القائمة إغلاق

Victorious Church In A Troubled World كنيسة منتصرة في عالم مضطرب 6

العظة المكتوبة

  • الحياة روحية.
  • هناك علاقة تأثير وتأثُر بينك وبين ما تؤمن به وتعتمد عليه، سواء كان هذا هو الله أو أمورًا أرضية.
  • يُمكنك أنْ تُطلِق الرب، أو تُحِده في حياتك!
  • أساب هِياج عالم الروح في بعض الأحيان، واستخْدِام الكلمة للتعامل مع تلك الحروب أي كانت!
  • مزايا التواجد في حقبة أواخِر ايام.
  • كيف تحيا في انتصارٍ دائمٍ؟!
  • سبب نشاط أرواح التلاميذ.
  • الجوع الداخلي يحرك قلب الله تجاهك.
  • يتكلم الرب معك في وقت راحتك.
  • مَن له اهتمام؛ يُعطى فيزداد.
  • أهمية اتباع الدقة في كلمة الله.
  • لابد مِن الحياة بالكلمة.
  • قوة التأمل.
  • كيف تحيا في انتصارٍ دائمٍ؟!

 

    الكنيسة هي الحجر غير المقطوع بيدٍ الذي سينزل على التمثال الذي رآه دانيال في الإصحاح الثاني مِنْ نبوته، كما أنّ هذا التمثال يُمَثِل الإمبراطوريات التي مرَّتْ عَبْر الزمن، ولكنه سَيَنْكَسِر ويُطْحَن صائرًا كالعُصافة التي تُذرَى قدام الريح، فَلَنْ يصير له كيان آخر.

    هي أيضًا الحجر الذي سيُنهي على النظام الشيطاني الذي يحاول منذ القِدم أنْ يسيطر على العالم. وجدير بالذِكْر أنْ نشير إلى أنّ الكنيسة تتكون مِنْ أفراد؛ لذلك حينما نتكلم عنها، فنحن نُشير إلى أفرادها.

     تَكَلَمْتُ معكم في المرات السابقة عن أشخاصٍ لا يَحيون هذا الانتصار رغم إنه مَرسومٌ لهم، فربما يكون هناك علاقات وارتباطات بينك وبين العَالَم، ومِنها تستقي مبادئه، حيث إنّ ارتباطك بالأشياء التي في العَالَم يَشلّ (يؤثر على) حياتك الروحية، إحدى هذه الأمور هي حُبّك لماركة معينة مثلًا.

الحياة روحية:

    تَكَلَم رجل الله الراعي كريس أوياكليومي عن هذا وقال: “إنّ بعض الماركات التي ربما تكون أنت مولعٌ بها غير عالِمٍ أنّ أصحابها يقدمونها للشيطان قبل إخراجها للسوق؛ لتجد رواجًا وإقبالًا مِنْ الناس عليها”. وأنت لا تَعْلَم سبب سحبك وإقبالك عليها، غير مُدْرِكٍ أنّ ورائها قوة شيطانية.

    انتبه لهذه الحقيقة؛ نحن نتعامل مع الأرض مِنْ عَالَم الروح، ولسنا كائنات تحيا في الأرض وتتعامل مع عَالَم الروح. كمولدين مِنْ الله نحن نتعامل مع عَالَم الروح بشكلٍ أساسيٍ، وعليك أنْ تؤمن بأنّ النظام الذي سيغلب العالم هو إيماننا (١ يوحنا ٤:٥).

هناك علاقة تأثير وتأثُر بينك وبين ما تؤمن به وتعتمد عليه، سواء كان هذا هو الله أو أمورًا أرضية:

    إيماننا هو فَهْمُنا لعَالَم الروح: “أَصْنَامُهُمْ فِضَّةٌ وَذَهَبٌ، عَمَلُ أَيْدِي النَّاسِ  لَهَا أَفْوَاهٌ وَلاَ تَتَكَلَّمُ. لَهَا أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُ  لَهَا آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُ. لَهَا مَنَاخِرُ وَلاَ تَشُمُّ لَهَا أَيْدٍ وَلاَ تَلْمِسُ. لَهَا أَرْجُلٌ وَلاَ تَمْشِي، وَلاَ تَنْطِقُ بِحَنَاجِرِهَا مِثْلَهَا يَكُونُ صَانِعُوهَا، بَلْ كُلُّ مَنْ يَتَّكِلُ عَلَيْهَا.” (مزامير ١١٥: ٤←٨).

     نَجَد أنّ تلك الحقيقة الكتابية ذاتها تتكرر في (مزامير ١٣٥: ١٥←١٨) “أَصْنَامُ الأُمَمِ فِضَّةٌ وَذَهَبٌ، عَمَلُ أَيْدِي النَّاسِ لَهَا أَفْوَاهٌ وَلاَ تَتَكَلَّمُ. لَهَا أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُ لَهَا آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُ. كَذلِكَ لَيْسَ فِي أَفْوَاهِهَا نَفَسٌ! مِثْلَهَا يَكُونُ صَانِعُوهَا، وَكُلُّ مَنْ يَتَّكِلُ (يعتمد) عَلَيْهَا”.

     هذا دليلٌ على وجود علاقة بين الأمور الأرضية وعَالَم الروح، حيث يوضح الكتاب أنّ هناك علاقة بين الجماد الذي يبدو لك صنمًا عاديًا وانغماسك في عَالَم الروح، فَمِنْ الممكن لك أنْ تكون في علاقة مع أرواح شريرة دون أنْ تدري عَبْر هذه الأشياء، على الرغم مِنْ إنها جمادٌ، فلا تنسَ حقيقة أنْ الحياة روحية.

