القائمة إغلاق

كيف تتحكم في النفس والجسد – الجزء 9 How To Control The Soul & The Body – Part

لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا
لمشاهدة العظة على اليوتيوب 

كيف تتحكم في النفس والجسد – الجزء 9

 

  • كمولود من الله، لم تعد مستعبدًا.
  • لماذا لا تزال بعض الناس تعيش في حالة قيود وعبودية؟
  • ما معنى أن تلبس الإنسان الجديد؟
  • تحتوي بداخلك على الصفات الإلهية وعليك فقط أن تخرجها.
  • سلوكك بالروح سيجعلك واعيًا وحساسًا لكل شيء.
  • ما هو هدف الروح القدس الأول في حياتك؟
  • ما هي خطوات السلوك بالروح لتسيطر على نفسك وجسدك؟

 

كمولود من الله، لم تعد مستعبدًا:-

على قدر استقبالك للكلمة بداخلك وتفعيلها ووضعها وضع التنفيذ، على قدر ما تجد نتائج بصورة سلسة وسريعة، مثلها مثل الشخص الذي يذاكر جيدًا فهو لا يجد صعوبة في التعامل مع المعلومة حتى ولو أتت له بصور مختلفة فهو يدرك معناها، فكلما ازدادت معلوماتك كلما ازداد فهمك وإدراكك للحق الكتابي مما يؤدى إلى عدم سقوطك في أي تحدى يواجهك.

يوجد العديد من الأشخاص كثيرة السقوط بسبب عدم المعرفة الكتابية إلى أن يصلوا لمرحلة الاستعباد، رغم أن الحق الكتابي يذكر أن المولود من الله لا يستعبد، إنما يرجع السبب لكثرة التمرن في السلوك بالجسد فيظهر وكأنه مستعبد، ويظن أنه كذلك، ثم يدعو نفسه بالمستعبد، ربما يكون رائعًا في بعض زوايا حياته والبعض الآخر لا، فيظن أنه مقيد أو مستعبد في هذه الزوايا، ولكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، كل ما في الأمر أنه لم يُخرِج حياه الله التي داخله.

٦عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ. ٧ لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ. ٨ فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. ٩ عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضًا. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ. ١٠ لأَنَّ الْمَوْتَ الَّذِي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخَطِيَّةِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَالْحَيَاةُ الَّتِي يَحْيَاهَا فَيَحْيَاهَا ِللهِ. ١١ كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتًا عَنِ الْخَطِيَّةِ، وَلكِنْ أَحْيَاءً ِللهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. ١٢ إِذًا لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ، ١٣ وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ، بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ للهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ بِرّ ِللهِ. ١٤ فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ. ١٥ فَمَاذَا إِذًا؟ أَنُخْطِئُ لأَنَّنَا لَسْنَا تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ؟ حَاشَا! ١٦ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي تُقَدِّمُونَ ذَوَاتِكُمْ لَهُ عَبِيدًا لِلطَّاعَةِ، أَنْتُمْ عَبِيدٌ لِلَّذِي تُطِيعُونَهُ: إِمَّا لِلْخَطِيَّةِ لِلْمَوْتِ أَوْ لِلطَّاعَةِ لِلْبِرِّ؟ ١٧ فَشُكْراً ِللهِ، أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيدًا لِلْخَطِيَّةِ، وَلكِنَّكُمْ أَطَعْتُمْ مِنَ الْقَلْبِ صُورَةَ التَّعْلِيمِ الَّتِي تَسَلَّمْتُمُوهَا. ١٨ وَإِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ صِرْتُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ. ١٩ أَتَكَلَّمُ إِنْسَانِيًّا مِنْ أَجْلِ ضَعْفِ جَسَدِكُمْ. لأَنَّهُ كَمَا قَدَّمْتُمْ أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ لِلإِثْمِ، هكَذَا الآنَ قَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ لِلْقَدَاسَةِ. (رومية ٦: ٦-١٩)

٦عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ. توضح الترجمة اليونانية أن إنساننا العتيق أي الروح الإنسانية غير المولودة من الله صلبت معه ليجعل الجسد الذي كان مستعملًا في الخطية غير فعال مع الخطية المعروضة عليه من الخارج.

الخطية لا تنبع من الجسد ولكن من الروح غير المولودة من الله، بينما الجسد هو مجرد أداة لها، لذلك سمى بجسد الخطية؛ أي الذي كان أداة في يد الخطية أصبح الآن أداة لعمل البر، بمعنى آخر ليجعل الخطية المعروضة على الجسد من الخارج غير مؤثرة.

٨ فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ” فبما أنك مت معه، فأنت أيضًا ستحيا معه. يتكلم الرسول بولس هنا بصيغة نظرية أي بما أنك مت معه، إذًا فأنت تحيا معه.

١١ كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتًا عَنِ الْخَطِيَّةِ، وَلكِنْ أَحْيَاءً ِللهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا” بمعنى أننا متنا مع المسيح والآن نحن أيضًا أحياء معه، فالذي مات هو إنساننا العتيق الذي هو الروح الإنسانية غير المولودة ثانية والتي كانت مصدر الخطية، أما الآن فلنا روح جديدة مولودة من الله تنتج البر.

تعني كلمة “احْسِبُوا” في هذا الشاهد الكتابي يقصد بها طريقة في الحساب وهي أن تضبط حساباتك على رقم معين ويجب أن تكون جميع الحسابات موافقة لهذا الرقم وليس العكس، فيشير الرسول بولس على المؤمنين أن يضبطوا أنفسهم على هذه الحقيقة والتي هي أنكم متم عن الخطية والآن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا.

 يقصد الرسول بولس بعبارة “لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ” أي أنكم لستم تابعين للنظام الذي كان يحاول تصليح الإنسان من الخارج (نظام الناموس) بل إنكم تابعون لنظام تصليح الإنسان من الداخل (نظام النعمة).

١٥ فَمَاذَا إِذًا؟ أَنُخْطِئُ لأَنَّنَا لَسْنَا تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ؟ حَاشَا!” يستخدم الرسول بولس نفس الطريقة التي استخدمها في الإصحاح الخامس من الرسالة إلى أهل غلاطية وهو عدم استخدام الحرية التي لنا في نظام النعمة كفرصة للجسد والاستمرار في الخطية أو بمعنى آخر أن تسمح لنفسك أن تخطئ لعدم وجود ناموس يمنعك عن ذلك.

