كانت عازفة البيانو في واحد من إجتماعاتى امرأة شابة تعزف ببراعة؟ علمت من الراعي أنها قد تخرجت بدرجة علمية في الموسيقى من الجامعة في تلك المدينة. لكن عندما تنظر إليها، فتحنى رأسها. كانت تتصرف بغرابة.
سألت الراعي، ” هل هي طبيعية بالكامل؟”
“ياه، إن هذا موقف حزين،يا أخي هيجن،” قال لي.” تخرجت من الجامعة هنا وتستطيع أن ٌتدرّس الموسيقى، لكنها لا تفعل أي شئ. كانت أمها تحاصرها بجناحيها. فلم تكن لديها أبداً صديقة أو صديق في حياتها.”
كانت هذه الفتاة حوالي 27 سنة، ولم تقضى أبداً ليلة واحدة بعيداً عن المنزل. أخبرني الراعي أيضاً أن هذه الفتاة كان لديها 3 أخوة. أمهم أرملة، لم تدع أي منهم أبداً يزوروا منزل صديق أثناء الليل أو يكون عندهم صديق يقضون الليل معه. لم يكن لديهم أصدقاء. شخصية الفرد تصبح ضعيفة في مثل هذه الحالات. ليست هذه المحبة، يا أصدقاء.
تلك هي المحبة البشرية الطبيعية، وهى أنانية. إنها ما أريد، ليس ما تحتاج أو تريد أنت.
احترم الأولاد أمهم، لكن بمجرد أن انتهوا من المدرسة الثانوية، تركوا البيت. أثناء الوقت كنت هناك في الاجتماع، آخر ولد، الذي قد تخرج للتو في سن 17، ترك البيت. ولم يقل شيئاً لأمه، هو فقط غادر.
أتت لي هذه الأم وهى تصيح، أيها الأخ هيجن، أريدك أن تصلى. فلان وفلان ذهبوا. الآن. إنه ولد صالح- ٌخلص وأمتلئ بالروح القدس- لكنه لا يحترم أمه. أريدك أن تصلى من أجل هذا.”
قلت لها، ” من أجل ماذا؟”
” حسناً، لقد غادر.”
قلت، “شكراً للرب!”
نظرت إلىَ وكأنني قد صفعتها بطبق مبتل مع خلقة. قلت،” إنني مسرور جداً أن لديه إدراك وتمييز كافي ليخرج من هذه الحيرة”
ابتدأت بالبكاء. قالت، ” أحب أولادي”
قلت لها، ” لا، أنت لا تفعلين. أنظري إلى تلك الفتاة البائسة على البيانو. أيها السيد القدير، تستطيع تلك الشابة أن تعزف ببراعة – فهي لديها إمكانية العزف – لكن عندما أنظر إليها فهي تنظر للأسفل كما لو أن شئ سيء حاصل معها. أنت جعلتيها قريبة منك طوال حياتها. ولم يكن لديها صديق أبداً. لم تقضى أبداً ليلة واحدة بعيداً عن المنزل. فأنت لم تدعيها تغيب عن نظرك أبداً. ينبغي أن تخرج بإرادتها.” وأضفت قائلاً ،” بدلاً من الصلاة سوف يرجع، سأصلى لأجلها حتى تغادر.” “ياه، أحب أولادي،” قالت المرأة” أعرف هذا” قلت لها. ” أنت تحبينهم بمحبة طبيعية غريزية. أنت مٌخّلصة. لماذا لا تبدأين في محبتهم بمحبة الله؟ لو أنك ستفعلين هذا، ستكونين مسرورة بهم ولهم في أن يغادروا المنزل. فهم كبروا كفاية “ليخرجوا.”
المحبة البشرية هي أنانية، لكن المحبة الإلهية على عكس ذلك. يستعمل الإنسان المحبة البشرية الطبيعية ليهتم بنفسه أو نفسها، مفكراً، ماذا لديه من أجلى؟
نحن نرى هذا حتى في الواقع المسيحي. الناس الذين خلصّوا – حتى خدام الإنجيل – ممكن أن يدخلون في العالم الطبيعي ويفكرون بمثل هذه الطريقة.
أخي، ينبغي علينا أن نكون سعداء من أجل مملكة الله. العشيرة السماوية هي واحدة. ينبغي علينا أن ندع المجال لمحبة الله الغير أنانية تسيطر علينا.
في كثير من الأحيان لا نسلك بالمحبة الإلهية، لكن يجب علينا أن نفعل. محبة الله قد انسكبت في قلوبنا، وأول ثمار الروح هي المحبة. يجب علينا أن نستجيب لتلك الروح الساكنة فينا، أليس كذلك؟
العديد من الكنائس قد تمزقت بسبب مجادلة الناس، ” حسناً، لدى ما أقوله- وسأصر على ذلك، أيضاً” لو أنهم يتصرفون ويسلكون في المحبة، فربما يغلقون أفواههم فقط.
