القائمة إغلاق

مخافة الرب هي حياتك – الجزء 6 The Fear of the Lord Is Your Life – Part

 

لمشاهدة العظة علي الفيس بوك أضغط هنا

لسماع العظة علي الساوند كلاود أضغط هنا

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب

 

 

 

مخافة الرب هي حياتك – الجزء 6 

 

▪︎ مخافة الرب ومُعاداة العالَم.

▪︎ احذرْ هذا المُخفِّض!

▪︎ هل تقدم الغالي؟!

 ▪︎ خلاص النَفْس ومدى أهميته.

▪︎ (إرميا ٦)، (متى ١١)، (أمثال ١) والعلاقة بينهم.

▪︎ لا مَفر مِن التدريب!

▪︎ مخافة الرب والعبادة.

▪︎ مخافة الرب ومُعاداة العالَم:

 مخافة الرب هي حياتك، هي أنفاسك، هي كل شيء، هي التي تُصلِح كل شيء، كم هو رائع أن تعيش حياتك في هذه المخافة! وأن تعرف كيفية التعامُل مع الناس من هذا المُنطلَق. أيضًا يمكنك قياس المواقف من هذا المنطلق.

 يُمكِنك أن تُقدِّر ما يفعله الروح القدس في حياتك. إنْ كنت مُدرِكًا لمخافة الرب في قلبك وذهنك، تجد نفسك في حالة من التلميع المُستمِر، وهي حالة تُعنِي أنّ أي شيءٍ غير كتابي يُلقَى عليك يمكنك أن تلفظه وتكرهه، تجد نفسك مُشتعِلاً طوال الوقت، فليس هناك احتمال أن تنطفئ.

 هناك الكثير من الناس الذين يعانون من الانطفاء، لكن كلمة الله واضِحة جدًا حيال هذا الأمر، إنّ مخافة الرب هي التي تجعلك كالطفل في روحك؛ “١٧ لاَ يَحْسِدَنَّ قَلْبُكَ الْخَاطِئِينَ، بَلْ كُنْ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ الْيَوْمَ كُلَّهُ.” (الأمثال ٢٣: ١٧). لا تدعْ قلبك ينجرف بأمور العالم أو الشرّ من حولك.

 “لاَ يَحْسِدَنَّ قَلْبُكَ الْخَاطِئِينَ”؛ يُعنِي هذا أنْ لا تدعْ قلبك يتفاعل مع الأمور التي تجري حولك، وهذا يُعنِي أن تفاعُلك وانفعالك مُرتبِطان بمخافة الرب. كُنْ شخصًا مُتفاعِلاً طوال الوقت مع الأمور التي تَخُص الرب فقط، السِرّ في “مخافة الرب”، وأن تكون طفلاً وتتعامل مع أبسط الأمور بدقة ولا تُهملها.

 يستمر إبليس في تدمير الفرحة في أذهان الناس، كما يسعى لتدمير مخافة الرب لديهم أيضًا، حتى تصل لمرحلة عدم تقدير ما يفعله الرب في حياتك، وأن تستخف بأنك تجد سريرًا تنام عليه ليلًا مثلاً، يجب أن تحتفل بأبسط الأشياء التي يفعلها الرب في حياتك.

مخافة الرب هي حالة مِن الحراك والتَحرُّك والسماح للكلمة بأن تأخذ مجراها في تفكيرك وتُغيِّرك، وبمجرد أن تُصبح لينًا بهذه الطريقة، ستجد نتائج ضخمة، لذلك يجب أن يكون لديك حالة من الهيبة والتقدير.

▪︎ احذرْ هذا المُخفِّض!

 لقد قلت سابقًا إننا كشعب وكعرب أذكياء، تفرق معنا دائمًا الأشياء ذات القيمة العالية، وإن لم تَكُن فلا تأثير لها علينا. وتظهر في مواقف مثل؛ مدْح شخص ما عند قيامه بإنجاز كبير في العمل، لكن حين يُنقِذ ذات الشخص العمل من مشكلة ما، فإنه قد يُمدَح أيضًا ولكن ليس بمقدار المدح المُقدَّم في حالة الإنجاز. أيضًا إن لم تكُن النكتة ثقيلة فلا نضحك، فقط يناسبنا العيار الثقيل!

 كأشخاص أذكياء هذا ليس أمرًا مُعيبًا، ولكن في نفس الوقت إن تعاملت هكذا تجاه كلمة الله، سيُولِّد هذا لديك استخفافًا بها، ووقتها ستتدمّر مخافة الرب في حياتك، ويصل الأمر إلى درجة أنْ ترى الآيات باعتيادية وأن ليس فيها جديدٌ.

 يصل الأمر أيضًا إلى أن يَمس اتّجاه القلب هذا مرونتك وخضوعك لتصحيح الكلمة! فتبدأ في رؤية الخطأ على إنه أمرٌ عاديٌّ جدًا! كأشخاص أذكياء، نحتاج إلى توجيه هذا الذكاء بشكل صحيح، لتقدير ما يفعله الرب في حياتك حتى وإن بدا صغيرًا.

 لذلك يقول الرب: “لا تنفعل ولا تتفاعل مع أي شيء تسمعه أو تراه طالما يُضاد الكلمة، ولكن كُنْ في مخافة الرب كل اليوم”، والعكس هو التفاعُل والانفعال مع كل ما هو بعيد عن العالم، أي ما هو للرب فقط.

 لا تسمح لأي شخص أو شيء بالقيام بتخفيض مخافتك لله ولكلمته. انتبه! دائمًا هناك مُخفِّض في أذهاننا يُقلِّل من هول وضخامة الكلمة. كما أنّ هناك أرواح كانت لها فرصة لسنوات عديدة نتيجة الجهل بكلام الله، إنهم دائمًا يستخفون بك.

 مثلاً؛ إنْ صليت لبضع دقائق، تجدهم يقولون لك أنت لم تُصلِّ بما فيه الكفاية، وإن درست الكلمة، فإنهم يجعلونك تشعر أنك لم تدرسها كما يجب، هناك مَن يُلقي باللوم عليك طوال الوقت! لا تسمح لإبليس أن يفعل بك هذا.

