القائمة إغلاق

صلاة العبادة, والحمد, والشكر جزء Prayer of Worship, Praise & Thanksgiving Part 1

إن الدعوة العليا للمؤمن هي دعوة الشركة مع العلي, وبالتوافق مع هذه الدعوة العظمى تأتى الخدمة الكهنوتية.

“وجعلنا ملوكاً وكهنة للعلي أبيه, له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين. آمين.” (رؤيا6:1).

وككهنة للعلي, لدينا عمل هام في جسد المسيح, ومن الضروري علينا أن نفحص كيف كان كهنة العهد القديم يتعاملون حتى يكون لدينا فهم أفضل لدورنا ككهنة العلي في العهد الجديد, لأن الرتبة الكهنوتية في العهد القديم تتوافق مع الخدمة  الكهنوتية للمؤمن اليوم.

الساحة الخارجية  ومذبح النحاس

كان الهيكل في العهد القديم يتجزأ إلي ثلاثة أقسام:

• الساحة الخارجية
• الساحة الداخلية
• قدس الأقداس, الذي هو أقدس مكان فيهم 

وكان في الساحة الخارجية مذبحاً خشبياً مُغطى بالنحاس, ويرمز إلى القضاء. وعُرفَ أيضاً مذبح النحاس, بأنه للذبيحة المسائية, حيث كان يُحرق الحمَل المُقدم على مذبح النحاس. وكان يعني أن خطايا الشعب قد وضعت على الحمَل ونُفذ القضاء عليه. ولذلك صاح كاتب المزمور, “لتستقم صلاتي كالبخور قُدامك. ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية” (مزمور2:141).

وعندما كتبَ داود هذا المزمور كان يعي جيداً الخدمة الكهنوتية في العهد القديم, ولأنه كان نبي العلي, كان له اعلان عن الجديد الذي يجب أن يُتبع بعد موت وقيامة يسوع المسيح. فمنحته المِسحة التي عليه البصيرة ليرى ما في قلب الرب. لذلك تكلم نبوياً وربط بين الذبيحة المسائية (مذبح النحاس) ورفع الأيادي في عبادة. 

فعندما ترفع يديكَ في عبادة, أنت تُعلن بأنك قد قبلت الدينونة على حمَل الرب (يسوع المسيح) من أجل خطاياك وقد أخضعت نفسك له. فلا يُمكن أن تَدينك الخطية عندما ترفع يديكَ بهذا الإدراكَ.

 

الساحة الداخلية  ومذبح الذهب

في الساحة الداخلية في هيكل العهد القديم, وأيضاً يُعرف بأول القدس أو المكان المقدس, كان هناكَ مذبحاً خشبياً أخر مُغطي بالذهب. وكان المذبح الثاني مباشرةً أمام الحجاب العظيم الذي يفصل ما بين القدس وقدس الأقداس, وهنا, يُقدم رئيس الكهنة بخوراً صباحيةً ومسائيةً بصفة دائمة (خروج 30 :1-8 ). كان هذا مُهمة خاصة يقوم بها مباشرةً قبل أن يدخل إلي محضر العلي في قدس الأقداس.

وعبارة داود عن صلاته التي تأتي إلى العلي كبخور (مزمور 2:141), أشارت إلى بخور مذبح الذهب. فتطلع داود إلى المستقبل بوحي الروح القدس ورأي خدمة جديدة حيث لا يحتاج الكهنة فيما بعد أن يُقدموا بخوراً كل صباح وذبائح كل مساء. فصلوات شعب الرب, ورفع أياديهم ستكون مُسرة أكثر للرب.

مزمور96: 30-31

“أُسبح اسم العلي بتسبيح (بالغناء), وأُعظمه بحمد (شكر). فيُستطاب (يُسر) عند الرب أكثر من ثور بقر ذي قرون وأظلاف.”

كان في أيام داود, على الكهنة والشعب أن يُقدموا ذبائح من ثيران وعجول, ولكن عَلَمَ داود باعلان أن هناكَ شيئاً أفضل. فكتبَ هذا المزمور أن العبادة, والحمد, وشكر العلي تَسُره أكثر من ذبائح الثيران والعجول.

وتشارك مع نفس الاعلان نبياً أخر في العهد القديم, بكلمات مختلفة.

