لسماع العظة علي الساوند كلاوند أضغط هنا
لمشاهدة العظة علي الفيس بوك اضغط هنا
لمشاهدة العظة علي اليوتيوب
العظة المكتوبة
▪︎ إنْ أدركت ما صنعه يسوع ستتحرك مِن راحة.
▪︎ معرفة النفس البشرية من الكلمة وليس كما يراها الطب النفسي.
▪︎ لا تنخدع بمشاعرك، فهي ليست حقيقتك.
▪︎ اكتشف الراحة مِن الكلمة.
▪︎ أولى وأهم الأشياء لكي تحيا في انتصار وتغلب إلى النهاية.
▪︎ اغلق أبوابك أمام العثرات.
▪︎ كلمة الله هي مرساة النفس.
▪︎ يجب أنْ تربط نفسك بروحك.
▪︎ مبادئ عن النفس البشرية.
▪︎ كيف يتعامل الروح القدس؟
▪︎ يعلمنا الكتاب كيف نقود مشاعرنا.
▪︎ كيف تغلب العالم؟
▪︎ إنْ أدركت ما صنعه يسوع ستتحرك مِن راحة:
عندما نتحدث عن الانتصار لا نعني أنّ الرب يسوع لم ينجز شيئًا، بل هو قد أنجز بالفعل، لكن يبقى أن تتحرك أنت في رصيد ما صنعه الرب في حياتك. هناك مَن يتحرك مِن عدم راحة، وهناك مَن يتحرك مِن راحة. إنْ أدركت عمل يسوع ستكتشف كيف تعيش حسب ما أعطاك مِن إمكانيات وتتحرك بهذا الرصيد، لكن هناك مَن يتحرك مِن عدم راحة ويطلب شيئًا وهو لا يعلم أنّ لديه رصيدًا، فيسعى لإنجاز شيءٍ قد اُنجِزَ بالفعل.
حينما تكتشف ما صنعه يسوع وتدركه، ستعيش طِبقًا لهذا الرصيد، فما تشعر به من عدم راحة في حياتك ، يأتي من عدم الإدراك للرصيد الذي أعطاه لنا الرب لنعيش به هنا على الأرض. افتتح الرب لنا طريقًا، يتبقى أنْ تكتشفه أنت وتسير فيه، فهو موجودٌ ومُجَهَّزٌ، فقط عليك اتّباع التعليمات المكتوبة فيه، وهذا هو ما يضمن لك السير والسلوك في هذا الطريق المستوي.
“لأَنَّنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ”. (عبرانيين 4: 3).
يعيش المؤمن في راحة، لكنك لن تستطيع أن تعيشها مالم تدرك ما وضعه الرب في حسابك، ومعرفة كلمة الله هي التي تكشف لك هذه الراحة، كما إنها تفرِّق بين النفس والروح، فهذا هدف مِن أهداف كلمة الله، فما تشعر به مِن مضايقة أو عصبية أو عدم وجود شهية تجاه الله، أو ضيق أو حتى حزن واكتئاب، هذا لأنك لا تفرِّق بين الروح والنفس والجسد، فأنت تصدق المشاعر وتعتبرها خارجة منك، لذلك تحيا مهزومًا برغم إنك منتصرٌ.
▪︎ معرفة النفس البشرية من الكلمة وليس كما يراها الطب النفسي:
يكمن الانتصار في اكتشافك أنّ هذه المشاعر غير حقيقية، فنحن ندرِس النفس البشرية مِن الكلمة وليس مِن الطب النفسي، ومِن هنا يكتشف ويفهم الشخص نفسه؛ لماذا هو حزينٌ؛ “لماذا أنت ِمنحنية يا نفسي”. (مزمور 43: 5). هذا صراخ العهد القديم، لكن في العهد الجديد، يوجد ما يكشف النفس البشرية. تحدث الأزمة حينما يتعامل الشخص مع النفس والروح على إنهما واحدٌ.
سيستفيد دارسو الطب النفسي مِن الكلمة حيث إنهم سيفهمون النفس البشرية مِن خلالها. لا يمكن للطب النفسي أنْ يُزيد شيئًا، فإذا كان الشخص حزينًا فآخِر ما لديه هو أن يوصله لحالة حيادية عن طريق التلاعب في كيمياء مُعَيَّنة في جسمه، والعكس صحيح، فإن عانى شخصٌ مِن هستيريا الضحك لأنه يرى عالمًا خياليًا، فهنا أيضًا يوصله العلاج النفسي إلى مرحلة حيادية، لكنه سيؤذيه إنْ أوصله للاكتئاب، فكلمة الله تعرِّفنا كيف نُفَرِّق بين الروح والنفس والجسد.
“لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.” (عبرانيين 4: 12).
أنت لا تستطيع الإمساك بالروح أو النفس، لكن الكلمة تفرِّق بينهما، ولم تعد “لماذا أنت منحنية يا نفسي” موجودة في العهد الجديد، لا أقصد أنها غير موجودة بالوحي، لكنها هي صراخ العهد القديم، ففي العهد القديم كانوا يحتارون ولا يجدون إجابة، لكن في العهد الجديد وُجِدَتْ الإجابة مِن خلال ما فعله الرب.
“قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ”. (عبرانيين 5: 14).
تساعدك الكلمة في التمييز بين الخير والشر، كما أنّ قدرتك على التمييز بين الروح والنفس بواسطة الكلمة ليست موهبة مِن مواهب الروح القدس، فموهبة تمييز الأرواح الوارد ذكرها في (كورنثوس الأولى 12) تتكلم عن أنْ تميّز كائنات روحية حرفيًا، وترى عالَم الروح والأرواح الشريرة والملائكة، فيرى الشخص ما هو ليس مرئيًا في لعالَم العيان. يمكنك أن تميِّز الناس بسهولة حينما تستطيع تمييز نفسك.
