القائمة إغلاق

كيف تتحكم في النفس والجسد – الجزء 1 How To Control The Soul & The Body – Part

 

لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا
لمشاهدة العظة على اليوتيوب 

video
play-sharp-fill

video
play-sharp-fill

كيف تتحكم في النفس والجسد الجزء 1

    ▪︎ إرادة الله لك هي أن تقتني إنائك بكرامة:-

    ▪︎ الجسد ليس مشكلة:-

    ▪︎ تَحَكّم في حياتك!

▪︎ نوعان من الإرادة: المُمتعة والعمدية:-

    ▪︎ ضع لجامًا لكلماتك وكن مُسرِعًا للاستماع!

 

     ▪︎ إرادة الله لك هي أن تقتني إنائك بكرامة:-

       كلما تأخذ تعليمًا مستفيضًا وتفهم كل أبعادِه؛ تكتمُل الصورةِ لديك وتصير حياتك أكثر سهولة وكذلك سلوكك في المملكة. تمامًا كمَن يرسم لوحة، كل ما تدرك تفاصيلها وألوانها كل ما تتضح أمامكَ أكثر، وتعرف إلام تشير هذه اللوحةُ.

     “١ فَمِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَسْأَلُكُمْ وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ، أَنَّكُمْ كَمَا تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَسْلُكُوا وَتُرْضُوا اللهَ، تَزْدَادُونَ أَكْثَرَ. ٢ لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَيَّةَ وَصَايَا أَعْطَيْنَاكُمْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ. ٣ لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا، ٤ أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ” (١ تسالونيكي ٤: ١-٤)

    “١إِلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ” أي في أتحادِنا بالربِ يسوع.

    “١تَزْدَادُونَ أَكْثَرَ” نريد أن تزدادوا أكثر لأنه لا توجد نهاية للحق الكتابي الذي تتعلمه.

     “٣ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ” تعني تفردكم وانعزالكم، وعكسها ليس النجاسةُ بل الانفتاح على العالم وأفكاره، أن تكون مداسًا، وليس من الضروري أن يرتكب الشخص شرورًا واضحة لكن يكفي أنه يسير بمبادئِ العالم ويحيد عن الحق الكتابي. يفصح بولس الرسولِ في هذِه الرسالِة عن إرادة الله لأبنائه وهى أن ينعزلوا ويمتنعوا عن الزّنا.

أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ” هنا تعني يُدير أو يتحكم أو يقود جسدِه (إناءِه) وبما يحق أن يعطيه من كرامةٍ لأنه صار هيكلاً للروحِ القدسِ.

     يهمُني في هذهِ السلسلة أن أتناول موضوع “كيف تدير نفسَك وجسَدِك” وهذا الموضوع الذي يُعتبر مثل الخروج من عُنقِ الزجاجةِ وبعدها ينطلق الشخص روحيًا، وهو أيضًا المؤشر لمستوى نضوج المؤمن بحسبِ المعاييرِ السماويةِ، لا ُيقاس نضوجِك بمدى شهاداتِك، وتعليمِك في كلياتِ اللاهوتِ أو حفظك لآيات الكتاب المقدس أو إن كنت تدرس الكتاب المقدس بمراجع بل بمدى تحكمِك وإدارتِك للنفسِ والجسدِ .

   إذًا إرادة الله لنا جميعًا أن نعيشَ حياة من التحكمِ وإدارة الجسد بصورةٍ راقيةٍ كما تأتي في ترجمة أخرى، ومنعزلُ ويحقق هدف الله فيهِ، وأن يبتعد عن الأمورِ التي تلوثهُ.  

         

    ▪︎ الجسد ليس مشكلة:-

   الإنسان كائِن روحي يمتلك نفسًا ويسكن في جسد أي إنه بالكامل روح. ولتستفيض في المعرفة أكثر يمكنك دراسة مقال (الروح والنفس والجسد) على الموقع.

      تحتوي النفس على المشاعرِ والأفكارِ والإرادةِ، لكي يدير الإنسان النفس والجسد يكون تمامًا مثل شخص يقود سيارةً ويتحكم فيها عن طريق الدريكسيون. هنا الروح الإنسانية، هي التي تتحكم وتقود الجسد كلهُ (السائق)، والدريكسيون هو النفسُ البشريةُ، ما نراه من الخارج هي السيارة وكأِنها تتحرك بمفردِها لكن يوجد مُحرِك داخلي أي السائق، ولفرطِ أهمية الدريكسيون (النفس البشرية) يحاربه إبليس ويستهدفه بالهجوم عليه أولاً لأن الجسد تابع له.

