القائمة إغلاق

كيف تحيا حياتك في ضوء الأبدية القادمة؟ How to Live Your Life According to The Coming Eternity?

لسماع العظة على الساوند كلاود Sound Cloud

لمشاهدة العظة على الفيس بوك Facebook

لينك العظة على اليوتيوب YouTube

العظة المكتوبة 

▪︎ ما هي المبادئ والمعايير التي سَنُحاسَب طِبقًا لها أمام كرسي المسيح؟

▪︎ مفاهيم هامة ثمينة عن ذلك اليوم.

▪︎ طريقة مثولنا أمام كرسي المسيح.

▪︎ أمانتك ليست بشيءٍ ضائع.

 

    نَجِد هذا واضِحًا في حياة موسى النبي الذي قَتَلَ شخصًا ولم يتحدث معه الرب مُطلقًا عن هذا الأمر عندما خاطبه في العليقة، بل تَكلم إليه مُباشرةً عن طريقة إخراج الشعب مِنْ مِصر، حيث إنه لم يَكُن قد نضج بعد، ولكن لم يَكُن الأمر هكذا عندما ضَرَبَ الصخرة بدلًا مِنْ أنْ يُكَلِّمها، فهذا الفعل أعاقه مِنْ دخول أرض الموعِد، لأنه حينذاك صار ناضجًا!

 

     مِنْ الهام أنْ تعرف كيف تحيا بِدقةٍ في حياتك وعلى أي معيارٍ ستقف أمام كرسي المسيح. يَضَع الله “النوايا الحسنة” في الحسبان، مُتَغاضيًا عن أزمنة الجهل عندما لا يكون الشخص في مستوى نضوجٍ كافٍ، ولكن لا يكون الأمر كذلك مع الناضجين (أعمال ٣ : ١٧).

    نَجِد ذا واضِحًا في حياة موسى النبي الذي قَتَلَ شخصًا ولم يتحدث معه الرب مُطلقًا عن هذا الأمر عندما خاطبه في العليقة، بل تَكلم إليه مُباشرةً عن طريقة إخراج الشعب مِنْ مِصر، حيث إنه لم يَكُن قد نضج بعد، ولكن لم يَكُن الأمر هكذا عندما ضَرَبَ الصخرة بدلًا مِنْ أنْ يُكَلِّمها، فهذا الفعل أعاقه مِنْ دخول أرض الموعِد، لأنه حينذاك صار ناضجًا!

▪︎ ما هي المبادئ والمعايير التي سَنُحاسَب طِبقًا لها أمام كرسي المسيح؟

     لابد أنْ نكون على درايةٍ وفَهْمٍ لتلك المبادئ والمعايير حتى لا نُفاجَئ في السماء. نحيا الآن في مرحلة تسبق توزيع المكافآت والمهام، وهذا لا يُعني أننا نسعى إلى مُلْك ألفي أو أرضي، في الحقيقة نحن لسنا بحاجة إلى هذا لأنه سيحدث بتلقائية بينما نسير مع الله، حيث جُعِلنا مُلوكًا وكهنةً، فمِنْ الطبيعي أنْ نَمْلُك معه في الملك الألفي!

     السؤال الهام هنا هو؛ ما المعيار الذي على أساسه تعرف ما وُضِعَ لكَ في السماء؟ حيث عَرَفَ بولس الرسول أنه نَالَ أكليلَ البر مِنْ الأرض، معنى ذلك أنْ الأمر مِن المُفترَض أنْ لا يكون مُفاجِئًا في السماء، وبإمكانك أنت أيضًا كما بولس الرسول أنْ تعرف ما وُضِعَ لكَ مِنْ الآن، خصوصًا إنْ كنت على دراية -مِنْ الكلمة- كيف يُوضَع لكَ إكليلًا في السماء، وستسمع ذلك في عالم الروح.

      هذا ما حدث مع الرسول بولس، فقال: “٧قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، ٨وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ…” (٢تيموثاوس٧: ٤، ٨)؛ لقد قال الرسول هذا وهو يُعني ما يقوله، ويعلم أنّه تَمّ في عالم الروح، وسيتمّ أمام كرسي المسيح.