تكمن الهزيمة حينما لا تعرف أنْ تدير النفس البشرية، ولا تعرف كيف تُخرِج روحك الإنسانية للخارج، فقوتك مِن هنا، والسماء لن تمنح شيئًا آخر سوى ما وُجِدَ في الروح الإنسانية، فهي المَركز الإلهي، ومنها يتكلم ويتواصل معك الرب. إنْ لم تفهم روحك داخليًا، لن تستطيع التعامل. كلمة الله هي الوحيدة التي تستطيع أن تكشف وتُمَيِّز أفكار القلب ونيَّاته، وتجعلك عارفًا هل هذا الأمر منبعه روحك أم هو شيءٌ خارجيٌّ.
“مُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ”، تكشف لنا كلمة الله النوايا السلبية والإيجابية، لكن الآية هنا تحدثنا عن القلب، أي الروح الإنسانية التي صارت الآن تحتوي على طبيعة الله، وهو يكتشف هنا الإيجابي الرائع، ولا يكتشف السلبي، فعندما تعرف روحك الإنسانية ستدرك أنّ كل ما هو سلبي ليس روحك مصدرًا له، فإن وُجِدَ شعور بالهزيمة أو الإحباط، فكلمة الله توضح أن روحك الإنسانية ليس بها إحباط، ولا يستطيع أحد أن يكشف ما بداخلك غير روحك أنت، لذلك عندما تكتشف داخلك ستميز أي شيءٍ خارج دائرة روحك.
“لِكَيْ تَكُونَ شَرِكَةُ إِيمَانِكَ فَعَّالَةً فِي مَعْرِفَةِ كُلِّ الصَّلاَحِ الَّذِي فِيكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ”. (فليمون 1: 6).
تساعدكم شركة إيمانكم أن تعرفوا الروعة التي بداخلكم، فلا يوجد شيءٌ سيٌّ في داخلك.
“رُوحُ الإِنْسَانِ تَحْتَمِلُ مَرَضَهُ، أَمَّا الرُّوحُ الْمَكْسُورَةُ فَمَنْ يَحْمِلُهَا؟” (أمثال 18: 14).
روح الإنسان هي مربط الفرس، ويعمل الروح القدس طوال الوقت على أن تنكشف لديك الطبيعة الإلهية التي بداخلك، وكلمة الله هي الأشعة التي تكشف لك هذه الطبيعة وتلك القوة، لذلك حينما تشعر بشيء غير ما تقوله الكلمة، ستقدر أن تُقيّم نفسك (مشاعرك وإرادتك) بروحك.
“ وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا“. (عبرانيين 4: 13).
“مَعَهُ أَمْرُنَا”، بمعنى، له كلام لنا، أي أنْ أسمع صوت الرب في حياتي عبر كلمة الله حينما أكتَشِف أن الحزن ليس شيئًا طبيعيًا بداخلي، وإنْ شعرت به أعرف إنه أتى مِن خارجي، لذا سأقوم بمواجهته وليس أنْ أقبله متصادقًا معه، وهذا له علاقة مباشرة بظروف حياتك.
▪︎ لا تنخدع بمشاعرك، فهي ليست حقيقتك:
“مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ، فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ .وَلكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَتَحَزُّبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ. لَيْسَتْ هذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَزُّبُ، هُنَاكَ التَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ”. (يعقوب 3: 13-16).
حينما تكون مشحونًا داخليًا بالغيظ والضيق، ستجد التشويش وكل أمرٍ رديءٍ، فكلُ أمرٍ سلبيٍّ حادثٌ حولك، إما هو محاولة مِن إبليس أنْ يضربك، أو إنك افتعلته دون أنْ تعلم، ثم ترجع وتتساءل: ماذا يحدث لي!
تتحرك مِن مشكلة إلى مشكلة، وأنت لا تعلم أن هناك حكمة أرضية نفسانية شيطانية بشرية، ويتحرك إبليس إليك مِن خلالها، فهو ينتظر أن يكون الشخص غير مُجدَّد الذهن بالكلمة في هذه الزاوية، وعلاج هذا الأمر أنْ يفهم الشخص كيف يدير نفسه.
هناك علاقة مباشرة بين التشويش والارتباك وكل أمر رديء وكل غيظ أو كسل أو إحباط وكل أمور تهدم في دائرة النفس، كل هذا يؤدي إلى هبوط في دائرة الجسد، فالكتاب يعلِّمنا؛ “رُوحُ الإِنْسَانِ تَحْتَمِلُ مَرَضَهُ، أَمَّا الرُّوحُ الْمَكْسُورَةُ فَمَنْ يَحْمِلُهَا؟” (أمثال 18: 14)، فإنْ كان العمود الذي أستند عليه مكسورًا، فهذه كارثة.
“سِنٌّ مَهْتُومَةٌ وَرِجْلٌ مُخَلَّعَةٌ، الثِّقَةُ بِالْخَائِنِ فِي يَوْمِ الضِّيقِ”. (أمثال 25: 19).
أنْ تثق بالخائن مثل أنْ تثق بالسِن المكسورة، حينما تضغط عليها متوقعًا قيامها بوظيفتها، وإذ بها انكسرت، إنها خيانةٌ وخداعٌ داخليٌّ يحدث ولا يدري الشخص إنه يخدع نفسه.
لديك رصيد مِن الانتصار والراحة الإلهية هنا على الأرض، فنحن لسنا في احتياج إلى الراحة في السماء، وقد سبق وتكلمنا عن أربعة أيام للراحة هنا على الأرض، يمكنك الرجوع لسلسلة عظات “يوم الراحة“.
بالنسبة لنا ككنيسة نحن في يوم راحة. أول يوم راحة هو عندما استراح الرب في اليوم السابع، واليوم الثاني هو حينما دخل شعب الله إلى أرض الموعد، والثالث هو راحة الكنيسة، والرابع هو المُلك الألفي. تحرَّك الله في كل فترة زمنية براحة للإنسان، فهو يريد له أنْ يتحرك مِن راحة.
▪︎ اكتشف الراحة مِن الكلمة:
إدراكك للكلمة يساوي اكتشافك للراحة، وبالتالي تُكشَف لديك الحكمة الإلهية، فأنت لا تطلبها في صلاتك، فهناك مَن يصلي طالبًا مِن الرب أنْ يعطيه حكمةً. حينما قال يعقوب في رسالته أن مَن يعوزه حكمة فليطلب مِن الرب، هو نفسه بعدها علَّمهم الحكمة، وهذا هو ما تجده حينما تدرس سفر الأمثال؛ فهو يعلِّمك الحكمة، فالحكمة تُعَلَّم، ليس فقط أنْ تستقبلها بوضع أيدي أو يُصَلَّى أحدهم مِن أجلك -وهذا ليس خطأ- لكن ستظل يجب أنْ تتعلمها.
