لسماع المقالة على الساوند كلاود أضغط هنا
كثيراً ما نسمع أشخاصاً ينتقدون الإزدهار وهذا سببه أن التعريف الصحيح للإزدهار لم يصل إليهم بعد. من معاني كلمة ” خلاص “ في اليوناني هي كلمة ” إزدهار “ والتي لا يفهمها البعض ويقترحون لأنفسهم تعاريف ومعاني لكلمة ازدهار خاصة بهم ، وذلك لكي يتمشى مع حياتهم الواقعية ، ولكن ماذا تقول كلمة الله عن هذه الكلمة التي تبدو غريبة السَّمع على من سَـــمِــــعُـــوا تَـــــعـــَــاليم بأن المؤمن يجب أن يعيش فقيراً .
- تَـــعريـــف الازدهــــار:
الازدهَـــــار أوسع من الـــماديــــات والأموال ، إنهُ تسديد كامل للاحتياجات ، وبعبارة أخرى لا يعوزك أي شيء ، ونَـــقصد من هذا أنهُ لا يعوزك أي شيء في حياتك كلها في صحتكَ ، في مَادياتِـــــكَ ، في السلام الذي تَــــعِيش فيه أي راحة البال ، وهو يشمل أيضاً زاوية النجاح أي كل ما تمتد إليه يدك ينجح . وهذا ما جاء في مز23: 1 “الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلَسْتُ أَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ.” وهذا على النقيض من تعريف الفقر.
وأيضاً ما جَـــاء في رؤيا 3 : 17 – 18 (17)تَقُولُ: أَنَا غَنِيٌّ، قَدِ اغْتَنَيْتُ وَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ! وَلَكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ أَنَّكَ شَقِيٌّ بَائِسٌ فَقِيرٌ أَعْمَى عُرْيَانٌ (18)نَصِيحَتِي لَكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَباً نَقِيّاً، صَفَّتْهُ النَّارُ، فَتَغْتَنِيَ حَقّاً، وَثِيَاباً بَيْضَاءَ تَرْتَدِيهَا فَتَسْتُرَ عُرْيَكَ الْمَعِيبَ، وَكُحْلاً لِشِفَاءِ عَيْنَيْكَ فَيَعُودَ إِلَيْكَ الْبَصَرُ.
رغم أن لديه المال ولكنه فقير في نظر الله وهذا يُـــوسع مَفهومنا ونَــــعرف أن ما في نظر الله نحو الإزدهار ومعناه هو تسديد الإحتياجات في كل شيء مادي وصحي ونفسي وكلي.
- تَـــــــعريـــف الفُــقـــر:
هو العوز إلى شيء ما ، بمعنى إن كان الشخص يملك المال ولكن لا يمتلك الصحة فهو في عوز إلى شيء فبذلك يكون تعريف عوزه ” فقر ” . وهذا ما وردَ في رؤ3: 17 ” تَقُولُ: أَنَا غَنِيٌّ، قَدِ اغْتَنَيْتُ وَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ! وَلَكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ أَنَّكَ شَقِيٌّ بَائِسٌ فَقِيرٌ أعْمَى عُرْيَانٌ”.
- أنــــــــواع الازدهـــــــــار:
إزدهــــــــــار روحِـــــي، إزدهــــــار نَــــفســـي، إزدهـــــــــار جَسدي. 1 تسالونيكي 5 : (23) وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ إِلَى التَّمَامِ وَيَحْفَظُكُمْ سَالِمِينَ ، رُوحاً وَنَفْساً وَجَسَداً،
كلمة سالمين أي كاملين في هذه البنود الثلاث ( روحاً ونفساً وجسداً) ومن خلال أنواع الازدهار الثلاث نكتشف أن الازدهار هو تسديد كامل وبوفرة لجميع الاحتياجات النفسية والروحية والجسدية.
الإزدهار الروحي :
هو الميلاد الثاني والملء بالروح القدس.
الإزدهار النفسي :
هو أن تُــــسيطر على تفكيركَ وليس أن يُـــــسيطر تفكيركَ عليك ، 2 تيموثاوس 1 : 7 (7)فَإِنَّ اللهَ قَدْ أَعْطَانَا لاَ رُوحَ الْجُبْنِ بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْبَصِيرَةِ. كلمة ” البصيرة “ في اليوناني تعني السيطرة على الأفكار وليس أن تتحكم هي فيك بل أنت تتحكم فيها ، والإزدهار النفسي يشمل أيضاً الثـَـــــبـــــات العاطفي وهذا عندما تُــــــدرك أنك بِــــــر الله ستسلك بحقيقتكَ أنك تَـــــحتوي على فرح فقط ولا يوجد فيكَ أي حزن.
الإزدهار المادي :
هو التسديد الوفير بحسب غنى الله المجيد لكل إحتياجاتك المادية والجسدية.
