القائمة إغلاق

Joy And Sadness According To God’s Will الفرح والحزن بحسب مشيئة الله 2

العظة مكتوبة

▪︎ الحزن السليم الذي هو بحسب مشيئة الله:

 ▪︎جذور كلمة “تَبْتَهِجُونَ” في الكتاب المقدس:

  • السرعة في فعل الشيء
  • الثقة!

ما الذي تؤمن به تحديدًا لتنطلق بهذا الفرح:

  • الرب يحبك ويبتهج بك.
  • يتلذذ الرب بلذتك.
  • ابتهج لكثرة كل ما فعله معك ولأجلك.
  • لأنه سيعرفك سبل الحياة.

▪︎ أسطورة عدم وجود وقتًا كافيًا:

▪︎ الحالات التي حزن فيها يسوع:

▪︎ نتائج الفرح!

▪︎ أين مرساتك؟ أين تأملك؟ ما الشيء الذي تفكر فيه؟

▪︎ أنت قادر على ظروف الحياة!

 

 اعتد أنْ تضع حب هذا الإله باستمرار في تفكيرك، لأنه كلما فكرت فيه اشتعلت روحيًا، لهذا السبب التفكير العمدي هو أحد الوسائل التي يتكلم عنها الروح القدس؛ “بدايات اللهج في الشيء هي التفكير فيه.” وعندما تجد أنك متوقفًا ولا تتحرك روحيًا، لدرجة أنك وصلت لمربع الصفر؛ فَكِّر في حبه!

٩اَلآنَ أَنَا أَفْرَحُ، لاَ لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ، بَلْ لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ لِلتَّوْبَةِ. لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ لِكَيْ لاَ تَتَخَسَّرُوا مِنَّا فِي شَيْءٍ. ١٠ لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتًا. ١١ فَإِنَّهُ هُوَذَا حُزْنُكُمْ هذَا عَيْنُهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ، كَمْ أَنْشَأَ فِيكُمْ: مِنَ الاجْتِهَادِ، بَلْ مِنَ الاحْتِجَاجِ، بَلْ مِنَ الْغَيْظِ، بَلْ مِنَ الْخَوْفِ، بَلْ مِنَ الشَّوْقِ، بَلْ مِنَ الْغَيْرَةِ، بَلْ مِنَ الانْتِقَامِ. فِي كُلِّ شَيْءٍ أَظْهَرْتُمْ أَنْفُسَكُمْ أَنَّكُمْ أَبْرِيَاءُ فِي هذَا الأَمْرِ.” (٢ كورنثوس ٧: ٩-١١).

 يأتي العدد الحادي عشر في ترجمات أخرى هكذا: “حينما تنظرون للوراء، عندما حزنتم مِن هذه الرسالة، لاحظوا إلى ماذا أدَّى بكم هذا الحزن؛ أنتج فيكم شغفًا، سعيًا باجتهاد واعتناء، أنْ تُظهِروا أنفسكم أبرارًا مِن هذه الفعلة، بل وأنشأ داخلكم غضبًا ضد الخطية، بل وحذرًا، بل سعيًا باجتهاد وشغفًا وغيرةً لتفعلوا الشيء الصحيح، مما جعلكم مُستعِدين لتعاقبوا مَن فعل هذا إلى الدرجة التي أثبتم فيها أنكم غير مُذنِبين في هذه الفعلة”

 يتكلم هنا الرسول بولس في الغالب عن زاني كورنثوس، لأنه وبخهم في رسالته الأولى عن تسيّبهم مع أمر كهذا، وهذا عكس ما يُقال باستمرار في أيامنا؛ “أنْ تحتضن الشخص المُتورِط بخطايا كهذه لئلا يترك الكنيسة” في حين يقول الكتاب أنْ يُعزل، لكنه يُستَلَم مِن الناضجين روحيًا بمعرفة الراعي؛ لأنه سيُعدي شعب الكنيسة بالخطايا نفسها.

 لكنهم اجتهدوا ليثبتوا لبولس الرسول عكس هذا، وهذا ليس لشخص بولس، بل لأنه يعتني بالكنيسة.

▪︎ الحزن السليم الذي هو بحسب مشيئة الله:

 يوجد حزن بحسب مشيئة الله، يَسير طبقًا لمبادئ الكلمة، وتكون نتيجته كما قرأنا فوق، أنهم تابوا عن الخطأ.

 الحزن الذي بحسب العالم مُدمِّرٌ “…وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتًا” وهذا ليس موتًا للجسد، بل لكل كيانك ونظامك، فتصل لمرحلة أنك ميتٌ وأنت حيٌ، وتجد مفعول صلاتك ميتًا، حتى حياتك لم تعد بالصورة التي خلقك الله عليها، وتكون في حالة مِن الانتكاسة والتعاسة التي تجعلك تزداد في الخطية.

