القائمة إغلاق

عطية البر The Gift of Righteousness

“17 فَبِمَا أَنَّ المَوتَ قَدْ مَلَكَ عَلَى النَّاسِ مِنْ خِلاَلِ ذَلِكَ الوَاحِدِ: آدَمَ، وَبِسَبَبِ مَعصِيَتِهِ الوَاحِدَةِ، فَالأَولَى أَنَّ الَّذِينَ يَتَمَتَّعُونَ بِفَيضِ النِّعمَةِ وعَطِيَّةِ البِرِّ سَيَمْلُكونَ فِي الحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ مِنْ خِلاَلِ الوَاحِدِ: يَسُوعَ المَسِيحِ. 19 فَكَمَا صَارَ الكَثِيرُونَ خُطَاةً بِمَعصِيَةِ إنسَانٍ وَاحِدٍ، سَيُجعَلُ الكَثِيرُونَ أَبرَارَاً بِطَاعَةِ الوَاحِدِ.”(رو5: 17, 19)


بالتأكيد قد إستمعنا إلى كثير من الوعظ يقول” ليس من يعمل صلاحاً, ليس, ليس ولا واحد” (رو3: 10). ولكنك لا تستطيع أن تقرا جزء من الكتاب دو أن تقرأه بالكامل. في أول 3 أصحاحات من رسالة رومية, الرسول بولس يكتب لائحة إتهام خطيرة ضد الإنسان في حالته الطبيعية. قائلاً أنه لا يوجد أي شخص بار, وهذا حقيقي بلا شك! ولكن بولس يستطرد موضحاً أن ِبِرّنا لا يأتي من خلال الناموس أو سلوكنا. فِبِرّنا يأتي فقط من خلال الإيمان في يسوع المسيح و”…علي كل من يؤمن” (رو3: 22).

   رو5: 17 يقول أنه بسبب معصية واحد (خيانة آدم) الموت تسّلط في العالم. وأصبح الشيطان هو سَيد الإنسان وكل شيء فعله الإنسان بعد ذلك كان رد فعل للخوف من الموت, الصدفة والفشل. هل تعلم أي شخص عش لمدة 300 سنة بسبب أنه لم يكن هناك موت كافي علي الأرض؟ بالطبع لا! فالموت موجود بكثرة في العالم. ولكن هذه الآية تستمر قائلة, “فَالأَولَى أَنَّ الَّذِينَ يَتَمَتَّعُونَ بِفَيضِ النِّعمَةِ وَعَطِيَّةِ البِرِّ سَيَمْلُكونَ فِي الحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ مِنْ خِلاَلِ الوَاحِدِ: يَسُوعَ المَسِيحِ.” حمداً للرب! فيسوع قام بشراء هَدية البِر المجانية والتي كانت أكثر حياة, وأكثر واقعية, بل وأكثر وفرة من الموت نفسه. فالخوف من الموت إنتهي بالحياة التي في المسيح يسوع. وكما يقول الرسول بولس,” 55 أَينَ يا موت انتِصَارُكَ؟ وَأَينَ يَا قَبْرُ لَدغَتُكَ؟ (1كو 15: 55). إن قوة البرَّ تغلب قوة الخطية والموت بالكامل مثل النيران المشتعلة التي تأتي على نقطة ماء. إن لدينا قوة علي و في حياتنا عن طريق بر الله في المسيح أكثر من قوة إبليس التي كانت علي حياتنا عندما كنا في الخطية.

   الكتاب التفسيري يقول,” بكل تأكيد هؤلاء من حصلوا علي نعمة الله الفائقة وعطية البر المجانية…يتسلطون كملوك في الحياة من خلال شخص واحد, يسوع المسيح(المسيا, الممسوح)” (رو5: 17). عندما تجعل يسوع مخلصك الشخصي, تحصل علي فيض النعمة وعطية البر التي تعطيك القدرة والإمكانية للحكم والسيادة في الحياة كملك! سوف تصبح في موضع سلطان علي حياتك وظروفك, تماماً مثل الملك الذي يتحكم في مملكته.

