القائمة إغلاق

ثق لا تتزعزع – الجزء 7 Trust And Not Be Shaken – Part

لمشاهدة العظة علي الفيس بوك اضغط هنا 

لسماع العظة علي الساوند و كلاود اضغط هنا 

لمشاهدة العظة اليوتيوب 

 

video
play-sharp-fill

 

video
play-sharp-fill

ثق لا تتزعزعالجزء 7

▪︎ أساسات واهية!!

▪︎ على مَن يقع اللوم؟

▪︎ إبليس وخداعه.

▪︎ قاهر الأمم، من هو وكيف يفعل ذلك؟

▪︎ العازف رقم واحد (نمبر وان).

▪︎ النوايا الحسنة ليست كافية!

▪︎ الحماسة هل تكفي؟

▪︎ الرصيد السابق…هل اعتمد عليه؟

▪︎ الاعتماد على المُحيطين.

▪︎ التسبيح، هل اعتمد عليه كأساس؟

▪︎ عمود الحق وقاعدته.

▪︎ انتبه للآتي!!

▪︎ جذور هامة لبنائك الروحي.

▪︎ أساسيات يجب أن تَبني عليها إيمانك.

▪︎ الجذور الخاطِئة التي يجب أن تبتعد عنها.

▪︎ خلاصات ودعامات لتُقيم عليها حياتك.

  تَكلَّمت معكم المرات السابقة في عدة جوانب عن كيف تسير بثقة في حياتك وعرفنا أن هذا مُرتبِط برصيد الكلمة الذي تمتلكه، لذلك نستطيع أن نحصر بعض النقاط التي نعرف بها على أي أساس يكون الشخص مبني.

 لذلك سأتكلَّم اليوم في زوايا تمّ خداع الكثيرين بها مُعتقِدين أنها هي أساس أو سبب رئيسي لثباتهم واستقرارهم بينما الحقيقة أن إبليس يخدع ويُخدِّر بها الناس ويجعلهم يعتقدون أنها هي سبب ثباتهم واستقرارهم لكن في النهاية يُفاجَئوا بأنهم سقطوا.

▪︎ أساسات واهية:

 هذا السقوط ليس لأن الرب تركهم وخذلهم ولا لأن الرب شاء أن يصنع هذا أو سمح به، وهذا ما يظنه الكثيرون، تلك الأفكار يجب أن تُقتلَع من جذورها وهي أن الرب كان بين يديه أن ينقذني قبل أن أقع وأسقط هذا السقوط المدوي.

▪︎ على من يقع اللوم؟

 لكن الحقيقة أن الرب قد سَلََّمَ المسئولية لنا (كبشر لبشر) لكي نُوصِّل كلمة الرب للناس، إن حَدَثَ تقصير فهو تقصير من البشر في توصيل كلمة الرب للبشر الآخرين، وإن حدث عدم اكتمال في التعليم فهذا نتيجة تقصير أُناسٍ لم يُصمِّموا على أن يُصِّلوا التعليم للآخرين صحيحًا حتى النهاية.

 قد يكون التعليم ناقِصًا أو خاطئًا فيجد المُتلقون له أنهم في النهاية لم يصلوا للنتيجة التي كانوا يترجونها مما يترتَّب عليه تزعزُع الأشخاص في مواقف حياتية أخرى فيقولوا نحن لم نعبر مُنتصِرين في هذا الموقف فبالتالي لا نضمن أننا سنعبر بغلبة من المواقف التالية التي قد نَمر بها فهي قد تكون أصعب مما سبقها من مواقف.

ما يحلّ هذا اللغز هو أن يعرف الشخص أسباب وكيفية الخداع الذي حدث له، لقد كان بناء ذلك الشخص هشًّا لأنه قد تمّ خداعه من أمور داخل كلمة الرب.

 لنفهم أولاً أن إبليس يحاول دائمًا أن يُبقِي الناس بعيدًا عن الكلمة لكنه إن وجدهم يقرأون الكلمة نجده يحاول خداعهم بأمور من داخل الكلمة.

 لنأخذ داود الملك مثالاً لهذا، فلقد اشتغل إبليس في ذهن داود مُستغِلاً بعض دوافعه غير النقية وذلك بأن جعله يستخدم الشريعة في أن يزني بامرأة أوريا الحثي فلم يكن الأمر في نظره في البداية زنى بل كان شيئًا طبيعيًا وصحيحًا وسليمًا، فبالتالي الأرواح التي تعمل على ذهن الشخص لا تجعله يضل في غضون يوم وليلة ولكنها تسير به طريقًا طويلاً مُعتقِدًا أنه يسير في الطريق السليم.

 أحد الأدوات التي يشتغل بها إبليس على ذهن الشخص الذي يقرأ الكلمة هي الزوايا غير الواضحة في التعليم الكتابي حتى النهاية، فمثلاً قد يعرف الشخص أن له حقوقًا وميراثًا في المسيح وأن من حقه أن يمتلكها، هنا قد تَحدُّث بعض الإعاقات في التفكير مثلاً في فهم الإيمان.

 سأتكلم بنعمة الرب في السلسلة القادمة أو التي تليها في بعض زوايا الإيمان غير المفهومة بشكل صحيح مما يجعل الشخص يُصدَّم فيما بعد بعدم وجود نتائج لإيمانه مما يجعله يعاني ويعاتب الرب في قلبه.

 إذًا فالتعليم غير المُكتمَل والناقِص أو المُمتلِئ بشوائب من مفاهيم غير سليمة تجعل الإنسان ليس لديه عزيمة داخلية قوية تجاه المواقف والظروف والأحداث التي يجتاز فيها فتجده يضعف ويتقهقر أمامها.

▪︎ إبليس وخداعه:

 يبحث إبليس عن أشخاص يُدمِّر فيهم الإرادة بحيث لا يقدرون أن يقولوا له “لا” فتجد الشخص غير قادِر مثلاً على اتّخاذ قرار بشراء شيء ما، فيضرب لديه آلية اتّخاذ القرار نفسه فيصير الإنسان ذو شخصية مُتردِّدة فيبدأ إبليس أن يعمل معه في تلك المنطقة فيجعله شخصًا غير صَلِب الشخصية مُفتقِدًا لميزة الصبر مما يجعله يقع بسهولة في المواجهات.

 نعود لتعريف الصبر فالشخص الذي لديه سمة الصبر هو شخصٌ يقف على أرضه ولا يتنازل عنها، فهو حاصلٌ عليها لا محالة ومحافظ عليها لا محالة، لا يوجد لديه احتمالية الاستسلام ولا الموت، لديه عزيمة قوية، لذلك يتكلم الكثير من الآباء عن الصبر أنه (فضيلة كريمة أو قشدة الفضائل المسيحية).

 أكمل يسوع كل شيء، لذلك علينا أن نسير ونمتلك كل الأراضي التي تخصنا والتي سبق يسوع وأعطاها لنا بعمل نعمته الذي أكمله بموته وقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين العظمة في الآعالي لأجلنا، لذلك لنسيطر ونسود على كل الأحداث التي تحدث معنا وتحيط بنا. إذًا لتنتبه! فإبليس يستهدف الصبر لدينا لكي يضرب لدينا آلية أخذ القرار.

▪︎ قاهر الأمم! من هو؟ وكيف يفعل ذلك؟

“٩ اَلْهَاوِيَةُ مِنْ أَسْفَلُ مُهْتَزَّةٌ لَكَ، لاسْتِقْبَالِ قُدُومِكَ، مُنْهِضَةٌ لَكَ الأَخْيِلَةَ، جَمِيعَ عُظَمَاءِ الأَرْضِ. أَقَامَتْ كُلَّ مُلُوكِ الأُمَمِ عَنْ كَرَاسِيِّهِمْ. ١٠ كُلُّهُمْ يُجِيبُونَ وَيَقُولُونَ لَكَ: أَأَنْتَ أيضًا قَدْ ضَعُفْتَ نَظِيرَنَا وَصِرْتَ مِثْلَنَا؟ ١١ أُهْبِطَ إِلَى الْهَاوِيَةِ فَخْرُكَ، رَنَّةُ أَعْوَادِكَ. تَحْتَكَ تُفْرَشُ الرِّمَّةُ، وَغِطَاؤُكَ الدُّودُ. ١٢ كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟” (إشعياء ١٤: ٩-١٢).

