قبل أن يتولد لدى شعب الله إيمان راسخ لينالوا شفاءً لأجسادهم، فلابد لهم أن يتخلصوا أولاً من أي شكوك تتعلق بمشيئة الله تجاه هذا الأمر. فالإيمان السليم لا يمكن أن يتخطى معرفة الشخص بمشيئة الله تجاه الشفاء. فقبل أن يمارس أحد إيمانه لأجل الشفاء يحتاج أن يعرف ما تعلنه كلمة الله صراحة عن هذا الموضوع. وفصول هذا الكتاب توضح وتشرح الشواهد الكتابية التي سوف تحسم موضوع الشفاء للأبد.
عندما تكتشف مواعيد الله عن الشفاء فهذا كافٍ ليزيل أي شك في قلبك ويبنى بداخلك إيمان راسخ. فمواعيد الله عن الشفاء هي إعلان عن شوق الله ورغبته لما يريد أن يفعله لنا. لكن، إلى أن نعرف مشيئة الله عن الشفاء فلا يوجد أي أساس يمكن أن نبني عليه إيماننا.
لذلـك فإنـه أمـر شـديـد الأهـميـة أن يحــرص جـميـع الذيـن يطلبـون الشفـاء علـى تجـديـد.
أذهانهم حتى تتوافق مع فكر الله -الذي هو كلمة الله. فالإيمان لنوال البركات الممنوحة لنا عن الشفاء يتولد نتيجة المعرفة والسلوك بكلمة الله (رومية 10: 17). فالتوجه الفكري الصحيح والذهن المُجدد يخلقان إيماناً راسخاً على الدوام.
لا نزال حتى اليوم تصلنا اختبارات من أولئك الذين نالوا الشفاء بينما كانوا يقرؤون هذا الكتاب – على الرغم من أن خدام كثيرون قد صلوا لأجلهم دون نتيجة. وسوف يندهش العالم إن قرأنا جميع الاختبارات الرائعة التي جاءت إلينا من جميع إنحاء الولايات المتحدة. لقد استلمنا أكثر من 225،000 رسالة من أولئك الذين يستمعون إلى برنامجنا الإذاعي – على الرغم من أننا لم نراهم أبداً.
فالحق الكتابي الذي يحتويه هذا الكتاب مع صلاة الإيمان قد ساعد آلاف من المتألمين على استقبال شفائهم من خلال عمل الروح القدس المباشر. وبينما نبتهج بهذه الأعمال العظيمة لابد لنا وأن نتذكر أن الشفاء الجسدي هو مجرد إظهار خارجي للمعجزة الأعظم والأثمن بآلاف المرات وهي تجديد أرواحنا بالميلاد الجديد.
- كلمة الله هي بذار
قال الرب يسوع، “.. الْبِذَارُ هُوَ كَلِمَةُ اللهِ”. إن كلمة الله هي بذرة الحياة الإلهية التي تنبت جميع البركات التي وُهبت لنا. لذلك إن لم يتيقن هؤلاء المرضى من خلال الكلمة أن مشيئة الله لهم هي أن يكونوا بصحة جيدة، ستكون كل محاولاتهم لنوال الشفاء تشبه الشخص الذي يحاول أن يجمع محصولاً من أرض لم تُزرع فيها بذار. فإنه يستحيل على الفلاح أن يؤمن بوجود حصاد قبل أن يقوم بغرس بذاراً في الأرض أولاً.
لم يقصد الله منذ بداية الخليقة أن ينبت حصاد بدون زراعة بذار أولاً. وعندما نطبق هذا المبدأ على النظام الروحي، سنكتشف أننا لن نستطيع أن نحصل على الشفاء دون أن نعلم مشيئة الله عن هذا الأمر مُضاف إليها سلوك عملي. قال يسوع، “تَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ”. إن الحرية من المرض تأتى بمعرفة الحق. والطريقة الوحيدة التي يعمل بها الله هي من خلال كلمته: “أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ وَنَجَّاهُمْ مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ” (مزمور 107: 20).