 

“٥فَمَنْ هُوَ بُولُسُ؟ وَمَنْ هُوَ أَبُلُّوسُ؟ بَلْ خَادِمَانِ آمَنْتُمْ بِوَاسِطَتِهِمَا، وَكَمَا أَعْطَى الرَّبُّ لِكُلِّ وَاحِدٍ: ٦أَنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى، لكِنَّ اللهَ كَانَ يُنْمِي. ٧إِذًا لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي، بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي. ٨وَالْغَارِسُ وَالسَّاقِي هُمَا وَاحِدٌ، وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَأْخُذُ أُجْرَتَهُ بِحَسَبِ تَعَبِهِ. ٩فَإِنَّنَا نَحْنُ عَامِلاَنِ مَعَ اللهِ، وَأَنْتُمْ فَلاَحَةُ اللهِ، بِنَاءُ اللهِ. ١٠حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاسًا، وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ. ١١فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ، الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. ١٢وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدُ يَبْنِي عَلَى هذَا الأَسَاسِ: ذَهَبًا، فِضَّةً، حِجَارَةً كَرِيمَةً، خَشَبًا، عُشْبًا، قَشًّا، ١٣فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ سَيَصِيرُ ظَاهِرًا لأَنَّ الْيَوْمَ (كرسي المسيح، وليس يوم الدينونة) سَيُبَيِّنُهُ. لأَنَّهُ بِنَارٍ يُسْتَعْلَنُ، وَسَتَمْتَحِنُ النَّارُ عَمَلَ كُلِّ وَاحِدٍ مَا هُوَ. ١٤إِنْ بَقِيَ عَمَلُ أَحَدٍ قَدْ بَنَاهُ عَلَيْهِ فَسَيَأْخُذُ أُجْرَةً. ١٥إِنِ احْتَرَقَ عَمَلُ أَحَدٍ فَسَيَخْسَرُ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيَخْلُصُ، وَلكِنْ كَمَا بِنَارٍ. ١٦أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ ١٧إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ، لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ” (١كورنثوس٣ : ١←١٧).

    يُعَلِّم الرسول بولس أَهْل كورنثوس هُنا مِنْ خلال هذا الشاهد الكتابي عِدّة أمورٍ مِنها؛ إنّه لا ينبغي أنْ ينشق المؤمنين، ولكننا نستطيع أنْ نَفْهَم بعض المعايير التي تختص بكرسي المسيح، مِنْها؛

١) تعب كلِ شخصٍ:

“كُلَّ وَاحِدٍ سَيَأْخُذُ أُجْرَتَهُ بِحَسَبِ تَعَبِهِ”.

٢) طريقة البناء:

“قَدْ وَضَعْتُ أَسَاسًا، وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ”، وهي تأتي في ترجمات أخرى هكذا “فليَكُن الشخص حريصًا كيف يتم البناء”.

٣) أساس البناء:

“فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ، الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ”

هناك أشخاصٌ تبني خدمتها على أساسٍ نفسيٍّ أو فلسفيٍّ، كما قال الرسول بولس في رسالته إلى أهل كولوسي: “٢٢ الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ، ٢٣ الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ إِشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ.” (كولوسي ٢: ٢٢، ٢٣)

   “بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ” تُعني مِنْ تأليف الناس، لا تؤثر في علاقتنا مع الله، ولكنها محاولة لإرضاء النَفْس البشرية عن طريق إزلال الجسد.

٤) ما تَمَّ بناءه:

“وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدُ يَبْنِي عَلَى هذَا الأَسَاسِ: ذَهَبًا، فِضَّةً، حِجَارَةً كَرِيمَةً، خَشَبًا، عُشْبًا، قَشًّا”

 

     يَختَلِف كُرسي المسيح عن العرش العظيم الأبيض، فكُرسي المسيح شرفي؛ لتشريف المؤمنين أمام السماء والأنبياء والملائكة. سَتُكشَف فيه أعمال المؤمنين الصالحة والسيئة (٢كورنثوس ١: ٥)، وكَشْف بعض الأعمال السيئة لا يلغي اشتعالهم الروحي وإلا لِما اُختُطِفوا، فهؤلاء هُمْ مَنْ سيتجاوب مع صوت البوق الداخلي يوم الاختطاف، ربما يكون غير ناضجٍ ولكن كونه مُشتَعِلًا سيُختطَف.

“٥فَمَنْ هُوَ بُولُسُ؟ وَمَنْ هُوَ أَبُلُّوسُ؟ بَلْ خَادِمَانِ آمَنْتُمْ بِوَاسِطَتِهِمَا، وَكَمَا أَعْطَى الرَّبُّ لِكُلِّ وَاحِدٍ: ٦أَنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى، لكِنَّ اللهَ كَانَ يُنْمِي. ٧إِذًا لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي، بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي. ٨وَالْغَارِسُ وَالسَّاقِي هُمَا وَاحِدٌ، وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَأْخُذُ أُجْرَتَهُ بِحَسَبِ تَعَبِهِ. ٩فَإِنَّنَا نَحْنُ عَامِلاَنِ مَعَ اللهِ، وَأَنْتُمْ فَلاَحَةُ اللهِ، بِنَاءُ اللهِ. ١٠حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاسًا، وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ. ١١فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ، الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. ١٢وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدُ يَبْنِي عَلَى هذَا الأَسَاسِ: ذَهَبًا، فِضَّةً، حِجَارَةً كَرِيمَةً، خَشَبًا، عُشْبًا، قَشًّا، ١٣فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ سَيَصِيرُ ظَاهِرًا لأَنَّ الْيَوْمَ (كرسي المسيح، وليس يوم الدينونة) سَيُبَيِّنُهُ. لأَنَّهُ بِنَارٍ يُسْتَعْلَنُ، وَسَتَمْتَحِنُ النَّارُ عَمَلَ كُلِّ وَاحِدٍ مَا هُوَ. ١٤إِنْ بَقِيَ عَمَلُ أَحَدٍ قَدْ بَنَاهُ عَلَيْهِ فَسَيَأْخُذُ أُجْرَةً. ١٥إِنِ احْتَرَقَ عَمَلُ أَحَدٍ فَسَيَخْسَرُ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيَخْلُصُ، وَلكِنْ كَمَا بِنَارٍ. ١٦أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ ١٧إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ، لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ” (١كورنثوس٣ : ١←١٧).