إعتمد علي العطية

   علي المؤمن أن يتعلم أن يعتمد علي عطية البر المجانية التي له. يجب أن يتعلم أن يعتمد عليها. وهذه واحدة من الأشياء التي إكتشفتها من كلمة الله. فالشيطان أخبرني أنه ليس لدي أي حق في الشفاء. وقال أيضاً أنه ليس لدي أي حق في الإمتلاء بالروح القدس, وبالتأكيد ليس لدي الحق في أن أخدم لإحتياجات الناس الأخرى. حسناً, لو حدث وشعرت شعور صغير بأني خاطىء لبعض الوقت, لكنت قد وافقت الشيطان. حقيقة, لم أدرك أن إبليس كان هو الذي يخبرني كل هذه الأشياء؛ فكنت أظن أن هذه الأفكار تخصني أنا. ثم رأيت في كلمة الله أن لدي الحق في هذه الأشياء, ببساطة لأن يسوع أعطاني الحق لهذه الأشياء.

   هل فعلاً تدرك المعني الحقيقي للآية” أصبحنا بر الله “؟ يجب عليك أن تفكر فيها لتري الحقيقة الكاملة. وريث الملك له نفس حقوق الملك تماماً لأنه جزء من المَلك نفسه. فهو مولود من ملك, وبناءِ علي ذلك, له نفس الحقوق والإمتيازات القانونية.

   عندما ولدت ثانية, الكتاب المقدس يقول أنك أصبحت عظم من عظامه. ولديك الحقوق والإمتيازات لأنك ولدت من روح الله. لقد وٌلد الله بداخلك! وهذه الحقوق هي ملكك لأن يسوع الناصري دفع الثمن لمشكلة الخطية, وجعلك مولود ميلاد ثاني.

لتكن لك عقلية البار

   قال بولس في 1كو 15: 34,” كٌونٌوا وَاعيِيِن ومٌدركين للبِرِّ وَكُفُّوا عَنِ الخَطِيَّةِ،…” أدركوا البر. كن واعي ومدرك أنك أصبحت وٌصنعت بر الله في المسيح يسوع, وأنك قد وٌضعت في وضع صحيح مع الله من خلال ذبيحة يسوع في الجلجثة. عندما تصبح مشغول ومدرك وواعي بهذه الحقيقة, الخطية سوف تتوقف في حياتك. طالما أن الشيطان قادر علي إقناعك بعدم إستحقاقك لأمور الله, يستطيع أن يبقيك تحت ضغط إصبعه والخطية ستتحكم في حياتك. ولكن, عندما تدرك البر, ستدرك أن الشيطان عدو مهزوم. والصراع سينتهي.

   كن واعي للبر….ليكن لديك عقلية البار ولتكن مشغولاً بالبر! فلقد تم تزٌويدك بكل ما تحتاجه لتتعامل مع كل موقف في حياتك. لذلك فمن حقك أن تكون ملك في هذه الحياة من خلال يسوع المسيح. ومن حقك أيضاً أن تكون في إنسجام وتوافق وعلاقة دائمة مع الله. الله القدير, خالق الكون, إختار أن ينزل إليك في شكل يسوع المسيح ليسكن في قلبك من خلال الروح القدس ويعطيك بره, قدرته, وقوته.”…الذي فيك, أعظم من الذي في العالم”(1يو 4: 4). مجداً لله!

   أفسس3: 20 تقول” وهو(الله) قادر أن يفعل أكثر جداً فوق كل ما نطلب أو نفكر, وفقاً للقوة العاملة فينا.” عندما أدرك بالتمام أهمية هذه الآية, بدأت في أن أثق بخدمة الروح القدس في خدمتي للناس. حقيقة, ذات يوم تكلم الرب لقلبي قائلاً, ما هو مقدار ثقتك في الله الذي بداخلك؟ في هذا الوقت لم يكن لدي أي ثقة في الله الذي بداخلي أبداً! كنت أصلي آملاً أن يفعل الله شيئاً, ولكن بدون نتائج! ثم أدركت الحقيقة سكني الروح القدس في داخلي. قال يسوع أنه عندما يأتي روح الحق, فسيأخذ أمور الله ويكشفها لنا. والروح القدس بدأ يكشف لقلبي عمق الولادة الجديدة, بر الله في المسيح يسوع. وكشف لي أيضاً قوة الروح القدس (عضلة الله, عقل الله, وكل شيء آخر) وأراني كيف أن هذا الإقنوم يعيش داخل كل مؤمن ولد ثانية, ممتليء بالروح القدس. ثم أصبحت هذه الحقائق مغروسة بعمق في داخل روحي و بدأت في أن أكون شخصاً له عقلية البار.