يحتاج كل شخص مريض إلى معرفة أن مشيئة الله هي شفائه أولاً، ثم يغرس في ذهنه وقلبه بذرة كلمة الله عن “الشفاء”. فكما أن الخاطئ لا يستطيع أن يقبل الخلاص ما لم يعرف أولاً أن مشيئة الله له هي غفران خطاياه، هكذا الحال أيضاً مع الشفاء الجسدي. فلابد لكلمة الله – سواء المتعلقة بالشفاء أو الخلاص – أن تُزرع وتُسقى في قلب الإنسان حتى تأتى بخلاص للروح وشفاء للجسد. فالبذرة الطبيعية لابد وأن تُزرع وتُسقى باستمرار حتى تأتى بحصاد.
إن قال أحدهم، “إني أؤمن أن الله قادر أن يشفيني” قبل أن يعرف من كلمة الله أنه يريد أن يشفيه بالفعل، فهو يشبه الفلاح الذي يقول، “أؤمن أن الله قادر أن يعطيني حصاد”، دون أن يذرع أي بذار آو يسقيها.
لا يمكن لأحد أن ينال الخلاص قبل أن يتأكد بنفسه من مشيئة الله عن هذا الأمر. فالخلاص هو بالإيمان – الذي هو الثقة في مشيئة الله المعلنة في الكلمة. كذلك أيضاً الشفاء، يأتي بالإيمان في مشيئة الله المعلنة في الكلمة عن شفاء الجسد. لكن الصلاة لأجل الشفاء بكلمات مدمرة للإيمان مثل: “إن كانت مشيئتك” ليست غرساً للبذار بل قلعاً لها. لأن صلاة الإيمان الصحيحة تستند على معرفة مشيئة الله والتيقن منها.
يقول الروح القدس من خلال بولس الرسول عن الإنجيل إنه، “قُدْرَةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ” مشيراً إلى الخلاص بكل صوره: روحياً وجسدياً. فالإنجيل بأكمله يصلح لكل خليقة وأمة ولا يترك إنسان عن غير يقين يصلى “إن كانت مشيئتك”. فهو يخبر كل شخص بمشيئة الله عن كل أمر. بالنسبة للمرضى، فإنه يخبرهم: “.. هُوَ أَخَذَ أَسْقَامَنَا، وَحَمَلَ أَمْرَاضَنَا” (متى 8: 17) تماماً مثلما يخبر الخطاة: “هُوَ نَفْسُهُ حَمَلَ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ” (1 بطرس 2: 24).
لا نقدر أن نتمتع ببركات الإنجيل – سواء للأمور الروحية أو الجسدية- عن طريق الصلاة وحدها. لابد من زرع بذار كلمة الله عن الأمر، لأنه حتى بالنسبة للبذار الطبيعية فإنها تظل عقيمة حتى يقوم أحدهم بزرعها وغرسها في تربة. لذلك فإنه يتوجب على جميع الذين يطلبون الشفاء ألا يقولوا، “صلي من أجلي”، بل بالأحرى، “علَّمني كلمة الله حتى احصل على شفائي”.
نحتاج أن نعرف بجميع بركات الجلجثة قبل أن نسعى لنوالها بالإيمان. يتكلم داود عن بركات الفداء قائلاً، “.. الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ“. بعدما تستنير قلوبنا بدرجة كافية عن موضوع الشفاء الإلهي ينبغي أن يكون رد فعلنا تجاه المرض يشبه تماماً موقفنا تجاه الخطية. وينبغي أن يكون إصرارنا على شفاء أجسادنا قوياً تماماً مثل إصرارنا على خلاص أرواحنا. لأنه لا ينبغي أن نتجاهل أي جزء من الإنجيل.
بكون يسوع بديلاً عنا، فقد حمل كلاً من خطايانا وأمراضنا حتى نتحرر من كلاهما. فعندما نتقدم للصلاة طالبين من الله غفران خطايانا، نحن نؤمن استناداً على سلطان كلمته أن صلواتنا قد سُمعت. كذلك ينبغي أن نفعل الشيء عينه عند الصلاة لأجل شفائنا.