    يُلِّم الرسول بولس أَهْل كورنثوس هُنا مِنْ خلال هذا الشاهد الكتابي عِدّة أمورٍ مِنها؛ إنّه لا ينبغي أنْ ينشق المؤمنين، ولكننا نستطيع أنْ نَفْهَم بعض المعايير التي تختص بكرسي المسيح، مِنْها؛

١) تعب كلِ شخصٍ:

“كُلَّ وَاحِدٍ سَيَأْخُذُ أُجْرَتَهُ بِحَسَبِ تَعَبِهِ”.

٢) طريقة البناء:

“قَدْ وَضَعْتُ أَسَاسًا، وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ”، وهي تأتي في ترجمات أخرى هكذا “فليَكُن الشخص حريصًا كيف يتم البناء”.

٣) أساس البناء:

“فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ، الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ”

هناك أشخاصٌ تبني خدمتها على أساسٍ نفسيٍّ أو فلسفيٍّ، كما قال الرسول بولس في رسالته إلى أهل كولوسي: “٢٢ الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ، ٢٣ الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ إِشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ.” (كولوسي ٢: ٢٢، ٢٣)

   “بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ” تُعني مِنْ تأليف الناس، لا تؤثر في علاقتنا مع الله، ولكنها محاولة لإرضاء النَفْس البشرية عن طريق إزلال الجسد.

٤) ما تَمَّ بناءه:

“وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدُ يَبْنِي عَلَى هذَا الأَسَاسِ: ذَهَبًا، فِضَّةً، حِجَارَةً كَرِيمَةً، خَشَبًا، عُشْبًا، قَشًّا”

     كل شيءٍ تفعله الآن سيكون له صورة مُجَسّمة في عالَم الروح، وسَيَعْبُر عملك على النار، إنْ بقي عملك فطوبى لك، ستأخذ أجرةً، لكن إنْ احترق ستخسر ولكن ستخلص أي لن تفقد أبديتك.

     “وَسَتَمْتَحِنُ النَّارُ عَمَلَ كُلِّ وَاحِدٍ”، النار هي أيدي الروح القدس وعمله، وهذا مُثبَتٌ في سِفر رؤيا يوحنا حيث رأينا البحر البلور مُختَلِطًا بالنار (الروح القدس).

“إِنِ احْتَرَقَ عَمَلُ أَحَدٍ فَسَيَخْسَرُ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيَخْلُصُ، وَلكِنْ كَمَا بِنَارٍ”

     يوضِح هذا الشاهد وجود توقع لدى الشخص بأنْ يربح ولكنه سيخسر، قد يحزن قليلاً لأنه خَسَرَ، ولكن سرعان ما سيُؤخَذ في جو مِنْ الفرح، ولن يجد فرصةً للندم والحزن، لأنه لا حزنٌ هناك بل فرحٌ دائمٌ.

    سَتُكْشَف كل الأمور أمام كرسي المسيح، ولكن ما تاب عنه الشخص مِنْ أمورٍ سلبيةٍ وعكس اتجاهه؛ لن يُحاسَب عليها، وهذا يؤكد لنا أنّ الأعمال هامة للغاية، ولكن للأسف أُهمِلَتْ في التعليم. أوضَحَ الرسول أيضًا نهاية مَنْ يُفسِد هيكل الله، فهناك أشخاصٌ يقفون ضد آخرين ليُحَطِمُونهُم روحيًا، فمِثل هؤلاء سَيُفسِدهُم الله نَفْسه.

لأنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا” (٢كورنثوس ٥: ١٠)

٥) أفعال الأشخاص ودوافع قلبه:

    نَفْهَم مِنْ هذا أنّ المكافأت ستُعطَى للمؤمنين حسب ما صنعوا، وهي تشمل أيضًا اتجاهات ودوافع القلب، وما كُنْتَ مُنشَغِلاً بِه، وما أخذ أنتباهك فترة وجودك علي الأرض، وما تَمَّ تحقيقه، كل هذه سَنُعْطِي عنها حسابًا.

