القائمة إغلاق

مفاتيح للإلتزام Keys to Commitment

المفتاح الرئيسى للإلتزام هو الإخلاص والأمانة والذى يتجاوز كل المشاعر الشخصية. جاء تعريف كلمة “إخلاص” فى القاموس على إنها الولاء لأمير أو زعيم أو التفانى تجاه عقيدة أو واجب أو محبة قد تعهد له بها سواء بقسم أو إلتزام” . بينما جاء تعريف كلمة الأمانة على إنها “الإلتزام التام تجاه واجب وفي ومخلص لطاعة شخص ما، أو بمعنى آخر أن يكون الإنسان “تابعاً مخلصا”.

تُبين هذه التعريفات قلب حامل السلاح “مساعد الخادم”. بإنه شخص على إستعداد أن يضع نفسه من أجل الآخرين. فهو شخص جدير بالثقة ووفى لقادته ويمكن الوثوق به فى المهمات الصعبة. وبالطبع يكون الولاء والإخلاص للرب أولاً ثم للإنسان.

رفض النبى دانيال والثلاث فتيه العبرانيين الأكل من الطعام الدَسِم والذى عادةً يُقدم على مائدة الملك عندما أُخذوا  كأسرى إلى بابل. فإن كثير من الطعام كان ضد القوانين الغذائية تماماً والتى أعطاها الله لموسى. ولقد تساءلت متعجباً لماذا الأسرى من الشباب الأخر لم يقتدوا بهم.

وعندما تفكر فى ذلك من الصعب ألامتهم. لقد تدمرت بلدتهم، وربما تم قتل كل أفراد أسرهم أو على الأقل تم أسرهم أيضاً، وهم كانوا سجناء فى مدينة غريبة. فربما فكروا أن الرب قد تخلى عنهم وإنه لم يعد هناك سبب للتمسك بوصاياه. ولكن ظل دانيال أميناً، ونتيجة لذلك، فهو قد تمجد بقوة فى وسط أمه شريرة .

واليوم، كعضو فى كنيسة أو خدمة، عندما يسألك الراعى أو قائد الكنيسة لتفعل أو تُغير شيئاً، فأنت لست أسير فى أرض غريبة كما كان دانيال. فموقفك من هؤلاء الذين هم فى سلطة هو بمثابة إختبار (إمتحان) لولائك للرب.

ودائماً يُمتحَن الإخلاص حينما يتعلق الأمر بالرب. وإذا كنت لا تحب شئ ما يطلبه القائد منك لتفعله، فربما تفكر أن هذه المسألة بينك وبينه (بين القائد). ولكن هى فى الحقيقة بينك وبين الرب، إذا كنت موجوداً حيث وضعك الرب. قم بتغييرات فى اتجاهك وفى طاعتك للرب، ثم القيام بما يُطلب منك لن يزعجك.

فيجب أن تُوضع جانباً دائرة المشاعر الشخصية عندما تتخذ قراراً بخدمة الرب فى أى خدمة يضعك  فيها الرب أيا كانت. لأن الرب يعرف كل مبادئ وقوانين هذه الخدمة قبل أن يضعك هناك.

الإخلاص هو الشئ الذى يجب أن تصل إليه، وفقاً لما جاء فى 1 كورنثوس 4 : 2. يقول الكتاب المقدس ذلك لكى تُميز هؤلاء الذين يتعبون بينكم. ولهذا السبب ينتبه راعيك وقادة كنيستك للإخلاص. وعندما يجدون شخص ما قد أثبت نفسه جدير بالثقة ويُعتمد عليه فى المواقف الصعبة والقاسية، عندئذ يعرفوا أن ذلك الشخص ناضج وقادر على التعامل مع مسئوليات أكثر.

         والآن نلقى نظرة على أربع صفات للشخص الأمين.

1-   يعرف الشخص الأمين كيف يٌبقى فمه مُغلقاً. (أمثال 11 : 13 ).

