القائمة إغلاق

غني لله – الجزء 2 Rich Toward God – Part

 

 

 لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا

لمشاهدة العظة على اليوتيوب

 

 

 

العظة مكتوبة

  • تحفّظوا من الطمع.
  • لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنى.
  • مُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ.
  • معنى أن تكون غنيًا بالله.
  • من البديهي أن تلتزم ولا تنتظر أحدًا ليجبرك.
  • الْتزمْ عن حب، الله أيضًا مُلتزِمٌ تجاهك؛ لأنه يحبك.
  • أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ!
  • لا تنشغل في الخدمة على حساب الرب.
  • فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ (الارتفاع الذي كنت فيه) وَتُبْ.

 

▪︎ تحفّظوا من الطمع:

 سأُكمل معكم سلسلة غني لالله؛ لنرى الشاهد الأساسي:

 “١٣ وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». ١٤ فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا أَوْ مُقَسِّمًا؟» ١٥ وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ، فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ». ١٦ وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً قَائِلاً: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ، ١٧ فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ، لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ ١٨ وَقَالَ: أَعْمَلُ هذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَّلاَتِي وَخَيْرَاتِي، ١٩ وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! ٢٠ فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ ٢١ هكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا للهِ».” (لوقا ١٢: ١٣-٢١).

 “١٣ وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». ١٤ فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا أَوْ مُقَسِّمًا؟»” (لوقا ١٢: ١٣، ١٤).

 في وقت أيام الرب يسوع عندما كانوا يحتاجوا إلى شخص ليحكم بينهم، كانوا يلجأون إلى كبار المدينة، أو من هم في منصب، سواء على مستوى القبيلة أو السِبط، ويعودون إلى الكتبة والفريسين، ويعقدون بينهم فيما يشبه مجلس أو مجمع لوضع حكم أو حل للأمور التي تشبه هذا الموقف.

 في ذلك الموقف كان الرب يسوع في منصب يُتيِح له الحكم بينهما، فنرى أنه لم يقل له مثلاً: أنا لا أقوم بمثل هذه الأشياء، لكن سأله: “مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا أَوْ مُقَسِّمًا؟” فإن جعله أحدٌ قاضيًا كان سيحكم بينهما، بمعنى آخر، إن أتى هذا الشخص بأخوته وعائلته ليحكم يسوع بينهما، كان سيدور المُتعارف عليه آنذاك، لكن من الواضح لم يجعله أحدٌ قاضيًا بشكل رسمي في هذا الموقف.

 أشرح هذا لأن البعض يعتقد أن يسوع انسحب ولم يُرِد التدخُّل وحل الأمر. يقتبس البعض هذا الشاهد ليعلّموا عن أن الراعي ليس له أن يتدخّل ليحل المشاكل الأسرية، وهذا غير كتابي. طالما دُعِي الراعي ليَقضي في الأمر يُمكنه التدخُّل، بشرط خضوعهم للكلمة.

 إن حدث خلاف بين طرفين ودُعيا الراعي ليحكم بينهما، على الراعي الذي يسلك بالكلمة، ألا يتدخّل إلا في حالة خضوع الطرفين للكلمة والكنيسة؛ ذلك لأنه إن كانا لا يخضعا للكلمة فبالتأكيد لن يخضعا لِما سيحكم به الراعي. خلاصة الأمر الراعي له السلطة ليحكم في هذه الأمور، لكن في حالة عدم خضوع الأطراف ينبغي ألّا يتدخّل مثلما فعل الرب يسوع.

 “وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ، فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ».” (لوقا ١٢: ١٥).

 “الطَّمَعِ”: للدقة تأتي الشره ومحاولة الجمع الكثير والاستحواذ.

 “فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ”: أي لا تُقاس حياة الشخص بما يمتلكه.

 “وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً قَائِلاً: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ.” (لوقا ١٢: ١٦).

“أَخْصَبَتْ”: أي أصبح بها كثير من الزرع.

 “١٧ فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ، لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ ١٨ وَقَالَ: أَعْمَلُ هذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَّلاَتِي وَخَيْرَاتِي، ١٩ وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! ٢٠ فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟” (لوقا ١٢: ١٧-٢٠).

 “أَعْدَدْتَهَا”: أي كنزتها، جمعتها وكومتها.

 تحركت السماء ضد هذا الشخص الذي يكنز ويكوّم للأمور البشرية، وعلى النقيض تتحرك السماء لأجل الشخص الذي يكوّم ويكنز للأمور الإلهية.

 ما الربط بين مثل الغني الذي شرحه يسوع وبين الشخص الذي أتى له وهو في خلاف مع آخرين؟ هنا الرب يسوع يُعلّمهم أن سبب وجود مثل هذه النزاعات بينهم؛ أنهم غير أغنياء بالكلمة، أيضًا لأنهم غير خاضعين للكلمة لم يتدخّل يسوع ليحكم بينهم.

 هل هنا الرب يسوع يشجّع الشخص على ترك حقه؟ بالطبع لا.

 إن عدنا إلى العهد القديم، كان يوجد أقضية وأحكام تخص مثل هذه النزاعات، فإن كان الرب يسوع يخبره أن يترك حقه، فعلى الفور كان سيخرج إليه واحد من الكتبة والفريسين ويخبره أن ناموس موسى يقضي ويحكم في حالات الظلم بين الناس، وهذا صحيح كتابيًا، فبالطبع يسوع لا يعني أن يترك الشخص حقه.

 في هذا الموقف لم يجعلا يسوع قاضيًا؛ فلم يحكم بينهما ولكنه وقف محايدًا وابتدأ يعطينا قانونًا عامًا: إنه يوجد شخص جشع. أيّاً كان مَن المُخطئ، فربما يكون هذا الشخص يَدّعي على أخوه كَذِبًا، أو حقًا أخوه يظلمه، نحن لم نسمع من الطرفين لا ندري فنقف في موقف محايد.

 لكن أي شخص غير سالك بالكلمة، سيعاني في هذه الحياة، إن كان هذا الشخص مظلومًا فبسلوكه بالكلمة سينال حقه.

 للأسف عُلِمَ كثيرًا عن آيات في الكتاب المقدس بصورة خطأ توحي أن الكتاب يدعو الناس أن لا تطالب بحقوقها، بلى لم يتراجع الرب يسوع عن تدخُّله تحت بند (ليس لي شأن بهذه الأمور) لا مرة أخرى، هو لم يتدخل لأنهم لم يجعلوه قاضيًا في هذه المشكلة، لم يعطوه السلطان الرسمي للتدخُّل في الأمر.

 وَضَّحَ الرب يسوع سبب المشكلة من جذورها؛ لأن الناس غير غنية بالكلمة؛ لهذا السبب هذا ينحر هذا، وهذا يدّعي على ذاك، وهناك من ينهب ويستولى على حقوق الآخرين. ما سبب كل هذا؟ أعطانا الرب يسوع الإجابة؛ السبب أنهم غير أغنياء بالله!