   كيف تصبح لك عقلية البر؟ رو8: 5 يقول, “5 فَالَّذِينَ يَعِيشُونَ حَسَبَ طَبِيعَتِهِمُ البَشَرِيَّةِ، تَتَرَكَّزُ أَفكَارُهُمْ عَلَى رَغَبَاتِ تِلكَ الطَّبِيعَةِ. …” لقد إستهلكنا تفكيرنا كثيراً في أمور جسدية. أمثال4: 20 يأمرنا أن نلازم كلمة الله. في الماضي لم نكن نفعل ذلك. فكنا نفكر في المرض بدلاً من الشفاء…الضعف بدلاً من القوة…المشاكل بدلاً من النصرة…الفقر بدلاً من الإزدهار…الخطية بدلاً من البر. لقد لازمنا هذه الأشياء الأخرى, ونكاد نكون قد تجاهلنا بالكامل قوة كلمة الله لتخلصنا من الجسد.

   أستطيع أن أتحدث عن خبرتي هنا, لأنني كنت بديناً وكنت مدمناً للسجائر. لسنين عديدة, حاربت ضد جسدي مع نجاح ضئيل؛ ولكن عندما نضجت في كلمة الله وبدأت في السلوك بالروح, لم أكمل شهوات الجسد. عندما تعلمت هذا إستطعت السيطرة علي جسدي المادي, إنخفض وزني للطبيعي وإنكسرت عادة التدخين!

   الشخص الذي يفكر ” براً ” بدلاً من “الخطية” هو شخص قيم لدي الله, لدي نفسه, ولدي الآخرين أيضاً من حوله. فالله دائماً سيكون موجوداً عندما تحتاجه. هذا ليس حقيقي لذوي عقلية الخطية, والمسيحيين أصحاب العقلية المهزومة والتي تفكر بهزيمة. فهذه منطقة خادعة جداً حيث وقع فيها أناس كثيرون لوقت من حياتهم دون أن يدركوها. لقد سمعت هذه العبارة مراراً بل ورددتها بنفسي أيضاً:”حسناً, نحن نصلي من أجل هذا الموقف, ولو إنفتحت الأبواب, فمشيئة الله لنا هي أن نذهب؛ ولكن إذا لم ٌتفتح أبواب, فحتماً أن هذا الموقف ليس من الله.” لو أن “الباب المفتوح” هو البرهان علي مشيئة الله, فالرسول بولس إذاً لم يكن في مشيئة الله أبداً! فقد كان لديه عوائق وحواجز خلال كل خدمته, ولكنه اخذ كلمة الله وفتح الأبواب لينهي عمله! حتى عندما ألقي في السجن صلي لكي يخرج. أنهي مهمته, بالرغم من المعوقات.

   الوعي المشغول بالخطية سوف يبحث عن مخرجاً للموقف:” لا نملك المال الكافي لنذهب…من المحتمل ألا أستطيع القيام بهذا العمل.” ومع ذلك, فالعقل الواعي للبر سوف يجد دائماً طريقة لإنجاز المهمة.

أطلبوا أولاً ملكوت الله, وبره

   عندما كنت أعظ في جاميكا, كان هناك رجل يملك وظيفة جيدة لكي يحضر إجتماعاتنا ويسمع الكلمة. فقد كان يمشي ستة أميال, مرتين في اليوم, فقط ليحضر هذه الإجتماعات. وعندما سألته بشأن هذا الموضوع, قال, “أخ كوبلاند, لقد صٌمت وصليت من اجل سنة يرسل فيها الله أحداً ليعلمنا الكلمة ولن ادع أي خدمة دون أن احضرها! فما أتعلمه عن الإيمان, سيأتي لي بوظيفة أفضل!” أتري, هذا الرجل كان يبحث عن طريقة ليحضر بها الإجتماعات! كان يريد المزيد من أمور الله. فقد عرف أن يسوع قد قال, “أطلبوا أولاً ملكوت الله, وبره؛ وهذه كلها زاد لكم” (مت6: 33).

