لمشاهدة العظة علي الفيس بوك أضغط هنا
لسماع العظة علي الساوند كلاود أضغط هنا
لمشاهدة العظة علي اليوتيوب
مخافة الرب هي حياتك – الجزء 4
- أشهر المعوقات للسلوك في مخافة الله
- تقديرك لما يقدمه الله
- استخدامات مخافة الله في الحياة
١.الخضوع بعضنا لبعض
٢.خضوع الزوجة لزوجها
٣.الخضوع للخدام
- أشهرُ المعوقاتِ للسلوكِ في مخافةِ الله:
تعتبرُ الحواسُ الخمس هي المعيقِ الأساسي لسلوكِ الشخصِ في مخافةٍ كاملةٍ لله، تجدهُ يُركز على ما يشعرُ بهِ ويسمعه ويتمحور حول ذاته ويصعُب عليهِ حالهُ، يخافُ من آراءِ مَن حوله، كل هذا يصنع إحباطًا وتقليلًا لمخافةِ الربِ في مما يؤثرُ على نسبةِ العزمِ في حياتِه. تجدُ الرسل في سفرِ الأعمالِ يشجعون على مخافة الله بعزم القلب، أي يضع الشخص قلبه في الأمر، مثلًا كمن يضع قلبه في دراسته لينجح.
” حَقُّ الْمَحْزُونِ مَعْرُوفٌ مِنْ صَاحِبِهِ، وَإِنْ تَرَكَ خَشْيَةَ الْقَدِيرِ” (أيوب ٦: ١٤)
“الْمَحْزُونِ”: في العبرية؛ أي الواقع في مصيبة وكارثة، ويأتي المعنى في ترجمات أخرى؛ استمر في تقديم الحب للشخص حتى وإن ترك الرب، فحينما لا يكون هناك عطف ولا شفقة يبدأ الإنسان أن يترك مخافة الرب. لكن حتى وإن ساءت بك الظروف لا تترك مخافة الرب، فما يحدث معك وتركك المؤمنين ووجود تعليم خاطئ يظهر لك الله قاسي، هذا جعل الكثيرين يمتلئون حزنا ومرارة مما جعلهم يبتعدون عن الله.
العلاج: أن يبدأَ الفردُ في أن يرى ويتأمل في محبةِ الله التي تفوق شفقة الإنسان لأنها تمتلئ بالحلولِ والمعرفة. إن كان ابنك طالبًا ولديه امتحان وتريد أن تساعده، ماذا ستفعل؟ هل ستساعده على الغش؟ أم تشتري له الامتحان؟ أم توفر له المعلمين والكتب لتساعده أن ينجح؟ هذا هو الرب، إله غير كاسر للقوانين، لكن ما يريده البعض أن يصنع الرب الأمر كله والشخص نفسه لا يقوم بأي دور. إن كنا نريد أن نفهم شفقة هذا الإله نحو الموقف فهي عن طريق مبادئ الكلمة.
“لَا يَحْسِدَنَّ قَلْبُكَ ٱلْخَاطِئِينَ، بَلْ كُنْ فِي مَخَافَةِ ٱلرَّبِّ ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ. لِأَنَّهُ لَابُدَّ مِنْ ثَوَابٍ، وَرَجَاؤُكَ لَا يَخِيبُ”أمثال(١٧:٢٣)
“يَحْسِدَنَّ”: يغتاظ، يتضايق، َيغيِر.
حينما تغتاظ لن تسلك في مخافة الرب بل تخففها. لا تضع عوائق في حياتك تعطي بها لنفسك مبررًا لتقلل من مخافتك للرب، مثلاً شخص يفكر في حياة غيره فيتساءل كيف لمؤمن بهذا القدر أن يمرض بالسرطان؟ أو كيف ماتت هذه المؤمنة الرائعة؟ ويبحث عن إجابة ويعطل حياته بسبب هذا الأمر ويفكر خطأً في النعمة.
