‘يسوع هو سبب العيد’ انا متأكد أن معظم الناس قد سمعوا هذه العبارة. والمؤمنين يدركون كم هذه العبارة حقيقية عندما يأتي احتفال الكريسماس. ولكن للعديد من الناس عندما يقترب الكريسماس, يكون هناك فكرين آخرين يبدوان أكثر سيادة من ميلاد يسوع المسيح. وسواء أدركوا ذلك ام لا , فالعديد من الناس تتجه أفكارهم مباشرة للفكرين لاستقبال وإهداء هدايا. والأمر هو, أنهم يكونون أكثر مشغولية بما سيستقبلونه عن ما يقدرون أن يعطوه للآخرين.
هذا الشاهد مألوف لدينا ‘ لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.’ (يو3: 16) (ترجمة فان دايك) فيسوع كان هدية الله للجنس البشري. للأسف, الكثيرين لا يعترفوا بأهمية هذه الهدية ـــ كيف أن يسوع هو المنبع والباب لكل ما نحتاجه. وبدلاً من الرغبة في مباركة الآخرين وسؤالهم ‘ ماذا يمكن أن افعله لك؟’ تكون
عقليتهم ‘ ماذا تقدر أن تفعله لي؟’
قوة العطاء
في أثناء نموي , العطاء كان جزء لا يتجزأ من حياة عائلتي أثناء تعلمهم العيش بالإيمان. والديَّ كانوا يتطلعوا وينتهزوا فرصة في كل مناسبة فيها يبزروا في ملكوت الله أو مباركة الآخرين. وقد علمونا أن نفعل مثلهم. ونتيجة لذلك أصبح العطاء هو الجزء الأكبر لحياتي انا وزوجتي. علي مر السنين , نحن بذرنا الكثير من البذار, مؤمنين بالله لإستقبال أشياء مختلفة. والله كان دائماً أميناً وباركنا. ولقد أحضرنا لمكان الآن نحن مستريحين فيه مادياً. نحن نعرف فرح الإستقبال
وفي كل ما باركنا به الله, أستطيع أن أقول بصدق انا وزوجتي نحصل علي فرح أكثر في العطاء ورؤية الله يبارك الآخرين.
العطاء هو جزء من إرادة الله لكل مؤمن, وكطريق للإزدهار. في (لو6: 38) في ترجمة New Living تقول, ‘ أعطوا, وستستقبلوا. عطيتك سترجع إليك كيلاً ملآنا ومهزوزاً بوفرة لتفسح مكان أكثر لفيض مستمر يتخطي حدودك يعطي في حضنك. وبمقدار ما تعطيه سيحدد المقدار الذي يعود إليك.
عندما يقول لك الله لتعطي شخص ما, لا يفعل الله ذلك ليأخذ هو شيء بعيداً عنك.
هو يقول لك لتعطي وبالتالي هو يستطيع أن يحضر شيء لك. هو يقول ,’ أعطوا, و ستعطوا’.
هل هذا يعني اننا دائماً نعطي متوقعين شيئاً في المقابل؟ لا علي الإطلاق ! يجب أن نعطي لأننا راغبين في العطاء, و لأننا نستمتع بفعل ذلك (2كو 9: 7).
أهم شيء هو, عطائك يتحدد بمن تراه كمصدر لك. ولو حاولت أن تكتشف كيف ستسدد احتياجاتك قبل أن تعطي, اذن ستكون ثقتك ليست بوضوح في الله. ولكن لو كنت مؤمنا, وتدرك أن الله هو مصدرك الوحيد, فبالتالي تستطيع أن تعطي, ويجب أن ينبع هذا ليس من الاهتمام بما ستحصل عليه في المقابل, ولكن ينبع من المحبة والتحنن . عندها ستعطي بابتهاج, لبركة الآخرين.
تمييز وإدراك الأزمنة
نحن نعيش في عالم من دورات العصور و الأزمنة. ويؤكد الكتاب المقدس علي هذا الأمر في (جامعة 3: 1-8) :
لكل شيء له زمان ولكل امر تحت السموات وقت. للولادة وقت وللموت وقت. للذرع وقت وللحصاد وقت. للقتل وقت وللشفاء وقت. للهدم وقت وللبناء وقت. للبكاء وقت وللضحك وقت. للنوح وقت وللرقص وقت. لتفريق الحجارة وقت ولجمع الحجارة وقت. للمعانقة وقت وللانفصال عن المعانقة وقت. للبحث وقت وللتوقف عن البحث وقت. للحفظ وقت وللطرح وقت. للتمزيق وقت وللترميم وقت. للسكوت وقت وللتكلم وقت. للحب وقت وللبغضة وقت. للحرب وقت وللسلام وقت.(ترجمة New Living )
من هذا النص الكتابي, نفهم بسهولة لماذا نتعامل مع هذا القدر من التقلب. أنه أمر محتوم أنه سيكون هناك أزمنة للوفرة و أزمنة للمجاعة. نحن نقدر أن نتوقع أوقات حسنة و سيئة. هذا هو بالضبط طبيعة هذا العالم. وهذا هو ما وُصف في الكتاب المقدس كدورة الحياة والموت.
شكرا لله , فالكتاب المقدس يقول لنا في (رومية 8: 2) ,’ لان ناموس روح الحياة في
المسيح يسوع قد جعلنا أحرار من ناموس الخطية والموت.’
