينَ عَلَيْكَ مُنْهَزِمِينَ أَمَامَكَ. فِي طَرِيقٍ وَاحِدَةٍ يَخْرُجُونَ عَلَيْكَ، وَفِي سَبْعِ طُرُقٍ يَهْرُبُونَ أَمَامَكَ. ٨ يَأْمُرُ لَكَ الرَّبُّ بِالْبَرَكَةِ فِي خَزَائِنِكَ وَفِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ، وَيُبَارِكُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. ١٢ يَفْتَحُ لَكَ الرَّبُّ كَنْزَهُ الصَّالِحَ، السَّمَاءَ، لِيُعْطِيَ مَطَرَ أَرْضِكَ فِي حِينِهِ، وَلْيُبَارِكَ كُلَّ عَمَلِ يَدِكَ، فَتُقْرِضُ أُمَمًا كَثِيرَةً وَأَنْتَ لاَ تَقْتَرِضُ”. (التثنية ٢٨: ١-٨، ١٢).
لكن مَن لا يصغي لكلمة الرب تأتي عليه لعنات كثيرة ذكرها الكتاب في الإصحاح نفسه:
“١٥وَلكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، تَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ اللَّعَنَاتِ وَتُدْرِكُكَ: ١٦ مَلْعُونًا تَكُونُ فِي الْمَدِينَةِ وَمَلْعُونًا تَكُونُ فِي الْحَقْلِ…” (التثنية ٢٨: ١٥، ١٦).
يفهم شعب الله جيدًا الفرق بين هاتين القائمتين، لأن يشوع جعل مجموعة مِن الناس تقف على جبل البركة وقرأوا البركات للشعب، وآخرون يقفون في الجبل المقابل -جبل اللعنة، وقرأوا قائمة اللعنات في مسمع الشعب، لذلك فالبركات غير مُختلَطة باللعنات عند هذا الشعب، حتى إنّ التلاميذ سألوا الرب يسوع عن المولود أعمى: “يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟”. (يوحنا ٩: ٢) لأنهم يفهمون البركة واللعنة جيدًا.
إنْ كنت تخشى أنْ يصيبك شيئًا مِن إبليس، وتقول “جيدًا كون الأمور وصلت لهذا الحد فقط!” أو تخشى الضحك في الليل لئلا يضربك إبليس، أليس هذا سحرًا وسلوكًا بمبادئ غير كتابية؟! ألم يقُل إنه يُسمَع صوت الفرح والترنم في خيام الصديقين؟ وأننا لا نخشى مِن المستقبل والمجهول؟ يجب أنْ تعلم أنّ كل ما هو خارج عن مبادئ الكلمة يُعتبَر سحرًا وتعاونًا مع مملكة الظلمة في مبادئها سواء كنت فاهمًا أبعاد ما تصنعه أو لا، فسلوكك بهذه المبادئ يساوي خضوعك لها.
يُكمِل سفر التثنية في الإصحاح الثالث والعشرين قائمة اللعنات، وتكلم عن التشوهات، ولكن لا ينبغي علينا أنْ ندعوها “تشوهات خلقية”، لأن الله لا يخلق شيئًا مشوهًا، وتكلّم أيضًا إنه لن يكون هناك مُسْقِطة أو عاقر وعندما ترجع وتبحث في الأصل العبري ستجده يتحدث عن كل مشاكل الإنجاب والمشاكل العضوية.
المعجزة تشمل البركات وليس اللعنات، وهذا كان واضحًا للغاية عند دارسي الشريعة في هذا الوقت، عندما قابل يوسف إخوته قال لهم: “أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا”. (التكوين ٥٠: ٢٠)، ما المقصود بالخير الذي ذَكَرَه يوسف؟ أنْ يكون في هذا المنصب وليس كل ما عبر فيه!
ليس كل ما عبر فيه يوسف هو بتخطيط الروح القدس، فما فعلته امرأة فوطيفار ليس مِن الرب، ولكن نسيانه مِن ساقي الملك كان بترتيب من الرب ليخرج في الميعاد الصحيح، قال الكتاب عن يوسف : “٢٣ فَمَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ. ٢٤ وَلكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ، مِنْ هُنَاكَ، مِنَ الرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ”. (التكوين ٤٩: ٢٣، ٢٤).
ما حدث هو اضطهاد وضربات مِن إبليس، لكنه اعتمد على القدير عزيز يعقوب، ووقف بثبات ضد العيان. فهمنا الخاطئ الذي تعلمناه دون فحص أنّ الرب يريد هذه الأشياء ليعلمنا دروسًا هو عائقٌ كبيرٌ لحدوث المعجزات.
