القائمة إغلاق

نوعان من الحق Two Types of Truth

“… كَلِمَتَكَ هِيَ الْحَقُّ” يوحنا 17: 17

قال يسوع في صلاته للآب: “.. كَلِمَتَكَ هِيَ الْحَقُّ”.

يوجد نوعان من الحق :

1- الحق المبني على ما تقوله كلمة الله.

2- حق المعرفة الحسية المبني على ما تخبرنا به حواسنا الجسدية.

لا يوجد أي خطأ في أن نسير بحق المعرفة الحسية طالما أنها لا تعارض الحق الكتابي. لكن بمعيشتنا في العالم الطبيعي، نصير معتادين على تصديق ما يخبرنا به إنساننا الخارجي: أنه من الصعب أن نتحول ونسير بالحق المُعلن في كلمة الله!

صليت منذ عدة سنوات لرجل مسن كان يعاني من روماتيزم لسنوات كثيرة. وبعدما وضعت يديَّ عليه وصليت، شفاه الرب. وبعد حوالي ثمانية أشهر، وبينما كنت أسير في المدينة، حدث أني رأيته صدفةً بينما كان يربط بقرته بوتد في قطعة أرض.

عندما بدأ يقوم، أمسك بظهره وبالكاد استطاع أن يتحرك. ثم أخيرًا انتصب وقال: “آه آه، هذا الروماتيزم رجع إليَّ مرة أخرى”.

قلت: “يا أخي، ظننت أن الرب قد شفاك”.

أجاب: “حسنًا، ظننت أنا أيضًا أنه فعل، لكني الآن لا أعتقد ذلك”. أمس، وبينما كنت أحلب البقرة، فاجأني ألم في يدي. ثم امتد إلى ذراعي، ثم إلى كتفي، وانتهى بظهري. ومنذ ذلك الحين، صار ذراعي متيبسًا ويؤلمني.. وظهري أيضًا يؤلمني. حين أنحني، لا يعد بوسعي الانتصاب مجددًا. حتى ذلك الوقت، لم تكن لدي أي أعراض أو ألم منذ أن صليت لأجلي في يناير الماضي”.

سألته كم ظل يعانى من الروماتيزم من قبل. أجاب: “30 سنة تقريبًا”.

فسألته: “وطوال هذه الثلاثين سنة، هل كانت هناك فترة من ثمانية أشهر لم يكن لديك أي أعراض أو ألم فيها؟”

أجاب: “لا. كان عليَّ بكل يوم أن أتناول شيئَا ما للألم. ذهبت إلى أطباء في مختلف المدن التي حولنا، لكن لم يقدر أحدهم أن يعالجني. أستطعت وحسب أن آخذ مسكنات للألم لتساعدني كي أتحسن قليلاً”.

قلت له: “إذًا، أليس غريبًا أن تختفي الأعراض والآلام عندما تُوضع عليك الأيادي في اسم يسوع، ولمدة ثمانية أشهر لا تعاني من أي ألم! لقد شفاك الرب بالفعل. لكني سأخبرك بالضبط ما حدث. في اللحظة التي هاجم فيها الألم جسدك في المرة الأولى، قلت: ’اعتقدتُ أنى قد شُفيت، لكن يبدو أني لم أُشف‘. وبهذا فتحت الباب لإبليس ليرجع مرة أخرى”.

تحدثت معه قليلاً، معلمًا إياه أنه إن رجع الألم ثانيًَا، فعليه أن يقاومه لأنه من إبليس. يقول الكتاب: “قَاوِمُوا إبلِيسَ فَيَهرُبَ مِنكُمْ” (يعقوب 4: 7). صليت لأجله ثانيًا، وفارقته كل الأعراض. 

وطوال باقي الأربعة سنوات التي خدمت فيها هناك،  لم يكن لديه أي روماتيزم على الإطلاق.