2-   يخدم الشخص الأمين راعيه وكنيسته بقوة. (أمثال 13 : 17 ).

3-   سيقول الشخص الأمين الحق دائماً. (أمثال 14 : 5 ).

4-   الشخص الأمين هو شخص متواضع. (أمثال 20 : 6 ).

لا أحد يخدم أو يكون عضو فى كنيسة مثالية. ولا حتى الرعاة هم كاملين. فإنه من الصعب أن تكون أميناُ فى أوقات عندما تعمل مع أشخاص غير كاملين. ومن ناحية أخرى، إذا فحصت حياتك الشخصية، ربما تجد نفسك لست كاملاً كما إعتقدت. ولكن مات يسوع على الصليب لأجل الأشخاص غير الكاملين، ولذا نحن لدينا كل الحياة الإلهية (حياة الله) به. وإن أردنا فلنعطى أنفسنا بنفس طريقة الله لكى نأتى  بأُناساً إلى المملكة الكاملة، التى هى مملكة الله.

لا تكن كبيراً جداً أو صغيراً جداً

مفتاح آخر للإلتزام وهو: لا تكن كبيراً جدا على فِعل الأمور الصغيرة، ولا تكن صغيراً جداً على فعل الأمور الكبيرة أيضاً. وأثناء تدريس هذا لموظفينا فى ذلك اليوم، أتت هذه النقطة من خادم أطفالنا. وعندما إنضم إلى الخدمة، فهو دُعىَّّ لخدمة الأطفال. فهو كان راضى وسعيد جداً بما كان يفعله. ولكن ذات يوم، طُلبَ منه أن يكون فى برنامج تليفزيونى للأطفال والذى يُدعى “Kids Like You” .

والآن كل هذا كان جديد بالنسبة له. وإعتقد إنه، “لا يوجد وسيلة لأستطيع أن أظهر على التليفزيون وألعب دوراً كواحد من الشخصيات الرئيسية”.

ولكن الله حاول أن يمتد به إلى منطقة جديدة بهدف الوصول إلى أطفال أكثر. ودائماً فى خطة الله لك أنه يُرقيك، ولكن ستجد نفسك ستضطر إلى التوسع. فهو لم يسبق له أنه فكر أو رغب فى عمل ذلك ولو لمرة واحدة ، ولكن الله كان لديه خطة. وأحياناً نشعر بغياب الله  بسبب إننا نرى أن المسئولية أكبر منا، ونخاف إننا لا نستطيع التعامل معها.

الآن، ومن ناحية أخرى، لا نستطيع الوصول للمكان الذى فيه نكون أكبر جداً على فعل الأمور الصغيرة. فهناك إتجاه قلبي فى بعض القادة بسبب مكانتهم والذى يعطيهم العذر بفعل وقول ما يحلوا لهم ايا كان . ولكن الكتاب المقدس واضح جداً فى هذا الأمر بأنه لديهم قاضى أيضاً.

فهناك قانون يعمل مع الأسياد والعبيد على حد سواء. وهو أن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد(غلاطية 6 : 7). إذا أصبحت متشامخ الروح بالكبرياء، إذاً فأنت مُعّد لك السقوط. (أمثال 16 : 18 ). وإذا كنت غير قابل للتعليم، فبذلك تفتح باب (ثغرة) للخداع والتضليل. كتب بولس بأنه لا ينبغى أن نفكر فى أنفسنا أكثر مما يجب. (رومية 12 : 3).

وبمجرد أن نبدأ بالتفكير بأننا أفضل من أخرين، فهنا تبدأ المشكلة.  يجب أن تقرر أن تحتفظ بقلب متواضع وأن تفكر عن نفسك بطريقة مُتزنة، وسيُمجدك الله.