    في ضوء هذا الشاهد، يجب أنْ تَصُب كل شيءٍ تفعله في اتجاه الرب، فبالنسبة للخدمة ينبغي أنْ تفعل ما يريده الرب منك، قُمْ بدورك الذي يريده الرب مِنك، وليس مجرد إنك تخدم!

٦) جاهِد قانونيًا:

    يجب أنْ تلتزم بحدود خدمتك، ولا تتخطاها لكي يكون جِهادك قانونيًا (٢كورنثوس ١٣:١٠).

     قال بولس الرسول لتيموثاوس “وَأَيْضًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُجَاهِدُ، لاَ يُكَلَّلُ إِنْ لَمْ يُجَاهِدْ قَانُونِيًّا” (٢تيموثاوس٥:٢) كل مَنْ يسرق أعضاءً مِنْ كنيسةٍ ما لصالح كنيسة أخرى، أو يخدم لهدف الظهور وإبهار الناس أو مَن يقوم بإنساب تعب الآخرين له؛ كل الأعمال التي مِنْ هذا القبيل غير قانونية وتُعتَبَر خروجًا عن الحيز المُعْطَى لك، ولابد إنها سَتُكشَف أمام كرسي المسيح.

٧) ستُكشَف الخفايا ويُحْكَم بين المؤمنين في جسد المسيح:

إِذًا لاَ تَحْكُمُوا فِي شَيْءٍ قَبْلَ الْوَقْتِ، حَتَّى يَأْتِيَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُنِيرُ خَفَايَا الظَّلاَمِ وَيُظْهِرُ آرَاءَ الْقُلُوبِ. وَحِينَئِذٍ يَكُونُ الْمَدْحُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ اللهِ.” (١كورنثوس٥:٤).

    يشرح هذا الشاهد أنّ هناك خَفَايا لا يعلمها الناس سَتُكشَف أمام كرسي المسيح، مِثل ما حَدَثَ مع يوسف؛ لو إننا نعيش في أيامه لاعتقدنا أنه سُجِنَ لأنه حاول أنْ ينال مِنْ زوجة فُوطِيفَار شيئًا، ولكن لولا كلمة الله كَشَفَتْ حقيقة الأمر لما عَرَفَها أحدٌ، وكما كَشَفَ لنا الروح القدس هذه الحقيقة، هكذا ستُكشَف الخفايا في هذا اليوم.

     كَمْ مِنْ المؤمنين سوف ينضبطون إنْ عَرِفُوا المعايير التي تُقَاس بها أعمالهم أمام الرب في هذا اليوم! سنقف أمام كرسي المسيح بهذه المعايير، ليس فقط الخدمة بل أيضًا السلوك واتجاهات وخفايا القلب، ولكن يحتَلّ العمل الإلهي وامتداد ملكوت الله على الأرض جزءًا كبيرًا أمام كرسي المسيح.

     كما درسنا في “المَنّات والوزنات” أنّ الأمر مُتعلِقٌ أيضًا بالوقت، وبطريقة تعاملك مع الأموال والناس، ودوافع قلبك، لماذا تكلّمْتَ هذه الكلمة وتعاملْتَ بهذه الصورة. لذلك احرص على تغيير اتجاهك، لو لم تَكُن تسلك باستقامة مِنْ ذي قَبْل، هناك مَنْ يَخْفُون أمورهم السلبية خوفًا مِنْ الفضيحة، ولكن ما لم يغيروا اتجاههم ستظهر أمام كرسي المسيح.

     إليك هذا المِثال لمزيد مِنْ الإيضاح؛ إنْ أخطأ أحد الموظفين إلى شخصٍ آخر، أيهما أفضل؛ “اعتذار الموظف لزميله فيما بينهما، أم كَشْف الأمر أمام المدير وإظهار إنه مُخطئ؟!” مؤكدًا وصول الأمر أمام المدير أصعب، وبالمِثل مَنْ يُخفي أخطائه علي الأرض ولا يغير اتجاهه ليتوب عنها، ستُكشَف هناك ويُوبَخ مِنْ الرب أمام المؤمنين والأنبياء والملائكة. عَدْل الله هذا يوضح لكَ مدى روعته، ومَنْ يريد كَشْف الأمور على الأرض بدلاً مِنْ السماء؛ يُظْهِر عدم نضوجه.

