فَمَا دَامَ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَتِنَا الْعَظِيمُ الَّذِي ارْتَفَعَ مُجْتَازًا السَّمَاوَاتِ، وَهُوَ يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ دَائِمًا بِالاعْتِرَافِ (بالإقرار) بِهِ.
عبرانيين 4: 14 كتاب الحياة
من السهل أن تقول: “أؤمن بذلك. نعم، هذا في قلبي”، وتُظهر بذلك اعترافًا إيجابيًا. وعلى الرغم من ذلك، تقول شيئًا مضادًا–شيئًا سلبيًا– مع أول موقف يواجهك. لذا علينا أن نحرص أن تكون في أفواهنا كلمة الإيمان بدلاً من ذلك.
من المؤسف مدى إيمان المؤمنين بالأمور الخاطئة! لو وضعوا ذات الإيمان في الأمور الصحيحة، لأصبحوا ناجحين. في الواقع، لن يحتاجوا إلى إيمان أكثر من الذي لديهم بالفعل ليكونوا ناجحين!
عندما يعترف البعض باحتياجهم، فهم يبنون بداخلهم شعورًا بالنقص وعدم الملائمة. وعندئذٍ تتخذ مشاعر الاحتياج سيطرة على حياتهم. لكن يسوع هو سيدنا.. وإن تمسكنا بالاعتراف بسيادته، فسيتخذ يسوع الهيمنة على حياتنا ويقودنا إلى النصرة. لكننا لن نرتفع أبدًا فوق مستوى اعترافاتنا!
إن اعترافات شفتي المؤمن النابعة من إيمان في قلبه ستهزم بكل يقين إبليس في كل معركة. مع ذلك، إن كان المؤمن لا يصدق في قلبه الاعترافات التي تطلقها شفتاه، فلن تعمل هذه الاعترافات.
إن اعترف بقدرة إبليس في أن يعيقه ويمنعه من النجاح، فسينال إبليس سيادة عليه.
لكن تقول لنا رسالة كولوسي 2: 15، “إذْ جَرَّدَ ذَوي القُوَّةِِ وَالسُلطَةِ فِي العَالَمِ الرُّوحِيِّ مِنْ أَسلِحَتِهِمْ، وَأَظهَر هَزيمَتَهُمْ أَمَامَ العَالَمِ”. إن كان المسيح قد هزم إبليس لأجلنا، إذًا لماذا يظل إبليس يفعل الكثير ضدنا؟ لماذا يسود حتى الآن على كثير من الناس؟ السبب هو أنهم سمحوا له بذلك.
يعتقد كثير من المؤمنين أن الله هو المسئول عن كل الأمور التي تحدث لهم، في حين أن الحقيقة هي أن الله ليس مسئولاً عن أي شيء من هذه الأمور! يعتقد البعض أيضًا أن الأمر يرجع لله أن يفعل شيئًا تجاه مشاكلهم. في حين أنها مسؤولية الشخص أن يفعل شيئًا تجاه مشاكله! لماذا؟ لأنه بعد صعود المسيح، تم تسليم العمل الذي أتمه في تطبيق خطه الفداء العظيمة إلى الكنيسة، والآن يرجع الأمر للمؤمنين أن “يمتلكوا الأرض”.
في البدء، خلق الله السماوات والأرض، وبعدما صنع كل شيء، سلّم الكل إلى آدم. أخبر الله آدم أنه يعطيه السيادة على كل أعمال يديه؛ ويمكن لآدم أن يفعل ما يريده بالخليقة. لكن لسوء الحظ، ارتكب آدم الخيانة العظمى وباع سلطانه لإبليس! وعلى مر العصور، تمَّرر الجنس البشري بسبب ما ارتكبه آدم. يتساءل البعض: “إذا كان الله يعلم بما سيحدث. لماذا سمح أن يأخذ إبليس السيادة على العالم؟” يقول الناس أشياء كهذه لأنهم لا يعلمون الكتاب. يعلن الكتاب بوضوح أن الله خلق السماوات والأرض (تكوين 1: 1)، وسلم الله السلطان على كل أعمال يديه للإنسان (تكوين 1: 28؛ مزمور 8: 6). وبعدما أعطانا الله السلطان على كل الأشياء، لم يعد مسئولاً عنها. أصبح الإنسان هو المسئول عن ذلك.