هوشع14 :1-2

“ارجع يا إسرائيل إلي الرب إلهك. لأنك قد تعثرت بإثمك. خذوا معكم كلاماً وارجعوا إلى الرب. قولوا له: “ارفع كل إثم واقبل حسناً, فنقدم عجول شفاهنا.”

مبارك العلي, عجول شفاهنا! يا له من اعلان!

 

 

رفع أيادي مقدسة يُحضر الغلبة

كم هو هام أن ترفع يديكَ للعلي! فعندما ترفع يديكَ, ليس هو فقط علامة للعبادة؛ ولكن هو خدمة! وهو أجمل شئ يراه الرب عندما يرفع شعبه أياديهم له في عبادة. وعندما تتكلم بكلمات حمد للعلي وترفع يديكَ إلى السماء, أنت ترسل بخور له رائحة ذكية إليه. فرفع يديكَ يحل محل ذبيحة محروقة, وصلواتك هي بخور مرفوعة. وعندما ترفع يديكَ, هو الوقت لتعبد وتشكر الرب؛ أي أنه وقت عبادته, وليس وقت للاستجداء والبكاء. إنه وقت لتُقدم ذبيحة فرح تنبع من قلب ممتلئ من الحب والشكر.

وفي كل مرة يقول لكَ الخادم أن ترفع يدكَ في عبادة, لا تمِّل وتُنزل يديكَ بسرعة. لقد اكتشف موسى أن هناك شيئاً قوياً مُرتبطاً برفع يديكَ. ليس مكتوباً في الشريعة, ولكن اكتشفه! دعنا نقرأ اكتشافه:

فقال موسى ليشوع:

“انتخب لنا رجالاً واخرج حارب عماليق. وغداً أقف أنا علي رأس التلة وعصا الله في يدي”. ففعل يشوع كما قال له موسى ليُحارب عماليق. وأما موسى وهارون وحور فصعدوا على رأس التلة. وكان إذا رفع موسى يده أن إسرائيل يغلب, وإذا خفض يده أن عماليق يغلب. فلما صارت يدا موسى ثقيلتين. أخذا حجراً ووضعاه تحته فجلس عليه. ودعم هارون وحور يديه, الواحد من هنا والآخر من هناك. فكانت يداه ثابتين إلى غروب الشمس.

                                               (خروج17: 9-12).

كم هو لافت للنظر وبناء! والآن, لم يوصي الرب موسى أن يرفع يديه عندما صعد إلى قمة التل, ولكن هو, وهارون, وحور لا حظوا أنه كلما رفع يديه, كان يغلب إسرائيل, ولكن حينما كانت تخفض يديه إلى أسفل, يبدأ إسرائيل في الخسارة. لذلكَ أحضر الرَجلين حجراً إلى موسى لكي يجلس عليه وأمسكَا بكلا يديه. فكلما كانت يدي موسى مرفوعة, كان يغلب إسرائيل.

وفهم أيضاً بولس أهمية رفع أيادينا, لذلك يحثنا في 1تيموثاوس 8:2,” فأريد أن يصلي الرجال في كل مكان, رافعين أيادي طاهرة, بدون غضب ولا جدال (تشكيك).”

فإن كنت تمر بصعوبات في حياتك وتبدو وكأنها لن ترحل, ربما لم يُسبق لكَ أن فعلت هذا بعد. فعندما تُصلي برفع يديكَ, إنها إشارة للغلبة في مجال الروح, وسوف تغلب على هذا الموقف وتكون لك الغلبة, مجداً للعلي!

العبادة في العهد الجديد

“ولكن تأتي ساعة, وهي الآن, حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق, لأن الآب طالب (يبحث عن) مثل هؤلاء الساجدين له.” (يوحنا 23:4).

إن العبادة جزء حيوي في الخدمة الكهنوتية للمؤمن. وهي لها دوراً سيادياً في العهد القديم وما زالت حتي اليوم.

أن تعبد العلي أمر, وأن تعبده بالطريقة الصحيحية هو أمر أخر. ,أن تشعر حسناً أثناء العبادة لا يعني أنك تعبد بالطريقة الصحيحة, تماماً مثل أكل (الرمرمة) وتشعر حسناً تجاهه ولكن هذا لا يعني إنك تأكل بالطريقة الصحيحة. لذلكَ فليس للأمر صِلة بالمشاعر التي تحصل عليها؛ بل يجب تتأكد إنك تعبد العلي بطريقته الإلهية كما هو موضح في كلمته.