▪︎ طريقة مثولنا أمام كرسي المسيح:

“١لَيْتَكُمْ تَحْتَمِلُونَ غَبَاوَتِي قَلِيلًا! بَلْ أَنْتُمْ مُحْتَمِلِيَّ. ٢فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُل وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ. ٣وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ. ٤فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ الآتِي يَكْرِزُ بِيَسُوعَ آخَرَ لَمْ نَكْرِزْ بِهِ، أَوْ كُنْتُمْ تَأْخُذُونَ رُوحًا آخَرَ لَمْ تَأْخُذُوهُ، أَوْ إِنْجِيلًا آخَرَ لَمْ تَقْبَلُوهُ، فَحَسَنًا كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ. ٥لأَنِّي أَحْسِبُ أَنِّي لَمْ أَنْقُصْ شَيْئًا عَنْ فَائِقِي الرُّسُلِ. ٦وَإِنْ كُنْتُ عَامِّيًّا فِي الْكَلاَمِ، فَلَسْتُ فِي الْعِلْمِ، بَلْ نَحْنُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ظَاهِرُونَ لَكُمْ بَيْنَ الْجَمِيعِ.” (٢كورنثوس ١:١١ ←٦)

     سيتعامل الرب مع كل كنيسة بصفة هرمية، فيقف الراعي على قمة الهرم وتحته شعب الكنيسة الذي رعاهم على الأرض، كما وَضّحَ الرسول في هذا الشاهد إنه سيقف أمام كرسي المسيح ويُقدِم مَنْ يرعاهم. سيقف المؤمنون أمام الرب مع مَنْ يرعاهم وليس كعائلاتٍ. سيقف الشخص الذى كان يَرعى الأسرة، وتقف الأسرة أمام كرسي المسيح ليس لأنهم كانوا أسرة علي الأرض بل لأنهم تحت رعاية هذا الشخص.

    هناك مَنْ يُحاولون الخلط بين رؤساء الكنيسة والشعب، ويقولون إنّه لا حاجة إلى ذلك اليوم، ولكن إنْ كان هذا صحيحًا لما تعامل الروح القدس في سِفر الرؤيا مع رؤساء الكنائس، قائلاً: اكتب إلى ملاك كنيسة كذا وكذا؛ أي إنه يتكلم إلى رؤساء تلك الكنائس!

     تعامل بولس الرسول بالمبدأ نَفسه، فعندما أراد أنْ يُقابِل أهل كنيسة أفسس استدعى القساوسة والأساقفة فقط ولم يستدعِ الشعب كله، هذا لأنّ الروح القدس يتعامل بصورة هرمية.

      للجميع نَفْس القيمة أمام الله، ولكن ليس الجميع مُتَسَاويين في الأدوار والمهام الموزعة عليهم، لذلك يجب أنْ تهاب رجال الله، هناك مَنْ بالغ في الهيبة لدرجة تصل إلى تأليه، والبعض الآخر تعامل بْنِدّيّة وتساوي معهم، كلاهما غير صحيح، تعلّم أنْ تُقَدِر رجال الله حتى وإنْ كُنْتَ مُخْتَلِفًا معهم في العقيدة.

      عندما تَكَلَمَ بولس الرسول مع رئيس كهنة الله الذي لم يؤمن بيسوع بعد ليولد ثانيةً -أي إنهم مُختَلفين معًا في العقيدة- وقال له: “سَيَضْرِبُكَ اللهُ أَيُّهَا الْحَائِطُ الْمُبَيَّضُ!…”(أعمال٣:٢٣)، والذي يُعني إنه قبرٌ مُبيّضٌ مِنْ الخارج، ولكنه ممتلئٌ بكل نجاسةٍ مِنْ الداخل، عاد وتأسّف عندما عَلِمَ إنه رئيس كهنة الله، وقال: “لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّهُ رَئِيسُ كَهَنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: رَئِيسُ شَعْبِكَ لاَ تَقُلْ فِيهِ سُوءًا” (أعمال الرسل ٢٣: ٥)، لذا ضَعْ في قلبك أنْ تُقَدِر الوظيفة القيادية سواءً في الكنيسة أو العمل.

“مِنْ أَجْلِ هذَا إِذْ لَمْ أَحْتَمِلْ أَيْضًا، أَرْسَلْتُ لِكَيْ أَعْرِفَ إِيمَانَكُمْ، لَعَلَّ الْمُجَرِّبَ يَكُونُ قَدْ جَرَّبَكُمْ، فَيَصِيرَ تَعَبُنَا بَاطِلًا.” (١تسالونيكى٥:٣)

“١٥أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَسْتَعْمِلْ شَيْئًا مِنْ هذَا، وَلاَ كَتَبْتُ هذَا لِكَيْ يَصِيرَ فِيَّ هكَذَا. لأَنَّهُ خَيْرٌ لِي أَنْ أَمُوتَ مِنْ أَنْ يُعَطِّلَ أَحَدٌ فَخْرِي.” (١كورنثوس ٩ : ١٥).

   يَعْتَبِر الرسول بولس رعيته على إنها فخره، كذلك سيكون هناك وقت تقف فيه أمام كرسي المسيح وتفتخر بِمَنْ يرعاك.

