القائمة إغلاق

لماذا الاختطاف؟ Why Is the Rapture?

لسماع العظة على الساوند كلاود Sound Cloud

لمشاهدة العظة على الفيس بوك Facebook

لينك العظة على اليوتيوب YouTube

تكلمنا سابقًا عن الاختطاف، وبالطبع هناك مَنْ لا يؤمن به، ولكنني سأتكلم هذه المرة عن ضرورة حدوث الاختطاف، فهو يُعتَبر واحدة مِنْ إحدى المحطات داخل خُطة الله للإنسان المُعْلَنة في النبوات، ولكونها هي المحطة القادمة بالنسبة لنا فلها قدر كبير مِنْ الأهمية، كما كان لمجيء المسيح الأول الأهمية نفسها عند شعب الله في العهد القديم، وعندما يحدث الاختطاف لن يكون له الأهمية كما الآن.

 عَبَرت الكنيسة بفترة لم تهتم فيها بدراسة هذا الموضوع كما ينبغي، وأصبح الحق المُخْتَص بالكنيسة مَخْفيًّا وسط النبوات، ولأن هناك أقاويل غَير صحيحة كتابيًا بصدد هذا الأمر، مثل “يستطع الله حماية الكنيسة حتى في وسط الضيقة غير مُمَيِّزين خطط الله وخطواته في الحماية والتي إن لم يكتشفها الإنسان لن يستفاد بها” لهذا أصبح مِنْ الهام أنْ نعرف ما هي خطة الله للوقت القادم.

 مِن الجيد أنْ تعرف أنّ الاختطاف ليس فقط لحماية الكنيسة، كما إنه مِنْ ضمن طُرق الحماية هي خروج الشخص مِنْ المكان الذي به الخطر، مثلما خرج لوط مِنْ سدوم وعمورة، وأيضًا مثل خروج يسوع وهو طفل مِنْ بيت لحم لئلا يُقْتَل، لكن عندما تنظر بنظرة سطحية، وتقول ” يَستَطِيع الله حماية الناس أينما وجِدوا!” تُعتَبر جُمَل مِثل هذه غير كتابية كما إنها إنْ دلَّت فهي تَنُمْ عن سطحية الناس في كلمة الله “اِسهَروا إِذًا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ، لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ” (لوقا ٣٦:٢١)

 يستطيع الرب بالطبع فِعْل كل شيء، ولكنه سيتحرك بطريقة قانونية، فكون لديه كل السُلطة، هذا لا يَمنحه حق فِعْل ما يشاء وقتما يشاء، حتى وإنْ كان في ذلك تعديًا على القوانين وإساءة إلى الناس؛ فهذه خطية، وحاشا له أن يخطئ!

 لفظ “نجاة” في هذا الشاهد يُعْني خروجًا آمنًا = Exit؛ أي الخروج مِنْ مكان، هو نَفْس اللفظ الذي استعمله الرسول بولس حينما قال” إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ (٢تسالونيكي ٧:٢) هذه هي طريقة لحمايتنا مِنْ الضيقة “الخروج مِنْ فَمِنْ أنواع الحماية هو خروج الشخص مِنْ مكان الخطر، وهذا يُعني “اختطاف”.

☆أسباب حتمية الاختطاف:-

  • أولاً: وجود قضاء على الأرض، وهذا للأسباب الآتية:

*وجود عهد بين الله وشعبه، وبكل تأكيد يتحرك الله تجاه هذا العهد بصورة إلزامية، لهذا أتى لكي يخلصهم مِنْ طبيعة الخطية، ولكنهم رفضوه.

 يتحدث الكتاب في الإصحاح الحادي عَشْر مِنْ رومية أنّ رفضهم جعل الأمم يدخلون، مع إنهم ليسوا مِنْ شعب الله، وحتى إنْ لم يرفضوا يسوع كانت الأمم ستدخل، أقول هذا حتى لا تعتقد إنه كان أمرًا حتميًا عليهم أنْ يرفضوا يسوع لكي تكتمل أحداث القصة.

 ظل شعب الله بعيدًا عن الرب، وأرسل الرب لهم أنبياء كثيرين لكي يتوبوا، وبعدما تابوا، وبُنِي للهيكل، عادوا وزاغوا مرةً أخرى، ثم تَبَعَ زيغانهم هذا فترة صمت لم يوجد فيها أي أنبياء، لدرجة أنّ الرب قال لهم: “أنتم قاتلي الأنبياء وبكى عليهم” (متى ٣٧:٢٣).

 هذا يُنير أمامنا شيئًا؛ تُستَخدَم كلمة مدينة في الكتاب المقدس لتُشير إلى “الأشخاص نَفْسهم أو المدينة ذاتها”، فعندما وصف يوحنا الرائي المدينة التي رآها، كان يصف الأشخاص وليس المباني، كذلك الرب يسوع أيضًا عندما بكى على أورشليم، كان يبكي على الأشخاص وليس المباني.

 سيحدث الاختطاف لكي يتم القضاء على الشعوب التي استغلت زيغان شعب الله. إنّ الأقضية الموجودة في نبوات العهد القديم على تلك الشعوب قد طُبِق البعض منها والبعض الآخر لم يحدث بعد. وعندما تنظر إلى سيناريو الأحداث الآن تجد معاني أسماء البلاد التي ذُكرت في حزقيال ٣٨ و ٣٩ ولمعرفة هذه البلاد أكثر تجدها مذكورة في الصحاح العاشر مِنْ سِفْر التكوين فهذا الإصحاح يتحدث عن الشعوب بأسمائها.

 هذا القضاء يُحَتِّم خروج الكنيسة مِنْ الأرض لأنه لا يَختَصْ بها ولا بشعب الله، وحسب ما قاله النبي ناحوم إنّ هذا القضاء للأعداء ولكل مَنْ وضعوا أنفُسَهُم في عداوة مع الله أو مع مَنْ يخصه.

 أمامنا مثالٌ واضحٌ في تكوين ١٨ يؤكد أنّ الله لا يُجري القضاء إلا بعد خروج الأشخاص المؤمنِة مِنْ الأرض. في حوار الله مع إبراهيم -الذي هو صورة مِنْ صور التشفع- كان إبراهيم يقول للرب “هل سَتُهلِك المدينة إذا وجِدَ العدد الفلاني مِنْ الأشخاص التقية داخل سدوم وعموره ؟!” كان الرب يجاوبه “لا” رغم أنّ إبراهيم ظل يُنقِص مِنْ الأعداد في كل مرة، وعندما لم يجد إبراهيم العدد الذي تَكَلَم عنه، كان يتحتم أنْ يخرج لوط وأسرته ليبدأ القضاء.

  • ثانيًا: الاختطاف حق مِنْ حقوقنا في المسيح

“وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ!” (رومية٥:٨).

إذا كان الله قد خلصنا مِن الخطية، فكم بالحري يُخلصنا مِن الغضب الآتي؟!

“لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (١تسالونيكي٥ : ٩).

 تُؤكِد المراجع أنّ رسالتي تسالونيكي مِنْ أوائل الرسائل التي كُتِبَتْ، وقد كتبهم الرسول بولس بعد زيارته لهم، يفصل بين الرسالة الأولى والثانية عِدة أشهر.

 كتبهما الرسول لتصحيح مفاهيم المؤمنين لأنهم ظَنّوا أنّ ما يعبرون فيه مِنْ اضطهاد هو “ضيقة يعقوب” لهذا السبب اضطر أنْ يتَطَرق إلى هذا الموضوع لكي يُوضح أنّ ما فهموه -إنهم الآن في فترة ضيقة يعقوب- هو خطأ، وليس ليؤكد على أنّ الكنيسة ستعبر في الضيقة.