“٩ إِذًا الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ يَتَبَارَكُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤْمِنِ. ١٤ لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ”. (غلاطية ٣: ٩، ١٤).
يوجد تحوُّل وانتقال لبركات العهد القديم لنا في العهد الجديد، فبركات إبراهيم لنا كمؤمنين، وعندما نقول بركة فنحن نعني البركات وغير مقصود بها أي شيء آخر.
“١١ فَمَنْ مِنْكُمْ، وَهُوَ أَبٌ، يَسْأَلُهُ ابْنُهُ خُبْزًا، أَفَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟ أَوْ سَمَكَةً، أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً بَدَلَ السَّمَكَةِ؟ ١٢ أَوْ إِذَا سَأَلَهُ بَيْضَةً، أَفَيُعْطِيهِ عَقْرَبًا؟ ١٣ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟” (لوقا ١١: ١١-١٣).
يعطي الأب الأرضي عطايا جيدة لابنه مثل الخبر والسمك والبيض، ولا يعطيه ما هو ضار، هكذا الرب لن يعطي إلا العطايا الجيدة، ولفظ جيد يعني به ما هو جيد حقًا، حتى إنه وضع نفسه في مقارنة مع الأب الأرضي الذي لا يمكن إلا وأنْ يعطي ابنه عطايا جيدة، فكم بالحري الآب السماوي.
عندما تعتقد عكس هذا، وتشُك في إرادة الرب؛ “ربما لا يريد الرب ما أطلبه”، يتحول الرب ليصبح هو العدو في نظرك بدلاً مِن إبليس، ولكنك تستحي قول هذا.
“كَالْعُصْفُورِ لِلْفَرَارِ وَكَالسُّنُونَةِ لِلطَّيَرَانِ، كَذلِكَ لَعْنَةٌ بِلاَ سَبَبٍ لاَ تَأْتِي”. (الأمثال ٢٦: ٢).
شَبَّه الكتاب العصفور الطائر ويريد أنْ يستقر باللعنة، ولكن إنْ لم يجد مكانًا لن يقف، هكذا اللعنة لن تأتي بلا سبب، لذلك اغلق اليوم هذا الباب. البعض يردد عبارات تَنُمّ عن جهل؛ “لا أعلم ما سيحدث لي” هناك شيء واحد لا نعلمه حسب الكتاب، وهو شكلنا بعد القيامة، ولكننا نعرف أننا سنكون مثل يسوع.
حينما تبحث في الكتاب المقدس عن استخدامات كلمة “لا أعلم” ستجدها قليلة جدًا، قالها الرسول بولس حينما أُخِذَ في الروح ولم يكن يعلم هل كان في الجسد أم لا (٢كورنثوس ١٢: ٢-٣).
يجب أنْ تعرف كل شيء يختص بتعاملك مع ظروف الحياة، لا تصمت عن الأسئلة التي لا تعرف إجابتها، لأنها ستتحول لعائق ستكتشفه وقت المشكلة. اعرف جيدًا أنه ليس كافيًا أنْ تؤمِن بصلاح الله، وتقول: “من المستحيل أنْ يجلب الله شيئًا شريرًا، لكنه سمح به”، بهذا تؤمن أنه مِن الرب لأنه لا فرق بين سمح وأتى به.
يشكر البعض الله على الأمور السلبية خوفًا مِن أنْ يعطيه الرب المزيد لسبب تذمره، لكن بكل جرأة تستطيع أنْ ترفض هذه الأمور، لأن الرب يسوع تكلَّم ووضَّح أنّ الأب الأرضي لا يفعل هذا، فكم وكم صلاح الآب السماوي.
▪︎ أحداث تُستَخدَم خطأ لتعليم أنّ هناك سببًا لتأخُر الرب في صنع المعجزة:
- أولاً: قصة إقامة لعازر
سبب الفهم الخاطئ لهذه القصة مشاكل عند البعض في فهمهم للمعجزات، اعتقادًا أنّ الرب إله الهزيع الرابع.
“١ وَكَانَ إِنْسَانٌ مَرِيضًا وَهُوَ لِعَازَرُ، مِنْ بَيْتِ عَنْيَا مِنْ قَرْيَةِ مَرْيَمَ وَمَرْثَا أُخْتِهَا. ٢ وَكَانَتْ مَرْيَمُ، الَّتِي كَانَ لِعَازَرُ أَخُوهَا مَرِيضًا، هِيَ الَّتِي دَهَنَتِ الرَّبَّ بِطِيبٍ، وَمَسَحَتْ رِجْلَيْهِ بِشَعْرِهَا. ٣ فَأَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ إِلَيْهِ قَائِلَتَيْنِ: «يَا سَيِّدُ، هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ». ٤ فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ، قَالَ: «هذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اللهِ، لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ اللهِ بِهِ». ٥ وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ. ٦ فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ مَكَثَ حِينَئِذٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمَيْنِ.” (يوحنا ١١: ١-٦).
“هذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ”، أطلق الرب هنا كلمات إيمان على حالة لعازر وقال: “هذا المرض لن يؤدي به للموت”، ويمكن الرجوع للأصل اليوناني والبحث لتتأكد بنفسك، فالرب مِن طرفه أطلق كلمات إيمان، ولكن هل لعازر استقبل هذه الكلمات؟! مِن الواضح إنه لم يكن نشيطًا روحيًا، وهذا لم يجعل الرب يكرهه، بل لازال يحبه كما هو مُثبَت في باقي القصة.
“فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ مَكَثَ حِينَئِذٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمَيْنِ“
أين كان هذا الموضع؟ ولماذا مكث هناك؟ لاحظ إنه عندما عاد وجده ميتًا منذ أربعة أيام! لأن المسافة بينهما هي مسافة سَفَر يومين، لذا أطلق الرب كلماته، وعندما عاد المُرسَلين ربما وجدوه ميتًا قبل أنْ يُبلّغوا مرثا ومريم بكلمات السيد، كلمات الإيمان التي نطقها الرب، فهو لم يمكث يومين ليجعل المعجزة كبيرة وضخمة.
حاول عمالقة ثلاثة مِن مؤرخي الكتاب المقدس نفي تمهُّل الرب على إقامة لعازر كما اعتقد البعض خطأً، فهو بالحقيقة لم يتمهل، وسنضع المراجع على الموقع لتبحث فيها بنفسك. إليكم أسماء علماء الكتاب
Jonathan David Huntzinger,
Ph.D.Gary Matsdorf, (new spirit filled life bible)
Barton W. Johnson
(Ebrard)
(Lücke, Krabbe, Neander, Tholuck, Lange, Baumgarten)
لماذا أطلق الرب كلمات “هذا المرض لن يؤدي به للموت” ولم تتحقق؟ لأن الأمر مُرتبِطٌ بإيمان الأشخاص كما قال الرب: “فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ابْنُ السَّلاَمِ يَحُلُّ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ” (لوقا ١٠: ٦) فلو كانوا استقبلوها لكانت حدثت.
أين كان الرب؟ ولماذا مكث يومين؟ اغتاظ اليهود وطلبوا أنْ يقتلوا الرب بعدما شفى المولود أعمى في (يوحنا ٩)، واشتدّ الأمر أكثر في الإصحاح العاشر حينما تكلّم بجرأة قائلاً: “إنّ خرافي تسمع صوتي”، فطلبوا أنْ يمسكوه.
“٣٩ فَطَلَبُوا أَيْضًا أَنْ يُمْسِكُوهُ فَخَرَجَ مِنْ أَيْدِيهِمْ، ٤٠ وَمَضَى أَيْضًا إِلَى عَبْرِ الأُرْدُنِّ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِيهِ أَوَّلاً وَمَكَثَ هُنَاكَ. ٤١ فَأَتَى إِلَيْهِ كَثِيرُونَ وَقَالُوا: «إِنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَفْعَلْ آيَةً وَاحِدَةً، وَلكِنْ كُلُّ مَا قَالَهُ يُوحَنَّا عَنْ هذَا كَانَ حَقًّا». ٤٢ فَآمَنَ كَثِيرُونَ بِهِ هُنَاكَ.” (يوحنا ١٠: ٣٩-٤٢).
لا تعتقد أنّ هؤلاء الناس آمنوا في لحظة، يجب أنْ تعيش الموقف، فهم آمنوا نتيجةً أنه ظل يخدمهم ويخدمهم، لذا فهو كان مشغولاً بالخدمة، والمكان هو بيت عبرة وهو يبعد عن بيت عنيا مسافة سَفَر يومين: “هذَا كَانَ فِي بَيْتِ عَبْرَةَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ.” (يوحنا ١: ٢٨).
قضى الرب حوالي آخِر خمسة أشهر في هذا المكان حتى دخل أورشليم في يوم أحد السعف في شهر أبريل، لذا فهو لم يتمهل، بل بقى في مكانه لأجل انشغاله بالخدمة وأطلق عليه كلمات إيمان، ربما تسأل “لماذا بقى يومين إنْ كان لا يريد أنْ يتمهل؟” كان سيرجع ويجده ميتًا في كلا الأحوال لأن المسافة تبعد يومين وهو وجده ميتًا منذ أربعة أيام بعدما مكث يومين في الموضع الذي كان فيه.
