القائمة إغلاق

هل الكنيسة للاختطاف أم للضيقة؟ – البوق الأخير وتطبيقه في حياتك Trumpets – Is The Church for The Rapture or The Tribulation?

 لسماع العظة على الساوند كلاود Sound Cloud 

لمشاهدة العظة على الفيس بوك FaceBook

لينك العظة على اليوتيوب YouTube 

 اعتقد الكثيرون أنّ بوق الاختطاف هو البوق الأخير في سبعة أبواق الضيقة، ولكن عندما ندرس الأبواق مِنْ العهد القديم يُعطِنا نورًا نستطيع مِنْ خلاله تحديد نوع الأبواق.

إنّ دراسة موضوع الأبواق سيُفيد حياتك الروحية، حيث ستعرف كيف تتعامل بصورة صحيحة مع الروح القدس وكيف تُمَيز صوته.

بوق الاختطاف:

٥١هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. ٥٢ فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ.” (١كو١٥: ٥١ – ٥٢)

← أثناء قراءتك للشاهِد التالي لاحِظ نوع البوق، ومَنْ هو المُبَوِّق.

” ١٥ فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. ١٦ لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ١٧ ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ” (١ تس ٤: ١٥-١٧)

قبلما نستفيض في موضوع الأبواق سأتطرف سريعًا مُوضِّحًا قَصْد الرسول بولس بقوله: “إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ”

   يقول البعض عنه إنه لم يعرف الاختطاف، حيث يُظهِر في كلامه أنه ضِمن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب، في حين لم يحدث الاختطاف في أيامه، فيتهمونه بهذا القول، مع إنه عَلَّمَ عنه.

 عندما ذَكَرَ نا الفاعلين في “إِنَّنَا” كان يقصِد إنه ضِمن هؤلاء الذين سيقومون في القيامة وليس الاختطاف.

    هناك أمرًا هامًا تجده شائعًا في كتابات الرسول بولس، أريدك أنْ تفهمه وهو: كثرة استخدامه لـ “نا الفاعلين” في أمور هو يَعلَم يقينًا أن الاختطاف لا ولن يحدث في أيامه، مِنْ أمثلة هذه الشواهد:

“١٤ عَالِمِينَ أَنَّ الَّذِي أَقَامَ الرَّبَّ يَسُوعَ سَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ، وَيُحْضِرُنَا مَعَكُمْ. ١٥ لأَنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنْ أَجْلِكُمْ، لِكَيْ تَكُونَ النِّعْمَةُ وَهِيَ قَدْ كَثُرَتْ بِالأَكْثَرِينَ، تَزِيدُ الشُّكْرَ لِمَجْدِ اللهِ. ١٦ لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا. ١٧ لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا.” (٢ كور ٤: ١٤-١٧)

    يتكلم بولس في هذا الشاهد عن المجد الذي سيحدث في الكنيسة، وأنّ ما تجتاز به مِنْ اضطهادات وضيقات لا يُقاس بما سيحدث فيها مِنْ مَجْد. مع أنه لم يُعاصِر حقبة نضوجها واكتمالها وانتشارها في أنحاء العالم كما في هذه الأيام، بل عاش أثناء نشأتها وبناءها وذلك حسب كلام الرب حينما قال: “…عَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي…” (مت ١٦: ١٨)، ومع ذلك قال:

فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا.” (رو٨: ١٨).

    لهذا استخدام نا الفاعلين لا تُعني بالضرورة أنّه سيحضر الاختطاف، حيث أشار في ذات الرسالة عينها أنّ وقت انحلاله قد حَضْر، وقال لأهل كنيسة تسالونيكي أنّ الرب لن يأتي قريبًا، مما يُؤكِد معرفته بموعِد الاختطاف.

   إنّ سبب قوله لعبارة “نحن الأحياء” وشَمَلَ نفسه معهم؛ لأنه يتكلم عن شريحة الأحياء في أي عصرٍ سيحدُث فيه الاختطاف. أيضًا عندما ذَكَرَ لفظ “الراقدين” كان يُشير إلى الراقدين في المسيح وليس كل الأموات.