دعنا نضرب مثلاً؛ توجد إمكانية لدى جسم الإنسان (في الطفل) أن يُخرِج أسنانًا، لكنه يحتاج إلى غذاءٍ، أما إنْ لم تكن لديه هذه الإمكانية مِن الأساس، فحتى إنْ أكل وتغذّى جيدًا لن يُخرِج أسنانًا، فالغذاء يُخرِج ما لديك مِن قوة، وليس إنه يعطيك شيئًا ليس بداخلك. الحكمة هي مبادئ إلهية مزروعة لديك مِن الكلمة، تملأك سلامًا. هذا واضحٌ في التعليم عن الحكمة الإلهية.
▪︎ أولى وأهم الأشياء لكي تحيا في انتصار وتغلب إلى النهاية:
- أنْ تسيطر على النفس البشرية، وتجعلها تحت إدارة روحك.
- أن تغيِّر الظروف، ولن يحدث هذا قبلما تسيطر على نفسك البشرية أولًا.
مِن أين تأتي أمراض الضغط والسكر وأمراض العظام؟ يخبرنا الكتاب إن الشخص الذي يفكر بطريقة سلبية طوال الوقت، هذا التفكير بمثابة نخر في عظامه، “حَيَاةُ الْجَسَدِ هُدُوءُ الْقَلْبِ، وَنَخْرُ الْعِظَامِ الْحَسَدُ”. (أمثال 14: 30). هناك مبدأ هام في الوحي الكتابي هو؛ “الشيء يشمل ما يشبهه” فإن قال الكتاب إن هذه الطريقة في التفكير هي نخر في العظام، إذًا قِسْ على هذا الباقي؛ إنّ لكل شيءٍ سببًا.
يدخل إبليس عبر طريقة التفكير التي لم يمُرّ عليها الروح القدس، فذهنك يشبه حائطًا مُكَوَّنًا مِن طوبٍ مُتلاحِمٍ مع بعضه، وحينما تدرس الكلمة أنت تفحص أفكارك هل هي من الكلمة أم لا، إن كانت خطأ فأنت تستبدل تلك الطوبة بأخرى صحيحة مِن الكلمة، وإن كانت سليمة تتركها.
“ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ، أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ“. (1 بطرس 2: 11).
توجد حرب على النفس تأتي إليك كهجمة، مثل الحزن أو الارتباك وغيرها، وهي ليست حرب بالمفهوم العادي، لكن هي أنْ تخلع شيئًا وتلبس غيره.
“أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ”. (أفسس 4: 22-24).
“إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ”. (كولوسي 3: 9-10).
“إِذْ خَلَعْتُمُ”، طالما هناك مَن تخطّوا هذا المستوى فهو إذًا قابلٌ للتحقيق؛ أنْ يسلك الإنسان باستقرار لأن النفس البشرية لم تعُد أزمة. مُعظم المهزومين مِن أولاد الله هُزِموا بسبب عدم إدارة النفس بصورة صحيحة، لذلك يريد الروح القدس أن تعمل على هذا الأمر.
توجد مشاكل لدى بعض الشعوب والتي تتمثل في تغذية النفس البشرية علميًا أو عاطفيًا بعيدًا عن مفاهيم كلمة الله، فالشعب الأوروبي يعمل بدائرة الفِكْر بصورة زائدة، أما في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط فنجد المشاعر الزائدة، وذوو البشرة الداكنة تجدهم مضروبون في الإرادة، وهذا ما نراه في رسالة بولس الرسول إلى تيطس؛
“قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ نَبِيٌّ لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِمًا كَذَّابُونَ. وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ. بُطُونٌ بَطَّالَةٌ». هذِهِ الشَّهَادَةُ صَادِقَةٌ. فَلِهذَا السَّبَبِ وَبِّخْهُمْ بِصَرَامَةٍ لِكَيْ يَكُونُوا أَصِحَّاءَ فِي الإِيمَانِ”. (تيطس 1: 12-13).
حياة البكاء والعصبية والانعزالية والخيانة والثأر يجب الأعراض عنها. احذر الوقوع في هذه الأمور.
“قَلِيلُ نَوْمٍ بَعْدُ قَلِيلُ نُعَاسٍ، وَطَيُّ الْيَدَيْنِ قَلِيلًا لِلرُّقُودِ، فَيَأْتِي فَقْرُكَ كَسَاعٍ وَعَوَزُكَ كَغَازٍ”. (أمثال 6: 10-11).
تستطيع أنْ تحكم على المواقف والظروف بحسب الكلمة. هناك شعوب تمرَّنت على طباع معينة فأصبحوا لا يصدقون حضور الله بينما هم يقضون وقتًا في الصلاة، فهم اعتادوا على طرق معينة لكي يؤمنوا بذلك، وشعوب أخرى تجدهم يصدقون ذلك بسهولة، لكنهم مضروبون في نواحٍ أخرى، هذه طرق يحاول إبليس العمل مِن خلالها، لذلك إنْ لم تُدَار النفس البشرية بطريقة صحيحة، تحدث هزيمة.
“لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا، أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ (يدير جسده) بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ”. (1 تسالونيكي 4: 3-4).
إذًا الدائرة الأولى هي أن تدير جسدك ونفسك البشرية، ويليها أن تتعامل مع ظروفك الخارجية، وبهذا تغلق أبوابك أمام إبليس.
▪︎ اغلق أبوابك أمام العثرات:
“وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «لاَ يُمْكِنُ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِلَّذِي تَأْتِي بِوَاسِطَتِهِ!” (لوقا 17: 1).
أنبأنا الرب بأنه لابد مِن حدوث ظروفًا سلبية، لكن هل أبوابك مغلقة أم لا؟ وكيف تغلق أبوابك؟ شرحْتُ هذا باستفاضة في عظتي العثرة. لا يوجد إنسانٌ على وجه الأرض غير مُستهدَفٍ مِن إبليس، لكن العِبرة كيف تتعامل أنت معه.