ألم تلاحظ أن كل واحد من كتاَّب العهد الجديد يخبرنا أن نفعل شيئًا تجاه إبليس؟ هذا هو السبب أن المؤمنين يجب أن “يحيوا” في الرسائل.. الخطابات التي كُتبت للكنيسة. على سبيل المثال، قال الرسول بطرس: “لأَِنَّ عَدُوَّكُمُ الشَّيطَانُ يَتَجَوَّلُ مِثْلَ أَسَدٍ يَزأَرُ بَاحِثًَا عَمَّنْ يَلتَهِمُهُ” (1 بطرس 5: 8). سمعت مؤمنين يقولون أشياء مثل: “إبليس يتتبعني دائمًا! صل لأجلي حتى لا ينال مني”.
صلاة كهذه لا تفيد بشيء. فلم يتوقف بطرس عند تحذيره بأن إبليس يجول كأسد زائر ملتمسًا من يبتلعه. لكنه أكمل في العدد التالي، عدد 9، وأخبرنا أن نفعل شيئًا مع إبليس: “فَقَاوِمُوهُ وَأَنتُمْ أَقوِيَاءُ فِي إيمَانِكُمْ”. نحن الذين يجب أن نفعل شيئًا مع إبليس!
على سبيل المثال، يجب أن نواجه إبليس قائلين: “تعلن كلمة الله أن يسوع هزمك. أنت عدو مهزوم يا إبليس. يعلن العهد الجديد –الذي قطعه الله مع الإنسان بدم يسوع– أن ليس لك سلطان عليّ، لأن يسوع هو ’… ضَمَانَتَنَا لِعَهدٍ أَفضَلَ‘ (عبرانيين 7: 22). يعلن هذا العهد أنه ليس لك سلطان عليّ، يا إبليس –بل العكس، أنا الذي لديّ سلطان عليك! إبليس، اتركني وشأني، فأنت عدو مهزوم!”
هذا يجعل مما تقول اعترافًا سليمًا –اعترافًا سيهزم إبليس. لكن تفوهنا باعتراف خاطئ سيسمح لإبليس أن يتخذ سيادة على حياتنا. يقول الرسول يعقوب: “…قَاوِمُوا إبلِيسَ فَيَهرُبَ مِنكُمْ” (يعقوب 4: 7). كان يعقوب يكتب إلى أناس مؤمنين. لاحظ أنه لم يقل أنه علينا أن نصلي لله حتى يقاوم إبليس ويجعله يهرب منا. لم يقل لنا أن نتصل براعي الكنيسة ليأتي ويصلي حتى يبتعد إبليس عنا.
كلا. إن لم تقاوم أنت إبليس، فلن يهرب منك. أستطيع أن أقاومه وسيهرب مني، لكني لا أستطيع أن أقاومه لأجلك. أستطيع أن أصلي للناس بإيمان، لكن إن ظلوا يتمسكون باعترافات خاطئة، فلن تأتي صلاتي لأجلهم بأية نتيجة؛ فالاعترافات الخاطئة ستبطل تأثير صلواتي (1 بطرس 5: 8 ؛ يعقوب 4: 7) .
لدى البعض معرفه ضئيلة جدًا بكلمة الله، فيصدقون أني استطيع أن أصلى لأجلهم صلاة إيمان، وسواء آمنوا أو لا، فسيحصلون على الاستجابة. هذا جهل من جانبهم، وبالتأكيد هو يتعارض مع كلمة الله.