    يقول البعض إن الجسدَ له رغباتهُ تمامًا كالسيارةِ التي تريد أحيانًا أن تسير في خطٍ معاكس بينما أُدير المحرك للدورانِ في الشارعِ أو لصعودِ مطلعِ ترغب السيارة في النزول مع الجاذبية، ولكن يجب أن أدوس وقود أكثر لتصعد معي (أنا المتحكم) بنفس الفكرةِ الجسد ليس عدوًا حيث نرى أن يسوعَ أخذ جسدًا مثلنا.

    “١٩لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ (اللاهوت)، ٢٠ وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ. ٢١ وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ ٢٢ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ” (كولوسي ١: ١٩-٢٢)

   “أَجْنَبِيِّينَ” أي أشخاص في عُزلة وابتعاد كامل عن مملكة الله وليس شخصًا غريبًا أتى لزيارة بلدنا، وكنا أعداء في طريقة التفكير والأعمال الشريرة.

   “بَشَرِيَّتِهِ” تُقال أحيانًا على السلوكِ بالجسدِ والنفس البشرية (Psuche)، وهي تختلف عن (Zoe) في اليونانيةِ التي هي حياة الله وهي منبع كل الحيوات الأخرى. أي أنّ الفكر هو النائب عن النفس البشرية والأعمال للجسد.

    “٢٢ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ” نجد أن يسوعَ أخذ sarcs, soma. أي أخذ نفس بشرية وجسم إنساني (جسم بشريته)  لكن بلا خطية، كيف؟ لأن الخطية منبعها من الروح الإنسانية، إذًا يمكنك أن تحيا هنا على الأرض مثل يسوع وبنفس القوة لأن يسوع عاش مثال أمامنا لكي نتقدي به، يمكنك أن تدير نفسَك وجسَدِك وتصل للمرحلة التي يريدها الرب وهي أن تكون في كرامة الإنسان قبل السقوط وتقدير واحترام لتعلم أن آدم لم يكن عريانًا بل مغلّفًا بالمجدِ.

    مكتوب “بِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ” (المزامير ٨: ٥) تكلله أي تغلّفهُ. كان عريان جسديًا لكنه مغطّى بغلاف روحي لذا لم يرَ نفسه ولا حتى الحيوانات إنه عريان بالتالي عندما زال المجد (الكرامة) اكتشف عريهُ ولجأ للملابسِ الملموسة، كذلك السماء يرتدي أناسها ملابس روحية كل حسب مستواه في المجد وهكذا سنكون، “مَجْدُ الشَّمْسِ شَيْءٌ، وَمَجْدُ الْقَمَرِ آخَرُ، وَمَجْدُ النُّجُومِ آخَرُ. لأَنَّ نَجْمًا يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ”(١ كورنثوس ١٥: ٤١) هناك تميز في السماء بعكس تعليم النعمة الخاطئ مما يضع علينا مسؤولية مستوى المجد الذي سنكون عليه.

      ▪︎ تَحَكّم في حياتك:-

     تعلمنا كلمة الله إنه بإمكانك السيطرة على غضبك واكتئابك وحزنك ولا شيء يستفزك، حينها تكون في الكرامة كما كان قبل السقوط. الروح الإنسانية هي منبع كل شيء، هي الأساس، بسبب سماعنا الكثير عن السلوك بالجسدِ؛ أُعتُقد لدينا أن السلوك بالروح صعب لكنه أمرًا سهلاً إنْ عَلمتُ الطريقة، في الشاهد الأول المذكور أعلاه يوضح كيف يعرِف الإنسان أن يُدير نفسه وجسده بصورةٍ صحيحةٍ ويقوده ويتحكم فيه (١ تسالونيكي ٤:٤)، والمقصود ب “يعرف” أي يستوعب يُدرك يُميز ويكتشف كيفية القيادة، إذًا هذه إرادة سماوية.

    ماذا لو شخص لا يقود ويتحكم في سيارته قد يصادف أنه يسير في شارع مستقيم فيبدو أن كل شيء على ما يرام، وفجأة يواجه مطبًا أو منحنى ويتم تحذيره لكنه لا يستجيب لأنه يسير بالنتائج مطمئنًا لأنه لم يحدث شيئًا سلبيًا له إذ أن الطريق مستقيم. هذا هو السلوك بالتجربة والخطأ وليس بالمبادئ وكل ما يهمه أنه لم يصطدم فقط، لكنه يقود السيارة باستهتار إلى أن تولد لديه يقينية وحصانة من رأيه الشخصي الخاطئ موهومًا أنه على صواب في طريقة قيادته للسيارة.

     يحدث الأمر نفسه مع الشخص الروحي حيث يترك جسده وحياته تسير دون قيادة في مواجهة مقاومات الحياة، ولا يهتم حينما ينصح ويقال له توخي الحذر يا أخي وتحكم في حياتك، فهو لا يبالي تمامًا! ولأنه لا يقود حياته؛ تنقاد بظروف الحياة ويفاجيء بأن إبليس يخطط ليهجم على حياته.

