القائمة إغلاق

16. لك دور في الحماية الإلهية You Have A Role In The Divine Protection

 الحماية الإلهية هي عمل بينك وبين الله أنت لك دور لابد أن تقوم به وهو أن تجعل الفكر الإلهي يملئ ذهنك وإن لم تقوم بدورك لن تستمتع بها لأن هناك من تقابل مع الرب يسوع ولم يستمتع بحياة سعيدة والعيب ليس في يسوع بل في الشخص مثل الشاب الغني الذي مضى حزيناً بعد تقابله مع الرب يسوع لأنه كان متكلاً على أمواله “وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. لاَ تَسْلِبْ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ.  فَأَجَابَ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ وَقَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ. اذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ. فَاغْتَمَّ عَلَى الْقَوْلِ وَمَضَى حَزِيناً لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ.” (مر17:10›22) وأنت أيضاً إذا صححك من يرعاك روحياً وقادك لتتوقف عن شيء أنت متمسك به ستشعر بالحزن لأن فرحك أو حزنك يرتبط بأفكارك والفرح هو استعلان عمل الروح القدس في حياتك والحزن هو استعلان عمل الارواح الشريرة في حياتك.

“اَلْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْجَبَّارِ وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً.” (أم32:16)

من يسيطر على مزاجه أفضل ممن يمتلك أمور ضخمة وعندما تكون مُسيطراً على غضبك تؤتمن على الكثير وتحمي نفسك من الخارج وأنت تستطيع أن تفعل ذلك لأن روحك بها قوة الله التي تسيطر بها على كل شيء وتعرف أن تحيا من الداخل للخارج ولا تتأثر بما يحدث معك بل تؤثر فيه بما تفعله أنت كما قال الرب يسوع “لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هَذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ” (مت11:15)

  • حماية الرب شاملة روح ونفس وجسد

“وَإِلَهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ (يعزلكم) بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” (١تس23:5)

“لْتُحْفَظْ”: تُحمى وتُصان روحك ونفسك وجسدك لأن الروح القدس مهتم بعزلك وحمايتك لكي لا تتأثر بالمخاطر من حولك ولكن لكي تستمتع بهذه الحماية عليك أن تملئ ذهنك بالكلمة وتتأمل فيها حتى تصير طريقة تفكيرك في جميع زوايا حياتك حتى لا يجد إبليس مدخل يصل به إليك لأنك إن لم تزرع الكلمة في أرضك سيزرعها إبليس بالنيابة عنك.

“فَرَأَيْتُ بَيْنَ الْجُهَّالِ لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَماً عَدِيمَ الْفَهْمِ” (أم٧:٧(

هذا الشخص ذهنه فارغ من الكلمة؛ لذلك استطاعت المرأة أن تقع به في فخها ودخلت له من مدخل روحي “عَلَيَّ ذَبَائِحُ السَّلاَمَةِ. الْيَوْمَ أَوْفَيْتُ نُذُورِي”؛ لذلك ﻻبد أن تُبرمج ذهنك بالكلمة وليس فقط أن تستمع لعظات وتقرأ مقالات بل أن تجعل الكلمة طريقة تفكيرك.

“قَالَ يَسُوعُ هَذَا وَخَرَجَ مَعَ تلاَمِيذِهِ إِلَى عَبْرِ وَادِي قَدْرُونَ حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ دَخَلَهُ هُوَ وَتلاَمِيذُهُ. وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ يَعْرِفُ الْمَوْضِعَ لأَنَّ يَسُوعَ اجْتَمَعَ هُنَاكَ كَثِيراً مَعَ تلاَمِيذِهِ. فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّاماً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ. فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟ أَجَابُوهُ: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». قَالَ لَهُمْ: «أَنَا هُوَ». وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَيْضاً وَاقِفاً مَعَهُمْ. فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ» رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ. فَسَأَلَهُمْ أَيْضاً: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» فَقَالُوا: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ. لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ:«إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَداً” (يو1:18›9)

تقوى الرب يسوع بعد ظهور الروح القدس له وكان مستعداً لمواجهة ما يأتي عليه وخرجت كلماته بقوة الروح القدس “أَنَا هُوَ”؛ لذلك سقط الجند تحت قوته ولكن سقوطم تحت قوة الله لم يمنعهم من صلبه؛ لذلك شعورك بحضور الله لا يحميك زرعك للكلمة هو ما يجعلك تحيا في حماية وقد قام الرب يسوع بحماية تلاميذه حماية جسدية لأنه كان من الممكن أن يتم القبض عليهم وقتلهم.

“حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.” (يو12:17) › حماية روحية ونفسية وجسدية

  • أولاً: الحماية الروحية

“نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ” (1يو18:5)

” نَفْسَهُ”: يقصد بها روحك الإنسانية التي هي أعمق شيء فيك وأطلق عليها الكتاب “انسان القلب الخفي” ” بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ” (1بطـ4:3) والشرير لا يستطيع أن يمسها أو يحصل عليها وإدراكك لذلك يجعلك تحيا منتصراً ومستقراً في هذه الحياة.

“الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ،” (كو13:1)

كمولود من الله روحك تسكن الآن في ملكوت ابنه المحبوب؛ لذلك لا يمكن لاي روح شرير أن يمتلك روحك أو أن يمسها ولا يمكن للجحيم الذي هو عقر دار إبليس أن يقوى عليك لأنك مُحصن ومنيع وعضو من أعضاء كنيسة الله الحي وخارج نطاق إبليس ولكن يبقى أن ترى ذلك في روحك وتدركه جيداً بذهنك.

الحماية الإلهية على روحك اﻻنسانية أن تولد من الله وتمتلئ من الروح القدس وأنت لا تتأثر بالبغضة أو اي شيء سلبي يوجد في اي مكان توجد فيه والحل ليس أن تهرب منه لأنك نور له بل أن تدرك الحماية التي صرت فيها. حينما رأى بولس الرسول الأوثان “وَبَيْنَمَا بُولُسُ يَنْتَظِرُهُمَا فِي أَثِينَا احْتَدَّتْ رُوحُهُ فِيهِ إِذْ رَأَى الْمَدِينَةَ مَمْلُوءَةً أَصْنَاماً.” (أع16:17) بل تعامل معها “فَوَقَفَ بُولُسُ فِي وَسَطِ أَرِيُوسَ بَاغُوسَ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الأَثِينِيُّونَ أَرَاكُمْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ كَأَنَّكُمْ مُتَدَيِّنُونَ كَثِيراً لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.” (أع22:17-23)

أنت لا تتأثر باي كلمات سلبية يقولها الأخرون عنك ولا تصارع معها لأنه توجد أمور جديدة تنبت في حياتك لأن الرب يُخرج أمور رائعة من وسط التجربة والأرواح الشريرة ترتعب حينما تدرك من أنت في المسيح لأن إبليس يدخل إلى حياتك من خلال جهلك بالكلمة ونظرتك للشيء هو الذي يجعلك تتأثر أو لا تتأث به؛ لذلك قال الملاك للوط وعائلته “اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لا تَنْظُرْ الَى وَرَائِكَ وَلا تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ. اهْرُبْ الَى الْجَبَلِ لِئَلَّا تَهْلِكَ” (تك17:19) حتى لا يتأثر لأن قلبه كان في هذا المكان أما إبراهيم تطلع نحو سوم وعمورة ولم يحذره الرب من النظر إليها لأن قلبه لم يكن هناك ” وَبَكَّرَ ابْرَاهِيمُ فِي الْغَدِ الَى الْمَكَانِ الَّذِي وَقَفَ فِيهِ امَامَ الرَّبِّ وَتَطَلَّعَ نَحْوَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَنَحْوَ كُلِّ ارْضِ الدَّائِرَةِ وَنَظَرَ وَاذَا دُخَانُ الارْضِ يَصْعَدُ كَدُخَانِ الاتُونِ.” (تك27:19-28)

“اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَاناً.” (أف26:4-27)

“اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا”: اغضب وثور على كل فتور روحي ولا تُخطئ بأن تؤجل ذلك وهي مقتبسة من مز4:4 “اِرْتَعِدُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. تَكَلَّمُوا فِي قُلُوبِكُمْ عَلَى مَضَاجِعِكُمْ وَاسْكُتُوا” وأنت من تعطي أو لا تعطي مكان لإبليس في حياتك من خلال معرفتك لمبادئ الكلمة وليس الله؛ لذلك لا تصلي “يارب احميني واحفظني من الشرير”.