 لهذا لنرى كيف تكون غني بالله…

 

▪︎ لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً:

 “١ فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. ٢ اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، ٣ لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ. ٤ مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ. ٥ فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ، ٦ الأُمُورَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، ٧ الَّذِينَ بَيْنَهُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا سَلَكْتُمْ قَبْلاً، حِينَ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ فِيهَا. ٨ وَأَمَّا الآنَ فَاطْرَحُوا عَنْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ. ٩ لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ، ١٠ وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ، ١١ حَيْثُ لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغُرْلَةٌ، بَرْبَرِيٌّ سِكِّيثِيٌّ، عَبْدٌ حُرٌّ، بَلِ الْمَسِيحُ الْكُلُّ وَفِي الْكُلِّ. ١٢ فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، ١٣ مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا. ١٤ وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ. ١٥ وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ. ١٦ لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ.” (كولوسي ٣: ١-١٦).

 أول فعل أمر هو “اطْلُبُوا ما فوق” أي اضبطوا أذهانكم على كونكم من فوق؛ لأن هذا حقيقي.

 ثانيًا: “اهْتَمُّوا بما فوق”، أعطوا انتباهكم وتفكيركم بما هو فوق لا بما هو أرضيٌّ، لماذا؟ “لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ”

 ثالثًا: “فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ”

“سَلَكْتُمْ” لاحِظ الفعل ماضي؛ أي أنتم لستم كذلك فيما بعد.

 رابعًا: “اطْرَحُوا عَنْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ”

 “السَّخَطٰ” ربما توحي لك في اللغة العربية أنه شخص يسخط أو يتذمر على شيء هذا معنى سخط في أذهاننا، لكن في اللغة اليونانية سخط تعني المزاج غير المُنضبِط؛ يفرح أو يحزن حسب ظروف العالم، بمعنى آخر المزاج المُعكَّر والمُتقلِّب، فيصير الشخص غير مُتحكِّم في مزاجه وذهنه مُشتَّت، فيقول اطرحوا هذا السخط.

 يُكمل ويقول: “لاَ تَكْذِبُوا، ثم الْبَسُوا”

 “وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ”

 “لْيَمْلِكْ”؛ أي يسود وهذا يعني أنك أنت من تسمح بسلام الله أن يتسيّد على مشاعرك.

 “لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً” ما هي مادة الغنى؟ الكلمة، يجب أن يمتلئ الشخص بالكلمة.

 كلمة “تَسْكُنْ”! دعني أشرح لك خلفيتها اليونانية، هذا الشرح لا تحتاج فقط إلى الرجوع إلى المعنى الحرفي في القاموس اليوناني، بل أيضًا الخلفية التاريخية له وفيما كانت تُستخدَم هذه الكلمة آنذاك حتى تفهمها.

 “تَسْكُنْ” أي تستريح راحة تامة في المكان، أنت لست فقط تُسكِّن شخص في المكان بل توفر له كل وسائل الراحة؛ من حيث الراحة والمساحة أنت تجعل المكان مُؤهَّلاً جدًا للسُكنَى من كل الجوانب لراحته.

 يخبرنا لتسكن الكلمة بمساحة شاسعة داخلك، تجد راحتها لأقصى درجة فيك، وليس أن تكون بالكاد داخلك، لا بل تكون مُترفِّهة ومُكرَّمة فيك.

 هذه العائلة التعيسة التي بها نزاع على الميراث، الكلمة هي حلها، سواء الشخص الذي أمام يسوع أو الطرف الآخر. أن تكون غنيًا لله أي غني من الكلمة وممتلئ بها.

 إذًا يدعونا الكتاب أن نمتلئ من الكلمة، تصل لمرحلة أنها طريقة تفكيرك واتّجاهاتك، لا تفكر سوى بها ومن خلالها، لكن قبلها ذَكَرَ: نظّفْ البسْ، اطرحْ، أَميتْ، لماذا يا ترى؟ لأن من الصعب أن تأخذ الكلمة مجراها داخلك وأنت مسحوب وذهنك مُشتَّت ومُنشغِل بكل هذه الأشياء.

▪︎ مُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ:

 يجب أن ترتّب ذهنك وتستأسر أفكارك إلى طاعة المسيح، كما ذكر الرسول بولس لنرى معًا ما معنى كلمة تستأسر:

 “هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ.” (٢ كورنثوس ١٠: ٥).

 لفظ “يستأسر” هنا ليس معناها فقط أن تقبض على شخص وتجعله أسيرًا، وهذا صحيح، لكن خلفية اللفظ في اليوناني أشد كثيرًا (اليوناني هو لغة معظم العهد الجديد) في ذاك الوقت عندما كان جندي يقبض على أسير كان يضع سيفًا مُسنَّنًا وحادًا للغاية في ظهره.

 إن وضعت هذا السيف في مقارنة مع أسلحة الأزمنة التي تخص تلك العصور والممالك، ستجد أن هذا السيف أسنهم وأكثرهم شراسة. كان يُوضَع في ظهر الأسير فيما يشبه حاليًا وضع مسدس في ظهر المقبوض عليه.

 هذا السيف المُدبَّب كان يُلامس ظهر الأسير فلا يذهب يمينًا أو يسارًا، إنْ فَكَّرَ الأسير أن يتحرك قليلاً، سيخترق السيف ظهره ويخرج من الناحية الأخرى! فلا يمكن للأسير أن يفكر في أن يذهب لأي مكان، حتى الحمام فهو سيترحل الآن ومقبوض عليه، حالة من الصرامة!

 لا يوجد أي علة تسمح له بالحراك، لا يمكن للأسير أن يسلّم على أحد أو يودّع أي شخص من أقاربه أو قريته وهو في طريقه إلى السجن أو في حالة ترحيله من بلد لأخرى، لا يوجد أي مَفر لهروبه، للأسير وجهة سيذهب إليها، دون الحياد يمينًا أو يسارًا. حالة من العسكرية!

 يخبرنا أن نكون نحن أيضًا في حالة من العسكرية والصرامة ضد هذه الأفكار! لا يوجد رحمة تجاهها، مستأسرين كل فِكْر. لا يوجد مفر من القبض عليها. لهذا عندما يخبرنا الكتاب أن تسكن فينا كلمة المسيح بغنى؛ هذا يسبقه الكثير من التنظيف ووضع أشياء فتجد الكلمة راحتها داخلك.

 تخيّل معي أنك استضفت صديقًا في بيتك ووضعته في غرفة الأطفال، وكانت الغرفة مليئة بأشيائهم وأشيائك أنت أيضًا، الغرفة أيضًا مُزدحِمة للغاية، هذا الضيف لا يسكن في بيتك بغنى، هو بالكاد يجد مكانًا ليجلس فيه بسبب ازدحام المكان الشديد.

 هل الكلمة في حياتك مثل هذا الضيف الذي لا يجد مكانًا ليمكث فيه؟! أم تسكن بغنى؟ لفظ غنى مُرتبِط بأن تهيئ الوضع للكلمة. كم مرة قمتْ بتصفية ذهنك لتدرس الكلمة كيلا تكون سريعًا أو مُهرِولاً؟ كم مرة وضعت في ذهنك أن هذا ليس وقتًا للتشتُّت؟ هذا وقت لدراسة الكلمة! حالة الالتزام الذهني والجدية هذه، أن تضع الكلمة مسألة حياة أو موت!

 لتسكن الكلمة فيك بأريحية، تأخذ مجراها داخلك بلا تشتيت. لا ينبغي أن تكون الكلمة في حياتك مثل الضيف في المَثَل، بل أن تكون في تَرَّف وإكرام، مثلما تدخل فندقًا فتجد كل وسائل الراحة والفخامة داخله، لا يوجد سبب يجعلك تتصل لتطلب أي شيء؛ فهو مُتوفّر به كل شيء، لا يوجد شيء مَنسيًّا، هذا معنى كلمة رفاهية.