“١٧فَشُكْراً ِللهِ، أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيدًا لِلْخَطِيَّةِ…” والآن لا يجوز لأي مؤمن مولود ثانية أن يقول على نفسه عبد للخطية، فبعض المجتمعات المسيحية لا تؤمن بوجود الأرواح الشريرة والبعض يؤمن بوجود الأرواح الشريرة ويعتقدون أنها لا تفعل شيئًا بسبب هزيمة يسوع لهم، والبعض الآخر يؤمن بوجود الأرواح الشريرة وأنها تعمل، إنما الحق في الأمر هو المذكور في الكلمة أي الروح الذي يعمل في أبناء المعصية والمذكور في (أفسس٢).

“١ وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، ٢ الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، ٣ الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا، ٤ اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، ٥ وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ­ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ” (أفسس ٢: ١-٥).

يوضح الرسول بولس في هذا الشاهد أننا كنا قبل الميلاد الثاني أمواتًا بالذنوب والخطايا خاضعين لرئيس سلطان الهواء الذي يعمل الآن في أبناء المعصية وكانت طبيعتنا أبناء الغضب، أما الآن فنحن مخلصون بالنعمة وأقامنا المسيح معه.

السؤال هنا لماذا لا نرى حياة القيامة في حياة بعض المؤمنين؟ هذا بسبب عدم معرفتهم بالحق الكتابي، وبالتالي لم يروها مطبقة في حياتهم، فالواقع الذي يعيشه هؤلاء المؤمنين ليس هو الحقيقة، فالبعض يصدق الواقع ويجهل الحقيقة.

يبني إبليس شخصيته في حياة البعض. وقد وضَّح الرب يسوع أنه يجعل الناس تفعل أمورًا معينة وذلك بقوله: “أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا…” (يوحنا ٨: ٤٤) ومعنى ذلك أنه يوجد العديد من الأشخاص تفعل أمورًا نتيجة أفكار تأتي لأذهانهم من إبليس، وللأسف الشديد الكثير منهم لا يعلموا أن الأرواح الشريرة تعمل في حياتهم، ولكن مجدًا للرب جاء الوقت لتقول للأرواح الشريرة “لا” وترفض كل أفكارها.

يبني الروح القدس شخصية الإنسان بالتعليم والمعرفة لتمييز الأرواح الشريرة ولمعرفة الخدع التي يصنعها، ويخبر الإنسان بأنه غير مستعبد، بل حر. إذًا تعرف هذا وتعيشه عبر المعرفة عن خلاص يسوع، ونتيجة عدم المعرفة عن هذا الأمر، يظل الشخص مخدوعًا ويعتقد أنه بحاجة للخلاص والتحرير وأنه مقيد لأنه يقيس نفسه على ما يحدث من أمور في حياته.

  • لماذا لا تزال بعض الناس تعيش في حالة قيود وعبودية؟

” ١٧ فَشُكْراً ِللهِ، أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيدًا لِلْخَطِيَّةِ، وَلكِنَّكُمْ أَطَعْتُمْ مِنَ الْقَلْبِ صُورَةَ التَّعْلِيمِ الَّتِي تَسَلَّمْتُمُوهَا. ١٨ وَإِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ صِرْتُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ” (رومية ٦: ١٧، ١٨).

 يتكلم الرسول بولس للكنيسة ويقول أنكم أعتقتم من الخطية وصرتم عبيدًا للبر، ولم تعودوا بعد مقيدين، والسؤال هنا لماذا يعيش بعض الأشخاص في حياة قيود وعبودية؟ والإجابة، حقيقة لا توجد عبودية ولكن العبودية التي يعيشها هذا الشخص هي نتيجة طريقة تفكيره وعدم معرفته بالحق الكتابي بوجود طبيعة إلهية بداخله أو ربما يكون سمع عن هذا الحق الكتابي ولكنه لم يفعل أو يُمَكّن الطبيعة الإلهية التي بداخله بمعنى أنه لم يسلك بروحه.

  • ما معنى أن تلبس الإنسان الجديد؟

“١٧ فَأَقُولُ هذَا وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ: أَنْ لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضًا بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ، ١٨ إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ. ١٩ اَلَّذِينَ ­إِذْ هُمْ قَدْ فَقَدُوا الْحِسَّ­ أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ. ٢٠ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هكَذَا، ٢١ إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ، ٢٢ أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، ٢٣ وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، ٢٤ وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ. ٢٥ لِذلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ. ٢٦ اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، ٢٧ وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا. ٢٨ لاَ يَسْرِقِ السَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلاً الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ” (أفسس ٤: ١٧-٢٨).

يحذرنا الكتاب من السلوك كسائر الأمم بذهن فارغ وباطل وعاطل لا يعمل في أمور الروح ولكنه يعمل فقط في الأمور العالمية، فالذهن الباطل هو الذي لا يعمل بالكلمة ولا يشتهي دراسة الكلمة أو الصلاة لأنه ذهن عاطل، يحذّرنا الكتاب المقدس من هذا الأمر.

فلا تسلك كسائر الأمم ببطل ذهنهم، بمعنى لا تكن منتبهًا للأفلام والمسلسلات والأخبار والأغاني العالمية والسوشيال ميديا وتترك الكلمة، فتكون مثل سائر الأمم ذهنهم عاطل تجاه الكلمة، بل ضع قلبك في سماع الكلمة والعظات والصلاة طوال وقتك وليس فقط في أوقات الاجتماعات، فهذه الأمور جميعها تؤثر على حياتك، انتباهك لأمور العالم والتفكير حسب العالم، يطفئ ذهنك تجاه الكلمة.

 “١٧فَأَقُولُ هذَا وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ…” يعني بعبارة “أشهد في الرب” أي يشهد بشيء أو يقدم شيء يساوي شرفه أو كما يقال بالعامية (على جثتي)، أي وأنا أقول هذا الكلام وأشهد به والرب أيضًا يؤكده في داخلكم.

 “١٨إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ. ١٩اَلَّذِينَ ­إِذْ هُمْ قَدْ فَقَدُوا الْحِسَّ­ أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ. ٢٠وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هكَذَا” هم مظلمو الفكر ومتجنبون عن حياة الله أي أنه لا توجد داخلهم طبيعة الله. يوضح عددي ١٨ و١٩ مراحل الشخص الذي رفض الكلمة التي عرضت عليه عدة مرات إلى أن وصل به الأمر إلى ظلام ذهنه.