 أساء الكثير مِنْ الناس فَهْم غَرَض الرسول بولس مِنْ هاتين الرسالتين، واعتقدوا أنّ كونه تكلم فيهما عن يوم الرب، إذًا للكنيسة أنْ تَعْبر في الضيقة، ولكنه كان يُصَحِح مفاهيمهم المغلوطة، ويشرح لهم الطريقة التي سيأتي بها يوم الرب، وإنّ الله لم يجعلنا لهذا الغضب أي العبور في الضيقة، كما شجعهم أيضًا أنْ يعودوا لأعمالهم مرةً أخرى لأنّ بعضهم كان قد تَرَك عمله اعتقادًا مِنه أنّ الضيقة بدأت، فإذا قُمت بدراسة هذه الرسائل بتدقيق ستجد أنّ الرسول بولس يتحدث عن الكنيسة كحاجز للإثم.

 هكذا يُسيء البعض فَهْم موضوع غطاء الرأس، فعندما ترجع للمراجع تكتشف أنّ الأرواح الشريرة كانت تتجسد وتغتصب النساء الموجودين في هذه البلدة، لذا قال الرسول للنساء المؤمنات أنْ يضعن غطاءً على رؤوسهن ليُعلِنَ أنهن خاضعات لأزواجهن، ووضح السبب وهو “مِنْ أجل الملائكة أي الأرواح الشريرة” ومِن هُنا نَفْهَم أنّ هذا ليس لجميع الكنائس بل لهذه الكنيسة بعينها.

“أَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضًا سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ.” (رؤيا١٠:٣).

 سيقود الوحش العالم في فترة الثلاث سنين ونصف الأولى مِنْ الضيقة بطريقة مليئة بالغش والزيف والدهاء، وستكون أيام صعبة أيضًا، ولكنها لا تُقارن بصعوبة الجزء الثاني؛ “ضيقة يعقوب”.

 لفظ “الحصان الأخضر” غير دقيق في الترجمات العربية، فهو يأتي في الأصل ليصف لون الكدمات وهو لون بين الأخضر والبني. وهنا يتحدث عن الموت وكيف سَيُعاني الناس في سنوات الضيقة. سوف يتبع الوحش ربع الكرة الأرضية، ولكنّ الأرض كلها ستتأثر بهذه الفترة، وحسب ما نَفْهَمه مِنْ كلمة الله إننا لن نكون موجودين في هذا الوقت.

“وَتَنْتَظِرُوا ابْنَهُ مِنَ السَّمَاءِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، يَسُوعَ، الَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي.”(١تسالونيكي١: ١٠).

“اِسْهَرُوا إِذًا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ، لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ” (لوقا٢١: ٣٦).

اِسْهَرُوا إِذًا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ” هذا معناه أنّ الأمر يحتاج إلى تدريبٍ مُستَمِرٍ، مِنْ المُمِكن أنْ يفعله البعض في البداية عن خوف وانزعاج، لكن لا مشكلة مِنْ هذا، على الأقل إنك بدأت تنضبط. هُناك تأهيل للقيامة الأولى، لأنها ستكون للكنيسة المستعدة -النشيطة روحيًا- فقط، لهذا السبب قال الرب يسوع “لكي تحسبوا أهلًا للنجاة”

 

ستَتِم القيامة الأولى على أربعة اختطافات:-

١-اختطاف الكنيسة.

٢- اختطاف الذين سيؤمنون في وقت الضيقة.

 ٣-اختطاف المئة والأربعة والأربعين ألف خادم.

 ٤-اختطاف الشاهدين.

 اختطاف الكنيسة هو الوحيد الذي سينزل فيه الرب يسوع شخصيًا لاستقبال المؤمنين على السحاب، وكل مَنْ سيستجيب للصوت الداخلي، سَيُهَيأ لكي يُختَطَف، كما استجاب بطرس لكلام الرب فسار على المياه، هكذا الأمر مع الاختطاف أيضًا؛ لأنّ الله لن يختطف إنسان بدون إرادته.

 أما القيامة الثانية فَلَيْسَ لها تأهيل، حيث إنّ الكل سيقوم في ذلك الوقت سواء كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين، وهذه القيامة هي التي ستنحل فيها العناصر مُحترقِة ومُلتهِبة (٢بطرس ١٠:٣←١٣)

 مع العلم إنه قد اختلط هذان المفهومان معًا؛ بسبب ما تربينا ونشأنا عليه مِنْ جُمل غامضة، مثل “يوم القيامة!” فلم يَعُد المؤمنون يدركون الفرق بينهما.

ثالثًا: إنْ لم يَكُن هناك اختطاف فمتى كُنا سنقف أمام كرسي المسيح وتُوزَع علينا المكافأت؟!

 الوقوف أمام كرسي المسيح “وتقفوا أمام ابن الإنسان” هو أول الأحداث التي ستحدث فور وصولنا للسماء، كما ذُكِرَ في سفر دانيال “كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ.” (دانيال١٣:٧)

 يعتقد البعض أنّ كرسي المسيح سيكون على الأرض، أو إنه يتزامن مع وقت مُحاكمة الخراف والجداء، ولكن هذا اعتقاد غير سليم للأسباب الآتية:

أولًا: كرسي المسيح

المكان: سيكون في السماء.

الغرض منه: تشريف المؤمنين الذين عاشوا وخدموا الرب بقلوبهم.

طريقة المحاكمة: ستكون طبقًا لحياة كل شخص.

الجمهور: سيتواجد فيه المؤمنون المُشتعلين سواء عاشوا في ظل العهد الجديد أو القديم.

ثانيًا: كرسي محاكمة الخراف والجداء

المكان: على الأرض، وسينزل يسوع شخصيًا للأرض ومعه المؤمنين

الغرض منه: هو كرسي مُحاكمة للناس الذين تعاملوا مع شعب الله أثناء فترة الضيقة.

طريقة المُحَاكمة: سيُحاكم فيه الناس طبقًا لطريقة تعاملهم مع “الأصاغر” الذين هم شعب الله. بعد انتهاء مُحاكمة الخراف والجداء سيبدأ الملك الألفي.

 

الجمهور: الأشخاص الذين تعاملوا مع شعب الله في فترة الضيقة

 

وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ. اُنْظُرُوا! اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ.” (مرقس ١٣ : ٣٢)

 لا يُمكن تطبيق هذه الآية على المجيء الثاني للرب، فعند النظر إلى التوقيتات في الكتاب المقدس سَتعرف أنّ هذا المجيء سيكون معروفًا وقته بدقة لدرجة تصل لمعرفة الساعة والدقيقة، حتى إنّ ابليس نفسه سيعلم أنّ له زمانًا قليلًا، إذًا هو يعلم الوقت! وهذا عكس الاختطاف، لأننا لا نعرف وقت حدوثه بالتحديد بل حقبته الزمنية، فهذان يومان مختلفان عن بعضهما، أقول هذا حتي لا تخلط بينهما. إذا قَصَرَ أحد مجيء الرب على الظهور العلني للأرض فقط، وقتها سيتشتت مُعْتَقِدًا أنّ ليس هناك اختطاف.

دعونا نَفْهم قصة اختطاف إيليا النبي وغيرها مِنْ الأحداث الكتابية، وهذا سيُعطيك فَهْمًا أفضل عن اختطاف الكنيسة:

 عند صعود إيليا إلى السماء، مَنْ مِنْ الأنبياء شاهده إلا أليشع فقط! أما باقي الأنبياء فلم يروا سوى ملابسه وهي تسقط على الأرض، رغم إنهم كانوا واقفين مع أليشع، ويعلمون إنه في هذا الوقت سيصعد إيليا حتى إنهم قالوا هذا لأليشع!! إذاً مِنْ الممكن أنْ يظهر شخص ولكن لا يراه الجميع!

 عندما طلب أليشع مِن إيليا النبي هكذا “لِيَكُنْ نَصِيبُ اثْنَيْنِ مِنْ رُوحِكَ” كان يقصد أنْ يكون هو البكر بين الأنبياء، أي يكون قائدًا لهم ويخلف إيليا.