 بالتزامن مع أن توفر الراحة التامة للكلمة داخلك، ينبغي ألا تجد الأفكار غير الكتابية أي تهاون داخلك، تجدك تقبض عليها بشراسة مثل الأسير الذي إن تحرك سيجد السيف يخترقه فورًا.

 تخيل معي إن كنت تعلمت هذا الكلام منذ سنين وتدرّبت أن تسجن أفكارك مبكرًا، كنت ستحصد اليوم حالة من السلام، وتجد نتائج سريعة في حياتك، هذا لأن قوة الكلمة مُرتبِطة بمدى راحتها داخلك.

 

▪︎ معنى أن تكون غنيًا بالله:

 أن تكون غنيًا بالكلمة أي تربط كل شيء في حياتك بها، أي شيء تقع عينك عليه، أي مكالمة تأتيك، كل شيء تتعامل معه في الحياة مربوط بطريقة تفكير الكلمة، لا يوجد مكان في ذهنك لأي فكرة خارج الكلمة.

 لدى بعض المُهندِسين تجد المهندس تفكيره مُرتبِط ارتباطًا شديدًا بالهندسة التي تعلّمها، فيكون تفكيره مُتأثِرًا بشغله كثيرًا، حياته كلها أفكار هندسية ربما تكون تتحدث معه بجانب عمود، فيدور في ذهنه أن هذا العمود مائل بمقدار معين، وكيف صُمِّم هذا العمود، بالمثل عندما تلهج في الكلمة وتصير تفكر بها طوال الوقت تبدأ في التفكير بمنهجيتها، هذا هو الغنى فيما يخص الله.

 ملحوظة: في هذا المثال الذي ذكرته عن المهندس الذي يترك دراسته أو عمله تؤثر على طريقة تفكيره، هذا غير كتابي، نحن كأولاد لله أيّاً يكن نوع التعليم الذي تدرسه، يجب أن تضعه تحت الكلمة، ولا تسمح له بالتأثير عليك.

 لا يستطيع إبليس الوقوف أمام شخص تسكن فيه الكلمة بغنى. في السلسة الماضية “اصحوا واسهروا” تعلّمنا أن الكتاب يقول: “اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ.” (١ بطرس ٥: ٨).

 “مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ” أي يمكن ابتلاعه؛ ليس كل الأشخاص قابلين للابتلاع، ليس من هو واعٍ وثابتٌ، ليس من هو غني بالله.

 هناك أناس وصلوا لمرحلة من الاستنارة والإدراك والفهم أنهم هم من يطردوا إبليس من أماكن تواجدهم، أو الأماكن التي يذهبون إليها، أو الأماكن التي جُعِلَوا قاضيين عليها أو لهم حيّز فيها.

 هذا هو الهدف الإلهي ليمتد ملكوت الله على الأرض. لا يمتدّ ملكوت الله فقط بأن تأتي بشخص ليسوع، بل أن يسود يسوع على ذهنه وقلبه أيضًا، ويصير شخصًا مُؤثِّرًا، وهو أيضًا يأتي بيسوع على الأرض، وهذا يتمّ عبر الامتلاء بالكلمة والالتزام بها.

 

▪︎ من البديهي أن تلتزم لا تنتظر أحدًا ليجبرك:

 “وَأَمَّا نَحْنُ فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ كُلَّ حِينٍ لأَجْلِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ الرَّبِّ، أَنَّ اللهَ اخْتَارَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ لِلْخَلاَصِ، بِتَقْدِيسِ الرُّوحِ وَتَصْدِيقِ الْحَقِّ.” (٢ تسالونيكي ٢: ١٣).

 “يَنْبَغِي لنا” ألْزمَ بولس نفسه أن يشكر الله لأن هذا أمر واجب.

 إن التزمْتَ في حياتك بدون عقلية الردع، لن تنتظر أحدًا ليفعل لك شيئًا، أحب أن أسميها كما تُقال بصورة دارجة؛ “محدش هيهشلك دبانك”. أنت الوحيد من سيُبعد الذباب عن وجهك، فقط الأطفال من نُبعد نحن عنهم الحشرات والذباب، لكن إن نضجْتَ وكبرْتَ تحتاج أن تقوم أنت بفعل عمدي وتفعل هذا لنفسك. لا تنتظر أحدًا ليردعك، ألْزِمْ أنت نفسك.

 حتى العالم بدأ يتحرك بصورة إلزامية، فنجد لافتات مكتوب فيها؛ “لا تفعل هذا وإلا…” أو “افعل هذا وإلا…”، حالة من الردع! بالطبع وَضْع القوانين أمر صائب، ولكني أتكلّم عن حالة التهديد هذه التي أصبحت تحفّز على القيام بالمهام المطلوبة أو الأمور الصائبة. هذا وضع متدني، هناك أرقى من هذا!

 منذ أن اتّخذ الإنسان القضاء على نفسه، عندما أخبر الله نوح أنّ سَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ بِالإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ. لأَنَّ اللهَ عَلَى صُورَتِهِ عَمِلَ الإِنْسَانَ.” (التكوين ٩: ٦)، أصبح الإنسان الآن هو مَن سيحكم، تولى الإنسان القضاء.

 ثم وضَع الرب سبع وصايا لنوح مُتوارثة على مرِّ الأيام، اقتنع بها كثير من اليهود أُطلِق عليهم “النوحيين”، لكن عندما جاء ناموس موسى أعطى استنارة أعلى من وصايا نوح، هذا ليس موضوعنا الأساسي، نقطتنا الأساسية هي حالة الردع الحادثة وأن الإنسان هو من ينبغي أن يلتزم بشكل طبيعي وبديهي. لنكمل:

 “٣ كَمَا طَلَبْتُ إِلَيْكَ أَنْ تَمْكُثَ فِي أَفَسُسَ، إِذْ كُنْتُ أَنَا ذَاهِبًا إِلَى مَكِدُونِيَّةَ، لِكَيْ تُوصِيَ قَوْمًا أَنْ لاَ يُعَلِّمُوا تَعْلِيمًا آخَرَ، ٤ وَلاَ يُصْغُوا إِلَى خُرَافَاتٍ وَأَنْسَابٍ لاَ حَدَّ لَهَا، تُسَبِّبُ مُبَاحَثَاتٍ دُونَ بُنْيَانِ اللهِ الَّذِي فِي الإِيمَانِ. ٥ وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ. ٦ الأُمُورُ الَّتِي إِذْ زَاغَ قَوْمٌ عَنْهَا، انْحَرَفُوا إِلَى كَلاَمٍ بَاطِل. ٧ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا مُعَلِّمِي النَّامُوسِ، وَهُمْ لاَ يَفْهَمُونَ مَا يَقُولُونَ، وَلاَ مَا يُقَرِّرُونَهُ. ٨ وَلكِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ صَالِحٌ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْتَعْمِلُهُ نَامُوسِيًّا. ٩ عَالِمًا هذَا: أَنَّ النَّامُوسَ لَمْ يُوضَعْ لِلْبَارِّ، بَلْ لِلأَثَمَةِ وَالْمُتَمَرِّدِينَ، لِلْفُجَّارِ وَالْخُطَاةِ، لِلدَّنِسِينَ وَالْمُسْتَبِيحِينَ، لِقَاتِلِي الآبَاءِ وَقَاتِلِي الأُمَّهَاتِ، لِقَاتِلِي النَّاسِ، ١٠ لِلزُّنَاةِ، لِمُضَاجِعِي الذُّكُورِ، لِسَارِقِي النَّاسِ، لِلْكَذَّابِينَ، لِلْحَانِثِينَ، وَإِنْ كَانَ شَيْءٌ آخَرُ يُقَاوِمُ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، ١١ حَسَبَ إِنْجِيلِ مَجْدِ اللهِ الْمُبَارَكِ الَّذِي اؤْتُمِنْتُ أَنَا عَلَيْهِ.” (١ تيموثاوس ١: ٣-١١).

