القائمة إغلاق

الفداء والخلاص بيسوع – الجزء Redemption And Salvation Through Jesus – Part 4

لسماع العظة علي الفيس بوك اضغط هنا 

لسماع العظة علي الساوند كلاود اضغط هنا 

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب

video
play-sharp-fill

video
play-sharp-fill

 الفداء والخلاص بيسوعالجزء 4

  • لِماذا يوجد مؤمنون يشبّهون العبيد.
  • الفرق بين كلمتي سلطان وملكوت.
  • قيمة الانسان.
  • يُخلِّص ما قد هلك.
  • ما هي حالة الإنسان قبل السقوط.
  • لُطْفُكَ يُعَظِّمُنِي.

 

  • لِماذا يوجد مُؤمِنون يشبّهون العبيد؟!

 “١٢ شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، ١٣ الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، ١٤ الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا.” (كولوسي ١: ١٢-١٤).

في العظة الأولى والثانية من هذه السلسلة تحدّثنا عن خلفية وتعريف كلمة عبودية وهي المُضاد لكلمة فداء.

إليك مراجعة سريعة: العبد في ذلك الوقت كان شخصًا يُباع في سوق للعبيد، ويُعامَل بشكل غير آدميّ؛ فيتمّ إهانته بشدة ومعاملته بدونية، فلم يُرقَّى حتى أن يُعامَل مثل الحيوانات، يقف من يبيعه أمام الناس ويُعرِّضه كالسلعة، ويفتخر ويقول للمُشتري: يمكنك استخدامه بأي طريقة كانت…يمكنك أن تهينه كيفما شئت!

ثم أخرّجنا في المرة السابقة الشواهد الخاصة بالعبودية وكيف كنا عبيدًا لإبليس، لكن مجدًا للرب الذي أنقذنا من هذه الحالة البغيضة… فيبقى السؤال للبعض: إذًا لِما أسقط في نفس الخطايا كما كنت في السابق، أين أعراض الفداء في حياتي؟!

للإجابة، عليك أولاً أن تخبرني: هل أكلت؟!

عندما نرى طفلاً رضيعًا لا يتكلّم أو يمشي بعد، لن نتعجّب فهذا أمر طبيعي، مازال الطفل صغيرًا عندما يكبر ستخرج هذه الصفات بشكل تلقائي.

هل رأيت من قبلٍ أمًا تبكي لأن ابنها يَحبو مُعتقِدة أن هذا تصرُّف يشبه الحيوانات؟! بالطبع لا، فنحن نعلم أن بداخل هذا الطفل القدرة على المشي والكلام وكل هذه الخواص لكن لن نراها في الحال، يجب أن يُطعَم الطفل أولاً ويأخذ وقته في النمو، حتى تظهر هذه الأعراض.

الطعام هو الوحدة البنائية التي يستخدمها الجسم ليبني ويُكوِّن نفسه، فيكون قادرًا على الحِراك بشكل طبيعي، هكذا الأمر في الحياة الروحية، هل تأكل بشكل يومي هل تنمو بشكل طبيعي؟ هذا هو السؤال الأهم.

فإن كنت تأكل يوميًا (الكلمة بتعليم صحيح)، فمسألة وقت وستظهر الطبيعة الإلهية من داخلك.

الطبيعة الإلهية في احتياج للاعتناء بها. لن تظهر إلّا إن أكلت وأكلت بشكل معتدل، فيوجد من يهتم بمواضيع مُحدَّدة ويتجاهل مواضيع أخرى، فيؤدي به أن ينجح في مواقف ويفشل في أخرى طبقًا لمعرفته.

الأمر مثل من يأكل لأنه يفتقر لعنصر معين في الأكل على سبيل المثال (الحديد)، لن تموت لكنك قد تُصاب ببعض الاضطرابات كالأنيميا، بالمثل معلومة واحدة ناقصة كفيلة أن تُظهِر عليك بعض الاضطرابات، فكن حريصًا أن تُبنَى في جميع المواضيع.

لهذا يمكن أن يكون هناك مؤمنون تظهر عليهم أعراض شريرة، فإما إنهم حديثي الإيمان فيحتاجون إلى وقت كي ينموا، أو مؤمنون منذ وقت لكنهم لم يأكلوا الكلمة بشكل يوميّ. هذه هي الإجابة، فلا تخلط الأمر وتحكُم على أحد أنه غير مُؤمِن.