لأهمية الأمر، أعطى الرب تعليمًا للتلاميذ إنه إن أعثرك شخصٌ ضعّ له حدودًا، ولكن إنْ تاب واعتذر وابتدأ يعدل مساره، اغفر له، وكن طويلَ النَفَس في الغفران، لكن إنْ أخطأ ثانية ضع حدودًا أيضًا، ولا تتماشَ معه تحت مُسَمَّى “لا أريد خسارته حتى لا يترك الرب”، لكن هذا الشخص بالفعل يخرّب في حياتك، هذه إحدى المفاهيم التي يسلك بها الناس مُعتقِدين أنها كتابية، في حين يعلِّمنا الكتاب عن إيقاف الناس التي تسبب عثرات.
“ وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ”. (1 تسالونيكي 5: 23).
(يمكنك دراسة التعليم الخاص بزاوية الروح والنفس والجسد عن طريق موقعنا).
هناك تعليمٌ يختص بتقوية روحك التي صارت مولودة مِن الله وتحتوي طبيعته حينما قبلته، والتي تكون مثل الطفل الذي يحتاج أنْ ينمو؛ “وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ”. (1 بطرس 2: 2)، لكن النفس البشرية تحتاج إلى فهم وإدارة معينة، وهكذا أيضًا الجسد، والخلط بينهم يعني إنك لا تسلك بالقوة المُميِّزة، أي كلمة الله.
عندما تصدر عنك أفعالٌ معينة تعاني منها وأنت لا تفهم نفسك لماذا عند حدوث موقف معين لا تحتمله وتتخذ قرارات خاطئة برغم التحذيرات، وتنسحب لفترات طويلة. يحاول إبليس دائمًا أن يدرسك ليهجم عليك فيما أنت لا تفهمه عن نفسك، إلى أنْ تفحص نفسك وتكتشف كيف يمكنك إغلاق أبوابك في هذه الزاوية.
▪︎ كلمة الله هي مرساة النفس:
“الَّذِي هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ، حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِق لأَجْلِنَا، صَائِرًا عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ”. (عبرانيين 6: 19-20).
(أشجعك على الرجوع لسلسلة ثبات واستقرار النفس)
النفس البشرية هي مثل المركب في بحرٍ، وأنا أحتاج أنْ أجذبها وأربطها في مَرسى حتى تستقر. لماذا التَخَبُّط والانسحاب وراء الموج؟ لأن المركب غير مربوطة. عندما تحدث ظروفٌ أو هجومٌ على أفكارك، تجد نفسك تغضب أو تأخذ قرارًا عدوانيًا أو ليس به محبة، وتجد نفسك لا تريد الصلاة مُبتعِدًا عن الرب… لماذا كلُ هذا؟ لأن النفس البشرية متروكة دون سيطرة.
▪︎ يجب أنْ تربط نفسك بروحك:
لماذا تهيج مشاعر البعض فجأةً، أو يتخذون قرارات فجائية ثم يتراجعون ويترددون فيها؟ لأن النفس البشرية ليست ثابتة ومربوطة بطريقة صحيحة، فهي تحتاج أن تكون مربوطة بروحك.
“تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ”، هذا الهيكل يوجد الآن في جسدك، فأنت الآن صرت هيكلًا للروح القدس، وهذا يعني أن النفس البشرية تحتاج أن تُسحَب إلى الروح، وليس أنّ الروح تُسحَب إلى النفس، فيوجد بداخلك قوة سحب عكس قوة السحب الخارجية، “وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ”. (يعقوب 1: 14).
إنْ أدركت المفاهيم الكتابية عن الروح الإنسانية التي بداخلك، ستستطيع سحب نفسك قبل أنْ تُؤخَذ في تياراتٍ أخرى، فتجد أفكار الكلمة لديها قوة جذب أقوى مِن تلك التي للخطية إنْ خضعت لها، عليك فقط أن تستخدمها بأن تقول لا للغضب وللقرارات الخطأ.
مثلاً؛ إنْ كانت مشاعرك قد توقفت مِن ناحية شريك حياتك تستطيع أنْ تفعِّلها ثانيةً، وتستطيع أن تتعامل مع أبناءك في سن المراهقة بطول نَفَس ولا تُنهَك منهم. هذه هي النفس البشرية التي تحتاج أن تديرها فتجعل المحبة خارجة بثبات لأن النفس مربوطة وليست مُتقلقِلة مع الموج أو مُتحرِكة مع التيار وغير مُتذبذِبة بالعالم.
النفس البشرية هي شيءٌ غير مرئيٍّ مُلتصِق بروحك، ويطلق عليها “قشرة الروح” بحسب الآبائيات، فعندما ينتقل الشخص مِن هذا العالم، سواء كان مولودًا مِن الله يذهب إلى السماء أو غير مولود منه يذهب إلى الهاوية، فهو يذهب بروحه ونفسه، لذلك عندما نزل يسوع إلى الهاوية، نزل بروحه ونفسه، فهو نزل كإنسان ولاهوته لم يفارق ناسوته، ومات كإنسان وكابن الله في نفس الوقت، فهكذا استطاع أن يفتدي البشر، وإلا كان سيصبح أعلى منهم، لكنه كان مُساويًا للبشر بلا خطية.
الروح الإنسانية لديها قدرة سحب، والنفس البشرية مثل الإسفنج الذي يمتلئ، فكلما تملأها كلما هي تتشبَّع بالشيء، لهذا السبب عندما تُعرَض عليك مشاعر حزن أو ضيق أو خوف أو حتى فرح غير كتابي…إلخ عليك أنْ تتعامل مع هذا بروحك لكي تطوِّعها وتسحبها إلى المرسى الصحيح، فهذا الأمر يحتاج إلى وقت، لكن لا تنخدع بل صدق أن الأمر انتهى. حينما ترفض هذه المشاعر، ربما تستمر بعدها لفترة، مثل إنسان يطهو سمكًا مشويًا، قد تستمر رائحته لفترة، لكن هذا لا يعني أنّ الطهو مستمر.