 “مُبَاحَثَاتٍ دُونَ بُنْيَانِ اللهِ”، لاحِظ ليس كل المناقشات في الكلمة تؤدي إلى البنيان، هناك من يعتقد أن مجرد مناقشة الكلمة مع أحد هذه دراسة، لا هناك مباحثات لا تبني الإيمان.

 “وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ”

 “غَايَةُ”: أي هدف. إن لم تصل بك الوصية إلى المحبة من قلب طاهر، أي تخرج المحبة دون تخفيف فكل هذا بلا معنى، صفرًا!

 “ضَمِيرٍ صَالِحٍ” أي شخص يعرف كيف يسلك بروحه وصوت روحه واضح.

 “إِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ” أي إيمان بلا ضعف وألّا يكون إيمانك في حالة هبوط.

 “الأُمُورُ الَّتِي إِذْ زَاغَ قَوْمٌ عَنْهَا، انْحَرَفُوا إِلَى كَلاَمٍ بَاطِل”؛ قوم هنا يقصد من يتحدّثون عن الشريعة وانحرفوا إلى كلام باطل، اعْلَمْ هذا أن أي عقيدة لا تأتي بك إلى الثلاث زوايا التي ذكرناها سابقًا، فهذا زيغان عن الحق وكلام باطل، ومن يعلّموا به يريدون أن يكونوا مُعلِّمين للناموس وهم لا يفهمون ما يقولونه.

 “لكِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ صَالِحٌ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْتَعْمِلُهُ نَامُوسِيًّا”

 “نَامُوسِيًّا”: أي بالصورة الصحيحة التي وُضِعَ فيها.

 “عَالِمًا هذَا: أَنَّ النَّامُوسَ لَمْ يُوضَعْ لِلْبَارِّ، بَلْ لِلأَثَمَةِ وَالْمُتَمَرِّدِينَ”

 لم يُوضَع الناموس للأبرار، فمثلاً نجد يوسف، لم يكن الناموس موضوعًا في وقته، ومع ذلك عرف كيف يسلك بالصورة الصحيحة، كذلك إبراهيم، وهكذا كل شخص اختار أن يسلك بصورة صحيحة وآمن بهذا الإله أُطلِق عليه بار، إلى أن جاء موسى وأعطاهم الشريعة.

 لم يكن الناموس يخاطب هؤلاء الذين يسلكون بطريقة صحيحة، بل الأثمة وهذا ليس معناه أن تقول أنا أسلك بطريقة صحيحة فلا أحتاج إلى الكلمة، لا هذا غير كتابي، وُضِعَ الناموس ليزهي على الأمور الكتابية حسب إنجيل يسوع الذي ظهر في العهد الجديد.

 إذًا حالة الردع التي جاء بها الناموس كانت للمُتفاوِتين، وليس لِمَن اختاروا السير حسب الكلمة مثل داود وإشعياء.

 اعتاد الإنسان العادي وليس المولود من الله على حالة الردع كي يعيش الكلمة، فيجب أن يكون هناك ألم ووجع؛ احذر وإلا سيحدث هذا أو ذاك! في الأساس العلاقة مع الله لا تحتاج إلى حاسب أو انتبه، فأنا انتبه من نفسي والتزم لأني أحب الرب.

 لكن يظل هناك أناس تحتاج أن تستفيق، فنجد الرب يسوع أيضًا يحذّر من أمور، كذلك الرسول بولس حذّرنا من أشياء، لكن الطبيعي أن تلتزم من نفسك.

 لن تجد أحدًا يعطيك مكافأة لأنك لم تقتل! لأن هذا طبيعي. لن تجد أحدًا يشجّعك لأنك لم تقُم بعمل حادث هذا اليوم، لن ترى يومًا ضابط المرور يأتي إليك ويحضنك ويقول لك: “أحسنت!” خُذّ هذه الهدية من الدولة لأنك شخص رائع؛ لم تدُس أحدًا بسيارتك اليوم! لا، المنطقي والبديهي أن تفعل هذا من نفسك.

 مَن الذي يضجر من القانون؟ مَن يضجر من القانون هو الذي يحب التفاوت، فتجد هؤلاء الناس تتذمر عند وضع قانون ما، تجدهم يثرثرون ويعطون أعذارًا لتذمرهم مثل: أه هم يضعون هذا القانون كي يحصلوا على المال، لا يفكّرون في مصالهم فحسب،….وهكذا.

 مع ذلك إن لم يُوضَع ذات القانون الذين تذمّروا لوجوده، أيضًا سيتذمّرون لعدم وجوده خاصةً إن كان غياب القانون ضدهم هذه المرة. كمولود من الله ممنوع أن تكون داخل هذه الفئة.

 

▪︎ التزمْ عن حب، الله أيضًا مُلتزِمٌ تجاهك لأنه يحبك:

 “وَأَمَّا نَحْنُ فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ كُلَّ حِينٍ لأَجْلِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ الرَّبِّ، أَنَّ اللهَ اخْتَارَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ لِلْخَلاَصِ، بِتَقْدِيسِ الرُّوحِ وَتَصْدِيقِ الْحَقِّ.” (٢ تسالونيكي ٢: ١٣).

 لفظ “ينبغي”: تعني في حالة مديونية. لِما نحن مُلزَمون؟ هناك أسباب جعلتني هكذا. ينبغي لنا: علينا أن نشكر الله، إن لم نفعل هذا، يظل هناك دينٌ في رِقابنا.

 تخيّل معي الموضوع بهذه الضخامة والإنسان لا يدري! عندما تشكر الله اعبده بصورة حماسية، قدِّر هذا الأمر داخلك، عندما يخبرك المُسبِّح أن تعبد الرب، افعل هذا بكل قلبك.

 إن لم يكن الشخص يفهم ضرورة الأمر، لن يلتزم بهذا الشيء؛ فلن يرى شيئًا يلزمه.

 “يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ كَمَا يَحِقُّ، لأَنَّ إِيمَانَكُمْ يَنْمُو كَثِيرًا، وَمَحَبَّةُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ جَمِيعًا بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ تَزْدَادُ.” (٢ تسالونيكي ١: ٣).

 إذًا قام بولس بعمل عملية فكرية وتوصّل لأنه مُلزَم أن يشكر الله، لا يمكن أن يؤجلها لوقت لاحق، لا تخفيف في هذا الأمر، الأمر ليس اختياريًّا بل إلزاميًّا!

 إن قمت بضبط ذهنك بهذه الصورة تجاه حياتك الروحية، لن تكون حياتك كما كانت، إن كنت في روعة ستصبح أروع، وإن كنت في حالة من الهبوط والصعود، ستظل فقط في الارتفاع. عندما تلتزم بهذا الشكل ليس من وجع أو ألم، بل نتيجة أسباب، ليس بسبب الألم بل لأن هذا هو الصحيح سترى حياتك في منحنى آخر رائعٌ بالطبع.