- ثانيًا: شفاء ابنة المرأة الكنعانية
“٢١ ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ (بقرب مناطق الأمم) ٢٢ وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً: «ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا». ٢٣ فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» ٢٤ فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». ٢٥ فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» ٢٦ فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب». ٢٧ فَقَالَتْ: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». ٢٨ حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ”. (متى ١٥: ٢١-٢٨).
“فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ” تأمل كثير مِن الأشخاص في هذه الجملة، وقيلت اختبارات كثيرة عليها، مثل: “صمت الرب لأني طلبت طلبًا خاطئًا”. اِعْلم، إنْ صَمَتَ الرب فلأنك تعرف الإجابة مِن الكلمة، ولكن إنْ كنت تصلي لترى رؤية أو حلمًا لتتأكد مِن شيء، الرب إلهنا غير مُقصِّر، وسيفعل هذا إنْ كان هناك احتياج حقيقي لذلك، لكن إنْ لم يظهر لك فهذا لأنك لا تحتاج لظهور، لكن عندك الكلمة التي تُحضر لك المعجزة، كما قال سفر الأمثال:
“٢٠ يَا ابْنِي، أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. ٢١ لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. اِحْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. ٢٢ لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا، وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ”. (الأمثال ٤: ٢٠-٢٢).
المعجزة والشفاء بالكلمة وليس عبر حبك المُفعَّم بالمشاعر تجاه الرب وأنت بعيد عن كلمته. الحياة السطحية في فهم ودراسة كلمة الله تؤدي إلى حياة مليئة بالنكبات والسقوط، انتبه أيضًا أنْ لا تسحبك ظروف الحياة.
“أَرْبَابِهَا” عندما اعترفت هذه السيدة أنّ يسوع ربٌّ على حياتها، في الحال تكلّم وأطلق كلمات شفاء، وشفيت الفتاة في الحال رغم أنها لم تكن موجودة مع أمها أثناء مقابلتها ليسوع. في بداية الحديث لم يجيبها لأنها أممية “لبنانية”.
- ثالثًا: قصة تهدئة العاصفة
” ٤٥ وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوا إِلَى الْعَبْرِ، إِلَى بَيْتِ صَيْدَا، حَتَّى يَكُونَ قَدْ صَرَفَ الْجَمْعَ. ٤٦ وَبَعْدَمَا وَدَّعَهُمْ مَضَى إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. ٤٧ وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَتِ السَّفِينَةُ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ، وَهُوَ عَلَى الْبَرِّ وَحْدَهُ. ٤٨ وَرَآهُمْ مُعَذَّبِينَ فِي الْجَذْفِ، لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ ضِدَّهُمْ. وَنَحْوَ الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ أَتَاهُمْ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ، وَأَرَادَ أَنْ يَتَجَاوَزَهُمْ.” (مرقس ٦: ٤٥-٤٨).
“أَلْزَمَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ…حَتَّى يَكُونَ قَدْ صَرَفَ الْجَمْعَ”
طلب الرب يسوع مَن تلاميذه لأنه كان مشغولاً في الخدمة، كان يصرف الجمع الواقف معه، وعندما يذكر الكتاب أنّ الرب ألزم التلاميذ، نفهم أنهم حاولوا البقاء معه ولكنه كان يريد أنْ يبقى وحده ليصلي وليس ليصنع معجزة ضخمة؛ “مَضَى إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ”.
“وَأَرَادَ أَنْ يَتَجَاوَزَهُمْ”، سار الرب على الماء ولكن سرعته كانت أكبر مِن السفينة حتى إنه أراد أنْ يتجاوز التلاميذ.
“٢٤ فَتَقَدَّمُوا وَأَيْقَظُوهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، يَا مُعَلِّمُ، إِنَّنَا نَهْلِكُ!». فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ وَتَمَوُّجَ الْمَاءِ، فَانْتَهَيَا وَصَارَ هُدُوّءُ. ٢٥ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «أَيْنَ إِيمَانُكُمْ؟» فَخَافُوا وَتَعَجَّبُوا قَائِلِينَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ هُوَ هذَا؟ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ الرِّيَاحَ أَيْضًا وَالْمَاءَ فَتُطِيعُهُ!».” (لوقا ٨: ٢٤، ٢٥).
انتظر التلاميذ مِن الرب يسوع أنْ يفعل شيئًا حيال البحر، لكن الرب سألهم “أين إيمانكم؟!” إذًا كان مِن المُتوقَع أنْ يفعلوا هم شيئًا وينتهروا الرياح.