“فَإِنْ رَأَيْتَنِي أُوخَذُ مِنْكَ يَكُونُ لَكَ كَذلِكَ، وَإِلاَّ فَلاَ يَكُونُ” أي إذا حافظت على هذه اليقظة واللياقة الروحية وكنت حساسًا لروحك، ففي هذا الوقت ستكون قائدًا للأنبياء كما طلبت.

 لأجل هذا موضوع “الاختطاف” ليس بجديد على الكتاب المقدس، ولذلك كما ظهرت مركبة مِنْ نار أمام أليشع ولم يراها بقية الأنبياء؛ هكذا سيظهر الرب يسوع للكنيسة اليقظة وستراه، أما الباقون فلن يستطيعوا.

 كذلك لم يرَ جميع الناس حلول الروح القدس على الرب يسوع لكن يوحنا المعمدان رآه، فهذه كانت العلامة التي قالها الله ليوحنا ليُمَيز الرب يسوع “الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ، فَهذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ” (يوحنا ٣٣:١). جدير بالذكر أنّ الطريقة التي حَلّ بها الروح القدس على الرب يسوع كانت هادئة تُشبه نزول الحمامة، لكن الروح القدس نزل في هيئة جسمية أي له يدين ورجلين.

 استطاع الرسول بولس أنْ يسمع الرب يسوع ويراه بنفس هذه الطريقة عندما ظَهر له وهو ذاهب إلى دمشق، وعندما حكي اختباره لأهل غلاطية قال لهم إن الرب يسوع تكلم معه بالعبرية ولكن مَنْ كانوا حوله سمعوا صوت لكنهم لم يفهموه. (غلاطية١٣:١←١٧).

 

 عندما تكلم الرب يسوع وقال “مجِّد ابنك، فقال له أنا مجدتك وسأمجد أيضًا” لم يستطع كل مَنْ كانوا معه أنْ يفهموا الكلام، وظَنّ البعض أنّ ملاكًا قد ظهر له مِنْ السماء وتعجبوا مِنْ هذا؟ فأجابهم الرب يسوع قائلًا “هذا ليس مِنْ أجلي بل مْنْ أجلكم” (يوحنا٢٨:١٢-٢٩)؛ هذا لأن الرب يسوع لا يحتاج إلى تأكيدات، بل التلاميذ.

 مِن خلال كل هذه الإثباتات الكتابية أريدك أنْ تدرك إنه مِنْ الممكن أنْ يرى أشخاص أمرًا أو يسمعوا شيئًا ما ويفهمونه، والبعض الآخر لا بالرغم مِنْ وجودهم في نفس الموقف، لهذا ظهور الرب حقيقي ولكن للكنيسة فقط، وسنراه، وبعدما سنصعد للسماء، سنقف أمام كرسي المسيح، ومِنْ ثم ستُوزَع المهام، وستُصدَر الأحكام، وأخيرًا يأتي عشاء عُرس الخروف، والذي يتزامن مع صعود الشاهدين لكي يحضرا معنا هذا الحدث في السماء.

 بعدها ينزل يسوع راكبًا على فرس في عالم الروح، ولكنه لن يُرى هكذا في عالم العيان، بل سيراه الناس كأنه ينزل بنور، فعالم الروح له طريقة، إنْ لم تفهمه، لا تتوقع أنْ تُؤْخَذ في هذا الحدث الروحي، مع العلم إنه حدثٌ روحيٌ وماديٌ في ذات الوقت.

  • رابعًا: رَسَم الله أنْ يكون وقت الاختطاف هو الوقت الذي ستتغير فيه الأجساد.

 يوضح الرسول بولس في الإصحاح الخامس عشر مِنْ رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس “أن الجسد الفاسد سيلبس عدم الفساد” (١كورنثوس ٥٣:١٥).

 وإذا قُمْتَ بدراسة شواهد هذا الإصحاح بدقة، ستجد أنه يُجيب فيها على مَنْ لا يؤمنون بالقيامة، فشرح لهم أنّ تغيير الأجساد سيحدث معهم عَبْر لِباس الروح الإنسانية لهذا الجسد، فهو موجودٌ بداخلها كبذرة، وستُخرِج هذا المسكن السماوي (الجسد االمُمَجَّد) مِنْ داخلها عندما يحين وقت الاختطاف، فإنه لن يُعطى لنا مِن السماء.

  • خامسًا: تُوزَع علينا المهام التي سنفعلها حينما ننزل على الأرض، كما إننا سنكون فاهمين ما الذي سنفعله، ولأن هذا الإله مُنَظم، فهو يُحِب أنْ تكون المهام مُوزعة علينا قبل نزولنا للأرض. عندما يقول الرب لأحدنا “ادخل إلى فرح سيدك”، ففي هذه الجملة إشارة إلى أنّ هذا الشخص مُؤهلٌ للدخول إلى عشاء عُرس الخروف.
  • سادسًا: لكي نحضر عشاء عُرس الخروف، فَكِّر في هذا الأمر؛ كيف سيكون بإمكاننا أنْ نُقيم حفلة كهذه على الأرض؟! فهذا يُزيد الأمر تأكيدًا لنا إننا سنكون في السماء! “وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي.” (متى ٢٩:٢٦)، لهذا نُمارس كَسِر الخبز باستمرار لنَتَذَكَر الرب إلى أنْ يأتي الوقت ويحدث هذا في عشاء عُرس الخروف.

 هل تعلم أيضًا لماذا قال الله في سِفر رؤيا يوحنا “… اكْتُبْ: طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ الْخَرُوفِ!…” (رؤيا٩:١٩) لأن المنظر الذي نراه عن هذا العُرس ليس منظرًا أرضيًا بل سماويًا! فكيف بعد هذا تقول أنّ هذا العُرس سيحدث على السحاب أو على الأرض؟! فكل هذا ليس كتابيًا بالمرة! سيأتي وقت وأتكلم فيه عن الإثباتات التي توضح أنّ سِفْر رؤيا يوحنا يتكلم عن لقطات أرضية وأخرى سماوية.

 مِنْ ضِمن أسباب الاختطاف أيضًا أنْ نكون معه في السماء، فكيف تَعْتَقِد إنّ هذا سيكون مُمكنًا إنْ كنا سَنُختطَف وقت مجيء الرب يسوع العلني للأرض؟ فهذا ما إلا تحايلًا على الشواهد الكتابية.

سابعًا: لبداية الملك الألفي.

“فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ.” (١كورنثوس ٥٠:١٥).

يتكلم الرسول هنا بِمُنطَلق أنّ الذي سيرث هذا لابد أنْ يكون له جسد مُمَجد، وهذا مِنْ ضمن أهداف الاختطاف.

شرح لنبوه الرسول بطرس عن “يوم الرب” المذكورة في رسالته الثانية.