 إنْ رأيت ما تقوله كلمة الله فسوف تُضخِّم كل ما تفعله ولن تستصغر شيئًا، ولكن في إطار الكلمة. مثلاً إن كنت مُهمِلاً لوقتك مع الرب في دراسة الكلمة والصلاة وبدأت تنتظم في هذا الأمر، هذا رائعٌ في حدّ ذاته، افرحْ بتلك البوادر الرائعة وحافِظْ عليها.

 هناك البعض أيضًا مَن يرون أنّ المعجزة والتغيير يجب أن يَحدُثا في الحال وإلَّا فإنها ليست مُعجزة ولا يعتبرون التَدرُّج على إنه أمرٌ إلهيٌّ، فمثلاً إن كان لدى الوالدين ابن/ة مُتمرِّدًا، وبعد تَشفُّع ومثابرة من الأبوين في زَرْع الكلمة فيه، ويبدأ الابن/ة في الطاعة في شيء واحد فقط….

 للأسف وقتها قد تجد الأب أو الأم يقول: “إن ابني مازال مُتمرِّدًا!” هذا خاطئٌ، لقد بدأت قوة الروح تعمل في هذا الابن بالفِعْل، بينما أنت غير مُمَيِّز لها. أيضًا إن كان الشخص مريضًا ويسلك بإيمان للحصول على شفائه، وتبدأ أعراض المرض في الانخفاض، هذا نتيجة لأن إيمانه يعمل، والإنسان مُستمِرٌ ينظر إلى شيءٍ آخر وهو أن يستلم شفاءه فورًا، وهو لا يعلَّم إنه بذلك يُبطِل معجزته!

 هناك مُخفِّضٌ داخليٌّ وهذا له علاقة بمخافة الرب. تُوضِّح كلمة الله إنه كلما فَكَّرت فيما فَعَلَه الله ورَّكزتْ ذهنك عليه وعلى ما يفعله، فإنك بالتالي في مخافة الرب، ويجب أن يكون هذا طوال اليوم وليس أثناء الصلاة فقط، هناك بعض الناس يُصلون بطريقة مُعينة ويأخذون وضعية للصلاة، أما بقية اليوم فهو يتصرَّف بشكل مُختلِف، ومن الممكن جدًا أن يتكلَّم بشكل غير صحيح، وهو لا يُدرِك إنه يجب أن يبقى في هذه المخافة طوال الوقت وإنه في حضور الله.

 هذه النقطة التي تَحدَّثَ عنها بولس الرسول هي إننا نتحرَّك دائمًا أمام الرب، مُدرِكين لحضور الله، وليس كبشر عاديين؛ “١٧لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.” (٢ كورنثوس ٢: ١٧).

 “نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ“؛ إنه لا يتحدَّث هنا عن حلفان “أمام الله” كما يظن البعض، ولكن ما يُعنيه هنا هو إننا نُدرِك حضور الله وأننا نقف أمام الرب وجهًا لوجه، ويقول إننا عندما نتعامل مع الأمر لا نغش لأننا نُدرِك إننا نقف أمام الله، هذه طريقة تفكير، هذه هي مخافة الرب، ولكن بصيغة أخرى.

 

▪︎ هل تُقدِّم الغالي؟!

“١٢ فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي».” (التكوين ٢٢: ١٢).

 “الآنَ عَلِمْتُ”، هناك الكثير من الناس يتساءلون؛ هل الله عَلِمَ وقتها فقط؟! أليس هو كُلي المعرفة؟! وقد شرحت هذه النقطة تحديدًا في مدرسة الكتاب المقدس. لكن دعني أُوضِّح لك سريعًا؛ هناك صياغة مُعيَّنة يتعامل بها الله مع الناس ليجعلهم يفهمون ما هو يقول، هذه هي اللغة المفهومة لديهم، فلا تنسَ أنّ الوحي وصلَ إلينا بالتدرُّج.

 في الوقت نفسه، يهم الله كيف يتصرَّف الإنسان على أرض الواقع، مثل بطرس الذي ظلَّ يقول ليسوع: “لن أُنكرِك”، ولكنه أَنكره في الواقع، هناك فرقٌ لقد تحدَّثَ الرب في هذه الحادثة عمَّا سيَحدُث وليس عمَّا يقوله بطرس. فهناك الكثير مِمَّن يقولون: “أنا مُستعِدٌ لهذا”، لكن في الواقع لا يفعلون ما يُكلَّفون به!

 بالمُنطلَق نفسه هنا يقصد أن يقول له: “إنني رأيتك يا إبراهيم في المحك العملي، لم تمسُك ما هو غالٍ وثمين عني!” سبقَ وأوضحت في سلسلة “الرب قريب” أن هذا الأمر استغرق ثلاثة أيام حتى يستعد إبراهيم، وهذا يشير إلى صلب الرب يسوع، فاستمر إبراهيم في رؤية ابنه يموت على يديه، وهذا ليس بالأمر السهل، لكن الكتاب يُوضِّح إنه كان يُؤمِن بأنه سيعود بقوة القيامة، وانتهى هذا الصراع الداخلي بالنسبة له خلال ثلاثة أيام قبل أن يقوم بتقديم ابنه.

 لكن دعونا ننظر إلى إسحاق لبعض الوقت، فهو تحقيق كلمة الله لإبراهيم، هو ابن الموعد، أتى نتيجة الإيمان؛ “زرع بإيمان”! تخيَّل معي أنّ الروح القدس يُخبِرك عن شيء لتضع إيمانك به، وبعدما تحصل عليه، تجده يقول لك أن تُقدِّم هذا الشيء!

 إنه ليس سهلاً على مَن يسلكون بالبشرية، لماذا؟ الأمر فيه غلوٌ وقيمةٌ، فبالتأكيد حتى يسلك عكس ما يشعر به كلَّفَه جهدًا، لكن مخافة الرب هي أن ترى قيمة الرب أعلى بكثير من قيمة هذا الشيء مهما كان غاليًا!