 الحزن السليم كتابيًا ناتجٌ عن تعليم الكلمة وليس عن المشاعر، لكننا قبلنا مبادئ كثيرة وبرَّرنا مشاعر سلبية ظانين أنها شيء طبيعي، بل وبُرِّرَتْ ودُعِّمَت ببعض الآيات التي لم تُفسَّر بطريقة صحيحة. اعلم أنّ الحزن أو الفرح الخارج عن مشيئة الله ينشئ موتًا.

 إنْ كنت تفرح بأي أجهزة جديدة أو بالفُسَح أو بوجود أصدقاء؛ فهذا ينشئ موتًا، لأن أي شيء خارج مشيئة الله ليس سليمًا، وسيأتي الوقت ويخونك هذا الفرح الذي اعتمدت عليه سنينًا، إنْ كان فرحك مُرتبِطًا بمشيئة الله الصحيحة ستجد أنك في ثبات مستمر.

 تحتاج النفس البشرية أنْ تُثبَّتْ في شيء صحيح؛ هو الكلمة، كما تحدثت في سلاسل عظات العادات والعلاقات والحكمة الإلهية عن ما تعلمته في التربية والعلوم ومبادئ أخذتها مِن مصادر أخرى للمعلومات غير الكلمة، سيأتي الوقت وتتغير، لأنه لا يوجد إلا الكلمة وحدها التي لا تتغير.

 إنْ كنت تريد بناء نظام سليم، لتُشيّده مِن طوبٍ لا يُمكن كَسره، يكمن ثبات الإنسان في أنّ مبادئه مأخوذة مِن مبادئ الكلمة.

 ربما تعلمت الصبر مِن مصدر خارج الكلمة مثل التربية أو المجتمع أو حتى درسته في كورسات، سيأتي الوقت وتجعلك ظروف الحياة قليل الصبر؛ لأنك تعلّمته مِن مادة مُتغيّرة وهي العالم، ولكن عندما تتعلمه مِن الكلمة، تجد أنه مهما حدث، لا يتغير! يكمن ثباتك هنا!

 “مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً (ومسقط رأسنا) لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، ٤ لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ، ٥ أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ. ٦ الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ ­ إِنْ كَانَ يَجِبُ ­ تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، ٧ لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ٨ الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ…” (١ بطرس ١: ٣-٨).

 “مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ”؛ أي حمايته سماوية، وليس أننا سنحصل عليه في السماء.

 “السَّمَاوَاتِ“؛ أي في عالم الروح.

 “تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ” يتكلم هنا عن الاضطهادات، وليست مشاكل يصنعها الإنسان لنفسه، فَمِن الوارد أنْ يتّفق أشخاصٌ ضدك، وتُلفَق لك أمور ويُفترَى عليك، لكن يوجد قوة بداخلك تجعلك تغلب أي عيان مُضاد لو فهمت كيف تتحرك بالإيمان.

 يتكلم الرسول في هذا الشاهد عن الفرح غير المُرتبِط بالظروف، فيوجد ظروف سلبية يعبرون بها مِن تجارب واضطهادات، ولكنهم فرحين لسبب الإيمان وليس لسبب الظروف الجميلة، الفرح الإلهي الذي بحسب مشيئة الله غير مُرتبِط بالظروف، مصدره مختلف، هذا دليل أنه ليس عالميًا.

 أتى التلاميذ للرب فرحين أنهم أخرجوا شياطين، فقال الرب لهم:

“وَلكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ.” (لوقا ١٠: ٢٠).

 مع أنّ هذا الأمر روحيٌّ، ولم يحدث على مدار العهد القديم أنْ خضعت الأرواح الشريرة لكلمات أحدهم لأن أول مَن فعل هذا هو الرب يسوع، ولكن عندما فرح التلاميذ بهذا الأمر، هو أمرٌ عيانيٌّ، قال لهم لا تفرحوا بهذا، بل بأمر آخر، مما يعنى أنّ اتجاه الفرح خاطئ، وليس بحسب مشيئة الله.

 الفرح هو تفكير مُوجَّه، والتركيز على…، واعتبار الأمور الحالية السليمة الكتابية، واعتبار أمور مؤكدة الحدوث في المستقبل مبنية على الكلمة، لا يتكلم عن أمور أرضية، وهو مُرتبِط بعالم الروح الذي هو مُرتبِطٌ بيسوع، وغير مُرتبِطٍ بعالَم العيان.

 “تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ” تؤمنون.. فتبتهجون… إذًا الإيمان هو سبب الفرح، هذا هو الأصل اللغوي. تبتهجون“؛ أي بصورة سريعة ومُنسكِبة، وذلك بدأ بسلوك الشخص بالإيمان، ما تؤمن به هو ما سيحدد انطلاقك في حياتك.