     مِنْ المُحتَمَل أيضًا أنْ تصير مِثْل تلك الأصنام (الآلهة) دون أنْ تدري؛ فَتَجد نَفْسك لا تعرف ولا تسمع ولا ترى، هذا لا يُعني تَحَوُلك إلى صنمٍ حرفيًا بل ما أعنيه إنك ستصير مفعولًا به في الحياة، فالكاتب في النهاية يقول أنّ هذا الصنم قد صُنِعَ ويمكن نقله وتكسيره أيضًا، فهو ليس فاعلًا، ليس فيه نَفَس، بنَفْس هذه الطريقة تجد نَفْسَك ضحيةً في الأرض؛ لأنك وثقت في الحكمة البشرية وفي رأيك الشخصي.  

“مِثْلَهَا يَكُونُ صَانِعُوهَا، وَكُلُّ مَنْ يَتَّكِلُ (يعتمد) عَلَيْهَا”

    أي مثلها يكون مَنْ يؤمن بها، لذلك أنت تتحول لشخصٍ مشلولٍ في الأرض إنْ سرت وفقًا لها.

    هُنا لا يتكلم عن الأصنام فقط بل هذا مبدأٌ عامٌ، يُمكنك أنْ تصبح غير فاهمٍ لِما يجري في الأرض، فتجد صعوبة في فَهْم ما تدرسه مِنْ موادٍ دراسية، أيضًا قد تجد نفسك تواجَه بصعوباتٍ في تفسير ما يدور مِنْ أحداث في مجال عملك…كل هذا نتيجةً لجهلك بكلمة الله واقتناعك بمبادئك وآراءك الشخصية وهو ما يعطي مساحة لعَمْل أيدي إبليس في حياتك، لكن عندما تضع رِجْلك في الكلمة تجد استنارة ولا تعود الحياة بعد ألعازًا بالنسبة لك.

    كما إننا إنْ أخذنا الآية بالمفهوم العكسي، تصبح كالآتي “حينما تعتمد على الروح القدس تصير فاهمًا مثله”، حيث إنك ترى بمنظوره وتسمع بأذنيه؛ فتحكم على الأمور حكمًا سليمًا.”.

    على مَنْ/ماذا تعتمد؟ هل على القوة التحليلية التي ربما أتت بنتائج مؤقتة فوثقت بها أكثر؟! أَمْ إنك تُشَكِك في الشيء قَبٍل أنْ تثق به كنوعٍ مِنْ الحيطة والحذر؟! أتُحِد مِنْ سقف توقعاتك ناحية أمر ما حتي لا تُصْدَم إنْ لم يتحقق؟!  هذه كلها حكمة بشرية.

     هذه حكمة بشرية يتحرك بها البشر  وهم لا يعلمون إنها سلوكٌ أنانيٌ؛ الأناني هو الشخص الذي لا يسلك بالكلمة، خاشيًا أنْ يتألم؛ فيتحاشى يضع توقعاته في شيءٍ طبقًا للكلمة لئلا يخزى.

    اعتمادك وثقتك في أمور أرضية بشرية يجعلك محدودًا؛ ربما تكون معتمدًا على أشخاصٍ تعرفهم واضعًا ثقتك فيهم أو تكنولوجيا وأجهزة حديثة….إلخ، انتبه! كل هذا متزعزعٌ، وبالتالي تزعزعها بالطبع سيزعزعك، فهذه أشياءٌ محصورة ومُلَجَمة ومحدودة، يُمكنك أنْ تُحِدّ الله في حياتك إنْ اتخذت هذا الطريق.

    عندما تبدأ في الوثوق في أي شيءٍ بعيدًا عن الله، حتمًا سَتَرِث مِنْه ساريًا عليك ما يَسْري على أمور العَالَم هذه، إنْ كنت تثق في حكمة بشرية، تَذَكَر إنها فاشلة وساقطة، فلا عجب إنْ رأيت الارتباك والفشل والخوف…إلخ عامليين في حياتك، فسلوكك بمبادئ العَالَم يضعك في المنطقة الشيطانية، إنْ أردت الاستفاضة في هذا الموضوع يمكنك دراسة سلسلة عظات الحكمة الإلهية (الجزء 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7)  على الموقع الخاص بخدمتنا.

   كشف ولازال يكشف الروح القدس لنا عن مدى خطورة السلوك خارج الكلمة في هذه الأيام، فنحن في وضع إما أنْ تأكل الحياة أو تأكلك (تطحنك) هي. مِنْ الجيد أنْ تحرق الكوبري كي لا تفكر في الرجوع، وكأنك عَبَرْت لمكانٍ ما، وخط رجوعك الوحيد هو هذا الكوبري، لذا احِرِقه لكي تُلْزِم نَفْسك بحقيقة “لا حياة بدون الكلمة”، فيصير شعار حياتك “ليس لديّ خَيارٌ آخرٌ سوى هذا”.

يُمكنك أنْ تُطلِق الرب، أو تُحِده في حياتك!:

    كيف تحيا مُنتصِرًا؟ هذا ما رُسِمَ لك مِنْ قِبَل الله. لماذا يعاني الناس الذين يجب أنْ يكونوا منتصرين؟ إنْ أردت الجواب فهو عدم سيرهم بالكلمة الذي يضع حدودًا للرب.

“ذَكَرَ أَنَّهُمْ بَشَرٌ. رِيحٌ تَذْهَبُ وَلاَ تَعُودُ. كَمْ عَصَوْهُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَأَحْزَنُوهُ فِي الْقَفْرِ!. رَجَعُوا وَجَرَّبُوا اللهَ وَعَنَّوْا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ” (مزامير ٧٨: ٣٩←٤١).