 تجعلك مخافة الرب قادِرًا على تقديم ما هو غالٍ، ويمكن أن يكون معنويًا مثل صورتك أو سُمعتك والخوف عليها من أن تتلوَّث أمام الناس، أو أن تبدأ في إظهار لونك وأنك شخصٌ يحب الاستقامة كما عَلَّمك الكتاب، بالطبع يجب أن تُعبِّر عن هذا بطريقة فيها احترام للآخرين.

 لكنك لا تتماشى مع الناس في لغتهم أو أفكارهم على حساب حياتك الروحية بل تبدأ في إظهار لونك. قد يُسبِّب هذا بعض السُخرية لك، لكن هل ترى أنّ هذا يستحق؟! تجعلك مخافة الرب تفعل ذلك بسهولة، ومن داخلك لن تقدر أن تفعل عكسه.

 

 ▪︎ خلاص النَفْس ومدى أهميته:

 أَخَذَ بعض الناس يتدرَّبون كثيرًا على رَفْع أصوات أجسادهم بسبب التعليم غير الدقيق، لم يعودوا يقمعون أجسادهم! فبدأ الناس يقدِّرون ما يشعرون به، وللأسف يجد الشخص نفسه بلا شغف تجاه دراسة الكلمة والصلاة ويصبح فِعْل هذا بالنسبة له وكأنه يُقدِّم تضحية!

 أيضًا نسمعه يقول: “إنني أشعر بعدم رغبة في فِعْل هذا، كيف سأقضي وقتي في الصلاة ودراسة الكلمة؟!” بالتأكيد عندما ينتبه الشخص لِما يشعر به ويتعامل معه على إنه حقيقة، سيتفاقم. الحلّ هو أن يجعل الإنسان هذا الأمر بلا قيمة. مخافة الرب تُعنِي ألّا تُعطِي قيمةً لأي شيء سوى الرب فقط، حتى لو كان الشيء ثمينًا جدًا لديك.

“١٦ وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، ١٧ أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، ١٨ وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».” (التكوين ٢٢: ١٦-١٨).

“وَيَتَبَارَكُ” يقصد إنه يوجد بركات لهذا الأمر.

“١٢ إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، ١٣ لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ.” (فيلبي ٢: ١٢، ١٣).

 “تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ”؛ تُعنِي ألّا تثق في رأيك الشخصي، وأن تكون حذرًا للغاية، وتُبقِي ضميرك حساسًا، وأن تكون ساهِرًا ضدّ أي تجربة، وتتحرَّك بهيبة وخجل وتبتعد مُنكمِشًا عن كل ما هو ضدّ الرب أو يُشين اسمه. حالة من الخجل والانسحاب السريع من أي شيء يُسبِّب تعطيل في حياتك، حالة من الحذر والانتباه من الأمور التي قد تُؤثِّر على علاقتك بالرب.

 “لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ”؛ ما يقصده هو إنه من جهة الله فهو يعمل! هو لن يرتكب خطية ويُقصِّر في دوره! هو ذاك الصوت الذي يأتي إليك ويُخبِرك أن تفعل هذا الشيء، وتتصرَّف على هذا النهج! أنت غير متروك بمفردك، أنت لست يتيمًا! كما شرحت في سلسلة “خلاص نفوسكم” وقلت إن الخلاص كامل لروح الإنسان منذ لحظة قبول يسوع، أما النفس البشرية والجسد، فهذا هو عملك ويجب عليك إكماله.

 لهذا يقول: “تَمِّمُوا” ولا يُصلي إلى الرب ليُتمِّمه، الخلاص كامل كإعدادات في روحك، ولكن يبقى لك أن تُخرِجه على النفْس والجسد، هناك عملٌ يجب عليك القيام به على النَفْس والجسد.

 يوجد بعض الاعوجاج الذي يجب عليك إصلاحه أمام الكلمة، وحالة الكبرياء وعدم الخضوع للمكتوب وإلقاء الأفكار غير الكتابية على ذهنك، كل هذا بمجرد قبولك ليسوع، تبدأ ماكينة روحك تعمل على ذهنك المُمتلِئ بهذه الأفكار، لذا فإن التعليم والتلمذة مهمان جدًا بعد قبولك ليسوع.

 تخيّل معي إنسانًا قَبِلَ يسوع ولم يعمل على خلاص نفسه (أفكاره ومشاعره وإرادته)! هو بذلك لن يُتمّم مشيئة الرب لحياته. يتكلَّم الروح هنا قائلاً: “افعلْ هذا وأنت واعٍ، بخوف ورعدة”.

 عندما تسير مع الروح القدس وتكون مُنتبِهًا وتأخذ الأمر على محمل الجد بخوف ورعدة، أي في حالة من الهيبة، ويصبح هذا مسألة حياة أو موت بالنسبة لك. لن تستهين بأي موقف أو كلمة تقولها أو حتى وقتك الذي لا تُجيد إدارته في بعض الأوقات، حيث إنه يوجد بداخلك خوف ورعدة.

 “١٣ لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ“؛ يعمل الله بذاته في داخلك، لتَهَبْ هذا الأمر! إنه ليس بهينٍ. في كل مرة تقول “لا” لوعظة أو لشخص يتحدَّث إليك بكلام الله، فإنك تقول “لا” للروح القدس شخصيًا، الأمر خطيرٌ! أنت لا تقاوم بشرًا، قد يبدو لك إنها نصيحة ولكنها أوامر، وبالطبع الأمر متروكٌ لك.

 عندما تُعطِي هيبة لِما يَخص الروح، تجد الأمور تأخذ مجراها في حياتك بقوة، الرب هو الذي عَمِلَ فيك. يقول البعض: “ليس لدي إرادة”، إنْ تركت الروح القدس يعمل فيك، فسوف تريد وتعمل من أجل المسرة، ستجد حياتك مليئة بالمسرة. تذكَّروا معي أنّ حالة التقليل والاستخفاف هي حالة شيطانية تضرب مخافة الرب لديك.

▪︎ (إرميا ٦)، (متى ١١)، (أمثال ١) والعلاقة بينهم:

 “٢٨ تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. ٢٩ اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. ٣٠ لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ». (متى ١١: ٢٨-٣٠)؛ كان الرب يسوع هنا يقتبس شيئًا من العهد القديم.