هناك من يحكُم أو يشك في نفسه أنه غير مؤمن فيقول: كيف أفعل هذه الأشياء وأنا مؤمن، إذًا أنا غير مؤمنٍ. لا أنت فقط تحتاج أن تأكل وتُنمِي هذه الطبيعة كي تخرج مثل الطفل الذي تعلَّم المشي، بالطبع هذا ليس مُبرِر كي تخطئ.

  • الفرق بين كلمتي سلطان وملكوت:

 ” ١٣ الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ” (كولوسي ١: ١٣).

لاحظ الألفاظ (سُلْطَانِ، مَلَكُوتِ)، كان من الممكن أن يقول “أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى سلطان ابن محبته” لكنه قال نقلنا إلى ملكوت وليس سلطان، فما الفرق بين السلطان والملكوت رغم أن للرب يسوع كل السلطان؟!

أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ”: كان إبليس يمارس السُلطة القهرية على الإنسان وهي ذات اللفظ المُستخدَم في الانتهار للأرواح الشريرة، فأنت تمارس هذا السلطان القهري على إبليس وعليه أن يطيعك، أنت تفرض عليه ماذا يفعل. توحي كلمة سلطان بالسيطرة القهرية، فكان إبليس يضع قوة ضاغطة إجبارية على الإنسان، تلك هي حالة الاستعباد والتحكُّم التي كان يتفشَى بها.

أما كلمة “مَلَكُوتِ” فتوحي بحالة من النظام والذي فيه قمة الحرية والاختيار والانتماء. تخيّل معي شخصًا داخل مملكة يوجد بها قوانين وله حقوق وواجبات ويتحرك كمواطن حُرّ. هللويا أنقذنا من سلطان وقهر إبليس ونقلنا إلى مملكة منظمة قوية يسودها الحب والنظام والحرية! مبارك اسمه.

تذكَّرْ معي لفظ عبودية، حالة الابتلاع والسحب، الخنوع والكسرة. أن تُمحَى شخصية الفرد، ويصل لمرحلة الطاعة الفورية، دون أدنى مقاومة. تذكَّرْ أنّ الفداء جزءًا من الخلاص، حالة شرائنا وأُكرِّر لم يشترِنا الرب يسوع من يديّ إبليس. إبليس ليس كائنًا يُدفَع له الثمن، إبليس نفسه عليه حُكمٌ. دفع يسوع الثمن أمام المحكمة السماوية وليس لإبليس.

“٢٥ الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا.” (رومية ٤: ٢٥).

 “أُسْلِمَأي مات، كان موت يسوع لأجل خطايانا وقيامته لأجل تبريرنا. وظيفة الموت كانت دفع ثمن الخطية. كان وضع الإنسان يُحتِّم أن يتجسَّد يسوع شخصيًا لأجله، لأن قيمة الإنسان عالية جدًا لديه.

“لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ لِلهِ.” (١ كورنثوس ٦: ٢٠).

لأنكم اشتريتم بِثَمَنٍ عالٍ جدًا، ولديكم الاحترام والتقدير وهو لفظ “timē” “تاماو” وهو عكس لفظ “epitimaō” “ابيتيماو” وهو الانتهار أي التحقير، والنظر للموقف بصورة ضئيلة. نرى هذا الانتهار عندما نظر داود بتصغير لجُليات رغم كونه عملاقًا طوله طول بيت ذو أدوار وليس طولاً عاديًّا.

قال داود: “يحبسك الرب في يدي”، وأُكرِّر جُليات لم يكن إنسانًا طويلاً بل كان عملاقًا. العمالقة في الأفلام هي مُقتبَسة من هذا الواقع الذي يُعتِّم عليه التاريخ كيلا يؤكد صحة الكتاب المقدس كما ذُكِرَ عن العمالقة أيضًا في (تكوين ٦).

لفظ ابيتيماو (الانتهار)، هو لفظ استخدمه يسوع أيضًا عندما انتهر الأمواج لتهدأ. يوجد من يستخدم اسم يسوع في الانتهار لكنه لا يعنيها، بالتالي لا يصِب الهدف بدقة، فيجب أن يتماشى ذهنك مع كلماتك كي تأتي بنتائج، عندما تذَكُر اسم يسوع هل تشعر بهيبة وضخامة الأمر؟!