فيجب عليك كمؤمن أن تأخذ الكلمة داخلك أثناء سماعك للتعليم حتى وأثناء وجودك بالاجتماع أو المنزل. حتى لا يتحول ذهنك إلى ظلام، لابد أن توافق على الحق الكتابي وتقبله في داخلك وإلا سيصير ذهنك مظلمًا. رفض الكلمة يؤدى إلى غلاظة القلب وظلام الفكر الذي بدوره يؤدي إلى فقدان الحس مما نتج عنه أنهم أسلموا أنفسهم للدعارة والنجاسة وكل خطية بصورة شرهة.

٢٢أَنْ تَخْلَعُوا … الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ” “الإنسان العتيق الفاسد” أي الروح الإنسانية الفاسدة غير المولودة من الله وتسلك بحسب شهوات الغرور.

 “شَهَوَاتِ الْغُرُورِ” يقصد بها الحواس الخمس المخادعة أي التي لها بريق يسحب. ذكر في الإصحاح الأول من رسالة يعقوب: “وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ” (يعقوب ١: ١٤). يقصد أيضًا بكلمة “غرور” أي لها صورة خارجية براقة، بمعنى آخر: أن تخلعوا الإنسان العتيق الفاسد الذي يسير طبقًا للرغبات التي لها خداع خارجي، وتتجددوا بروح ذهنكم أي أن روحك تجدد ذهنك.

 هناك قوة في روحك المولودة من الله تجعلك تسيطر على أفكارك، فمثلًا لو ألقيت عليك فكرة بأنك تكره شخص ما، قل: “أنا بداخلي قوة في روحي لرفض هذه الأفكار والسيطرة عليها، بداخلي محبة الله ويمكنني أن أطلق المحبة من روحي الآن له”. بهذه الطريقة أنت قمت بعملية تجديد للذهن أي تبديل هذه الفكرة بفكرة أخرى، وفرض الروح على الذهن والجسد.

“٢٢ أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ…٢٤ وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ”، يذكر الكتاب المقدس العديد من حالات الخلع واللبس. ويقول هذا الشاهد أن تخلع التصرف وليس الإنسان العتيق، وذكر ذلك أيضًا رسالة كولوسي: “خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ” (كولوسي ٣: ٩) فاللبس والخلع في الشواهد الكتابية له عدة معانٍ.

  • أولاً: تفويض السلطة:-

ذكر اللبس في حدث تفويض السلطة مثال إيليا عندما أعطى ردائه لأليشع، كذلك أيضًا داود ويوناثان كان بينهم محبة وصداقة عميقة إلى أن أعطاه ردائه:

٣وَقَطَعَ يُونَاثَانُ وَدَاوُدُ عَهْدًا لأَنَّهُ أَحَبَّهُ كَنَفْسِهِ. ٤وَخَلَعَ يُونَاثَانُ الْجُبَّةَ الَّتِي عَلَيْهِ وَأَعْطَاهَا لِدَاوُدَ مَعَ ثِيَابِهِ وَسَيْفِهِ وَقَوْسِهِ وَمِنْطَقَتِهِ” (١صموئيل الأول ١٨: ٣- ٤)، وذكر أيضًا في (١صموئيل٢٣: ١٧- ١٨).

 “١٧وَقَالَ لَهُ: «لاَ تَخَفْ لأَنَّ يَدَ شَاوُلَ أَبِي لاَ تَجِدُكَ، وَأَنْتَ تَمْلِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَأَنَا أَكُونُ لَكَ ثَانِيًا. وَشَاوُلُ أَبِي أَيْضًا يَعْلَمُ ذلِكَ». ١٨فَقَطَعَا كِلاَهُمَا عَهْدًا أَمَامَ الرَّبِّ. وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي الْغَابِ، وَأَمَّا يُونَاثَانُ فَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ”.

أعترف هنا يوناثان بملك داود. فالخلع واللبس في هذا الشاهد هو أن تضع السلطان لروحك الجديدة المولودة ثانية من الله. ربما تأتيك الفكرة في بعض الأحيان كاقتراح مثل فكرة السلوك بمحبة تجاه هذا الأمر أو وقف مشاهدة فيلم معين، ففى هذه الحالة أن تحتاج أن تخلع العتيق وتلبس الجديد أي تضع السلطان وتنتبه لهذا الفكر الجديد.

  • ثانيًا: إظهار الهوية:-

“١١ فَلَمَّا دَخَلَ الْمَلِكُ لِيَنْظُرَ الْمُتَّكِئِينَ، رَأَى هُنَاكَ إِنْسَانًا لَمْ يَكُنْ لاَبِسًا لِبَاسَ الْعُرْسِ. ١٢ فَقَالَ لَهُ: يَا صَاحِبُ، كَيْفَ دَخَلْتَ إِلَى هُنَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ لِبَاسُ الْعُرْسِ؟ فَسَكَتَ. ١٣ حِينَئِذٍ قَالَ الْمَلِكُ لِلْخُدَّامِ: ارْبُطُوا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ، وَخُذُوهُ وَاطْرَحُوهُ فِي الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. ١٤ لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ»” (متى ٢٢: ١١-١٤).

اللبس هنا هو حالة إظهار الهوية، فعندما تدخل أية مصلحة تستطيع تمييز الأمن من الموظفين باللبس الذي يحدد هوية كل منهم. كلما لبستَ الشخصية المسيحية وحددتَ هويتك أنك للرب يسوع تمامًا، وتظهر للجميع هويتك أنك لا تحب الكلام السلبي عن الآخرين في جلساتك، وتمتنع عن المشاركة في جلسات النميمة حتى ولو كنت مضطرًا للوجود في هذا المكان لأنك موظف فيه.

الهروب بحجة أن العالم وضع في الشرير ليس حلاً، لا تهرب لأن الفكرة لا زالت قائمة، كل ما تحتاجه فقط أن تغلق قلبك تجاه هذه الأفكار التي تُعرَض عليك أثناء تنقلك في المواصلات، أو وسط العائلة سواء كان البعض غير مؤمن أو مؤمنين غير ناضجين، فالحل هو أن تغلق قلبك وأن تكون واضح الهوية.