      هناك أشخاص تضع إيمانها وتنال شفائها، ولكن البعض الآخر تختفي أعراض المرض معه دون أن يستخدم إيمانه أو يسلك بالكلمة، ويقوم بإجراء التحاليل ويجد النتائج إجابيه ويحتفل ويفرح بها، غير عالمًا أن إبليس هو السبب في اختفاء الأعراض حتى لا يأخذ خطوات جادة تجاه حياته الروحية ويخطط له أمرًا أصعب بكثير لأنه لم يُشفَ حقًا لكنها خدعة، ويُفاجأ بعودة المرض بصوره أشرس بعد فترة وجيزة، لهذا السبب لا أطمئن إن شارك أحدهم باختبار شفائه دون أن يسير بالإيمان وبالكلمة.

    حدث هذا الأمر في العهد القديم حينما كان الأنبياء الكذبة يُخَدّرون الشعب بنبوات خاطئة ويَظهَر شخص واحد يقف ضد هؤلاء الأنبياء جميعهم فيُسجَن ويعاقب ويُطرَد من المدينة ويُقتَل أحيانًا بسبب رأيه المخالف ولدينا العديد من القصص كهذه، ويسير الشعب برأي الأنبياء الكذبة ويفاجئ بالسبي وكان بإمكانهم تجنب المتاعب إن سمعوا للنبي الحقيقي.

     لذا انتبه! لا يتكلم إبليس دائمًا كشيطان لكنه أحيانا يتحدث بآيات من الكتاب المقدس كما حارب الرب يسوع، بنفس الطريقة لتفهم كيف تدير نفسك وجسدك وأسلك بهذا المبدأ “روحك هي المتحكمة فيك” مما يجعلك تقود فكرك ومزاجك عن عمد كما توقِف سيارتك في بعض الأحيان أو تبطيء السرعة لأن أحدهم يعبر الطريق.

     بالطريقة ذاتها يجب أن تعرف متى تصمت ومتى تتكلم، جائت هذه الكلمات في اللغة اليونانية بشكل غير ظاهر وسط سطور الكتاب المقدس وتشرح لنا أنه على الشخص ايقاف شلال الكلمات الخارج منه وقت الغضب مثلاً، ثم يعود يعتذر حيث يكون وقتها تحت تأثير أرواح شريرة أي ترك الشيطان يقود حياته، فإن لم تقُد حياتك سيقودها لك إبليس.

      الأهم من تغيير الأشخاص الذين تعتقد أنهم مشكلتك هو تغييرك أنت، اِعلم أنك تحتاج أن تتغير ولا تعتاد على الحياة المليئة بالخربشة والصعوبة والمعاناة وعدم الشبع، وهذا يضمنه الروح القدس لمن يسير بالكلمة فيحيا حياة مليئة بالراحة والاستقرار والشبع الحقيقي. ويمكنك دراسة سلسلة الحكمة الإلهية، فمن ضمن معاني الحكمة الإلهية أنْ تكون راضيًا وشبعانًا بحياتك.

     يقودك عدم الرضى والشبع إلى دخول إبليس أكثر في حياتك ويقودها ويشارك قراراتك ومنها يدخل إلى صحتك ومالك وكل علاقاتك وفي النهاية يُدمّر بيتك إن كنت مرتبطًا ويترك أولادك الرب وبالكاد يقتربون للكلمة. هذه هي الأعراض لشخص لا يعيش بالكلمة، احذر أن تعتاد وتصبح مُتكلسًا، الشيء المتكلس هو الذي فقد الحِس، ومات العصب في هذه المنطقة من جسده فلا يشعر بالحرارة إطلاقًا.

”    ١٧ فَأَقُولُ هذَا وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ: أَنْ لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضًا بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ، ١٨ إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ. ١٩ اَلَّذِينَ ­إِذْ هُمْ قَدْ فَقَدُوا الْحِسَّ­ أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ. ٢٠ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هكَذَا، ٢١ إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ، ٢٢ أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، ٢٣ وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، ٢٤ وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ. ٢٥ لِذلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ. ٢٦ اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، ٢٧ وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا” (أفسس ٤: ١٧-٢٧)

    “بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ” أي ذهنهم الفاسد وفي حالة من الحماقة والتفاهة، لأنه فارغ من الكلمة وومتليء بالعالم ووسائل التواصل الاجتماعي وتحليلات بشرية والأخبار، ينبغي أن تنتقي ما تسمعه من أخبار وما تستقبله من معلومات وإلا ستشرب منه وتمتليء بذات الروح؛ فتأخذ قرارات خاطئة مبنية على ما تعلمه منها، وتقرأ الناس بهذه الصورة الخاطئة حيث تكون ابتعدت عن الكلمة المصدر الوحيد لقراءة الأشخاص بشكل صحيح.