    ‏لفظ “عَنَّوْا” يعني إنهم وضعوا حدودًا، أمنتبه لهذا!! لقد حدّوا الله، إذًا يمكنك أنْ تضع حدودًا لقوة الله في حياتك، وبإمكانك أيضًا أنْ تجعله ينطلق، فكلما وثقت في الأمور الأرضية؛ مِثْل إنك تُجِيد الفصال مع الناس مُستخدِمًا ما لديك مِنْ حكمة بشرية عندما تشتري شيئًا، أو كونك خبيرًا بالسوق مُعْتَمِدًا على فطنتك بمعزل عن الرب….إلخ بذلك يسري عليك ما يسري على العالم مِنْ عواقب للحكمة البشرية.

    يريدك الروح القدس أنْ تعتمد على الفِكْر الإلهي، وستستطيع أنْ تُخْفِّض أيضًا في الأسعار وتكون خبيرًا بالسوق لكن مِنْ خلاله هو وليس طبقًا لمبادئك وأفكارك الشخصية.

أساب هِياج عالم الروح في بعض الأحيان، واستخْدِام الكلمة للتعامل مع تلك الحروب أي كانت!

    يوجد الآن نظام الحرب ليس بغريب، لكنه مُضاعَفٌ عما سبق على المؤمنين، لنتذكر معًا الكلمات الواردة في الإصحاح الثاني عشر مِنْ رؤيا يوحنا.

 “مِنْ أَجْلِ هذَا، افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا. وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلا.” (رؤيا ١٢: ١٢).

    يربط إبليس نوع حربه ودرجتها بالزمن ومدى انتهائه، لكننا لا نجهل أفكاره، كلما يجد أنْ الوقت يقترب يزداد شراسةً في نوعية حربه، ولكن مجدًا للرب فنحن قادرون على نوعية الحرب أيًّا كانت، فهو يحاول في تلك الأيام أنْ يُزيد مِنْ الضغوطات والهموم على المؤمنين.

     لا تنظر لظروف الحياة على إنها 1+1+1+…. أي إنك تفكر بأنْ لديك مشكلة في مجال العمل وأخرى في البيت وأخرى أيضًا في مادياتك….، لا تفكر بهذا المُنْطَلَق بل انظر لها بهذا المبدأ 1×1×1…. بمعنى إنك ستقدر على هذا كله في نهاية الأمر، لمواجهة جميعها مبدأٌ كتابيٌ واحدٌ، هللويا! فتصير لديك هذه العقلية “إنني بالإيمان استطيع كل شيء، بالإيمان أحيا”.

     كلما تسير مع الروح القدس يعطيك المقياس السليم في الحُكْم على المواقف، على النقيض  كلما مشيت مع إبليس ترى تحدياتك ضخمة، فَتَجده يقول لك: “أترى أنّ لديك مشكلة ما في المجال الفلاني، كما إنه حدث لك كذا، وسيحدث أيضًا كذا، ويستمر في أنْ يضيف لك، حيث إنه يتعامل معك بمبدأ 1+1+1+….

   ما يواجه الكثيرين هذه الأيام هوجة تَحْدُث، كما يعرفنا الكتاب المقدس عن عَالَم الروح، مِثْل الأرواح الشريرة التي خرجت لقَتْل الأبكار في مِصر، مَنْ فعَّل هذه القوة؟! القرارات الخاطئة، فَبسبب رَفْض فرعون لإخراج الشعب، صار يسري عليه هو وشعبه الكلام الذي قاله الله لإبراهيم “وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ” (تكوين ١٢: ٣)، هذا قانون يُدير ذاته، لم يكن الله في احتياج ليفعل شيئًا، كَمَنْ يسيء استعمال الجاذبية؛ عند قفزه مِنْ الأعلى حتمًا سيُصاب وينكسر.

   لم يلجأ الله لردعهم عَبْر تحركه ليصنع شيئًا لهم، بل هم مَنْ فتحوا أنفسهم على عالم الروح بصورة خاطئة “أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ حُمُوَّ غَضَبِهِ، سَخَطًا وَرِجْزًا وَضِيْقًا، جَيْشَ مَلاَئِكَةٍ أَشْرَارٍ.” (مزامير ٧٨: ٤٩).

     مَنْ قَتَل أبكار مِصر لم يكونوا ملائكة مقدسة بل أشرار، فُهُم لم يكونوا مِنْ جيش الرب، لم يقم الرب بإرسالهم، هذا ما ستراه في الصيغة السماحية في اللغة العبرية، هم مَنْ وضعوا أنفسهم في ذلك ولكن كان الأمر تحت إشراف الرب فَسُمِح لهم بقَتْل الأبكار، هكذا تَعْبُر الآن هوجة على أفكار المؤمنين، تَعْبُر بضغطة شديدة، يجب أنْ ننتبه لذلك.

     لا تسعَ لإيقاف هذا الشر الذي يحدث في الأرض باعتقادك أنْ هذه الأفكار ستنتهي بتاتًا مِنْ حياتك، يقول الكتاب: “وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.” (لوقا ٤: ١٣)، لقد عادت الأرواح الشريرة ثانيةً، فَمَا ذُكِرَ لنا مِنْ تجارب إبليس للرب ما هو إلا البعض.