لا تشترك في مثل هذه الأمور ولو حتى بابتسامة؛ فكونك تبتسم هذه موافقة ضمنية على الكلمات والأفكار المعروضة. لذلك الكنائس الحية لا يوجد بها أشخاص يتكلمون على الآخرين أو جسديين لأن الراعي يقترب من هؤلاء ويرعاهم حتى ينضجوا، أما لو كانت الرعية غير معتنى بها، سيظلم فكرهم. إذًا البس الإنسان الجديد المولود ثانية من الله الذي حسب الله وصورته مثل الله هو أن أرفض الهوية المختلفة.

  • ثالثًا: يُظهر حالتك الروحية:-

 “٣ وَكَانَ يَهُوشَعُ (يشوع) لاَبِسًا ثِيَابًا قَذِرَةً وَوَاقِفًا قُدَّامَ الْمَلاَكِ. ٤ فَأَجَابَ وَكَلَّمَ الْوَاقِفِينَ قُدَّامَهُ قَائِلاً: «انْزِعُوا عَنْهُ الثِّيَابَ الْقَذِرَةَ». وَقَالَ لَهُ: «انْظُرْ. قَدْ أَذْهَبْتُ عَنْكَ إِثْمَكَ، وَأُلْبِسُكَ ثِيَابًا مُزَخْرَفَةً». ٥ فَقُلْتُ: «لِيَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةً طَاهِرَةً». فَوَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ الْعِمَامَةَ الطَّاهِرَةَ، وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابًا وَمَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفٌ” (زكريا ٣: ٣-٥).

 هذا الشخص تغيرت حالته، فاللباس خاصته كان يرمز إلى حالته الروحية، لذلك عبارة “البسوا الإنسان الجديد” تعنى: اجعل حالتك الروحية صحيحة وتستقيم.

  • رابعًا: حالة الخلاص الكامل:-

“فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ، مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ، وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا” (إشعياء ٦١: ١٠).

كان إشعياء النبي يرى عن بُعد ما سيحدث في المستقبل حتى وصل لما بعد الملك الألفي، فتكلم هنا عن خلاص الرب يسوع وعن البر أي عن الحالة الإلهية.

 عُد معي للشاهد الكتابي في (أفسس ٤: ٢٢- ٢٤) لنقرأه في ضوء المعاني الأربعة للبس:

“٢٢ أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ٢٤وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ”

نكتشف أنه يعني أن تعطي السلطان للإنسان الجديد وتجعله ظاهرًا أمام الناس، ويحدد هويتك والحالة الروحية، فتكون لك هوية واضحة أنك تحب الرب ولا يمكن أن تفعل أمور الإنسان العتيق الفاسد.

تذكر، كان يوسف واضحًا في هويته وقال لامرأة فوطيفار: “لَيْسَ هُوَ فِي هذَا الْبَيْتِ أَعْظَمَ مِنِّي. وَلَمْ يُمْسِكْ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَكِ، لأَنَّكِ امْرَأَتُهُ. فَكَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟” (التكوين ٣٩: ٩). بهذا أظهر يوسف هويته. “ألبسوا الإنسان الجديد” هي حالة من الاستقامة والهوية الواضحة، هي حالة أن تعطي السلطان لروحك لتسيطر على النفس والجسد.

 “٢٦ اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، ٢٧ وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا. ٢٨ لاَ يَسْرِقِ السَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلاً الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ” (أفسس ٤: ٢٦-٢٨).

 فبما أنك لبست الإنسان الجديد عليك أن تطرح وترفض الخطية وذلك بأن تأخذ أفعال مضادة للخطية التي تعرض عليك. عبارة “اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا” تعني أن تثور على حياتك الروحية، ولا تخرج كلمة رديئة من فمك أي لا تصف أناس بكلام سلبي أو تصف أبنائك بصورة سلبية، بل تتكلم كل ما هو صحيح وبر.

  • تحتوي بداخلك على الصفات الإلهية وعليك فقط أن تخرجها:-

“٥ فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ، ٦ الأُمُورَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، ٧ الَّذِينَ بَيْنَهُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا سَلَكْتُمْ قَبْلاً، حِينَ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ فِيهَا. ٨ وَأَمَّا الآنَ فَاطْرَحُوا عَنْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ. ٩ لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ، ١٠ وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ، ١١ حَيْثُ لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغُرْلَةٌ، بَرْبَرِيٌّ سِكِّيثِيٌّ، عَبْدٌ حُرٌّ، بَلِ الْمَسِيحُ الْكُلُّ وَفِي الْكُلِّ. ١٢ فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، ١٣ مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا. ١٤ وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ. ١٥ وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ. ١٦ لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. ١٧ وَكُلُّ مَا عَمِلْتُمْ بِقَوْل أَوْ فِعْل، فَاعْمَلُوا الْكُلَّ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ، شَاكِرِينَ اللهَ وَالآبَ بِهِ” (كولوسي ٣: ٥-١٧).

سبق وذكرنا أن ثمار الروح الإنسانية موجدة في شواهد كتابية عديدة وليس فقط في رسالة غلاطية الإصحاح الخامس، بل مذكورة أيضًا في (كولوسي٣: ١٢) “فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ” وهي أحشاء رأفات، لطف…

لفظ “أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ” أي الأمعاء والقلب والرئتين -النصف العلوي للإنسان، والقصد من استخدام هذا اللفظ هو لأن هذه الأعضاء طرية، فيقول كن طريًا ولينًا وسهلًا، البسها وابدأ في إخراج هذه الطبيعة للخارج، وتذكر جيدًا أنه عندما تطالبك الكلمة بشيء، فاعلم جيدًا أنك لديك القدرة داخلك على فعلها.

“رَأْفَاتٍ” تعني هنا الشعور بالآخرين وعدم تجليد القلب تجاههم، وليونة القلب هي أكثر الأمور التي اهتم بها هذا الشاهد.

لُطْفًا” يختلف هذا اللفظ عن الذي ذُكِر في غلاطية ٥، وهنا تعني شخصًا يحتوي داخلة أعمال رأفة ومحبة تجاه الآخرين بصورة تجعله يبذل ذاته.