يدّعي البعض أنهم يؤمنون بالعهد الجديد، لكنهم فعليًا لا يؤمنون. لديهم جهل بخصوص كلمة الله. يمكن أن يسألوا: “إن كنت تشفي المرضى كما فعل يسوع، لماذا إذًا لا تشفي كل شخص؟” مَن يقول أن يسوع شفى كل مريض فهو كاذب، لأن كلمة الله تعلن بوضوح أنه لم يشفي كل المرضى. عدم إيمان البعض منع يسوع من عمل معجزات عديدة. على سبيل المثال، يخبرنا إنجيل مرقس 6: 5 و6 أن يسوع في بلدته الناصرة “…لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ أَنْ يَصنَعَ أَيَّةَ مُعجِزَةٍ هَنَاكَ. لَكِنَّهُ وَضَعَ يَدَيهِ عَلَى بَعضِ المَرضَى فَشَفَاهُمْ. وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إيمَانِهِمْ. ثُمَّ ذَهَبَ يَتَجَوَّلُ فِي القُرَى المُحِيطَةِ وَِيُعَلِّمُ النَّاسَ”.
لم يقدر يسوع أن يصنع أعمال معجزية في الناصرة! ليس لأنه لم يرد. لكن لأنه لم يتمكن! ولماذا لم يتمكن؟ يخبرنا الكتاب أن ذلك بسبب عدم إيمان الناس.
نقرأ في بعض المواضع في الكتاب أن جميع الذين كانوا موجودين في مناسبة معينة شُفوا. أجد في بعض الأحيان أيضًا أن المرضى الموجودين في أحد اجتماعاتي قد شُفوا جميعًا. في حين أنه في أوقات أخرى، يُشفى قليلون. لماذا؟ لأن الفرق هو في إيمان أو عدم إيمان الأشخاص المتواجدين.
نرى ذلك خلال خدمة يسوع على الأرض. يقول إنجيل متى 13: 58، “فَلَمْ يَعمَلْ مُعجِزَاتٍ كَثِيرَةً هُنَاكَ، بِسَبَبِ عَدَمِ إيمَانِهِمْ”. إن كان عدم الإيمان أعاق يسوع عن عمله حينما كان على الأرض، (يسوع الذي كان يكرز في ملء قوة الروح القدس وهو الوحيد الذي كُتب عنه أنه أُعطي له الروح بلا حدود”لأَِنَّ الَّذِي أَرسَلَهُ اللهُ، يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ اللهِ. فَاللهُ يُعطِي الرُّوْحَ لِلابْنِ بِلاَ حَدٍّ” (يوحنا 3: 34) –وإن كان يسوع يعمل اليوم من خلال جسده، الذي هو الكنيسة، بقوة الروح القدس فينا– فعدم إيمان البعض سيظل يعيق يسوع عن العمل من خلالنا.
عندما قام يسوع من الأموات بكل سلطان في السماء وعلى الأرض، فوّض السلطان على الأرض للكنيسة، التي هي المؤمنين. والآن يرجع الأمر لنا كمؤمنين أن نفعل شيئًا بهذا السلطان الذي أعطاه إيانا الله. فالأمر لا يتوقف على الله. بل يتوقف علينا أن نؤمن، ونسلك بما نؤمن به.
لقد كتب بولس إلى كنيسة أفسس: “لاَ تُعطُوا إبلِيسَ مَجَالاً” (أفسس 4: 27). ماذا يعنى ذلك؟ يعني أننا لا يجب أن نعطي إبليس أي مكان في حياتنا، لأن إبليس لا يقدر أن يسيطر علينا بأية طريقة ما لم نسمح له أن يفعل ذلك. عندما نقاوم إبليس ونُظهر الاعتراف الصحيح، نستطيع عندئذٍ أن نحفظ سلطاننا على إبليس. لكن إن كانت اعترافاتنا غير متطابقة مع كلمة الله، فنحن بذلك نعظِّم إبليس بكلامنا ونملأ قلوبنا بروح خوف وضعف.
سوف نرتفع فوق كل تأثير شيطاني عندما نعلن: “اللهَ الَّذي فِيكُمْ أَعظَمُ مِنْ إبليسَ الَّذِي فِي العَالَمِ” (1 يوحنا 4: 4). المسيح الذي فينا أعظم من أي قوة اصطفت ضدنا. واعترافاتنا هي أرض المعركة التي نحارب فيها، وهى المكان الذي نحدد فيه ما إن كنا سننجح أو نفشل.