    ينصحنا هنا بولس أن “لاَ تَسْلُكُوا…كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ” يشير للأعمال الخارجية، استخدِم الدركسيون الذي تدير به حياتك وهو حياة الله التي فيك.

    “لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ” اللفظ المُستخدَم هنا يوضح أنهم تعمدوا ذلك، انتبه! فهم هنا لم يتلفظوا بكلمات خاطئة على الرب بل أظهروا في قلوبهم رفض الكلمة وطُرق الرب. مثال ليزداد الأمر وضوحًا لك: حينما يقول الراعي لشخص: “ينبغي أن تفعل هذا وذاك” لكنه يرفض، وهذا ما يجعل قلبه يتكلس.

     هناك شخص آخر يرفض الكلمة بذوق، عن طريق عدم سعيه للتفكر في الكلام الذي قِيل له، ولا يقوم بأي رد فعل تجاه الكلمة التي تُعرض عليه مرارًا وتكرارًا؛ إذ قد تكلّس قلبه مثل العصب المُتَكّلس الذي لا يشعر بالحرارة أو السخونه إن تعرض لها. ومثل هذا ربما لا يكون متكلسًا في كل زوياه فمن المحتمل أن يقبل الكلمة في دوائر ولا يقبلها في دوائر أخرى من حياته. تمامًا مثل الأرض الزراعية التي تحتوي على أجزاء خصبة وأجزاء بها العُث والعشب الضار. يصل لمرحلة أنه لم يعد يشعر بالخطأ.

    الحل هنا أن يتعامل الشخص مع ذهنه ويُغير طريقة تفكيره، فهذا ما قاله بولس الرسول لأهل أفسس أنتم مختلفون عنهم: “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هكَذَا”

     “٢٢ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ” أي الأمور البراقة من الخارج وتبدو أنها جميلة ولها قوة سحب، ولا يقصد هنا الشخص المغرور.

       “٢٣ وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ” كنت أرى في روحي أنه يوجد شيء غير مُعلَن في هذه الكلمات، وأفادني فيها شخص خبير في الإعراب اليوناني واكتشف أنها تقول: “اجعل روحك تجدد ذهنك” لأنه لا يوجد روح للذهن. وهذا يعرفنا أنه يوجد قوة في أرواحنا لتجديد أذهاننا. انتبه! المستهدف هنا هو الذهن من الله وأيضًا من الشيطان.

      “ ٢٤ وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ…” ويوضح لهم أن الملابس (السلوك) الغريبة هي التي بحسب العالم وهي من يكذب بسهولة ويصف الناس بصفات غير كتابية ويسخر منهم لكونهم مختلفين معه في الرأي، ويعمل على أغاظتهم، وفي الحال يضع الرب جانبًا حتى يُنفِس عن الغِل الذي بداخله.

 “٢٦ اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ” هنا تحذير هام جدًا!! ثوروا واغضبوا على حالتكم الروحية، أي لا تسكت بعدما اكتشفت الخطأ. وليس كما فسرها البعض أن تغضب ولكن لا تخطيء، فهو يقتبس من العهد القديم: “اِرْتَعِدُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. تَكَلَّمُوا فِي قُلُوبِكُمْ عَلَى مَضَاجِعِكُمْ وَاسْكُتُوا. سِلاَهْ.” (المزامير ٤: ٤). الخطأ هنا أن تجعل اليوم يمر عليك وأنت لست ثائرًا على حياتك الروحية “غَيْظِكُمْ” أي اشتغالكم والثورة الروحية لأنك مجرد أن تتخلى عن قيادة حياتك (التحكم في دركسيون حياتك) بذلك تعطي لإبليس مكانًا.

    يتحتم على الراعي أحيانًا أن يعرف أدق أسرار الشخص ليساعده، مثل الطبيب الذي يسأل المريض عن الطعام الذي يتناوله، وأيضًا المحامي الذي يسأل عن أسرار موكِله ليدافع عنه بشكل صحيح. واُعَلِّم ذلك أيضًا لكل الرعاة الآخرين أن يقوم بعمل الاختبارات للنفوس الذين يرعونهم يتأكدون أنهم لم يعودوا متمسكين بطريقه تفكير القديمة والأعذار الواهية.

    يعلمنا الكتاب أننا نستطيع أن ندير أجسادنا ولكن هناك مُعطِل بداخلهم الناس هم من وضعوه، وعندما أنظر كراع على حياة الشخص من بداية حياته حتى اللحظة التي يتحدث فيها معي الآن أجد وأشاهد استدعاءه لعالم الروح بسبب ما في قلبه، ولأهمية الأمر سأكرره لك حتى تنتبه له استدعى عالم الروح نتيجة حالته القلبية.