“١٢ وَتَتَحَوَّلُ بُيُوتُهُمْ إِلَى آخَرِينَ، الْحُقُولُ وَالنِّسَاءُ مَعًا، لأَنِّي أَمُدُّ يَدِي عَلَى سُكَّانِ الأَرْضِ، يَقُولُ الرَّبُّ. ١٣ لأَنَّهُمْ مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ، كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ. وَمِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ، كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ. ١٤ وَيَشْفُونَ كَسْرَ بِنْتِ شَعْبِي عَلَى عَثَمٍ قَائِلِينَ: سَلاَمٌ، سَلاَمٌ. وَلاَ سَلاَمَ. ١٥ هَلْ خَزُوا لأَنَّهُمْ عَمِلُوا رِجْسًا؟ بَلْ لَمْ يَخْزَوْا خِزْيًا وَلَمْ يَعْرِفُوا الْخَجَلَ. لِذلِكَ يَسْقُطُونَ بَيْنَ السَّاقِطِينَ. فِي وَقْتِ مُعَاقَبَتِهِمْ يَعْثُرُونَ، قَالَ الرَّبُّ. ١٦ «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قِفُوا عَلَى الطُّرُقِ وَانْظُرُوا، وَاسْأَلُوا عَنِ السُّبُلِ الْقَدِيمَةِ: أَيْنَ هُوَ الطَّرِيقُ الصَّالِحُ؟ وَسِيرُوا فِيهِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. وَلكِنَّهُمْ قَالُوا: لاَ نَسِيرُ فِيهِ!” (إرميا ٦: ١٢-١٦).

 يتحدَّث هنا عن حالة من الخِفة والاستهتار، كما نرى أيضًا الرب وهو يُقاضي اتّجاهات القلب وليس فقط الأفعال. هل تهتز عندما ترى الكلمة أم لا؟! أيُحرِّكك ما فَعَله يسوع في الصليب والقيامة؟! هل هذا يهزك ويُحرِّكك في داخلك أم تعتبره عاديًّا؟!

 “لِذلِكَ يَسْقُطُونَ بَيْنَ السَّاقِطِينَ”؛ لو أنهم أخذوا الأمر على محمل الجد، لَما سقطوا.

 “لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْب”؛ يقول لهم الرب يسوع هنا على الطريقة: “إن سِرتم معي تجدوا راحة لنفوسكم”.

 الوداعة والتواضع هي حالة من الهيبة والتقدير للأشياء الإلهية، والخجل والخزي من الأشياء الخاطئة. هنا يتكلَّم الرب في إرميا ويقول: “ابحثوا عن الطُرق القديمة” أي “Haggadah” “هاجادا” والتي تُعنِي “ترديد آيات وكلمات كثيرة” فَهُم دائمًا كانوا يلهجون ويتأمَّلون في الآيات المذكورة في (أمثال ١) التي تتكلَّم عن الحكمة.

“١٨ أَمَّا هُمْ فَيَكْمُنُونَ لِدَمِ أَنْفُسِهِمْ. يَخْتَفُونَ لأَنْفُسِهِمْ. ١٩ هكَذَا طُرُقُ كُلِّ مُولَعٍ بِكَسْبٍ. يَأْخُذُ نَفْسَ مُقْتَنِيهِ. ٢٠ اَلْحِكْمَةُ تُنَادِي فِي الْخَارِجِ. فِي الشَّوَارِعِ تُعْطِي صَوْتَهَا. ٢١ تَدْعُو فِي رُؤُوسِ الأَسْوَاقِ، فِي مَدَاخِلِ الأَبْوَابِ. فِي الْمَدِينَةِ تُبْدِي كَلاَمَهَا ٢٢ قَائِلَةً: «إِلَى مَتَى أَيُّهَا الْجُهَّالُ تُحِبُّونَ الْجَهْلَ، وَالْمُسْتَهْزِئُونَ يُسَرُّونَ بِالاسْتِهْزَاءِ، وَالْحَمْقَى يُبْغِضُونَ الْعِلْمَ؟ ٢٣ اِرْجِعُوا عِنْدَ تَوْبِيخِي. هأَنَذَا أُفِيضُ لَكُمْ رُوحِي. أُعَلِّمُكُمْ كَلِمَاتِي.” (الأمثال ١: ١٨-٢٣).

 احذروا من دوافع القلب هذه، احذر أن تُخفِّف من دراستك اليومية للكلمة، الأمر خطير! يتساءل الرب نفسه؛ “ألّا يوجد هناك خزي!”؛ “١٥ هَلْ خَزُوا لأَنَّهُمْ عَمِلُوا رِجْسًا؟”

 تحدَّثت في أحد الاجتماعات عن حالة الاعتيادية على الشرّ التي وَصَلَ إليها البعض، فمثلاً في السابق كانت هناك حالة من الحرج تجاه «المانيكان العارية»، أما الآن فأصبح النظر لمِثْل هذه الأمر وحتى للملابس العارية الخليعة أمرًا عاديًا، إنه لأمر خطير! داخليًا عليك أن تقول لنفسك: “لا، لن أتلوَّث بهذا العالم” لا تُخفِض السياج، لا تعتدْ أبدًا على هذه الأشياء.

 تَذكَّرْ معي مَثَلَ القمح والزوان عندما قال العبيد لرب البيت: ٢… أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ (الزوان)؟ ٢٩ فَقَالَ: لاَ! لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ.” (متى ١٣: ٢٨، ٢٩). أتعلَّمْ السبب الذي لأجله رَفَضَ السيد جمع الزوان؟! هذا في صالح القمح، حتى لا يُقلَع مع الزوان.

 ما يَحدُث في العالَم من ظلام لا يُشكِّل مشكلة بالنسبة للكنيسة، لكن يجب على الكنيسة أن تعلَّم أنها الحلّ لهذا الظلام. سيزداد العالم ظلامًا وسيُخفِض السياج إلى النقطة التي ينتهي فيها كل ما هو أخلاقي، حتى يصل أن يأتي أشخاص يستعبدون أشخاصًا آخرين، وقد شرحت ذلك في تعليم “الأخرويات“.