مفتاح آخر للإلتزام وهو أن تتعهد بـ بالخدمة كما أنت مُتعهد فى زواجك. بالطبع، فإن زواجك يأتى قبل منصبك فى الكنيسة، على أى حال، فيجب عليك أن تقترب من الخدمة لأجل الرب بنفس الحماسة التى تقترب بها فى زواجك.

وفيما يتعلق بالإلتزام، سمعت قصة مزارع (فلاح)  مع دجاجة وخنزير الذين أحبوه بسبب أنه كان صالح جداً معهم.

وفى يوم عيد ميلاد المزارع، ذهبت الدجاجة إلى الخنزير وقالت له، “دعونا نفعل شيئاً خاصاً له (للمزارع)!” فقال الخنزير، “هذا يبدو رائعاً، ولكن ماذا نستطيع أن نفعل له؟”

فقالت الدجاجة، “دعنا نقدم له وجبة الإفطار، فأنا سأعطيه البيض، وأنت تستطيع أن تُقدم له لحم الخنزير المُملح.”

فقال الخنزير، ” إنتظرى لحظة، أنتِ تقدمى العرض فقط ولكن تطلبى إلتزام كامل منى!”

أن تكون أميناً وتفعل ما أنت مدعو لتفعله فهذا سيتطلب الإلتزام الكامل. فالتواصل هو أقوى المفاتيح لوجود زواج ناجح. وبالمثل، فى العمل مع راعيك وقادتك، التواصل مهم (لابد منه). والسبب فى حالات سوء الفهم هو نقص التواصل. فكان يسوع دائماً يأخد الوقت لكى يتواصل مع تلاميذه. فيسوع عرف ان استمرارية خدمته تعتمد على التواصل.

وبطبيعة الحال، فإن هذه الحاجة للتواصل تعمل فى كلا الإتجاهين, فيحتاج العُمال أن يسمحوا للرعاة والقادة يعرفون المشاكل المحتملة، وعلى الرعاة أن يأخذوا وقتاً لتكريس قلوبهم للأشخاص الذين يتعاملون معهم. فإذا تواصل الراعى بصدق مع قطيعه كراعى، فستميز الخراف صوته. فطائفة من الناس تصرخ من أجل الأمن. وهذا يأتى من الإلتزام للراعى وأن الراعى يجعل الإلتزام يعود إلى الناس.

دائما قدم أفضل ما لديك

إن تقديم أفضل ما لديك هو مفتاح آخر للإلتزام. فالراعى دائماً لابد ان يهتم ويشعر بموظفيه وشعبه بالكنيسة بنفس الطريقة التى يشعر بها هو. وبإعتبارك حامل سلاح (مساعد) فالطريقة التى تخدمه بها بسلام، هى دائما أن تفعل أفضل ما لديك.

وفى صباح أحد الأيام دخلت زائرة إلى كنيستنا بطفل يبكى على ذراعيها. وكان يبدو على هذه السيدة إنها مضطربة، لذا أخذت الطفل واحدة من عاملات بيت الحضانة وأخبرتها بأن تواصل الإجتماع. وقبلت المرأة يسوع رب وسيد على حياتها فى نهاية الخدمة. ورأت عاملة الحضانة الموقف وعملت ما بوسعها لمساعدة السيدة. وعندما تقف (عاملة الحضانة) أمام يسوع، فهى لديها مكافأة خدمة عظيمة.

تقول رسالة كولوسى 3 : 23-24 أن أيا كان ما تفعلوه فإفعلوه من القلب كما للرب وليس للناس لكى تأخذوا جزاء الميراث.

        المفتاحان النهائيان للإلتزام:-

1-   البقاء فى الشئ حتى يتم إنجاز المهمة.

2-   لا تتوقف ولا تستلم أبداً.

وإذا كنت تخدم فى أى قسم فى الكنيسة، وأُعطىَّ لك وظيفة لتفعلها ـــــ فقط إفعلها! ثم تأكد إنها إنتهت تماماً. فإننا كثير من الأوقات نريد أن نبدأ مهمة جديدة قبل أن تكون المهمة الأخيرة إنتهت.