   سيأخذ كل شخص جسده مرةً أخرى بقوة الروح القدس بالرغم مِنْ أنه تحلل، ولن يخلق الرب واحدًا آخر لنا، حيث أنّ لكل جسد احترامه وتقديره عنده، ولكن إنْ كانت به أية مشكلة سوف تختفي لأنه سيكون مُمَجَّدًا وسليمًا،  فيسوع عندما قام مِنْ الأموات أخذ جسده، هذا لأن الرب يعترف بما خلقه ويقدره.

الأبواق في العهد القديم:

    مِنْ الهام أنْ نفهم قصة الأبواق عند اليهود، لأن هذا يُعطينا نورًا لنفهم بوق الاختطاف.

“٢٣ وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: ٢٤ «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: فِي الشَّهْرِ السَّابعِ، فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ يَكُونُ لَكُمْ عُطْلَةٌ، تَذْكَارُ هُتَافِ الْبُوقِ، مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ” (لا ٢٣: ٢٣، ٢٤)

يتكلم الرب هُنا عن “عيد الأبواق” هو العيد الذي دخل فيه شعب الله بدخولهم أرض الموعد وامتلاكهم لأريحا عَبْر الأبواق.

متى تُستخدَم الأبواق عند شعب الله؟

“١ وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: ٢ «اصْنَعْ لَكَ بُوقَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ. مَسْحُولَيْنِ تَعْمَلُهُمَا، فَيَكُونَانِ لَكَ لِمُنَادَاةِ الْجَمَاعَةِ وَلارْتِحَالِ الْمَحَلاَّتِ. ٣ فَإِذَا ضَرَبُوا بِهِمَا يَجْتَمِعُ إِلَيْكَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. ٤ وَإِذَا ضَرَبُوا بِوَاحِدٍ يَجْتَمِعُ إِلَيْكَ الرُّؤَسَاءُ، رُؤُوسُ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ. ٥ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ هُتَافًا تَرْتَحِلُ الْمَحَلاَّتُ النَّازِلَةُ إِلَى الشَّرْقِ. ٦ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ هُتَافًا ثَانِيَةً تَرْتَحِلُ الْمَحَلاَّتُ النَّازِلَةُ إِلَى الْجَنُوبِ. هُتَافًا يَضْرِبُونَ لِرِحْلاَتِهِمْ. ٧ وَأَمَّا عِنْدَمَا تَجْمَعُونَ الْجَمَاعَةَ فَتَضْرِبُونَ وَلاَ تَهْتِفُونَ. ٨ وَبَنُو هَارُونَ الْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. فَتَكُونُ لَكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ” (عد ١٠: ١-٨)

طَلَبَ الرب بوقين لأن أبناء هارون الكهنة اثنان، ومَنْ كانوا يبوقون هُمْ الكهنة فقط، ولكن بعد ذلك وصل عددها إلى مائة وعشرين.

للأبواق استخدامات عِدّة منها:

  • مُناداه الجماعة للتَجَمُع (ضرب الأبواق بدون هتاف)، وتكلم الرب في (مت ٢٤، ٢٥) أنه سيجمع مختاريه مِنْ كل الأرض، حيث إنهم شُتْتِوا في دول مُختلفة أثناء الثلاث سنين ونصف الأخيرة مِنْ الضيقة، ومَنْ سيبوقه هم ملائكة دون أنْ يصحبه هتاف لأنه بوق للتجمع.
  • ارتحال المحلات (ضرب الأبواق ويصحبها هتاف). يمكنك الآن فَهْم لماذا قال الرسول بولس عن بوق الاختطاف “لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ”.

    وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ …” (رؤ٥: ٦)

    “لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ…” (١تس٤: ١٦)

    في هذا الشاهد نرى الخروف قائم (واقف) لأنه قادم مِنْ الاختطاف، ويُعتَبَر هذا الاختطاف هو الأشرف بين الاختطافات الأخرى، حيث سيقف الرب يسوع بنفسه ويُرحب بالمؤمنين؛ لأنهم أعطوه الشرعيّة أنْ يتدخل في الأرض. أما مَنْ سيؤمنون في الضيقة فأكثرهم من شعب الله الذين رفضوه في البداية، وسيمسكون سعف النخل مرة أخرى ترحابًا به، نادمين على رفضِهِم له في المرة الأولى.