لابد لنا وأن تستنير قلوبنا بدرجة كافية على مواعيد الله بخصوص الشفاء حتى نؤمن أن صلواتنا قد سُمعت قبل أن نرى أو نشعر بأي شيء استناداً على المبدأ الإلهي المذكور في مرقس 11: 24. فبإتباعنا لهذا الحق الكتابي بالإضافة إلى عبرانيين10: 35-36، نتمكن دائماً من الحصول على تحقيق أي وعد الهي. فالله يريد لكل مؤمن أن يطبق بنجاح ما كُتب في رسالة العبرانيين 6: 11-12: “وَإِنَّمَا نَتَمَنَّى أَنْ يُظْهِرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمُ اجْتِهَاداً مُمَاثِلاً فِي الْمُحَافَظَةِ حَتَّى النِّهَايَةِ عَلَى الثِّقَةِ الْكَامِلَةِ بِالرَّجَاءِ وَذَلِكَ حَتَّى لاَ تَتَكَاسَلُوا، بَلْ تَقْتَدُوا بِالَّذِينَ يَرِثُونَ مَا وَعَدَ اللهُ بِهِ، عَنْ طَرِيقِ الإِيمَانِ وَالصَّبْرِ“. وبين الوقت الذي نمارس فيه إيماننا بالله لأجل الشفاء وبين اكتمال الشفاء واستعلانه في أجسادنا لابد وأن نتعلم واحد من أهم الدروس في حياة الإيمان والذي نجده في رسالة العبرانيين 10: 35-36:
“إِذَنْ، لاَ تَتَخَلَّوْا عَنْ ثِقَتِكُمْ بِالرَّبِّ. فَإِنَّ لَهَا مُكَافَأَةً عَظِيمَةً. فإِنَّكُمْ تحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ لِتَعْمَلُوا إِرَادَةَ اللهِ، فَتَنَالُوا الْبَرَكَةَ الَّتِي وُعِدْتُمْ بِهَا”. فالمواعيد الإلهية هي وحدها القادرة أن تجعل إيماننا راسخاً. فبعدما صلى يونان لأجل رحمة الله لم يطرح ثقته لأنه لم يكن هناك أي برهان مادي أو مرئي يؤكد على استجابة صلاته. كلا، بل تمسك بثقته مضيفاً إليها ذبيحة الشكر والحمد (يونان 2: 9). والروح القدس في رسالة العبرانيين 13: 15 يوصينا أن نفعل ذلك “باستمرار”.
إن كلمة الله تصنع أموراً عجيبة عندما ننظر ونسلك وفقاً لمواعيد الله الأبدية ونرفض التأثر بالمـظـاهـر الـوقتيـة التـي تضـاد حـق الكلمـة. فـإن اللـه دائمـاً يتمـم مـواعيـده عنـدمـا
نتواصل معه بالطريقة الصحيحة وفقاً لمرقس 11: 24 وعبرانيين 10: 35-36.
- توجيه شامل
نجد في سفر الأمثال 4 أكثر التوجيهات شمولاً عن الطريقة التي نحصل بها على شفائنا.
20 يَا ابْنِي أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذْنَكَ إِلَى أَقْوَالِي.
21 لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. احْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ.
22 لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ.
لا يمكن لكلمة الله أن تكون شفاءً لأجسادنا قبل أن نسمعها ونقبلها ونصغي إليها. كما نلاحظ أن كلمة الله تصبح “حياة” لأولئك الذين يجدونها وحسب. فإن أردت أن تنال حياة وتستقبل شفاء من الله، فاقضي وقتاً تكتشف فيه وعود كلمة الله.
عندما تصبح كلمة الله صحة ودواء لكل جسدك سيزول السرطان ويختفي الورم وينتهي التهاب المفاصل ويموت الفيروس. عندما يقبل الناس كلمة الله ويسلكون بموجبها فإنها تثمر نتائج قدر حجمها بآلاف المرات. فالكثيرين اليوم يعيشون في أجساد مريضة وهزيلة لأنهم يجهلون بكلمة الله القادرة أن تشفيهم.
هذه هي الطريقة الإلهية التي نحصل بها على البركات التي أعدها الله لنا. وإن فشلنا في إتباع هذه الطريقة فلن نحصل على الشفاء. فعندما نسلك وفقاً لنور كلمة الله كما يتضح من الشاهد السابق فإن كلمته تصبح “صحة ودواء لكل الجسد”- بغض النظر عن نوع المرض الذي يصيب جسدك سواء كان سرطان أو ورم أو فيروس.. فالله يؤكد أن كلمته ستصبح دواء لكل جسد.