    أتعلم ما هو سبب هيجان الأرواح الشريرة على الرب يسوع؟! لقد كان الرب يسوع مخفيًا لمدة ثلاثين سنة، فكان في حماية منذ قَتْل الأطفال على يد هيرودس، لم يَكُنْ إبليس يعلم أين هو يسوع، فلا تنسَ إنه ليس كلي المعرفة، زاغ يسوع عن نظره وسط البشر، فَلَم يَعْلَم مكانه، وعندما عَرَفَه وقت حلول الروح القدس عليه؛ بدأ يهيج ضده ثانيةً.

    تَذَكَر أنّ الله حمى الطفل يسوع بإخراجه مِنْ مكان القتل، وهكذا ستُحْمَى الكنيسة مِنْ الضيقة بالاختطاف مِنْ هذه الأرض، فنحن لسنا للغضب كما ذُكِرَ في (١تسالونيكي ٥: ٩)، ولهذا السبب سيسبق الاختطاف الضيقة.

    ما تراه الآن مِنْ معاهدات سلام هي بدايات للمعاهدة النهائية لحل الدولتين، لذلك بإمكانك قراءة الأخبار مِنْ الكتاب المقدس بشكل صحيح، هذا نقرأ عنه في (دانيال ٩: ٢٧)  “وَيُثَبِّتُ عَهْدًا مَعَ كَثِيرِينَ” يثبت أي يؤكد المعاهدة التي سَبَقَ اقتراحها مِنْ بلادٍ أخرى.

    لقد اقْتُرِحَتْ معاهدة الدولتين في نهاية عام ٢٠١٩، الآن أمريكا ستأخذ مُنْحنَى هبوطي، وأوروبا مُنْحنَى صعودي، ويبدئون بإمساك هذه المعاهدة والموافقة عليها، ومِنْ المؤكَد أنّ الاختطاف سيحدث قبل سبع سنين المعاهدة.

مزايا التواجد في حقبة أواخِر ايام:

    مِنْ الهام أنْ تفهم أنّ الوقت قريبٌ جدًا وقصيرٌ جدًا أيضًا، هذا أمرٌ يُفْرِحك؛ وجودك بهذا الزمن، أنت في زمن سترى فيه يسوع وجهًا لوجه دون أنْ تذوق الموت الجسدي، نُخْطَف على السحاب ونراه، هللويا. هذه الأيام ليست عادية، إنْ جلست للتأمل فيها لن تُمْسِك دموعك، نحن في لحظات تعمل مع الرب في الأرض في الحصاد الأخير.

    في هذا الوقت يجب أنْ تحيا الكنيسة هذه الانتصارات وإلا سيخسرون مرحلة أفضل أوقات العمل الإلهي ألا وهي هذه الساعات الأخيرة، هذا أكثر وقت فيه الأجرة مُضاعفة، حيث يوجد قوة مضاعفة علينا أكثر مِنْ أي شخص آخر، الأموال في الكتاب المقدس هي قوّة لذلك تُعْطَى لأناس أواخر الأيام؛ لأنّ لديهم عملاً كثيرًا.

    الأرض نضجت وصارت جاهزة، كما أنّ الناس مُتْعَبة جدًا حاليًا، وهناك أشخاص مُعاندة، وآخرون مِثْل الأصنام يثقون برأيهم الشخصي، أصنامهم أي؛ آراءهم أو أشخاص بعينهم أو مبادئ حياتية معينة؛ فتجد الشخص يعيش طوال الوقت مُنكَسِرًا مُصابًا بالخزي؛ لأنه يحيا مثله مِثْل الأصنام التي يعبدها، فلا يسمع مثلهم ولا يرى، له اسمٌ إنه حيٌّ لكنه ميتٌ.

    يوجد علاقة بينك وبين عَالَم الروح ومِنْ الممكن أنْ تكون في عالم العيان مِثْل الصنم فهو ملموسٌ، لكنه مرتبطٌ بشيءٍ روحي؛ لأن الناس وضعت ثقتها به، عندما تتحدث مع أحدٍ مِنْ هؤلاء تَجْدَه في ظُلمةٍ، كما إنك إنْ أردْتَ أنْ تُفهّمه شيئًا يقول لك: “لا، هذا ليس كذلك!” يظل يراوغ ويماطل في الحقائق، وهو لا يعلم إنّه بذلك وضع رجليه في بحر مِنْ الأرواح الشريرة!

كيف تحيا في انتصارٍ دائمٍ؟!

١ التفرقة بين الروح والنفس والجسد

     عدم معرفتك بهذا الموضوع، يجعلك لا تميز ماذا يحدث لك، إذًا مِن الأشياء التي تجعلك تقف بانتصارٍ هي تفرقتك بين الروح والنفس والجسد.

“ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَامًا، فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ، أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟” (مرقس ١٤: ٣٧-٣٨).

    المنطقة التي كان الرب يسوع يصلي فيها، هي المكان ذاته الذي يريد إبليس صُنْع المعركة الأخيرة عليه، فهو بذلك وقف في أكثر بقعة في الأرض عليها حرب روحية، وهو مِنْ أكثر الأماكن حرارةً، حيث إنه كان يصلي راكعًا إلى أنْ صار عرقه كقطرات دمٍ نازلة على الأرض، وهو ذات المكان الذي قُدِمَ فيه إسحاق ذبيحةً.

     ‏عندما قال الله لإبراهيم قَدِم ابنك ذبيحة، رفع إبراهيم عينيه ووجد مكانًا يقول الكتاب إنه “مكان محدد”، بعد ذلك قال الرب لهم في الشريعة: لا تصنعوا لي مذابح تحت الشجر أو في أي مكان آخر إلا في هذا المكان فقط. يوجد مكانٌ مُحدَدٌ عَرَفَه إسحاق ويعقوب بعد إبراهيم، لم يعرف كل مِنْ موسى ويشوع هذا المكان الذي قُدِمَ فيه إسحاق ذبيحة، ينتظر اليهود فقط اكتشاف هذه الصخرة وسيبنون الهيكل هناك.