هذِهِ أَكْتُبُهَا الآنَ إِلَيْكُمْ رِسَالَةً ثَانِيَةً أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، فِيهِمَا أُنْهِضُ بِالتَّذْكِرَةِ ذِهْنَكُمُ النَّقِيَّ، لِتَذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقًا الأَنْبِيَاءُ الْقِدِّيسُونَ (هناك علاقة بين ما قاله الأنبياء وفَهْم الأخرويات)، وَوَصِيَّتَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ ( أي ما قولناه لكم مِنْ شرح بخصوص النبوات)، وَصِيَّةَ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ. عَالِمِينَ هذَا أَوَّلاً: أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ، وَقَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟ لأَنَّهُ مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ كُلُّ شَيْءٍ بَاق هكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ». لأَنَّ هذَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ بِإِرَادَتِهِمْ: أَنَّ السَّمَاوَاتِ كَانَتْ مُنْذُ الْقَدِيمِ، وَالأَرْضَ بِكَلِمَةِ اللهِ قَائِمَةً مِنَ الْمَاءِ وَبِالْمَاءِ، اللَّوَاتِي بِهِنَّ الْعَالَمُ الْكَائِنُ حِينَئِذٍ فَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءُ فَهَلَكَ. وَأَمَّا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ الْكَائِنَةُ الآنَ، فَهِيَ مَخْزُونَةٌ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ عَيْنِهَا، مَحْفُوظَةً لِلنَّارِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَهَلاَكِ النَّاسِ الْفُجَّارِ. وَلكِنْ لاَ يَخْفَ عَلَيْكُمْ هذَا الشَّيْءُ الْوَاحِدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ: أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ” (٢ بطرس٣ :١←٨)

 لدى البعض الآن اتجاه القلب هذا؛ “أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟ لأَنَّهُ مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ كُلُّ شَيْءٍ بَاق هكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ فتجدهم يقولون: “فمنذ الطفولة ونحن نسمع عن اقتراب مجيء الرب”!!

 كان مِنْ الرائع إننا سَمِعنا عن اقتراب مجيء الرب فقد وَلّدَ هذا بداخلنا يقظة، ولكن لأنها قيلت كثيرًا ولم تُحَقَق؛ تبلّد المؤمنون! وحينما أتى أوانها وقيلت بصورة جَدّية، حيث إننا حقًا في أواخر الأيام؛ لم يتجاوب معها الجميع كما ينبغي! لذا انتبه ألا تكون مِنْ ضِمنهم! ربما يقولون إنّ هذا هو الواقع، ونحن لا نقول هذا مِنْ فراغٍ؛ لأنه ليس هناك أية علامات تدل على اقتراب مجيئه حقًا!! ولكن الروح القدس يُعطِنا تحليلًا حقيقيًا عن دوافع قلوبهم المَخفيّة وهي: إنهم مُستهزئون، وأنّ هذا يُخفَى عليهم بإرادتهم.

ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَمَضَى مِنَ الْهَيْكَلِ، فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ أَبْنِيَةَ الْهَيْكَلِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ ههُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!».(وهذا حدث حرفياً سنة ٧٠ ميلادية)، وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ: «قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟» (متى ٢٤: ١٣).

لاحظ هذا؛ عندما ذَكَرَ مرقس هذا الحدث في الإصحاح الثالث عشر مِنْ إنجيله أوضح أنّ مَنْ تَقَدّمَ إلى الرب يسوع وسأله هُم “سَأَلَهُ بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ (مرقس ٣:١٣).

الأسئلة التي سألها التلاميذ هُمْ ثلاث أسئلة:

  • مَتَى يَكُونُ هذَا؟
  • وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ؟
  • وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟ أي انتهاء العالم.

★ مِنْ خلال هذه أسئلة نَفْهم الآتي:

 إنّ لليهود فَهْمًا بأن مجيء الرب ليس هو انقضاء العالم، ولكنّ فَهْمهم هذا ليس كافيًا. كما نَفْهَم أيضًا مِنْ خلال تلك الأسئلة إنهم يعرفون أنه يوجد مُلك أرضي، حيث يأتي لفظ (مَجِيئِكَ) الذي استخدمه التلاميذ في الشاهد أعلاه في الأصل اليوناني بمعنى “مجيئك الملكي لإقامة مملكة على الأرض” فهذا اللفظ يُطلق على مجيء المَلِك أو الإمبراطور عندما يدخل إلى للبلد ليَملُك. وهذا يؤكد على وجود مُلك ألفي لكل مَن لا يؤمن به، حيث توجد شواهد كثيرة في العهد الجديد تتحدث عن مجيء الرب يسوع كملك للأرض.

 وتوضح أسألتهم أيضًا إنهم يفهمون أنّ الرب سيأتي وينهي على الشر في الأرض، ثم بعدها يأتي بالبر الأبدي؛ أي لا توجد خطية ولا سقوط مرة أخرى (دانيال٢٤:٩).

فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «انْظُرُوا! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاع حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيق وَيَقْتُلُونَكُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ لأَجْلِ اسْمِي. وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ. وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى.” (متى ٢٤: ٤١٤)

ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى: ليس هو الاختطاف أو المجيء الثاني بل ما بعد المجيء الثاني أي انتهاء الدهر.

 إنّ سؤال التلاميذ الخاص بهدم الهيكل قد حدث بالفعل، أما الشقان الآخران الخاصان بـ “علامة مجيئه وانقضاء الدهر” مازالا لم يحدثا بعد.

 تُعني كلمة “الدهر” هنا تأتي في أصل اليونانيaiōn ومعناها في اليونانية “الزمن أو الحقبة الحالية” ويقصد بها السبعة الآلاف سنة، فهذا واضحٌ عند اليهود، وهُم يفهمونه جيدًا، أنّ الأرض ستستمر لفترة مدتها سبعة الآلاف سنة، منها ستة الآلاف سنة ستكون بمثابة عمل وشغل للأرض، والألف الأخرى هي راحة لها، هذا الكلام مُقنن بالرقم وليس كلام رمزي.

 نجد اليهود فاهمون حِقَب الأرض الزمنية مِنْ خلال خلق الله للأرض، ففي الستة أيام الأولى كانت خلق الله الأرض، وفي السابع استراح، لأجل هذا سأل التلاميذ عن انقضاء الدهر (متى ٢٤: ١٣ وهو نفسه المنتهى الذي يتكلم عنه الرب (متى ٢٤: ١٤) وسوف يُكْرَز بالإنجيل في كل الأرض حتى في فترة المُلك الألفي لأنه مازال هناك مَنْ لم يسمعوا عن الرب يسوع حتى الآن.

“لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ.” (٢بطرس٨:٣)

 أُحبِطَ بعض المؤمنين لأنّ الرب لم يأتِ في زَمَنهم، واعتقدوا إنه مُتَباطئ، فهُمْ كانوا يتوقعون مجيئه لسبب كثرة حدوث أمور خارقة للطبيعي في زمنهم مُشابهة لما حدث وقت تواجد الرب في الأرض، مِنْ معجزات وإقامة موتى، وبذلك غفلوا عن

 حقيقة أنّ الأمر سيأخذ يومين آخرين؛ أي ألفي سنة، فكتب لهم الرسول رسالةً ثانيةً ليُشجعهم لئلا يُحبَطوا، ويُعَرفهم أنّ وقت خروجه مِنْ الأرض قد أتى.

 مَنْ أنارهم في هذا هو الرسول بولس، وعَلّمَ عن حقبة الكنيسة، وعن معنى دخول الأمم في الكنيسة، فَهُم كانوا يرفضون هذا، لذلك واجه الرسول بطرس تهديدًا مِن اليهود عندما كَرَز لكرنيليوس لأنه ليس يهوديًا، لأجل هذا عَلَّمَ الرسول بولس المؤمنين وأعطاهم فهمًا عن ما هي الكنيسة ووضح لهُم أنّ الكنيسة ليست عروس المسيح، وتختلف عن شعب الله، لذلك تجده يُفرِق بينهما في كتاباته.

 مِنْ أكثر مَنْ تحدثوا عن الكنيسة هما الرسولان؛ بولس ويوحنا، وتكلم يوحنا عنها تحديدًا في رسالته الثالثة، على عكس الرسول يعقوب الذي لم يذكرها سوى في الإصحاح الخامس مِنْ رسالته، أما بالنسبة للرسول بطرس فلم يُعطنا أي تعليم عنها. ولسبب كثرة ما قدمه الرسول بولس مِنْ تعليم عن الكنيسة، نجد شروحات كثيرة تختص بالاختطاف في رسائله، لهذا قال الرسول بطرس عنه إنه هو مَن أنار لنا معنى الكنيسة.