    هناك بوق يُسيء الكثيرون فهمه:

    “ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ السَّابِعُ، فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ قَائِلَةً: «قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ»” (رؤ١١: ١٥)

    لاحظ أنْ المُبوِّق هنا ملاك، كما أنّ هذا البوق غير مصحوبٍ بهتاف، إذًا يستحيل أنْ يكون هذا هو بوق الاختطاف، إذ سبق وعرفنا للتو أنّ المُبوِّق وقت الارتحال هم الكهنة، ويسوع هو رئيس كهنتنا فهو مَنْ سيُبوِّق وقت ارتحالنا وسيصحب ذلك هتافًا.

       أما بوق الحرب يُمكِن أنْ يُبوِّقه ملاكًا، وهو يوازي في العهد القديم الرقيب، ففي حالة الحرب مِنْ الممكن أنْ يُبَوِّق أشخاص مُعَدّون لذلك بسبب الاستعجال.

    “١ وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: ٢ «يَا ابْنَ آدَمْ، كَلِّمْ بَنِي شَعْبِكَ وقُلْ لَهُمْ: إِذَا جَلَبْتُ السَّيْفَ عَلَى أَرْضٍ، فَإِنْ أَخَذَ شَعْبُ الأَرْضِ رَجُلاً مِنْ بَيْنِهِمْ وَجَعَلُوهُ رَقِيبًا لَهُمْ، ٣ فَإِذَا رَأَى السَّيْفَ مُقْبِلاً عَلَى الأَرْضِ نَفَخَ فِي الْبُوقِ وَحَذَّرَ الشَّعْبَ، ٤ وَسَمِعَ السَّامِعُ صَوْتَ الْبُوقِ وَلَمْ يَتَحَذَّرْ، فَجَاءَ السَّيْفُ وَأَخَذَهُ، فَدَمُهُ يَكُونُ عَلَى رَأْسِهِ. ٥ سَمِعَ صَوْتَ الْبُوقِ وَلَمْ يَتَحَذَّرْ، فَدَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ. لَوْ تَحَذَّرَ لَخَلَّصَ نَفْسَهُ. ٦ فَإِنْ رَأَى الرَّقِيبُ السَّيْفَ مُقْبِلاً وَلَمْ يَنْفُخْ فِي الْبُوقِ وَلَمْ يَتَحَذَّرِ الشَّعْبُ، فَجَاءَ السَّيْفُ وَأَخَذَ نَفْسًا مِنْهُمْ، فَهُوَ قَدْ أُخِذَ بِذَنْبِهِ، أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِ الرَّقِيبِ أَطْلُبُهُ” (حز ٣٣: ١-٦)

       البوق الذي رأيناه في (رؤ ١١: ١٥) بوق حرب لأنّ المُبَوِّق ملاكٌ، وهو شبيه بالرقيب وقت الحرب، وسيُبوِّق إلى الناس في أواخر أيام الضيقة، وهو توقيت حرب هرمجدون، وسيتحرك وقتها كل مَنْ في السماء بعد عشاء عُرس الخروف للنزول مع الرب يسوع للحرب، وستكون الحرب كلها خارجة مِنْ فَمْ يسوع بالكلمات.

    كذلك الأحداث التالية لهذا البوق تُوضِّح هذا أكثر.

  • “١٦ وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا الْجَالِسُونَ أَمَامَ اللهِ عَلَى عُرُوشِهِمْ، خَرُّوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا ِلله ١٧ قَائِلِينَ: «نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، لأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ. (يتحدث عن سيادة الرب في الملك الألفي) ١٨ وَغَضِبَتِ الأُمَمُ، فَأَتَى غَضَبُكَ وَزَمَانُ الأَمْوَاتِ لِيُدَانُوا، وَلِتُعْطَى الأُجْرَةُ لِعَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ وَالْقِدِّيسِينَ وَالْخَائِفِينَ اسْمَكَ، الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ، وَلِيُهْلَكَ الَّذِينَ كَانُوا يُهْلِكُونَ الأَرْضَ». ١٩ وَانْفَتَحَ هَيْكَلُ اللهِ فِي السَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ، وَحَدَثَتْ بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ.” (رؤ ١١: ١٦-١٩)

    ←مِنْ هُنا نفهم أنه ليس بوق الاختطاف بل حرب هرمجدون.

    تطبيق الأبواق في حياتنا:

    ليس مِنْ خلال شراء بوق واستخدامه في منزلك، بل عَبْر فَهمك لمعنى كلمة بوق.

    “١٨ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَل مَلْمُوسٍ مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ، ١٩ وَهُتَافِ بُوق وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ (كلمات على هيئة هتاف بوق)، اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ لَهُمْ كَلِمَةٌ” (عب١٢: ١٨، ١٩).