  • قيمة الانسان:

نعود للفظ “ثمن” اشترينا بثمن، هذا الثمن كبير بشكل يفوق الخيال. لنرى كيف كانت تُقيَّم الأشياء في لاويين:

” «وَالأَرْضُ لاَ تُبَاعُ بَتَّةً، لأَنَّ لِيَ الأَرْضَ، وَأَنْتُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عِنْدِي. ٢٤ بَلْ فِي كُلِّ أَرْضِ مُلْكِكُمْ تَجْعَلُونَ فِكَاكًا (فداءً، بديلاً) لِلأَرْضِ. ٢٥ إِذَا افْتَقَرَ أَخُوكَ فَبَاعَ مِنْ مُلْكِهِ، يَأْتِي وَلِيُّهُ الأَقْرَبُ إِلَيْهِ وَيَفُكُّ (يفدي) مَبِيعَ أَخِيهِ. ٢٦ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ، فَإِنْ نَالَتْ يَدُهُ وَوَجَدَ مِقْدَارَ فِكَاكِهِ، ٢٧ يَحْسُبُ سِنِي بَيْعِهِ، وَيَرُدُّ الْفَاضِلَ لِلإِنْسَانِ الَّذِي بَاعَ لَهُ، فَيَرْجِعُ إِلَى مُلْكِهِ. ٢٨ وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهُ كِفَايَةً لِيَرُدَّ لَهُ، يَكُونُ مَبِيعُهُ فِي يَدِ شَارِيهِ إِلَى سَنَةِ الْيُوبِيلِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فِي الْيُوبِيلِ فَيَرْجِعُ إِلَى مُلْكِهِ.” (اللاويين ٢٥: ٢٣-٢٨).

“. وَالأَرْضُ لاَ تُبَاعُ بَتَّةً، لأَنَّ لِيَ الأَرْضَ” أي كان ممنوعًا أن يبيع أحد أرضه لأنها ملك للرب، لهذا ما جاء من نبوات في (إشعياء ٢٨) عندما يمضون عهدًا مع الهاوية (وهي حالة التفريط عن أرضهم) ستأتي الضيقة.

 “وَأَنْتُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عِنْدِي. ٢٤ بَلْ فِي كُلِّ أَرْضِ مُلْكِكُمْ تَجْعَلُونَ فِكَاكًا لِلأَرْضِ”

 “فِكَاكًا”: أي فداء الشيء أو دَفْع ما يقابله وإعطاء بديلاً عنه. فكاك الأرض أي دفع ما يساوي الأرض سواء بنقود أو ممتلكات.

 “إِذَا افْتَقَرَ أَخُوكَ فَبَاعَ مِنْ مُلْكِهِ، يَأْتِي وَلِيُّهُ الأَقْرَبُ إِلَيْهِ وَيَفُكُّ (يفدي) مَبِيعَ أَخِيهِ.”

أي إن كان شخصًا مديونًا وليس له أي شيء ليدفع، يتدخّل كبيره أو من هو واصٍ عليه ويدفع عنه، لهذا السبب، لأننا لم يكن لنا ما ندفعه لنفتدي أنفسنا، جاء يسوع الوصي علينا وافتدانا. كان يُشترط أن يتدخل الكبير نفسه.

لم يكن ممكنًا أن يقوم بفدائنا شخصٌ آخر، فغير مقبول أن يفدينا ملاكٌ، فالقيمة التي لنا لا تساوي قيمة الملاك، الملاك في منزلة أقل من الإنسان.