ومن جانب آخر، فاعترافات الخوف والشك هي إنكار لنعمة وقدرة الله. ومن هنا لا يجب أن يتعامل المؤمنون مع المخاوف والشكوك لأنها مخدرات إبليس! قال الرسول بولس: “الرُّوحُ الَّذِي أَعطَانَا إيَّاهُ اللهُ لاَ يَبعَثُ فِينَا الجُبنَ، بَلْ يَمُدُّنَا بِالقُوَّةِ وَالمَحَبَّةِ وَضَبطِ النَّفسِ” (2 تيموثاوس 1: 7). لقد أعطانا الله روح القوة، والمحبة، وعقل متزن. حمدًا للرب!
نحن أعضاء في عائلة الله.. نحن أولاد الله. ولأن الإيمان والمحبة والقوة هم لنا، فلن نعترف بشكوكنا أو مخاوفنا. بدلاً من ذلك، سنعترف بما تقوله كلمة الله، وسنرى إيماننا يتقوى أكثر فأكثر بقدر ما نتمسك بهذا الاعتراف.
إن كنا نعترف بالضعفات والأمراض، فنحن نعلن صراحةً أن كلمة الله ليست صادقة، وأن الله فشل في أن يجعل كلمته صالحة. لكن ماذا يقول الله عن الأمراض والأسقام؟ تقول الكلمة في رسالة بطرس الأولى 2: 24، “… وَبِجِرَاحِهِ هُوَ تَمَّ لَكُمُ الشِّفَاءُ”. كتب إنجيل متى قائلاً: “حَدَثَ هَذَا لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ اللهُ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ إشَعْيَاءَ: هُوَ أَخَذَ اعتِلاَلاَتِنَا، وَحَمَلَ أَمرَاضَنَا” (متى 8: 17).
يقول ت. ل. أوزبورن في كتاب شفاء المريض، “إن الإقرار بالآلام والأوجاع والأمراض يشبه التوقيع على إيصال استلام طرد من مصلحه البريد السريع. الآن إبليس لديه إيصال الاستلام –إقرارك– الذي خرج من شفتيك، وهو يُظهر أنك قبلت الطرد الذي أرسله إليك. لا تقبل أي شيء مُرسل من إبليس”. عندما تعترف بالأمراض والضعفات، بدلاً من أن تعلن أن يسوع حمل كل الأمراض والاعتلالات وأبعدها عنك، فأنت بذلك تعترف أنك ما زالت تملكها.
في السنين الأولى من حياتي، كانت لديّ مشكلتين خطيرتين بالقلب. قال لي الطبيب أن واحدة منهما كافية بأن تنهى حياتي. كان جسدي شبه مشلول بالكامل. وكنت مصابًا بفقر دم شديد، حتى أن لون دمى كان برتقالي باهت.
لم تكن هناك أي فرصة لتحسني إلا من خلال رحمة الله. بدأت أقرأ الكتاب المقدس الخاص بجدتي. فوجدت أن كلمة الله لديها شيء ما لتقوله بخصوص المرض والسقم الذي كان لديّ: “… وَبِجِرَاحِهِ هُوَ تَمَّ لَكُمُ الشِّفَاءُ (1 بطرس 2: 24). لكني في ذلك الوقت كنت أعاني من أزمتان أو ثلاث أزمات قلبية في اليوم.
لا تظن ولو للحظة أني لم أصلي. في الحقيقة، كنت في ليالي عديدة أصلي الليل بأكمله.. كنت أصلي لساعات وساعات. أنا لا أقلل من شأن الصلاة الآن، لكن الأمر كان يتطلب أكثر من مجرد صلاة ليؤدى الغرض في حالة كهذه. يتطلب الأمر صلاة إيمان! المشكلة مع كثير من المؤمنين أنهم يصلون كثيرًا دون أي إيمان –أو بدون سلوك بما يؤمنون به– وهذا لا ينجز أي شيء.