  • ثانياً: الحماية النفسية

“حَيَاةُ الْجَسَدِ هُدُوءُ الْقَلْبِ وَنَخْرُ الْعِظَامِ الْحَسَدُ.” (أم30:14)

النفس هي غلاف الروح الإنسانية وبعض المراجع تربطها بالبشرية Psuche لأن ما يجعلك بشري هو امتلاكك النفس والجسد وهذه البشرية ليست ملموسة بل صلة الوصل بينك وبين الجسد.

صحة جسدك مرتبطة بهدوء ذهنك وأمراض العظام نتيجة ذهنك المضطرب لأنه يوجد علاقة بين ذهنك وجسدك؛ لذلك إن لم يكن ذهنك هادئ سيؤثر على جسدك سلبياً.

“مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هَذَا! فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ” (مت21:16›23)

بدأ بطرس يُعنف الرب يسوع ويصرخ في وجهه وإذا نظرت لهذا الموقف بطريقة سطحية قد تعتقد فعل ذلك بسبب محبته ليسوع ولكنه فعل ذلك بدافع شيطاني لأنه كان يهتم بما للناس وخاف أن يختفي يسوع من المشهد وهو ترك عمله وبعد أن صار له صيت والجميع يلتف حوله يفقد كل ذلك؛ لذلك لابد أن تتعلم أن لا تعطي قيمة لأراء الأخرين ولا تجعلها تؤثر عليك ﻷنها إذا أثرت فيك تجعل ابليس يدخل إلى ذهنك بسهولة ويعمل في حياتك.

هنا الرب يسوع شخص المشكلة وعالجها واكتشافك لمشاكلك هو علاجها لأن الروح القدس وهب لك الرخصة لكي تعمل عليها وتنزعها من حياتك من خلال الكلمة التي تحمي نفسك والتي لابد تملئ كل تفكيرك.

“اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ.” (يع2:1›4)

افرح حينما تُضطهد وهي تختلف عن التجارب التي تنتج عن الخطية والتي يتحدث عنها في عد13 واسمح للروح القدس أن يعمل فيك من خلال أن يكتشف لك مخاوفك على صورتك أمام الأخرين واهتمامك بأرائهم حتى يكون عمله تام فيك.

“وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً فِي الضِّيقَاتِ عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْراً وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا.” (رو3:5›5)

الصبر (وقوفك على موقفك ضد العيان الكاذب) يُنشئ تزكية (تعديل في الشخصية) والتزكية تُنشئ أمل ورجاء في اي موقف؛ لذلك إخضع لمن يرعاك روحياً وتصحيحه لك لأنه هو من يجعلك تفهم وتدرك الأمور بشكل صحيح.

“لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ” (في13:2)

الرب هو الذي يعمل فيك ويعطيك القوة والطاقة وكذلك تحاول الأرواح الشريرة أن تعمل فيك من خلال القاء أفكار تؤلمك حتى تحزن وتشعر باليأس وهنا أنت لا تحتاج أن تنتهر روح الحزن بل أن تتعامل مع عدم معرفتك وأن تملئ ذهنك بالكلمة.

“مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ لاِفْتِخَارِي فِي يَوْمِ الْمَسِيحِ بِأَنِّي لَمْ أَسْعَ بَاطِلاً وَلاَ تَعِبْتُ بَاطِلاً.” (في16:2)

الروح القدس يعمل فيك من خلال تغذيتك بالكلمة لكي تريد أنت وتعمل ما يسره؛ لذلك لا تمون الجسد عبر التفكير في الحواس الخمسة بل فكر في الكلمة حتى تستطيع أن تسلك بها.