  هذا النص يَتحدَّث عن وقت القبض على إبليس وتقييده في نهاية سبع سنين الضيقة العظيمة وبداية المُلك الألفي وفيه يصف كيف يسقط إبليس هاويًا في زنزانته ويشاهده الكثيرون من أولئك الذين خضعوا له وأطاعوه وفجأة يجدونه مُلقَى معهم في سجن الهاوية.

 في العدد التاسع يصف حالة أهل الهاوية وبؤسهم الشديد (رأينا مشهدًا مُشابِهًا لهذا في قصة الغني ولعازر) فهناك حالة من الحسرة والحزن والألم النفسي والروحي الشديد، أنهم يقيمون لك أرواح الموتى الذين أضعفتهم وأذللتهم وها هم يتعجَّبون معًا لِمّا حدث لك، كيف لك أن تَضعُف مثلنا وتنزل معنا إلى هنا في الهاوية؟! ها هم ينظرونه مُحاطًا بالدود وتحته تُفرَش الرمم، يا له من منظر سيء ينظرونه لذاك الجبار الذي أذلّهم. ثم نجدهم يسألونه:

“١٢ كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟” (إشعياء ١٤: ١٢).

  كلمة “قَاهِرَ الأُمَمِ” هنا تعني (مُضعِّف الأمم). دائمًا يعمل إبليس على إضعاف الأمم وكذلك يُضعِّف الأفراد بأن يعمل على إضعاف الإرادة لديهم ويجعلهم يستهينون بأشياء مهمة في ملكوت الله، كما إنه يُضعِّف المناعة عند الإنسان وكذلك يضعف التفكير والإرادة لديه.

 كما أن المحبة هي صفة سائدة لدى الرب هكذا صفة الإضعاف هي صفة سائِدة لدى إبليس حيث نجده دائمًا يُضعِّف الأمم والأفراد لأنه دائمًا يبحث عن مكان خاوي ومكنوس ومُزيَّن وخالي من الإرادة فهو يحب أن يشرب كثيرًا من تلك الأماكن التي تتميّز بالفراغ السُلطوي حيث لا يقول الشخص “لا” لإبليس ثم يحاول أن يصل به لنقطة أبعد وهي أن يستمتع الشخص بأفكار إبليس ويتلذَّذ بها وهو يسير معه.

▪︎ مستويات الضعف والبُعد عن الرب:

تكلَّمت سابقًا عن المزمور الأول أن هناك ثلاث درجات أو مستويات يحاول بها إبليس أن يُبعِد الإنسان عن كلمة الرب وهي:

١ – يسمع مشورة الأشرار.

٢ – يقف في طريق الخطاة.

٣ – يجلس في مجلس المُستهزِئين.

إلى أن يصير واحدًا منهم لكن الشخص الذي يلهج في الكلمة يستطيع أن يعزل نفسه عن تلك الأحابيل، يبحث إبليس عن شخص لديه فراغ فكري وإرادي حتى لا يقول له: “لا” وهذا لا يَحدُّث بأن يقول لك: “كن ضعيفًا”، لكن يَحدُّث ذلك بأن يَدخُّل لك من زوايا فكرية يجعلك تسترخي فيها بينما هو يُدبِّر لك مكيدة في تلك الزوايا التي تظن نفسك آمنًا فيها.

▪︎ العازف رقم واحد (نمبر وان):

 بما أنه تمّ ذِكْر الموسيقى ورنة الأعواد في هذا المقطع دعني أُذكِّرك بأن للموسيقى دورًا هامًا في اللعب على مشاعر وأفكار الأشخاص فإبليس يستخدم الموسيقى في ذلك.

 هناك أنواع من الموسيقى واضحة أنها شيطانية سيئة فيتركها المؤمن سريعًا لكن هناك أيضًا أنواع أخرى خطيرة لا يدركها الإنسان سريعًا لكنها تأخذ وقتًا أطول لكي تستطيع أن تنشر سمومها في كيان الإنسان.

 تمامًا كالذين يضعون القليل من السُمّ في طعام شخص يريدون قتله لكنهم يقتلونه بالبطيء حتى يصل السُمّ مع التكرار إلى مرحلة مُعينة يقتل فيها ذلك الإنسان بعد عدد معين من الأيام أو الأسابيع أو الشهور، هكذا الموسيقى التي يظن الكثيرون أنها عادية لكنها ليست عادية.

 إن كنت تعمل في مكان مُجبَّرًا فيه على سماع تلك الموسيقى، أغلقْ قلبك وذهنك لكي لا تستقبلها داخلك ولا تسمح لها أن تَدخُّل وتُؤثِّر فيك. لقد كان إبليس قائد أوركسترا التسبيح في السماء ولديه خبرات في هذا المجال لذلك يحاول أن يستعمل تلك الخبرات في التأثير على البشر فهو يُدرِك مدى تأثير الموسيقى على البشر.

▪︎ النوايا الحسنة ليست كافية!

 كذلك التعليم غير المُنتظِم هو أول شيء يضرب منه إبليس. شيءٌ آخر يَحدُّث وهو أن يكون الشخص مخدوعًا، ربما يكون لديه تعليمٌ لكن هناك شيءٌ ما غير صحيح إذ ينقصه زوايا أخرى في التعليم لكي تكتمل الصورة لديه. أحيانًا يكون الشخص لديه نوايا حسنة لكنها ليست كافية إذ لا بد من المعرفة إذ أن محبة الرب وحدها لا تكفي! وهذا ما يُوضِّحه الكتاب إذ ينبغي أن تكتمل المعرفة في كافة الزوايا وليس في بعضها فقط.

 “أيضًا كَوْنُ النَّفْسِ بِلاَ مَعْرِفَةٍ لَيْسَ حَسَنًا، وَالْمُسْتَعْجِلُ بِرِجْلَيْهِ يُخْطِئُ.” (الأمثال ١٩: ٢).

 هذا النص غير واضح في اللغة العربية لكنه يعني: (إن كان الشخص حماسيًّا لكنه بلا معرفة فذلك ليس حسنًا). حماسة الإنسان وحدها ليست كافية، المعرفة الدقيقة وحدها هي التي تجعل الإنسان يفهم الأمور وأسبابها وتشتغل على شخصية الإنسان وتحافظ على صبره قويًا وفي سيادة داخلية على المواقف التي يَمُرّ بها.

 ▪︎ الرصيد السابق…هل اعتمد عليه؟

 نقطة أخرى شهيرة ألا وهي الرصيد السابق، فقد يكون هناك شخصٌ حَدَثَ على يديه معجزات ومَرَّ باختبارات كثيرة، نعم هذه الأمور تساعد الشخص على اكتساب ثقة أكبر في المواجهة لكن ماذا لو أنت تَمُرّ باختبار معين لأول مرة وليس لديك رصيدٌ سابق في هذا المضمار؟!

 تَذَّكرْ أن موسى كان أول مرة يجتاز في خبرة قيادة شعب بهذا العدد الضخم وكان يواجه كمية هائلة من المشاكل، فلم يكن الشعب هادِئًا وساكِتًا معه كما يظن البعض، ونحن بالفعل عَرَّفنا من الكتاب بعض المشاكل التي واجهها موسى لكنها بالتأكيد لم تَكُن كل ما واجهه من مشكلات مع هذا الكم الهائل من البشر، إنها كانت المرة الأولى في التاريخ التي تمّ فيها شَقّ بحر لكن بعد ذلك عرف البشر الطريقة.