توجد إجابات لكل هذه الأسئلة تجدها في (سلسلة التقوى) لذلك عليك أن تبحث عن تعليم سليم. ليس الرب هو السبب في كل ذلك، فبالتأكيد الأب الأرضي أقل شفقةً كثيرًا عن الآب السماوي. “فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ”(لوقا11: 13)
عدم مخافتك للرب يظهر في أمور بسيطة مثل استهتار واستهزاء بأي نصائح كتابية وتقليل لأي مشورة وسخرية داخلية، فتجد الشخص بسهولة يحتقر الآخرين ويبتعد عنهم لأنه لم يرَ محبة الله، ومِن ثَم يلوم نفسه.
- تقديرك لما يقدمه الله
تذكر أن الهيبة والتقدير للشيء الذي يعطيه لك الله سيظهر في تعاملك أمام الناس.
“٢١ حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَارَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» ٢٢ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ. ٢٣ لِذلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. ٢٤ فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ. ٢٥ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ، وَيُوفَي الدَّيْنُ. ٢٦ فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. ٢٧ فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ. ٢٨ وَلَمَّا خَرَجَ ذلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِدًا مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ، كَانَ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِني مَا لِي عَلَيْكَ. ٢٩ فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. ٣٠ فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. ٣١ فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ، حَزِنُوا جِدًّا. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى. ٣٢ فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ، كُلُّ ذلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ. ٣٣ أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟. ٣٤ وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. ٣٥ فَهكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَّلاَتِهِ»”(متى ١٨: ٢١-٣٥)
أحياناً تجد أفرادًا لا يشعرون بالعدل تجاه الله، وحذر بولس في رسائله أن ابتعدوا عن هؤلاء كيلا تخرب الكنيسة. يوصي العهد القديم ألّا تُرفَع العقوبة عن شخص، لكن تعامل معه بشفقة ومحبة وهو تحت العقوبة.
رأيت منذ سنوات مشهدًا في التلفاز عن شخص ذاهب للإعدام وكان مذنبًا، والإعدام هو العدل في حالته، وحين سؤل لماذا فعلت ذلك؟ أجاب قائلًا: بسبب إلحاح الشيطان! تذكّر أن أقل خطية تؤدي إلى الجحيم. أقصى شيء يفعله البشر لإنقاذ شخص أن يتبرعوا بجزء من جسدهم له، لكن يسوع أعطى ذاته بالكامل لنا، لأن الحسابات السماوية تختلف عن الحسابات البشرية. أي شخص يخطئ يصطف في صفوف ابليس، المخافة هنا تكمن في تقدير ما صنعه الله معك، حينئذ تستطيع أن تقدر الآخرين.
إن أخطأ أحد إليك فأحيانًا يكون الحكم من الكنيسة (إن كانوا داخل دائرة الكنيسة)، فهي لها أحقية القضاء كما أوضح بولس الرسول في رسالة كورنثوس.، أيضاً تجد يسوع وهو يجاوب بطرس ويقول له إن المحبة ليست بالحسابات البشرية، إن فهمت هذا ستتعامل مع الآخرين براحة وغفران. لا يمكنك أن تقاوم محبة يسوع، تأمل في محبته وعمله، وادرس الكلمة لا لترضي الله ولا خوفًا منه بل لتعرف فكره وعمله نحوك.
“٣ إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَارَبُّ، يَا سَيِّدُ، فَمَنْ يَقِفُ؟ ٤ لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ”(المزامير ١٣٠: ٣، ٤)
هذا ما يحدث في عالم الروح هل تعلم إنك أنت أيضًا يُخاف منك حينما تسلك بالكلمة، تمامًا كما حدث مع نوح وهو كان النسل الصافي (أي غير الملوث بالتزاوج مع النفيليم) قال الله له: هيبتك على كل الحيوانات، كذلك أيضًا آدم قال الله له أن يسود ويتسلط على كل حيوانات ودبابات الارض.
هيبة الإنسان مرتبطة بشكل واضح بكيف ترى هذا الإله. بسبب وجود إله يغفر هذا، ما يُولِد داخل الإنسان مخافة. لا تلمع هذه المخافة في حياه الأشخاص الذين يختارون ويكونون عميان عن غفران هذا الإله، مهابتهم تظل تبهت إلى أن تنعدم.