 مِثْل بولس لم يشكر لأن الله سيغضب عليه إن لم يفعل، بل لأن هذا صحيح. إن عكسنا الأمر؛ الله مُلتزِم تجاهنا! لا يوجد ما نطالب الله به، لا يوجد مديونية عليه، الله مُلتزِم بنا لأنه يحبنا هللويا!

 “١٤ فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، ١٥ وَيُعْتِقَ أُولئِكَ الَّذِينَ ­خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ­ كَانُوا جَمِيعًا كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ. ١٦ لأَنَّهُ حَقًّا لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ، بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ. ١٧ مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا ِللهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ.” (العبرانيين ٢: ١٤-١٧).

 كما شرحت مسبقًا لفظا “تَشَارَكَ” و “اشْتَرَكَ” يختلفان في المعنى في الأصل، في اليوناني “تَشَارَكَ” الأولى: أي اندمج كل شيء مع بعضه، بينما “اشْتَرَكَ” الثانية بها انتقاء؛ حيث اختار الرب يسوع أن يشترك معنا في التجسُّد، لكي يكون إنسانًا، لكن لا يفعل مثل الإنسان العادي، تشارك الثانية بها انتقاء. عاود سلسلة “العلاقات” لتفهم أكثر.

 “لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ”، إذًا لم يكن ليسوع أن يُبِيد الموت ما لم يتجسّد.

 “لأَنَّهُ حَقًّا لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ، بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ”، أي لم يساعد الرب الملائكة الساقطة، بل فقط نسل إبراهيم.

 “كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ”. ينبغي أي مُلزَم، هو ذات اللفظ المذكور في تسالونيكي. كان الله مُلزَمًا تجاهنا ومديون أن يفعل هذا، كيف يكون الله مديونًا؟! هذا دليل أن المعنى أوسع من كلمة مديون خوفًا مِن العقاب، بل رأى الله أن هذا هام، حُبه ألْزَمه أن يفعل هذا، وليس خوفًا مِن.

 حبك للرب -ليس خوفًا منه- سيلزمك أن تفعل أشياء وتبتعد عن أشياء، إن لم تفكر بهذه الصورة لن يكون هناك التزام في حياتك.

 التزام أي حالة من السجن داخل نظام وقانون لا تخرج خارجه نتيجةً لحبك الشديد. هناك أنواع أخرى من الالتزام حسب استخدام الكلمة في اللغة: مثلاً يوجد التزام عن اضطرار، لكن هنا هو التزام عن حب طوعًا واختيارًا لأن هذا هو الصواب.

 

▪︎ أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟

 أتذكر عندما شاركت من قبل، كيف كان الروح القدس يفتح ذهني على أمر ما خلال أمثلة حياتية، تَعلَّم أن تسمع للروح القدس في حياتك، هو مُلزَم أن يُعلِّمك، مثلما شرحت للتو لفظ “مُلزَم” بسبب حبه لك؛ مثل الأب والأم عندما يُعلِّما أولادهم؛ ليس لأن الطفل سيعود ويلومهم، رغم أن هذا للأسف يحدث، لكن مُفترضًا أنهما يفعلان هذا لأن هذا الشيء الصحيح ولأنهما يُحبا أولادهما، لكن الروح القدس -حاشا له- أن يكون مثل هؤلاء الآباء.

 إنْ افترضنا افتراضًا مستحيلاً، أن الله لا يفعل شيئًا تجاهنا، لم نكن لنرفع عيننا ونعترض على هذا! لكن أووه يا لروعة وأمانة هذا الإله؛ حتى إنْ لم تدرك حبه، هو يظل يحبك ويلتزم تجاهك بشدة!

 يخبرنا الكتاب؛ “٣ فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ ٤ حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ، وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ».” (رومية ٣: ٣، ٤).

 هذا الإله الرائع من شدة عظمته ووداعته سيسمح للناس أن تتحدث معه، ويضع نفسه في وضعية للمحاكمة! سيقولون له: “لكن هذا ولكن ذاك…”. واو هو سمح بالمناقشة رغم علمنا جميعًا أنه سيغلب في هذا النقاش.

 أترَى عندما تفهم هذا الإله تعرف كيف تتعامل وتتناقش مع كل الأشخاص، فمثلاً إن جاء شخصٌ يخبرك بأخطائك حتى لو كان هذا اتّهامًا، اقبل هذا، ما المشكلة؟ يسوع شخصيًا سيقبل أن يأتي إليه أشخاص وسيسمح بالمناقشة رغم أنه لا يحتاج لأنه سيغلب.

 كلما سلكت مع الروح القدس، تتعلّم الكثير منه، هو يعلّمك طرق الحياة وكيف تسير الأمور.

 نعود إلى نقطتنا، في مرة كنت عائدًا من الكُليّة وكنت مُرهَقًا للغاية، كنت معتادًا أن أقول اعترافات إيمان وأن أصلي بألسنة وأنا في طريقي ذهابًا وإيابًا، فجلست على الكرسي وأنا مُرهَقٌ جدًا.

 ثم جاءتني فكرة تقول: اَسْتمرْ في عادتك. راجع دراسة سلسلة “كيف تخلق عادة“. قال لي يجب أن تؤكد العادة التي بدأتها، يجب أن تسقي ما زرعته يوميًا، فقلت: لكني تَعِبٌ، بمعنى آخر معي عذري.

 قال لي الروح القدس: ماذا إن اتّصل بك أحدهم الآن وأنت مُرهَق أيضًا، ألن ترد؟ قلت: بلى، سأرد. سألني: ماذا إن مر أحدهم بجوارك الآن وحيّاك قائلاً: مساء الخير ألن تُجيب؟ قلت له: بلى سأجيب. فسألني أيضًا ما الذي دفعك لترد على هؤلاء؟ فجاوبته قائلاً لأني مُلتزِم تجاههم أن أكرمهم، فَمِن غير اللائق ألّا أجيب على الناس، وربما يضايقهم هذا.

 أجابني وقال: ولِما لا تلتزم تجاهي أنا أيضًا؟ إن كنت مُلزَمًا نتيجة عملية فكرية مُنضبِطة سليمة، وتعرف كيف تحرق سعرات حرارية؛ حتى ترد على شخص تهاتفه ربع ساعة تشرح له شيئًا في مادة تدرسونها سويًا، وستتحدث معه بفمك وفكك ومخك وأعصابك، وجسمك كله مُرهَقًا، إن كنت تعرف كيف تبذل لأجل أشخاص، كم بالحري أن تبذل من أجل الله!

 افهم هذا جيدًا؛ يكمن الالتزام في فهمك لقيمة هذا الإله! كما تفهم قيمة الأشخاص التي تعمل وتتحدث معهم وعندما تُغلق الهاتف مع أحدهم، فجأة علامات الإرهاق تظهر، أنت حقًا كنت مُرهَقًا لكنك دُستْ على هذا التعب لأجلهم، إذًا لماذا لا تدوس على هذا التعب لأجل الرب؟!