 

وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ“(٢بطرس٣:١٠)

 مجيء يوم الرب سيكون “كلص في الليل” لغير المستعدين، أما نحن المؤمنون فنختلف، وهذا ما أكد عليه الرسول بولس بقوله ” لِأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِٱلتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ ٱلرَّبِّ كَلِصٍّ فِي ٱللَّيْلِ هَكَذَا يَجِيءُ… وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ فَلَسْتُمْ فِي ظُلْمَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكُمْ ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ كَلِصٍّ.”(١تَسَالُونِيكِي ٢:٥، ٤).

تَحدَّثَ الرب يسوع بنفس هذه اللغة أيضًا (مرقس ٣٤:١٣-٣٦).

الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا” (٢بطرس٣:١٠).

 بسبب الفَهْم الخاطئ لقصد الرسول بطرس في هذا الشاهد أدّى إلى أنّ البعض لا يؤمنون بالاختطاف والمجيء الثاني وكذلك الملك الألفي. رأى الرسول بطرس هُنا مشهد مجيء الرب للكنيسة، وفي الحال رأى بعدها مشهد نهاية الفجار، ولكن هذا ليس معناه إنهم يوم واحد.

 قد تسأل لماذا إذًا تكلم الرسول بطرس عن يوم الرب، وقال “إنه كلص في الليل يأتي، الذي فيه تزول السموات وتنحل العناصر محترقة؟!” هل هذا يعني أنّ الحدثين -مجيء الرب وانتهاء الأرض- سيحدثان تلو بعضهما؟! هذا غير صحيح، ولكِنّه ذكرهما كيوم واحد لأنه كنبي يرى بطريقة الأنبياء، فرأى نهاية الفجار الذي تحدث عنهم، وكأنه يتعامل معهم كحقبة واحدة.

  1. إنّ وجود نبوة تُطبق على أكثر مِن فترة، ليس بجديد على الكتاب المقدس، فهناك أدلّة تؤكد على إمكانية حدوث هذا، وما جاء في لوقا الإصحاح الرابع يُعتبر مِثالاً واضح على هذا، دعنا نفهمها سويًا:

وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ، فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوبًا فِيه «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ ثُمَّ طَوَى السِّفْرَ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْخَادِمِ.(لوقا ٤: ١٦←١٩).

رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ، لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ.” (إشعياء ٦١: ١٢).

 نُلاحظ أنّ الرب عندما أقتبس مِنْ سِفْر إشعياء لم يتحدث عن يوم الانتقام، بل وقف في قراءته للنص عند “أكرز بسنة مقبولة” هذا لأنّ “يوم انتقام” حِقبة أخرى تختلف تمامًا عن حِقبة الرب يسوع. كما أنّ الرب أوضح أكثر مِنْ مرة أنه لم يأتِ في مجيئه الأول ليقاضي الناس، ومِن هُنا نعرف أنّ يوم الانتقام سوف يلي فترة الكنيسة. لكن إذا قام شخص بقراءة نص النبوة الموجود في سِفر إشعياء دون أنْ يعرف ما قاله الرب يسوع في العهد الجديد، سيعتقد أنّ تطبيق هذه النبوة سيكون في حِقبة واحدة وهي حقبة الرب يسوع.

 إنْ كنت في تعيش أيام النبي إشعياء وقرأت هذا النص مِن نبوته لاعتقدت أيضًا إنه يتحدّث عن حقبة واحدة وأنّ كل النبوة ستتم في زمن واحد، بينما ما فعله الرب يسوع ووضحه لنا إنه مِنْ الممكن في تطبيق النبوات أنْ يتحقق جزء معيّن في زمن ما، والجزء التالي في زمن آخر، هذه هي لغة الأنبياء في كتابتهم للنبوات، وهذا ما يُسمى في تفسير النبوات بالـ gaps الزمنية.

 ما قاله الرسول بطرس عن “يوم الرب” يُعتبر نظرة عامة وليس مُفَصّله، فكل ما أراد أنْ يوضحه في حديثه عن هذا اليوم هو “انتهاء الأشرار”، وكأنه يقول سينتهي الملك الألفي ثم ستحرق الأرض بكاملها.

 يَظُن البعض خطأً أنْ كون الرسول ربط حديثه عن يوم الدينونة بالكنيسة إذًا لا يوجد اختطاف أو مُلك ألفي، ولكن هذا خطأ! لذا يجب أنْ تعرف بعض المبادئ التي مِن شأنها أن تُساعدك على فَهْم وتفسير الكتاب بطريقة صحيحة، لأنه مِنْ الهام أنْ تَفْهَم معنى النبوات وكيف تراها بصورة صحيحة. الكتاب المقدس ليس بصعب، حيث إنّ عمل الروح القدس يجعلنا نفهم، فالفهم والإدراك مُتاحان لكل مَنْ وَجَّه قلبه لهذا.

 مِنْ أهم هذه المفاتيح هو أنْ تعرف أنّ النبي يرى الأحداث كقِمم الجبال، رغم إنها مُنفصلة إلا أنه يراهم مُلاصقين لبعضهم.

 كذلك يجب أنْ تعرف هل هذا النبي يتحدث في نبوته عن تفاصيل دقيقة أم محطات سريعة، وهذا هام للغاية في فَهْم النبوات. هذان المبدآن مُفتاحان أساسيان لفهم نبوة الرسول بطرس، فهو قام بالنظر للأحداث من فوق، فلم يرَ التفاصيل الدقيقة، كما رأي الأحداث الكبيرة مُلاصقة لبعضها رغم وجود مسافات زمنية بينهم.

 إليك مثالاً ليُساعدك على فَهْم ما أقوله؛ إنْ قام شخص ما بتكبير وتصغير خريطة العالم سيرى تفاصيل مُختلفة، مثلاً؛ إنْ قُمْتَ بتصغير الخريطة ستجد العالم أصبح بحجم دولة واختفت مِنْ أمامك تلك التفاصيل الدقيقة، أما إذا قُمْتَ بتكبيرها لظهرت أمامك هذه التفاصيل ورأيت الشوارع والبيوت. وهذا ما حدث مع الرسول بطرس، لقد تحدث عن محطات كبيرة وعامة؛ ولهذا السبب لا يفهم البعض هذا الشاهد مِن رسالته الثانية.

نعود مرة أخرى لنُكمل شرح هذا الشاهد وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا.“(٢بطرس١٠:٣)

 احتراق الأرض لن يحدث في فترة الضيقة أو الملك الألفي، لأنه إنْ كانت العناصر ستحترق والأرض ستنتهي في فترة الضيقة فمَن إذا سيكون متواجد في فترة الملك الألفي؟! وعلى مَنْ ستُصدَر الأقضية؟! ومَنْ هم الذين تكلم عنهم النبي زكريا في نبوته إنهم سيُجبَرون أنْ يزوروا الرب في أورشليم؟! (زكريا ٨: ٢٠-٢٣، ١٤: ١٦-١٨). ستستمر الأرض كائنة في فترة

 الضيقة والملك الألفي، وستكون أعمار الناس طويلة جدا في فترة الملك الألفي، وهذا بسبب وجود أبرار يحكمون في الأرض، ويقدمون لها أمورًا صالحة ويمنحون الناس شفاءً وحياة طويلة.

 إنّ الأشخاص الذين دعاهم الرب الخراف الذين عن يمينه“، وشُرفوا بأنْ يدخلوا المُلك، مِنهم مَن سيؤمن بالرب يسوع ويستمر معه للنهاية، وهناك أيضًا مَنْ سيرتد عن الرب ويصطف إلى إبليس مُعاديًا للرب، وسيكون للموت الثاني سلطان على هؤلاء لأنهم تركوا الرب. وآخرون سيكتفون فقط بدخولهم الملك الألفي لكنهم لن يقبلوا أو يؤمنوا بالرب يسوع.