عدم فهمك لهذا الأمر يجعلك مخدوعًا فتظن أنّ ما تشعر به مازال موجودًا. يحدث الأمر في الحال لكن لكي تستوعبه النفس البشرية فهذا الأمر يأخذ وقتًا. حينما تأخذ خطوة لكي تصلي، برغم أن جسدك يرفض ذلك، لكن لا تدع هذا يصنع فرقًا، فطالما أخذت قرارًا، أنت سحبت نفسك، صدق ذلك.
▪︎ مبادئ عن النفس البشرية:
النفس البشرية تحتاج لتوجيه، مثال؛ تسير السيارة باستقامة طالما الطريق مستقيم، إلى أنْ ينحني هذا الطريق، فلابد مِن وجود من يسوقها لكي تنحني السيارة ولا تصطدم بأي شيء، بنفس الفكرة، يجب أن توجِّه النفس البشرية عن عمد، ولا تعتمد أنك كنت تسير باستقامة لفترة من الوقت، فهذه ليست مصادفة لكن الروح القدس كان يحملك وقتها وأنت لا تدري، لأنك لم تكن مُدرَبًا على إدارة النفس جيدًا- فتُهزَم وأنت قد كبرت روحيًا، لأنك مِن المفترض أن تكون قد تعلَّمت القيادة.
كيف تستطيع أنت الكائن الروحي قيادة نفسك؟ عن طريق توجيه تفكيرك لمادة فكرية معيَّنة، فالنفس البشرية (الفكر والعاطفة والإرادة) يتزعمها الفكر.
“مُشْتَاقًا أَنْ أَرَاكَ، ذَاكِرًا دُمُوعَكَ لِكَيْ أَمْتَلِئَ فَرَحًا“. (2 تيموثاوس 1: 4).
أي كلما آتي بهذا المشهد على ذهني، أشتاق إليك أكثر، وهذا يعني أنك تستطيع أن تقود مشاعرك حينما تفكر في الشيء، وهكذا كلما تفكر في الكلمة، تجد نفسك تشتعل في هذا الاتجاه.
لماذا نجد البعض لا يفكرون في النفوس؟ لأنهم لا يرون الأهمية، فأنت قبل أن تفكر في شيء وتقتنع به وتعتنقه، يجب أن تفهم أهميته، لذلك فأول شيء هو أن ترى حياتك في هذه الزاوية، وترى أهمية الشيء في هذه الزاوية، وتقتنع أن تضع نفسك في الرب، وتحيا وهو ربٌ وسيدٌ على حياتك.
“بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ، لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ. وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً. حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ». (1 كورنثوس 1: 27-31).
إنْ أردت أن تكون حكيمًا، كن جاهلًا عن المعرفة البشرية التي لديك، فإنْ كنت مُعتقِدًا أن عملك أو أسرتك هي حياتك، ولم تضع أهمية للكلمة، لذا عندما ستُعرَض عليك الكلمة بالتأكيد لن تلتفت لها، وهكذا تكون لست مِن الحق” كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي”. (يوحنا 18: 37).
هناك مَن ضبطوا حياتهم على عدم الاهتمام بأمور الكلمة، وجعلوا العلوم أو مبادئ الناس وغيرها هي الأعلى، وحينما تُعرَض عليه الكلمة -من الروح القدس- قد يفهمها الشخص لأن لديه جزء يريد الرب وآخر لا يريده، بمعنى إنه واثقٌ في رأيه، فيهمل الكلمة، وتُعرَض عليه الكلمة وفيها الحلول، لكنه يرفضها دون قصد.
“فَلَوْ ذَكَرُوا ذلِكَ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلرُّجُوعِ”. (عبرانيين 11: 15).
يتكلم الوحي عن شعب الله، إنهم لو استحضروا إلى ذاكرتهم المكان الذين خرجوا منه أي مصر، لكان لهم رغبةٌ مُلِحَّةٌ للرجوع إليها. إنْ فكَّر الشخص طوال الوقت في شيءٍ ليس هو أمامه، بل هو يستحضره على ذهنه، تتولد لديه رغبة مُلِحَّة لعمله، وهنا يخلط البعض بين صوت الرب ورغباته الشخصية مُعتقِدًا أنّ الرب يُلِح عليه وإنّ هذا تثقُّل مِن الرب وهو لا يعلم أنّ هذا تفكير منه عن قصد.
▪︎ كيف يتعامل الروح القدس؟
قد يُذَكِّرك الروح أحيانًا بشخصٍ ما لتفكر فيه، لكن ليس هو من يُحرك مشاعرك، وأنت قد تتجاوب أو لا. يُحكَى عن رجل الله كينيث هيجين إنه كان يسوق سيارته ذات مرة (ولم يكن وضع حزام الأمان إجباريًا وقتها) فكان يرى صورًا لشخص تحدث له حادثة، واعتقد أن الروح القدس يوجهه أن يضع الحزام، فوضعه، لكنه كان لا يزال يرى نفس الصورة، إلى أن وصل إلى وجهته، فجاءه خبرٌ بوفاة إحدى أقاربه في حادث سيارة، وهنا فهم أن الروح القدس كان يوجه فكره لكي يصلي ويتشفَّع، لكن هذا لا يعني أن كل الصور السلبية أو الأحلام المزعجة تأتي من الروح القدس.
يتكلم الروح القدس إلى ذهنك حينما تكون ممتلئًا مِن الكلمة، لذلك لا تقبل أفكارًا سلبية إلى أن تنحصر في الكلمة التي تنظف ذهنك من أي توقعات سلبية، لأن تفكيرك في الشيء يقودك إليه. لماذا ليست لديك شهية لدراسة الكلمة أو أن تكلم الناس عن الرب؟ هذا بسبب إنك لا تفكر في هذه الأمور فبالتالي لا تنقاد مشاعرك لها.
▪︎ يعلمنا الكتاب كيف نقود مشاعرنا:
- أولًا: تحتاج أن تضع كل معرفتك البشرية تحت الكلمة وتفحصها، وتجعل خبراتك قيمتها صِفْر (صَفَّر عداداتك).