▪︎ المعجزات والبركات المادية:
قوة الله للمعجزة المادية ليست سحرًا، كشخص يتوقع أنْ يذهب للبنك ويجد مالاً لم يودعه في حسابه مِن الأساس، أو يقرع أحدهم الباب ويعطيه مالاً، إنْ لزم الأمر سيفعل الرب هذا لأجلك، ولكن هناك طريقة عادية طبيعية وهي السلوك بالكلمة يأتي بالبركات على حياتك، وبسبب سماعنا لاختبارات خارقة للطبيعي بدأنا نتوقع المعجزات بهذه الصورة، ولكن السلوك بالكلمة كافٍ أنْ يجلب البركة لحياتك؛
“وَإِنْ سَمِعْتَ سَمْعًا لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ…” (التثنية ٢٨: ١).
يدرك شعب الله أنّ هناك صوتًا لكل شيء يرونه، أي إنْ نظرت لأي شيء بالطريقة الصحيحة سأتعلم شيءٌ ما منه، سيتحدث إليّ، سأعرف كيف صُنِعَ، وأنه موجود لغرض معين.
“وَكَانَ جَمِيعُ الشَّعْبِ يَرَوْنَ الرُّعُودَ وَالْبُرُوقَ وَصَوْتَ الْبُوقِ، وَالْجَبَلَ يُدَخِّنُ. وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ ارْتَعَدُوا وَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ”. (الخروج ٢٠: ١٨).
يُعرَف هذا المعنى عندهم، إنهم يروا ويسمعوا صوت مِن أي شيء يرونه، مع أنّ الصوت لا يُرَى، وهذا يوضح لنا أنّ كلمة الله هي محور كل شخص أراد الحصول على البركة، ويحيا داخل الحيز الإلهي، لأنّ إبليس رئيس سلطان الهواء، وهو السبب خلف سلوك الناس ببشريتهم، واستسلامهم للحزن والعصبية والإحباط، والخداع وكل الظلام والانحدار، وهو السبب وراء عدم قبول سِلعة معينة في السوق، فليس طبيعيًا أنْ يقف العمل.
شاركني شخصٌ ما أنه اتّحد مع زوجته في الصلاة لأجل عملهما لأنهما ميزا حدوث أمور غريبة للعاملين مِن حوادث وخسائر، وعند صلاتهم تغيّرت الأحوال، بدأ التغيير يحدث عندما ميزوا أنّ ما يحدث غير طبيعي، كان بين يديهم أنْ يقولوا هذه صدف وأحداث طبيعية، لكن بمعرفتهم للكلمة استطاعوا التعامل مع الظروف بطريقة صحيحة ممتلئة باليقين لا الشك.
تأتي البركات المادية بالقناة الطبيعية، وفي حال وجود جفاف وقحط سيرسل الرب الطعام مع الحيوانات كحال إيليا النبي، لم يسعَ إيليا للخارق للطبيعي بل حدث بشكل تلقائي، فلا تنتظر هذا، اعمل بالكلمة، قد يسألني شخصٌ ما “حدث أمور خارقة مع فلان وفلان” نعم، ولكنك لا تعرف مستواهم الروحي، فمستوى نضوج الشخص يحدد طريقة تعامل الرب معه.
▪︎ ترتبط المعجزات بعدة عوامل منها:
قوة الله ضخمة وقوية مثل الكهرباء المُغلَّفة بسلك جعلك تستطيع التعامل معه ومسكه بسهولة، ولكن إنْ تعرَّضتْ للكهرباء عينها ربما تنتهي حياتك.
- أولاً: حالة القلب
“٢٤ وَقَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولاً فِي وَطَنِهِ. ٢٥ وَبِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا، ٢٦ وَلَمْ يُرْسَلْ إِيلِيَّا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا، إِلاَّ إِلَى امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ (أممية)، إِلَى صَرْفَةِ صَيْدَاءَ. ٢٧ وَبُرْصٌ كَثِيرُونَ كَانُوا فِي إِسْرَائِيلَ فِي زَمَانِ أَلِيشَعَ النَّبِيِّ، وَلَمْ يُطَهَّرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيُّ». ٢٨ فَامْتَلأَ غَضَبًا جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هذَا” (لوقا ٤: ٢٤-٢٨).
رفض هذا الشعب إعطاء كرامة للرب يسوع. اتضح لماذا حدثتْ المعجزة تحديدًا مع هذه السيدة لأنها قبلتْ وأحبَّتْ ووثقتْ في رجل الله إيليا، عكس الآخرين، وهذا يُجيب على تساؤل لماذا تعبر المعجزة أمام آخرين دون الاستفادة منها!