 كان موسى أول من عمل معجزة جديدة لم يصنعها بشر في كل تاريخهم السابق. لا تعتقد أن الأمر كان يتمّ بمجرد أن أَمَرَ الرب به لكن كانت هناك أمور ذهنية كانت تَحدُّث بعد ذلك لكي تتمّ المعجزة، لقد احتاج الأمر إلى اقتناع موسى بالمعجزة فلم يكن لديه رصيدٌ سابقٌ ولا معرفة سابقة في كيفية شقّ البحور.

 إن اعتمدت على الخبرة السابقة، ماذا لو إنك تجتاز خبرة جديدة ليس لديك معرفة سابقة فيها؟ الاعتماد على الخبرة السابقة أمرٌ جيدٌ إن كنت تعتمد على الطُرق الكتابية لإنجاز الأمور وليس على الطريقة التي سبق وأنجزت بها الأمر، فقد يقودك الروح القدس لطريقة مختلفة عن الطريقة السابقة التي صنعت بها معجزتك لكن المبدأ الإلهي واحدٌ ألَّا وهو الإيمان المُصِرّ العنيد.

 ▪︎ الاعتماد على المُحيطين:

 نعم ولا، فوجودك مع جسد المسيح أمرٌ هامٌ جدًا لتقوية إيمانك وإعطاؤك بعض الاستنارة الهامة جدًا في حياتك الروحية، لكن ماذا لو كان اعتمادك الكُلي والدائم هو عليهم؟ يعتمد البعض على صلوات أمهاتهم أو أحد أقاربهم أو أحد أصدقائهم في الكنيسة بشكل شبه تام.

 هذا يؤدي به إلى ارتخاء في عزيمته كما أن إبليس يكون مُتربِّصًا بِمثل تلك الحالات والتي قد يحاول فيها المُحيطون به إنقاذه فيما هو قد يكون مُستسلِمًا وغير قادِر على اتّخاذ القرار بالقيام من الهوة التي سقط فيها، وقد يتم إنقاذه فعلاً مرة أو عدة مرات بسبب وقوف مُتشفِّعين حوله يدعمونه ويسندونه، لكن سيأتي وقتٌ فيه ينبغي أن يضع هو إيمانه بنفسه وإن لم يكن مُدرَّبٌ على ذلك فقد يواجه صعوبة في مواجهة مواقف الحياة التي تستدعي تفعيل الإيمان لإتمام معجزة في أمر ما.

 أيضًا من الممكن أن يفقد صبره في مواجهة الشدائد ويتم ضربه في موضوع طول الأناة فيبتدئ في التعامل بالعصبية والتأفف في المواقف والتململ من المواجهات العديدة. بينما الصبر هو الوقوف بإيمان في الموقف.

 فيبتدئ في أن يُفسِّد إيمانه بنفسه لأنه مُتعجِّلٌ ويريد نتائج سريعة وهذا الأمر خطيرٌ وهامٌ وهو غير مُتدرِّب عليه، لذلك من الهام جدًا أن تتدرَّب باستمرار على الصبر في مواجهة كافة المواقف فالتدريب في حياتك الروحية هو مسئوليتك أنت وليست مسئولية أي إنسان آخر.

▪︎ التسبيح، هل اعتمد عليه كأساس؟

 هو أحد الوسائل الهامة التي يخوض بها الإنسان ويعبر هذه المعارك، نعم ولا؛

فالتسبيح أمرٌ هامٌ جدًا ولكن لا يمكنك الاعتماد عليه هو فقط في مواجهة المشكلات حتى وإن كان لك سابق خبرة في إتمام معجزة بأن تظل تصلي وتسبح الرب. كانت هناك معجزة حدثت لا ننكرها ولا ننفيها لكن لا ينبغي أن يكون التسبيح هو العمود الذي تعتمد عليه اليوم.

 التسبيح هو كلمات خارجة نتيجة ملء قلبك بالكلمة، فإن لم تكن ممتلئ بالكلمة فتسبيحك ليس عبادة بل مناحرة. يُسبِّح البعض مُتخيّلاً أسوار أريحا وهي تقع بالتسبيح، لكن الحقيقة أن أسوار أريحا لم تسقط بسبب التسبيح لكن باتباع الوصية التي أَمَرَ بها الرب يشوع في التَعامُل مع الأسوار.

 هناك مجموعة من الأسباب التي جعلت أسوار أريحا تسقط وليس فقط التسبيح، فأول شيء قاله الرب ليشوع هو: “انظر” أي تخيّل معي، لقد وضعت أريحا كلها شعبها وملكها وكل ما فيها في يدك، في الواقع لقد كان الكثير جدًا من شعب أريحا من نسل العماليق طوال القامة فليس مشكلة أريحا هي أسوارها العالية فقط بل أيضًا العماليق الساكنين فيها. كان يجب أن يرى يشوع في روحه أولاً أن أريحا بأسوارها الشاهقة وسُكانها الجبابرة وهم خاضِعون له ساقطون أمامه؛فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «انْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ بِيَدِكَ أَرِيحَا وَمَلِكَهَا، جَبَابِرَةَ الْبَأْسِ.” (يشوع ٦: ٢).

 ثم بعد ذلك بدأ الرب يعطي له استراتيجية التحرُّك فبدأ يتحرَّك وفقًا لهذه الاستراتيجية، ولأنه رأى في روحه ذلك استطاع أن ينقل ذلك للشعب بكلمات الرب التي نقلها لهم. لقد خرج التسبيح من أفواههم كتعبير عن إيمانهم بما أعلنه الرب لهم من كلمات، فلم تسقط الأسوار بالتسبيح لكن بالإيمان بكلمة الرب.

 كذلك لم تسقط الأسوار بسبب نغمة أو درجة صوت معينة خرجت منهم كما علم البعض، الخلاصة في تلك النقطة هي أنه وإن كنت قد استخدمت طريقة ما في الماضي ونجحت في إتمام المعجزة الخاصة بك فليس من الضروري أن تكون تلك هي الطريقة الأصلح في الموقف أو التحدي الحالي الذي تَمرّ به اليوم. فهناك موضوعات هامة في كلمة الله تسند بعضها البعض ينبغي التركيز عليها معًا وليس على أحد المواضيع فقط.

▪︎ عمود الحق وقاعدته:

“وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أُبْطِئُ، فَلِكَيْ تَعْلَمَ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَتَصَرَّفَ فِي بَيْتِ اللهِ، الَّذِي هُوَ كَنِيسَةُ اللهِ الْحَيِّ، عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ.” (١ تيموثاوس ٣: ١٥).

 هنا نرى أن الكنيسة هي العمود الذي يسند الحق. لقد كانت للأعمدة في ذلك الوقت ثلاث وظائف:

+ تُوضَع عليها التماثيل.

+ يُوضَع عليها أسقف البيوت والهياكل.

+ كما كانت تُوضَع عليها الإعلانات في أماكن عالية لكي يراها الناس من بعيد ليعلنوا أن هذا المكان تتمّ فيه العبادات سواء كانت للسواري أو لغيرها من العبادات.

 في هذا النص نرى أن الكنيسة هي العمود الذي يسند الحق بينما في مكان آخر يَتحدَّث عن أن عمود الكنيسة الذي يسندها هو الحق؛ “٢٠ مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ، ٢١ الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنْمُو هَيْكَلاً مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ. ٢٢ الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أيضًا مَبْنِيُّونَ مَعًا، مَسْكَنًا ِللهِ فِي الرُّوحِ.” (أفسس ٢: ٢٠-٢٢).

 هنا نرى أن الكنيسة مبنية ومسنودة على هذا العمود الذي هو الحق وفي النص السابق هي التي تسند الحق. هذا يعني أن هناك أمورًا تُغذِّي بعضها البعض، فالكنيسة لديها اكتفاء ذاتي، دعني أوضح لك ذلك فالسيارة تحتاج أن تذهب لمحطة الوقود لكي تمتلئ بالوقود، وفي الوقت نفسه لا بد أن يكون بها وقود يُمكِّنها من التَحرُّك إلى محطة الوقود.