“وَلَكِنَّ الطَّعَامَ لاَ يُقَدِّمُنَا إِلَى اللهِ لأَنَّنَا إِنْ أَكَلْنَا لاَ نَزِيدُ وَإِنْ لَمْ نَأْكُلْ لاَ نَنْقُصُ.” (1كور8:8)

لا يوجد شيء يحدث حولك يؤثر على علاقتك بالرب سواء انتصرت في مناقشة أو لم تنتصر، مدحك أحدهم أو ذمك لأن حياتك لا ترتبط بما يحدث معك بل ترتبط بروحك المولودة من الله التي لا تتأثر بشيئاً كذلك لابد أن لا تتأثر قيمة الأخر في نظرك بسبب أفعاله وأنت لا  تتأثر إذا اسئ لك أحدهم وإن فكرت بهذه الطريقة لن تكره من يسيء إليك ولكن ستعرف أن تضع حدوداً إذا لزم الأمر.

“فَلَوْ ذَكَرُوا ذَلِكَ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلرُّجُوعِ.” (عب15:11)

إذا تذكر الشعب مصر لصار لديهم رغبة قوية للرجوع إليها؛ لذلك لا تشغل تفكيرك بالأمور الملوثة من العالم مثل أن تراقب أخبار الأخرين أو الاهتمام المبالغ فيه بمظهرك لأن التفكير في هذه الأمور يسحب قلبك إليها لأن التفكير الكثير يولد رغبة قوية وتصير غير مستقر روحياً في النهاية.

“إِنِّي أَشْكُرُ اللهَ الَّذِي أَعْبُدُهُ مِنْ أَجْدَادِي بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ، كَمَا أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ فِي طِلْبَاتِي لَيْلاً وَنَهَاراً،” (2تي4:1)

اشتياقه لهم هو نتيجة تذكره الائم وتفكيره في محبته واشتعاله بالحق بمعنى أن تفكيره في اشتعاله ولد لديه رغبة قوية في رؤيته.

“أَخِيراً أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ (مستقيم)، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ(نقي)، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ(أمور إيجابية)، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ – إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هَذِهِ افْتَكِرُوا.” (في8:4)

لابد أن تفكر في كل ما هو حقيقي (الفرح، الانتصار، الشفاء، الحماية) وكل ما هو عادل اي بار وصوأب وكل ما هو جليل بمعنى أن تنظر للموقف بالنظرة الإلهية حينما يُشكك إبليس في امكانياتك وأن تتعمد وتُدرب ذهنك أن يفكر في الأمور الإيجابية في الأخرين وأن ثمنهم ثمن يسوع شخصياً لأن هذا ما يجعل ذهنك في سلام ويغير مُشتت.

“وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ: الَّتِي هِيَ زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ  عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ” (غل19:5-20)

“سَخَطٌ”: المزاج المتقلب ولأنها من أعمال الجسد لا تعتقد حينما تحزن أن الروح القدس لا يعمل فيك لأنه لا يمكن أن يُهزم من اي أفكار أو مشاعر بل مزاجك مرتبط بطريقة تفكيرك والحل أن تفكر في الكلمة لأن حماية النفس البشرية تتحقق حينما تجعل فكر الله يملئ ذهنك وتجعله يحيط بك وتفكر في الكلمة عن عمد وأنت تستطيع أن تفعل ذلك لأن الكلمة تقول لك “فَفِي هَذِهِ افْتَكِرُوا” مما يعني أنك لديك القدرة على التفكير بهذه الطريقة.

“فَبَكَّرَ خَادِمُ رَجُلِ اللَّهِ وَقَامَ وَخَرَجَ وَإِذَا جَيْشٌ مُحِيطٌ بِالْمَدِينَةِ وَخَيْلٌ وَمَرْكَبَاتٌ. فَقَالَ غُلاَمُهُ لَهُ: [آهِ يَا سَيِّدِي! كَيْفَ نَعْمَلُ؟ فَقَالَ: [لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: [يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ]. فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ” (2مل15:6›17)

رأى إليشع الحماية الإلهية والصورة الصحيحة في روحه “الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ” بسبب امتلاء ذهنه بكلمة الله وأفكاره وصلى من أجل غلامه لكي يرى الصورة الصحيحة

أنت تضطرب كما اضطرب خادم اليشع بسبب أنك غير مشحون بالكلمة ولا تراها في روحك.