 “٣٥ «وَإِذَا افْتَقَرَ أَخُوكَ وَقَصُرَتْ يَدُهُ عِنْدَكَ، فَاعْضُدْهُ غَرِيبًا أَوْ مُسْتَوْطِنًا فَيَعِيشَ مَعَكَ. ٣٦ لاَ تَأْخُذْ مِنْهُ رِبًا وَلاَ مُرَابَحَةً، بَلِ اخْشَ إِلهَكَ، فَيَعِيشَ أَخُوكَ مَعَكَ. ٣٧ فِضَّتَكَ لاَ تُعْطِهِ بِالرِّبَا، وَطَعَامَكَ لاَ تُعْطِ بِالْمُرَابَحَةِ. ٣٨ أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيُعْطِيَكُمْ أَرْضَ كَنْعَانَ، فَيَكُونَ لَكُمْ إِلهًا. ٣٩ «وَإِذَا افْتَقَرَ أَخُوكَ عِنْدَكَ وَبِيعَ لَكَ، فَلاَ تَسْتَعْبِدْهُ اسْتِعْبَادَ عَبْدٍ. ٤٠ كَأَجِيرٍ، كَنَزِيلٍ يَكُونُ عِنْدَكَ. إِلَى سَنَةِ الْيُوبِيلِ يَخْدِمُ عِنْدَكَ.” (اللاويين ٢٥: ٣٥-٤٠).

هنا يشرح أنه في حالة كان إنسانًا في ضائقة مادية وأقرضته، وتأخر الشخص في ردّ هذا الدين، فلا تستغل الموقف وتفرض عليه فوائد أو زيادة للتأخير.

لاحظ هنا لا يتكلَّم عن أن الرّبا (الإقراض بفوائد) في حد ذاته خطأ، لا! والدليل أن الرب يسوع نفسه في مَثَل الوزنات أخبر العبد الكسول الشرير، أنه إن لم يكن سيتاجر بماله فكان من الأفضل أن يتركه عند الصيارفة ليعود إليه بفوائد، فالفوائد في حد ذاتها أو الاستثمار ليس مشكلة… لكن هنا يشرح أن استغلال ضَعْف وضيقات الآخرين هو المشكلة الأكبر، مساعدة شخص بشروط جشعة أمر يخلو من مخافة الله.

فيشرح إنه: إن افتقر اخوك، وصدفةً بيع لك كعبد، إياك وأن تعامله كعبد! نعم هو بيع لك، والتجارة لا تمشي بالعواطف، لكن احترمه وقَدِّره.

“٢٧وَإِنْ كَانَ مِنَ الْبَهَائِمِ النَّجِسَةِ يَفْدِيهِ حَسَبَ تَقْوِيمِكَ وَيَزِيدُ خُمْسَهُ عَلَيْهِ. وَإِنْ لَمْ يُفَكَّ، فَيُبَاعُ حَسَبَ تَقْوِيمِكَ. ٢٨ أَمَّا كُلُّ مُحَرَّمٍ يُحَرِّمُهُ إِنْسَانٌ لِلرَّبِّ مِنْ كُلِّ مَا لَهُ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ وَمِنْ حُقُولِ مُلْكِهِ فَلاَ يُبَاعُ وَلاَ يُفَكُّ. إِنَّ كُلَّ مُحَرَّمٍ هُوَ قُدْسُ أَقْدَاسٍ لِلرَّبِّ. ٢٩ كُلُّ مُحَرَّمٍ يُحَرَّمُ مِنَ النَّاسِ لاَ يُفْدَى. يُقْتَلُ قَتْلاً. ٣٠ «وَكُلُّ عُشْرِ الأَرْضِ مِنْ حُبُوبِ الأَرْضِ وَأَثْمَارِ الشَّجَرِ فَهُوَ لِلرَّبِّ. قُدْسٌ لِلرَّبِّ. ٣١ وَإِنْ فَكَّ إِنْسَانٌ بَعْضَ عُشْرِهِ يَزِيدُ خُمْسَهُ عَلَيْهِ. ٣٢ وَأَمَّا كُلُّ عُشْرِ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ فَكُلُّ مَا يَعْبُرُ تَحْتَ الْعَصَا يَكُونُ الْعَاشِرُ قُدْسًا لِلرَّبِّ. ٣٣ لاَ يُفْحَصُ أَجَيِّدٌ هُوَ أَمْ رَدِيءٌ، وَلاَ يُبْدِلُهُ. وَإِنْ أَبْدَلَهُ يَكُونُ هُوَ وَبَدِيلُهُ قُدْسًا. لاَ يُفَكُّ». ٣٤ هذِهِ هِيَ الْوَصَايَا الَّتِي أَوْصَى الرَّبُّ بِهَا مُوسَى إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ سِينَاءَ.” (اللاويين ٢٧: ٢٧-٣٤).