 لماذا تضع تحت قدميك انعدام شهيتك وأنت ممتلئ للغاية عندما تكون مَدعُوًا مِن قِبَل أحد لتأكل معه، هذا لأنك تخشى أن يفهمك خطأ إن لم تأكل، ربما يفكروا إنك لا تحبهم أو لا تقدّر الطعام المُقدَّم لك.

 مثلما قدرت على أن تدوس على أمور جسدية صعبة بسبب أنه ينبغي فِعْل هذا، أي إنك مُلتزِم، كن سريعًا في تنفيذ الأمور الإلهية، دعّْ الكلمة تكون في حالة اتّساع في حياتك، كن مُلتزِمًا للرب.

 قد تحضر مناسبات رغم أنك مُرهَقًا بسبب التزام مجتمعي أو علاقاتي أو بسبب خجل أو إحراج وهذا غير كتابي.

 دعني أوضّح نقطة بشأن العلاقات كيلا تسيء الفهم، أن تلتزم في العلاقات هذا لا يعني أنه يجب أن تصادق الجميع، بلى، أنت غير مُلزَم أن تردّ على كل من يراسلونك أو يتّصلون بك.

 احترس أن يكون بيتك مُمتلِئًا بالناس طوال الوقت، احذر إن كان بيتك يخرج ويدخل إليه الناس باستمرار إن كنت متاحًا للجميع، أنت في خطر! إن لم تقطع الأمور غير الضرورية وتعرف كيف تنظّم وقتك، أنت تخرِّب حياتك.

 دائمًا أنا أُخبر أي شخص من أعضاء الخدمة مِمّن يخدمون الشعب وأقول: احذر أن تكون مشغولاً طوال الوقت، إن كنت متاحًا للجميع أنت تخرّب نفسك، إن كان لديك سيارة، فَمِن الخطأ أن كل شخص يطلبك لتوصله أو تقضي له مشاوير تستجيب له.

 نعم يجب أن تلتزم في أمور في حياتك من ضمنها العلاقات، لكن هذا لا يعني أن تكون متاحًا طوال الوقت، مرة أخرى أنصحك بدراسة سلسلة “العلاقات

 إن كان هناك شخص مريض ويخبره الطبيب بضرورة الالتزام بنظام غذائي معين، وإن فوّت مرة واحدة سيموت! سيلتزم هذا الشخص بجدية لا مثيل لها! أتحب الرب أكثر من صحتك؟! إن فكرتْ بهذه الطريقة ستصبح حياتك غير قابلة للابتلاع.

 “فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟».” (يوحنا ٢١: ١٥).

 إن امتلأت بالكلمة تجد كلمات الرب يسوع في ذهنك قائلاً أتحبني أكثر من هؤلاء؟! أكثر من عملك؟ أكثر من عائلتك؟ أكثر من دراستك؟ أكثر من أصدقائك؟ أتحبني أكثر من مناسبات ما؟

 كي يتضح لك أكثر لفظ ينبغي، دعني أَذْكر لك بعض الشواهد التي ورد بها ذات اللفظ:

 “اسْتَحْسَنُوا ذلِكَ، وَإِنَّهُمْ لَهُمْ مَدْيُونُونَ! لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الأُمَمُ قَدِ اشْتَرَكُوا فِي رُوحِيَّاتِهِمْ، يَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَخْدِمُوهُمْ فِي الْجَسَدِيَّاتِ أَيْضًا.” (رومية ١٥: ٢٧). لفظ “مديونون” هنا هو نفس لفظ “ينبغي” أو “هناك إلزام تجاه”.

 “كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ.” (أفسس ٥: ٢٨).

 لفظ “يجب” المذكور هنا هو نفسه لفظ ينبغي، أي أنت مُلتزِم تجاه شريك حياتك، هذا ليس اختياريًا وليس مُرتبِطًا بمشاعرك أو بأفعال الطرف الآخر، أنت مُلزَم أن تحب الطرف الآخر.

 “مَنْ قَالَ: إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا.” (١ يوحنا ٢: ٦).

 مثل السابق “ينبغي” هنا تعني أنك مُلتزِم أنه كما سلك ذاك تسلك أنت أيضًا. ترسم لك الكلمة أفكارك. لتضع نفسك طوعًا واختيارًا في التزام جدي للكلمة.

 كما سلك هو أنا كذلك لأن أحتوي الطبيعة نفسها، عندما تفعل ذلك تقدّرك الملائكة وتتحرك السماء في صفك، مثلما تحركت السماء ضد من يزرع للجسديات والأمور البشرية.

 يوضح الكتاب أن الأرض لفظتْ هذا الشخص الذي يكنز للجسديات، أيضًا أَمَرَ موسى الشعب بعدم تقليد أمور معينة سيجدون الآخرين يفعلونها عند دخولهم أرض الموعد؛ لئلا تلفظهم الأرض.

 يعطينا الكتاب استنارة أنه يوجد قوة داخل الأمور التي يطلق عليها الناس جمادًا، يقول الكتاب: “١١ فَالآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ. ١٢ مَتَى عَمِلْتَ الأَرْضَ لاَ تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تَائِهًا وَهَارِبًا تَكُونُ فِي الأَرْضِ».” (التكوين ٤: ١١، ١٢).

 “الأَرْضَ لاَ تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا”. أترى الأرض لم تعُد تعطي قوتها، فتجد بعض الأشخاص تظل تعمل ليلاً نهارًا ومع ذلك لا تجني ثمار تعبها سواء شغل أم خدمة، لِما؟ لعدم وجود التزام روحي سليم.

 يبحث إبليس عن هؤلاء مَن قابلون للابتلاع؟ من هو مُرشَّح ليُبتلَع؟ يبحث ويتربّص ليجد شخصًا ليبتلعه. اعْلَمْ هذا، ما أسهل التعامل مع الأرواح الشريرة، فقط إن امتلأت من مبادئ الكلمة والتزمت في الأمور الإلهية وفي العلاقات، تجد الكلمة تحوم في ذهنك طوال الوقت.

▪︎ لا تنشغل في الخدمة على حساب الرب:

 لا تعتقد أن التزامك بالخدمة دون الرب شيء لا يعتبره الرب، لا، أنْ تهتم بالخدمة أكثر من الرب هذا غير مقبول، اقرأ الشاهد التالي جيدًا:

 “١ اُكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ أَفَسُسَ: «هذَا يَقُولُهُ الْمُمْسِكُ السَّبْعَةَ الْكَوَاكِبَ فِي يَمِينِهِ، الْمَاشِي فِي وَسَطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ الذَّهَبِيَّةِ: ٢ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَتَعَبَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَحْتَمِلَ الأَشْرَارَ، وَقَدْ جَرَّبْتَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ رُسُلٌ وَلَيْسُوا رُسُلاً، فَوَجَدْتَهُمْ كَاذِبِينَ. ٣ وَقَدِ احْتَمَلْتَ وَلَكَ صَبْرٌ، وَتَعِبْتَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي وَلَمْ تَكِلَّ. ٤ لكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ: أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى. ٥ فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى، وَإِّلاَّ فَإِنِّي آتِيكَ عَنْ قَرِيبٍ وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ مِنْ مَكَانِهَا، إِنْ لَمْ تَتُبْ. ٦ وَلكِنْ عِنْدَكَ هذَا: أَنَّكَ تُبْغِضُ أَعْمَالَ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّتِي أُبْغِضُهَا أَنَا أَيْضًا.” (رؤيا ٢: ١-٦).