لا يوجد أي موضع في الكتاب حيث تجد يسوع أو أي شخص آخر قال أن الصلاة وحدها ستؤدي الغرض. لكن يسوع قال: “لِهَذَا أَقُولُ لَكُمْ، كُلُّ مَا تَطلُبُونَهُ وَأَنْتُمْ تُصَلُّونَ، آمِنوا بِأَنَّهُ لَكُمْ، فَيَكونَ لَكُمْ” (مرقس 11: 24). قال يسوع أيضًا: “… َكُلُّ مَا تَطلُبُونَهُ وَأَنْتُمْ تُصَلُّوْنَ، فَإنَّكُمْ سَتَنَالُونَهُ إنْ آمَنْتُمْ” (متى 21: 22).
سيقول بعض المؤمنين: “لكني أؤمن بالفعل في الصلاة”. لا يعنى ذلك أي شيء. لو ذهبت إلى جبال التبت، ستجد عقيدة أقدم من المسيحية ممَن يؤمن معتنقيها في الصلاة كذلك، ويصلون باستمرار. ويدير كهنتها عجلة الصلاة دومًا.
أريد أن أوضح ثانيًا أني لا أقول أننا يجب أن نتوقف عن الصلاة! لكني أقول ببساطة أن الصلاة ليست هي كل شيء. إن كنت تؤمن بما تقوله الكلمة، فيجب عندئذٍ أن تسلك بالكلمة عندما تصلي.
صل، وانس الأمر بعد ذلك، وابدأ في أن توجه نفسك لتسلك كما لو أن الاستجابة قد أتت في اللحظة التي صليت فيها! يتطلب الأمر أكثر من الصلاة. يتطلب الإيمان بالكلمة والسلوك بها.
عندما كنت فتى طريح الفراش، كنت بعيدًا عن كل مساعدة بشرية ممكنة. ويعلم الله الساعات التي قضيتها في الصلاة، ومع ذلك لم أحرز أي تقدم في نوال شفائي على الإطلاق. لذا اقتنعت بأن شيئًا خاطئًا في مكان ما –وعلمت أيضًا أنه لن يكون من جانب الله. علمت أنه مهما يكن التغيير المطلوب، فعليّ أن أفعله. لذا سألت: “يا رب، ما الخطأ؟ يوجد شيء خطأ في مكان ما. أنا لست على اتصال معك كما ينبغي. أنا لا أنال ما أصلي لأجله”. أراني الرب الخطأ بالروح القدس من خلال المكتوب. كان عليّ أن أؤمن أني قد شُفيت!
ثار عقلي البشرى بالفعل ضد ذلك. وصرخ معارضًا ذلك! (تستطيع أن تفعل بذهنك ضوضاء أكثر مما تفعل بيديك ورجليك).
على الرغم من أن كل فكرة في ذهني كانت تقول: “أنت مجنون. أنت مجنون”، إلا أني قلت: “لا، أرى ذلك. أرى الأمر بوضوح. لهذا السبب لم أنل شفائي: لقد ظللت أعترف أن لديّ مشاكل قلبية. ظللت أقرّ أني مشلول. كنت أشعر كيف يعمل قلبي، لذا ظللت أعترف أني مريض. لكن كلمة الله تقول أني قد شُفيت! تعلن الكلمة أن يسوع فعل شيئًا بخصوص الأمراض والأسقام. لكني كنت متمسكًا بالمرض باعترافي إياه، وطالما أني متمسك به، فسآخذه. عليّ أن اتركه وأبدأ أعترف بما تقوله كلمة الله. لقد قبلت ما تخبرني به حواسي الخمسة بدلاً من شهادة كلمة الله. وما يجب أن أفعله الآن هو أن أقبل شهادة كلمة الله بدلا من حواسي –لأن كلمة الله تقول أني قد شُفيت!