 جعل الله الإنسان مُسيطِرًا على مشاعره، إنْ فهمت ما لك في المسيح والقوة الإلهية التي صرت فيها؛ ستستطيع السيطرة على مشاعرك، وهذه هي قمة رُقي الإنسان بعكس مَن تجرّه مشاعره وأحاسيسه.

 حينما تشاهد شخصًا لا يتعامل مع هذه المشاعر التي تَهيج مِن حين لآخر، ستجد أنّ هناك أمور معينة تُزعزِع استقراره ويلتفت لها. ربما يكون مُحِبًّا للأكل أو الجنس أو لديه حب استطلاع على أمور لا تخصّه، فتجده يستطيع التحكم في بعض أمور، والبعض والآخر لا.

 شخص كهذا مُسيطَرٌ عليه مِن جسده وحواسه دون أنْ يدري، هذا دِنوٌ عن الإنسانية التي خلقنا الرب عليها، فهو يشبه الحيوانات التي لا تعرف السيطرة على مشاعرها ورغبتها، فلن تجد حيوانًا لديه ضبط النفس، إذ هو حسّيٌ مهما حدث.

 ▪︎ جذور كلمة “تَبْتَهِجُونَ” في الكتاب المقدس:

  1. السرعة في فعل الشيء:

“…هذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ (في ملكوت الله) بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ. ٧ كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِهِ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ. لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ (المُبتهِج) يُحِبُّهُ اللهُ.(٢ كورنثوس ٩: ٦، ٧).

الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ” أي لديه السرعة وعدم التردد والفرح والانسكاب على، هو شخص يفعلها بكل سلاسة، وسرعة وطلاقة، هذا هو الابتهاج.

 يوجد مَن يعاني مِن عدم حبه وشغفه للصلاة أو دراسة الكلمة، أو الاستماع لعظة ما، أتعرف لماذا؟ واقعًا، لدى روحك حبٌّ غير عادٍ وقويّ وفائض لهذا الإله كمولود منه، لكنك لم تطوّره.

  • سِر على التحاليل (الحقيقة الروحية):

 مِن المُحتمَل أنْ تَكْشف الأشعة الطبية شيئًا، فيأتي المريض شاكيًا مِن أمر آخر للطبيب، فيجيبه أنه لا يرى ذلك في الأشعة، وسيأخذ على الأشعة وليس ما يشعر به المريض.

 ‏يوجد أمراض نفسية يَشعر الشخص فيها بأعراض المرض الحقيقي نفسها، فيصدق المرض تمامًا، حينما تُثبِت كل الأشعة والتحاليل عكس ذلك، سيعالجه الطبيب نفسيًا، ‏ما أريد قوله هو “لا تسلك بما تشعر به”.

 هناك مَن لم يقترب إلى تصحيح النفس البشرية وتعامل معها كحقيقة واقعية وتجده يحيا بمبدأ “ما أشعر به هو ما أنا فيه”. تذكَّر مراحل النضوج الروحي، تحديدًا الشخص المُعاق روحيًا “nepeios”، يصدق ويقول ما يشعره به فقط. لا يعرف أنْ يتكلم كلمة الإيمان.

 يُشبَّه المؤمن بالفاكهة الجميلة المُغطاة بالقشرة، والقشرة هذه هس النفس البشرية. تحتاج أنْ تتعامل مع النفس لتصل لأقصى مراحل نضوجك وخلاصك؛ أي خلاص النفس البشرية، والمعنى بها تقشير قشرة الفاكهة التي لم يتم التعامل معها، كما قال الرسول: “…نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ (نفوسكم أنتم).” (١ بطرس ١: ٩).

 إنْ لم تَكن تعمل على خلاص نفسك فأنت في خطر، ونهايته أنك مُهَدَّد أنْ تقضي فترة الضيقة في الأرض، لأنك لست في لياقة روحية لكي تُختطَف، مع العلم أنّ النفس البشرية ليست مشكلة في حد ذاتها لكنها تحتاج للتعامل معها.

 الفرح هو أمر عمدي لديه أسباب كتابية ومبني على الإيمان، لذلك عندما تكون حزينًا ستكون النتيجة تقهقر وتراجع خلاف كلمة “مسرور” التي عكسها “عن حزن أو اضطرار”

 تجد الشخص الحزين مُضطَرًا ولسان حاله: ” قالوا لي أنْ أفعل كذا، وضعوني في مجموعات البيوت لذا يجب أنْ أصلي، أتوا بي للاجتماع، أنا مُضطَرٌ، أنا لا أريد ذلك”.

  1. الثقة!