    اكتشف داود أنّ الرب يريد الدخول في علاقة مُستمِرة مع الإنسان، ففكر يبني هيكلاً حجريًا للرب، ‏عندما فَعَلَ داود ذلك، جاءه نبيٌ وقال له إنّ كرسيه سيبقى إلى الأبد، فَكُشِفَ له هذا المكان فقام بشراء الحقل الموجود به، نعم لم يبنِ داود الهيكل بل سليمان، كما أنّ الرب كان في هذا المكان بينما يصلي.

    يُعَدْ هذا المكان أكثر المناطق المُلتهِبة، أكثر المناطق التي قُطِعَتْ بها عهودًا بين الله والإنسان، تقول المراجع أنّ آدم خُلِقَ أيضًا بهذا المكان وليس بجنة عدن وبعدها أَحْضَرَه الله للجنة، إذًا هذه المنطقة هي منطقة خَلْق آدم وتقديم إسحاق ذبيحة وصَلْب يسوع، هنا ضاع الإنسان وهنا اُسْتُرِد أيضًا.

 “اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ.” (متى ٤١:٢٦).

“وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضًا تَلاَمِيذُهُ. وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى.  قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ (هذا هو الروح القدس). وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ (ضغط) كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.” (لوقا ٢٢: ٣٩←٤٤).

     ‏عَبَرَ الرب يسوع في ضغطٍ، وكان يتزايد شِدّة عليه، فما تشعر به مِنْ حزن واكتئاب وشكوك هو ما إلا أرواح شريرة، احذر الوقوع في الخطأ الذي يقع فيه كثيرون وهو اعتقادهم أنّ ما يعبرون به مِنْ مخاوف وشكوك يُعَبِّر عن حقيقتهم، لا تُخْدَع، هذا ليس أنت كمولود مِنْ الله.

    عرّفنا الرب الطريقة للخروج مِنْ هذا، وهي: كان يصلي بأشد حرارة كلما ازداد هذا الضغط، حتى إنّ عَرَقه صار كقطرات دم. لا يريد ‏إبليس أنْ يحدث بالأرض أي شيء سوى أنْ يُسيطر هو عليها. ‏يجب أنْ تفكر بطريقة عالم الروح (بالطريقة الكتابية)؛ لأننا كائنات روحية تحيا في عَالَم الروح ونتعامل مع عالم العيان.

“الرُّوحُ فَنَشِيطٌ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ”

    يمكنك فَهْم مِنْ كلام الرب هذا أنّ بداخلك القدرة أنْ تصلي رغم ما تشعر به، أفضل أمر تفعله في وقت مِثل هذا عندما تداهمك تلك المشاعر أنْ تصلي في الحال. تَذَكَر أنّ الرب يسوع عَبَرَ بهذا الضغط، هكذا أنت أيضًا إنْ كنت تَعْبُر بذات الشيء عينه، صَلِّ أشد، لكن يجب أنْ تفهم مبادئ الصلاة، فالأمر ليس بأنْ تقول: “يارب ساعدني، يارب ارحمني، لتُعْبِر هذا الأمر…”، هذه الصلوات لا تصلح لتلك الأيام.

     توقف عن أنْ تصلي هكذا؛ لأنك بذلك تُدخِل أرواحًا شريرة بطريقة كثيفة في حياتك حيث إنها تستغل جهلك بالكلمة، ولكن حقيقة الأمر هي إنك أقوى منها؛ لأنها تستغل هذا الجهل، ولكن ربما لا تُدرِك هذا!

سبب نشاط أرواح التلاميذ:

    يوجد الآن محاولات ضغط على المؤمنين، فإبليس يحاول جاهدًا أنْ يشِدّهم ويسحبهم مُفْقِدًا إياهم تركيزهم، العلاج هو فَهْم ما قاله الرب، وإليك المفتاح ثانيةً “الرُّوحُ فَنَشِيطٌ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ”  اطمئن، أنت قادرٌ على فِعْل ذلك، فروحك نشيطة، ولكن هل تعلم ما سبب نشاط أرواح التلاميذ! السبب هو سيرهم مع يسوع (الكلمة) لمدة ثلاث سنين.

 الجوع الداخلي يحرك قلب الله تجاهك:

     كان التلاميذ يرنمون ويسبحون قَبْل الخروج مِن العُليّة؛ تلك الترنيمة كانت تسبيحة الخلاص  بحسب ما ذُكِر في المراجع “اليوم هو يوم الخلاص”، فَهُمْ كانوا تحت المسحة بسبب الروح القدس الحال في يسوع، حيث كان لديهم نور في أرواحهم، لكنهم لم يفهموا الأمر بذهنهم. يجذب الشخص الجائع الرب له، مِثل كرنيليوس الذي ظهر له ملاكٌ خصيصًا، ولاحظ أنّ الملاك لم يُبشر له بل أرشده لبطرس، هذا دليل على أنّ الكنيسة ستكون اختطفت، حيث يقول الكتاب أنّ الملائكة ستُبَشر للبشر في هذه فترة.

    وهذا يُشبه  طَرْح  سؤالٍ أمام الأستاذ الجامعي وبعض زملائه؛ فلن يجرؤ أحد مِن الطلبة أنْ يجيب في حضرة الأستاذ، هكذا الملائكة لا تعظ ولا تبشر لأننا متواجدون، وحسب (أف٣: ١٠) فهم يتعلمون مننا. يُنَشَّط القلب عَبْر الجوع في البداية، فيصرخ الشخص في عالم الروح، فيتحرك له عالم الروح، لكن بعد ذلك المعرفة هامة جدًا.