 إذًا الوقود هو هدف تسعى إليه السيارة وفي ذات الوقت وجوده بداخلها هو الطريقة أو الوسيلة التي تتحرّك بها إلى محطة الوقود فإن قلنا إن السيارة تُنتِج الوقود الخاص بها فسيكون لديها اكتفاء ذاتي، فالكنيسة هي الحق الكتابي على الأرض وهي مسنودة بالحق الكتابي على الأرض وحين تختفي الكنيسة لن يكون هناك بوقٌ للحق على الأرض، لذلك فالسند والأمر الهام ألّا تتزعزع ومن المهم أن تعرف على أي شيء أنت مسنودٌ ومُتَّكِلٌ.

 لقد كان بولس يُكلِّم شعب كنيسة أفسس وهم دائمًا ينظرون إلى مئة وسبع وعشرين عمودًا في هيكل الآلهة أرطاميس الشهير في المدينة الذي كان مليء بالممارسات الجنسية والشريرة في ذلك الوقت، فهو كان يخاطب قومًا يُدركون معنى كلمة عمود لأن هيكل أرطاميس في أفسس كان أكبر مكان يحتوي على أعمدة في ذلك الوقت فهو يخاطبهم بلغة يفهمونها وكان يقصد بها أن يُوضِّح لهم أن الكنيسة عمود الحق أقوي وأبقى من كل الأعمدة الضخمة التي يرونها في هيكل أفسس.

 حدث بالفعل أن هيكل أرطاميس العظيمة قد سقط وبعض آثار أعمدته باقٍ إلى اليوم شاهِدة على صِدْق كلمة الله. لا يمكن سقوط الحق الكتابي لكن يجب على الكنيسة أن تسند الحق الكتابي. ربما يكون بداخلك حقّ كتابي لكن يجب أن تجعل هذا الحق واقفًا ومنصوبًا لكي يسندك في مواقف الحياة التي تُواجهها فإن لم تَقُم بمساندة الحق الكتابي بالتفكير به في ذهنك قد تقع حتى وإن كان لديك حقٌّ كتابيٌّ، لأنك لم تفعله وتلهج به في عقلك وروحك.

 يحاول إبليس أن يُسقِّط الحق الكتابي ليس لأن الحق ضعيفٌ، فإن حرق إبليس كتابًا مقدسًا اليوم فهذا ليس لأن الكتاب ضعيف فالحق الكتابي الذي بداخل الكتاب المقدس لا يُحرَق حتى لو تمّ إحراق أوراق وصفحات الكتاب الملموسة. فالأمر مُرتبِط بحق كتابي في ذهنك وروحك وليس مجرد معلومات فقط، هذا الرصيد من الحق هو الذي يسند الشخص الذي يواجه المشكلة وهو الحق الذي يجب الاعتماد عليه.

“١٥ قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» ١٦ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!». ١٧ فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. ١٨ وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أيضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْها.” (متى ١٦: ١٥ – ١٨).

 في هذا النص يمدح الرب بطرس على الاستنارة التي استنار بها في معرفة مَن هو يسوع مُعلِّمه الذي يتبعه ويعلن أن مصدر هذه الاستنارة ليس مصدرًا بشريًّا بل من الأب السماوي رأسنا، وبناء على هذه الصخرة (الاستنارة) سيَبني الرب كنيسته وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.

 ليست الطريقة الصحيحة في مواجهة المواقف ذِكْر اسم يسوع فحسب بل يجب أن يكون لديك استنارة في معرفة مَن هو يسوع وما هي قدرته على التَدخُّل ليصنع معجزات لصالحك، فالطريقة الصحيحة أن يخضع ذهنك في أفكاره للرب، فصلابتك مُرتبِطة بسيادة الرب على أفكارك فتعرف حقيقة ما تواجهه.

 إذًا الخلاصة التي سنصل إليها هي أن تجعل الكلمة تدور في ذهنك وهذه الخلاصة هي التي ستجعلك تقف بصلابة وعناد في المواقف والظروف والأحداث.

“١ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيُّ جِهَادٍ لِي لأَجْلِكُمْ، وَلأَجْلِ الَّذِينَ فِي لاَوُدِكِيَّةَ، وَجَمِيعِ الَّذِينَ لَمْ يَرَوْا وَجْهِي فِي الْجَسَدِ، ٢ لِكَيْ تَتَعَزَّى قُلُوبُهُمْ مُقْتَرِنَةً فِي الْمَحَبَّةِ لِكُلِّ غِنَى يَقِينِ الْفَهْمِ، لِمَعْرِفَةِ سِرِّ اللهِ الآبِ وَالْمَسِيحِ، ٣ الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ. ٤ وَإِنَّمَا أَقُولُ هذَا لِئَلاَّ يَخْدَعَكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ مَلِق. ٥ فَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ غَائِبًا فِي الْجَسَدِ لكِنِّي مَعَكُمْ فِي الرُّوحِ، فَرِحًا، وَنَاظِرًا تَرْتِيبَكُمْ وَمَتَانَةَ إِيمَانِكُمْ فِي الْمَسِيحِ.” (كولوسي ٢: ١-٥).

في العدد الخامس يخبرهم بولس بأنه كان فَرِحًا لأنه كان يراهم واقفين وثابتين بيقظة وبترتيب كتفًا إلى كتف، وهو بهذا يكون كَمَن يصف أحد مشاهد المعارك الحربية حيث يقف الجنود مُلتصِقين بالأكتاف لكي لا يتمّ اختراق صفوفهم من الأعداء إن ابتعدوا عن بعضهم البعض، هذا هو وصْف الإيمان العنيد في النص؛ “وَمَتَانَةَ إِيمَانِكُمْ”.

▪︎ انتبه للآتي!!

 ثم يكمل في العدد السادس قائلاً: “فَكَمَا قَبِلْتُمُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبَّ اسْلُكُوا فِيهِ” (كولوسي ٢: ٦). أي بالطريقة نفسها التي تحرَّكتم بها في قبولكم الرب يسوع وهي أَخْذ الأمور بكل جدية والتعامُّل بكل سرعة وكونكم قبلتم أن تتعلَّموا وتتغيَّروا حسب ما تعلَّمتم كالأطفال القابِلين للتعليم والتشكيل.

 ثم يُكمِّل بنقطة هامة جدًا مُرتبِطة بثبات المؤمن إذ يقول في العدد السابع: “٧ مُتَأَصِّلِينَ وَمَبْنِيِّينَ فِيهِ، وَمُوَطَّدِينَ فِي الإِيمَانِ، كَمَا عُلِّمْتُمْ، مُتَفَاضِلِينَ فِيهِ بِالشُّكْرِ. ٨ اُنْظُرُوا أَنْ لاَ يَكُونَ أَحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِل، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، حَسَبَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ الْمَسِيحِ. ” (كولوسي ٢: ٧، ٨). التعليم هو الذي سيجعلك تَعرّف كيف تُفكِّر وكيف تتصرَّف حيال تلك المواقف التي تجتاز فيها.

 إليك نقطة أخرى مرتبطة بالخداع وهي أن يحاول الشخص فيها تقليد شخص آخر غيره في إيمانه قائلاً: سأصنع مثلما صنع الأخ فلان، لقد قَصَّ لنا في اختباره إنه صام عدة أيام وصلى خلالها ونجح لذلك فأنا سأنجح مثله إن اتّبعت تلك الطريقة، لكن الحقيقة توجد طريقة كتابية واحدة لكل المعجزات تحتاج أن تفهمها.

 البعض يهرب إلى الأكل والشرب والبعض الآخر يعمد إلى ترك الأمور تجري كما تشاء بكل تواكلية وهذا ليس إيمانًا لأن إبليس دائمًا ما يَدخُّل على الخطوط ويزاحم فهو مُتخصِّص في إضعاف البشر والأمم.