 يبدأ التَحكُّم تدريجيًا من خلال التَعوُّد على جُمل مُحدَّدة هذا ما يَحدُث في بعض الدول الآن، فتجدهم يقولون: “لا تُجبِر ابنك على تحديد جنسه، ليختَرْ هو إن كان يريد أن يكون ذكرًا أو أنثى!”، هذه حالة من الظلام!

 أيضًا تجد أشخاصًا تري إنه ليس من الضروري أن يُؤمِنوا بكل كلمة من كلام الله فَهُم يرون أنّ الكتاب المُقدس لا يُقدِّم حلولاً لكل شيء، لذلك لجأوا إلى حلول بشريّة بعيدة عن الكلمة، في سبيل إيجاد حلول واقعية من وجهة نظرهم! للأسف هُم سيخزون ولن يجدوا راحةً في نفوسهم وسيزدادون في الخطيئة.

 لذلك قال لهم الرب: “ارجعوا إلى الطُرق القديمة” ع ١٦، لقد تحدَّثْتُ في مُؤتمر الأعضاء عن لفظ “أضْرِمْ”، وهو يُعنِي تذكُّر الأشياء التي بدأت بها. لا تدَّعِ أنّ هذه الأمور تخص الطفولة الروحية فقط، بل استمرْ في القيام بهذه الخطوات حتى لو كنت شيخًا روحيًا، لتشتعلْ نفسك بالكلمة وما حدثَ في حياتك نتيجةً لأيدي الروح القدس العامِلة فيك.

“٢٣ اِرْجِعُوا عِنْدَ تَوْبِيخِي. هأَنَذَا أُفِيضُ لَكُمْ رُوحِي. أُعَلِّمُكُمْ كَلِمَاتِي. ٢٤ «لأَنِّي دَعَوْتُ فَأَبَيْتُمْ، وَمَدَدْتُ يَدِي وَلَيْسَ مَنْ يُبَالِي، ٢٥ بَلْ رَفَضْتُمْ كُلَّ مَشُورَتِي، وَلَمْ تَرْضَوْا تَوْبِيخِي. ٢٦ فَأَنَا أَيْضًا أَضْحَكُ عِنْدَ بَلِيَّتِكُمْ. أَشْمَتُ عِنْدَ مَجِيءِ خَوْفِكُمْ. ٢٧ إِذَا جَاءَ خَوْفُكُمْ كَعَاصِفَةٍ، وَأَتَتْ بَلِيَّتُكُمْ كَالزَّوْبَعَةِ، إِذَا جَاءَتْ عَلَيْكُمْ شِدَّةٌ وَضِيقٌ. ٢٨ حِينَئِذٍ يَدْعُونَنِي فَلاَ أَسْتَجِيبُ. يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ فَلاَ يَجِدُونَنِي. ٢٩ لأَنَّهُمْ أَبْغَضُوا الْعِلْمَ وَلَمْ يَخْتَارُوا مَخَافَةَ الرَّبِّ. ٣٠ لَمْ يَرْضَوْا مَشُورَتِي. رَذَلُوا كُلَّ تَوْبِيخِي. ٣١ فَلِذلِكَ يَأْكُلُونَ مِنْ ثَمَرِ طَرِيقِهِمْ، وَيَشْبَعُونَ مِنْ مُؤَامَرَاتِهِمْ. ٣٢ لأَنَّ ارْتِدَادَ الْحَمْقَى يَقْتُلُهُمْ، وَرَاحَةَ الْجُهَّالِ تُبِيدُهُمْ. ٣٣ أَمَّا الْمُسْتَمِعُ لِي فَيَسْكُنُ آمِنًا، وَيَسْتَرِيحُ مِنْ خَوْفِ الشَّرِّ». (الأمثال ١: ٢٣-٣٣).

 أرأيت هذا! الحلّ هو خضوعك لله ولكلمته، وعندما تفعل هذا، ستجد الروح القدس يعمل في حياتك، وستجد نفسك تفهم الكلمة بسهولة.

 “٢٩…وَلَمْ يَخْتَارُوا مَخَافَةَ الرَّبِّ”؛ لأنهم لم يخافوا الرب، بل خافوا من العالَم، فعندما تخاف الرب لن تخاف العالَم. تعلَّمْ ألّا تهاب شيئًا آخر فوق الرب، هناك مَن يهاب أشخاصًا ما أو مواقف مُعينة، أين هيبة الرب إذًا؟ هيبتك للرب تجعلك كالأسد لا تخشى شيئًا، حيث إنها هيبة مَبنية على الكلمة.

 هنا نربط ما قيل في (إرميا ٦)، و (متى ١١)، و (أمثال ١) ببعضهم البعض؛ ما هي الطُرق القديمة المذكورة في إرميا؟ أنْ يضع الإنسان هيبةً للكلمة، بلغة الرب يسوع أن يكون وديعًا ومُتواضِعَ القلب، أين راحة نفسك إذًا؟ أن تتضع تحت الكلمة وتستمع إليها.

 ▪︎ لا مَفر مِن التدريب!

كان بعض الناس لا يقبلون التصحيح، والآن يقبلونه، هذا رائعٌ! ولكن هناك مستوى أعلى، والذي مِن المُفترَض أن نسير عليه جميعًا، وهو أنّ ما تقوله الكلمة هو صحيحٌ، تذكَّرْ معي إنه في مخافة الرب ثقة شديدة. عندما تعتاد على هيبة الكلمة وتقديرها، وقتها ستُقدِّر الآية حتى لو لم تَكُن تتعلَّق باحتياجك.

 اعتَدْ أن تهاب الكلمة في حياتك، يتعلَّق الأمر بأن تسعى لمخافة الرب من خلال تحقيق خلاص نفسك بخوف ورعدة. لتهَبْ الكلمة وتُقدِّر النصيحة ولا تهمل دراستها. يجب أن تُقدِّم تقديرًا عندما يتحدَّث إليك الروح القدس عن تصحيح أمرٍ ما في حياتك، فالرب يعمل الرب، وحينما ترفض التصحيح، فأنت تقول “لا” للرب شخصيًا.