    مثال: يوجد أشخاص تستدعي التعب أو تستدعي ارتباط خاطي سواء كان زواج أو عمل؛ كان هذا نتيجة لحالة قلب الشخص السابقة التي قد تكون قبلها بشهور أو أسابيع أو أكثر، نعم يوجد محاولات من إبليس لجعل الشخص يأخذ خطوات خطأ، لكن الخانة نفسها مفتوحة ومتاحة لإبليس؛ إذًا حاله قلب الناس تستدعي الراحة أو التعب من عالم الروح. ربما يكون لا يقصد ذلك.

    بعدها يشكو المؤمن ويُلقي باللوم على اختيارات الخطأ لكن السبب يرجع لعدم وجود مخزون قلبي سليم، وبالتالي أعطي لإبليس وطاة قدم تأتي بمعنى جزء صغير، ليس شرطًا أن يمتلك إبليس كل زوايا الحياة. من هنا تجد مؤمنين رائعين في زوايا معينة وزوايا أخرى ساقطين فيها جدًا. يريدنا روح الله أن نفهم كيف ندير نفسنا وجسدنا لأنه من هنا تأتي المشاكل. أفكارك توجه حياتك؛ هتسدعي الروح القدس أو إبليس لحياتك.

     لهذا السبب قال لنا الكتاب: “٢٧ وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا” وعندما تدرس فكر الله خاصة في العهد الجديد تنتهي من حياتك جمل مثل “يا رب أبعد عني الشطان” لأنك أنت الفاعل والمُتحّكم والله أعطانا المفاتيح (قيادة حياتنا) مثل قيادة السيارة والتي قبل مجيء يسوع كان الروح القدس يساعد المؤمنين في قيادة حياتهم، لكن بعد مجيء يسوع أصبحت أنت القائد الرئيسي لحياتك ووضع أفكاره وروحه فيك، وبالتالي إن لم تفتح ذهنك وقلبك على الأفكار الكتابية ستتخبط وتعاني.

     في أي مرة نرى فيها حادثة في الطريق دائمًا ما نُرجِع السبب للسائق، ربما تكون هناك أسباب أخرى مثل السيارة بها عطل، ولكن الطبيعي أنّ النفس البشرية لا يحدث لها أي شيء سلبي إلا إن سمح به الشخص.

      يوجد ثلاثة مبادئ مهمة في الحياة وهي: “الزرع، الإقتلاع، الحصانة والحماية”. يعمل أي فلاح بهذه المبادئ كذلك نستحدمها في الحياة. أولاً يفهم مباديء وقوانين عن النبات الذي يريد زرعة مثل التوقيت المناسب له ومعيار الماء الذي يحتاجه، ثم يزرع ويضع البذور وبعدها يقتلع أي أعشاب ضارة وأخيرًا يصون ويحمي المحصول. تحتاج أن تزرع وتقتلع ما هو خطأ ثم تحمي وتصون.

    ▪︎ نوعان من الإرادة: المُمْتعة والعمدية:-

“١  بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، إِلَى الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ فِي أَفَسُسَ، وَالْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ: ٩ إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، ١٠ لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ ١١ الَّذِي فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا، مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ، ١٢ لِنَكُونَ لِمَدْحِ مَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ قَدْ سَبَقَ رَجَاؤُنَا فِي الْمَسِيحِ. ١٣ الَّذِي فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ” (أفسس ١: ١، ٩-١٣)

    انظر لهذه الكلمات “رَسُولُ بِمَشِيئَةِ اللهِ، عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ” ودعنا نرى كيف يَستخدِم الله إرادته؟ لأننا بمجرد أن نعرف ذلك سنعرف كيف نستخدم إرادتنا، لأنه: “بِهذَا تَكَمَّلَتِ الْمَحَبَّةُ فِينَا: أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ، لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هذَا الْعَالَمِ، هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا” (١ يوحنا ٤: ١٧)

     الصياغة الصحيحة “كما هو الآن، هكذا نحن في هذا العالم” أي ليس فقط كما عاش وانتصر في الأرض بل أيضًا جلس عن يمين الآب، إن ذكر “كما كان، هكذا نحن في هذا العالم” إذًا يقصد فترة يسوع على الأرض فقط  دون إضافة نتايج قيامته وصعوده للسماء، ولكن الآية لم تُكتب هكذا بل “كما هوالآن”، ومن هنا نستطيع أن نفهم إنه كما تحرك وسلك الرب يسوع نستطيع نحن أن نسلك مثله.