“تَوَاضُعًا وَوَدَاعَةً” قال الرب يسوع عن نفسه: “تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ” (متى ١١: ٢٩). المتواضع هو شخص يقبل التعليم والتصحيح وسهل الخضوع والتعلم وعدم الاعوجاج، أما غير المتواضع لديه مبرراته لعدم خضوعه للتعليم والتصحيح وإلقاء اللوم على الظروف أو الوقت أو الآخرين إلى أن يصل به الأمر للاقتناع بأفكار إبليس بأن الكلمة ليست عملية ولا تصلح لجميع ظروف الحياة.

تجد الشخص الوديع يقبل التصحيح ويتآلف مع النصائح بطريقة لينة ويُطَوّع نفسه مع الملاحظات المقترحة لتصحيحه. يتضح لنا من النص أمران، أولاً: وجود حالة من الخشونة وعدم الليونة عند أهل كولوسي لذلك طالبهم الرسول بولس بالليونة والتواضع والوداعة. ثانيًا: إنك تحتوي بداخلك على جميع الصفات الإلهية يبقى فقط أن تخرجها. يوضح هذا الشاهد كيف تحيا حياة الملء الروحي:

 “لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ” (كولوسي ٣: ١٦).

  • سلوكك بالروح سيجعلك واعيًا وحساسًا لكل شيء:-

“١ وَلكِنْ، كَانَ أَيْضًا فِي الشَّعْبِ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ…١٤ لَهُمْ عُيُونٌ مَمْلُوَّةٌ فِسْقًا، لاَ تَكُفُّ عَنِ الْخَطِيَّةِ، خَادِعُونَ النُّفُوسَ غَيْرَ الثَّابِتَةِ. لَهُمْ قَلْبٌ مُتَدَرِّبٌ فِي الطَّمَعِ. أَوْلاَدُ اللَّعْنَةِ. (٢ بطرس ٢: ١، ١٤)

“خَادِعُونَ النُّفُوسَ غَيْرَ الثَّابِتَةِ” طالما يوجد نفوسًا غير ثابتة، إذًا توجد نفوس ثابتة.

هؤلاء الأنبياء الكذبة لهم قلب متدرب في الطمع، أولاد الطمع، لكنك لديك القدرة على تمييز حقيقة الشخص الذي أمامك سواء كان قلبه رائعًا أو غير ذلك، وبنفس الطريقة يمكنك كتشف القلوب المتدربة في الكلمة، ستجدها تظهر في أعينهم وسلوكهم وعليك ألا تنتقد أحدًا أو تحلله، بل حساس روحيًا.

 ربما تأكل طعامًا أو تشرب شرابًا يكون مرتبطًا بعالم الروح، إن لم تنتبه سيؤثر عليك هذا روحيًا إن آجلا أو عاجلًا.

“١ فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ، ٢ وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ، ٣ وَجَمِيعَهُمْ أَكَلُوا طَعَامًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، ٤ وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ” (١ كورنثوس ١٠: ١-٤)

جميعهم أكلوا طعامًا واحدًا روحيًا، وشربوا شرابًا واحدًا روحيًا. من المحتمل أن تكون الموسيقى التي تسمعها أو الكتب التي تقرؤها، أو طعام وشراب وأماكن ومقابلات مع أشخاص مرتبطة بعالم الروح، الأمر حساسًا للغاية! يمكنك تمييز هذه الأمور كلها عبر عبر سلوكك بالروح ودراسة الكلمة، فيصبح ذهنك ناصحًا يعرف جيدًا كيفية التعامل مع مثل هذه الأمور دون خداع، هذه الأمور هامة جدًا.

“١٤ وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا. ١٥ وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ. ١٦ «لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟» وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ” (١ كورنثوس ٢: ١٤-١٦).

الإنسان الطبيعي لا يقبل الصلاة بألسنة ولا يقبل رفع الصوت في الصلاة أو الترنيم. إذًا هو يرفض الأمور الروحية، ويعتبر من يتفاعلون في الصلاة والعبادة أنهم مبالغون في الأمر. لابد أن تُخضِع جسدك وتسيطر عليه لكي يقبل الأمور الروحية. أما الشخص الروحي الذي لبس الإنسان الجديد ويسلك بروحه فهو يحكم في كل شيء ولا يحكم فيه من أحد.

 السلوك بالروح يجعلك حساسًا لكل الأمور التي حولك، فهو إظهار للقوة الداخلية. والكتاب المقدس يعلمنا كيف نحيا في وسط عالم مظلم ونضيء كنور “لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ”. (فيلبي ٢: ١٥) لديك القدرة أن تحيا في هذا العالم دون أن تتأثر، تحيا كنور يؤثر ولا يتأثر.

  • ما هو هدف الروح القدس الأول في حياتك:-

“وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ” (أعمال الرسل ٢٠: ٣٢)

 يقول الرسول بولس إنه سيتركهم ولكنه لا يتركهم فكلمة الله تحميهم. تذكر، عندما تكلم بولس إلى تيموثاوس قال له: “لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الَّتِي فِيكَ، الْمُعْطَاةَ لَكَ بِالنُّبُوَّةِ مَعَ وَضْعِ أَيْدِي الْمَشْيَخَةِ” (١ تيموثاوس ٤: ١٤)

 أول شيء يريده الروح القدس لحياتك هو أن يبني شخصيتك حيث يعمل إبليس على هدم شخصية الإنسان خاصة لو عرف الرب، سيحاول جاهدًا أن يضع أفكاره ومبادئه في ذهن الشخص، ومن ثم تجده في ميوعة مع الخطية لا يرفضها ولا يكون صارمًا معها، وبعد ذلك تُبنى لديه اعتقادات خاطئة ويعتقد أنه في عبودية ولا يستطيع إيقاف الخطية، وذلك كله بسبب عدم المعرفة الكتابية للخلاص.

 وتكون النتيجة أنه صار مثله مثل البشر الذين سيذهبون الجحيم رغم إتمام الرب يسوع للخلاص ولكن هذا بسبب عدم المعرفة أو ربما عرفوا ورفضوا قبول الرب يسوع كمخلص لهم.

 الهدف الأول للخطوات الآتية هو بناء شخصيتك الروحية، فعندما تشعر بحزن أو ملل أو أي عمل من أعمال الجسد، كل ما تحتاجه هو بناء شخصيتك الروحية وبعدها تعرف أن ترفضها لأنها هي مصدر كل شيء سلبي، المعرفة الكتابية تعلمك أن هذه الصفات ليست خارجة منك ولكنها جاءت عليك من الخارج.