لقد كان تعليم الكلمة هو الذي ساعد هذا الرجل ليستعيد ويحافظ على شفائه. لقد صليت لأجله وتحرر، لكنه فقد شفاءه بعد ذلك. لقد غرس تعليم الكلمة فيه الإيمان وبيّن له الفرق بين إيمان إبراهيم وإيمان توما.. بين الإيمان المستند على الواقع المادي والإيمان المستند على ما قاله الله.

معظم المؤمنين الذين لم يتعلموا الكلمة، يبحثون عن شخص يستطيع أن يصلي لأجلهم صلاة إيمانٍ. ربما تحررهم صلاة الإيمان هذه وقتيًا، لكن سيُبطل عدم الإيمان أخيرًا تأثير هذه الصلاة. هذا هو ما حدث للرجل المريض بالروماتيزم. حررته صلاة الإيمان وقتيًا من الروماتيزم، لكن في أخر الأمر، أبطل عدم الإيمان تأثير هذه الصلاة.

لاحظ أني لم استطع أن أجعله يُشفى في المرة الثانية على نفس الأساس الذي استعملته في المرة الأولى. لقد جعلته يُشفى في المرة الأولى دون أن أقدم أي تعليم على الإطلاق. (لقد كان راجعًا لله للتو بعدما كان مرتدًا لعدة سنوات). وضعت يدي عليه وصليت لأجله وحسب. لكن في المرة الثانية التي صليت فيها، كان عليَّ أن أعلمه أولاً قبل أن أستطع أن أجعله يتحرر. هذه المرة، عندما بدأ إيمانه يعمل، فتمسك بشفائه الذي كان له طوال الوقت، ودام معه هذه المرة.

ظل هناك نقد لاجتماعات الشفاء الضخمة، لأنه في كثير من الأحيان، لا يدوم الشفاء. هذا صحيح، لأنه حيثما توجد شحنة إيمان كبيرة، يمكن أن يُشفى الناس وقتيًا. لكن مع هذا، لكي يحافظوا على شفائهم، يجب أن يتغذى هؤلاء الناس باستمرار على كلمة الله.

كانت هناك سيدة مبشرة من جماعة “الإنجيل الكامل” في ولاية تكساس، لديها حالة معينة في جسدها تجعل رأسها تميل لأحد الجوانب. أخبرها الأخصائيون أن هذا تلف في الأعصاب ولا يوجد أي شيء يمكن فعله لهذا الأمر. ثم حذروها أن الحالة ستسوء وعليها أن تهيئ نفسها لتصبح عاجزة خلال ستة أشهر.

استقلت هي وزوجها القطار وذهبوا إلى اجتماع للشفاء الإلهي. تحررت في الحال، ولمدة ثمانية أو عشرة أشهر ظلت صحيحة تمامًا. ثم رجعت إليها الحالة مرة أخرى.

ذهبتُ إلى منطقتها في الولاية لأعقد اجتماعًا، وكانت تحضر الخدمات. وبينما كانت جالسة تستمع، أدركت لماذا فقدت شفائها. فضبطت إيمانها وتقدمت للصلاة. وضعنا عليها الأيادي وتحررت في الحال. وظلت مشفية بعد ذلك لمدة 20 سنة. كم هو ضروري أن يتعلم المؤمنون جيدًا.

قال لي شخص ما ذات مرة: “أخ هيجن، أنا أقدّر شرائطك كثيرًا جدًا. لقد نلت الشفاء السنة الماضية  من خلال صلوات مبشِّر. لكنى فقدته بعد ذلك. وبعد أن أستمعت لشرائطك وتعليم كلمة الله، نلت الشفاء مرة أخرى، وقد حافظت عليه”.

كثير من الناس مثل الرجل الذي قال لي: “ظننت أن الرب شفاني، لكني الآن لا أعتقد ذلك”. أؤمن أنه إن فعل الله أي شيء، فهو قد تم. إن كان الرب يشفيك،  فأنت مشفي دائمًا ولن تفقد شفاءك”.