 في نهاية فترة الملك الألفي سنصعد -الرب يسوع والمؤمنون- إلى السماء مرة أخرى، وبعد ذلك سَيُحَل إبليس زمانًا يسيرًا، ويحاول أنْ يجيّش مَنْ لم يَقْبَل الرب يسوع أو مَنْ ارتد عنه، هُم ونسلهم أيضًا -هناك مَنْ أنجبَ آخرين في هذه الفترة- ويُجيشهم ضِد الرب، وتحدث حرب جوج وماجوج التي فيها ستنحل الأرض محترقة، وبعد انتهاء هذه الفترة سينزل الرب يسوع مرة ثالثة، ثُم يأتي يوم الدينونة، ويكون انقضاء الدهر. لذلك نثق أنّ مجيء الرب الثاني ليس هو الوقت الذي ستنحل فيه العناصر محترقة، بل في مجيء الرب الثالث للأرض.

 إذا كنت تريد أنْ تفهم نبوات الكتاب بشكل صحيح عليك أنْ تُدقِق مَن المُتَكلم، وإلى مَنْ، فبسبب عدم مُراعاه أمور مِثل هذه حدث اختلاط ولغط عند كثيرون. إليك مثال لمزيد مِن الفَهْم؛ لا يَفْهم بعض الأشخاص موضوع الأبواق لأنهم لا يُراعون المُتَكلِم والمُتَكلِم إليه، معتقدين أنّ الأبواق المذكورة في الإصحاحين السادس والسابع مِنْ سِفر رؤيا يوحنا تتحدث عن الكنيسة، في حين أنّ المُبوِق في هذه الإصحاحات هو ملاك، ويُبوق إلى الأرض، ويُوجد غضب، أما البوق الأخير بالنسبة للكنيسة فهو يختلف تمامًا عن هذا، لأن المُبوِق في هذا الوقت هو الرب شخصيًا، ويُبوِق إلى الكنيسة، وليس هناك غضب. يمثل البوق بالنسبة لله شيئًا تنبيهيًا، لذلك يتحدث الكتاب عن الألسنة باعتبارها بوق مِنْ أبواق الكنيسة.

فَبِمَا أَنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟ مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ. وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ. لِذلِكَ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ أَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ هذِهِ، اجْتَهِدُوا لِتُوجَدُوا عِنْدَهُ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ عَيْبٍ، فِي سَلاَمٍ. وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصًا، كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضًا بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَهُ كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا، مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ، كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ. فَأَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ قَدْ سَبَقْتُمْ فَعَرَفْتُمُ، احْتَرِسُوا مِنْ أَنْ تَنْقَادُوا بِضَلاَلِ الأَرْدِيَاءِ، فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُمْ. وَلكِنِ انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لَهُ الْمَجْدُ الآنَ وَإِلَى يَوْمِ الدَّهْرِ. آمِينَ. (٢بطرس٣ : ١١ ← ١٨).

هذا الكلام مُوجَّه لكل شخص، فهناك حياة مسيحية يجب أن تعيشها بجدية.

“فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍأي سلوك مُقدس ومُتفرد عن العالم.

“وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصًا أي استغلوا هذه الفترة لربح النفوس.

“غَيْرُ الْعُلَمَاءِ” أي غير الفاهمين.

“الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِلم يَقُل الرسول عسرة الفهم عليكم، بل عسرة الفهم على الجميع، وشَمَلَ نفسه مِنهم، فهو لم يخجل أنْ يُعلن بوضوح أنّ الرسول بولس لديه حكمة تفوقه، أو إنه تَعَلّم مِنه الكثير عن الأخرويات.

 إنّ الرسول يوحنا ولوقا هما مِنْ أكثر الأشخاص اللذين استفادا مِنْ الرسول بولس، فبناء على الاستنارة التي أتت ليوحنا مِنْ الرسول بولس، تأهل أنْ يُعطى له أبعاد أخرى، واستطاع أنْ يرى سفر الرؤيا. كذلك النبي دانيال أيضًا استطاع أنْ يرى رؤيته بعدما فَهِم نبوة النبي إرميا.

فِي السَّنَةِ الأُولَى لِدَارِيُوسَ بْنِ أَحْشَوِيرُوشَ مِنْ نَسْلِ الْمَادِيِّينَ الَّذِي مُلِّكَ عَلَى مَمْلَكَةِ الْكَلْدَانِيِّينَ، فِي السَّنَةِ الأُولَى مِنْ مُلْكِهِ، أَنَا دَانِيآلَ فَهِمْتُ مِنَ الْكُتُبِ عَدَدَ السِّنِينَ الَّتِي كَانَتْ عَنْهَا كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا النَّبِيِّ، لِكَمَالَةِ سَبْعِينَ سَنَةً عَلَى خَرَابِ أُورُشَلِيمَ. (دانيال ٩ : ١٢).

 هذه النبوة موجودة في سفر إرميا في الإصحاح الخامس والعشرين، وعندما حَسَبَ دانيال عدد سنين النبوة، واكتشف إنه في السنة السادسة والستين، ومتبقي فقط أربع سنين. كما إنه أدرك أيضًا إنّ ما سيأتي عليه هو تغيير الحكم، بناء على هذا النور الذي كُشِف له مِنْ إرميا، بدأ دانيال يسأل “فَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَى اللهِ السَّيِّدِ طَالِبًا بِالصَّلاَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، بِالصَّوْمِ وَالْمَسْحِ وَالرَّمَادِ. وَصَلَّيْتُ إِلَى الرَّبِّ إِلهِي وَاعْتَرَفْتُ وَقُلْتُ: «أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْعَظِيمُ الْمَهُوبُ، حَافِظَ الْعَهْدِ وَالرَّحْمَةِ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ.” (دانيال ٩ : ٣٤).

 نستطيع أنْ نَفْهم مِنْ خلال ما فعله دانيال النبي أنْ تحقيق النبوات لا يحدث بصورة تلقائية، بل يحتاج إلى صلاة. وقد فَهَمَ أهمية الصلاة في هذا الوقت لفهم نبوة إرميا، وصلى صلاة مِنْ أطول الصلوات المذكورة في الكتاب المقدس، واعترف بخطية شعبه أمام الرب، فكُشِفَ له السبعون أسبوعًا.

 على الرغم مِن أنّ دانيال رأى رؤى مِن قبل إلا أنه فهم تفاصيل هذه الرؤيا (السبعون أسبوعًا) مع بداية هذه الحقبة، وبدأت تُكشف له النبوة، لأن هذه النبوة مبنية على نبوة إرميا، لهذا أقصى استنارة في النبوات هي ما أُعْطَيت لنا الآن. هناك أمرٌ جديرٌ بالذكر وهو اعتراف بعض الخدام بخطايا شعب كنيستهم أو أفراد عائلاتهم أمام الرب، هذه الصلوات ليست صلوات العهد الجديد بل القديم، فهذا ليس حقًا حاضرًا، الهدف هُنا أنْ يرينا الرب قلب دانيال، وليس لنتبع هذا النموذج مِنْ الصلاة.

 الاختطاف أمر يحتاج إلى فَهْم، الآن هو وقت انضباط روحي، وتطبيق هذا في حياتك العملية لا يأتي بأنْ تنخرط في الطلب إلى الله لكي يجعلك مُستعِدًا كما يفعل الكثيرون، لأن هذا تواكل وليس كتابيًا بالمرة. كما لا يجب أنْ تتوب توبة احتياطية معتقدًا إنك بذلك ستكون مُستعدًا.

 كذلك يجب أنْ تسلك بالطريقة الكتابية، لأنه لا يُوجد في كلمة الله طريقة خاصة وتعامل خاص بكل شخص، بل هناك طريقة كتابية واحدة فقط وهي السير وفقًا لكلمة الله، فالله يتحرك بمبادئ وقوانين على عكس مَنْ يقولون “يكفي أن تحب الله مِنْ قلبك وليس ضروريًا أنْ تتبع طريقته الموجودة في كلمته” هذا ليس سلوك وتفكير الله، بل سطحية وإنْ كُنت تسلك هكذا، فأنت إذًا في خطر.

