ننفق امولا طائلة في بناء اماكن التدريب وفي تدريب شبابنا والرجال الصغار على التدريب البدني. مدارسنا وكلياتنا ومعاهدنا المهنية هي اماكن لتدريب العقول. لكن كم هو قليل ما نعرفه عن تدريب ارواحنا. الكنيسة لم تدرك ابدا ان الروح الانسانية هي نبع الايمان، الايمان ليس نتاج المعرفة الحسية التي هي ابنة المنطق.
يمكنك ادراك ان المعرفة التي لدينا اتت عن طريق الحواس الخمس. لا يوجد اي شئ خلاق في هذه الحواس. الحواس هي في الحقيقة التي تستقبل المعرفة الجسدية وتنقلها وتحولها الي اشارات ذهنية. لا يوجد مدرسة ادركت ان الانسان هو روح، وان منبع كل القدرات الخلاقة في روحه. نحن نعلم الان انه لم يصبح اي شعب من المخترعين او المبدعين، والعلماء والمثقفين العظماء، حتى نالت هذا الامة الحياة، طبيعة الله.
طبيعة الله لا تاتي الي قدرات الانسان الذهنية. لكنها تاتي الي روح الانسان. وهذه الروح هي منبع كل القدرات الابداعية والخلاقة.
من المفترض ان نتعلم كيفية زراعة هذه الروح الانسانية المخلوقة من جديد. الروحانيين والوسطاء زرعوا الروح الانسانية الغير مخلوقة من جديد وسلموها الي ابليس، وتمكنوا من صنع امور معجزية وعجيبة. جلسات تحضير الارواح هي امور روحية، لكنها ليست نتاج الروح الانسانية المخلوقة من جديد. انها نتاج الارواح البشرية المسكونة والمحكومة بارواح الشر. الروح الانسانية المعاد خلقها على اتصال بالقدرات والموارد الالهية. انها ليست فقط منبع الطاقة والقدرة الابداعية، لكنها ايضا منبع الايمان. كم هو قليل تقديرنا لحقيقة ان الايمان الذي مارسه يسوع والذي اظهرته الكنيسة على مر العصور، هو نتاج الروح الانسانية المجددة.
ادرك ان الله هو اله ايمان وهو يعطي طبيعة الايمان للانسان في الخليقة الجديدة. اذا امكن للانسان فقط تعلم تنمية روحه الانسانية المجددة، سيصبح قادرا على تنمية قدراته وامكانياته الايمانية. ادرك ان الايمان، هو الذي ولد كل الانجازات البشرية العظيمة. الانجازات الرائعة للانسان الحديث هي نتاج وجود الحياة الابدية في ارواح البشر. واحدة من الامور المذهلة التي يحملها ابناء الرجال والنساء الذين نالوا الحياة الابدية هي القدرة الالهية، او القدرة الداخلية، او قدرة الله الابداعية. ابناء رجال الدين او المؤمنين الرائعين صاروا القادة العظماء لكل القوى الاخلاقية، والذهنية، والروحية في الامم المختلفة.
لكن الروح المخلوقة من جديد لا تنتج فقط القدرات الابداعية والايمان، لكنها ايضا مصدر المحبة. “المحبة انسكبت في قلوبنا بالروح القدس”. انها المصدر الذي ينبع منه هذا النوع الجديد من المحبة. لقد تعلمنا ان الانسان الطبيعي في حالته الساقطة، قبل معرفة الايمان المسيحي، لم يكن لديه محبة. كان لديه فقط انجذاب جنسي، وهو يهتم بابناؤه مثلما تعتني الحيوانات البرية بنسلها، لكنه لا يحب. لا يعرف معنى العلاقة. تذكر ان داود لم يربي ابناؤه. لكنهم تربوا بين قادة اسرائيل الباقين.
الحياة الابدية اعطيت للانسان. ومعها اتى نوع جديد من المحبة، وهذا النوع من المحبة كان له تاثير على ابناؤه. يمكنك بصعوبة ايجاد عائلة من الاشخاص المخلوقين من جديد ليس لهم في اصولهم رجالا ونساء نالوا هذه الحياة. محاكم الطلاق الحديثة ترينا بوضوح انانية طبيعة الانسان. شئ اخر، ان الروح المخلوقة من جديد تلد الايمان، والطاقة الابداعية والمحبة. انه المنبع الذي ياتي منه كل حكمة. المحبة ليست نتاج المعرفة الحسية.