لماذا شُفِي نعمان السرياني دونًا عن باقي البُرَّص في الشعب؟ بسبب حالتهم القلبية، عندما ترجع وتدرس ستكتشف أنهم انهمكوا في عبادة الأوثان، وتقدير الانبياء الكذبة وقتل أنبياء الرب، وعندما يتم رفض وقتل أنبياء الرب اعرف أنّ الشعب أُصِيبَ (متى ٢٦: ٣١).
- ثانيًا: هل تتبع فريق يقدر الكلمة أم يُهملها؟!
عمود النار كان سبب نور لشعب الله مساءً، والسحاب ظِلاً لهم صباحًا، وهو ذاته حماهم مِن فرعون وجيشه، حيث وقف بينهما وكان سبب ظلام للمصريين، وهذا يعود على أي مِن الفريقين تتبع.
هل تقدّر الحق الكتابي والكلمة التي تُقَدَم لك؟ هل تضع قلبك في فهمها؟
نحن رائحة سرور وحياة لأشخاص، ولكننا رائحة موت لمَن يقف ضد الرب؛ “١٥ لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ. ١٦ لِهؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ…” (٢ كورنثوس ٢: ١٥، ١٦).
- ثالثًا: ماذا تزرع في قلبك؟
“١٨ «فَاسْمَعُوا أَنْتُمْ مَثَلَ الزَّارِعِ: ١٩ كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ الْمَلَكُوتِ وَلاَ يَفْهَمُ، فَيَأْتِي الشِّرِّيرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ. هذَا هُوَ الْمَزْرُوعُ عَلَى الطَّرِيقِ. ٢٠ وَالْمَزْرُوعُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَحَالاً يَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ، ٢١ وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي ذَاتِهِ، بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ فَحَالاً يَعْثُرُ. ٢٢ وَالْمَزْرُوعُ بَيْنَ الشَّوْكِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَهَمُّ هذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ. ٢٣ وَأَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ، فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ” (متى ١٣: ١٨-٢٣).
كلمة الله حينما تُشرَح هي مثل البذار التي ينبغي أنْ تُزرَع في القلب، ولكن حينما تكون أرض قلبك صلبة مثل الطريق الذي صار ممشى لكل الناس، لا تستطيع الكلمة الدخول إليه. ونوعية قلبك سواءً كان طريق، أرض محجرة، أرض بها أشواك أو أرض جيدة فهو يعود عليك، وأنت مَن جعلت قلبك هكذا، وليس أنْ الرب جعل قلبك نوع معين مِن هذه الأرضي، لكن حينما تنتبه للكلمة يصير قلبك أرض جيدة.
الأرض المُحجِرة هي أرض بها حصى غير صالحة للزراعة، وعندما تُزرَع كلمة الله فيها تنمو سريعًا، ولكن حينما يحدث اضطهاد لأجل الكلمة، تنتهي في الحال. ولاحظ أنه اضطهاد للكلمة وليس للإنجيل عمومًا، بل للكلمة التي درستها ليحاول إقناعك إنها خطأ ولن تستطيع الوصول لها، وهذا يحدث لكل مَن يضع قدمه في دراسة الكلمة، وستجد مَن يتصل بك ليشتتك، وفرص كنت تسعى لها أتت لك، وكل هذا هدفه قلع الكلمة التي أخذتها، ولكن الرب أعطاك نور الحياة.
الأرض التي بها أشواك هي أرض بها زرع خاطئ، مثل الجلوس أمام السوشيال ميديا والمسلسلات والأفلام، إنْ لم ترفض هذه الأشياء سيُزرَع الشوك في قلبك، وحينما تأتي الكلمة لا تجد مكانًا لها في قلبك، وإنْ وَجَدَتْ مكانًا وتجاوبت معها لدقائق، لازال هناك زرع يحتاج أنْ تقلعه، وإلا سيضر الكلمة التي زرعتها، ولا تتعجب أنك تنسها أو أنها لا تأتي بثمار سريعة، فهذا لأن قلبك مشغولٌ بأمور أخرى، ويوجد خليط مِن التعاليم داخلك، لذا تحتاج قلع البذار الخطأ حتى تنمو الكلمة.
كلمة الله ستأتي بنتائج أضعاف وأضعاف حينما تكون أرضًا جيدة. ستعمل قوة الله في حياتك بسلاسة وسهولة حينما تكون أرضًا جيدة، ولا تتعذر أنك لا تستطيع، والحل هو أنْ تحب الرب بقلبك، وحبك للرب يساوي حبك للكلمة، حيث قال الرب: “اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي” (يوحنا ١٤: ٢١) هذا يجعلك تضبط منبهك لتستيقظ مبكرًا لتدرس الكلمة وتنكب عليها، وترفع صوت في الصلاة بدلاً مِن المكالمات.