 أيضًا هناك البعض يحاول تجنُّب الوقوع في الكبرياء فيقول: من أنا لكي أعرف فِكْر الله وأضع إيماني في أمر ما، وحين تحاول أن تُوضِّح له هويته وقدرات روحه الجديدة في المسيح تجده يجيب: أنا مُقصِّرٌ وضعيفٌ، من أكون أنا؟!

 يعتقد البعض أن الحق ليس مُطلَقًا بينما يُوضِّح لنا الكتاب أن الحق واضحٌ وبَيِّنٌ، فالميلاد الجديد واضحٌ ومُطلَقٌ وغير متروك لاحتمالية أن يكون صحيحًا هكذا أم غير ذلك. أيضًا موت يسوع عن العالم حقٌّ واضحٌ ومُطلَقٌ، وهكذا هناك الكثير مِن الحقائق الكتابية الواضحة والمُطلَقة، قد تكون لا تزال غير واضِحة بالنسبة لك فستحتاج أن تدرسها لكن الكتاب المُقدَّس غير مُعقَّد كما يعتقد البعض.

 الحق الكتابي مُطلَّقٌ وليس نسبيًّا وليس فيه احتمالية الخطأ والصواب كما في الأمور الأخرى البعيدة عن الكلمة، فمنذ أن سمحتْ الكثير من الكنائس بدخول الفِكْر الليبرالي الذي ينادي بأن الحقيقة غير مُطلَّقة وأن كل إنسان حسب نوايا قلبه وليس الإيمان مُستقِرًا كشريط القطار، صار الكثيرون من المؤمنين مُتزعزِعين وغير ثابِتين في الرب وفي كلمته، فصلابتك في الحياة مُرتبِطةٌ بصلابتك في الكلمة.

▪︎ جذور هامة لبنائك الروحي:

 لقد أشرت منذ قليل لتلك الجذور، دعونا نقرأ ثانية رسالة (كولوسي ٢: ٧ – ٩).

“٧ مُتَأَصِّلِينَ وَمَبْنِيِّينَ فِيهِ، وَمُوَطَّدِينَ فِي الإِيمَانِ، كَمَا عُلِّمْتُمْ، مُتَفَاضِلِينَ فِيهِ بِالشُّكْرِ. ٨ اُنْظُرُوا أَنْ لاَ يَكُونَ أَحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِل، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، حَسَبَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ الْمَسِيحِ. ٩ فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا.” (كولوسي ٢: ٧-٩).

 مهم أن نكون مُوطَّدين ومُتجذِّرين وثابِتين على الإيمان والأمور التي ينبغي أن نؤمن بها وبالتالي نفيض بالشكر من جهتها. فالشخص المُتجذِّر rooted هو الشخص الذي يجعل أعماقه مَدفونة في كلمة الرب. بعد وَضْع البذور في التربة لا نعود نراها بعد ولكننا نرى المُنتَج أو الثمار وكذلك بعد وَضْع أساسات البناء لا نعود نرى الأساس بعد حيث يُدفَن تحت الأرض.

 متى تتكلََّم هذه البذور وتلك الأساسات؟ حينما تَعبُر الشجرة المزروعة والمَبنى المُشيَّد في تحديات كالزوابع والرياح الشديدة والأعاصير والفيضانات، فحين تَثبُت الشجرة ويَثبُت البناء رغم كل ما هَبَّ عليه من تحديات، حينئذ فقط نقول: حقًا إن جذور هذه الشجرة عميقة حتى إنها ثَبتُت في تلك الظروف، وحين يأتي زلزال عنيف ويظل البيت صامِدًا نقول إن هذا البيت مُؤسَّس بأساس متين وجيد لذلك صَمَدَ ولم يسقط رغم عنف الزلزال وقوته.

▪︎ الأساسيات التي ينبغي أن يكون إيمانك مَبنيًّا عليها:

١– تعليم كتابي نقي

“١ فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ، ٢ وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ، ٣ إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ.” (١ بطرس ٢: ١-٣).

 هنا يُعلِّمنا الكتاب أن نشتهي كلمة الرب النقية، إن فهمنا أن الرب صالح وكل مشيئته لنا صلاح وأنه لا يسمح لنا بالشر أبدًا فأي شرٍ يَمرّ به الإنسان أو تَمُرّ به الدول يكون لأن الإنسان نفسه سمح به وليس لأن مشيئة الله أن يَحدُّث هذا الشرّ. صلاح الله جذرٌ أساسيٌّ نعتمد عليه في إيماننا، والصلاح يُعني أن الله غير مُؤذِي ولا يرسل المشاكل للبشر ولا للبلاد ولا يسعى ولا يُسَرّ بالشر أبدًا.

٢- الإيمان يُبنَى على أساس الحُب مع الرب وليس على أساس الخوف والرُعب والرهبة منه

“١٧ لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، ١٨ وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، ١٩ وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ.” (أفسس ٣: ١٧-١٩).

٣– أساس آخر هام لبناء حياتنا الروحية وهو أن الله يُعطينا ميراثًا مُشترَكًا مع جميع القديسين

 من المهم وأنت تضع إيمانك في أمر ما أن تتأكد إنه مُتناغِم ومُتَّسِق مع مشيئة الله ومع كلمته المقدسة ولكن يجب أن تعرف أن أبانا السماوي يعطينا أفضل وأجود من أي أب أرضي.

“وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ.” (أعمال الرسل ٢٠: ٣٢).

 هذا الميراث يشمل حمايتك وشفاؤك وتسديد احتياجاتك وأن تحيا في سلام داخلي وخارجي مع الآخرين والأحداث المُحيطة بك، كما يشمل الراحة وكل المعاني المُشتمَلة في كلمة (الخلاص).

٤– أساس آخر هام هو معرفة متي يتدخَّل الرب في الأمر

 لابد أن تعرف أنّ عليك دورًا هامًا في كل ما يحدث معك وما تَمُرّ به من أحداث، وقد تمّ ضَرْب هذا الأساس لدى الكثيرين عندما فهموا النعمة فهمًا خاطِئًا وأن الرب هو الذي يحمل أحمالنا ويقوم بكل أدوارنا، فالبعض لا يُدرِكون هذا الأمر فيَحدُّث لديهم تَخبُّط وارتباك نتيجة عدم وعيهم بما ينبغي عليهم أن يقوموا به من دور للوقوف ووضع إيمانهم في الأمر لإكمال المعجزة التي يطلبونها من الرب. ينبغي أن تعرف زوايا أخرى في الكلمة وليس فقط حقوقك في المسيح.

“٨ وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. ٩ وَلاَ نُجَرِّبِ الْمَسِيحَ كَمَا جَرَّبَ أيضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَتْهُمُ الْحَيَّاتُ. ١٠ وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أيضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ. ١١ فَهذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً، وَكُتِبَتْ لإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ. ١٢ إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ. ١٣ لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أيضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا. ١٤ لِذلِكَ يَا أَحِبَّائِي اهْرُبُوا مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ.” (١ كورنثوس ١٠: ٨-١٤).

 يتعامل البعض مع ظروف الحياة كجبل ويتَّهمون الرب بالظُلم وبأنه يسمح لهم باجتياز تجارب أعلى من قدرتهم على التَحمُّل والمواجهة.

 في عدد ١٣ يشرح لنا الوحي إنه لم تصيبنا تجربة إلا بشرية أي إنه في استطاعتنا كبشر أن نتجاوزها ونخرُج منها، والنص الأصلي لا يوحي لنا كما توحي ترجمتنا العربية لهذا النص بأن الله قد يسمح لنا بالتجربة ويعطينا مَنفذًا لها. لا تنسَّ أن هذا المعني مُضاد لصلاح الله ووحدة رأيه، فحاشا لله أن يكون مثل رجل ذي رأيين مُتقلقل في جميع طرقه.