صلى أحد خدامنا لشخص به روح شرير وانتهره وخرج منه، وبعدها وُلِد ميلادًا ثانيًا وامتلئ بالروح القدس، إلا أنه بدأ يخرج ذات الأصوات التي كان يُخرجها في حالته السابقة، فرجع للخادم مرة أخرى يشكو حاله، فقال له: “الآن أنت مولود من الله وممتلئ بالروح القدس عليك أن تتحكم في نفسك”. وبالفعل بدأ يتحكم في نفسه، وتوقف هذا الصوت، فدُهِشَ قائلًا: “لأول مرة أعرف أن هذا الصوت ليس صادرًا مني ويمكنني التحكم فيه!”.

استطاع هذا الشخص أن يوقف هذه الأصوات بنفسه عندما عرف الحق الكتابي وسلك بروحه وأخرج القوة التي بداخلة. وبنفس الطريقة يمكنك السيطرة على الحزن والتشويش والملل لأن قوة الله في روحك.

نظرًا لأهمية هذا الأمر، يهتم الروح القدس أولًا ببناء شخصيتك. أول شيء يجب أن تتعلمه هو أن تقود جسدك، وكلمة الله هي فقط التي تكشف لك الطريقة الصحيحة لقيادة النفس والجسد، فهي خارقة إلى مفرق الروح والنفس (عبرانيين ٤: ١٢)، لا يمكنك التحكم في النفس والجسد بطريقة أخرى غير الكلمة سواء بطرق نفسانية أو روحية غير كتابية، الحل الوحيد هو أن تعرف من أنت في الكلمة لكي تتمكن من السلوك بروحك وتسيطر على نفسك وجسدك.

الشرور لا تخرج منك لأن بداخلك طبيعة إلهية. الكلمة قادرة أن تبنيك، بعد معرفتك لها تستطيع رفض الأفكار السلبية ومشاعر الملل أو الشعور بالاحتياج لشرب خمور أو سجائر أو تناول طعام لكي تلهي ذاتك عن مشاعر عدم الراحة، أو ربما تشعر بالملل أثناء الصلاة، يمكنك السيطرة على كل هذا عبر إخراج القوة التي بداخلك. تذكر عبارة “قلب متدرب”، يمكنك أن تتدرب على السلوك بروحك.

  • خطوات السلوك بالروح والسيطرة على نفسك وجسدك:-
  • أولًا، تغيير الطبيعة:

يجب أن تكون مولودًا من الله ولديك الطبيعة الإلهية: “لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ” (غلاطية ٦: ١٥).

 ثانيًا، استعمل لسانك:

 أول إظهار للروح القدس في حياتك هو أن تستعمل لسانك، فعندما تمتلئ بالروح تتكلم بألسنة، وأول استعلان له على التلاميذ في يوم الخمسين هو التكلم بالألسنة، لذلك يجب أن تستعمل لسانك ليس فقط في الصلاة بألسنة بل أيضًا في اللهج في الكلمة، ولا تهتم بما تشعر به أو تسمعه من أفكار، عليك أن تسلك بالكلمة مهما كان العيان لأنها الحقيقة.

لا تستسلم لأي أصوات ليست من الرب، بل عليك أيضًا أن ترد عليها؛ لأنك إن صمت سيخدعك إبليس بها وتظن أنك مستعبد لكن يجب عليك أن تخرج القوة التي بداخلك، وتقول “لا” لها وتثبت على الكلمة التي تعرفك أن لديك الطبيعة الإلهية وأنك لست تحت نير العبودية.

 ببساطة، اخلع هذا الفكر العتيق عنك والبس الإنسان الجديد. الآن لديك الطبيعة الإلهية أي لديك كل ما تحتاجه لإيقاف الخطية، بمعنى آخر، إن ظهر لك الرب يسوع وقلت له: “لم أستطع إيقاف هذه الخطية” سيجيبك: “استعمل روحك”. لن يفعل لك شيئًا إضافيًا لأنه أعطاك قوته.

إن لم تقُد ذهنك، سيقودك هو، يتكلم الروح القدس لك من خلال الكلمة، وإن لم تفرض الكلمة على ذهنك، سيتشتت. وَضَّح الكتاب أنه عندما يتكلم الروح القدس، فإنه يتكلم لأرواحنا، ويقولها في الكلمة لأذهاننا.

إن لم تجعل صوت الكلمة مرتفعًا، سيصير صوت العالم أعلى الذي مصدره إبليس، وهو الذي يلقي هذه الأفكار بذهنك، ويحاول إثباتها لك عن طريق جسدك، فيخبرك: “أنظر جسدك يرغب في الخطية، أنت مقيد، لو كنت مؤمنًا حقيقيًا ومولودًا من الله لما أتت لك هذه الأفكار!” ولكن الحقيقة وضحها لنا الكتاب بقوله: “اطرحوا عنكم” أي أنّ هذه الأفكار ستأتي وعليك أن تطرحها.

تذكر أن الرب يسوع تألم مجربًا (عبرانيين٢: ١٨)، أي إن الأفكار عُرضت عليه. إذًا بداية نضوجك هو معرفتك وإدراكك بأن هذه الأفكار السلبية ليست أفكارك، وأن طبيعتك الحقيقية هي أنك لا تكره وغير مستعبد، بل ما تقوله الكلمة عنك أنك لطيف ومحب ولين ومتواضع ووديع وشفوق على الناس وتعرف أن تمارس الصرامة إن لزم الأمر، وعندما تُمرِّن شخصيتك وتكون في شراكة مع الروح القدس، تتكلم الكلمة وتفكر فيها أثناء الصلاة بالروح، سيستعلن الروح القدس فيك ويظهر شخصيته فيك.

  • ثالثًا، التأمل فيما تعرفه في كلمة:

 ادرس الحق الكتابي أولًا ثم ضعه في ذهنك وفكر وتأمل فيه. التأمل هو تخيل الشيء قبل حدوثه، بهذا تزرع الكلمة في قلبك بصورة صحيحة، وبعد ذلك إرَ نفسك في هذه التخيلات كأنك تخرج فيلمًا من إخراجك وتأليفك وأنت البطل فيه، فترى ذاتك في مواجهة هذا التحدي منتصرًا عليه وعلى جميع المخاوف وكل الأمور الصعبة.