     كلمة “مَشِيئَتِهِ” تعني: إرادة، وهذه الإرادة هي المستهدفة من إبليس لأنها وهي التي تجعلك تختار وتميز، واللفظ المُستخدَم في اليونانية هو المشيئة الإستمتاعية، أي المشيئة التي يفعلها وهو مستمتع.

   أما لفظ “قَصْد” المُستخدَم في فوق يختلف عن كلمة “مشيئته” في الأصل، لأنه يعني “إرادة حاسِمة” أي سأفعلها يعني سأفعلها مهما حدث. حالة من العمد والإصرار والترصد، مثل الجريمة العمدية، مشيئة مع سبق الإصرار والترصد، مهما واجه من مقاومات.

      يتحرك الله شخصيًا بإرادة مُتَعمِّدة فيها شدة وحزم، وأيضًا يتحرك بمشيئة مريحة ومستمتع. مما يجعلنا نتعلم إننا سنواجه الحالتين أثناء مسيرتنا في الحياة الروحية، فلا يصح أن تقول إننا في حالة حرب والجسد صعب، لأنه من الطبيعي أن تواجه مواقف تتطلب الشدة والحزم ضد ما تشعر به، ومواقف أخرى تجد نفسك تصلي بسهولة دون مقاومة، في الحقيقة روحك تريد أن تصلي طوال الوقت، ما دام الرب استطاع فعلها، كذلك نستطيع فعلها مثله ولا نعتقد أن الأمر صعبًا.

    “قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ” بمعني كل شيء يتم داخل الرب أولاً قبل خارجه، وهذا يُعلمنا أنه عندما نستخدم الإرادة العمدية فلا مشكلة في الأمر، وليس صعبًا! فعندما أراد الله أن يُدخِل مشيئته التي قصدها في نفسه هنا على الأرض وجاهته مقاومات ومحاولات لقتل الرب يسوع ولإنهاء العهد وعلى شعبه، لكنه تعمد وترصد لهذه المشيئة، ظل يغير في الأحداث من خلال الأشخاص على الأرض في سبيل إتمام مشيئته وإنقاذ شعبه، إلى أن وصل الشعب إلى مجيء يسوع.

     لاحظ معي تكرار كلمتي “قصده، ومشيئته” بكثرة في هذا المقطع الكتابي،  وفيه أيضًا تتضح طريقة تحقيق مشيئته؛ عن طريق سماع كلمته والتجاوب الداخلي معها “إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ“.

     “خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ” الختم هو علامة الجودة، واُستُخدِمَ قديمًا في اللغة اليونانية في حالات التأمين على الطرد المُرسَل من شخص ذات مكانة عالية جدًا في المجتمع (إمبراطور مثلاً) وتم دفع مبلغ كبير لضمان وصوله دون أن يسرق أو يخدش مع أشخاص معينين (حراسة) لوصوله بحالته.

      مجدًا للرب! نحن مُؤَمّن علينا ولنا حراسة مشددة لحفظنا دون أي خسائر أو خدش أو عاهة أو معاناة، هذه هي مشيئة الله لنا. أما عن الأشخاص الذين لا يستمتعون بهذا التأمن ويسقطون في منتصف الطريق فالسبب يرجع لعدم سلوكهم داخل التأمين، وهي “الكلمة والإيمان”، أما نحن فدخلنا إليه عبر سماعنا للكلمة وفهمنا للخلاص وإيماننا به وتطبيقنا له، إن خرج شخص خارج الكلمة والإيمان يخرج خارج هذا التأمين، ومن هنا يجد الشخص نفسه يتخبط ويعاني في الحياة.

    هام جدًا أن تعرف أنه لن تظهر قوة الكلمة ويد الروح القدس في حياتك ما لم تضع رجلك فيها وتطبقها، وافهم أن الأمر لا يربط بالمشاعر.

       ▪︎ ضع لجامًا لكلماتك وكن مُسرِعًا للاستماع!

    يوجد قانون فيزيائي معروف وهو: لا يوجد شيء يحدث دون فاعل مُسبِب له، على سبيل المثال لن يحدث معك يومًا ما وأنت راجع للمنزل بعد يوم عمل شاق وتجد أن ملابسك تُخلَع فجأة من تلقاء ذاتها وتُلبَس بغيرها من ملابس نظيفة. لكن عليك أن تمد يدك وتقوم بفعل ازاله الملابس من على جسدك وتبديلها.