 لكن النص يعني إنه إن أدخلنا أنفسنا في تجربة أكبر من قدرتنا فالله سيتدخَّل ويجعل لنا منفذًا منها، إن أدخلت نفسك في تجربة من مستواك تستطيع أن تقف وتقول لها (قفي) إذ تستطيع أن تُوقِف نشاط إبليس على حياتك بكل جوانبها، والطريقة لذلك بأن تُدرِّب جسدك وحواسك الروحية.

٥– أساس آخر مهم وهو أن تقوم بتطبيق ما تعلَّمته من كلمة الرب

 بعض المؤمنين لديهم كم كبير من المعرفة عن الرب لكنهم لا يطبقونها ولا يعيشونها في حياتهم العملية.

“٤٦ «وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ، وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟ ٤٧ كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ كَلاَمِي وَيَعْمَلُ بِهِ أُرِيكُمْ مَنْ يُشْبِهُ. ٤٨ يُشْبِهُ إِنْسَانًا بَنَى بَيْتًا، وَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ الأَسَاسَ عَلَى الصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ صَدَمَ النَّهْرُ ذلِكَ الْبَيْتَ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ. ٤٩ وَأَمَّا الَّذِي يَسْمَعُ وَلاَ يَعْمَلُ، فَيُشْبِهُ إِنْسَانًا بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دُونِ أَسَاسٍ، فَصَدَمَهُ النَّهْرُ فَسَقَطَ حَالاً، وَكَانَ خَرَابُ ذلِكَ الْبَيْتِ عَظِيمًا!».” (لوقا ٦: ٤٦-٤٩ ).

٦- الصلاة بألسنة أساسٌ هامٌ جدًا لبناء الإيمان

“وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ.” (يهوذا ١: ٢٠).

 ما الذي تفعله الصلاة بألسنة في بنائك الروحي؟ من المهم بينما تصلي بألسنة أن يكون ذهنك مُوجَّهًا ومُركِّزًا على تعليم أو فكرة كتابية لأنه بهذا تكون صلاتك بألسنة أكثر تأثيرًا منها بدونه، وليس من المفترض أن يكون ذهنك شاردًا أثناء الصلاة بالروح لأن روحك هي التي تصلي وذهنك بلا ثمر!

 بينما تصلي بالروح تبدأ روحك في التقاط إشارات من عالم الروح لأنها خرجت خارج النطاق البشري الطبيعي فتُرسل روحك تلك الإشارات لذهنك الذي يبتدئ في فهم موضوع الإشارة فهمًا خارجًا وبعيدًا عن المعرفة البشرية الطبيعية العادية فتستطيع أن تأخذ القرار الصحيح بناء على تلك المعرفة أو الإشارات الروحية التي أرسلتها روحك لذهنك.

 كما أن الصلاة بألسنة تعمل على شَحْن الروح الإنسانية بطاقات روحية خارقة لأن الكتاب يقول: “مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ يَبْنِي نَفْسَهُ، وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الْكَنِيسَةَ.” (١ كورنثوس ١٤: ٤).

 كلمة “يَبْنِي نَفْسَهُ” هنا أحد معانيها (يشحن نفسه). كما تشير إلى معني بناء دور آخر جديد في مبنى يتم تشييده. “إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ” المذكورة في يعقوب تُعني أعلى شيء وصلت له في حياتك الروحية حسب الكلمة وحسب النظرة الإلهية وليس حسب ما تعرفه أنت، فالبعض لديه معرفة كبيرة لكن رغم ذلك فنضوجه الناتِج عن الاستنارة في الكلمة قليل.

 الصلاة بألسنة بمثابرة وصبر تجعلك ترفع وتُعلي بنائك الروحي بينما في تلك الأثناء قد تكون غير شاعِر بأي استفادة من هذه الصلوات غير المفهومة بذهنك البشري مما يُذكِّرنا بما تَعلَّمناه من الرسالة إلى العبرانيين إذ يقول: “١١ وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ. ١٢ لِذلِكَ قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ.” (العبرانيين ١٢: ١١، ١٢).

 في نهاية كل تدريب روحي توجد ثمار مجيدة من الفرح والسلام! هناك البعض مِمَّن يأتون إلى منتصف الطريق ثم يتوقَّفوا ولا يُكمِّلوا تدريبهم الروحي فيهربون لكن من يتمسَّك بالكلمة يصل إلى مرحلة من الصلابة تجعله يقف ويثبت ويستمر ويتقدم للأمام.

 هذا يذكرنا أيضًا بالآباء الذين يتمنُّون لأبنائهم الالتحاق بالكليات الحربية لأنهم بالتدريبات والمواقف الصعبة التي سيواجهونها هناك سوف يتعلّمون كيف يواجهون مصاعب الحياة ويكونوا رجالاً حقيقيين وثابتين في كل المواجهات.

وهذا يحدث فعلاً إذ نرى أن الأشخاص الذين يتدرَّبون تدريبات روحية يواجهون الحياة ليس بما يشعرون به بل بما تقوله الكلمة لهم، وهذا هو الهدف من تلك التدريبات وهذا ما يجعل الإنسان في الصورة الصلبة القوية التي لا يمكن أن تتزعزع.

 ▪︎ جذور خاطئة ينبغي تَجنُّبها:

 هذه الجذور الخاطِئة مُرتبِطة بتعلُّقك بأمور ليست كتابية؛ “٨ فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ، فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا. ٩ وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ، فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ. ١٠ لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ.” (١ تيموثاوس ٦: ٨-١٠).

 يتحدَّث في العدد التاسع عن الذين يريدون أن يكونوا أغنياء، والكلمة تتحدّث عن أولئك الذين بعد أن سَدَّدَ الرب احتياجهم لا يكتفون بذلك بل يطمعون في المزيد بصورة فيها جشع ورغبة في الحصول على المال بصورة غير طبيعية. بعد أن دخل في مناقشة فكرية داخلية خرج منها برغبة قوية مُلِحَّة في ذلك مما يجعلهم مُعرَّضون للغرق في العطب والهلاك.

 ثم يُكمِل الوحي قائلاً: “لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ (جذر) لِكُلِّ الشُّرُورِ”، لاحظ إنه يتعامل مع جذور الأشياء الخاطئة. تستطيع أن تستبدل كلمة “الْمَالِ” هنا بأي شيء آخر يحبه الإنسان ويبتغيه ولديه شره ونهم في الحصول عليه. يرغب البعض بشراهة في الحصول على التكنولوجيا، هؤلاء يُدرِّبون أنفسهم للدخول إلى نظام الوحش الذي سُيسيطِر على العالم بالتكنولوجيا ويَسحبون أنفسهم لمناطق خطيرة، استعمل التكنولوجيا لكن لا تدعها هي تستعملك وتسيطر عليك.

 أشخاص أخري تحب الموضة، وآخرون يحبون كثرة الخروج للتنزُّه والتَسوُّق بداعي وبدون داعي، تلك وغيرها الكثير من الأمور التي يكون الإنسان غير مُعتدِل فيها بل يَعملها بنهم وشراهة تجعله كَمَن يطعن نفسه بنفسه بنصلٍ حادٍ؛ “وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ”. تلك هي الأصول أو الجذور الشريرة التي يُنبِّهنا الروح القدس وحَذَّرنا من الاعتماد عليها.

“١٨ «فَاسْمَعُوا أَنْتُمْ مَثَلَ الزَّارِعِ: ١٩ كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ الْمَلَكُوتِ وَلاَ يَفْهَمُ، فَيَأْتِي الشِّرِّيرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ. هذَا هُوَ الْمَزْرُوعُ عَلَى الطَّرِيقِ. ٢٠ وَالْمَزْرُوعُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَحَالاً يَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ، ٢١ وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي ذَاتِهِ، بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ فَحَالاً يَعْثُرُ. ٢٢ وَالْمَزْرُوعُ بَيْنَ الشَّوْكِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَهَمُّ هذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ. ٢٣ وَأَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ، فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ».” (متى ١٣: ١٨-٢٣).