نرى في مشهد اللص على الصليب إنه قال للآخر: ألا تخاف الله! هذا المصلوب لم يصنع خطأ ولكن نحن نحاسَب على جريمتنا. نجد هنا اللص الأول لم يعد لديه أي بقايا من مخافة الرب، ولكن الآخر حافظ على بقية قليلة مِن مخافة الرب داخله لذلك دخل الملكوت.
لا تعِش مثل شخص يحلل دائمًا الظروف ويصل إلى حالة حصانة في أفكاره، هذا مِثل الخندق الذي يكون سبب حماية للأشخاص في الحروب وهو نفسه المكان الذي يحوله الأعداء إلى سجن للمقاومين ويتركونهم داخلها، واجه وعاتب وكن قابلًا للتصحيح والتغيير، لا تتشبث برأيك، تيقظ! إن لمح إبليس أي وتر من أوتارك مشدودًا سوف يسرع ويعزف عليه ويدخل حياتك، ويثبت لك بالأدلة إن رأيك سليمًا، حينئذ تكون الكلمة بلا صوت داخلك.
لتحب وتقدر هذا الإله؛ هكذا لن ترى جفافًا في حياتك بل دائمًا ستكون مشتعلًا ومتلذذًا في العبادة لأن لديك هيبة.
“١ يَا جَمِيعَ الأُمَمِ صَفِّقُوا بِالأَيَادِي. اهْتِفُوا ِللهِ بِصَوْتِ الابْتِهَاجِ. ٢ لأَنَّ الرَّبَّ عَلِيٌّ مَخُوفٌ، مَلِكٌ كَبِيرٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. ٣ يُخْضِعُ الشُّعُوبَ تَحْتَنَا، وَالأُمَمَ تَحْتَ أَقْدَامِنَا” (المزامير ٤٧: ١-٣)
“صَفِّقُوا بِالأَيَادِي”: أي أمسكوا بأيدي بعضكم البعض واتحدوا، وهو هنا يقصد الملك الألفي وحالة السيادة والعظمة التي سيكون عليها المؤمن، ولأن الكلمة لها السيادة في حياة المؤمن لذا يتحدوا في الآراء ولا يكون هناك اختلافات، وهذا ما تجده في العهد الجديد. ما يريد أن يفعله الروح القدس لتتم معجزتك هو توحيد فكرك واتضاعك تحت الكلمة وقبولها. إن كان الشخص يخضع بصعوبة للكلمة سيجد في وقت أن إيمانه لا يعمل، وهناك آخرين يقبلون الكلمة في دوائر، ودوائر أخرى يرفضونها.
- استخدامات مخافة الله في الحياة:
تستخدم مخافة الله في حالات الخضوع أولًا للكلمة ثم لمن له السلطة في حياتك.
١-الخضوع بعضنا لبعض.
“خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ” (أفسس ٥: ٢١)
الخضوع هو من أعراض أن يكون الشخص ممتلئًا بالروح القدس والكلمة، تذكر أنت ممتلئ حتى وإن لم تدري، تمامًا كما يملأ الهواء كل الأرض. كلمة روح (أي ريح) فأي شخص غير ممتلئ بالروح القدس، هو ممتلئ بأرواح أخرى، وعندما يملأ الروح القدس ذهنك تكون لديك هيبة ونظرة مختلفة للأمور، بغض النظر عن استهتار من حولك وكأنك ناظرًا إلى حسابات أخرى، (ارجع إلى سلسلة الملء الروحي)، أشجعك أن تفحص بأي روح أنت ممتلئ؟!
“وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ”(١ كورنثوس ٢: ١٢)
“الرُّوحَ”: قلب الشيء وجوهره. يرتبط الملء الروحي عند البعض بالتكلم بألسنة فقط، لكن الحقيقة أنه نتيجة الملء أنت تتكلم بألسنة، وكل حياتك تتأثر بملء الروح القدس. قد يحدث أن ينبهك أحد الخدام مثلاً أن هذا المقعد محجوز لخادم كبير أو قسيس، فتتعجب ولا تخضع تحت مسمى “هذا بيت الله”، ويقول آخر: “أنا لا أسمع لأحد إلا الراعي الروحي خاصتي”، هذا خطأ؛ فعليك أن تخضع لكل ما يقال لكن وإلا أنك مع الوقت ستعصي الرعاية الروحية أيضًا.
“١٦ مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. ١٧ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ. ١٨ وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، ١٩ مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. ٢٠ شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ِللهِ وَالآبِ. ٢١ خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ” (أفسس ٥: ١٦-٢١)
“الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ”: لا تعني الأيام سوداء، بل إبليس له خطة ليهدم حياتك، لكن إن التزمت بالكلمة لن يقدر عليك.
“بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ”: وليس وسائل التواصل الاجتماعي.
٢-خضوع الزوجة لزوجها.
“٢٢ أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، ٢٣ لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ” (أفسس ٥: ٢٢، ٢٣)
“كَمَا لِلرَّبِّ”: اصنعي ذلك للرب، ليس خوفًا أو إجبارًا، حينها يتغير الزوج بسبب هذا الخضوع مع إنكِ لم تفعلي هذا لإرضاء زوجك، لكنك تسلكين بقوانين روحية حتى وإن كان الارتباط غير سليم، فخضوعك يضع هيبة مختلفة للموقف ويصنع تغييرًا، تمامًا كمن تطبخ وجبة جديدة ومعها طريقة التحضير والمقادير، فتتعجبين وأنتِ تتبعين الخطوات أن هذه العناصر والاعشاب توضع مع بعضها، لكنك تخضعين للوصفة كما هي، هكذا تخضعين لزوجك من منطلق مخافة الرب.
“١ كَذلِكُنَّ أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ الْبَعْضُ لاَ يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ، ٢ مُلاَحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ الطَّاهِرَةَ بِخَوْفٍ”(١ بطرس ٣: ١، ٢)
“بِسِيرَةِ”: سلوك
“بِدُونِ كَلِمَةٍ“: لن يقبل منك كلام.
“الطَّاهِرَةَ”: المتفردة النقية بخوف كما للرب.
تعتقد بعض الزوجات أن خضوعهن لأزواجهن هو ضعف، لكن الخضوع الحقيقي هو “كما للرب” كما يقول الكتاب وهنا تكون النتيجة وقوف الروح القدس في صفك. سبب قصر النفس عند الكثيرين هو تصديقهم لعدم فاعلية الكلمة وتصديق أمثلة فاشلة لأشخاص غير متضعين تحت الكلمة ويعانون، الحل أن تعملي عملية فكرية صحيحة تجاه الزوج. (ادرس عظات الارتباط)
“مُلاَحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ الطَّاهِرَةَ بِخَوْفٍ” (١ بطرس ٣: ٢): في اليونانية تعني استمري في علاقتك بزوجك بكل هيبة وتقدير داخلي وفكري نحوه باحترام وكرامة تصل إلى مرحلة المدح، وتكوني مخصصة له وتحبينه بعمق وتستمتعي به.
كُفي عن لغة الانتقاد والتأنيب، فكما تقول كلمة الله: “كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٌ لِلطَّاهِرِينَ”(تيطس1: 15)، أي كل شيء بحسب طريقة تفكيرك فيه، وإن لم تضبطي ذهنك بالطريقة الكتابية ستعانين، وإن كنتِ تحاولين الخضوع دون رضا سوف يشعر الزوج لأن القلب يتحدث.
