لم نستمتع أنا وكين بالاستماع إلى أناس تلعن وتسب. فمنذ بضع سنوات وعندما بدأ يظهر استخدام لغة التجديف على التليفزيون، فعلنا شيئاً تجاه هذا الأمر في منزلنا. فاشترينا صندوق أسود صغير يُسمى تليفزيون خالي من التجديف واللعنات. فهو كان متصل بالتليفزيون ويأخذ اللعنة والسباب بعيداً عن أيا كان ما نشاهده. فكل مرة كان شخص يقول كلمة قبيحة وسيئة، فكان ذلك الصندوق يحذفها قبل أن نسمعها.
فأنا لا أعرف إذا كانوا يزالون يصنعون تلك الصناديق أم لا، ولكنني تذكرتهم عندما كنت أُدَرِس مدرسة الشفاء. وفجأة خَطَرَ على بالى أنه بقدر ما أحببت مشاهدة التليفزيون خالية من اللعنات والسباب، إلا أن هناك شيء آخر أحبه أكثر.
فإنني أُحب أن أحيا حياتي كاملة خالية من اللعنات!
فأنا لا أقصد مجرد الحياة بدون الحاجة للاستماع إلى الكلمات السيئةوالقبيحة. فأنا أقصد حياة خالية من اللعنة التي أتت على الأرض من خلال خطية الإنسان.
فهذه اللعنة هي أمر ردئ! فهي تتضمن وتدخل فى كل شيء في العالم: المرض والفقر والدمار والإحباط والكوارث من كل نوع. فهذه كلها اظهارات اللعنة.
وقد عانينا أنا وكين الكثير من تلك الاظهارات بشكل مباشر وذلك قبل أن نصبح مُخلّصين، واستطيع أن اقول لكم، إنها كانت أمر مُمِلّ ! فلا أريد أن أعود إلى تلك الأيام لأى شيء. ومهما حاولنا، لم نقدر حتى أن نتقدّم. فكنا تحت ضغط طوال الوقت. فدائماً كان أمراً ما يفشل ولا يسير على ما يرام.
وإذا عملت الثلاجة كانت تنكسر السيارة. وتتراكم الفواتير ولم يكن لدينا المال لتسديدهم. وتُصيبنا الإنفلونزا، وكنا نستسلم لها لأننا لم نكن على معرفة بشيء. ونقفز في البيجامة ونتجه الى السرير مُفكرين في أمور مثل، يا مرض الانفلونزا، إلى متى تكون معنا هذه المرة؟
والحق يُقال أننا بعد أن نلنا الخلاص، قد عيشنا حياتنا بهذه الطريقة لفترة من الوقت. واعتقدنا أنه كان من الطبيعي أن نحيا كذلك. ومثل كثير من المؤمنين افترضنا هذا لأن اللعنة أتت على الأرض عندما أخطأ أدم، وأنها ستكون جزء من حياتنا. واعتقدنا أنه كان يجب علينا فقط أن نتحملها ونتعايش معها حتى نموت ونذهب إلى السماء.
ولكن موقفنا تغير عندما اكتشفنا ما يقوله الكتاب المقدس في غلاطية 3 : 13-14: “المسيح افتدانا من لعنة الناموس، اذا صار لعنة لأجلنا: لأنه مكتوب، ملعون كل من عُلق على خشبة: لتصير بركة ابراهيم للامم فى المسيح يسوع؛ لننال بالإيمان موعد الروح؟.”
ولم انسى أبداً عندما بدأت حقيقة تلك الأعداد تتضح لي أنا وكين لأول مرة. واعتقدنا أنها كانت من أروع الأخبار التي قد سمعناها على الاطلاق! وكنا مبتهجين أننا اكتشفنا أن يسوع لم يُقدم نفسه لكى يدفع ثمن خطايانا فقط لكى نقدر أن نذهب الى السماء يوماً ما، ولكنه حَمَلَ اللعنة بأكملها وكل أمر ردئ تضمن فيها نيابةً عنا. فهو قَدَم نفسه ذبيحة لأجلنا وقال إلى الله، “يا أبا، سأخذ مكانهم. وسأذهب إلى الصليب واحررهم من اللعنة لكى يقدروا أن يعيشوا حياة خالية من اللعنات.”
ادخل إلى مغامرة جديدة تماماً
من المحزن أن أقول ذلك، ولكن الكثير من المؤمنين بصعوبة يمكنهم أن يتخيلوا حياة بدون لعنة. فهم قد سمحوا لإبليس أن يستغلهم لفترة طويلة، فهم لم يقدروا أن يتصورا كيف سيكون شكل الحياة إذا لم يصابوا بشكل دائم بالقلق والمرض والإحباط. وعندما تُخبرهم أن يسوع يريدهم أن يحيوا حياة مباركة، فأنهم لا يدركوا حتى ماذا يعنى ذلك.
حقاً، وعلى الرغم من أنها بسيطة جداً. فاللعنة هي عقوبة لتمرد الانسان. وكما أن اللعنة تتضمن كل أمر ردئ (تثنية 28 : 15-86)، فكذلك البركة تحتوى على كل أمر جيد و صالح. فهي تغطى كل دائرة في حياتك. فلا شيء يُهمَل.