     يتكرر هذا الأمر مع المؤمنين بصورٍ مختلفةٍ، فمنهم مَن يمتلئ بالروح ويتحدث بألسنة أخرى رغم عدم إيمانه بها، ومعارضته لها في بعض الأحيان، كذلك يأخذ أحدهم شفائه رغم إيمانه بسماحية الله بالأمراض؛ والسبب وراء هذا هو وجود جوعٍ داخليٍ حقيقيٍ في الوقت نفسه الذي تتضارب فيه الحقائق ذهنيًا عند الشخص.

     فالغز الذي حَيّر الكثيرين لوقت طويل، هو: لماذا يمتلئ شخص بالروح ويتحدث بألسنة أخرى بينما هو مضادٌ لها، في حين أنّ هناك شخصًا آخر يسعى وراءها ولا يحصل عليها؟! التفسير هو أنّ الروح نشيط، جوع الشخص استدعى الرب، فنزل لمستواه، لكن الطبيعي هو أنْ تعرف الشيء وتفعله بنَفْسك، فالمَّن والسلوى توقفا عندما وضع شعب الله أقدامهم في أرض الموعد، لم يكن هذا عقابًا مِن الرب، بل لأنهم سيأكلون مِن ثمر الأرض التي تفيض لبنًا وعسلاً، هم سيصنعون المعجزة التي كانت تحدث؛ أي سيعملون الأرض، وهذا هو النضوج.

 يتكلم الرب معك في وقت راحتك:

“تَكَلَّمْتُ إِلَيْكِ فِي رَاحَتِكِ. قُلْتِ: لاَ أَسْمَعُ. هذَا طَرِيقُكِ مُنْذُ صِبَاكِ، أَنَّكِ لاَ تَسْمَعِينَ لِصَوْتِي.” (إرميا ٢٢: ٢١).

    الرب صديق الإنسان! هو يتكلم في وقت الراحة، أي الوقت الخالي مِن المشاكل، لكن للأسف هناك مَن لا يدرِك هذا!

“مُنْذُ صِبَاكِ، أَنَّكِ لاَ تَسْمَعِينَ لِصَوْتِي”

     لم يحدث هذا الأمر بين ليلة وضحاها بل هو أسلوب حياة، هؤلاء المؤمنون الذين يتجاهلون الكلمة هم مَن لن يُختطفوا، رغم إنه رُسِمَ لهم أنْ يُنقَذوا مِن هذه الأيام الصعبة على الأرض، ولكنهم لن يذوقوا هذا الميراث؛ لأنهم لم يتدربوا أنْ يحيوا في الرب ويفهموا الكلمة. هدف وجود الرب في حياتك ليس لإنقاذك مِن الأبدية التعيسة، أو ليضمن عدم وقوعك بالخطية فقط، بل لتحيا به الآن وتفهمه.

      الكتاب المقدس به مبادئ حياتية تفيدك، وتجعلك شخصًا متميزًا، مثالٌ: إنْ كنت تختار بين شخصين في العمل، أحدهم متمرسٌ والآخر ليس كذلك، لكنه أمينٌ، يوضح لك الكتاب أنْ تختار الأمين وتُدربه. (أمثال ١٦: ١٩)، لك أنْ تتخيل فالكتاب يحكي معك عن كيف تختار الأشخاص في عملك! إذا تَشبَّعت بهذه المعرفة ستصير حياتك انتصارات فقط.

      مِن الطبيعي أنْ تشعر بعدم رغبة في الصلاة ودراسة الكلمة، واعلم يقينًا لن يكون هناك وقت تنتهي فيه هذه المشاعر أو أصوات الجسد؛ لذا فلتعتاد على الانطلاق في حياتك الروحية وعبادتك ودراستك للكلمة رغم وجودها، لأنه كلما أعطيتها مِن تفكيرك ستأخذ منها.

مَن له اهتمام؛ يُعطى فيزداد:

 “وَلَمَّا كَانَ وَحْدَهُ سَأَلَهُ الَّذِينَ حَوْلَهُ مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ عَنِ الْمَثَلِ،. ١١ فَقَالَ لَهُمْ: «قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ (أيها السائلون من التلاميذ والحاضرين، دائرة السائلين فقط) أَنْ تَعْرِفُوا سِرَّ مَلَكُوتِ اللهِ. وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ (هذه الدائرة، مَن لم يتفاعلوا مع الكلمة) فَبِالأَمْثَالِ يَكُونُ لَهُمْ كُلُّ الإلهي، فَإِنَّ مَنْ لَهُ (اهتمام) سَيُعْطَى وَيُزَادُ، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ (اهتمام) فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ.” (مرقس ٤: ١٠- ١٢).

     يوضح هذا المقطع الهام مِن كلام الرب يسوع أنّ هناك أشخاصًا قد ضبطوا حياتهم على أنْ يعمل الرب في حياتهم بحدود وبمستوى معين، لأنهم لا يسيرون بالقوانين الإلهية.

      هذا قانونٌ روحيٌ؛ مَن يُعطِ اهتمامًا للكلمة سيُعطَى؛ فما لديه مِن بواقي الكلمة سيؤخَذ منه. مَن له اهتمام بالشكوك سيُعطَى ويزداد، ومَن ليس له اهتمام بالشكوك؛ ما لديه سيُزيله الروح القدس. ‏يوجد مَن كان لديه إيمانٌ في أمور معينة، لكنه فتح ذهنه على شكوك مع الوقت، فتبخر هذا الإيمان.