“١ فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ! ٢ لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا قَدْ بُشِّرْنَا كَمَا أُولئِكَ، لكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ الْخَبَرِ أُولئِكَ. إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي الَّذِينَ سَمِعُوا. ٣ لأَنَّنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ، كَمَا قَالَ: «حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي» مَعَ كَوْنِ الأَعْمَالِ قَدْ أُكْمِلَتْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.” (العبرانيين ٤: ١-٣).

 “فَلْنَخَفْ”: إنه يتحدث عن أن يكون هناك هيبة في داخلك، كما كان هناك أناس سمعوا الكلمة ولكنهم لم يدخلوا أرض الموعد، كذلك في العهد الجديد، احذر هذا!

 “إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي الَّذِينَ سَمِعُوا”: المقصود هنا أن سماعك للكلمة لا يُعنِي بالضرورة أنك تضع إيمانك بها، بل يجب أن تمزجها بالإيمان، أي تضع ثقتك فيها.

“١ لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، ٢ نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ.” (العبرانيين ١٢: ١، ٢).

“٨ وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ. ٩ ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟ ١٠ لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. ١١ وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ. ١٢ لِذلِكَ قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ، ١٣ وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى. ١٤ اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ، ١٥ مُلاَحِظِينَ لِئَلاَّ يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ. لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ انْزِعَاجًا، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ. ١٦ لِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ زَانِيًا أَوْ مُسْتَبِيحًا كَعِيسُو، الَّذِي لأَجْلِ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ. ١٧ فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَيْضًا بَعْدَ ذلِكَ، لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرِثَ الْبَرَكَةَ رُفِضَ، إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَانًا، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ. ١٨ لأَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَل مَلْمُوسٍ مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ، ١٩ وَهُتَافِ بُوق وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ، اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ لَهُمْ كَلِمَةٌ، ٢٠ لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ: «وَإِنْ مَسَّتِ الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ، تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ». (العبرانيين ١٢: ٨-٢٠).

 “٨ وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ”؛ عندما يرفض المؤمن تأديب وتصحيح الرب له، فكيف سيكون ابنًا أصليًّا؟ “إنه مثل الابن المُتبنَى، هذا ما يريد بولس قوله. ولكن لاحظ أنّ لفظ “تبني” له أكثر من صورة، بما في ذلك الصورة المُتعارف عليها لدينا الآن.

 أيضًا لدى الرومان له معنى خاص، فمثلاً كان قائد المئة يُمنَع من الزواج لئلا يُتشتَّت عن المهام المُوكَّلة إليه حتى عُمر مُعين، وعندما يتزوَّج بطريقة غير شرعية يُدعَى ابنه “عبدًا”، فمِن المُحتمَل أن غلام قائد المئة المذكور في (متى ٨).

 “١١…وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ”؛ أولئك الذين يخضعون لهذا التدريب سوف يأتون بثمار ويجدون الفرح، بالطبع قد يكون هناك بعض الألم أثناء التدريب، لكن لا تكُن قصيرَ النَفَس وتنظُر تحت رجليك!

 “١٣…مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً”؛ وهو هنا يتحدَّث عن أرض مستوية مستقيمة ليس بها مَطبَّات أو التفاف، وبمعنى آخر يريد أن يقول: “اصنعوا لأنفسكم حياةً بلا مشاكل”. ليس من الطبيعي أن يعيش الإنسان معجزات وبعدها يسقط مرة أخرى! لسنا مدعوين لنكون مثل إيليا الذي ضَعُفَ بعدما صَنَعَ إنجازًا كبيرًا وقد تكلَّمْتُ بشيءٍ من التفصيل عن هذا الموضوع في اجتماع الأعضاء.

 أيضًا عندما ننظر إلى الأشخاص التي تُعاني في حياتها من مشاكل كثيرة، هذا لأنهم لم يستمعوا إلى تأديب الكلمة، لم تأخذ الكلمة مجراها في حياتهم هؤلاء، بدءًا من حقيقة أن الكلمة يجب أن يكون لها سُلطانٌ، ويجب قبولها والاقتناع بها.

 “١٣…لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ” إنه يتحدَّث هنا عن شخص لديه احتمالية للسقوط. كما أن هذه الآية دليلٌ على أنّ الحياة المسيحية عندما تحياها، حتمًا ستجد نتائج. لكن هناك بعض الأشخاص الذين لديهم احتمالية السقوط، وهؤلاء هُم مَن يضعون العثرات أمامهم، حيث إن طريقهم مليئًا بالمَطبات، وهُم مَن قاموا بوضعها لأنفسهم نتيجةً لعدم سماع الكلمة. هل علمتْ الآن مِن أين يأتي السقوط؟!

 “١٥ مُلاَحِظِينَ (ممارسين المُراقبة) لِئَلاَّ يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ“؛ انتبه فهناك نهاية لنعمة الرب، هذا الأمر غاية في الأهمية، وللأسف لم يتمّ التحدُّث عنه كثيرًا، ممَّا جعل هناك حالة من الخِفة بهذه النعمة.

 “٢٠ لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ: «وَإِنْ مَسَّتِ الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ، تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ”؛ إنه دورك أن تمنع الشيء الذي يقلِّل الهيبة بداخلك تجاه الروحيات، أنت لك دورٌ في هذا، مع العِلم إنه كان من الممكن أن تحترق تلك البهيمة من حضور الله إن أرادات الاقتراب! ولكن هذا تأكيد على دور الإنسان في مَنْع أي أفكار غير كتابية تحاول الاقتراب إليك.

 تذكَّرْ معي كيف كان إبراهيم يزجر الجوارح عن ذبيحة العهد في (تكوين ١١:١٥) أثناء قَطْع ميثاق الرب معه، فهذا كان دلالة على تحرُّك إبليس! عندما تنظُر إلى الأعراف اليهودية ستجد الشيطان يتحرَّك حولك -بما في ذلك- من خلال الحيوانات. مثلاً يُمكنك النظر إلى مقتل إيزابل كما هو مذكور في (٢ ملوك ٩) .