المعرفة الحسية يمكنها ان تجمع وتكتسب بسبب الخبرة الكثير من القدرات او ما نسميه الحكمة الطبيعية، لكن الحكمة النازلة من فوق، حكمة يسوع جُعلت لكي تكون لك (جعله الله جكمة لنا، نوع اخر من الحكمة) وهي الشئ الذي يخرج من الروح الانسانية. لقد تعلمت وادركت لفترات طويلة اذا كان المؤمن قادرا على زراعة وتنمية قدراته الروحية الابداعية والحكيمة، سيصبح اكثر الشخصيات روعه في مجتمعه. كم هو هام ان ندرب انفسنا في هذا الخط. تماما كما دربنا اجسادنا لبناء الالعضلات، وكما دربنا اذهاننا حتى نبني ذاكرتنا ونخزن المعلومات والحقائق في عقولنا، لذا يجب ان نبني حياة المحبة، نبني حياة الحكمة، ونبني وننمي طاقتنا الابداعية.
كيف هذا؟ بالتغذية على كلمة الله. الكلمة هي حكمة الله، وقدرة الله، وحياة الله بالحقيقة. عندما اتغذى عليها، تزرع في داخلي القوة، وتبني روحي. انها تبني الايمان في روحي. وتبني قدرات وقوة الله في داخلي. تبني في داخلي الامور الجذابة التي تراها في حياة يسوع. وضع الكلمة في الذاكرة لا يصنع هذا، تعلم الكلمات اليونانية والعبرية ايضا لا يقدر على هذا. شئ واحد يمكنه فعل هذا: سلوكي بالكلمة، وممارستها، والحياة بها يوميا، والوثوق فيها، والتصرف طبقا لها.
هذا هو سرنا الخاص. 1تي 4: 6- 8 “ان فكرت الاخوة بهذا تكون خادما صالحا ليسوع المسيح متربيا بكلام الايمان والتعليم الحسن الذي تتبعه واما الخرافات الدنسة العجائزية فارفضها وروض نفسك للتقوى لان الرياضة الجسدية نافعة لقليل ولكن التقوى نافعة لكل شئ اذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة”. لاحظ اننا يجب ان نتغذى بالكلمة. يجب ايضا ان نغذي انفسنا. يجب ان نزرع في انفسنا، ونشرب لبن الكلمة النقي (2بط 2: 2، 3) حتى تملك ارواحنا على قدراتنا الذهنية. لكن لاحظ الاية التالية “واما الخرافات الدنسة العجائزية فارفضها وروض نفسك للتقوى”. هذا تدريب في الكلمة. اعط نفسك للكلمة.
عب 4: 12 (ترجمة موفات) “لان كلمة الله هي شئ حي وفعال وامضى من كل سيف ذي حدين وخارقة حتى الي مفرق ابعاد الانسان الثلاثة الجسد والنفس والروح”. هذه الكلمة الحية قوية في تمييز افكار القلب ونياته. تامل في ذلك. انظر كم ان الكلمة كشفت لنا عن ارواحنا، وقدراتنا الذهنية، واجسدنا وعلاقة احدهما بالاخر. هذه الكلمة الحية هي ما يجب ان يوجه تفكيرنا وتاملاتنا. مز 19 : 14 “لتكن اقوال فمي وفكر قلبي مرضية امامك يا رب صخرتي ووليي”. الانسان الذي يتحكم فيما يتامل فيه يقدر على التحكم في سلوكه وطريقة كلامه. عندما نتامل اسرار التامل في الكلمة، ونخضع تفكيرنا لها، سيصبح مز 104: 34 حقيقة واقعة. تفكيرنا سيكون مرضي عنده، وسنبتهج بيهوه. ارواحنا يمكنها ان تنمو وتتقوى بشدة، جتى نصبح اصحاب تفكير الهي، ومطابق للكلمة. صباحا يتجه تفكيرنا اليه بحثا عن الارشاد والجكمة لهذا اليوم. يجب ان ندرب انفسنا في الكلمة حتى يتشبع بها كل كياننا.
نشرت بإذن من مؤسسة كينيون لنشر الإنجيل Kenyon’s Gospel Publishing Society وموقعها www.kenyons.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية بإذن من خدمة كينيون.
Taken by permission from Kenyon Gospel Publishin Society , site: www.kenyons.org
All rights reserved to Life Changing Truth