    كلما تُعطي فِكرة معينة مساحة مِن تفكيرك، سواء كانت مِن الله أو إبليس ستُعطَى أفكار أكثر وتزداد، كلما تتهاون مع الأفكار ستزداد، مِن هنا تعرف لماذا يتم سحبك وانخراطك في العالم؛ لأنك قمت بتفعيل قانون “سيُعطَى ويزداد”، والذي ليس لديه اهتمام سوى بالأمور الروحية، فحتى الذي عنده مِن شكوكٍ ستنتهي، ستؤخذ منه، وحينئذ سيزيل الروح القدس كل مخاوفك منك. إنْ كنت تخاف مِن الموت، أو تُهَدَّد بفقدان عملك أو عائلتك، فربما نالت هذه الأفكار مصداقية لديك، لن تُزال أيٌ مِن هذه الأفكار إلا عَبْر فهمك للحقيقة الكتابية.

     سيرفض الناس الحقيقة في هذه الفترة أكثر مِن ذي قَبْل، حيث يُشَجِّع البعض زرع اللقاح والشريحة الخاصة بالوحش، ويقولون هذه تكنولوجيا وليست علامة الوحش، ربما تجدهم خُدامًا ويقولون إنّ الأمرَ عاديٌ، ويبررون كلامهم بقولهم إنّ الوحش سيأتي في بداية الضيقة وستُصنَع الشريحة حينئذ، هذه تبريرات غير كتابية؛ لأن الوحش سيأتي ويستخدم نظامًا موجودًا بالفعل في الأرض. تحت مُسمى الرعب مِن المرض سيقولون: “لنزرع الشريحة”، وأُجبِر البعض على زرعها في دول معينة، ولكن إنْ صلى المؤمنون بشأنها، حتمًا سيوقفون هذا الأمر.

    عليك بفَهم هذا جيدًا: مَن يعِش حياة هزيمة، هو مَن أعطى اهتمامًا لأشياء خاطئة وغير كتابية، مِنْ المحتمل أنك لا تعلم ما هو صحيح مِن غير الصحيح لكي تعيره الاهتمام؛ لغياب الأساس الكتابي لديك، لذلك أفضل شيء هو أنْ تجلس أمام الكلمة، وتدرسها، لترى الحق الكتابي، استمع للعظات، استمع لما هو مُجهَز لك بالفعل لكي تفهمه.

     الروح النشيط، هذا هو سر النجاح! لذلك قال يسوع هذا السر لتلاميذه، أرواحكم نشيطة، لا تخف، لا تضطرب عندما تأتي أفكار الخوف والشك لك، لا ترتعب قائلاً: “لقد أتت الأفكار” عندما تعطيها انتباهك وتركيزك، يُعطَى لك المزيد منها، ويزداد الشك معك، وتسير في دوامة يُمكن أنْ تنزلق فيها دون رجعة، لكن عندما تضع نهاية، سيزول الخوف تدريجيًا. تذكر قول الرب عن الروح إنه نشيطٌ، مَن يعيشون حياتهم بأرواحهم هم المنتصرون في الأرض، إيماننا هو ما يغلب العالم، بمعنى إنْ لم تسِر به؛ ستفقد الانتصار الذي رُسِمَ لك.

     تُعتَبَر خدمة التعليم هامة جدًا لهذه الأيام، عَمِلَ يسوع في وظائف الخدمة الخمس، لكن أُطلِق عليه بالأكثر لقب “المعلم” لأنه قضى معظم وقته في التعليم. يجب على النبي والرسول والكارز أنْ يُعلِّموا شعبهم بالكلمة، لأن وظائفهم تعليمية لكن بأشكال وفي أماكن مُعينة.

لكن كيف تُطلِق عالم الروح في صفك؟! ‏يوجد مَن جعلوا عالم الروح يعمل ضدهم دون درايتهم، فيتم تشخيصه بمرضٍ أو يعاني مِن أمرٍ وهو لا يعلم أنّ عالم الروح كان يعمل ضده، فيستعجل على المعجزة ولكن ليس لديه رصيد مِن الكلمة فيبدأ بالوقوع، ويوجد مَن يعرف كيف يتمسّك بالكلمة فيسعفهم الروح القدس فينجزوا الأمر.

  • أهمية اتباع الدقة في كلمة الله:

   انتبه لهذا المبدأ: إنْ سلكت بما تشعر به؛ فستكون حساباتك خاطئة. تخيل ذلك: إنْ قال شخصٌ أنّ السنتيمتر طوله يساوي المتر، وتم بناء المبنى على ذلك المقياس، فجاء آخر وكشف الحقيقة، ستعاد كل الحسابات مِن الصفر؛ فكل شيء قد بُنِي خطأ بسبب معلومة واحدة. ‏إنْ مال المبنى قليلاً في البداية، فسيزداد ميله أكثر وأكثر عندما يرتفع لأعلى، لأن بدايته خطأ؛ لذلك يوجد أشياءٌ قد وضعها الناس في حياتهم وهم لا يفهمون لماذا الآن المُعجزة بطيئة، السبب هو: يوجد خليط مِن التعليم الكتابي مع غير الكتابي والذي جعل الأمور كمَن لديه معلومة صحيحة وأخرى خاطئة مما يقول إلى اصطدام الاثنين معًا.

      ليس كل مَن يقود سيارته يقودها في الطريق السليم، فقط معلومة خطأ في مفترق الطرق تؤدي للانحراف، ليس كَون السيارة تتحرك هو ما يؤكد صحة الطريق، بل المعلومة التي تثبت هذا، ثم يتبع ذلك أنْ تقود السيارة؛ أي أنْ تُفَعِّل ما لديك مِن معلومات بصورة عملية، هذه هي حكمة الروح القدس التي يحتاج الناس لمعرفتها الآن، إنْ كنت تسعى لتعيش منتصرًا على الأرض عليك بفَهْم هذه المبادئ.