        يُعتَبَر هذا الحدث هو التعامل الأول للرب مع شعبه بصورة مرئية وملموسة في الجبل، ووصل الأمر لأنْ صار موسى مُرتَعِبًا. كان الصوت الذي سمعوه مِثْل هتاف بوق، وهو الحق الكتابي الذي أعطاه الرب لموسى لكي يعطيه لشعبه للسلوك به.

        يُمكننا أنْ نَفهم مِنْ خلال هذا الشاهد: “لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً” (١تس ٤: ١٦) يتزامن مع هذا المقطع الكتابي: “بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ فِي السَّمَاءِ، وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ الَّذِي سَمِعْتُهُ كَبُوق يَتَكَلَّمُ مَعِي قَائِلاً: “اصْعَدْ إِلَى هُنَا فَأُرِيَكَ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَصِيرَ بَعْدَ هذَا” (رؤ٤ :١)

        أنّ البوق المذكور هنا هو بوق الاختطاف والمبوق هو الله، الذي يقول “اصعد إلى هُنا”، وهو يُعتَبَر أخر بوق للكنيسة وليس لشعب الله حيث لكلاهما أبواق مختلفة عن الآخر.

    أبواق الكنيسة:

    هناك أبواق كثيرة أثناء فترة الكنيسة، مِنها ما يلي:

  • بوق الكلمة

    هي صوت الرب في الكلمة، صوت الإنذار، صوت التجمع، وذلك حسب (عب١٢: ١٨، ١٩).

بوق الرقيب

هناك مسؤولية تقع على الرقيب تجاه الشعب لأنه عندما يُبَوِق يتخذ الشعب حذره ويبتعد عن الخطر.

الخدام والمؤمنين

 ” وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ. ٢٥ وَالآنَ هَا أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَ وَجْهِي أَيْضًا، أَنْتُمْ جَمِيعًا الَّذِينَ مَرَرْتُ بَيْنَكُمْ كَارِزًا بِمَلَكُوتِ اللهِ. ٢٦ لِذلِكَ أُشْهِدُكُمُ الْيَوْمَ هذَا أَنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ الْجَمِيعِ، (السبب←) ٢٧ لأَنِّي لَمْ أُؤَخِّرْ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِكُلِّ مَشُورَةِ اللهِ. ٢٨ اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.” (أع ٢٠: ٢٤-٢٨)

    الخدام، وكذلك أنت أيضًا خادم في مكانك، جميعنا بوق للعالم. مِثلما ذَكَرَ بولس الرسول في عدد ٢٦ أنه بريء من دم الجميع، فهنا استخدم لغة الرقيب الذي يتكلم للآخرين وينذرهم وعندها سيصير بريئّا مِنْ دمهم، هذه ليست لغة خاصة بالعهد القديم فقط بل نجدها في الجديد أيضًا.  

  • بوق الارتحال (الاختطاف)

    هو البوق الأخير للكنيسة، لذلك إنْ لم تتدرب على الأبواق في فترة الكنيسة، وهي كلمة الله، والوعظ، والنصائح الكتابية وغيرها، لن تصير مُتَدَرِبًا لسماع البوق الأخير، فالأمر يحتاج إلى حساسية روحية.

كيف تكون حساسًا روحيًا؟

   انتبه لعنوان هذه الفقرة “فَمَاذَا أَنْفَعُكُمْ” إذًا غرضه منفعة المؤمنين.