 مِن ضمن معاني كلمات الفرح هي الثقة، لذا فالشخص المُحبَط تجده حزينًا، وليس شرطًا أنْ يبكي، فللحزن صور مختلفة.

 يُسَبِّب الحزن تقهقرًا واضطرارًا في حياتك الروحية، تجد أنك لا تستطيع الانطلاق بل مُتوقِفًا وأنت لا تعلم أنه يوجد مُحزِنات ومُكَدِّرات سببها عدم فَهْم لمبادئ الكلمة، وإنْ فهمت تلك مبادئ في هذه الزوايا التي تحتاجها سينتهي حزنك.

 إنْ كان شخصٌ ما يعاني مِن نقص في فيتامين معين أو معدن ما في جسده، إنْ أكل أي شيء آخر بخلاف هذا الفيتامين وذلك المعدن لن يصيب الهدف؛ بالمثل أنت تحتاج لتعليم يختص بالزاوية التي أنت ضعيفٌ فيها، فمعنى “أنْ تتغذى على الكلمة”؛ أي أنْ تُطعَم تحديدًا ما يُعالِج ضعفك.

 الاحتراف الروحي هو أنْ تكتشف نفسك “…لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟” (١ كورنثوس ٢: ١١)، لذلك كلما تصلي بألسنة وكلما تدرس تعليمًا كتابيًا دقيقًا ستعرف أنْ تُشَخِّص لماذا أنت ساقطٌ.

 دقة الكلمة تجعلك تعرف ما سبب عدم شهيتك هذه تجاه الروحيات. “ما الذي جعلني هكذا؟ لماذا أرى الآخرين مُنطلِقين وأنا لا؟” السبب لهذا الحزن والاضطرار، هو إنك غير فاهم كيف تسلك بإيمان في الموقف. تذكَّر المبدأ الكتابي الذي ينص على: “تُؤْمِنُونَ …. فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ”

▪︎ ما الذي تؤمن به تحديدًا لتنطلق بهذا الفرح:

  • الرب يحبك ويبتهج بك:

 “الرَّبُّ إِلهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ. يُخَلِّصُ. يَبْتَهِجُ بِكِ فَرَحًا. يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. يَبْتَهِجُ بِكِ بِتَرَنُّمٍ”. (صفنيا ٣: ١٧).

 الله شخصيًا فَرِحٌ بك، يبتهج بك، محبته جعلته يبتهج بك، لاحظ حتى الله نفسه لديه سبب ليفرح بك.

  • ما هي محبته؟

 عندما نتكلم عن المحبة والفرح، انسَ التعريفات البشرية، المحبة لا تعني الملاطفة لشخص، وعندما يخطئ ينقلب الآخر ضده، هذه ليست محبة، محبة الله ثابتة.

 الوقت الذي قال فيه صفنيا إنّ الرب يبتهج بشعبه ويترنم بهم ويحبهم كانوا قد زاغوا عنه، ومع ذلك هو يترنم بهم.. تخيل هذا! يصمت في محبته؛ أي لا يتكلم عن أخطائهم، يوجد محبة وفرح وترنم بك رغم أخطائك!

 هناك مستوى آخر، فيه تفهم أنّ الخطية لم تعد مشكلة لدى الرب، فتعيش فَرِحًا لأنك أخذت طبيعته الإلهية وتسلك في الأمور الصائبة؛ هذا هو التبرير.

 إنّ الألفاظ “البر والتبرير” هي ألفاظ قضائية استُخدِمَتْ بسبب الخطية، نتيجةً لخروجنا مِن عالَم الخطية لعالَم البر. لكن هناك مستوى آخر وهو أنك بعدما أخذت التبرير والبراءة، أنت تحيا حياتك بصورة صحيحة طبقًا لهما.

 لم يصل الكل لتلك لنقطة؛ إنّ التبرير يعني أنْ يسير الشخص بشكل صحيح، وليس بالضرورة أن يعني هذا إنه كان مُجرِمًا لكي يتبرر مِن خطيئته، كمثال: كمَن تحمّل عقوبة شخصًا آخر، وبعد سنين قد نُسِي تاريخه، وصار رجل أعمال ناجحًا، فأصبحت الناس تتعامل مع شخص ليس لديه تاريخ أسود.

 إنْ أدرك المؤمنون هذا الفهم، لصار لفظ التبرير هو فعل الصواب! هذا الشخص يسير باستقامة بعد ذلك لأنه وُلِدَ مِن الله.

 

(2) يتلذذ الرب بلذتك:

فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ، وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.” (الأمثال ٨: ٣١).

 الرب يفرح بالإنسان، ويستلذ بلذته، ولاحظ ما تقوله الآية “مع” بني آدم وليس “في” إنْ جاءت “في” سيكون الرب ذي مصلحة، “افعل كذا فأرضى عنك..” ولكنه يقول، “لذاتي مِن لذتك؛ أنْ ترى حياة رائعة على الأرض!”