(ترجمةNew King James) هذا يعني, كمؤمنين مولودين ثانية, ليس علينا أن نستجيب و نتعايش مع قسم الموت في دورة الحياة والموت بعد الآن. بدلاً من ذلك, يجب أن نعيش حياة تسير في دورة الحياة من الله.
لو كنا أمناء, فالله يستطيع وسيعمل في حياتنا بغض النظر عما يحدث حولنا.
كيف نظل أمناء للدعوة الإلهية ونبقي في دورة الحياة؟
الطريق الوحيد لذلك هو تبقي مُركزاً علي الله, وبالأخص في الأوقات الجيدة. أنها الطبيعة البشرية أن نصبح مكتفين عندما تسير الظروف بطريقة جيدة وبلا مشاكل. في أوقات مثل هذه, قد لا نكون مثلاً مدفوعين لنصلي ونقضي أوقات مع الكلمة. عندما تكون الظروف عنيفة, نكون في أكثر الاحتمالات جادين في الأمور التي تخص الله. ونشعر باحتياج أكثر للحفر في الكلمة. ونبدأ نجهز للمستقبل بدل العيش فقط في الوقت الحاضر. ونصرخ لله في استماتة, ‘يا الله, ماذا تريد مني أن أفعل؟’
عندما نكون في دورة أو زمن الأوقات الجيدة , هذا يكون بسبب البذار التي زرعناها في الزمن الماضي. وعندما نكون في ظروف عنيفة , هذا أيضاً بسبب البذار التي زرعناها, أو لم نزرعها, في الزمن الماضي.
يجب أن نكون قادرين أن نرتب للمنخفضات والمرتفعات بالأعداد الروحي للزمن التالي.
الحق هو, كمسيحيين, يجب أن يكون في الواقع لا أوقات سيئة أو عنيفة.
وهذا لأنه نحن دائماً مباركين. ويجب أن لا نتأثر بما يحدث في العالم.
فالناس الذين يراقبوننا يجب أن يروا شيئاً مختلفاً فينظروا إلينا ليحصلوا علي حلول ـــ بدلاً من العالم !
تذكر قصة يوسف ؟ بالرغم أنه متآلف جيداً مع الأوقات العصيبةـــ بيع للعبودية بغيرة أخوته ورُمي بظلم في السجن ـــ لكن حياته بوركت. لا يهم ماذا حدث له في الماضي من مصاعب, لكنه ظهر للعامة في القمة. لماذا؟ لأنه بقي مخلص لله, وخدم الآخرين جيداً ولم يتذمر. وعلي سبيل المثال, الله أعطي يوسف تفسير الحلم ليكشف عن زمن الوفرة الآتية و بعدئذ ستتبعها مجاعة. فيوسف أدار موارد الأمة ليكونوا مُستعدين للمجاعة. ولذلك حياة الكثير من البشر أنقذت, وحياة يوسف الشخصية ازدهرت أيضاً.
الله سيرينا أشياء ستحدث لو بقينا حساسين له. هو يقدر أن يقول لنا عن نزول سعر عقار أو ازدهاره, أو يرينا متي نبيع ممتلكاتنا ومتي لا نبيع. هو يقدر أن يلفت انتباهنا لشخص في احتياج و يقول لنا كم نعطي, أو متي وأين نعطي وهكذا لا نكون فقط بركة للآخرين, لكن نزدهر نحن أيضاً.
ألا تريد أن تتبارك فتكون قادر علي بركة الآخرين؟ أنا أعرف أني أريد و سأفعل. وستفعل أنت أيضاً.
لأن البعض بصعوبة يكافح في ‘الكساد’ الذي تواجهه أمتنا, هذا ليس معناه أنهم معرقلين عاجزين عن الحركة أو التقدم. المؤمنين لديهم اختيار! نحن نقدر أن نشترك في الكساد ونفقد ما لدي الله لنا, أو نحن نقدر أن نختار أن نؤمن بتقرير الرب ما يقوله الرب في كلمته ونسير في بركته.
هذا هو الموسم الوحيد, وللعديد من الناس التغيير كاد أن يبدأ.
خذ قرار جيد اليوم بطلب الله وطاعته. لا يهم كيف تبدو الأمور, لا تجعل لسانك يعمل ضدك بالتكلم بكلمات سلبية. بدلاً من ذلك, تكلم كلمة الله علي حياتك. أستمر في العطاء, البذر من أجل الزمن الآتي, وكن شكوراً لله بسبب الأشياء الجيدة التي لديك.
أثناء فعلك لهذه الأمور ومستمراً في الدفع بالإيمان, وضعك سيبدأ بالتغيير.
وليس فقط ستجد نفسك تعيش وتسير في البركة, ولكن أكثر فأكثر ستجد نفسك تسأل الآخرين, ‘ ماذا يمكن أن افعله لك؟’ هللويا
أخذت بإذن من خدمات كينيث كوبلاند www.kcm.org & www.kcm.org.uk .
هذه المقالة بعنوان “ماذا يمكن أن أفعله لك؟” تأليف : جون كوبلاند من المجلة الشهرية BVOV ديسمبر 2011
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث كوبلاند.
Taken by permission from Kenneth Copeland Ministries www.kcm.org & www.kcm.org.uk.
This article entitled “What Can I Do For You?” is written by Kenneth Copeland , taken from the the monthly magazine BVOV Dec. 2011.
All rights reserved to Life Changing Truth.