“٦ فَالآنَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ مُتَكَلِّمًا بِأَلْسِنَةٍ، فَمَاذَا أَنْفَعُكُمْ، إِنْ لَمْ أُكَلِّمْكُمْ إِمَّا بِإِعْلاَنٍ (تُعلَن وتُكتَشَف كلمة الله)، أَوْ بِعِلْمٍ (معرفة حل لمشكلة شخص ما، أو تصحيح لشخصيته)، أَوْ بِنُبُوَّةٍ، أَوْ بِتَعْلِيمٍ؟ ٧ اَلأَشْيَاءُ الْعَادِمَةُ النُّفُوسِ الَّتِي تُعْطِي صَوْتًا: مِزْمَارٌ أَوْ قِيثَارَةٌ، مَعَ ذلِكَ إِنْ لَمْ تُعْطِ فَرْقًا لِلنَّغَمَاتِ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا زُمِّرَ أَوْ مَا عُزِفَ بِهِ؟ ٨ فَإِنَّهُ إِنْ أَعْطَى الْبُوقُ أَيْضًا صَوْتًا غَيْرَ وَاضِحٍ، فَمَنْ يَتَهَيَّأُ لِلْقِتَالِ؟ ٩ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تُعْطُوا بِاللِّسَانِ كَلاَمًا يُفْهَمُ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا تُكُلِّمَ بِهِ؟ فَإِنَّكُمْ تَكُونُونَ تَتَكَلَّمُونَ فِي الْهَوَاءِ! (لدى الآخر لكنها تبني المُتَكلِم) ١٠ رُبَّمَا تَكُونُ أَنْوَاعُ لُغَاتٍ هذَا عَدَدُهَا فِي الْعَالَمِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا بِلاَ مَعْنىً. ١١ فَإِنْ كُنْتُ لاَ أَعْرِفُ قُوَّةَ اللُّغَةِ أَكُونُ عِنْدَ الْمُتَكَلِّمِ أَعْجَمِيًّا، وَالْمُتَكَلِّمُ أَعْجَمِيًّا عِنْدِي. ١٢ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، إِذْ إِنَّكُمْ غَيُورُونَ لِلْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، اطْلُبُوا لأَجْلِ بُنْيَانِ الْكَنِيسَةِ أَنْ تَزْدَادُوا. ١٣ لِذلِكَ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ فَلْيُصَلِّ لِكَيْ يُتَرْجِمَ. ١٤ لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُصَلِّي بِلِسَانٍ، فَرُوحِي تُصَلِّي، وَأَمَّا ذِهْنِي فَهُوَ بِلاَ ثَمَرٍ. ١٥ فَمَا هُوَ إِذًا؟ أُصَلِّي بِالرُّوحِ، وَأُصَلِّي بِالذِّهْنِ أَيْضًا. أُرَتِّلُ بِالرُّوحِ، وَأُرَتِّلُ بِالذِّهْنِ أَيْضًا. ١٦ وَإِلاَّ فَإِنْ بَارَكْتَ بِالرُّوحِ، فَالَّذِي يُشْغِلُ مَكَانَ الْعَامِّيِّ، كَيْفَ يَقُولُ «آمِينَ» عِنْدَ شُكْرِكَ؟ لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ مَاذَا تَقُولُ! ١٧ فَإِنَّكَ أَنْتَ تَشْكُرُ حَسَنًا، وَلكِنَّ الآخَرَ لاَ يُبْنَى. ١٨ أَشْكُرُ إِلهِي أَنِّي أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِكُمْ.” (١ كو ١٤: ٦-١٨)

    حسب هذا الشاهد، يُعتبَر الإعلان، والعلم، والنبوة، والتعليم، والألسنة (كلها أبواق) لا يُحارب الرسول بولس في هذا الشاهد الألسنة ولكنه يقوم بتنظيمها داخل الكنيسة، ويريد وجود ترجمة للإفادة؛ لأنهم كلما اجتمعوا كانوا يتكلمون بألسنة وبذلك لا يبنوا بعضهم البعض، لأن مَنْ يتكلم بلسان يبني نفسه، ويتكلم هُنا عن والقوة، والفهم، والإدراك الذين بدورهم سِرّ تحفيز الناس.

    التكلم بألسنة وغيرها مِنْ المواهب الروحية لا بد أنْ يَصُب في مصلحة البُنيان، تُساعِدنا الصلاة بألسنة على فَكْ الألغاز والأسرار الروحية، وكذلك اكتشاف أسرار الحياة، فهي مِثل البوق لذهنك، أما روحك فتُبنى. لذلك يجب أنْ تنتبه بينما تصلي بالروح مُتوَقعًا أنّ يُعطيك الروح القدس الحلول التي تبحث عنها، ومن المحتمل أيضًا أنْ تفهم بعدها بفترة. نحن في الكنيسة نُسَنِن بعضنا البعض.