 “فَقَالَ: «اطْرَحُوهَا». فَطَرَحُوهَا، فَسَالَ مِنْ دَمِهَا عَلَى الْحَائِطِ وَعَلَى الْخَيْلِ فَدَاسَهَا.” (الملوك الثاني ٩: ٣٣)؛ ليس من الطبيعي أن تُداس إيزابل من الخيل، هذا كان له معنى! إن مقتلها بهذه الطريقة كان له علاقة بما فعلته في حياتها، لقد عاشت مع الأرواح التي كانت تأكُل في ذهنها وكل أركان حياتها، هي من سمحت للأرواح بهذا.

 كانت إيزابل تتحرَّك، وتفعل بيديها، وتستخدم ذهنها، لذا قد أكلت الأرواح الشريرة (المُمَثَّلة في الكلاب) كل أحشائها ما عدا هؤلاء الثلاثة (الجمجمة والرجلين وكفي اليدين) ع ٣٥، ليس لأن الكلاب لم تَقدِر على أكل تلك الأعضاء لأنها شَبِعَتْ مثلاً، لا، بل هذا له معنى؛ ما مَرَّتْ به إيزابل في حياتها ظَهَرَ في استعلان أرواح شريرة من خلال الكلاب، وقامت الأرواح الشريرة بتدميرها وتَرَكتْ ما له معنى (تلك الأعضاء الثلاثة) وهذا معناه أن الشيطان أرادَ استغلال آخرين.

 لذلك يقول لنا الكتاب إنه عندما يمتلئ الإنسان بالغيرة والكراهية والحُزن، تُضرَب عظامه، كما أنّ هناك أشخاصًا يُضرَب إيمانهم في أجزاء مُعيَّنة! دائمًا يتحدَّث الكتاب عن أشياء لها مغزى، ويَحُثنا دائمًا على الامتناع عن كل ما ليس نقيًا أو مُقدَّسًا.

▪︎ مخافة الرب والعبادة:

“٢٢ بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، ٢٣ وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، ٢٤ وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ. ٢٥ اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أُولئِكَ لَمْ يَنْجُوا إِذِ اسْتَعْفَوْا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ عَلَى الأَرْضِ، فَبِالأَوْلَى جِدًّا لاَ نَنْجُو نَحْنُ الْمُرْتَدِّينَ عَنِ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ! ٢٦ الَّذِي صَوْتُهُ زَعْزَعَ الأَرْضَ حِينَئِذٍ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَعَدَ قَائِلاً: «إِنِّي مَرَّةً أَيْضًا أُزَلْزِلُ لاَ الأَرْضَ فَقَطْ بَلِ السَّمَاءَ أَيْضًا». ٢٧ فَقَوْلُهُ «مَرَّةً أَيْضًا» يَدُلُّ عَلَى تَغْيِيرِ الأَشْيَاءِ الْمُتَزَعْزِعَةِ كَمَصْنُوعَةٍ، لِكَيْ تَبْقَى الَّتِي لاَ تَتَزَعْزَعُ. ٢٨ لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى. ٢٩ لأَنَّ «إِلهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ». (العبرانيين ١٢: ٢٢-٢٩).

أريد أن أُركِّز هنا على كيف تَعبُد بمخافة ومهابة لهذا الإله.

 يقتبس هنا مِمَّا جاء في التثنية؛ “٩ إِنَّمَا احْتَرِزْ وَاحفَظْ نَفْسَكَ جِدًّا لِئَلاَّ تَنْسَى الأُمُورَ الَّتِي أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ، وَلِئَلاَّ تَزُولَ مِنْ قَلْبِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَعَلِّمْهَا أَوْلاَدَكَ وَأَوْلاَدَ أَوْلاَدِكَ. ١٠ فِي الْيَوْمِ الَّذِي وَقَفْتَ فِيهِ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ حِينَ قَالَ لِي الرَّبُّ: اجْمَعْ لِي الشَّعْبَ فَأُسْمِعَهُمْ كَلاَمِي، لِكَي يَتَعَلَّمُوا أَنْ يَخَافُونِي كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي هُمْ فِيهَا أَحْيَاءٌ عَلَى الأَرْضِ، وَيُعَلِّمُوا أَوْلاَدَهُمْ. ١١ فَتَقَدَّمْتُمْ وَوَقَفْتُمْ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ، وَالْجَبَلُ يَضْطَرِمُ بِالنَّارِ إِلَى كَبِدِ السَّمَاءِ، بِظَلاَمٍ وَسَحَابٍ وَضَبَابٍ. ١٢ فَكَلَّمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلاَمٍ، وَلكِنْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً بَلْ صَوْتًا. ١٣ وَأَخْبَرَكُمْ بِعَهْدِهِ الَّذِي أَمَرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِ، الْكَلِمَاتِ الْعَشَرِ، وَكَتَبَهُ عَلَى لَوْحَيْ حَجَرٍ. ١٤ وَإِيَّايَ أَمَرَ الرَّبُّ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ فَرَائِضَ وَأَحْكَامًا لِكَيْ تَعْمَلُوهَا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا. ١٥ «فَاحْتَفِظُوا جِدًّا لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَّا يَوْمَ كَلَّمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. ١٦ لِئَلاَّ تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، صُورَةَ مِثَال مَّا، شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، ٢٣ اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَنْسَوْا عَهْدَ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَكُمْ، وَتَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، صُورَةَ كُلِّ مَا نَهَاكَ عَنْهُ الرَّبُّ إِلهُكَ. ٢٤ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ، إِلهٌ غَيُورٌ.” (التثنية ٤: ٩-١٦، ٢٣، ٢٤)

 إن كان العهد القديم قد أكَّدَ على عدم استخدام الحواس الخمس في العبادة، فكم بالحري العهد الجديد!! لماذا ينتظر الناس اليوم استخدام الحواس الخمس في العبادة؟! لأن هذا لم يُعلَّم في الكنيسة، العبادة ليست عبارة عن مشاعر مُعيَّنة، أو ترنيمة ما، أو لحن مُحدَّد…إلخ. إنما هي في الحقيقة طريقة تفكير، مليئة بالهيبة والتقدير.