النظرة السليمة التي يجب أنْ تسلك بها دائمًا أنّ ما ستفعله علي الأرض مُرتَبِطٌ بالكنيسة بصورة هرمية، لذلك إنْ كُنْتَ راعيًا ينبغي عليك أنْ ترعى رعيتك بحرصٍ، وتُحسِن في تعاملك معهم، كما قال السيد: “يَا أُورُشَلِيمُ، يَاأُورُشَلِيمُ!…كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! (لوقا ١٣: ٣٤)، وأيضًا سَتُحاسب إنْ تعاملت باستبداد  وقسوة معهم.

▪︎ أمانتك ليست بشيءٍ ضائع:

“٣٥«لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً، ٣٦وَأَنْتُمْ مِثْلُ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ مَتَى يَرْجعُ مِنَ الْعُرْسِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ لِلْوَقْتِ. ٣٧طُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدُمُهُمْ. ٣٨وَإِنْ أَتَى فِي الْهَزِيعِ الثَّانِي أَوْ أَتَى فِي الْهَزِيعِ الثَّالِثِ وَوَجَدَهُمْ هكَذَا، فَطُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ. ٣٩وَإِنَّمَا اعْلَمُوا هذَا: أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِقُ لَسَهِرَ، وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ. ٤٠فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ». (يتحدث الرب عن الاختطاف) ٤١فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «يَارَبُّ، أَلَنَا تَقُولُ هذَا الْمَثَلَ أَمْ لِلْجَمِيعِ أَيْضًا؟» ٤٢فَقَالَ الرَّبُّ: «فَمَنْ هُوَ الْوَكِيلُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الْعُلُوفَةَ فِي حِينِهَا؟ ٤٣طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ (أي دخل فجأةً) يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا!(يُطعِم ويعطي العلوفة للآخرين) ٤٤بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ. ٤٥وَلكِنْ إِنْ قَالَ ذلِكَ الْعَبْدُ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ قُدُومَهُ، فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ الْغِلْمَانَ وَالْجَوَارِيَ، وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَرُ. ٤٦يَأْتِي سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لاَ يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا، فَيَقْطَعُهُ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ الْخَائِنِينَ. ٤٧وَأَمَّا ذلِكَ الْعَبْدُ الَّذِي يَعْلَمُ إِرَادَةَ سَيِّدِهِ وَلاَ يَسْتَعِدُّ وَلاَ يَفْعَلُ بحَسَبِ إِرَادَتِهِ، فَيُضْرَبُ كَثِيرًا. ٤٨وَلكِنَّ الَّذِي لاَ يَعْلَمُ، وَيَفْعَلُ مَا يَسْتَحِقُّ ضَرَبَاتٍ، يُضْرَبُ قَلِيلًا. فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ، وَمَنْ يُودِعُونَهُ كَثِيرًا يُطَالِبُونَهُ بِأَكْثَرَ.” (لوقا ١٢: ٣٥-٤٨).

     يتكلم هذا الشاهد الكتابي عن الاستعداد لمقابلة الرب. “وَأَنْتُمْ مِثْلُ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ مَتَى يَرْجعُ مِنَ الْعُرْسِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ لِلْوَقْتِ”؛ توضِح هذه الكلمات مدى الاستعدادية والتجاوب بين السيد والخَدَم، حيث جاء: “حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَعَ… يَفْتَحُونَ لَهُ لِلْوَقْتِ”.

      “طُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ”؛ هؤلاء سيكافؤون مِنْ الرب لأنه إلهٌ عادلٌ، يا لها مِنْ مكافئةٍ وشرفٍ سيناله هؤلاء؛ “إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدُمُهُمْ!”.

     كلمة “عبد” يقصِد بها “خادم”، لذلك المقصود بالمِئَةً وَأَرْبَعَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْف خادمًا المذكورين في (رؤيا ٧: ٤)، هُم خدامٌ مِن كل أسباط بني إسرائيل. قيل عنهم لفظ “باكورة”؛ لأنهم غير متزوجين، لم يتنجسوا أو يختلطوا بالعالم، وهكذا يجب أنْ تحيا الكنيسة غير مُختَلِطة أو مُنجَّسة بالعالم.

“وَلكِنْ إِنْ قَالَ ذلِكَ الْعَبْدُ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ قُدُومَهُ، فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ الْغِلْمَانَ وَالْجَوَارِيَ، وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَرُ”

      إنْ عكست هذه الآية سَتَفْهَم شيئًا هامًا؛ إنّ أكثر شيءٍ سيجعلك مُشتَعِلاً دائمًا هو أنْ تَضَع في ذهنك قدوم الرب السريع، ولكن مَنْ ينسى هذه الحقيقة يتعامل باستبداد مع شعبه، ويحيا لنفسه.