إن يسوع في يوحنا23:4  أظهر خصائص الذين يعبدونه (الساجدون له) بالحق: فهم يعبدون الآب بالروح والحق. والآن, هذا لا يعني الترنيم بنعومة وهدوء؛ لأنها تتضمن عبادة العلي بروحك ووفقاً لكلمته.

ولابد أن تكون هناكَ وحدة بين روحك وروح العلي حتي تخدمه وتعبده. ويعني هذا إنه يجب أن تكون مولوداً ولادة ثانية وممتلئاً بالروح القدس حتي تتمكن من عبادة العلي بالروح والحق. قال بولس,” فإن العلي الذي أعبده بروحي, في إنجيل ابنه شاهد لي…” (رومية 9:1).

  عندما تعبد العلي بالروح وبالحق. سيكون هناك وحدة وشركة للأرواح معاًوهذا ما يُسمي شركة الروح القدس. إنها ليست فقط في ترنيمنا أو في كلمات صلواتنا, ولكن في الشركة والتحول الذي يحدث في مجال الروح. فالعبادة تنقلك إلي مجالات إلهية راقية. لذلك تشعر إنك مأخوذاً وأنت تعبد في بعض الأحيان؛ هذا وكأنك أُخذتَ من مجال الأرض إلي دفئ روح العلي. فتجد نفسك منبهراً تماماً بكل شخص وكل شئ من حولك إذ أن حضور العلي يُغلفك.

 

 

ذبيحة الحمد والشكر

“فلنتقدم به (بيسوع المسيح) في كل حين للعلي ذبيحة التسبيح. أي ثمر شفاه معترفة (تقدم تَشَكُرات) باسمه (عبرانيين 15:13)

وتماماً كما أن الكاهن قدم ذبائح مُحرقة وبخور في العهد القديم, نقدم نحن اليوم ذبائح حمد للعلي من ثمرة شفاهنا, التي هي كلمات ننطق بها في حمد وشكر إلي الرب.

إن ذبيحة الحمد عندما تُصعد عبارات سطحية مثل,”يارب, أشكرك علي كل شئ.” لا تكون حمداً, لكن يجب أن تكون ممتزجة بأمر ما من روحك. فعندما تقدم شكراً للعلي , يجب أن تكون لديكَ أسباب مُحددة لفعل هذا, وعندما تنطق بتلكَ الأسباب, هذا يكون حمداً!

فإن قلتُ,”أشكرك علي كنس هذا المكان,” فأنا قد أمتدحتُكَ. لذلك, فإن حمد العلي يعني أن تُقدم له شكراً في اسم يسوع من أجل أسباب مُحددة. وذبائح الحمد هي اقرارت فم, واعلانات, ومزامير , وتراتيل, وأغاني روحية تُقدمها للرب علي نعمته وصلاحه. وهي أيضاً تُشير إلى تقدمات, أو كلمات تعترف وتحتفل باسم الرب. إنها اقرارات وإعترافات الفم بكلمات العلي التي نُقدمها لمجده. وهذه الإقرارت (أو اعلانات الإيمان) هي ثمار وذبائح شفاهنا, وكلمات من أفواهنا تُقدم للعلي مجداً. لذلكَ فعندما تُقدم اقرارت فم, قل أموراً جميلة عن الرب وقدم اختبارات عن أعماله العجيبة. وإعلن ما قد قاله العلي عن نفسه وعنكَ. وعندما تُقدم تلكَ الاقرارت في اسم يسوع, الذي هو (يسوع) رئيس كهنتنا الأعظم, يُقدمها أمام الآب, الذي يقبل حمدك وعبادتك كذبيحة لها رائحة ذكية, هللويا!

نشرت بإذن من كنيسة سفارة المسيح  Christ Embassy Church والمعروفة أيضا بإسم عالم المؤمنين للحب و خدمات القس كريس أوياكيلومي – بنيجيرياBeliever’s Love World – Nigeria – Pastor Chris Oyakhilome  والموقع www.ChristEmbassy.org  .

جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات القس كريس أوياكيلومي.

Taken by permission from Christ Embassy Church , aka Believer’s Love World &  Pastor Chris Oyakhilome  Ministries  , Nigeria. www.ChristEmbassy.org .
All rights reserved to Life Changing Truth..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$