- ثانيًا: أنت تحتاج أن تفهم الكلمة وتُوَجِّه مشاعرك إلى مبادئها
لماذا نجد بعض الناس هيّاجة المشاعر؟ لأنهم مشحونون سابقًا، فمثلًا؛ إنْ كنت خشن المعاملة مع الإنسان الخشن ذلك لأنك مشحونٌ بطريقة العالم، بل لابد أن ترى قيمة هذا الإنسان كقيمة يسوع وتعرف أن تراه مِن فوق وتنظر له كشخص محتاج معونة ولا تصدق المشاعر التي تُرمَى عليك من خارجك، وهكذا تغلب الشر بالخير لأنك تتصرف بالمبادئ الكتابية.
“أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا”. (فيلبي 4: 8).
هذه هي المواد الفكرية التي يريدك الرب أن تفكر فيها، فإبليس يهجم عليك بمشاعر مثل الحزن أو الارتباك، وإن أطاع الشخص هذه المشاعر، قد تظهر عليه أعراض صحية، وهو لا يعلم أن هذه الأمور تحارب النفس، وإنْ صدقها فهو يقع تحتها.
حدث مِن قبل أنْ عانت أخت بالفعل مِن تصديق الأرواح الشريرة وابتدأت تُخرِج أصواتًا مُزعِجة، إلى أنْ صلَّتْ ووُلِدَت ميلادًا ثانيًا وامتلأت بالروح القدس وعلمت بالسلطان الذي لها على هذه الأرواح ولم تعُد تصدقها أو تخضع لها، لذلك فهي لم تحتاج أن يُخرِج أحد الروح الشرير، بل فهمت أنها تستطيع قول لا للأصوات التي كانت تخرج منها.
لن يستطيع الروح الشرير أن يمس مَن يُخرجه بالأذى، فنحن نرى يسوع وبولس وبطرس وهم يُخرِجون الأرواح الشريرة، ولم يعانوا مِن أي أذى منهم، أيضًا سبق الرب وقال: “هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ”. (لوقا 10: 19).
أي مشاعر تُرمَى عليك مثل؛ انسداد الشهية وقت الصلاة، الإحباط، الظروف، هذه هجمات تأتي على ذهنك. عندما تعرَّض الرب يسوع للهجوم الفكري، كان يصلّي بأشد لجاجة، فحينما ازدادت شراسة الهجمة، تعامل معها الرب بصورة مختلفة لأنه كان مُقبِلًا على مرحلة الترك مِن الآب، فأتته أفكار (لأنه كان مُجَرَّبًا في كل شيء) مثل؛ هناك مَن لا يقبلونك بعد كل ما صنعته لأجلهم، كيف وأنت الخالق تقبل هذا؟ كيف تسمح للأرواح الشريرة بالسيطرة على المشهد؟ يجب أنْ ترفض هذا ولا تكمل، فأنت تستطيع أن تُخرِج نفسك…إلخ، كانت هناك مفاوضات، لكن تعامل معها الرب يسوع بشراسة.
- ثالثًا: توجد تأثيرات مِن الآخرين على النفس البشرية على هيئة خداع (ادرس سلسلة العلاقات)
إنْ كنت نشيطًا روحيًا، فروحك تلتقط معلومات عمًّا تتعامل معهم، وقد تعرف حال بعض الناس الذين لم ترَهم لسنين، ويمكن أيضًا للشخص أن يلتقط شيئًا سلبيًا مِن الآخر، فإنْ ذهب شخص إلى جناز يمكنه أن يُسحَب للحزن إنْ لم يضبط نفسه، ففي العلاقات أنت تأخذ وتعطي لذلك يجب أن تكون حَذِرًا وتغلق قلبك. نجاحك أنْ تجعل أبناءك مغلقين عن الانفتاح على العالم وأفكاره.
“اَلرَّجُلُ الظَّالِمُ (العنيف) يُغْوِي صَاحِبَهُ وَيَسُوقُهُ إِلَى طَرِيق غَيْرِ صَالِحَةٍ”. (أمثال 16: 29).
ربما يجبر شخصٌ صاحبه على شيءٍ ويضغط عليه عبر الحزن أو المضايقة أو الخصام أو قد يعايرك بشيءٍ معينٍ، وهذه أشكال مِن العنف، لذلك لا تسمح في تعاملك مع الآخرين أنْ يدخل قلبك ما في داخلهم أو يجبرونك على شيءٍ.
سيبني الروح القدس في شخصيتك الاقتناع بأنك شخصٌ رائعٌ لكي يُقَدَم لك الخير بكفاية -أنت تستحق الإكرام- وأنك غير مديون لأحد، وأي شخص يقدم لك خيرًا ثم يطالبك به فيما بعد، هو المخطئ وليس أنت. لا تكن مُقيدًا أن ترد ما قدمه لك الآخر، وإن كان شخصٌ له مصلحة لديك وهو يقدم لك شيئًا، امنع نفسك أن تأخذ منه هذا الشيء. هذه بعض المواقف التي تُدخِل الأرواح الشريرة، فتجد نفسك قَلِقًا وأنت لا تدري لماذا.
☆ امتحن الأرواح ولا تصدق كل شيء:
يجب قطع تواصلك عن أي شيءٍ لا يوصل إليك حقًا كتابيًا صحيحًا حتى لا تتأذّى.
“فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلًا: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!» فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاس»”. (متى 16: 22-23).
يمكن لإبليس أن يتكلم على فم شخصٍ بريءٍ لأغراض بريئة، كما تكلم على لسان بطرس، لذلك يجب أن ترُد بفمك وتقطع أي مصدر للأرواح الشريرة في حياتك. هنا أعطى الرب لبطرس علاجًا كاشفًا له دوافعه غير النقية، فهو يهتم بالناس وليس بما لله، وأدرك الرب نشاط الأرواح الشريرة على فم بطرس، لذلك مِن الهام جدًا أن تدرك إنه قد يوجد مَن يرسل أرواحًا شريرة عليك تجعلك تتعثر في حياتك الروحية.