يجب أن تعرف ما يريده الله منك:-

أولًا: تولد مِنْه.

ثانيًا: تمتلئ بروحه.

ثالثًا: تنمو في الكلمة وتصير في رجولة روحية.

 قال الملاك لدانيال إنه بعد الأسبوع التاسع والستين ستحدث ضيقة، تستمر لسبع سنين. عَبَرت الكنيسة بفترة لم تَفْهَم فيها الفرق بين اليهود والأمم، فأخذوا النبوات الخاصة باليهود وطبقوها على الكنيسة، فعندما حدثت اضطهادات للكنيسة، اعتقدوا أنْ هذه هي ضيقة يعقوب، وأنهم دخلوا أسبوع الضيقة. اعتاد اليهود أنْ يربطوا السنين بأيام وأسابيع حتى تساعدهم أنْ يحسبوا، ولكن أتى بولس وأوضح باستنارة أنه حدث توقف للأسبوع السبعين، لكن هذا لم يكتشفه أي مِنْ الرسل إلا بولس، فأخذ على عاتقه أنْ يشرح هذا.

 استنار الرسول بولس في أنّ الكنيسة تختلف عن شعب الله، وشرح في أفسس الإصحاح الثاني أنّ الحاجز الذي كان يفصل بين الأمم وشعب الله قد زال، لأنه كان هنا حاجز بينهما، فالناموس كانت مُهمته أنْ يحفظ اليهود مِنْ اختلاطهم بالأمم إلى أنْ يأتي المسيح مِنْ نسلٍ صافٍ، غير مُختلط. يُوكد الكتاب على هذا في (غلاطية ٢٣:٣)وَلكِنْ قَبْلَمَا جَاءَ الإِيمَانُ كُنَّا مَحْرُوسِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، مُغْلَقًا عَلَيْنَا إِلَى الإِيمَانِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ.

 قام الرسول بولس بشرح هذا رغم خطورته، فالأمر لا يتعلق فقط بعدم الختان، أو السلوك بشريعة موسى، بل يتعلق بأمور كثيرة منها الأخرويات. وإنْ لم تُفَرِق بين الكنيسة وشعب الله والأمم التي شَرَحها الرسول بولس في كلامه؛ لن تستطيع فهم الأمور بشكل صحيح، والذي سينعكس بدوره على عدم فَهْم الكلمة في حياتك الشخصية، وستسقط مِنْ النعمة، ثم في النهاية ستجد نفسك غير فاهم لتعليم الأخرويات بالشكل صحيح.

 وضَّح الرسول بولس أيضًا أنّ النور الخاص بالكنيسة يختلف عن الأمم وعن اليهود، لهذا لن تجد الكنيسة واضحة في العهد القديم أو حتى في كتابات الرسل باستثناء بولس. ما سيحدث في الوقت القادم هو استرداد شعب الله مرة أخرى لقبول يسوع، ولا تعتقد أنّ الله هو مَنْ أبعدهم، فالأصل العبري لصِيَغ العهد القديم تأتي في صيغة السَمَاحيّة وليست السببية، لذا مِن الممكن أنْ يبدو مِن لغة الأنبياء وكأنّ الله هو مَن شتّتهم، ولكن في الحقيقة هم مَن ابتعدوا عنه بإرادتهم، إذًا خلاصة الأمر هي أنّ الإنسان هو المُتسبِب وليس الله.

 بينما تتطلع للأمام لترى كيف تسلك الوقت القادم، يجب أنْ يكون طموحك هو أنْ تصير ناضجًا روحيًا.

فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا. أَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ. (رومية ٨ : ١٨-١٩)

 

يأتي لفظ “أَبْنَاءِ بمعنىhwee-os’ أي أبناء الله الناضجين، وليس بمعني teknon أي أبناء الله ولكن لم يكبروا روحيًا. اُسْتُخدِم لفظ hwee-os’ عندما تكلم الكتاب عن الروح القدس وقال عنه إنه “روح التبني” أي روح التنضيج! هذا لأن الروح القدس يريدك أنْ تنضج.

 لا تعتقد أنّ النضوج أمر صعب ويحتاج مِنك سنين كثيرة، أو أنّ الوقت قد مضى وتقدمت في العمر دون أنْ تنضج، أو تظن أنه لا يُوجد أي طعام روحي ليساعدك على النمو، فإنْ كُنت تفكر هكذا، عندي لك أخبارٌ سارة؛ الروح القدس مستعدٌ أنْ يُنضّجك، فهذا دوره مِن الأساس. تغذى على طعامه وليس أفكارك، واستمع للتعاليم التي تجعلك تنمو روحيًا، انتقي التعليم الذي تسمعه لأنه هناك تعليم مغشوش ومزيف.

 كُتِبَ للكنيسة أنْ تعرف الحق الكتابي وتُميزه عن التعليم الخطأ على الأرض، فالكتاب يقول هذا في الرسالة إلى أفسس كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ” (أفسس ١٤:٤). توحيد الفكر والاستقرار سيحدث على الأرض ليس في السماء، لأنه لا حاجه له في السماء، حيث إنه لن تكون هناك تعاليم خاطئة أو ريح تعليم كما ينص الشاهد أعلاه.

 عندما نقول إنّ للآية شرحًا وتفسيرًا واحدًا، يتضايق البعض، إذ إنهم لا يُريدون شرحًا واحدًا واضحًا للنص، لأنهم يسعون أنْ تُفَسَّر الآيات بحسب فَهْم كل واحدٍ لها، وهذا غير كتابي! تحت مسميات “لا أحد يعلم الحقيقة الكتابية الكاملة!” فكل هذه جمل تخديرية فقط، ويعتقد صاحبها إنه عندما سيقف أمام الرب سيقولها له، مُتَعَذِرًا بها! كما يعتقد البعض أيضًا إنه بإمكانه أنْ يخدع (يخفي عنه شيئًا) الرب.

يريدك الرب أنْ تفهم أواخر الأيام، لذا فهو يعطيك القدرة لهذا.

الخليقة كلها تئن وتتمخض، ليس البشر فقط بل الخليقة أيضًا. سيأتي وقت في الضيقة ويتحول البحر إلى دم، ويموت السمك، وتُضرَب السفن والمراكب، وتشرب الناس الدم.

وحسب (زكريا١٤) ستحدث حروب بيولوجية، وسترى الناس عيونهم تنحل ولسانهم يؤكل وهُم في أماكنهم، وهي نوع مِنْ أنواع البكتيريا الذي سينطلق في هذا الوقت، ويُطلق عليه ”dirty bomb” أي القنبلة القذرة، والتي تحمل مادة صغيرة لكن تأثيرها خطير جدًا.

“إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ ­ لَيْسَ طَوْعًا، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا (آدم الأول)­ عَلَى الرَّجَاءِ. لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ.” (رومية ٢٠:٨-٢١).

 يُريد الرب استعلان المجد على حياتك، وأنْ تنضج وتنمو روحيًا، إنْ كنت معتادًا على التكاسل الروحي، اليوم يقول لك الروح “كُف عن هذا!”، فالرب يريدك أنْ تتخطى مرحلة الطفولة هذه وتنضج فوقها، وعندما تستمر في أكل الكلمة حتمًا ستنمو أكثر لتصل إلى مرحلة المراهقة الروحية، وبينما تستمر في خضوعك للتدريبات الروحية ستصل للنضوج والرجولة الروحية.