 يتكلم الروح القدس هنا أنه في وقت الخليقة، هو موجود من البداية، ويقول، إنّ فرحتي في الأرض وإني أستلذ مِن لذة الإنسان”. الرب يريد للإنسان أنْ يحيا حياة رائعة، هو يفرح ويُسَر أنْ يعطيك.

“مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ” (أعمال الرسل ٢٠: ٣٥).

 هو يستلذ باستقرارك، هذا في حد ذاته يجب أنْ يفرحك، وتبتهج بذلك؛ فتكتشف أنه لا يوجد حزن أو اضطرار أنك تعبد الرب بكل قلبك.

(3) ابتهج لكثرة كل ما فعله معك ولأجلك:

 “وَتَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ اللَّعَنَاتِ وَتَتَّبِعُكَ وَتُدْرِكُكَ حَتَّى تَهْلِكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَوْصَاكَ بِهَا. ٤٦ فَتَكُونُ فِيكَ آيَةً وَأُعْجُوبَةً وَفِي نَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ (أي المشاكل). ٤٧ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَعْبُدِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِفَرَحٍ وَبِطِيبَةِ قَلْبٍ لِكَثْرَةِ كُلِّ شَيْءٍ.” (التثنية ٢٨: ٤٥-٤٧).

 ستأتي كل هذه اللعنات إنْ لم تعبد الرب بفرح، وبطيبة قلب؛ أي بكل قلبك، والشعور بالامتنان في قلبك، بقلب مليء بالتشكرات والحمد.

لِكَثْرَةِ كُلِّ شَيْءٍ” أي لسبب ما صنعه معك، إذًا الفرح هو الشيء الطبيعي لنا.

(4) لأنه سيعرفك سبل الحياة:

“عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُورًا مَعَ وَجْهِكَ (حضورك)” (أعمال الرسل ٢: ٢٨).

 عرفتني كيف أعيش المواقف، كيف أتحرك في الأمور، هذه هي مسرتي وفرحي!

 قال داود: “رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ، وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي.” (المزامير ٥١: ١٢).

 عندما يفرح الشخص بينما يصلي ثم بعدها ينطفئ فرحه فيحزن ويتمنى ما حدث بعد الصلاة أنْ يعود، مُعتقِدًا أنّ هذا هو فرح حقيقي، لقد قال داود في وقت لم يكن يعرف معنى الخلاص بمفهومنا الآن، الخلاص؛ أي الإنقاذ مِن الموقف الذي فيه، لأنه كتب هذا بعدما زنى مع بثشبع.

 “وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي”؛ أي دعّمني يا الله لأقوم مما أنا فيه.

 

  • مفهوم الخلاص لدى داود:

 مفهوم الخلاص لدى داود: “تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ. أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ.” (المزامير ١٦: ١١).

 تكلم النبي مع داود فاكتشف خطورة ما فعله، حيث إنه أخذ امرأة ليست مِن حقه وقتل زوجها. فأخبره النبي أنه لسبب هذا سيرافق الموت بيته، فالآن هو يريد الخلاص مِن الموقف، وهو يعلم جيدًا أنّ خلاصه مِن الموقف سيأتي عبر إرشاده ماذا يفعل طبقًا لهذا المزمور، وهنا تكمن مسرّته.

 مِن الخطأ أنْ تعتقد أنه يوجد فرحٌ بعد خلاصك وقبولك ليسوع لفترة وجيزة، ثم بعدها يموت وينتهي، وتُطالب الرب أنْ يرده لك، وكأنّ الدور على الرب ليس عليك، ففرحك هو مُستمِر.

 قال الرب يسوع عن الفرح إنه مُستمِر ولا يبهت، لأن فرحه مُرتكِزًا على مبادئ الكلمة والإيمان بها.

 ماذا لو لم تكن تعلم شيئًا مِن الكلمة؟ ماذا لو كنت مُهمِلاً بدراستك لها وتسخر مِن الآيات، وما لديك مِن آيات هو بقايا ما تعلمته في طفولتك ولم يعد لك صِله بالكتاب المقدس؟ حتى إنْ كنت تقرأ التأملات اليومية، فهذا ليس كافيًا، تحتاج لدراسة وقراءة الكلمة بشكل مُستفيض.

▪︎ أسطورة عدم وجود وقتًا كافيًا:

 لا تقل إنه لا يوجد وقتٌ، لأنك لديك وقتًا لمليون شيء لتفعله.

 حكى راعٍ قصةً عن رجل أعمال كان يدعيه باستمرار ليأتي للكنيسة، فكان يُجيبه “ليس لدي الوقت الكافي لكي أحضر الاجتماعات” وبعد فترة مِن الوقت أُصيب رجل أعمال هذا بمرض خطير كاد أنْ يُنهي على حياته.