 يُفسِّر لنا يسوع مثل الزارع بأن النوع الأول من الأرض هو الطريق، والطريق هو المدق بين منزل الزارع وبين الحقل والذي يسير فيه المُزارِعون والحيوانات وغالبًا يكون غير مُمهَّد وتكون تربته غير صالِحة للزراعة بسبب كثرة دياستها بأقدام البشر والحيوانات، فمتى سقطت عليها البذار تُداس بالأقدام. تلك النوعية من التربة تُعَبِّر عن الشخص الذي تُعرَّض عليه الكلمة فيدوسها ويَعبُر في طريقه بعيدا.

 النوع الثاني هو الأرض المُحجِرة والتي تبدو جيدة من الخارج لكن بداخلها أحجار كثيرة مَخفيّة ومتى سقطت عليها البذار تنمو قليلاً لكن بعد ذلك يُعاق النمو بسبب الأحجار المَخفيَّة في داخلها.

هذه التربة هي الإنسان الذي يسمع الكلمة ولم يرفضها بل قبلها بفرح ولكن كان عجولاً ولم يعطِ لنفسه وقتًا لكي يتأمّل الكلمة ويشبع بها بل كان مُعتمِدًا على مهارته الشخصية وسرعة بديهته في إنجاز أعماله، يفهم الآية لكن يستعجل ويمشي بدلاً من التفكير فيها وربط حياته بها، فلا يصير للكلمة المكان العميق في داخله.

 حيث إن هذا المكان العميق مشغولٌ بأمور أخري مُتمسِّك بها وهذه الأمور صلبة بداخله كالأحجار فإذا حدث ضيق أو اضطهاد من أجل الكلمة يَعثُّر. مثل هذا الشخص يبدو للآخرين رائعًا لأنه يحب الكلمة ويقبلها بفرح ولكن قلبه من الداخل مُتمسِّكٌ بأمور مُعيَّنة تجعل الكلمة غير مُكتمِلة النمو داخله، الرب وحده يَعلَّم الكواليس ودواخل القلوب، فتفاجأ بأن هذا الشخص اجتاز في مشكلة وسقط لأن قلبه غير مُؤسَّس في الكلمة لكثرة الأحجار فيه.

 النوع الثالث هو الأرض المُمتلِئة بالأشواك. هذا الشخص ذهنه مُمتلئٌ بالأفكار التي أخذت الكثير من وقته وتمكنّت منه حتى إنها كبرت وعشَّشت في ذهنه وصار هناك نبات آخر موجود في ذهنه اسمه نبات الشوك.

 هذا الشوك هو زرع غير صالح بدأ يكبر ويملأ مساحة كبيرة في قلبه وهو يتغذى عن طريق كثرة تفكير الشخص وتأمُّله في تلك الأمور السيئة، فيصير قلبه يحتوي على خليط من أنواع المزروعات، وحين يحاول الزرع الجيد أن ينمو فيه نجد الشوك الموجود يخنقه، هَم هذا العالم وغرور العالم يخنقان الكلمة.

 هو شخص لديه رغبة واهتمام بالكلمة ويُدِخلها لقلبه لكن في نفس الوقت لديه هموم أخرى وأمور غير جيدة لها رونقها وجاذبيتها وبريقها في عينيه، تلك الأمور تخنق الكلمة فيصير بلا ثمر.

 النوع الأخير هو الأرض الجيدة. يوضِّح لنا إنجيل مرقس لماذا يُثمِر هذا النوع من الأرض: “وَهؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ زُرِعُوا عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ: الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ وَيَقْبَلُونَهَا، وَيُثْمِرُونَ: وَاحِدٌ ثَلاَثِينَ وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ مِئَةً.” (مرقس ٤: ٢٠).

 أولئك الأشخاص لا يسمعون الكلمة ويفهمونها فقط بل أيضًا يقبلونها في أعماقهم مُتأمِّلين فيها ومُتمتِمين بكلماتها في صحوهم ومنامهم بلا انقطاع فصارت الكلمة مُثمِرة في حياتهم. وبِقدر المكيال الذي سيُعطيه للكلمة من اهتمام بقدر العائد من الكلمة وتأثيرها في حياته وتغييرها لمواقف الحياة لصالحه.

 “لاَ يُثَبَّتُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ، أَمَّا أَصْلُ الصِّدِّيقِينَ فَلاَ يَتَقَلْقَلُ.” (الأمثال ١٢: ٣).

 يُرينا هذا النص أساسًا آخر غير سليم يَبني البعض حياتهم عليه وهو أساس الشر، وكلمة لا يثبت هنا تعني (لا يُؤسَّس) فلا يمكن أن يُؤسَّس الإنسان بالشرّ، وتُوضِّح لنا ترجمة أخرى أن الإنسان يصير قابِلاً للسقوط طالما إنه بنى حياته على أمور شريرة أما أصل الأبرار فلا يمكن أن يتزعزع.

 يعتمد البعض في حياته على الشر والردع للآخرين ومقاومة الشر بما هو أشر والبعض يعتمد على العلاقات بالأشخاص المُهمين والمُؤثِّرين في اتّخاذ القرارات (الوسائط)، هذه الأساسات لن تثبت حتى وإن بَدت في الظاهر أنها ناجحة.

 لكن ما كُتِبَ عنا أن أصل الأبرار لن يتزعزع، ونحن نَعبُر في ظروف الحياة لابد أن تكون أذهاننا ممتلئة بتلك الحقيقة أو الخلاصة المُستخلَصة من كلمة الله، إن وصلت لتلك الخُلاصة ستتذوّق كيف أن الصبر لا يُمكن أن يتزعزع، وهذا نتيجة تأسيسك على الأمور التي ذَكَرتُ أبرزها في هذه العظة، ولا أُعني أن ما قلته هو كل الأساسات.

 إن كل شيء تدرسه في الكلمة هو عمود يساعدك لتصل لمرحلة فيها فهم أكبر لما ينبغي أن تفعله. قد تكون إدارتك لوقتك أو إدارتك لمواردك المالية أو إدارتك للطعام الذي تتناوله وما يختص بصحتك. تذكرون ما قاله بولس للرجال الذين كانوا معه في السفينة عن خطورة استمرارهم صائمين لمدة أسبوعين على حياتهم وحثهم على تناول الطعام ليستطيعوا أن ينجو من البحر الهائج عليهم لفترة طويلة.

 كان بولس مُهتمًّا بالطعام لأنه سيُعطيهم القدرة على السباحة والخروج إلى البَرّ حال تحطُّم السفينة وقد كان، قام بالصلاة أمامهم وشَجَّعهم بكلمات النبوة التي تَكلَّمها معه ملاك الرب وأكل أمامهم، فتشجع الرجال وأكلوا وطاب قلبهم من بعد يأس فكان هذا سببًا لنجاتهم من الموت المُحقَّق الذي كان يُحيط بهم.

 كذلك يسوع نفسه حين أقام الفتاة الميتة قال لأهلها قدموا لها لتأكُل فهو يعرف أهمية الطعام في تلك الحالة، رغم أنه صنع معجزة غير طبيعية بإقامتها من الموت إلا أنه اهتم أن تأكل الطعام الطبيعي لأنه هامٌ لاستمرار حياتها، لا تطلب معجزة وأنت تتناول كل شيء ما يفيد وما لا يفيد، لتأكُلْ فقط ما يفيدك وليَكُن لك ضبط نفس حيال الطعام.

 الاهتمام بنوعية وكمية الطعام تدريبات صغيرة لأمور ضخمة فيما بعد، فالشخص المُتفاوت في طعامه ستجده مُتفاوِتًا في جسده ومُتفاوِتًا في أعصابه لذلك حين يهاجمه الشيطان بأفكار تشكيكية ستجده غير قادِر على الثبات أمام العدو لأنه لم يُدرِّب نفسه على أن يقول “لا” في أمور قد لا تبدو قريبة من الموضوع لكنها تدريبات هامة في الصراعات التي يواجهها الإنسان.