“وَأَرْسَلَ أَمَامَ وَجْهِهِ رُسُلًا، فَذَهَبُوا وَدَخَلُوا قَرْيَةً لِلسَّامِرِيِّينَ حَتَّى يُعِدُّوا لَهُ. فَلَمْ يَقْبَلُوهُ لأَنَّ وَجْهَهُ كَانَ مُتَّجِهًا نَحْوَ أُورُشَلِيمَ. فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ تِلْمِيذَاهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، قَالاَ: «يَا رَبُّ، أَتُرِيدُ أَنْ نَقُولَ أَنْ تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتُفْنِيَهُمْ، كَمَا فَعَلَ إِيلِيَّا أَيْضًا؟» فَالْتَفَتَ وَانْتَهَرَهُمَا وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا!” (لوقا 9: 52-55).
تعامل الرب مع كلمات التلاميذ أنّ ورائها روحًا.
“أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ. بِهذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ. أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ. هُمْ مِنَ الْعَالَمِ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ يَتَكَلَّمُونَ مِنَ الْعَالَمِ، وَالْعَالَمُ يَسْمَعُ لَهُمْ. نَحْنُ مِنَ اللهِ. فَمَنْ يَعْرِفُ اللهَ يَسْمَعُ لَنَا، وَمَنْ لَيْسَ مِنَ اللهِ لاَ يَسْمَعُ لَنَا. مِنْ هذَا نَعْرِفُ رُوحَ الْحَقِّ وَرُوحَ الضَّلاَلِ”. (1 يوحنا 4: 1-6).
ستسمع بحسب انتمائك، فإن كنت مُدرِكًا أنك تتبع يسوع وصرت في ملكوته، وتريد أنْ يستمر يسوع ربًا على حياتك، بهذه الطريقة ستسمع الحق، لكن إنْ انجرفت في العالم لن تسمع للحق كما كنت سابقًا، بل يمُر أمامك ولا تستطيع تمييزه.
“فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي»”. (يوحنا 18: 37).
توجد أُذُن تجعلك تستوعب كلمة الله، وما يُحكى بعد ذلك هو نتيجة؛ فأي زيف حولك يجعلك تنخدع في عملك أو في العالم أو مِن أمراض، إنْ كنت مُتدرِبًا أن تسمع للحق سترى حقيقة الأمور، لكن إنْ كنت مُنتمِيًا للعالم وطوال الوقت تقرأ أخباره وتستمع إليه وتتشبع به، حينئذ ستسمع له ولن تسمع للحق الكتابي، وستُخدَع مثل المخدوعين وتكون مهزومًا. إنها حرب خداع في الهويَّة وفي الحقائق وفي كل شيء.
- رابعًا: يمكن للنفس البشرية أن تتأثر بتغيرات الجسم
إن كان الشخص مُرهقًا وهو لا يعرف كيف يتعامل مع الإرهاق بصورة صحيحة سيصبح عصبيًا، وإن واجه موقفًا صعبًا في عمله، يأخذ قرارات خاطئة. يعلمنا الروح القدس أن لدينا سيطرة على ما يُلقَى علينا، وحتى على التغيرات الجسدية التي تحدث في جسم الإنسان.
“كَمَا كَانَتْ سَارَةُ تُطِيعُ إِبْرَاهِيمَ دَاعِيَةً إِيَّاهُ «سَيِّدَهَا». الَّتِي صِرْتُنَّ أَوْلاَدَهَا، صَانِعَاتٍ خَيْرًا، وَغَيْرَ خَائِفَاتٍ خَوْفًا الْبَتَّةَ”. (1 بطرس 3: 6).
“غَيْرَ خَائِفَاتٍ خَوْفًا الْبَتَّةَ”، يُقصَد بها التغيرات الهرمونية التي تحدث للمرأة، فهي يمكنها أن تتغلب على أي تغيرات هرمونية تحدث في جسدها.
“فَكِّرْ بِهذِهِ، مُنَاشِدًا قُدَّامَ الرَّبِّ أَنْ لاَ يَتَمَاحَكُوا بِالْكَلاَمِ. الأَمْرُ غَيْرُ النَّافِعِ لِشَيْءٍ، لِهَدْمِ السَّامِعِينَ. اجْتَهِدْ أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ للهِ مُزَكُى، عَامِلًا لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلًا كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ. وَأَمَّا الأَقْوَالُ الْبَاطِلَةُ الدَّنِسَةُ فَاجْتَنِبْهَا، لأَنَّهُمْ يَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَكْثَرِ فُجُورٍ، وَكَلِمَتُهُمْ تَرْعَى كَآكِلَةٍ. الَّذِينَ مِنْهُمْ هِيمِينَايُسُ وَفِيلِيتُسُ، اللَّذَانِ زَاغَا عَنِ الْحَقِّ، قَائِلَيْنِ: «إِنَّ الْقِيَامَةَ قَدْ صَارَتْ» فَيَقْلِبَانِ إِيمَانَ قَوْمٍ. وَلكِنَّ أَسَاسَ اللهِ الرَّاسِخَ قَدْ ثَبَتَ، إِذْ لَهُ هذَا الْخَتْمُ: «يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَهُ». وَ «لْيَتَجَنَّبِ الإِثْمَ كُلُّ مَنْ يُسَمِّي اسْمَ الْمَسِيحِ». وَلكِنْ فِي بَيْتٍ كَبِيرٍ لَيْسَ آنِيَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ فَقَطْ، بَلْ مِنْ خَشَبٍ وَخَزَفٍ أَيْضًا، وَتِلْكَ لِلْكَرَامَةِ وَهذِهِ لِلْهَوَانِ. فَإِنْ طَهَّرَ أَحَدٌ نَفْسَهُ مِنْ هذِهِ، يَكُونُ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ، مُقَدَّسًا، نَافِعًا لِلسَّيِّدِ، مُسْتَعَدًّا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ. أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ”. (2 تيموثاوس 2: 14-22).
“لاَ يَتَمَاحَكُوا بِالْكَلاَمِ”، أي لا تقع في مجادلة مع أحد.
“أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا”، لا يقصد هنا الشهوات الجنسية، لأنه يتكلم في الأعداد السابقة عن المجادلات (لكن يصح أيضًا أنْ نقتبسها عن الشهوات الجنسية)، لكنه يقصد هنا مَن يشتهي أن يكون مُنتصِرًا في المجادلات، فحتى إنْ بدا الأمر وكأنك هُزِمْتَ في المناقشة، كن مهزومًا ولا تتبع الشهوات الشبابية، أيضًا إنْ كانت لديك رغبةٌ أنْ تُرَى لامعًا ومعروفًا وتريد أن تتكلم في أمور روحية ليس لتفيد الناس لكن لكي تلفت نظرهم إليك، هذه شهوة، اهرب منها.