“٢٣ لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. ٢٤ وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ. ٢٥ أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، ٢٦ لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، ٢٧ لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ. ٢٨ كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ” (أفسس ٥: ٢٣-٢٨)
ما هو الضمان لنتائج الخضوع؟ الضمان هو أن الزوجة تعلم إنه يوجد إله يحكم بعدل، إن كانت الزوجة تعيش بالكلمة وزوجها لا يعتني بها؛ سيقف ضده المسيح شخصيًا، في (1كو3: 17) تجد أن من يقترب إلى الكنيسة الرب بنفسه يدمره بشرط أن تكون كنيسة قوية، وإذا نظرت لأي حقبة عانت فيها الكنيسة، تستطيع التفريق بين كنيسة قوية وكنيسة منهزمة. راجع جيدًا ما جاء في (أعمال 4) مِن ضرب واضطهاد للرسل لكنهم بعدها عادوا وبشروا بالمسيح، لذا لابد للزوج أن يعتني بزوجته كما يعتني المسيح بالكنيسة تمامًا.
٣-الخضوع للخدام.
“١٣ مِنْ أَجْلِ هذَا قَدْ تَعَزَّيْنَا بِتَعْزِيَتِكُمْ. وَلكِنْ فَرِحْنَا أَكْثَرَ جِدًّا بِسَبَبِ فَرَحِ تِيطُسَ، لأَنَّ رُوحَهُ قَدِ اسْتَرَاحَتْ بِكُمْ جَمِيعًا. ١٤ فَإِنِّي إِنْ كُنْتُ افْتَخَرْتُ شَيْئًا لَدَيْهِ مِنْ جِهَتِكُمْ لَمْ أُخْجَلْ، بَلْ كَمَا كَلَّمْنَاكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ بِالصِّدْقِ، كَذلِكَ افْتِخَارُنَا أَيْضًا لَدَى تِيطُسَ صَارَ صَادِقًا. ١٥ وَأَحْشَاؤُهُ هِيَ نَحْوَكُمْ بِالزِّيَادَةِ، مُتَذَكِّرًا طَاعَةَ جَمِيعِكُمْ، كَيْفَ قَبِلْتُمُوهُ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ. ١٦ أَنَا أَفْرَحُ إِذًا أَنِّي أَثِقُ بِكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ” (٢ كورنثوس ٧: ١٣-١٦)
“قَبِلْتُمُوهُ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ”: شيء مطمئن جدًا إنكم ترونه مثل كليم الله لأنه يقدم كلمة الله، وقد فرحنا بسبب طاعتكم وخضوعكم. إن لم تقدر خادم الرب لن تستقبل منه، كذلك إن كنت تستخف بمعلم أو بوالديك لن تستطيع الاستقبال منهم.
تتبع بعض الأماكن في أمريكا الآن تقليدًا غير كتابي وهو مناداة القس والخدام بأسمائهم دون ألقاب، والقساوسة هم من شجعوا على ذلك لكنك تجد جميع الرسائل تذكر دائمًا “بولس الرسول” باستثناء رسالتين فقط. كانت بداية هذا الأمر هو ظهور حركة منذ زمن في أمريكا تنادي بسيطرة تامة شديدة للقساوسة لدرجة أن المخدوم لابد أن يستأذن من الخادم ليشتري طعامه، وأيضًا الزوج’ قبل أن تنفق دولارًا واحدا لابد أن تستأذن الزوج، وهذه حالة من السيطرة غير الكتابية، لكن بعدها تم انقلاب هذه القوانين إلى العكس تمامًا، ولم يؤخذ في الاعتبار أن هذا القس إناء وضع الله كلامه فيه ومكتوب أن الله أعطى ناس هدايا لناس. ” لِذلِكَ يَقُولُ: «إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا»” (أفسس ٤: ٨) يخاف بعض الرعاة قول هذه الكلمات من على المنابر.
“٤٠ مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي، وَمَنْ يَقْبَلُني يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. ٤١ مَنْ يَقْبَلُ نَبِيًّا بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَقْبَلُ بَارًّا بِاسْمِ طلع بَارّ فَأَجْرَ بَارّ يَأْخُذُ، ٤٢ وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ»” (متى ١٠: ٤٠-٤٢)
“فَأَجْرَ”: أي نتيجة.
“بَارًّا”: أقل من النبي(المؤمنين)
“الصِّغَارِ”: التلاميذ.