  • عمل إبليس في ذهن يهوذا

هناك من يعتقد أنه من الممكن أن يُخدع من أشخاص كما خُدع الرب يسوع في يهوذا الذي كان يسرق صندوق الخدمة ولكن الرب يسوع لم يُخدع وعندما اختاره كانت اتجاهات قلبه صحيحة وهو خرج مع التلاميذ وصنع آيات كثيرة وعجائب ولكنه بدأ ينحرف في أخر 6 شهور أو سنة وظهر ذلك عند كسر قارورة الطيب “فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تلاَمِيذِهِ وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: «لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هَذَا الطِّيبُ بِثلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟” (يو4:12-5) والرب يسوع لم يكن يعلم ذلك قبل اختياره لأنه تنازل عن السلوك بلاهوته وسلك كإنسان مثلنا والدليل على ذلك أن الكلمة ذكرت أنه كان يكبر في القامة والحكمة والنعمة “وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ” (لو52:2) ونجد الرب دائماً يُصحح اي طريقة تفكير خاطئة لدى التلاميذ “فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ:«أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ.” (مت25:20)

“فَحِينَ كَانَ الْعَشَاءُ وَقَدْ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ أَنْ يُسَلِّمَهُ” (يو2:13)

وضع إبليس الفكرة في ذهن يهوذا؛ لذلك إدرك أن إبليس يدخل إلى حياتك من خلال أفكارك وكونك مولود من الله لا يعني أن الرب سيمنع هذه الأفكار؛ لذلك إن لم تفتح قلبك للكلمة ستدمر حياتك ولن تستفيد  بالحماية.

“فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَناً مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا فَامْتَلَأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تلاَمِيذِهِ وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هَذَا الطِّيبُ بِثلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟ قَالَ هَذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقاً وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ.” (يو3:12›6)

هنا بدأ يهوذا يسرق ويثرثر وسط التلاميذ والناس.

“وَفِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ. وَكَانَ قَوْمٌ مُغْتَاظِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا: «لِمَاذَا كَانَ تَلَفُ الطِّيبِ هَذَا؟ لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ». وَكَانُوا يُؤَنِّبُونَهَا. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «اتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً. لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ وَمَتَى أَرَدْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِمْ خَيْراً. وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ. عَمِلَتْ مَا عِنْدَهَا. قَدْ سَبَقَتْ وَدَهَنَتْ بِالطِّيبِ جَسَدِي لِلتَّكْفِينِ. ” (مر3:14›8)

لم يفكر يهوذا بطريقة سلبية بداخله فقط بل بدأ يُثرثر مع الأخرين ويُهيج الجموع وهنا تدخل الرب ليوقفه وإذا استمر الرب على الأرض كان سيتعامل مع دوافعه كما فعل بولس الرسول ولم يتم حمايته لأنه فتح ذهنه لإبليس؛ لذلك تعلم أن ترفض كل فكرة سلبية وتقبل الكلمة فقط.

إبليس لا يستطيع أن يسيطر عليك أو يجبرك على شيء كما لم يستطيع أن يمنع مجنون كورة الجدريين أن يسجد للرب يسوع وهو تكلم إليه فقط في هذه الحالة ليُثبت له أنه ظاهر على جسده لكن الطبيعي أنه لم يفتح حوار مع الأرواح الشريرة.

قد يتكلم إبليس على لسان بعض المؤمنين مثلما تكلم على لسان بطرس حينما قال للرب يسوع ” حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هَذَا!” (مت22:16) ولكن هذا لا يعني انه يسكن أرواحهم لأنه لا يستطيع أن يمسها وهي مرعبة لهم ولا يستطيعوا الوقوف أمامها لأنه الرب يسوع قضى على إبليس بل هم سمعوا لأفكاره إلى أن صارت أفكارهم وبدأوا ينطقوا بها؛ لذلك املئ  ذهنك بالكلمة حتى لا يكون لهذه الأفكار تأثير على حياتك مثل أسوار أريحا رغم ضخامتها وحصانتها حينما إدرك الشعب الفكر الإلهي سقطت وحينما تسلك بالطريقة اﻻلهية ستجد هذه اﻷفكار تسقط تماماً من حياتك.

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

FacebookFacebook MessengerWhatsAppViberEmailCopy LinkPrint

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$