 ذلك الذي كان يشتكي مِن عدم وجود وقت لحضور الاجتماعات، وجد الوقت للذهاب للطبيب والعيادات وينتظر دوره للدخول، هنا عرف هذا الرجل أنْ يجد الوقت لأن لديه حافزًا ويريد أنْ يعيش، في الحقيقة هو لم يرَ أنّ كلمة الله هي سبب معيشته لذلك لم يعطها وقته.

 أخوتي دعونا نجلس أمام الكلمة لنتعرّض لنورها؛ ستملأ تفكيرك بصور سليمة، وتجد أنّ هذا الفرح يُنشّط عظامك، وستكتشف أنّ مِن أسباب أمراض كثيرة هو الحزن والكسرة والشعور بالعجز.

 ما أخطر حياة المؤمن الحزين، هذا يأتي بلعنات. لا تصادق الحزن؛ لأنه استعلان لأرواح شريرة على الإنسان، وليس مِن مشيئة الله، لكن الذي بحسب مشيئة الله إما يكون على النفوس، أو الانفصال عن الآب، وهذا لن يحدث معك، باستثناء مَن سيرتد.

 لا يوجد مُبَرِرٌ للحزن، حتى وأنت تذاكر لأطفالك لا تقُل “يا بني ركز، ستجعلني أموت، وإنْ مُت فأنت السبب” أو تقول لأحدهم “قد جعلتني أضحك” وكأنّ الحزن هو الشيء الطبيعي لك، اعلَّم أنّ هؤلاء المؤمنون مسلوبون مِن قوة الله التي لديهم.

لا أعني بالفرح أنْ تمزح بالكتاب المقدس، فالبعض يعتقدون بذلك.

▪︎ الحالات التي حزن فيها يسوع:

  • حَزَنَ الرب يسوع على أورشليم -ليس على ذاته بل على الآخرين، مَن يهلكون؛ أي حَزَنَ على خلاص هذه المجموعة مِن البشر.
  • الحزن قَبْل الصليب، وهذا طبيعي، لأنه كان مُقبِل على مرحلة فيها سيحمل خطية العالم وسينفصل عن الآب “…إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟” (مرقس ١٥: ٣٤)
  • البكاء عند قبر لعازر: بكى يسوع لأنه رأى الناس مُرتعِبة مِن الموت، ولم يبكي على لعازر فهذا تفسير مَن رأوا يسوع يبكي:

“…وَلَمَّا قَالَتْ هذَا مَضَتْ وَدَعَتْ مَرْيَمَ أُخْتَهَا سِرًّا، قَائِلَةً: «الْمُعَلِّمُ قَدْ حَضَرَ، وَهُوَ يَدْعُوكِ». ٢٩ أَمَّا تِلْكَ فَلَمَّا سَمِعَتْ قَامَتْ سَرِيعًا وَجَاءَتْ إِلَيْهِ. ٣٠ وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ جَاءَ إِلَى الْقَرْيَةِ، بَلْ كَانَ فِي الْمَكَانِ الَّذِي لاَقَتْهُ فِيهِ مَرْثَا. ٣١ ثُمَّ إِنَّ الْيَهُودَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهَا فِي الْبَيْتِ يُعَزُّونَهَا، لَمَّا رَأَوْا مَرْيَمَ قَامَتْ عَاجِلاً وَخَرَجَتْ، تَبِعُوهَا قَائِلِينَ: «إِنَّهَا تَذْهَبُ إِلَى الْقَبْرِ لِتَبْكِيَ هُنَاكَ». ٣٢ فَمَرْيَمُ لَمَّا أَتَتْ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأَتْهُ، خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَائِلَةً لَهُ: «يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي!». ٣٣ فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ، انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ، ٣٤ وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟» قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ، تَعَالَ وَانْظُرْ». ٣٥ بَكَى يَسُوعُ. ٣٦ فَقَالَ الْيَهُودُ: «انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ!». ٣٧ وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: «أَلَمْ يَقْدِرْ هذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هذَا أَيْضًا لاَ يَمُوتُ؟». ٣٨ فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضًا فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ، وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ. ٣٩ قَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ!». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا، أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَاسَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ». ٤٠ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟». ٤١ فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، ٤٢ وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». (يوحنا ١١: ٢٨-٤٢).

“فَقَالَ الْيَهُودُ: انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ!” قال اليهود ذلك، هذا ليس تعقيب الروح القدس أو مِن الكاتب يوحنا.

 قال يسوع للتلاميذ إنه سَيُقِيم لعازر، ولم يَبكِ، وإنْ بكى سيكون شاكًا بحيال حدوث المعجزة. كيف يبكي على مَن سيقيمه في الحال؟!