هنا يوضح أن النتيجة والفائدة تعود على الشخص نفسه، لذلك الأمر مرتبط بنظرتك للآخرين. يضيع البعض هذه النتائج بسبب التعامل بعدم هيبة مع الفقراء. ماذا أيضًا عن رجال الله؟ اسم الرب دعي عليهم، حتى وإن كنت مختلفًا معهم لا تتدخل. حينما تكون الكنيسة بهذا النقاء سوف تنساب المسحة بقوة، الأمر يتبلور في اتضاعك ومخافتك.
“١ أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ الْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ، ٢ ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّارًا، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ، ٣ وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ، بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ. ٤ وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى. ٥ كَذلِكَ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ، اخْضَعُوا لِلشُّيُوخِ، وَكُونُوا جَمِيعًا خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ:«اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً»”(١ بطرس ٥: ١-٥)
“نُظَّارًا”: منتبهون للرعيّة بلا تسلط.
“لأَنَّ اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً” الله يقاوم المستكبرين انتبه. تخيل إنك ستكون ضمن المصطفين في السماء المتضعين، إن كنت تريد أن تستقبل نعمة من الروح القدس فاتضاعك هو الطريق، ليس فقط وقت الصلاة في الكنيسة بل أيضًا في حياتك الشخصية، تقول الكلمة “قَبْلَ الْكَسْرِ الْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ السُّقُوطِ تَشَامُخُ الرُّوحِ”(أمثال16: 18).
لا تقلل مهابتك للرب، انظر إلى الحيوانات وهي تسمع أي صوت تجد آذانها تنتصب؛ هكذا الانسان عليه أن ينتبه بآذان صاغية لكل ملحوظة. لا تحزن على نفسك، لا تشاهد جرائم وحوادث العالم.. كل هذا يقلل من مخافة الله داخلك. أقول المؤمنين القدامى: لابد أن تلمع مخافة الله بداخلك والتي تظهر في غفرانك للآخرين، اسقط التهمة التي بداخلك ناحية الآخرين، فالغفران والمحبة أساس حياتك.
تمرين روحي: فكر في الكم الذي فعله الرب من أمور ضخمة تجاهك، فتصير هيبة بداخلك. انظر لقصة المرأة التي اُمسكت في ذات الفعل وكان الحكم عليها أن تُرجَم لكن يسوع لم يصغِ لكلامهم. هل ستصل الكنيسة لهذا المستوى من الهيبة قبل الاختطاف؟ الإجابة نعم… تصير بلا غضن، لأنك تقابلت مع هيبة ومحبة الله لن تستطيع أن تستخف بأي أحد، وستذوب كل الخلافات بينك وبين أي شخص.
ستقول: أنا بالفعل غُفِرَ لي فكيف لا أغفر للآخرين؟! تعامل بهيبة مع كلمة الله ولا تقلل منها. إن رأيت أقل شيء في عالم الروح (ملاك أو غيره) لن تستطيع أن تستجمع ذاتك. إن كان الذهب والفضة لهم قيمة عالية، لكنك أنت أغلى منهم، ستجد كثيرين يكرهونك لكن أكثر منهم سيقتربون إليك.
لا يصح أن تتمرد على كلمة الله، حينما حدث تمرد لم يبقَ إبليس في السماء. عليك أن تخضع وتخاف الله وهذا لن يحدث إلا بالكلمة والروح القدس فتجد الأمر به سلاسة. امتلئ بروح الله دائمًا حتى تصل إلى تلك المخافة. أن تهاب النصيحة والمشورة الكتابية، احترام الوقت، تقدير العبادة والتسبيح، هكذا سترى قوة الله تظهر بطريقة سهلة.
إن لمعت الكنيسة في هذه الأمور، الله يعطي نعمة، بمعنى قدرة خارقة غير مسبوقة تُعطَى لك إن كنت من الخاضعين المتضعين.، في علم “الإيتومولوچي”، يستخدم هذا التعبير مع الآلهة، أي إن هذا الشخص لديه لمسة خارقة من الآلهة. أنت لديك هذه النعمة.
ـــــــــــــــــ
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download