الشيء الذي تفعله بقوة هو الذي له قيمة عالية عندك، لأن هناك كنزك وهناك قلبك (متى ٦: ٢١). ما تعطيه قيمة وتمدحه تُقاس حياتك وتُقَيَّم طبقًا له (أمثال ١٧: ٢٣) أما حينما تعطي الكلمة المقدار والقيمة العالية ستصير حياتك قيمتها مِن قيمة كلمة الله أمام الناس.
- رابعًا: العادات والمفاهيم الأرضية
هي تشمل كل ما تعلمته مِن مفاهيم ومبادئ علمية واجتماعية وفلسفية وأفكار عالمية غير مُستنَدة على الكلمة، منها؛ “هذه الدنيا غير عادلة، لن نعرف كل شيء على الأرض….” هذه هي الحكمة الأرضية الشيطانية النفسانية، وهي تجعلك تشك في الناس حتى تتأكد أنهم لن يخونوك فتتحول أفكارك لأفكار غدر نتيجة ما تعلمته في الأفلام، لن تجد شخصًا يرفض هذه المبادئ إلا إنْ كان يسير بالكلمة.
“١ حِينَئِذٍ جَاءَ إِلَى يَسُوعَ كَتَبَةٌ وَفَرِّيسِيُّونَ الَّذِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: ٢ «لِمَاذَا يَتَعَدَّى تَلاَمِيذُكَ تَقْلِيدَ الشُّيُوخِ، فَإِنَّهُمْ لاَ يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ حِينَمَا يَأْكُلُونَ خُبْزًا؟» ٣ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ أَيْضًا، لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصِيَّةَ اللهِ بِسَبَب تَقْلِيدِكُمْ؟ ٤ فَإِنَّ اللهَ أَوْصَى قَائِلاً: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَمَنْ يَشْتِمْ أَبًا أَوْ أُمًّا فَلْيَمُتْ مَوْتًا. ٥ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ هُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي. فَلاَ يُكْرِمُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ. ٦ فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ بِسَبَب تَقْلِيدِكُمْ! ٧ يَا مُرَاؤُونَ! حَسَنًا تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: ٨ يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. ٩ وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَني وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ” (متى ١٥: ١-٩).
كان هناك أعداء كثيرون للرب يسوع ومحاولات قتل وخيانة في أواخر أيامه، فلا تعتقد أنّ حياته كانت هادئة، وكان يُجيب بجرأة على مَن يسأله، ولا يعتبر هذا عدم وداعة منه، وهكذا كانت حياة الرسول بولس.
“أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ بِسَبَب تَقْلِيدِكُمْ”، يستخدم هذا اللفظ في إبطال القنبلة أو المعجزة، أطفأت قوتها، عدم إعطائك سلطانًا وانتباهًا لِما يقول الله، وإعطاء سلطانك لوصايا الناس جعل كلمة الله غير فعالة في حياتك. على سبيل المثال عندما يقول لك أحدهم هذا المرض لن تتعافى منه، إنْ صدقته تكون أعطيت سلطانًا لكلامه عن كلمة الله، فتُبطِل مفعولها، لذا تحتاج أنْ تُخضِع ذهنك للكلمة حتى تنشط وتكون فعّالة.
اللفظ المُستَخدَم هنا عكس ما ورد في الرسالة إلى كورنثوس؛ “لِذلِكَ أَطْلُبُ أَنْ تُمَكِّنُوا لَهُ الْمَحَبَّةَ”. (٢ كورنثوس ٢: ٨) أي فعّلوا ونشّطوا عمدًا.
استخدِمَ بولس الرسول في كلامه لفظ آخر يختلف عن المُستَخدَم في الشاهد أعلاه: “لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يُرْسِلْنِي لأُعَمِّدَ بَلْ لأُبَشِّرَ، لاَ بِحِكْمَةِ كَلاَمٍ لِئَلاَّ يَتَعَطَّلَ صَلِيبُ الْمَسِيحِ”. (١ كورنثوس ١: ١٧).
معمودية الماء هامة، ويجب أنْ تعتمد، ولكنّ الرسول يرتّب أولوياته في الخدمة؛ التبشير أولاً، ولفظ يتعطل هنا يعني أجعله فارغًا مِن الداخل، مثل الخضار المُفَرَّغ مِن الداخل، له صورة الخضار خارجيًا ولكنه فارغ مِن الداخل، أو الشيء اللامع مِن بعيد وعندما تقترب منه تجده علبة كرتون! هذا ما كان سيحدث إنْ وضع الرسول أولويات خاطئة في خدمته.