الإزدهار الجسدي في الشفاء الإلهي و الصحة الإلهية ، والإزدهار المادي هو في النقود وهذا ليس صَـــيـــحَة جــَــديدة ولكنه منذ أن خلق الله آدم وقال له : من جميع شجر الجنة تأكل وهذا يدل على أن الله لم يجعل آدم في عوز إلى أي شيء ، لم يخلق الله الإنسان ليُعذَّب أو أو يكون فقيراً ( طبقاً الفقر كما ذكرنا معناه أعلاه ) .
لاحظ معي ، إن أول خمسة أسفار من الكتاب المقدس تتــــكلم عن البركات واللعنات وتوضح الكلمة أن يسوع حملَ جميع اللعنات على الصليب أي أن يسوع افتدانا من المرض والفقر والموت الروحي. وهذا مُجمل اللعنات التي كانت تصيب الشعب في العهد القديم.
علَّم الرب يسوع عن النقود مثلما كان يُــــعَـــلم عن الشفاء وأي شيء آخر ، ولكن الرب يسوع في تعليمهِ أعطــــــى تَــــركيــــز على التحذير من محبة الـــمَـــــال وليس أن الـــمَـــال في حد ذاته هو شر ، ولكن محبة المال أي الجشع والطمع هو الخطــــــأ وليس إمتلاك الــــمال ، بمعنى آخر أن لا يكون المال هو موضوع اهتمامك الكُـــلـــــي وكيف تضاعفهُ وتُــــنَــــميه وتَــــــزيده بأي طريقة ، وهذا هو الذي حَذر منهُ الرب يسوع عندما عَــــلَّم عن المال.
من الممكن جداً أن يسقط في خطيئة الجشع الفقيـــر كما الغَــــنــــي ، والحل ليس أن ننــــزع منه الأموال بل أن نُـــعَــــلِمه الكلمة لكي لا يصير جَـــــشِــــع. الجشع هو الإعتماد والتمسك بالنقود كالحل الذي تمتلكه على الأرض والإبتعاد عن الله وقد حَـــذر الكتاب المقدس منهُ في 1 يوحنا 2 : (16) لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ، مِنْ شَهَوَاتِ الْجَسَدِ وَشَهَوَاتِ الْعَيْنِ وَتَرَفِ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ، بَلْ مِنَ الْعَالَمِ.
وفي تثنية 8 : (18) وَلَكِنِ تذْكُرُوا أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ الَّذِي يَمْنَحُكُمُ الْقُوَّةَ لإِحْرَازِ الثَّرْوَةِ ، وَفَاءً بِوَعْدِهِ الَّذِي أَقْسَمَ عَلَيْهِ لآبَائِكُمْ كَمَا فِي هَذَا الْيَوْمِ.
عزيزي الباحث : أدرك واشغل اهتمامكَ بما فعلهُ يسوع معكَ وهذا سيقودكَ إلى ازدهار كامل في جميع نواحي حياتكَ ، الكتاب المقدس يَــــشهد عنكَ أنكَ مُطـــــيع وأنك مَّشفــِــــي وأنك لا تواجه الفشل في كل حياتك وأنكَ غَـــــنـــــي ، وكل ما عليكَ فعلهُ هو الدراسة والسلوك بالكلمة.
2 كورونثوس 8 : (9) فَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ: فَمِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ، وَهُوَ الْغَنِيُّ لِكَيْ تَغْتَنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ. ونجد بولس يتكلم عن المال في الإصحاحات التي قبلها وبعدها ( 8 و 9 ) .
لم يفتقر الرب يسوع الى أي شيء في الفترة التي عاشها قبل الصليب ، بل نجد أن إفتقارهِ الوحيد كان في فترة إتمام خلاصهِ لنا عندما كان يعوزه شيء واح فقط وهو علاقته بالآب عندما إنفصلَ عنهُ وتركهُ حيث قال : إلهي إلهي لماذا تركتني ، وهذا تَــــمَّ لكي لتعيش أنتَ في ملء البركة ، وهذه هي مشيئة الله لكَ ولي ولكل من يؤمن.
صلاة:
أبي السماوي أشكرك لأنكَ أنتَ أرسلتَ ابنكَ ووضعتَ عليهِ المرض والفقر والموت الروحي كي تَــــجعلنــــي في تسديد كامل إلى كل ما احتاج . الآن أنا متمتع بصحة إلهية، وأنا لن أواجه الفشل طول أيام حياتي ، بل خيـــــرٌ ورحمةٌ يتبعاني في كل يوم من أيام حياتي ، أنا لستُ ضحية في هذه الحياة بل أنا أعظم من منتصر في هذه الحياة ، و أنا أرفض أن أعيش في أقل مما تَـــمَــمهُ لي إبنك يسوع ،ميراثي في القديسين هنا على الأرض وسأكتشف من خلال كلمتكَ كل ما وهبتني إياه وسأعيشهُ وأعطيك المجد دائماً في إسم يسوع.