- خامسًا: أمور وُضِعَت على النفس البشرية، وتؤدي إلى الهزيمة إن لم يتخلص الشخص منها
هذه الأمور تأتي مِن المجتمع، التربية، العادات والتقاليد الخاطئة؛ مثل أنْ ترتدي الأرملة ملابس سوداء مدى الحياة وإنْ لم تفعل سيعني هذا أنها كانت لا تحب زوجها، أو أنْ لا يصِح للزوجة أن تكون خاضعة لزوجها دائمًا. إنْ لم تخرج خارج جيلك ومبادئهم، ليس تحت مُسَمَّى الاختلاف فقط، لكن ترفض أن تعبر عليك هذه الأفكار بسلام دون أن تفلترها، لن تغلب في هذه الحياة.
“ اَلأَوَّلُ فِي دَعْوَاهُ مُحِقٌّ، فَيَأْتِي رَفِيقُهُ وَيَفْحَصُهُ”. أمثال 18: 17).
مَن يحكي القصة أولًا يبدو إنه على حق، أي ما يُلقَى عليك مِن المجتمع والخبرات والتقاليد والأفلام يبدو إنه حقيقي ما لم تأتي أفكار الكلمة وتثبت عدم صحته، لذلك لابد أن تفنِّدَه وتفلتره لتكتشف أين الحقيقة، وإلا ستظل المعرفة السابقة هي الحقيقة في نظرك وتدافع عنها قائلًا: هذا هو ما يعمله الكل.
لكن الكتاب يعلمنا؛ “فَيَأْتِي رَفِيقُهُ وَيَفْحَصُهُ”، أي افحص الأمر مِن خلال رأي الكلمة، وهكذا افحص أي فكرة تُلقِي عليك مبادئ بشرية، وإلا ستجد نفسك مهزومًا وأنت لا تفهم لماذا.
كيف تكون غالبًا للنهاية؟ بأن تدع كلمة الله تكشف وتفنِّد الأفكار. تصديقك لما يُطرَح عليك من مشاعر هو أكثر شيء يساهم في هزيمتك.
▪︎ كيف تغلب العالم؟
“كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضًا. بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَوْلاَدَ اللهِ: إِذَا أَحْبَبْنَا اللهَ وَحَفِظْنَا وَصَايَاهُ. فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً، لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا.“ (1 يوحنا 5: 1-4).
ماهي طريقة الغلبة؟ هي طريقة التفكير الكتابية في الموقف. عندما تنظر لما هو عند الآخر وتشعر بالنقص لأنه ليس عندك، هذه طريقة تفكير بشرية. أنْ تأخذ مِن المجتمع مثلًا أعلى أو تُقلِّد ممثلين أو غيرهم، فأنت دون أن تدري تتطبَّع بهم، وتصل لمرحلة لا تدري فيها لماذا يحدث لك هذا، لأن هناك أمور قد لوثت روحك.
يعلمنا الكتاب أنّ المولود مِن الله يغلب العالم بمبادئه وأنظمته، “وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا”، يجب أن تصدّق الطبيعة التي بداخلك التي ليس بها الحزن ولا الغيرة ولا الحسد. إنْ كنت قد رأيت نفسك مِرارًا وتِكرارًا على أنك شخصٌ خفيفٌ روحيًا، آن الأوان أن تؤمن بعكس ذلك وتغلب هذه المبادئ، فالعبرة بما تقوله الكلمة عنك وليست مشاعرك.
“مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟” (1 يوحنا 5: 5).
صارت الطبيعة الإلهية متاح للبشر أنْ يأخذوها، فروح ضد المسيح يحارب ذلك، هو لن يقلل شيئًا مِن يسوع، لكن هدفه أن يُبَخِّس ويقلل مِن الطبيعة التي بداخلك التي تجعلك تغلب العالم وتسيطر على مشاعرك. لا تُخدَع بالأفكار، كن حماسيًا في الصلاة فلديك القدرة أنْ تكون حارًا في الروح. لا يوجد في الكتاب المقدس مبدأ الوسطية، فهو مبدأ شيطاني.
لا تصدق أصوات مشاعرك، بل أعلن بلِسانك، واخرج الطبيعة الحقيقية التي بداخلك كمولود من الله، وهذا مبني على معلومات مِن الكلمة وليس على مشاعر، هذه هي العبادة بالروح وبالحق، وحينما تفعل هذا فأنت جذبت النفس البشرية عن أن تُهزَم في بحر الحياة والمشاعر. إن تدرَّبت على ذلك تستطيع أن تسيطر على جسدك في أعراض مرضٍ ما مِن خلال إدراكك بوجود قوة داخلية فيك.
يمكنك كبح جماح الشهوة بكل أشكالها، وتُخرِج نشاط روحك للخارج مِن خلال إيمانك وليس مشاعرك وحماسك. هذه هي المسيحية؛ حياة الله النابضة في الإنسان، وعدم الخضوع للجسد، والتعامل مع عالم الروح بصورة صحيحة.
حينما دخل إبراهيم في علاقة وعهد مع الله، بدأ يدرك إنه لن يكون محبوبًا مِن البشر، لكنه محبوب مِن السماء. يسلك البشر بمبدأ السيارة التي تسير دون فرامل ودون أنْ يسوقها أحد، لكن إبراهيم بدأ يتعامل بصداقة والتصاق بالرب أكثر ِمن العالم الخارجي، وأنت ابنٌ لإبراهيم الذي سلك بالإيمان، ولديك قدرة على التعامل مع العالم حتى لو وقف الكل ضدَّك. إنْ شعرت بحزن أو يأس أو إحباط… هذا ليس حقيقيًا، فالطبيعة الإلهية التي بداخلك لديها فرح وصبر وطول أناة وقدرة على ابتلاع أي شيءٍ. هللويا.
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download