يحدث هذا مع أشخاص يتمسكون بصورة التقوى خارجيًا ولا يتفوهون بألفاظ خاطئة، ويتظاهرون بمعرفة الكلمة وهم في الحقيقة يُعطلون عمل الصليب في حياتهم، لأنهم سحبوا القوة وفرَّغوها مِن الداخل واحتفظوا بالغطاء الخارجي!
هناك مَن يعبد كثيرًا وحياته خالية مِن الكلمة، سيتعطل أيضًا، لأن الكلمة هي الضمان لحدوث المعجزة، وفي أي مرة تلجأ لبديل عن الكلمة تتعطل المعجزات في حياتك، فعالة حدوث المعجزة مِن المحتمل أنْ يكون بسبب تمسكك بتعاليم ووصايا الناس، أو وضع ترتيب وأولويات خاطئة في حياتك، لابد أنْ تكون الكلمة أولاً.
إن كنت ترعى نفوسًا، انتبه هناك أشخاص تتظاهر أنها على ما يرام خوفًا مِن الانتقاد، ولكنهم مُعطَّلون داخليًا، يسمعون العظات وحتى يمكن أنْ يُجيبوك بما تعلموه ولكن قلبهم ليس في الكلمة، الخطية ليست هي المشكلة، فالرب يستطيع مساعدتك فيها إنْ وضعْتَ كل قلبك معه، سيرسل كلمته لتساعدك (مزمور ١٠٧: ٢٠).
“تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ” انتبه لوصايا كبار السن، أحيانًا تجلس المُسنات مع بناتهم المُقبلين على الزواج ويُملوا عليهم تعليمات ونصائح خاطئة منها أنْ يشربوا ويأكلوا أشياء معينة، ويخطون على كذا… ويفعلون كذا وكذا. يطلق الكتاب المقدس عليها خرافات العجائز (١تيموثاوس ٤: ٧). لا تعلمنا كلمة الله أنْ نكون ساذجين، فهدوء الشخص المُسن لا يجعل ما يقوله صحيحًا، فربما فعل أخطاء في شبابه ويعلمها لك الآن، أنت لا تأخذ نصائح بل مبادئ الكلمة.
نشأنا على مبدأ “جميع كبار السن هم بركة”، لا، فكثير منهم كانوا لعنة وليس بركة، لا تتضايق مما أقوله حتى وإنْ كنت تحبهم بقلبك، لا تحتقرهم، لكن تعلَّم وخذْ مبادئك مِن كلمة الله، لأنه توجد تقاليد بشرية أدت إلى إبطال مفعول كلمة الله.
هناك مبادئ زُرِعَتْ في أشخاص مِن الجد والعم والخال تحت مبدأ “هم أكبر مني ويعرفون أكثر”. لا، فالمعرفة لا تأتي مِن الحياة وما عبرت فيه بل مِن الكلمة؛
“ ٩٧ كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ! الْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهَجِي. ٩٨ وَصِيَّتُكَ جَعَلَتْنِي أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِي، لأَنَّهَا إِلَى الدَّهْرِ هِيَ لِي. ٩٩ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مُعَلِّمِيَّ تَعَقَّلْتُ، لأَنَّ شَهَادَاتِكَ هِيَ لَهَجِي. ١٠٠ أَكْثَرَ مِنَ الشُّيُوخِ فَطِنْتُ، لأَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَاكَ.” (المزامير ١١٩: ٩٧-١٠٠).
كلمة الله أعلى حكمة مِن الشيوخ وكبار السن والمعلمين، وتجعلك لا تُخدَع مِن الأعداء، هذه ليست دعوة أنْ تكره كبار السن، ولكن راجع ورائهم ما يقولونه مِن الكلمة.
الرب يريد أنْ تكون حياتك مملؤة بالخارق للطبيعي، ولكن تذكّر أنّ الحالة القلبية هامة، فهي التي ستجعلك تستدعي المعجزة أو لا، أو ربما تُجهضها بعدما بدأت أو تستمر، فالحالة القلبية جعلت الأرملة والأبرص ينالا المعجزة دونًا عن آخرين.
لماذا وضع الرب هذه المقارنة، لأنه يمثل إيليا هي هذا الموقف، لكنهم أخطأوا في فهمهم لإيليا، ويوحنا المعمدان هو مَن أتى بروح إيليا وتقدم أمام الرب وهيأ الطريق قدامه، ومع أنّ جميع النبوات تمَّتْ وتحققت في يسوع إلا أنّ بعضهم قَبِله والبعض الآخر لا، والسبب في الحالة القلبية.
________
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.