 “أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ”. كلمة عارف أي مكشوف أمامي كل شيء، لا أحتاج أن يخبرني أحدٌ أي شيء، لا يوجد شيء ستزكي نفسك به أنا لا أعرفه، تم فحص كل شيء وتم التحري عن كل ما يتعلق بك، تم ملاحظتك ومراقبتك، أنا على دراية بكل ما يخصك، أنا أعلم كل ما تفعله وشغلت نفسك به، أعلم حجم المهام التي كُلِفْت بها وفعلتها.

 “وَتَعَبَكَ” أي ما عبرت به، وتعبت وأجهدت وتم إرهاقك فيه.

 “وَصَبْرَكَ” صبرك أي وقوفك بحسم، رافضًا كل زيف وخداع في التعليم، أحسنت للغاية! جميل أن تحافظ على هذا.

 عندما تعود إلى التاريخ سترى أن كنيسة أفسس كانت المدخل الرئيسي لكل آسيا، من ثَمّ انفتحت الكنائس الأخرى، مثل سميرنا وهكذا؛ لهذا وُضِعَ على عاتق كنيسة أفسس أن تكون حارسة لِمَن كُرِزَ لهم في آسيا، فمدح الرب يسوع راعي كنيسة أفسس، لأنه كان مثل البوابة لكل آسيا واجتهد كل الاجتهاد.

 كلمة “صبر” تعريفها طويل للغاية، سأشرحه في وقت لاحق. عمومًا في هذا الشاهد لا يوجد ترادفات، كل كلمة لها معناها. ولكن سريعًا صبر أي وقوفك على أرضك. ذُكِرَ في الأبائيات أن أعلى فضيلة وأهم صفة أو طاقة روحية يُخرجها المولود من الله، هي الصبر أي الوقوف على أرضك أمام العيان المُضاد، ولم تسمح أن يُؤخَذ منك ما حرثته، لم تسمح بسلبك، حافظت على سهرك وحمايتك للعقيدة الكتابية.

 “جَرَّبْتَ” أي فحصت وراجعت وراء، فما كانت ستؤكده كنيسة أفسس، كان سيتأكد في الكنائس الأخرى. يمدح يسوع هذه الكنيسة لأنها موثوق فيها وأمينة على إيصال العقيدة لكل آسيا. مدح الرب يسوع راعي الكنيسة، لأنه مُنتبِه جدًا في الخدمة.

 “وَأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَحْتَمِلَ الأَشْرَارَ، وَقَدْ جَرَّبْتَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ رُسُلٌ وَلَيْسُوا رُسُلاً، فَوَجَدْتَهُمْ كَاذِبِينَ.”

 هنا هذا الشخص ظل يتفحّص ويرى أفكار وعقائد هؤلاء المعلمين، ولم يحتملهم؛ أي رفض هذا ولَفَظَه وجرب القائلين إنهم رسلاً وهم كذبة.

 من وقت أيام بولس يوجد أنبياء كذبة تظل فترة في الكنيسة تحاول لدغ الناس، فعندما كان بولس يسرد ما مرّ به من قائمة اضطهادات، أحد الأمور التي ذكرها أنه عانى من الإخوة الكذبة، لنرى هذا في الشاهد التالي:

 “٢٤ مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً. ٢٥ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ، مَرَّةً رُجِمْتُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ، لَيْلاً وَنَهَارًا قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ. ٢٦ بِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، بِأَخْطَارِ سُيُول، بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ، بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي، بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ، بِأَخْطَارٍ مِنْ (إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ). ٢٧ فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ، فِي أَسْهَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ، فِي أَصْوَامٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ.” (٢ كورنثوس ١١: ٢٤-٢٧).

 “أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً”، هذا عدد الجلدات التي يجلد به اليهود، مُفترض أن يكونوا أربعين، لكنهم ينقصون واحدة خوفًا لئلا يكونوا أخطأوا في العدّ فينقصوا جلدة هيبة للإنسان.

 “ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ، لَيْلاً وَنَهَارًا قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ”، يذكر لنا سفر الأعمال إحدى هذه المرات، لكن من الواضح أنه يوجد مرات أخرى حدث بها الأمر نفسه.

 “ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ، لَيْلاً وَنَهَارًا قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ”، هنا الرسول بولس لا يبالغ هو عام أربعة وعشرين ساعة في أعماق البحر، أي في جزء من البحر لا يحاوطه يابسة من أي جهة.

 “أَسْهَارٍ” هذا اللفظ لا يعني أنه لم يقدر أن ينام من شدة الألم، نتيجة ضربه المُبرح، لا لكنه يعني إنه سهر للحراسة الليلية، هو سهر وقتما نامت الكتيبة التي كان يترحّل معها، فسهر بسبب شعوره بالمسؤولية، كيلا يأتي أحد في الليل ويسرقهم على سبيل المثال.

 ذكرت هذا الشاهد لذكر أن بولس أيضًا عانى بسبب الإخوة الكذبة. نعود إلى راعي كنيسة أفسس:

 يُكمِل يسوع ويقول له، لدي ملحوظة عليك رغم تعبك؛ “لكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ: أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى”. تركت محبتك الأولى، التي بها كنت تقول أنا قبلت يسوع مخلصي، أنا أتّبعه، لن أعيش سوى ليسوع، أَتذكُرْ حالة الاحتفال التي كنت بها عندما قبلت يسوع حديثًا؟ كنت تقول لا بصورة حادة لأمور، وتقول لا لن أفعل هذا، أنا أحب الرب!

 “فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى، وَإِّلاَّ فَإِنِّي آتِيكَ عَنْ قَرِيبٍ وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ مِنْ مَكَانِهَا، إِنْ لَمْ تَتُبْ”

 إن لم تَتُبْ؟! ما هذا! أيمكن أن يكون هناك شخص يخدم الرب حقًا ومُلتزِم بالخدمة، لكنه غير ملتزم في علاقته بالروح القدس؟ للأسف نعم يوجد، وستجد هؤلاء الأشخاص في حالة سقوط مُتكرر.

 للأسف تجد إبليس يذل هؤلاء الأشخاص طوال الوقت، من مرض لمرض، ومن ضيقة مادية لأخرى، ويتساءل الشخص لما أمارس إيماني ولا يحدث تغيير؟ هذا لأنه لم يأخذ الطاقة التي من المفترض أن يحيا بها يوميًا في علاقته الشخصية بالرب.

 يقول الكتاب: “أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا.” (يوحنا ١٥: ٥).

 إن لم تكونوا مُتصلين جيدًا بالكرمة أي إن لم يكن الغصن مُتّصِلًا جيدًا بالشجرة لن ينتج ثمرًا، هكذا إن لم تكونوا مُرتبِطين بي ارتباطًا حيويًا مثل السلك المُتصِل بالكهرباء لن تثمروا، لن تكونوا مُنتِجين.

 بهذا نرى أنه يوجد أشخاص غير مُلتزِمة بالرب على الرغم من التزامها بالخدمة. ربما يسهر دائمًا لإتمام أمور مُرتبِطة بالخدمة، يجب أن يأخذ الرب الأولوية في قلبك، وما تبقى هو مبني وناتح عن هذا القلب.