“وَإِنْ كَانَ مِنَ الْبَهَائِمِ النَّجِسَةِ يَفْدِيهِ حَسَبَ تَقْوِيمِكَ وَيَزِيدُ خُمْسَهُ عَلَيْهِ”

هنا إن كان هناك حيوان نجس (لا يُؤكَل) على سبيل المثال الحمار، وتريد أن تُخرِج عُشوره، فعليك أن تُقيّم ثمن عُشْره وعليه إضافة ٥٪، وإن لم تعرف كيف تفتديه يُقتَل؛ لأنه لم يعد مِلكًا للرب.

هناك سؤال يدور في أذهان البعض: لِما لا تُؤكَل الحيوانات النجسة وما الذي جعلها نجسة؟

حسب بعض المراجع: ما تأكله توافق على طبيعته، وهذه الحيوانات طبيعتها ليست سليمة فهناك من هو كسول، ومن يمارس الجنس بشذوذ وغيره من الطباع الخاطئة، هذا هو السبب، وليس بالضرورة أن هذه الحيوانات بها شيء سام أو مُضِرّ صحيًا.

هنا يقول إن أي شيء لديك، أِخرِجْ عُشْره للرب، ماذا إن كان حيوانًا نجسًا؟ تُخرِج ما يقابله. تعلَّم هذا المبدأ الهام ولا تنسَ دفع عشورك أو تستسهل تأجيلها تحت أي ظرف، هذا قدس للرب، وعندما تُعطَى هدية أو تكسب أي شيء أخرجْ منه للرب.

 “كُلُّ مُحَرَّمٍ يُحَرَّمُ مِنَ النَّاسِ لاَ يُفْدَى. يُقْتَلُ قَتْلاً. ٣٠ «وَكُلُّ عُشْرِ الأَرْضِ مِنْ حُبُوبِ الأَرْضِ وَأَثْمَارِ الشَّجَرِ فَهُوَ لِلرَّبِّ. قُدْسٌ لِلرَّبِّ. ٣١ وَإِنْ فَكَّ إِنْسَانٌ بَعْضَ عُشْرِهِ يَزِيدُ خُمْسَهُ عَلَيْهِ.”

لفظ “مُحَرَّمٍ” أي ليس ملكي، هذا مقدس للرب وإن فككت أو استخدمت من العشور تُزيد عليها ٢٠٪.

 “لاَ يُفْحَصُ أَجَيِّدٌ هُوَ أَمْ رَدِيءٌ، وَلاَ يُبْدِلُهُ”: أي لا تختار لنفسك ما هو جيد وتترك للرب الرديء.

نعود إلى نقطتنا الأساسية ولِمَا أخرجنا هذا الشاهد، هل ترى كم يهتم الرب بقيمة الأمور! لدرجة إنه وَضَعَ شريعة خاصة لتحديد القيّم، فماذا كان تقييم الله للإنسان وكيف وبماذا افتداه؟! تقييم الرب للإنسان جعله يتحرّك لافتدائه. لم يكن مُمكِنًا أن يُفتدَى الإنسان بأحد آخر، فقُدِم يسوع نيابة عنا. هذه هي قيمتنا لدى الله!

الله يراك بصورة عالية جدًا لا يوجد شيء يساوي قيمتك عنده ليُقدَم نيابةً عنك فقرَّر أن يأتي هو شخصيًا ليفتديك! هذه هي قيمة الإنسان في نظر الله، من الخطر أن تحتقر أحدًا، حتى إن كان غير مؤمن، حتى إن كان لا يزال يُخطئ، حتى إن فعل كل ما هو قبيح، لا تزال قيمته ثابتة. تذكَّرْ: قيمة الذهب وهو مُغطَى بالطين مساوية للذهب وهو نظيفٌ!

بالطبع أخطأ الإنسان، كما أن الله يرفض الخطية لكنه لا يرفض الخاطئ. كره الرب أعمال النقلاويين لكنه لم يبغضهم هم. لترَ نفسك بهذه القيمة التي يراك بها الله، ولترَ الآخرين أيضًا بالقيمة نفسها: لا تنسَ المَثْل الذي ضربه الرب عن المَديونيْن (متى١٨: ٢٣-٣٥).