    “١ يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يُهْدِي السَّلاَمَ إِلَى الاثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا الَّذِينَ فِي الشَّتَاتِ. ١٢ طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. ١٣ لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا. ١٤ وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ١٥ ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا. ١٦ لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ. ١٧ كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ. ١٨ شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ. ١٩ إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ، ٢٠ لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ. ٢١ لِذلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرّ، فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. ٢٢ وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ.” (يعقوب ١: ١، ١٢-٢٢)

    لم يؤمِن يعقوب بالرب يسوع أثناء فترة وجوده على الأرض إلي لحظة صعوده أمام عينيه وقتها آمن به، وبدء يستجمع كل الأحداث وكتب الرسالة، وهي من أوائل الرسائل التي كتبت.

   “١ الَّذِينَ فِي الشَّتَاتِ” يتحدث هنا لأشخاص مضطهدة، اللفظ اليوناني هو “diaspora” ويُستَخدَم مع الزرع الذي يُلقى بشكل متناثر وعشوائي غير منظم، وهي لها معنى عندهم فعلى الرغم من عدم سيرهم مع الروح القدس وتشتيتهم في الأرض إلا أنهم مثل الزرع وسط العالم.

    “١٢ طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ»” التجربة هنا اضطهاد. 

     “١٣ لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»” اللفظ المُستخدَم هنا يصف شخصًا مُنهمكًا في الكلام، ويُخرِج التعبيرات بتلقائية وسهولة، مثل تلك التي يتلفظ بها المرء إن سقط أو أصيب “آه، آه يا ماما، آه يا بابا…!” بمعنى عندما تُجرَّب من إبليس لا تسرع بقولك: “هو فين ربنا؟” أوقف شلال كلامك، ابطء في كلامك، ولا تتحرك بصورة فيها عنفوان.

    “١٤ وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ” نوع التجربة هنا سلبية من إبليس. ثم يطمئنهم في العدد السابع عشر أن الرب صالح لا يعطي إلا العطايا الجيدة فقط. وبعدها يُحثهم في العدد الثامن عشر أن يفهموا تَمَيُزهم واختلافهم، فهم بكورة خلائقه ومولدون من كلمته، وهذا هو الحق الذي ينبغي عليهم سماعه وقوله.

    “١٩ إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ” يرتبط هذا الجزء بالعدد الثالث عشر، وهو هنا يوجههم أن يكونوا مسرعين في الاستماع لما يشرحه لهم الآن ويتلهفوا عليه، واللفظ الذي يستخدمه يُعبِر عن شخص يعطي أذنيه لما يقال ويضع كل قلبه فيه.

    “مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ” يخبرهم أن يكونوا مبطئين في الكلام، هناك من يبالغ في الكلام ويتصل بفلان وعلان عندما يقبض مرتبه؛ راقب نفسك وكلامك.

      “مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ” كلمة غضب المذكورة هنا ليست حالة رفع الصوت، لكنها تشير لحالة الاشمئزاز الداخلي عندما لا يفهمه الآخرين جيدًا أو يختلفوا معه في الرأي ويعترضون عليه، وسيوضح في الإصحاح الثالث من الرسالة ذاتها أن هذه هي حكمة شيطانية نفسانية أرضية. هي حالة “الزربنة والهياج” كما ندعوها بلغتنا العامية، إنه حالة شيطانية وليست طبيعية.

    “٢١ لِذلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرّ” أرمِها بعيدًا حتى لا تستطيع لوصول إليه مجددًا، وهي تصف حالة شراسة ضد هذه المبادئ والأفكار والهزار والسخرية الذي ربما نشأت ورأيت والديك يسلكون هكذا واعتقدت أنك الشخص المرح الذي يملأ الجلسة بكلمات مضحكة غير عالم أنك تُفسِد روحك في هذه اللحظة.

٢١ فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ” بعدما تطرح ما سبق، تعمل فيك الكلمة التي زُرعت، مما يؤكد أن هذه المبادئ الخاطئة تعيق الكلمة، لا تُشَخِّص خطأك وتظل كما أنت، ولا ترمِ اللوم على فلام وفلان أنهم المُخطئين لأننا سنقف بمفردنا أمام كرسي المسيح ولن تستطيع أن تعطي أعذارًا.

     إن كنت من أولئك الذين جهزوا أعذارهم ليقولوها للرب يسوع “أصل أنا الناس تتحدث معي وتشغلني في الشغل ولا أجد الوقت لسماع تعليمًا كتابيًا، لا استطيع التركيز في المواصلات، يعثر عليَّ إجاد التعليم بسهولة…اعذار! ولكن إن كنت تبحث عن شيء تريده ستكون نشيطًا.  