  • لابد مِن الحياة بالكلمة:

“٢٤ «فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. ٢٥ فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ. ٢٦ وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا، يُشَبَّهُ بِرَجُل جَاهِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ. ٢٧ فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيمًا!”  (متى ٧: ٢٤-٢٧).

     بنى الاثنان على نَفْس الأرض، لكن أحدهم حَفَرَ وتأكَّد أنّ الأرض صخرية، والآخر لم يفعل ذلك، عاش الشخص الأول بالكلمة في البداية، ثم نزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح…ولكنه لم يسقط، ما يسبق ثباتك هو العيش بما قيل لك، أوضح لنا الرب: كل مَن لا يعمل بأقوالي هو يتدرب على حياة هَشّة.

     كيف تضمن ثباتك وعدم تزعزعك؟ مِن المحتمل أنك عبرت في زوبعة، كيف تتأكد أنْ لا يتكرر سقوطك؟ ربما فشلت كثيراً، كيف تثق في القادم وحمايتك فيه؟ الإجابة: أنْ تُنفذ ما يُقال لك في الكلمة، وتحيا بها، حيث يكمن هنا السر في بناء حياتك على الصخر!

  • قوة التأمل:

٥ لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ. لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ. ٦ تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَقْسِمُ لِهذَا الشَّعْبِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفْتُ لآبَائِهِمْ أَنْ أُعْطِيَهُمْ. ٧ إِنَّمَا كُنْ مُتَشَدِّدًا، وَتَشَجَّعْ جِدًّا لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَكَ بِهَا مُوسَى عَبْدِي. لاَ تَمِلْ عَنْهَا يَمِينًا وَلاَ شِمَالاً لِكَيْ تُفْلِحَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ. ٨ لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلاً، لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ. ٩ أَمَا أَمَرْتُكَ؟ تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ! لاَ تَرْهَبْ وَلاَ تَرْتَعِبْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ” (يشوع ١: ٥-٩).

      لكي تستطيع أنْ تحيا بكلمة الله، هناك سرٌ وراء هذا وهو: قوة التأمل، وللأسف تُستخدَم بصورة خاطئة بالتأمل في المبادئ الخطأ.

“إِنَّمَا كُنْ مُتَشَدِّدًا، وَتَشَجَّعْ جِدًّا لِكَيْ”

    اللفظ المُستَخدَم في الأصل العبري هنا لا يتحدث عن الخوف مِن شيءٍ خارجيٍ، بل عن شكّ الشخص في ذاته، لذا فالمَقصَد هنا أنْ يتشدد ويتشجع داخليًا، كأنه يقول له: لا تخف داخليًا مِن الأعداء؛ لأنك إنْ وقعت فريسة للخوف؛ لن تعرف أنْ تعيش الكلمة.

كيف تُنهي على الخوف الداخلي؟

     عَبْر إدراكك أنّ بداخلك طبيعة إلهيّة تستطيع أنْ تعيش بالكلمة، لأنك مولودٌ بها، وهذا ما تكَلّمَ عنه الرسول بطرس: “مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ. (١ بطرس ١: ٢٣).

 “اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ (لا يُمكن تحطيمه).” (متى ٢٤: ٣٥).

     أنت مولود مِن نَفْس نوع الكلمة التي لا يُمكن تحطيمها، لذلك كُن مُتشدِدًا وتشجع داخليًا، لا تسمح للخوف بالتسرب لقلبك لكي تتحفظ؛ أي لكي تستطيع العمل والسلوك حسب كل الشريعة. ولشدة أهمية الحفاظ على القلب خاليًا مِن الخوف؛ كرر الرب كلامه ثانيةً ليشوع في العدد التاسع.

يوجد مفتاحان ضروريان في العدد التاسع: 

١- لا تخف داخليًا: مِن المحتمل أنْ تُهاجَم بأفكارٍ، لا تدع هذا يُربكك، فعرض الأفكار على ذهنك لا يعني بالضرورة وقوعك فيها، حيث هُوجِم الرب يسوع بأفكارٍ وضُغِطٍ مِنها أيضًا مِثلنا لكنه لم يقع فيها، وهذا الحق مُثبَتٌ في (العبرانيين ٢: ١٨)، فمِن الخطأ أنْ تُفَكّر “كيف يحاربني إبليس وأنا في حضرّة الله؟ لابد أنّ هذه الأفكار نابعة مني؛ لأنني أفعل خطايا”.

      تذكر أنْ إبليس كذاب وأبو الكذاب، أي هو مبتكرُ الأكاذيب، فهو لا يخدعك فقط في الله، لكن أيضًا في نفسك، فيوهمك أنك مبتكر الأفكار الخاطئة، ويُشعرك أنك وقعت فيها في حال عرضها عليك، لذلك ثق في نَفْسك وكُنْ مُتشددًا ومُتشجعًا جدًا.

٢- الهج في الكلمة نهارًا وليلاً، أي لا يصح قول: “سأعطي فقط هذا الوقت للرب” بل أعطِ يومك كله للرب، وموجِهًا تركزك في كلمته، علمًا أنك ستجد أسبابًا كثيرة وُمبَرَّرة لكي تمنعك مِن ذلك، لكن لا تنتبه لها. 

_____________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات

بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا

Written، collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$
//WebToNative //Deep Link//Always On Screen//Offer Card