وعندما تسلك في البركة، يكون جسدك صحّى وقوى. ويكون أطفالك ناجحين ومثمرين. وستزدهر مادياً. وحتى بيتك وسيارتك يكونوا مباركين. وكما يقول سفر التثنية 28 : 6، “أينما تذهب ومهما ما تقوم به، ستكون مباركاً (ترجمة الحياة الجديدة New Living Translation)
وبالطبع، إذا كنت لم تُولد ثانيةّ فأنت غير متصل بالبركة حتى الآن. ولكن يمكنك أن تغير ذلك في لحظة. فكل ما عليك فعله هو أن تُعطى قلبك ليسوع وتقبله كرب ومُخلِص شخصي لحياتك. فكل ما يتطلبه الأمر هو صلاة واحدة بسيطة.
فربما تتساءل، هل يمكن حقاً أن يكون الأمر بهذه السهولة؟
نعم! فأنا أحيا شهادة حية لذلك. ورجوعاً لـ 1962، فقد وُلِدتَ ثانيةً وذلك عندما صليت صلاة والتي كانت عبارة عن جملة واحدة طويلة فقط. وتقريباً كنت لا أعرف شيئاً عن الرب في ذلك الوقت. ولكنى كنت مُحبَطة. ولذلك عندما صادفني الكتاب المقدس الذى أعطته والدة كين له في يوم عيد ميلاده، فنظرت إلى الأية الكتابية التي قد كتبتها في مقدمة الكتاب. والتي كانت متى 6 : 33 :- “اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره، وهذه كلها ستزاد لكم.”
وفى تلك الأيام كنت احتاج الكثير من الأمور أن تُضاف إلىّ لذلك قّررت أن أوافق على عرض الرب. و رداً على ذلك النور الكتابي القليل قلت له، “استلم حياتي وافعل أمراً بها.”
ولم يكن لدىّ أي فكرة عن كم الاختلاف الذى كان ستصنعه مثل تلك الصلاة الصغيرة. وبالتأكيد لم أكن أتوقع أن الرب سيفعل كل تلك الأمور الرائعة التي قد فعلها لي. ولكن هذه هي الحقيقة: عندما تكون في مشيئة الرب، تصبح الحياة أفضل – وأن تعطى قلبك ليسوع هي الخطوة الأولى في إرادة الله لك.
وبمجرد أنك قد أخذت تلك الخطوة، ستنفتح أمامك مغامرة جديدة تماماً. فيمكنك أن تبدأ بقراءة الكتاب المقدس وتتعلم كيف تعيش بدون لعنة. ويمكنك أن تبدأ بتجديد ذهنك لكى تقدر أن تتعاون مع طرق الله وتختبر ملء البركة التي اشتراها لك يسوع.
وربما تقول، “ولكن يا جلوريا، فأنا لم أعرف كيفية فعل ذلك الأمر!”
لا مشكلة. فقط اتبع التوجيهات والتعليمات التي أعطاها الرب في أعداد مثل هذه:
اسمع يا بنى واقبل أقوالي فتكثر سنو حياتك. عندما تمشي لا تضيق خطواتك، وحين تركض لا تتعثر.. تمسك بالتعليم ولا تطرحه. حافظ عليها فهي حياتك.. (أمثال 4 : 10 & 12- 13).
يا بني، لا تنس تعليمي وليحفظ قلبك وصاياي. فأنها تُزيدك طول أيام وسنى حياة وسلامة (أمثال 3 : 1-2).
فالكلمة العبرية لـ “سلام” تعنى “لا شيء يُفقَد، لا شيء ينكسر أو يتحطم” فهي تُشير إلى حياة رائعة ومُشبعة في كل دائرة. وهذه هي نوعية الحياة التي نريدها جميعاً والتي نقدر أن نمتلكها، إذا كنا ننتبه إلي كلمة الله ونطيعها.
فكلمته هي كتاب البركة! وهى كتاب الشفاء والحياة الطويلة. وهى كتاب الازدهار. وهى كتاب النجاح والحكمة الأسمى. ولكنك لم تستمتع بامتيازاتها وفوائدها إذا فقط تتركها غير مفتوحة على طاولة القهوة. وهى لن تفعل لك أي خير إذا كنت فقط تحملها إلى الكنيسة في صباح يوم الأحد وتتركها تجمع غباراً في بقية أيام الأسبوع. ولكى تدخل إلى وتستفيد من الحياة الرائعة التي تجعلها الكلمة متاحة، يجب عليك أن تكتشف ما تقوله الكلمة عن كل أمر وتطيعها.
فقراءة الكتاب المقدس يومياً هي أفضل استثمار لوقتك يمكنك أن تقوم به وتوظف به وقتك! فإذا لم تكن قد جعلتها عادة بالفعل، فابدأ الآن، تعمّق وادرس ما يقوله الله. ودعه يتكلم إليك ويوجهك ويُصححك من خلال الأعداد الكتابية. اكتشف ما يريدك أن تفعله في كل دائرة من دوائر حياتك، ثم افعله.
ادرس كلمة الله – الكتاب المقدس، وافعل ما تقوله. فطاعة كلمة الله تُجرد اللعنة من قوتها اي تنزع سلاح اللعنة.
أخذت بإذن من خدمات كينيث كوبلاند www.kcm.org & www.kcm.org.uk .
هذه المقالة بعنوان “حياة بدون لعنة“ تأليف : جلوريا كوبلاند من المجلة الشهرية يناير2014 BVOV
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث كوبلاند.
Used by permission from Kenneth Copeland Ministries www.kcm.org & www.kcm.org.uk.
This article entitled ” A Curse Free Life” is written by Gloria Copeland , taken from the monthly magazine BVOvJan 2014.
© 2008 Eagle Mountain International Church, Inc.: aka: Kenneth Copeland Ministries. All Rights Reserved.
This work Translated by: Life Changing Truth Ministry