القائمة إغلاق

حياة الله الفائقة للطبيعي “زوي”.. سَّر الانتصار Fullness of God’s Life…  The Secret of Victory

توجد أربعة كلمات في الأصل اليوناني تُترجم إلى كلمة “حياة”. الكلمة الأولى تعني طريقة الحياة والثانية تعنى الحياة البشرية والثالثة تشير إلى السلوك. أما الكلمة الرابعة فهي تختص بالحياة التي جاء يسوع ليقدمها للعالم. إن الأصل اليوناني لهذه الكلمة هو “زوي” وتعني حياة أبدية أو حياة الله. إنها ذات كيان الله نفسه.

يفتتح البشير يوحنا إنجيله بهذه الكلمة “زوي”. وقد تكررت هذه الكلمة في العهد الجديد مائة أربعة وثلاثون مرة. على سبيل المثال، يخبرنا الكتاب في يوحنا10: 10 أن كل إنسان لديه الحق لينال نوع جديد من الحياة.. حياة فائضة أو حياة الله ذاته.

الحياة الكائنة بذاتها

إن معـظم خـدام الإنجـيل اليـوم يسـتـفيـضـون في التكـلم عـن أسلـوب الحـيـاة أو السـلوك

المسيحي بدلاً من التكلم عن زوي.. حياة الله أو الحياة الكائنة بذاتها. فمن إحدى الطرق لكي تنمو وتتقدم في الإيمان هي أن تسمح لتلك الحياة التي بداخلك أن تملك عليك وتسود. ولكي تدع حياة الله تسود عليك تحتاج أن تسلك بالمحبة. ولأن الله محبة، لذلك عندما تسلك بالمحبة تسمح لحياة الله أن تسود عليك.

عندما نعيش بـ “زوي” يصبح كل شيء مستطاعاً بالنسبة لنا. يصبح بإمكاننا أن نختبر تحقيق جميع الوعود في كلمة الله. ومن خلال هذه الحياة يستطيع الآب أن يفعل من خلالنا كل ما استطاع أن يفعله بيسوع المسيح.

إن الشفاء الإلهي هو صورة من صور استعلان حياة الله في أجسادنا المائتة. قال يسوع في إنجيل يوحنا 15: “أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ”، مشيراً إلى أننا قد أصبحنا كرمة واحدة مع المسيح. وهذا يعني أن ذات الحياة التي تسري في الكرمة تسري في الأغصان أيضاً. بمعنى آخر، إن ذات الحياة التي كانت في المسيح صارت تسري في كياننا الآن من خلال الروح القدس. لذلك كتب بولس قائلاً، “مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ”. أي أن أرواحنا قد اتحدت بالروح القدس وصار الاثنان معاً روحاً واحداً. لكن مؤمنين كثيرين لا يفهمون ضرورة الامتلاء بالروح القدس. فهم لا يدركون اشتياق الروح ليملئهم حتى يستطيع أن يتحرك بحرية في حياتهم وينقل لهم حياة المسيح التي تحيي أجسادهم المائتة.

قال يسوع في إنجيل يوحنا 6: 63، “الرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُعْطِي الْحَيَاةَ..”. إن دور الروح القدس هو أن ينقل لنا حياة يسوع الفعلية، لكن عمله الكامل يتوقف على امتلائنا بالروح.

قد جاء يسوع لا لكي تصير لنا حياة وحسب، بل لكي ما نتمتع أيضاً بحياة فائضة. فحتى أولئك الذين امتلئوا بالروح ينبغي أن يحافظوا على ملء مستمر من الروح القدس حتى يتمتعوا بالحياة الفائضة. اخبر بولس أهل أفسس الذين سبقوا وامتلئوا بالروح، “.. إِنَّمَا امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ” مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على ملء مستمر من الروح القدس.

أحيني حسب كلمتك

مزمور 119: 25

25 أَحْيِنِي حَسَبَ كَلاَمِكَ

إن الروح القدس يستخدم كلمة الله لكي يُحيي أجسادنا ويشفيها. إنه لا يعمل بمفرده في حياتنا، بل دائماً ما يحتاج إلى “الوسيلة” لكي ما يعمل بها في أجسادنا ويشفيها. ولا يوجد شيء يستخدمه الروح القدس سوى كلمة الله. إنه لا يستخدم التضرع ولا الدموع ولا الصراخ.. لذا لا يهم مقدار ما تصرخ أو كَّم الدموع التي زرفتها متوسلاً إلى الله لكي يشفيك-طالما أن صلواتك خالية من كلمة الله فلن يقدر الروح القدس أن يستخدم أي منها. فهو لا يتحرك سوى بشيء واحد وهو كلمة الله. فهي الأداة الوحيدة التي يستطيع أن يستخدمها ليتمم في حياتنا ما تحمله هذه الكلمة من حق إلهي.

لكن طالما أن الروح القدس يسكن في أجسادنا وكلمة الله بين أيدينا، فلماذا لا نزال نعاني من الأمراض والأسقام؟ لماذا لا يعمل من تلقاء نفسه ويشفي أجسادنا؟

إنه ينتظرك أن تؤمن بكلمة الله في قلبك وتتكلم بها بفمك. إنه لا يعمل بمعزل عنك. إنه دائماً ما يحتاج إلى شفتي فمك لكي يخلق بها الشفاء في جسدك. 

ففي بداية سفر التكوين، على الرغم من أن روح الله كان يرفرف على وجه الأرض إلا أنه لم يحدث أي تغير بل ظل الوضع كما هو عليه. لكن التغير بدأ والخلق تم عندما تكلم الله بكلمات. عند هذه اللحظة ابتدأ الروح القدس يستخدم الكلمات المنطوقة من فم الله ليغّيّر ويخلق بها وجه الأرض من جديد. لا يزال الروح القدس ينتظر كلمات منطوقة من فمك لكي يخلق بها حياة في جسدك. لذا لا تعيقه عن العمل.. أعطه الأداة التي يستخدمها ليشفي جسدك. إنه لا يزال ينتظرك أن تؤمن في قلبك وتعترف بفمك بكلمة الله عن شفائك حتى يبدأ في العمل.   

تذكر

– لقد جاء الرب يسوع لكي يقدم لنا أسمى نوع من الحياة.. حياة الله “زوي”. وقد جعلها متاحة لكل مَن يؤمن به.

– عندما نسلك بالمحبة فنحن نسلك بذات نوع حياة الله، لأن الله محبة.

– إن الشفاء الجسدي هو صورة من صور استعلان حياة الله في أجسادنا.

– ذات الحياة التي كانت في المسيح أصبحت تسري في كياننا الآن من خلال الروح القدس. لذلك يستطيع الآب أن يفعل من خلالنا كل ما استطاع أن يفعله بيسوع المسيح.

 – الشيء الوحيد الذي يجعل الروح القدس يتحرك ليشفي أجسادنا ويحييها هو كلمة الله المنطوقة من خلال أفواهنا. فلا الصراخ ولا الدموع أو التضرع يجعل الروح القدس يتمم عمله.

___________

نشرت بإذن من خدمات أف أف بوسورث FF Bosworth.    

جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية.

 

Taken by permission from FF Bosworth Ministries. All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$