   هناك منطقة أخري الكثير من الناس قد خٌدعوا فيها, وهي “جزة الصوف”. الشخص الذي يستخدم جزة الصوف يعتمد علي علامة مادية في معرفة مشيئة الله بخصوص الموقف, ولو أنه غير حريص, فسوف يضّل!

   جدعون إستخدم جزة الصوف. ولكن لنحلل موقفه للحظة. أولاً, جدعون لم يكن مولود ثانية؛ وبناءاً علي ذلك, كان مضطر علي أن يعتمد علي الإثباتات المادية. لم يكن لديه أي معرفة عن الله لأن عائلته كلها كانت تعبد البعل. ثانياً, لم يكن هناك نبي في الأرض ليعطي جدعون كلمة من الله, وكان النبي المصدر الوحيد لإعلان المعرفة في هذه الأيام. ثالثاً, كان جدعون يتعامل مع ملاك, الشيء الذي كان في غاية الغرابة بالنسبة له. لذلك, في وضعه, لم يكن لديه أي خيار آخر غير جزة الصوف, ليحصل علي علامة مادية بخصوص ما يفعله.

   ولكن كمؤمنين, أنا وأنت لسنا في موقف جدعون. فلدينا دخول للروح القدس, ولدينا كلمة الله المكتوبة لترشدنا في معرفة مشيئة الله لحياتنا. لو أنك لا تعرف ماذا تفعل في موقف معين, إذهب لكلمة الله. إقضي وقتاً في الصلاة والتأمل في كلمة الله. والرب سوف يبدأ في قيادتك. فهو قال, “خرافي تسمع صوتي” (يو10: 27). وسوف تعلم ما عليك فعله بقيادة الروح القدس. لا يجب أن نعتمد علي علامة مادية, أو طبيعية لتقودنا. فنحن لسنا عٌمي. لدينا أٌعين روحية وعلينا أن نستخدمهم. أيضاً, عندما تضع جزة الصوف في العالم الطبيعي, فأنت تعطي مكاناً لإبليس أن يتمم الأمور, لأن العالم المادي هو منطقته.

   وإليك معادلة من 3خطوات, والتي عندما تستخدمها, سوف تجعلك تنجح في كل مكان في حياتك. لاشيء يستطيع أن يوقفك. كل مؤمن يحاول, في أي مجال, سينجح عندما يٌدعم بنوع من الصلاة والتكريس, لأن الله في جانبه.

1.   إكتشف مشيئة الله في حياتك بالصلاة والتأمل في الكلمة.

2. عندما تجدها, لا تستشر لحماً ودماً. لا تسال الآخرين ماذا تفعل. قد أناقش أمراً مع زوجتي أو مع فريقي, ولكن طالما صلينا وعرفت مشيئة الله, فلا يهم ما يظنوا أو يقولوا عن الأمر.

3.   إتمم سعيك بأي ثمن. لا تدع أي شيء أو أي شخص يقف في طريق مشيئة الله.

 لكي يعيش المؤمن حياة النجاح, يجب أن يدرك أنه أكمل خدمة يسوع. فقد قال, “طالما أنا في العالم, فأنا نور العالم” (يو9: 5) وأيضاً “آمنوا بالنور, لتكونوا أولاد النور” (يو12: 36). وبما إنك خليقة جديدة في المسيح يسوع, فلديك إسم يسوع, كلمة الله, وروح الله ليمكنك من أن تقف في مكان خدمة يسوع. الخوف من الموت قد إنتهي بسبب يسوع. إحمل هذا الوعي دائماً, إحمل هذه الفكرة دائماً, في المسيح, أنت بر الله!

  أخذت بإذن من خدمات كينيث كوبلاند www.kcm.org & www.kcm.org.uk   .
هذه المقالة بعنوان “عطية البر” تأليف : كينيث كوبلاند من المجلة الشهرية BVOV  يوليو 2007
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث كوبلاند.

Used by permission from Kenneth Copeland Ministries www.kcm.org  &  www.kcm.org.uk.

This article entitled “The Gift of Righteousness” is written by Kenneth Copeland , taken from the monthly magazine BVOV July 2007.

©  2007 Eagle Mountain International Church, Inc.: aka: Kenneth Copeland Ministries.  All Rights Reserved.

This work Translated by: Life Changing Truth Ministry

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$