 هناك أمورٌ كثيرةٌ سَمَحتْ بها الكنائس في العبادة، ولم يعلموا أنها تَخدُم الشيطان! للأسف هي ما إلّا عبادات شيطانية! وهناك شكلٌ آخر وهو أنّ الإنسان يقوم بالعبادة حتى يستمتع، فتجده يقول لم أشعر بشيءٍ! افهمْ هذا؛ أنْ تَعبُد هذا ليس له علاقة بما تشعُر به.

 عندما دَخَلَ الله في علاقة مع الشعب، حَثَّهم بشدة على مخافة الرب وهيبته وكان هذا مُمَثَّلاً في قول الرب لهم بعدم النظر إلى الأشياء العيانية أو الحِسية (الأصنام)، كما قرأنا للتو في عددي ١٥، ١٦. فعندما ينقلب الوضع وتصبح تصلي لتشعر بالراحة، فأنت بذلك تَعبُد أصنامًا.

 أيضًا هناك مَن يقول: دخلت إلى مخدعي لأُصلي لأني شعرت بالتعب مِمَّا أواجه، دخلت حتى أرتمي في حضنه…إلخ، هذه الجُمل قد تبدو مُستقيمةً، ولكن لتحسين حالتك المزاجية ليس من خلال الصلاة فقط، بل أنْ تفهم ما تقوله الكلمة ناحية أمرك.

 لهذا قال موسى للشعب: “١٥ فَإِنَّكُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَّا….. ١٦ لِئَلاَّ تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا“. هل لاحظت! لم يروا صورةً لئلا يصنعوا تمثالاً، ولهذا ليس هناك شكلٌ إنسانيٌّ في تابوت العهد، فالحضور الإلهي غير مرئي.

 إنْ فهمت هذا الحق ستجد نفسك في عبادة مُستمِرة بغض النظر عمَّا تواجه، كما كان بولس يعبُد وهو في السجن. تخيَّلْ حتى وهو في أبشع الظروف كان يعبُد! لأن العبادة ليست مُرتبِطة بما تشعُر به. لابد أن يكون لديك تقديرٌ داخليٌّ ومهابةٌ لِمَّا تقوله الكلمة عنك! تعلَّمْ أن تضرب بسهم أي شيء يقترب منك، سواء كان أفكارًا غير سليمة كتابيًا أو حتى تشتيتًا.

 “٢٥ اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا”: إنه يستخدم هنا كلمة “blepō” في اليوناني والتي تُعنِي أن تنتبه جيدًا، حالة من التركيز الشديد، أن تُمعِن النظر. احذر ولا تعتذر عندما يتكلَّم الرب. إنْ كنت قد قَبِلْتَ الرب منذ سنوات ولكنك غير مُنتبِه لصوته، فالكتاب يُخبِرك ألّا تعتذر.

 ما نعيشه اليوم ككنيسة هو ما سيُدخِل الرب هنا على الأرض في مجيئه ثانيةً، إذًا فترة وجودك تَذكّرْ معي؛ كيف أتى الرب يسوع في مجيئه الأول للأرض؟! من خلال أُناسٍ تنبأوا بهذا. بالمُنطلَق نفسه ما سيجعل الرب سيأتي في مجيئه الثاني هو من خلالنا أيضًا.

 “٢٨ لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ”: نحن في حالة ترتيب أثاث هذه المملكة، نحن نعمل في غير القابِل للتَزعزُع، فليكن لدينا الشكر الذي نعبد به الله، وستكون هذه العبادة مَرضِية، كيف؟ بالخشوع والتقوى.

 هل تعلَّمُ أن هيبة هذا الإله هي نار آكلة! فهو لا يقبل أن تكون في حالة مِن الوسطيَّة. يجب أن تعيش كل يوم مُعتبِرًا أنّ الربَ قريبٌ، بالفِعْل يقترب الأمر. لا تهدأ لأن آخرين مثلاً قد يكونوا هدأوا، فالأمر يتقدَّم، والكنيسة أيضًا تتقدَّم بالتوازي.

 لا تنسَ موسى وكيف حَوَّلَ العصا إلى حية، وقتها رأى فرعون أن الأمر بسيطٌ، حينئذ قَلَّدَ السحرة موسى. هل ترى حالة التخفيض هذه؟! وهذا ما يفعله الشيطان دائمًا.

“١ وَرَأَيْتُ عَلَى يَمِينِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ سِفْرًا مَكْتُوبًا مِنْ دَاخِل وَمِنْ وَرَاءٍ، مَخْتُومًا بِسَبْعَةِ خُتُومٍ. ٢ وَرَأَيْتُ مَلاَكًا قَوِيًّا يُنَادِي بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «مَنْ هُوَ مُسْتَحِقٌّ أَنْ يَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ؟» ٣ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ فِي السَّمَاءِ وَلاَ عَلَى الأَرْضِ وَلاَ تَحْتَ الأَرْضِ أَنْ يَفْتَحَ السِّفْرَ وَلاَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ. ٤ فَصِرْتُ أَنَا أَبْكِي كَثِيرًا، لأَنَّهُ لَمْ يُوجَدْ أَحَدٌ مُسْتَحِقًّا أَنْ يَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَقْرَأَهُ وَلاَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ. ٥ فَقَالَ لِي وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ: «لاَ تَبْكِ. هُوَذَا قَدْ غَلَبَ الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ، لِيَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ السَّبْعَةَ». ٩ وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: «مُسْتَحِق أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ، ١٠ وَجَعَلْتَنَا لإِلهِنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً، فَسَنَمْلِكُ عَلَى الأَرْضِ». (رؤيا ٥: ١-٥، ٩، ١٠)

 فلنعبد بخوفٍ وخشوعٍ، عندما ترى الآخرين يتعاملون بكبرياء، لا تقلق، فهناك قضاءٌ، ككنيسة نحن نتحرَّك في الصلاة، ونجعل الأشياء تَحدُث على الأرض. دعونا نقوم بدورنا. سيأتي وقتٌ وسيستقبل يسوع النهاية، سيُكافَأ كل شخصٍ حسب عمله، فهو ينتبه إلى كل ما يَحدُث، ويهتم بكل كلمة، وبكل شيء!

ــــــــــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$