لم يكن مُمكِنًا أن يُفتدَى الإنسان بشيء آخر فكانت الذبائح مجرد رمز لِما هو آتٍ فقال هوشع: “خُذُوا مَعَكُمْ كَلاَمًا وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ. قُولُوا لَهُ: «ارْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ وَاقْبَلْ حَسَنًا، فَنُقَدِّمَ عُجُولَ شِفَاهِنَا.” (هوشع ١٤: ٢).

لاحظ كان لديهم نورٌ أن الذبائح هي ترمز لشيء أكبر، ليس الأمر في الذبائح الدموية فحسب فيقول “عُجُولَ شِفَاهِنَا”

إليك شَرْح سريع للشاهد السابق؛ يتحدَّث عن العشور، فيقول إن كان لديك قطيع من الخرفان (عَشْرة مثلاً) فستُخرِج أفضل خروف للرب، وإن كان قطيعًا نجسًا مثل الحمير تأخذ ما يساوي قيمة الحمار -ويجب أن يكون غير نجس- وتُقدِّمه للرب، وما لم تُقدِم عُشوره لم يَعد مقدسًا للرب، وإن كان ليس لك ما تُقدِّمه يأتي الوصي عليك أو صديقك ليُقدِّم عنك دون أن يستغلك. يُوضِّح أيضًا أهمية قيّم الأمور لدى الرب، كما أوضح أيضًا أن يسوع فقط هو القادر أن يفدينا.

  • يُخلِّص ما قد هلك:

أحد الأشخاص من كنيسة لبنان حكى اختباره فقال: كنت أتدرَّب على اليوجا كي أدخل في حالة الراحة والنشوة، كان الكورس ست عشرة محاضرة، ومن مدى سرعتي انتهيت من تِسع محاضرات في يوم واحدٍ، ثم دخلت إلى المستوى التالي، بدأت أرى نورًا لمدة خمسة أيام، وكان تأثير اليوجا أقوى من تأثير المخدرات.

كانوا يُعلِّموننا في الكورس أن نقول كلماتٍ مُعيّنة، وبدأت أرى الأشياء بشكل مختلف، بالإضافة إنني كنت أتعاطى بعض المخدرات، إلى أن فقدتُ توازني العقلي وأصبحتْ الأمور مُشوَُشة، دخلتُ إلى عالَم الروح، لكن بعدما عرفت الرب اُستُرِدَ عقلي بالكامل…هللويا الرب يسترد ويُخلِّص ما قد هلك!

لاحظ إنه شَعَرَ براحة تَفوق تأثير المخدرات لمدة خمسة أيام، فقد تستمع في البداية بهذه الأمور لكن سرعان ما ستجد نفسك في سوَّاد عظيم وتفقد السيطرة تدريجيًا. جاء الرب ليُخلِّص ما قد هلك، لنرى سياق هذه الآية:

“٤ فَرَكَضَ مُتَقَدِّمًا وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ. ٥ فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ، وَقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ». ٦ فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا. ٧ فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ ذلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُل خَاطِئٍ». ٨ فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: «هَا أَنَا يَارَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ». ٩ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، ١٠ لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ.” (لوقا ١٩: ٤-١٠).

“الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ” كان من الممكن أن يقول الرب يسوع: اليوم حصل خلاصٌ لِمَن سرقتهم يا زكا، أو هل أخيرًا قررتْ أن تَرد ما سلبته، هل قررت أن تُحسِّن أوضاعك؟ لا لم يَقُل يسوع هذا، بل إنه قال؛ “اليوم حصل خلاص وليس له فقط، لكن لكل ذاك البيت.”

واحدة من أكبر الأمور التي كانت هالِكة في حياة زكا هي قيّمه ومبادئه، فبعدما خَلُصَ بدأ يرى الأمور بمنظور مختلف، وأن قيمة المال لا تساوي ما فَعِله، فقيمة الإنسان أعلى بكثير من أي المال. بدأ زكا يرى قيمة الآخرين بعدما عرف كم هو قَيّمٌ؛ فكان مَنبوذًا ومكروهًا بين الناس، كانوا يرونه سيئًا لدرجة أنهم تذمّروا لأن يسوع قَرَّرَ الذهاب لبيته.