تذكر جيدًا، إن لم تُفيصِل التحديات بداخلك، لن تُفيصَل خارجك. تذكر اللفظ الذي قاله الرسول يعقوب: “فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ” (يعقوب ٤: ٤) أي يفكر في الأمر سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا ويقنع نفسه به ويشعر بالراحة تجاهه. فهو من وضع القانون لنفسه وهو المنفذ له وهو القاضي لأنه اقتنع برأيه الشخصي، ولأنه غير متضع تحت الكلمة، يرى أن رأيه هو الحل الأمثل للموقف، ونتيجة للتدريبات قلبه السابقة تكون أفعاله سلبية.

 عليك أن تتأمل فيما تقوله الكلمة، لا تنتظر حتى تحدث لك تحديات ومشاكل لكي تفعل هذا. التأمل يجعلك تدرك الحقيقة، وعندما يأتي التحدي تكون مستعدًا لمواجهته، لذا تسلح بالتأمل. في وقت تأملك يعمل الروح القدس على شخصيتك، ويبنى الصور الصحيحة بداخلك إلى أن يتولد لديك طموح صحيح مطابق لمبادئ الكلمة، وتقف بصرامة أمام أي أعذار.

تأمل في الطبيعة الإلهية التي بداخلك، تأمل في حياة الله، أنت لك فكر المسيح ويمكنك أن تفكر بطريقة صحيحة، وتتكلم الكلام الصحيح في الوقت والمكان الصحيح، ويمكنك أخذ القرار الصائبة، وعمل الأمر الصحيح. تأمل في مثل هذه الأمور بدلًا من سماعك وتأملك في أفكار العالم التي مصدرها إبليس مثل الخداع الموجود على السوشيال ميديا والفيس بوك.

بفعلك هذا تجد راحة لنفسك في القرار الصحيح الكتابي المبني على الكلمة وليس الصادر من نفسك وغير المبني على مبادئ الكلمة. لتتضع تحت الكلمة ولا تترك نفسك وفكرك للأرواح الشريرة. لا تسلك حسب الجسد بل حسب ما تقوله الكلمة، فانتصارك هنا، وتذكر جيدًا إنك لديك القدرة على فعل هذا.

قد وهبك الرب كل ما هو للحياة والتقوى، فلديك ما يلزمك للحياة: “٣ كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ، ٤ اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ” (٢ بطرس ١: ٣، ٤).

 رابعًا، التعاليم السليمة:

 استمع للتعاليم الكتابية الصحيحة طوال الوقت، حتى ولو سبق لك أن سمعتها من قبل، فالكلمة تعمل على تجديد ذهنك. كن كالطفل قابلاً للتعلم طوال الوقت. قم بمراجعة ما درسته من قبل حتى ولو كنت تُعلِمه للآخرين، ضع قلبك فيه وتمعن فيه.

  • خامسًا، سِر بهدف:

“مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ” (أفسس ٥: ١٧).

 “إِذًا، أَنَا أَرْكُضُ هكَذَا كَأَنَّهُ لَيْسَ عَنْ غَيْرِ يَقِينٍ. هكَذَا أُضَارِبُ كَأَنِّي لاَ أَضْرِبُ الْهَوَاءَ” (١ كورنثوس ٩: ٢٦).

 يقول الرسول بولس إنه يحيا بهدف. ليكن لك هدف وهو أنك للرب وستحيا له، لا تحيا للعالم ولا لعملك، ولا تحيا بأعذار.

  • سادسًا، كن في علاقة مع المؤمنين الحقيقيين:

 هذه العلاقات ستؤثر على حياتك الروحية وتوقفك على قدميك وتثبتك روحيًا.

“١ أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ صَلُّوا لأَجْلِنَا، لِكَيْ تَجْرِيَ كَلِمَةُ الرَّبِّ وَتَتَمَجَّدَ، كَمَا عِنْدَكُمْ أَيْضًا، ٢ وَلِكَيْ نُنْقَذَ مِنَ النَّاسِ الأَرْدِيَاءِ الأَشْرَارِ. لأَنَّ الإِيمَانَ لَيْسَ لِلْجَمِيعِ. ٣ أَمِينٌ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُثَبِّتُكُمْ وَيَحْفَظُكُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ. ٤ وَنَثِقُ بِالرَّبِّ مِنْ جِهَتِكُمْ أَنَّكُمْ تَفْعَلُونَ مَا نُوصِيكُمْ بِهِ وَسَتَفْعَلُونَ أَيْضًا. ٥ وَالرَّبُّ يَهْدِي قُلُوبَكُمْ إِلَى مَحَبَّةِ اللهِ، وَإِلَى صَبْرِ الْمَسِيحِ” (٢ تسالونيكي ٣: ١-٥).

“١لِكَيْ تَجْرِيَ كَلِمَةُ الرَّبِّ وَتَتَمَجَّدَ، كَمَا عِنْدَكُمْ أَيْضًا” أي تجري بسرعة دون إعاقة وتصل سريعًا كما عندكم في تسالونيكي.

“٢ لأَنَّ الإِيمَانَ لَيْسَ لِلْجَمِيعِ” تعني ليس جميع الناس يقبلون الإيمان، وعلينا كمؤمنين أن نكرز للجميع، أما عن قبولهم أو عدم قبولهم للإيمان، فهو حسب إرادتهم وحريتهم. وطلب الرسول بولس من أهل تسالونيكي أن يصلوا لكي ينقذ من هؤلاء الناس الأردياء الأشرار.

“٣أَمِينٌ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُثَبِّتُكُمْ وَيَحْفَظُكُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ” أنتم محفوظون والرب سيثبتكم ويحفظكم من الشرير. أنت لست ضحية في هذا العالم، بل محفوظ من الشرير. إن لم تعط لإبليس مكانًا، فلن يقدر عليك. الأمر مرتبط بأن تعيش الكلمة.

“٤وَنَثِقُ بِالرَّبِّ مِنْ جِهَتِكُمْ أَنَّكُمْ تَفْعَلُونَ مَا نُوصِيكُمْ بِهِ وَسَتَفْعَلُونَ أَيْضًا” أي الروح القدس يثق فيكم أنكم تفعلون ما نوصيكم به.

 “٥وَالرَّبُّ يَهْدِي قُلُوبَكُمْ إِلَى مَحَبَّةِ اللهِ، وَإِلَى صَبْرِ الْمَسِيح” معنى ذلك أن الروح القدس يتحرك لقلب الإنسان، ويوضح الشاهد الكتابي هنا كيف تُحفَظ من الشرير وذلك بأن تحيا الكلمة، ونتيجة ذلك، يهديكم الروح القدس إلى محبة الله أي يزيل العوائق من أمامكم.