“وَلكِنْ، فِي كَنِيسَةٍ، أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بِذِهْنِي لِكَيْ أُعَلِّمَ آخَرِينَ أَيْضًا، أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ كَلِمَةٍ بِلِسَانٍ” (١ كو ١٤: ١٩)

     خمس كلمات بالذهن هي وحدة القياس للكلمات القليلة المفهومة وهي تساوي عشرة ألاف كلمة بألسنة أخرى عند الرسول بولس، فلقد كان كثير الصلاة بالروح، كما نجده يشكر الرب على إنه يصلي بلسان أكثر مِنْ جميع أهل كورنثوس، لأنها بمثابة المفتاح الذي جعله يكتشف الكثير والكثير مِنْ أسرار الملكوت، وشاع في كتابته جمل مِثْل “هوذا سِرّ أقوله لكم”، فهذا لم يأتِ مِنْ فراغ.

   تتعامل الألسنة مع باطن الإنسان وتبنيه مِنْ الداخل، لذلك الشخص نفسه الذي يصلي لا يحتاج لترجمة، أما الآخرين فمِنْ الخارج عَبْر ذهنهم تستطيع أنْ تصل لهم، إذا صلى الشخص المتكاسِل روحيًا لفترة مِنْ الوقت، ستبدأ أعصابه الروحية بالاستيقاظ، ولا يلبث أنْ يشتعِل ويتقوى في داخله.

“فَمَا هُوَ إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ؟ مَتَى اجْتَمَعْتُمْ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لَهُ مَزْمُورٌ، لَهُ تَعْلِيمٌ، لَهُ لِسَانٌ، لَهُ إِعْلاَنٌ، لَهُ تَرْجَمَةٌ. فَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ لِلْبُنْيَانِ” (١ كو ١٤: ٢٦)

     إنْ اعتقدت أنّ الاجتماعات الكنسيّة هي وقت اجتماعي ترفيهي، فأنت إذًا تسير عكس كلمة الله، لأن الكتاب يُعلمنا أنّ محور تجمعاتنا هو لتعليم الكلمة، وهذا ما سيحدث فترة المُلك الألفي، ستتحول كل التجمعات للكرازة بالكلمة وستغطي المعرفة الأرض كما تغطي المياه البحر.

بوق رِبْح النفوس:

هو أحد الأبواق الهامة جدًا.

هو إخبار وإعطاء شيء ليقظة النفوس، عندما تَفهَم الكلمة تستطيع أنْ تُساعد أخرين، وتوضح لهم إنجيل يسوع المسيح بذلك تكون بوقًا لهم. ليلتهب قلبك بالنفوس، لا تتوانَ عن الكرازة لهم بيسوع كما الرقيب، الذي إنْ تأخر لدقائق قصيرة ربما تهلك مدينة كاملة، وكما بولس أيضًا الذي قال: “لأَنِّي لَمْ أُؤَخِّرْ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِكُلِّ مَشُورَةِ اللهِ”

    لا تسمح لربح أو بنيان النفوس أنْ يبهت بداخلك مع الزمن بانشغالك بالعالم. لتستمر في رِبْح المزيد ولا تكتفي بمَنْ ربحتهم سابقًا.

 اهتم بشُغلك وبكل ما يخصك ولكن في الرب؛ أي بطريقته. اعِلَم أنّ كل مَنْ هُمْ في دائرتك سوف تُطَالَب بهم أمام كرسي المسيح، ولكن لا تنشَغِل بحياتهم وببنيانهم على حساب نَفْسك، بمعنى لا يجعلك هذا تُهمِل بناءك الشخصي وتغذيتك على الكلمة.

    احرص على الملء اليومي بالروح، ومِنْ ضِمن علامات الملء بالروح القدس هو أنْ تُصبِح شاهِدًا فعالاً للرب، أما الألسنة فهي مصاحبة للملء، مِثْل الشاحن الذي يُصاحِب الهاتف المحمول.

     يعود بوق الاختطاف على حساسيتك الروحية، مِثْل العذارى الحكيمات والجاهلات، فليس كل نوم في الكتاب المقدس يعني كسل روحي؛ حيث جاءت في مت١٣ بمعنى راحة، ويُعني أيضًا الانتظار.

مِنْ الطبيعي أنْ يُطفئ العذارى مصابيحهن حتى إذا جاء العريس يُشعِلهن ثانيةً، ولكن يُقاس استعدادهن بوجود الزيت؛ أي برصيد الكلمة المخزون في أرواحهن، واشتعالهن الروحي. لذلك كُن بوقًا للآخرين الوقت القادم، ويسبق هذا أنْ تكُنْ أنت حساسًا لأبواق الكنيسة.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$