ثمر الروح هو المحبة. هذا ما يريد أن يُوجده الرب ثانية في المخلوق الجديد داخلنا. الروح المولودة ثانية لأن حياة المسيح والروح القدس داخلها.
ما هي الخاصية المميزة لنوع المحبة الإلهية التي قد انسكبت في قلوبنا؟
لم يتركنا الرب في الظلام. كاتب المزامير قال في القديم، (مز130:119) “فَتْحُ كَلاَمِكَ يُنِيرُ الذِّهْنَ، وَيَهِبُ الْبُسَطَاءَ فَهْما ” دعونا الآن نُلقى نظرة على الإصحاح الثالث عشر من كورنثوس الأولى. يجب أن يأسف الذي ترجم الكلمة اليونانية للمحبة الإلهية، (أغابى)، في ترجمة (King James) إلى ” خير وإحسان”. أنا لا أعتقد أننا نفهم بالضبط ما يقوله بولس هنا عن” الإحسان والخير”.
ترجمتي المفضلة لهذا الخطاب عن المحبة الإلهية من (Amplified Bible) . فإنها تبدأ بالعدد الرابع من كورنثوس الأولى 13:” المحبة [المحبة الإلهية، محبة الله] تحتمل كثيراً….” لكن البعض يقول، ” لن أطيق وأحتمل بعد ذلك. لقد طفح الكيل!”
هذا هو الكلام الطبيعي، أليس كذلك؟ ” المحبة تحتمل كل شئ وصبورة وعطوفة ….”
لابد وأن هذه هي المحبة الإلهية. كثير من الناس يتحملون لفترة طويلة، وهو كذلك، لأنهم مضطرون لفعل ذلك. يقول آخرون، ” كل ما كنت سأفعله قد عانيت منه كله. لن أضطر أن أحتمل بعد هذا بهذه الطريقة.”
تلك هي المحبة البشرية الطبيعية. محبة الله تحتمل كل شئ وهى صبورة وعطوفة.
ويكمل الشاهد الكتابى,”المحبة لا تحسد أبداً ولا تغلى من الغيرة]المحبة البشرية الطبيعية غيورة[؛ وهى ليست متفاخرة أو غرورة و مجبة بنفسها, ولا تتظاهر وتبّين نفسها بتكبر وتشامخ”.
ويُكمل العدد الخامس قائلاً، ” إنها غير مغترة – متعجرفة و متعظمة ولا تنتفخ متكبرة؛ وهى غير وقحة (عديمة الأخلاق)، ولا تتصرف بما لا يليق. المحبة [محبة الله داخلنا] لا تصرَ في حقوقها ولا طريقها، لأنها لا تطلب ما لنفسها؛ وهى غير سريعة الغضب أو تغتاظ أو تستاء وتغّل، ولا تعمل حساب للشر الذي يٌصنع لها- ولا تعط الاهتمام للضرر أو الأذى الواقع عليها.”
عندما نقرأ شواهد كتابية، مثل تلك، فلا نصرخ كثيراً. خذ الوقت لكي ما تنغمس الكلمة هذه وتتغلغل فيك. أترى، كثير من الناس يقولوا، ” حسناً، نعم، إنني أعرف ما الذي أمتلكه. أنا لدى حقوق، وسأحصل عليها، ولا يهم كيف أن هذا الأمر ممكن أن يؤلم شخص آخر.”
لاحظ أن الكتاب يقول ” المحبة لا تصَر على حقوقها….” لن نتقدم أبداً روحياً مثلما يريدنا الله أن نكون حتى بداية تصديقنا لله. وهذا يعنى تصديق كلمته. هذا يعنى الإيمان بأن محبة الله هي طريقة الله – وهذه هي الطريقة الأفضل- ولأن هذه هي طريقة الله والطريقة الأفضل، إذاً فهي طريقك.
“معيار المحبة” أو “مقياس المحبة” موجود في هذا العدد الخامس: ” المحبة ……غير سريعة الغضب ولا تغتاظ ولا تستاء وتغَل، ولا تعمل حساب للشر الذي يصنع لها. ولا تعطى الاهتمام للضرر أو الأذى الواقع عليها.
من السهل أن نكتشف سواء كنا نسلك بالمحبة أم لا. فقط قس نفسك بما تقوله الكلمة هنا عن المحبة. لو أنك تعمل حساب للشر الذي يٌصنع لك، فأنت لا تسير بالمحبة. طالما أنك تسلك بالمحبة وتظل ممتلئاً من الروح القدس فلن تعمل حساب للشر الذي يصُنع لك.
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.
Wow, great teaching and practical
Thanks to all , more blessings