 “وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ” هذه صلاة يسوع التي تعرفنا سبب بكائه، لأجل هذا الجمع، هؤلاء المُضطرِبون، إخوته المنزعجون، الناس التي ترى الموت بأقصى ما عرفوه بهذا المنظر المليء بالرعب والخوف، الموت الجسدي. لهذا تعامل يسوع بجرأة مِن أجل هذا الجمع وأقام لعازر.

 تعامل يسوع مع الموت بلغة الانتصار، «لاَ تَبْكُوا. لَمْ تَمُتْ لكِنَّهَا نَائِمَةٌ». (لوقا ٨: ٥٢).

 لم يتعامل يسوع مع الموقف عاطفيًا، أوقات كثيرة يهرب الشخص -لينفث عن شيء ما- إلى البكاء أو الحزن، لا تفعل هذا لأنه سيجعلك في حالة مِن الحزن والاضطرار، ستجد أنه حدث شلل في حياتك؛ عملك، أسرتك، اعتنائك بالبيت، تواصلك مع الناس، فتتدهور علاقاتك، وتفقد تركيزك في عملك -عكس كلمة المعطي المسرور- ستجد تقهقرًا وتراجعًا.

 إنْ كان مديرك في العمل مُنتبِهًا جيدًا ستجده أعطاك إجازة، لأنه يعلم أنّ كفاءتك تقل بسبب ظروف البيت، أو أمور حدثت، هو يعلم أنك سترجع له نشيطًا، بكامل القوة، فحتى العالم يرى الفرح والحالة المزاجية أمرًا هامًا جدًا. كذلك هام جدًا أنْ لا يتأثر مَن يحكم بقضية بمشاعر مَن حوله.

  • البكاء وقت صلب وموت الرب يسوع:

 “٢٠الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ، وَلكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ. ٢١ اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ، وَلكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الْفَرَحِ، لأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي الْعَالَمِ. ٢٢ فَأَنْتُمْ كَذلِكَ، عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ. وَلكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ ٢٣ وَفِي ذلِكَ الْيَوْمِ لاَ تَسْأَلُونَنِي شَيْئًا. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ (أي سيحدث اتصال بينكم وبين الآب). ٢٤ إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً.” (يوحنا ١٦: ٢٠-٢٤).

 “إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ” يتكلم الرب هنا عن الثلاثة أيام ما بين الموت والقيامة وليست هذا هو حال الكنيسة بصفة عامة.

“فَقَالُوا: مَا هُوَ هذَا الْقَلِيلُ الَّذِي يَقُولُ عَنْهُ؟” (يوحنا ١٦: ١٨)؛ أي الثلاثة أيام.

“وَلكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ” لهذا عندما قابلهم يسوع قال لهم، “سَلاَمٌ لَكُمَا” هذه الكلمة تأتي في اليوناني “ابتهجوا“.

  • حزن الانفصال عن الآب:

 “٤١ وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى ٤٢ قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». ٤٣ وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. ٤٤ وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. ٤٥ ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ، فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ.” (لوقا ٢٢: ٤١-٤٥).

 “فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ” نوم نتيجة الحزن، لأنه قال لهم إنه سيذهب إلى الآب.

 يوجد مَن يستيقظ بصعوبة، ويحتاج لمنبهات كثيرة ليل يقظًا، هو غير مُقبِل على الحياة. ولا يعلم أنّ هذا غَمّ وحزن ناتج عن مجموعة مِن الأفكار وليست فكرة واحدة، هو غير مُدرَّب في الكلمة، غير فاهم للمبادئ الكتابية، ستجد حياته مليئة بالحزن.

في حين أنه لم يُرسَم لك لتعيش هكذا، بل ينص الكتاب المقدس على إنك يجب أن تعيش في فرحٍ دائم.

▪︎ نتائج الفرح!

  • الفرح يعلي مناعة الجسم طبيًا:

 “الْقَلْبُ الْفَرْحَانُ يُطَيِّبُ الْجِسْمَ، وَالرُّوحُ الْمُنْسَحِقَةُ تُجَفِّفُ الْعَظْمَ.” (الأمثال ١٧: ٢٢).

 لنفهم شيئًا؛ إما يبالغ الكتاب المقدس أو يتكلم بصورة رمزية، وهو مستحيل في كلا الأمرين، لكن إنْ أردت أنْ ترى معجزات في حياتك، اسلك بكلمة الله بحذافيرها ولا تخففها.