مع هذا، نقرأ في سفر الرؤيا أن يسوع ظهر ليوحنا في جزيرة بطمس، معطيًا إياه رسالة إلى واحدة من الكنائس يقول فيها: “…تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ” (رؤيا 3: 11).

في حالة كهذه، كان يمكنه أن يقول: “تمسك بشفائك”. إن عليك دورًا لتقوم به، لأنه يوجد دور للإنسان ودور لله في كل حرب وكل نصرة. لقد وعد الرب شعب إسرائيل بأرض كنعان، لكنه قال لهم أيضًا: “وَكُلُّ مَوْضِعٍ تَطَأُهُ أَقْدَامُكُمْ يُصْبِحُ لَكُمْ” (تثنية 11: 24). أي: “سأعطيكم إياها، لكن عليكم أن تصعدوا وتمتلكوها”.

كلمة “يؤمن” هي فعل؛ كلمة تطبيقية. فإيمانك بالمفهوم الكتابي يعني “أن تمسك بـ – أن تأخذ”. وإيمانك بيسوع يعني أن تأخذ بكل ما تعلنه الكلمة عنه. إيمانك بيسوع كمخلص يعني أن تأخذه كمخلص لك. إيمانك بيسوع كشافٍ يعنى أن تأخذه كشافٍ لك.

يستطيع الإنسان أن يقول: “أؤمن بالخلاص”، ولا يخلُص أبدًا. يمكن أن يقول: “أؤمن أن يسوع هو ابن الله”، ويموت ويذهب للجحيم. يستطيع أن يقول: “أؤمن أن الميلاد الجديد مبدأ كتابي”، ولا ينال بالفعل الميلاد الجديد.

على هذا المنوال، تستطيع أن تقول: “أؤمن بالشفاء الإلهي”، لأنك رأيت شخص ما  شُفى أو لأنك قرأت عنه في الكتاب. لكن لا يعني هذا أنك نلت شفاءك. أنت أيضًا تحتاج أن تأخذ يسوع كشافٍ لك.

إن الإيمان هو عمل الإرادة. قال يشوع: “فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ…. أَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ” (يشوع 24: 15). نقرأ في رؤيا 22: 17، “وَكُلُّ مَنْ يُرِيدُ فَليَأخُذْ مَجَّانًَا مِنَ المَاءِ المُحيِي”.

إذًا فالإيمان يعني العمل بكلمة الله. فيصير الإيمان هو السلوك بكلمة الله، والشك هو رفض السلوك بالكلمة.

كما تكلمنا سابقًا، يوجد نوعان من الحق يمكن أن نؤمن بهما: الحق البشرى الطبيعي، والحق المُعلن في كلمة الله. يمكن أن نطلق على الأخير: الحق الكتابي، أو الحق المُعلن، أو الحق الروحي.

إن الأمور الروحية حقيقية تمامًا كالأمور المادية. لأن الله، الذي هو روح، خلق كل الأشياء المادية. فعندما يموت الجسد المادي ويُدفن في القبر، يعود إلى التراب، ومع هذا  فالإنسان الروحي يظل حيًا.

من خلال الحواس الحق البشرى الطبيعي يدرك الإنسان أنه مريض ويعانى من آلام وأمراض. لكن تقول كلمة الله: “… هُوَ أَخَذَ اعتِلاَلاَتِنَا، وَحَمَلَ أَمرَاضَنَا” (متى 8: 17). “… وَبِجِرَاحِهِ هُوَ تَمَّ لَكُمُ الشِّفَاءُ” (1 بطرس 2: 24).

أليست كلمة الله صادقة وحقيقية في وقت ما، كما هي في وقت آخر؟ أليست صادقة عندما تكون مريضًا وتعاني، كما وأنت معافى؟

عندما تؤمن بما تخبرك به حواسك الجسدية، ستقول: “لا أملك الشفاء.. أنا مريض”. لكن عندما تؤمن بحق كلمة الله، يمكنك أن تقول: “بجراح المسيح قد تم لي الشفاء”.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$