    تذكر أن لك نوعين من المشيئة واحدة تصنعها بسهولة والأخرى عليك أن تفعلها عن حسم وشده، لا أحد سيطرح لك ملابسك الخاطئة عنك هذا دورك. كلما درست الكلمة تكتشف أنه هناك دور على المؤمن لا يمكن للروح القدس أن يقوم به نيابة عنه، هناك من يستضمون  مع الرب قائلين: “يا رب أريد أن أتذكر ما درسته في الكلمة!” يخبرك الكتاب ألا تصلي هذه الصلاة، فإحدى وظائف الروح القدس هي أن يُذكرك بالكلمة (يوحنا ١٤: ٢٦) ويرجع سبب عدم تذكر لأنك غير متأمل بكفاية فيما درسته؛ تأملك هو زرع وسقي الحق الكتابي بداخلك.

    “٢٢وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ هذا أصعب أنواع الخداع، إن خدعت شخصًا آخر سيسهل عليك تمييزه، ولكن إن خدعت نفسك ستسقط فيه لأن لن تميزه.

    “٢٩ اَلرَّجُلُ الظَّالِمُ يُغْوِي صَاحِبَهُ وَيَسُوقُهُ إِلَى طَرِيق غَيْرِ صَالِحَةٍ. ٣٠ مَنْ يُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ لِيُفَكِّرَ فِي الأَكَاذِيبِ، وَمَنْ يَعَضُّ شَفَتَيْهِ، فَقَدْ أَكْمَلَ شَرًّا. ٣١ تَاجُ جَمَال: شَيْبَةٌ تُوجَدُ فِي طَرِيقِ الْبِرِّ. ٣٢ اَلْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْجَبَّارِ، وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً” (الأمثال ١٦: ٢٩-٣٢)

     “٢٩ اَلرَّجُلُ الظَّالِمُ يُغْوِي صَاحِبَهُ وَيَسُوقُهُ إِلَى طَرِيق غَيْرِ صَالِحَةٍ”  الشخص الشرس والعنيف الذي يضغط عليك بالأساليب المختلفة مثل من يسير معك بالزعل والتهديد ولا يتصل بك عدة أيام ويخاصمك إن كان من أهل بيتك؛ ليقودك ويغويك لعمل الخطأ، هذا الشخص يجرجر صاحبه ليعمل الخطأ.

    “٣٠ مَنْ يُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ لِيُفَكِّرَ فِي الأَكَاذِيبِ، وَمَنْ يَعَضُّ شَفَتَيْهِ، فَقَدْ أَكْمَلَ شَرًّا” من يغمض عينيه ليفكر ويتأمل في الشر ومن يعض شفتيه أي من يتمتم بها ويركز فيها؛ يكمل شرًا. إن عكست الآية واستخدمتها في أمر إجابي  وكنت تغمض عينك لتفكر في الكلمة تتمتم بشفتيك في البر؛ تُكمل برًا.

     “٣١ تَاجُ جَمَال: شَيْبَةٌ تُوجَدُ فِي طَرِيقِ الْبِرِّ” من الرائع أن تكون ناضجًا في البر،  وخبراتك أخذتها من الكلمة وليس من دراستك أو الحياة. هذا هو تاج الجمال! عندما نصعد للسماء سنجد أمورًا كثيرة ظاهرة أنها جميلة لا نراها اليوم جميلة، والعكس توجد أشياء تظهر هنا جميلة ولكن لا تجد لها لونًا أو ذِكرًا في السماء!

     “٣٢اَلْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْجَبَّارِ، وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً” يريدنا الروح القدس أن نصل لمرحلة السيطرة على أجسادنا وأفكارنا فنكون أعلى ممن يمتلك مدينة، وبعدها سيأتمنك روح الله أشياء أكبر. وهذا يفهمك لماذا لا تحدث الأمور بصورة سريعة، لأنك غير مسيطر على نفسك وجسدك. روحك هي الفاعل، والنفس والجسد مفعول به، ينبغي أن تعرف كيف تدير وتسوق جسدك حتى تعطيه الكرامة الواجبة.

     وُضِع الجسد للكرامة، وليس كما سمعنا أن الجسد تراب، لكنه هام جدًا عند الرب لدرجة أنه إن ابتلع في البحر سيسترجعه بطريقة معجزية في القيامة ويُلبَس عدم فساد ولن يخلق غيره لسبب تقديره له. أعطِ كرامة لجسدك في الأرض عبر التفكير الصحيح بالكلمة والسيادة عليه، وطَرْح بعيدًا كل أمر شرير.

    عكس كلمة “مشيئة وقصد” هي حالة النفور والرفض والعدوانية ضد الأفكار الخاطئة. عدم سيطرتك على الجسد يُفسِد حياتك، لكن هناك من أخذ أمر سيادته على جسده بجدية، رائع استمر واعرف الطريقة حتى لا يحدث معك صدفة أو بصعوبة، بل تديرها بمهارة، وهي خير من إجاد فرصة عمل رائعة أو الحصول على المال الكثير.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$
Hide picture