      الخادم الذي يضرب الغلمان والجواري -أي الشعب الذي يرعاه- سوف يرتد ويهلك لأنه لم يسلك في دعوة الله علي حياته، بل سار في الاتجاه المُعاكِس لله وأفسد هيكله، لذا سيفسده الله؛ “يَأْتِي سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لاَ يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا، فَيَقْطَعُهُ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ الْخَائِنِينَ.”.

    أما العبد الذي يَعْلَم إرادة سيده ولا يَعمل سيوبخه الرب، والتوبيخ هو بمثابة الضرب كما جاء في الأمثال (أمثال ١٠:١٧)، وسيكون العقاب مُكافِئًا لِقَدْر ما نال الشخص مِنْ معرفة، فالذي عَرَفَ قليلاً سَيُضْرَب قليلاً، والعكس مع مَنْ عَرَفَ الكثير، فكل شخصٍ سيُطالَب حسب قدر معرفته.

    إنْ كُنتَ ربًا للأسرة، أو أحد أفراد تلك الأسرة ولكن استنرْتَ وعرفْتَ الحق الكتابي؛ فأسرتك هي النفوس التي أنت مُوكَّلٌ عليها، لذا لا تَضَع نَفْسكَ وأسرتك في وضعية هلاكٍ! لا أقول هذا لكي تشعر بحمولة أو لتُدين نَفْسك، لا! بل لكي تذهب للكلمة وتعرف ما ينبغي عليك أنْ تفعله، وتقوم به.

    لتَكُن أحقائك مُمنَطَّقَة وسراجك مُوقَدًا. تخيل معي هذا المشهد: وقت خروج الشعب مِنْ أرض مِصر كانت أحقائهم مُمنَطَقة، لابسين الأحذية في أقدامهم، يأكلون الفصح وهُمْ مُستَعِدون للخروج في وقت؛ لتَكُن أنت أيضًا هكذا! استعمل العالم ولا تجعله يستعملك، لهذا السبب أوصى الرسول بولس تلاميذه بأن يظلّوا مُشتَعِلين، حتى عندما يحين وقت الوقوف أمام كرسي المسيح يفتخر بهم ويفتخرون به.

    سنعرف بعضنا البعض حينما نُخْطَف، فحَدَثْ التجلي يؤكِد لنا هذا، حيث عَرَفَ تلاميذ الرب؛ بطرس ويعقوب ويوحنا موسى وإيليا رغم أنهم لم يروهم مِنْ قَبْل، ولكن عرفوهم بأرواحهم، لأن الروح الإنسانية لديها القدرة علي ذلك خاصة لو كانت مُشْتَعِلة. يُعطي الروح القدس قدرةً لِروحك لتَعرِف أمُورًا وتدركها رغم جَهْل ذهنك لها، ويزداد هذا كلما سلكْتَ بروحك وعملْتَ على تطويرها لأنه بذلك يزداد نضوجك.

    اضبط حياتك وتُب عن ما هو سلبي، غَيِّر اتجاهات قلبك وأجعلها في اتجاه الرب، أعطِ الكلمة للآخرين وصلِ لأجلهم، لا تَدِن نَفْسك بل سِر باستقامة حتى لا تخجل مِنْ لقائه أمام كرسي المسيح.

٢٨وَالآنَ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، اثْبُتُوا فِيهِ، حَتَّى إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ. ٢٩إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ” (١يوحنا ٢٨:٢، ٢٩).

    ما قاله الرسول هُنا يُعني أنّ هناك أشخاصٌ سيخجلون يوم مجيء الرب، اعلم أنك مسؤولٌ عن نَفْسك وعن مَنْ تقودهم، لذا إنْ كنت تنظر دائمًا في كل خطوة تخطوها إلى كرسي المسيح؛ ستأخذ حياتك مُنحنى مُختلِفًا، تسلك باستقامة على الأرض، لأنك مُدرِكًا الوقت الذي ستقف فيه أمام يسوع. لذا ضَعْ قلبك في الحياة مع الرب والكلمة!

    كان الرسول بولس مُحتَقَرًا مِنْ الناس لأنه يخدم الأمم، وقِيلَ عنه أيضًا إنه مجنونٌ، وكل هذا لم يجعله يتراجع عن خدمته، وقال: “محبة المسيح تحصرني” (٢ كورنثوس ٥: ١٤)، لذا لم يُعطِ أي اهتمامٍ لأقوال الناس بل لِما تقوله الكلمة؛ لذا كان جريئًا.

    إنْ أخذَتْ الكلمة مجراها في حياتك، وامتلأت يوميًا بالروح القدس ستصبح جريئًا لا تخشى ولا تَخَاف مِنْ أي شيءٍ، ستفعل أمورًا لا يستطيع الإنسان العادي فِعلها، وتُعْطَى عنها مكافآت أمام كرسي المسيح. هكذا سَلَكَ موسى النبي “٢٤ بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، ٢٥ مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ، ٢٦ حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ.” (العبرانيين ١١: ٢٤-٢٦).