وظللت أصارع الشيطان على هذا النحو. أعزائي، لا تظنوا أنكم لن تواجهوا صراعًا عندما تصنعوا اعترافًا كهذا. لن تستريحوا على فراش وردي مريح! لا، لم يعدكم الله بشيء كهذا. إنما قال أنه علينا أن “نَحْسِنِ الْجِهَادَ فِي مَعْرَكَةِ الإِيمَانِ الْجَمِيلَةِ” (1 تيموثاوس 6: 12). وقال: “.. َقَاوِمُوا إبلِيسَ فَيَهرُبَ مِنكُمْ” (يعقوب 4: 7). قال: “تَمَسَّكْ بِمَا لَدَيكَ” (رؤيا 3: 11). كما قال أيضًا أن علينا أن نقاوم إبليس “… وَأَنتُمْ أَقوِيَاءُ فِي إيمَانِكُمْ” (1 بطرس 5: 9). كل تلك الشواهد تشير أننا نحتاج أن نبذل مجهودًا شاقًا من جانبنا. “فَإِنَّ حَرْبَنَا لَيْسَتْ ضِدَّ ذَوِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ، بَلْ ضِدُّ الرِّئَاسَاتِ، ضِدُّ السُّلُطَاتِ، ضِدُّ أَسْيَادِ الْعَالَمِ حُكَّامِ هَذَا الظَّلاَمِ، ضِدُّ قِوَى الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي الأَمَاكِنِ السَّمَاوِيَّةِ” (أفسس 6: 12).
يشير الصراع إلى بذل مجهود شاق. لا يعنى هذا الشاهد مجهود جسدي شاق، مثلما يتطلب الصراع مع إنسان؛ لكنه يعنى الصراع ضد القوّات الروحية في العالم الروحي. إنه صراع روحي. فالشاهد الذي سبق أن قرأناه يشير إلى حقيقة أننا يجب أن نصارع –نحارب، نقاوم، نبذل مجهود– ضد القوّات الشريرة في العالم الروحي.
يجب أن تتمسَّك باعترافك بقوة. لا تتمسَّك به بارتخاء أو بفتور، بل تمسك به بقوة. تمسَّك باعترافك بقوة، كما تمسَّكت أنا أيضًا باعترافي بقوة. لقد قلت: “لا يا إبليس، تقول كلمة الله أنى قد شُفيت”. وهذا بالضبط ما يجب أن تفعله لتنال ما تريده من الله.
توقفت عن الاعتراف بما تخبرني به حواسي، وتمسكت بدلاً من ذلك بما تقوله كلمة الله. هذا هو ما رفعني، وسيرفعك أنت أيضًا.
دعونا نعتاد على السلوك بالكلمة. ستشفيك الكلمة، إن طبقتها عمليًا! تقول كلمة الله: “أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ….” ( مزمور 107: 20).
يقول سفر الأمثال 4: 20- 22، “يَا ابْنِي، أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. اِحْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا، وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ”.
افترض أنك ذهبت إلى طبيب وأعطاك وصفة علاجية. وابتعت الوصفة، وبعدما رجعت إلى المنزل، وضعت العلاج على الرف. وجلست تنظر إليه وحسب، لكنك لم تتناوله. بالتأكيد لن يفيدك بشيء، ولا يمكنك أن تتوقع ذلك. عليك أن تسلك بأوامر الطبيب وتأخذ العلاج. ليس ذلك وحسب، بل كي يعمل العلاج بشكل صحيح، عليك أن تأخذه وفقًا لإرشاداته.
تشَّرب كلمة الله حتى تتخلل كيانك فتصبح شديد الإدراك للكلمة فتفكر فيها باستمرار. بينما يتكلم الآخرون عن أي شيء آخر، يجب أن تتكلم بما تقوله الكلمة. على سبيل المثال، تقول الكلمة أن الله سيسدد كل احتياجاتك. تقول الكلمة أن الله قد شفاك. اعترافك الصحيح سيصبح حقيقة، وعندئذٍ ستنال كل ما تحتاج من الله. اسلك بكلمة الله اليوم!
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.