لاحظ، طلب الرسول بولس في الشاهد أعلاه من الكنيسة لكي يُصلّوا من أجلهم لتجري كلمة الرب بسرعه دون إعاقة، فلا إعاقة تحدث في حياتك طالما تسلك بالكلمة، وبالتالي تجد نفسك قادرًا على السلوك بمحبة الله وبصبر المسيح، وهذا ما تحتاجه لهذه اللحظات في الأرض، أي تتعامل بمحبة وبمثابرة ووقوف على أرضك أمام ما يحدث في العالم لننقذ العالم إلى أن نختطف.

 تكلم عن نفسك، وقل: “أنا أثق في الرب فيما صنعه في حياتي، أنا أعيش الكلمة”. وإن شعرت بمحاربات في ثقتك بنفسك، فهذه أرواح شريرة مستغلة عدم سلوكك بالروح، والحل هو السلوك بالروح ومؤكدًا لن تكتمل شهوات الجسد، وستجد نفسك تسير بقوة ولن يستطيع إبليس أن يسيطر عليك، عندما يبدأ الروح القدس يتحرك في جميع أمور حياتك، تجد أنك من روعة لروعة ومن نمو لنمو، ومن نجاح لنجاح أعظم، واستقرار في بيتك وأسرتك، وصحة إلهية.

 تذكر أن الروح القدس يريد أن يبني شخصيتك، البس الجديد وتعلم أن تكون في علاقة مع الروح القدس، وأعلن هذه الكلمات: “في داخلي صديقي الروح القدس”، وهذا ما قاله الرسول بولس أنكم لم تعودوا عبيدًا بل صرتم أبناءً، صرتم أولادًا، صرتم في علاقة مع الروح القدس. عندما تكتشف غرضك في الحياة، تجد مواجهة التحديات بسيطة جدًا لأنك تسلك بروحك.

من الأمور التي يريد الروح القدس بناءها في شخصيتك هي وقوفك بصلابة أمام المشاكل. وما يحاول إبليس تحطمه في شخصيتك هو صبرك، والصبر ليس الاحتمال أو الاستسلام للواقع، بل وقوفك على موقفك أمام العيان المضاد بثبات وصلابة، تأتيك المشاعر وترفضها. بينما تكون في علاقة مع الروح القدس سيعطيك توجيهات وإرشادات، مثلًا “لا تقف بهذه الطريقة، توقف عن سماع هذه الأغنية”، أعطه السلطان على حياتك ولا تسلك بما تشعر به.

  • سابعًا، اعبد الرب من كل قلبك:

وجّه تركيزك على الرب طوال الوقت، يمكنك فعل هذا في بيتك وفي عملك أو حتى في الشارع. عبد الرسول بولس الرب هو في السجن لأنها لا ترتبط بمكان معين بل هي حالة الانطراح والانتباه للروح القدس. اعتاد أن تستخدم لسانك في العبادة التي هي مفتاح الشركة مع الروح القدس. ما دمت منتبهًا لأفكارك وآرائك فقط، فأنت لا تعبد الرب بل ذاتك. عندما تعبد هذا الإله وتنتبه له وتنبهر به، تدخل في شراكة.

  • أي انبهار هو عبادة:

  “١٨ لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ. ١٩ إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ، لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ، ٢٠ لأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ الْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ، قُدْرَتَهُ السَّرْمَدِيَّةَ وَلاَهُوتَهُ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ. ٢١ لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. ٢٢ وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ، ٢٣ وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى، وَالطُّيُورِ، وَالدَّوَابِّ، وَالزَّحَّافَاتِ. ٢٤ لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضًا فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ، لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. ٢٥ الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ، وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ، الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. ٢٦ لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ، لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ” (رومية ١: ١٨-٢٦).

“١٨الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ” من الممكن أن تعيق عمل الكلمة في حياتك عن طريق الإثم.

“٢١لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ” أي لم ينبهروا به، فعندما مرت عليهم معرفة كتابية لم ينبهروا بها. إذًا التقوى والعبادة مرتبطة بالتمجيد والانبهار والالتفات، فما تلتفت له، ستعبده. كلما تلتفت لأفكارك وآرائك، فأنت تعبدها (تذكر أن العبادة هي الالتفات والانبهار والانشغال طوال الوقت بـ).

فمثلًا، عندما تقول: “واو هذا الشيء جميل جدًا” أنت تعبده. عليك أن تقرأ الكلمة، وتقول: “طالما يقول الكتاب عني أني أعظم من منتصر، فأنا أنبهر بهذا الحق حتى ولو لم أشعر بذلك، أو لو لم تكن لديّ الرغبة لفعل هذا”، هنا تكون سلكت بروحك وليس بمشاعرك أو جسدك.

 يسكنك الروح القدس، اسلك بروحك، ونتيجة ذلك، يُهدي الرب طريقك فتجده سهلاً لا عوائق فيه، وتستمتع براحة في كل أمور حياتك، وتبدأ تستقر وتستقر حتى تصل أنك تفتش على منازعيك ولا تجدهم، تأتيك التحديات وتعلم جيدًا كيف تقضي عليها.

اسلك بالروح عبر التفكير بداخلك ثم تكلم الكلمة، فتجد الأمور سهلة للغاية. تدرب على استعمال لسانك ضد الأفكار والمشاعر السلبية إلى أن يتدرب قلبك ويتمرن جسدك على إطاعة الروح دون نقاش، من هنا تسيطر روحك على نفسك وجسدك وسينتهي السرحان والإحباط والملل والزهق وتسلسل الأمراض والمشاكل حتى تصل لمرحلة السيادة على حياتك، واستلام أرضك التي استولى عليها إبليس قبلاً.

 تذكر أنك تعيش وتأكل وتشرب روحيًا، فأنت تتعامل مع عالم الروح في أمور ملموسة أو مسموعة أو مرئية. الآن جاء الوقت لتضع الكلمة وضع التنفيذ في ذهنك، خذ قرارًا بداخلك، واضبط نفسك عليه، وقل: “هذه راحتي” إلى أن تصل لمرحلة لا يمكن لإبليس إعاقتك، والرب شخصيًا يقف لحمايتك من الشرير. أمين

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$