 هذا لن يأخذ منك سنين طويلة بل في غضون سنين قليلة تستطيع أنْ تنضج، لقد عَلّمَ الرسول بولس أشخاص، وفي خلال ثلاث سنوات فقط أصبحوا خدامًا وأساقفة، حيث إنه قال للبعض مِنهم “منكم سيخرج ذئاب” لكن البعض الآخر احتفظ بمكانته. لذلك اهتم بحياتك الروحية بشكل صحيح. أشجعك أنْ تستمع لعظات “الرجولة الروحية والعظات المختصة بنموك الروحي”.

 إنْ كانت لديك نزعة وتريد أنْ تنعزل وستقل بنفسك، لن ينفعك هذا في وقت مِثل هذا، وأخاطب كل شخصٍ على حدى، إنْ أردت الانحصار مع نفسك معتقدًا أنك ستعرف الرب بنفسك، في هذا الوقت ستكون بحاجة إلى تعليم كتابي، ومُعلِّم يفهمك ويشرح لك الكلمة الحية، وراعٍ يكون كَليم الرب لك. لا تستقل بنفسك أبدًا، لأنّ الكتاب يقول “الْمُعْتَزِلُ يَطْلُبُ شَهْوَتَهُ. بِكُلِّ مَشُورَةٍ يَغْتَاظُ.” (أمثال ١:١٨) عندما تعتزل تكون في الحقيقية مُغتاظًا ومتضايقًا مِنْ التصحيح. لا تضع نفسك في هذه الوضعية؛ فهي خطيرة لأنها تعزلك عن صوت الرب وبوقه إليك.

 طريقة الله في التعامل معنا هي أنْ يتكلم إلينا وينبهنا مِنْ خلال مَنْ حولنا، لا تَقُل في نفسك “سوف يتكلم الله معي في حلم أو رؤيا” حتى وإن عشت بهذا الشكل لوقت طويل، حان الوقت أنْ تعرف أنّ هذه ليست طريقة الرب. يوضح الكتاب أنّ الرب

كان يُكلم موسى وجهًا لوجه، أما باقي الشعب فبالرؤى والأحلام، وهذا معناه أنّ المستوى الأعلى هو أنْ يُخاطبك الرب، لأن إبليس من الممكن أنْ يتكلم إليك أيضًا مَنْ خلال الأحلام، أو ربما تكون أحلامك نابعة مِن أفكارك الشخصية.

 يجب أنْ تخضع لشخص يُساعدك ويُتابعك ويشرح لك الكلمة حتى لو تعثرت مِنْ أناس مِنْ قبل، إنْ كُنت لم تقبل يسوع بعد، أنت تحتاج أن تقبله وتنتمي لكنيسة، هذا ليس وقتًا للسير فيه بمفردك، كلما سمعت عن اقتراب يوم الاختطاف يجب أنْ يزداد التصاقك بكنيستك.

 يوضح الكتاب أنّ التأديب والتصحيح أمران صحيحان ومفيدان لك. بقدر نموك الروحي ستحتاج لشخص يرعاك ويُسَنِنك روحيًا. “وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ.” (عبرانين ٢٤:١٠-٢٥) أنت بحاجة إلى تسنين؛ فنحن المؤمنين نُسَنِن بعضنا البعض.

____

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

 

4 Comments

  1. زكريا Khalil

    سيقود الوحش العالم في فترة الثلاث سنين ونصف الأولى مِنْ الضيقة بطريقة مليئة بالغش والزيف والدهاء، وستكون أيام صعبة أيضًا، ولكنها لا تُقارن بصعوبة الجزء الثاني؛ “ضيقة يعقوب”.

    سؤال من أين أتت تسمية ال 3.5 سنين الضيقة بأسم ضيقة يعقوب

    • Akram Edwar

      أهلاً بك أخ زكريا
      سؤال هام جداً

      بمقارنة هذه الايات بتعطينا الصورة الكاملة أن ضيقة يعقوب هي فترة الضيقة العظيمة (الثلاث سنوات ونصف الثانية من سبع سنين الضيقة)
      آهِ! لأَنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ عَظِيمٌ وَلَيْسَ مِثْلُهُ. وَهُوَ وَقْتُ ضِيقٍ عَلَى يَعْقُوبَ وَلَكِنَّهُ سَيُخَلَّصُ مِنْهُ.
      (إر30: 7)
      (ضيقة يعقوب) سيكون وقت ضيقة يعقوب هو آخر ثلاث سنوات ونصف من هذا الدهر، وهو النصف الأخير من الأسبوع السبعين لدانيال، والوقت الذي سيدخل فيه ضد المسيح إسرائيل ويستولي على الهيكل ليكون عاصمته، لكي يُعبد هناك كالله (دان ٧: ٢٧ ؛ ١١: ٤٠-٤٥ ؛ ١٢: ١- ٧ متى ٢٤: ١٥-٣١ ٢ ث ٢: ١- ١٢ رؤيا ١٢: ١ – رؤيا ٢٠: ٦).
      وَمَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ فَحِينَئِذٍ اعْلَمُوا أَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ خَرَابُهَا.
      21 حِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ وَالَّذِينَ فِي وَسَطِهَا فَلْيَفِرُّوا خَارِجاً وَالَّذِينَ فِي الْكُوَرِ فَلاَ يَدْخُلُوهَا
      22 لأَنَّ هَذِهِ أَيَّامُ انْتِقَامٍ لِيَتِمَّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ.
      23 وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لأَنَّهُ يَكُونُ ضِيقٌ عَظِيمٌ عَلَى الأَرْضِ وَسُخْطٌ عَلَى هَذَا الشَّعْبِ.
      24 وَيَقَعُونَ بِالسَّيْفِ وَيُسْبَوْنَ إِلَى جَمِيعِ الأُمَمِ وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مَدُوسَةً مِنَ الأُمَمِ حَتَّى تُكَمَّلَ أَزْمِنَةُ الأُمَمِ.

      هذا ما يقصده الرب يسوع إتمام أزمنة الأمم
      وَأَمَّا الدَّارُ الَّتِي هِيَ خَارِجَ الْهَيْكَلِ فَاطْرَحْهَا خَارِجاً وَلاَ تَقِسْهَا، لأَنَّهَا قَدْ أُعْطِيَتْ لِلأُمَمِ، وَسَيَدُوسُونَ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْراً.
      (رؤ11: 2)

  2. زكريا Khalil

    هكذا يُسيء البعض فَهْم موضوع غطاء الرأس، فعندما ترجع للمراجع تكتشف أنّ الأرواح الشريرة كانت تتجسد وتغتصب النساء الموجودين في هذه البلدة، لذا قال الرسول للنساء المؤمنات أنْ يضعن غطاءً على رؤوسهن ليُعلِنَ أنهن خاضعات لأزواجهن، ووضح السبب وهو “مِنْ أجل الملائكة أي الأرواح الشريرة” ومِن هُنا نَفْهَم أنّ هذا ليس لجميع الكنائس بل لهذه الكنيسة بعينها.

    هذا مقطع من المقالة و أريد أن أعرف المراجع التي تقول إن بولس الرسول يقصد بالملائكة الأرواح الشريرة في تلك المنطقة

    • Akram Edwar

      المرجع هو أحد اباء الكنيسة
      تيرتيليان
      المرجع هو
      (Virg. Veland. 7).

      For if (it is) on account of the angels – those, to wit, whom we read of as having fallen from God and heaven on account of concupiscence after females – who can presume that it was bodies already defiled, and relics of human lust, which such angels yearned after, so as not rather to have been inflamed for virgins, whose bloom pleads an excuse for human lust likewise? … So perilous a face, then, ought to be shaded, which has cast stumbling-stones even so far as heaven: that, when standing in the presence of God, at whose bar it stands accused of the driving of the angels from their (native) confines, it may blush before the other angels as well; and may repress that former evil liberty of its head, — (a liberty) now to be exhibited not even before human eyes (Virg. Veland. 7).

      According to Tertullian, then, Paul instructed women to cover their heads so as not to tempt heavenly angels to lust.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$