كان زكا مكروهًا للغاية لأنه رئيس العشارين، شخص يأخذ منهم الضرائب وبزيادة ليُرضي الرومان، ويتقاسم المال مع الكتبة والفريسيين، وهي حالة سرقة مُستمِرة ومُتعَمَّدة، ولا يقدر أحد أن يقف ضده، فهناك عساكر واقفين ليقهروا أي شخص يحاول مقاومته. لك أن تتخيّل كم كان مرفوضًا من الجميع، لكن بَيَّنَ له يسوع كم هو مقبول ومحبوب لديه وذهب لبيته… فأدرك زكا كم هو غالٍ وقيّم لديه ومن هنا خَلُصَ زكا، وتغيّرتْ حياته.

جاء يسوع ليطلب ويُخلِّص ويسترد ويسحب ما قد هلك، جاء ليُرجِع الإنسان للحالة السليمة المُحترَمة والمُقدَّرة أشجعك جدًا على دراسة “القيمة الذاتية“. أيضًا قصة مجنون كورة الجدريين (مرقس٥)، كانت الأرواح الشريرة تخطفه رغم وجود جسده على الأرض، سُحِبَ عقله لكن الرب يسوع جعله يستردّه.

هناك آلاف من الاختبارات التي تأتينا عن كيف أن يسوع استرد ما قد هَلَكَ في حياة الناس، ليس فقط في مصر بل في كثير من دول. أحد أشخاص كنيسة لبنان كان يتحدّث هاتفيًا مع باستور رينالدا راعية الكنيسة هناك، وكان للتو آخذًا جرعة مُخدِّرات، ولكن تحدثَّت معه باستور رينالدا وصلى معها وقَبِلَ يسوع عبر الهاتف، ووجد نفسه استفاق من المُخدِّرات دون أي أعراض انسحاب.

وغيره من الاختبارات، هناك عائلات جاءت للرب بسبب شخص كان شرير للغاية لكن قَبِل يسوع وبدأت عائلته ترى التغيير فيه فأصبح يأتي للبيت بعد أن كان بيته مجرد فندق له وتوقَّفَ عن فِعْل أمور مُشينة، فانجذبت عائلته للمسيح بسببه. اختبار وراء اختبار يُرينا روعة عمل الروح القدس.

تعلَّمْ هذا المبدأ: انتبه لكل كلمة في كلمة الله. كلمته قوية جدًا! بعض الأشخاص تظل صامتة بلا حِراك مُنتظِرة أن يفعل الرب شيئًا صادِمًا ويُغيّر الشخص بشكلٍ مفاجئ، لا. لا يتحرّك الله بهذه الصورة. الطريقة الطبيعية التي يتحرك بها الرب هي الكلمة. هذه هي طريقة التغيير الأولى والأخيرة لدى الرب، لا تبحث عن طرق لامِعة أو مُفرقِعة. كلمة الله كافية جدًا جدًا لتغيير أي شخص، هي حيّة وفعّالة ومُغيّرة. هي الحق المُغيّر للحياة!

حتى الله إن فَعَلَ أمرًا كي يجذبك إليه بطريقة ليست مألوفة، وقد تختلف الطريقة من شخص لآخر، لكن في النهاية إن لم تجذبك هذه الطريقة إلى الكلمة، فستفشل أخيرًا بلا أدنى شك. الطريق إلى الله سهلٌ وسَلِس. إنها الكلمة! فقط تحرّكْ إلى الكلمة. هذا ليس موضوعنا لكن هذه نقطة هامة للغاية.

 

  • حالة الإنسان قبل السقوط؟

 “٩ وَالْعَبِيدَ أَنْ يَخْضَعُوا لِسَادَتِهِمْ، وَيُرْضُوهُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ، غَيْرَ مُنَاقِضِينَ، ١٠ غَيْرَ مُخْتَلِسِينَ، بَلْ مُقَدِّمِينَ كُلَّ أَمَانَةٍ صَالِحَةٍ، لِكَيْ يُزَيِّنُوا تَعْلِيمَ مُخَلِّصِنَا اللهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ. ١١ لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ، ١٢ مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ، ١٣ مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ١٤ الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ. ١٥ تَكَلَّمْ بِهذِهِ، وَعِظْ، وَوَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَانٍ. لاَ يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَدٌ.” (تيطس ٢: ٩-١٥).