سيكون لديك فرص كثيرة لترك الخدمة. فهذه الفرص يقدمون أنفسهم فى أغلب الأحيان. وأن تستقيل عن الخدمة فهذا لا يتطلب منك أى مجهود، فذلك الطريق سهل الخروج. وعندما أخبرنى الرب لأكون حامل سلاح (مُساعد) لراعىّ، فكان هذا لا يتضمن أى استثناءات.

وعندما بدأنا فى بناء مبنى الكنيسة الحالى، قال الرب أن نبنيه “بدون ديون”. وإتخاذ قرار مثل هذا يعنى أن الكثير من العمل يعتمد على الجهود التطوعية من الموظفين والرعايا الكنسية. ويعنى أن أيام العمل كل يوم سبت (الإجازات). وعندما إنتقلنا من مركز التسوق أمام الكنيسة إلى المبنى الجديد، كان بدون سقف، ولا سجاد، والمشكلة الأكبر وجود صدى صوت كثيرا في هذا المكن.

فيجب أن تنصب الكراسى قبل كل خدمة، ويتم فكّها بعد ذلك، بالإضافة إلى كل الأجهزة الصوتية للفريق ويُسبب فوضى كبيرة. وتُغطى الأرضيات بالغبار، لذلك لا بد أن تٌنظف قبل كل خدمة. وفى بعض الأحيان، نبدو كما لو كنا مُغطاة “بسحابة مجد” ولكنها فى الحقيقة هى غبار من الصخور.

وعندما بدأنا العمل، كان لدينا الكثير من المتطوعين، ولكن حينما مرت الأسابيع والشهور، كان يبدو أن القليل قد تخلوا عن المساعدة. فكان من مسئوليتى أن أتأكد أن العمل قد تُمم. وفى هذا الوقت، لم تكن أيام كثيرة لمجرد الاسترخاء لم تكن أيام جيدة في هذا الوقت ولكنه البعض كان جيداً ولم يكن البعض الأخر جيد جداً. ولكنها أخرجت الجيد مني. ومن خلال هذا، تعلمت أن الطريق الوحيد للنجاح هو أنه لا تتوقف أبداً.

وعندما وُضِعَت السجادة أخيراً، ركعت عليها وقبلتها! وكان هذا من أكثر المشاهد جمالاً التى أعتقد أننى لم أرى مثلها من قبل.

فإذا كنت ملتزم بالكنيسة والراعى حيث أرسلك الرب، إذاً فلا تتوقف عندما تواجه أوقاتاً صعبة. والحقيقة هى إنك ستواجه تحديات فى نمو كنيستك والتى ستختبر مدى إلتزامك، سواء كنت عضواً أو راعى.

سيكون لديك الإمتياز للتعامل مع الكبرياء والغضب والمرارة والأنانية، وكل الأمور المدمرة التى فى السلوك البشرى. ولكن، عندما تتعلم كيف تتعامل مع هذه الأمور، ستتغلب عليهم، وتسمح للرب بأن يبدأ العمل فيك، فتصير أكثر شبهاً به.

فالرب يُعدك للقيادة. والمفتاح لذلك هو أن تبقى ملتزم للرب، ولدعوتك، وللقادة الذين وُضعوا فوقك.

نشرت بإذن من خدمات التركيز على الحصاد  Focus On The Harvest المعروفة بإسم خدمات تيري نانس, بولاية أريزونا – الولايات المتحدة الأمريكية www.GodsArmorbearer.com .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from Focus On The Harvest , aka Terry Nance Ministries ,Sherwood ,AR ,USA. www.GodsArmorbearer.com.
All rights reserved to Life Changing Truth.

 

1 Comment

  1. نسرين

    شكراً على المجهود الرب يباركك
    شكراً على المجهود الرب يباركك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$