    يُوجَد أيضًا أُناسٌ تعمل في الخفاء وسيجازون علنًا ويشرفون أمام كرسي المسيح وجميع الأبرار والملائكة في السماء. ما أهيب هذا اليوم! لذا احْرِص أنْ يكون يوم فرحٍ لك وليس خزيٍ، اجْعَل أعمالك تسبقك وتصير معروفًا في عالم الروح، مِثْل بولس الرسول الذي عُرِفَ لأنه مُؤثِرٌ في خدمته.

     ربما شَريك حياتك ليس مُؤمِنًا، لكن لا تسمح لذلك أنْ يُعَطِل علاقتك وحياتك مع الرب، بل انطلق وصلِ لأجله، واعلّم أنّ الزوج مُقَدَس في الشخص المؤمن، وتَعْمل الملائكة على حمايته حتى يَصِل للمسيح (١كورنثوس١٤:٧)، إنْ تَرَكَ أولادك الرب أو لم يعرفوه مِنْ الأساس، تشفع لهم وستستطيع أنْ تَصِل إليهم وتجذبهم للمسيح مِنْ عالم الروح.

     بعد أنْ تُنهي العمل في دائرتك الشخصية (أفراد عائلتك) يُمكنك العمل علي دائرة أقاربك ومدينتك، فلا تنزعج وتتسرع في الكرازة للآخرين خوفًا مِن أنْ يذهبوا للجحيم قَبْل الانتهاء مِنْ دائرتك الخاصّة، بل اسلك في الكرازة بتنظيم وباستراتيجية الكلمة، وتابع الأشخاص إلى أنْ ينضجوا، حتى وإنْ بَدَتْ في الظاهر بطيئة.

     يخشى بعض الخدام أنْ يعطوا لتلاميذهم ما لديهم مِنْ معرفة، خشيةً مِنْ أنْ يتفوقوا عليهم، هذا عُقْم روحي! فإنْ كان لديك معرفة أعْطِها لهم وبهذه الصورة ستكبر، وليس عن طريق الإخفاء!

    لم يَخفِ الرسول بولس أي مِنْ المعلومات أو المعرفة التي لديه عن تلاميذه، لذا انتَشَرَ بهذه الصورة. اسلك بقوانين الله وكلمته، نقي دوافعك، لا تغار حينما تجد أحد رعيتك ينمو وأنت لا، بل أعلم أنّ الروح القدس يعمل على الأرض مع مَنْ يتجاوب معه، وانتبه لئلا تكون هذه حرب مِنْ إبليس ليُشكك في نَفْسك دون أنْ تعلم! لأجل ذلك تَعَلَّم أنْ تثق في نَفْسك شرط أنْ تكون سَالِكًا بالكلمة بصورة صحيحة.

    اعلَّم أنّ أي نشاطٍ روحيٍّ تفعله ورائه قوة الروح القدس، فهو وراء اتجاه رغباتك نحو الأمور الروحية، ولكِنَك لا تستطيع إدراك ذلك بالحواس الخمس، وهذا ما يقوله الكتاب المقدس: “…لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ.” (١ كورنثوس ١٢: ٣).

     يسعى البعض بشدة أنْ يشعروا بالروح القدس أو أنْ يُدركوه بحواسهم الخمس، هؤلاء في خطرٍ روحيٍّ، لكِن إنْ سِرتَ مُعتمِدًا عليه مُلاصِقًا للكلمة ستجده يُستَعلَن في حياتك. إليك هذا المِثال ليتَضِح لكَ الأمر أكثر؛ مِنْ الخطر أنْ تشعر بنبض قلبك طوال الوقت، فربما تشعر به حينما تصعد السُلم أو حينما تبذُل مجهودًا، لكن لا يستمر الأمر هكذا وإلا فأنت في خطرٍ وبحاجة إلى شفاءٍ!

     لا تعتمد على الظُهورات والمشاعر لأنها تختص بالأطفال روحيًا، وسيستخدمها الروح القدس لحينٍ وليس دائمًا، مِثْل أي أبٍ يُمسِك بيد ابنه لحين يتَعلّم المشي، ولكن بعدها يتركه لأنّ شخصيته رُسِمَتْ بداخله.

“غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الاجْتِهَادِ، حَارِّينَ فِي الرُّوحِ، عَابِدِينَ الرَّبَّ.” (رومية ١٢: ١١).

    اعبد الرب بقلبك، كُنْ يقِظًا دائمًا، لا تَسْتَرخِ مُطلقًا في حياتك الروحية، ولا تعتقد عن نَفْسك إنك ستنشط قليلاً ثم تنام مرة أخرى، لا! لأنّ الرب لم يجعلنا للنوم بل لليقظة الروحية، كما إننا لسنا للحياة العادية بل الإلهية.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$