 لا تترك ذهنك في العالم يمتلئ بالحجارة والأشواك التي تُعطِّلك وتعيق نمو كلمة الرب في داخلك. لا تترك نفسك مثل أرض الطريق التي يسير عليها الناس والحيوانات، لا تتكلَّم كالعالم ولا تري كما يرون ولا تشتم كما يشتمون ولا تُفكِر كما يفكرون فتلك الأمور خطيرة وتُؤثِر على صلابتك في مواجهة المواقف.

▪︎ الخُلاصات أو الدعامات والأعمدة التي يجب أن تُقيم عليها حياتك:

أن السلطان قد أُعطِي للإنسان وهو ليس في يدّ إبليس، فإن كنت ترى أن إبليس لديه سلطانٌ عليك هذا يُؤثِّر على حياتك وقدرتك وبالتالي سيُؤثِّر على المعجزة التي تنتظرها من الرب، فطريقة تفكيرك مُؤثِّرة وهامة جدًا في الأمر.

ليكن مصدر معلوماتك هو الحق الكتابي، فالحق الكتابي هو أثبت، حيث يقول الرسول بطرس: “وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ.” (٢ بطرس ١: ١٩).

 هنا يقارن الرسول بطرس بين الكلمة النبوية وبين ما سمعه على جبل التجلي مع يوحنا ويعقوب، لقد رأوا مجد المسيح بشكل فائق وخارق للطبيعي، وسمعوا صوت من السماء يشهد للمسيح بأنه مسرة الآب ورغم ذلك يقول إن الكلمة النبوية هي أثبت مما سمعناه ومما رأيناه!!

“١٦ لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ. ١٧ لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجدًا، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى :«هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ». ١٨ وَنَحْنُ سَمِعْنَا هذَا الصَّوْتَ مُقْبِلاً مِنَ السَّمَاءِ، إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ.” (٢ بطرس ١: ١٦-١٨).

 لذلك فحين يريد الروح القدس أن يُثبِّت شخص فإنه يُثبِّته على أساس الكلمة وليس على أساس النبوات والرؤى والإعلانات. بسبب تلك الأمور رأينا بأعيننا ضحايا كثيرين سقطوا نتيجة اعتمادهم على تلك الأشياء. كثيرون أدخلوا أنفسهم في مشكلات كبيرة نتيجة تصرُّفات خاطئة مَبنية على نبوات ورؤى كاذبة ووهمية.

خلاصة أخرى هامة وهي أن تتغيّر إلى تلك الصورة عينها. عُدّْ واستمع لتلك السلسلة (نتغيّر إلى صورته).

 هذا هو الهدف الإلهي لحياتك، إن كنت تريد أن ترى حياتك صلبة وثابتة وغير مُتزعزِعة، مهم ألَّا تكون (مستر بيرفكت) (الشخصية الباحِثة عن الكمال) في تعامُلك مع الآخرين، الذي يهتم بكافة التفاصيل الهامة وغير الهامة.

 رغم أن هذا لا يمنع أن تُوجِّه مَن تحتك إن كنت صاحب عمل لأداء عملهم على أكمل وجه لكني أتحدث عن الاهتمام الزائد عن الحدّ بتفاصيل غير هامة تؤدي لتضييع الوقت والجهد بلا طائل حقيقي لأنك طوال الوقت تكون مُتضايقًا لأنك ترى الأمور غير كاملة، هذا الأمر يُؤثِّر كثيرًا على فضيلة الصبر لديك.

أن تكون في صناعة قرارك في كل أمور حياتك، تفعل ذلك بإرادتك الخالصة وبكل قلبك لأنه إن لم تفعل ذلك سيأتي الوقت الذي يمكن أن يستحوذ آخرين على قراراتك.

 إليك مثالٌ بسيطٌ؛ إن سألك أحد الأصدقاء “ماذا تشرب؟” حَدّد المشروب الذي تريده من المشروبات المتاحة ولا تكن مُتردِّدًا ولا تدع أحد يختار لك ما تشرب، لا تترك قرارات تخصك في يد آخرين لكي لا تكون كَمَن يبيع بكوريته فالأشخاص قد يكونوا لطفاء في البداية معك لكن قد يتغيّروا لأي سبب ويستحوِّذوا على قراراتك ويجبرونك على ما لا تريد.

 لقد باع عيسو بكوريته لإحساسه بالإعياء واللا جدوى والتفكير في إنه ميتٌ لا محالة. كان خائِفًا لأنه قتل شخصًا ما ذا أهمية في مكانه (حسب المراجع اليهودية) فكان خائفًا من أن يتم الثأر منه وقتله،

 كما إنه استهان بالمستقبل واحتقره مقابل وجبة طعام شهية، لقد باع الأغلى بالأرخص ولم يعطِ أهمية للبكورية وبركاتها، فباعها ثم ندم بعد ذلك وبكى بدموع لكنه لم يحصل ولا على بركة واحدة حتى نتيجة استهانته واستباحته للأمور الثمينة لأنه كان شخصًا مُنفتِحًا على العالم.

كن أرضًا جيدة وكن خاضِعًا للكلمة، احرص على تلميع هذا المفتاح بصورة شديدة، واحرص على تنقية أرضك من أي أحجار أو أشواك تخنق الكلمة بداخلك واعمل على إصلاح نفسك في كل ما تراه يعيق ثباتك واستقرارك الروحي.

كن مَرنًا في قبول الآخرين واحتمال أخطائهم وإهانتهم ولا تكن باحِثًا عن الكمال في الآخرين (مستر بيرفكت).

 الكنيسة بيت رحمة وبيت دقة في نفس الوقت، إنها تقبل كل الألوان وكل الأطياف لكنها في طريقها إلى الروعة النهائية، قد تكون هناك عيوب لكن الروح القدس يعمل باستمرار على صيانة الجسد. لقد آن الأوان لكي تُمارس إيمانك بصرامة.

“٣٥ فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ. ٣٦ لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ. ٣٧ لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جدًا سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. ٣٨ أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرُّ بِهِ نَفْسِي». ٣٩ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الارْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاقْتِنَاءِ النَّفْسِ.” (العبرانيين ١٠: ٣٥-٣٩).

 إن البار لا يبدأ فقط حياته بالإيمان بل أيضًا يستمر ويكملها بالإيمان، لكن هذا الإيمان مُطعَّمٌ بالصبر وبأن تكون قويًّا في روحك وليس مُتزعزِعًا، تَذكَّر معي معنى الكلمة اليونانية (epitimaō) التي تعني انتهار الشيء والتحقير منه، لم يكن الرب يرى أن الأمر يستدعي الصراخ في التحدي الذي يواجهه مثلما يصرخ الكثيرون منا اليوم، بل كان يصرخ في الريح والموج: “اسكت واِبْكم!”

 لقد عرفنا من اللغة اليونانية أن الكلمة التي نطقها الرب كانت تفيد التحقير والتقليل من الموج والريح، وهو ما يُعني؛ “هذه الريح تحت سيطرتي وأنا لي سلطان عليها”. لن يَحدُّث أن تستمر عصا الأشرار علينا ولا أن تقتلنا ولا أن تهدمنا، إن كنت تَمُرّ بمواقف تتعرَّض فيها لظُلم، لا ترضخ لهذا الظلم بل صلِّ وضعْ إيمانك بأنك غير مشمول في تلك الدوائر المُظلِمة، هناك قواعد للصلاة حسب الدوائر التي أنت مُنخرِطٌ فيها، ضعْ إيمانك أن الأمر تحت سيطرتك وأنت تنجزه.

 الصبر يطيل النَفَس لذا يريدك إبليس أن تكون قصير النَفَس، نحن في معركة ومَن سيستمر ويُعاند التحديات ويتمسَّك بالكلمة هو من سيُكمل وينتصر في النهاية لأننا نحتاج إلى الصبر حتى إذا صنعنا مشيئة الله ننال الموعد، فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة.

ــــــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$
Hide picture