▪︎ فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ (الارتفاع الذي كنت فيه) وَتُبْ:

 التزامك مُرتبِط بقياسك ما مدى أهمية هذا الإله. أن ترى حب هذا الإله تجاهك. نظريًا لم يكن الرب مضطرًا أن يأخذ جسدًا ويشبه إخوته في كل شيء، بالطبع يسوع احتمل كل هذا لأنه يسلك بروحه، لكن من البداية ما الذي أَلْزَمه أن يفعل هذا؟

 “مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا ِللهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ.” (العبرانيين ٢: ١٧).

 لِما فعل الله هذا؟ حب هذا الإله تجاهك وقيمتك العالية جدًا لديه أَلْزَمته أن يفعل هذا أووه! هذا الإله مُلتزِم تجاهك! إن أردت أن تعكس قيمته هو أيضًا لديك وكم هو مُقدَّر عندك، عليك أنت أيضًا أن تلتزم تجاهه، لا تنتظر ملاكًا يظهر لك كي تستفيق، لا تنتظر انتعاشة مشاعر تُحرِّكك، لا تنتظر ترنيمة معينة تدفعك أو جماعة مؤمنين يدفعونك، لا تنتظر شخصًا ما يحذّرك، أو ظروف الحياة تردعك.

 من السهل أن ترى ما مدى حبك للرب تحت الضغط وفي وقت الغضب، إن كنت تُخرِج ألفاظًا وكلمات فظة إذًا أنت لا تحب الرب! لِما؟ لأنك سريعًا وضعت الرب جانبًا وبدأت تعتمد على بشريتك. إن كنت تفكر في المشاكل على النحو التالي؛ سآتي بهؤلاء العصابة، أو الأشخاص الفلانية، هم سيحلّون لي هذا الأمر، أنا أعرف رتبة ستتمكن منه، يمكنني سجن هذا الشخص، بهذا الشكل أنت لا تحب الرب بل تحب مبادئك وأفكارك أكثر منه.

 إن كان أول شيء يأتي إلى ذهنك: سأرفع عليه قضية، سأُريه كيف يفعل هذا أو ذاك! أنت لا تحب الرب. ذكرت مسبقًا هذا لا يعني أن تترك حقك، لكن بناءً على أي أساس تفكر هكذا، هل بناءً على مبادئ الكلمة؟ إن أعطيت الكلمة سلطانًا في حياتك، ستعيش مُشرِفًا في هذه الأرض. إن توّجتْ الكلمة، ستتوجك.

 أن تقدّر الكلمة معناها أن تقدّر وتضع اعتبارًا لمبادئها وليس أن تحافظ على كتابك المقدس بحالة سليمة، أو نظيفة، لا بل أن تأخذ الكلمة كطريقة تفكيرك، وأن ما تقوله الكلمة هو الصحيح، إن استمريت في فعل هذا، إن استمريت في قول لا لأمور كثيرة لأجل الرب بلا تنازلات، سترى حياتك في مكان آخر.

 استمر في حالة الحماس التي كنت عليها في البداية، أتذكُرْ عندما قبلت الرب حديثًا وكنت جالسًا مع أصدقائك القدامى، وبدأ الحوار يدور حول شيء غير كتابي، فبدأت تشعر بخربشة داخلية، ثم قررت أن تخضع لصوت روحك الداخلي، وجريت على من يرعاك وسألته، هل ما شعرت به صحيحًا أم خاطئًا؟ ليؤكد لك أن هذا صحيحٌ.

 وقتها كنت تتابع مع مَن يرعاك، وتتابع اجتماعاتك بانتظام، وإن كان هناك تسجيلٌ لهذا الوقت، كنا سنرى صوتك واضحًا في التسجيل، إن سمع أحد من الخارج سيعرف أن هذا صوتك؛ بسبب مدى حماسك، لم يكن هناك من يدفعك لتلتزم إلى أن بدأ هذا يبهت لديك.

 بدأ يحدث انتكاسة، كان هذا الشخص يعطي كامل قلبه وفكره وصوته وكل ما لديه للرب، كان هناك حالة من العسكرية والشراسة، كَمَن هو في حرب.

 هذا لا يعني أننا في حرب وأن الرب لعب جولة مع إبليس وخرج ونحن هنا لنكمل الجولة الثانية، لا، نحن في حالة من السيطرة التامة بعد قيامة يسوع، يذكر الكتاب؛ “أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ». لأَنَّهُ إِذْ أَخْضَعَ الْكُلَّ لَهُ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا غَيْرَ خَاضِعٍ لَهُ. عَلَى أَنَّنَا الآنَ لَسْنَا نَرَى الْكُلَّ بَعْدُ مُخْضَعًا لَهُ.” (العبرانيين ٢: ٨).

 أُخضِعَ بالفعل كل شيء تحت قدميه، لا يوجد شيء لم يخضع بعد، أُبيِدَ الموت وكل مملكة الظلمة صارت مُسيطَر عليها لدى من يسير بالكلمة، لكن يوجد الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية، الأرواح الشريرة تعمل في هؤلاء. تبحث عن مَن هو قابل للابتلاع.

 يجب أن تلتزم فكريًا وتلتزم في عاداتك، لترى ضرورة السلوك بالكلمة وخطورة عدم السلوك بها، لا تكن من هؤلاء الذين ينتظرون أحدًا ليدفعهم. كن سريع التجاوب.

 يوجد من لا يريد السلوك بالكلمة، ويظل يجادل كي يجد ما يحلل له هذا، قد تجده يأتي بآيات ويفسّرها من نفسه، ويحاول التحايل عليها لتخدم موقفه. هذا إن كان الشخص يعرف بعض الآيات، وعندما يتم شرح هذه الآيات له ويُرَد عليها، يبدأ في إلقاء عصيانه على الآخرين، ويقول بسبب ما فعله هذا أو هذه أنا كذلك، أو يقول: أنا لا أعرف كيف أسلك بالكلمة، ما أسهل هذه الجملة كي يهرب من المسؤولية!

 “مَنْ قَالَ: إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا.” (١ يوحنا ٢: ٦). ينبغي أنه كما سلك يسوع هكذا نسلك، إن كنت في سجن حقيقي فستلتزم حدود السجن بالإكراه، ألا تعي أن هذا وقت هام كي تلتزم؟!

 “وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ.” (٢ كورنثوس ٥: ١٥). عش لأجل حالة الحب هذه، لِمَن مات لأجلك وقام، استيقظ صباحًا لتعرفه أكثر كل يوم، وإن انشغلت في الخدمة، عد وقل سأحرس قلبي.

 قال الرب يسوع لراعي أفسس أنت قمت بمجهود عظيم. حفظت العقيدة. فحصت التعليم الكاذب، وهنا هو فحص بعمق أخذ أيامًا وأرسل رسائل، وسأل الرسل، مدحه الرب يسوع لعمله، لكن عليه شيئًا واحدًا وهو تركه لمحبته الأولى. يسأل الرب المؤمن أسئلة كهذه؛ أين التزامك في العلاقة معي؟ أين حبك الشديد لي؟

 إن جلست أمام الكلمة وكنت حارًا بهذا الشكل، ستجد نتائج سريعة في حياتك، سترى أن الأرواح الشريرة تقترب لكن لا يمكنها أن تهزمك، سترى كم تُقدّرك الملائكة وتحترم صوتك، ما تقوله يجب أن يتم سريعًا. طبيعي إن لم تعطِ تقديرًا للكلمة ستجد بُطء في إنجاز الأمور، لكن كلما رفعت الكلمة في حياتك سترفعك، إن توجتها ستُتوجك.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$