 إنْ أردت أنْ تعيش حياة فرح حقيقي، خذ الكلمة كمصدر وليس مفرحات العالم، خذها كما هي بنفس صلابتها وكيانها، هي توضح لك أنّ الضحك علاج، إذًا هذا القلب الفرح يجعل جسمك في حالة جيدة، وستكتشف أنك تستطيع التحكم في عدد ساعات نومك، وتستيقظ نشيطًا ولديك شهية وإقبال على الكلمة والحياة.

 لا أتكلم عن أحلام وتفكير إيجابي غير مَبني على الكلمة، يوجد مَن بنى حياته على الأفكار الإيجابية غير المبنية على الكلمة، فالشخص الذي وضع نظرية الفكر الإيجابي مات مُنتحِرًا. انظر لنهايتهم، ألا يعني هذا أنّ ما كتبوه وعاشوه لم يُفيد شيئًا؟!

 كلمة الله هي الوحيدة التي تجعلك تحيا حياة فرح، العالم حولنا حزينٌ ومُكتئِبٌ ومُنكسِرٌ، في هذا الوقت لتجعل فرح الرب هو قوتك، لترتمي وترتكز بتفكيرك وذهنك على الكلمة، ربما تنشغل بظروف الحياة، لكن أين مرساتك، مثل الطائرة التي تصعد وتسافر، ولكنها تهبط في مكانها المُحدَّد؛ لتكن الكلمة هي مرسى ذهنك.

▪︎ أين مرساتك؟ أين تأملك؟ ما الشيء الذي تفكر فيه؟

 فَكِّر بشخص الروح القدس وصنيعه معك، فطريقة إضرام الفرح بداخلك، أنْ تعتمد أنه سيعرفك سبل الحياة، طرق الحياة، كيف تتصرف بهذا الموقف.

 ليكن موضوع لهجك؛ “الرب لا يتركني وحدي، الكتاب يعرفني الطريقة، لذا سأفرح، أنا أعرف الطريقة! أنا أعرف المبادئ الكتابية، والأمور التي صنعها معي” هذا ما يدعني أفرح.

 مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ، وَهُوَ يَفْعَلُ خَيْرًا: يُعْطِينَا مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَارًا وَأَزْمِنَةً مُثْمِرَةً، وَيَمْلأُ قُلُوبَنَا طَعَامًا وَسُرُورًا”. (أعمال الرسل ١٤: ١٧).

” يُعْطِينَا مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَارًا وَأَزْمِنَةً مُثْمِرَةً” هذا يكشف لنا أنه لا يعطي أوبئة أو جفافًا! إنها شهادة عن الرب.

وَيَمْلأُ قُلُوبَنَا طَعَامًا وَسُرُورًا” أليس هذا هو الرب؟! هو يملئنا بالفرح، لأنه ليس إلهًا صامتًا وكئيبًا.

 هو يريد أنْ يقول: “يا مَن تعيش في وفرة، ولديك مواشي وصناعات، مَن وراء هذا! أليس هو يسوع الذي يشهد عن نفسه بالخير الذي أنت فيه! هو مسؤول أنْ يملأ قلبك بالفرح، ويجعلك في حالة مِن الانتعاش والسرور.

 إنْ كان غير المؤمنين يتمتعون بخيره، فكم بالحري أنت، أنت هدفه الأساسي.

▪︎ أنت قادر على ظروف الحياة!

 إنْ رأيت ظروف الحياة بالمنظور الإلهي وعشت بفرح بعيدًا عنها؛ أي وَجَّهتَ تفكيرك في الكلمة، ستكون قادرًا على ظروف الحياة.

 لا تظن أنّ الرب يصنع أمورًا تخديرية؛ فيعطيك الفرح ويترك المشكلة مستمرة، بل هذا الفرح هو سر انتصارك عليها، والطريقة التي تُركز بها على الروح القدس، وهو سيعلمك كيف تتصرف دون أنْ ترتبك.

 تعامل مع أي أمر أنّ لديك تحكم وسيادة عبر الصلاة. أنت لست عنيفًا، ولا يشجع الكتاب على أي شيء مِن هذا. لكن يمكنك اجتياز أي معركة عبر الصلاة، وتُنجَز المعركة وتُحسَم، حتى لو أرادو إيقافك، أو إجهاض ما تريد فعله -إنْ كان ذلك سليمًا بحسب الكلمة وقانونيًا- ستستطيع أنْ تنجزه عبر الصلاة.

 يوجد مَن لا يقترب مِن الصلاة إلا في حالة الشدة، للأسف هو غير مُدرَّب، لهذا، لتجعل اعتمادك على الروح القدس في كل موقف، في كل أمر صغير جدًا؛ ستكتشف أنْ الحياة جميلة عندما تنقاد بالروح بسلاسة. يوجد عصب يُسمى الفرح، كل جوانب الحياة متوقف عليه!

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا

Written، collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$
//WebToNative //Deep Link//Always On Screen//Offer Card