لأي جسد؟ لأولئك وحدهم الذين يكتشفون كلمته عن الشفاء ويصغون إليها. فالله يخبرنا بالتحديد في المقطع السابق كيف نصغي لكلمته. فهو يقول، “لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. احْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ”. فبدلاً من أن تثبت عينيك على الأعراض الخارجية وتشغل نفسك بها، فلتترك كلمة الله “لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ”. انظر إليها باستمرار وافعل مثل إبراهيم، الذي كان قوياً في الإيمان لم ينظر لشيء سوى مواعيد كلمة الله. فالطريقة الوحيدة التي يمكن للبذرة الطبيعية أن تنبت وتأتي بثمر هو أن تظل مغروسة في الأرض. وذات الشيء ينطبق على بذار كلمة الله، فلكي تعمل هذه البذار الغير قابلة للفساد بفاعلية في حياتنا علينا أن نحفظها في وسط قلوبنا. ولا ينبغي أن يكون ذلك من حين لآخر، بل بصورة مستمرة. وإن لم نفعل ذلك سوف نفشل في استقبال شفائنا.
- ينبغي أن نفعل ما يفعله الزارع
عندما نصغي إلى كلمة الله ولا نتركها تفارق أعيننا ونحفظها في وسط قلوبنا، فبهذا نكون قد غرسنا بذرة كلمة الله في الأرض الجيدة-التي هي قلوبنا. هذه هي الأرض التي تكلم عنها الرب يسوع قائلاً، “أمَّا الَّذِينَ تُزْرَعُ فِيهِمِ الْكَلِمَةُ فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ.. فَيُثْمِرُونَ”. كما شهد بولس عن كلمة الله في حياة أهل تسالونيكى، “.. كَلِمَةَ اللهِ الْعَامِلَةَ فِيكُمْ”. عندما يغرس الزارع البذار في الأرض، فإنه لا يقتلعها كل يوم ليرى كيف تنمو. لكنه يقول، “إنني سعيد لأني غرست البذار”. إنه يؤمن ويثق أن البذار قد بدأت تعمل، حتى ولو لم يرى ذلك.
لماذا لا نضع مثل هذا الإيمان في بذار كلمة الله الغير قابلة للفساد؟ قال يسوع عن كلمة الله إنها روح وحياة. فلتؤمن إذاَ أن كلمة الله تعمل دون أن تسعى لترى ذلك. إن كان المزارع يضع ثقته في الطبيعة دون أن يستند على أي وعود فلماذا إذاً لا يضع المؤمنون ثقتهم في الله خالق الطبيعة؟
يقول كاتب المزمور، “.. وَعْدُكَ يُنْعِشُنِي”. كذلك يقول بولس أيضاً، “.. كَلِمَةَ اللهِ الْعَامِلَةَ (بفاعلية)..” في حياة أولئك الذين يؤمنون. كل كلمة من عند الله هي “روح وحياة” وسوف تعمل في حياتنا عندما نقبلها ونصغي إليها. عندما نطيع كلمة الله نستطيع أن نشهد مع بولس عن، “.. عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ الْمُعْلَنَةُ لَنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ”. إن كلمة الله هي قدرة الله. وإن استطاع الحقل الذي غرسنا فيه البذار أن يتكلم إلينا لقال، “إن البذرة تعمل فيَّ بقوة”.
- ثلاث خطوات ضرورية
يظهر لنا الشاهد السابق الطريقة التي نحصل بها على نتائج من كلمة الله.
- ” أَمِلْ أُذْنَكَ إِلَى أَقْوَالِي” لابد لنا وأن نصغي بآذاننا لكلمة الله.
- “لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ” لابد لنا وأن ننظر بثبات إلى مواعيد كلمة الله.
- “احْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ” لابد لنا وأن نحفظها في داخل قلوبنا.
عندما تثبت عينيك على أعراض المرض وتشغل ذهنك بها أكثر مما تفعل مع كلمة الله، فإنك تزرع في أرضك بذار رديئة تخالف الحصاد الذي تريده، وهذه البذار هي بذار الشك. ومن المستحيل أن تزرع زوان وتحصد قمح. ربما تعلن لك أعراض المرض أنك ستموت، لكن كلمة الله تعلن أنك ستحيا ولن تموت. لا يمكنك أن تنظر إلى الاتجاهين المضادين في آن واحد.
- أي نوع من البذار ترغب بزراعته؟
أي نوع من البذار ترغب بزراعته في أرضك؟ ” أَمِلْ أُذْنَكَ إِلَى أَقْوَالِي”. انظر بثبات وبصفة مستمرة إلى كلمة الله لأنها هي الإثبات الإلهي الوحيد الذي ينمى إيمانك. يقول الله بخصوص جميع الأمراض المستعصية الغير قابلة للشفاء: “كُلُّ مَنْ نَظَرَ إِليْهَا يَحْيَا”. إن الفعل “ينظر” يأتي بصيغة الاستمرارية ولا يعنى مجرد النظر في عجُالة: “لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ”.
إن السبب في أن هذه التوجيهات على قدر كبير من الأهمية هو لأنها كلمات الآب السماوي بذاته التي تستند عليها السماء والأرض بأكملها. وهذه الكلمات هي حياة وصحة لكل مَن يجدها – ليس لجزء من الجسد وحسب – بل لكل الجسد أيضاً.
ربما يصلح الدواء الصناعي لعلاج مرض واحد أو إثنين على الأكثر، والذي من المحتمل أن يشفى مستخدمه أو لا. لكننا نرى هنا علاجاً أكيداً يصلح لشفاء جميع الأمراض ولكل الجسد – من الرأس حتى القدمين. كما نجد أيضاً الطبيب الذي “يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ”.
- برهان الأمور التي لا تُرى
بعـدما تغـرس بـذرة كلـمة الله، عليـك أن تـؤمن أنها تنمو قبل أن تراها. فهذا الإيمان هو “الْبُرهانُ عَلَى وُجُودِ مَا لاَ يُرَى”. يستطيع أي رجل أو امرأة أن يتخلص من مخاوفه وشكوكه بالنظر بثبات إلى البرهان الوحيد الذي أعده الله لإيماننا. فالنظر إلى ما يقوله الله كافي لينمي إيماننا ويزيده، وهكذا يسهل علينا تصديق مواعيد الله بدلاً من الشك. لذلك دعونا لا نشك في إيماننا، بل نشك في شكوكنا لأنها غير حقيقية.
يا لها من بركة عندما ننظر بالإيمان إلى يسوع المسيح كلمة الله. ففيه حياة ونور وحرية ومحبة وفرح وحكمة وقيادة وحماية وصحة كاملة. ستجد كل شيء بالنظر المستمر إلى ذلك المصلوب. فلا أحد ينظر بلا فائدة إلى ذلك الطبيب العظيم. كل مَن نظر إلى الحية النحاسية – التي كانت رمز للمسيح – عاش “.. وَلَمْ تَخْجَلْ وُجُوهُهُمْ قَطُّ”. لقد كانوا جميعاً بلا أمل في الشفاء لكنهم نالوا الغفران والشفاء بالنظر إلى يسوع – كلمة الله. كل مَن يؤمن بيسوع لن تخزى ثقته أبداً.
سيوضح هذا الكتاب لجميع الذين يطلبون الشفاء مقاطع محدده من كلمة الله ينبغي عليهم أن يقبلوها ويصغوا إليها. فكثيرين قد نالوا الشفاء بطريقة معجزية بمجرد أن قرءوا الفصول التالية.
تذكر
– لا يمكنك أن تبني إيماناً راسخاً لتنال شفاءً لجسدك قبل أن تتخلص أولاً من أي شكوك تتعلق بمشيئة الله عن الشفاء.
– كلمة الله وحدها هي القادرة أن تزيل أي شكوك من قلبك.
– كلمة الله هي بذرة الحياة الإلهية التي تنبت جميع البركات التي وُهبت لنا.
– كما إنه لا يمكن لفلاح أن يجمع محصولاً من الأرض قبل أن يغرس فيها بذاراً أولاً، كذلك أنت أيضاً، لا يمكنك أن تحصل على شفاء لجسدك قبل أن تزرع بذرة كلمة الله عن الشفاء.
– الصلاة وحدها لا تكفي لتجعلنا نتمتع ببركات الإنجيل.
– كلمة الله تصلح لعلاج جميع أمراض الجسد وأسقامه، بشرط أن تسلك وفقاً للتوجيه الإلهي الذي وضعة الله في كلمته: أمثال 4: 20-22.
_________
نشرت بإذن من خدمات أف أف بوسورث FF Bosworth.
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية.
Taken by permission from FF Bosworth Ministries. All rights reserved to Life Changing Truth.