 “غَيْرَ مُخْتَلِسِينَ”: مُختلِسٌ هنا ليست فقط في الأمور الكبيرة لكن أيضًا الصغيرة، فلا تسرق الأمور التافهة. هناك من يُحلِّل لنفسه السرقة ويقول رئيس العمل لديه ملايين وبيوت وسيارات لن يفرق معه هذا المبلغ، لا. لا تختلس قط.

لا تعطِ مُبرِّرات، قد يُبرِّر شخصٌ الأمر ويقول لكن الأمر حقًا صعبٌ، لا يمكنني، فَيرُدّ عليه بولس: “قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ، ١٢ مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ”

لن تفعل هذا الأمر وحدك هناك نعمة إلهية وقد عَرَّفتْ من قبل أحد تعريفات كلمة نعمة: هي لمسة إلهية لفِعْل أمور لا يمكنك فِعْلها وإيقاف أمور لا يمكنك إيقافها. إن أخبرك الله ألّا تختلس أو أي فعل آخر فهو أعطاك القوة الإلهية (النعمة) لفِعْل هذا الأمر.

 “مُعَلِّمَةً إِيَّانَا“: معنى آخر مُدرِّبة إيَّانا، هناك تدريبات يجب أن تخوضها، مثلاً عندما تكون مُؤمِنًا حديثًا وهناك أفعال خاطئة اعتدت عليها قبلاً، فتتدرّب أن تستخدم لسانك وتُخبِر نفسك هذا الفعل خاطئ لن أفعله، أنت تُذكِّر نفسك بهذا وتُنشِّط وَعيك تجاه الأمر. ثم عندما تتدرَّب على معرفة الأمور الخاطئة تَدخُل إلى التدريب التالي، فعندما تأتي لك الفكرة، تردّ عليها من الكلمة.

ثم تَدخُل إلى التدريب الذي يليه، وهو عدم إعطاء الفِكْرة قيمةً وتتجاهلها بسهولة، وهذا بعدما تدرَّبت على رفضها والردّ عليها. في هذا المستوى إن تجاوبت على الفكرة غالبًا ستقع فيها، لأنك ظللت تُفكِر بها فتأثرت بها. كل مستوى له تدريبه، ارجعْ لِمَن يرعاك في هذا الأمر.

 “وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ”: التعقُّل أي ضبط الذهن، وعندما تفكر بطريقة صحيحة سيَخرُج البر أي الصواب سواء فِعْل أو كلام من داخلك وتظهر التقوى. التقوى هي القوة الدافعة والشغف لهذا الإله. متى هذا الكلام؟ “فِي الْعَالَمِ الْحَاضِر”، يمكنك أن تعيش بالتعقل والبر والتقوى هذا الوقت.

“الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ“: بَذَلَ يسوع نفسه كي يفديك، يُخرِجك من حالة العبودية لم تعد مُبتلَعًا أو مفعولاً به من إبليس.

 “وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ”

“خَاصًّا”: تعني مُنعزِلاً، وهو لفظ من الألفاظ السياسية لدى الدولة الرومانية، أي شخص ذي رتبة ومُنتخَب، شخص لا يتمّ تفتيشه، شخص مُقدَّر جدًا. الملائكة وعالَم الروح ينظروا إليك بهذا التقدير، أنت صرت شخصًا خاصًا للرب عليك العلامة الإلهية.

 “غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ”: أي حماسيًا في فِعْل ما هو حَسن. لنرى الإصحاح التالي:

 “١ ذَكِّرْهُمْ أَنْ يَخْضَعُوا لِلرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينِ، وَيُطِيعُوا، وَيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ، ٢ وَلاَ يَطْعَنُوا فِي أَحَدٍ، وَيَكُونُوا غَيْرَ مُخَاصِمِينَ، حُلَمَاءَ، مُظْهِرِينَ كُلَّ وَدَاعَةٍ لِجَمِيعِ النَّاسِ. ٣ لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا قَبْلاً أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا. ٤ وَلكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ ­ ٥ لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ ­ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، ٦ الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. ٧ حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. ٨ صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ. وَأُرِيدُ أَنْ تُقَرِّرَ هذِهِ الأُمُورَ، لِكَيْ يَهْتَمَّ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ أَنْ يُمَارِسُوا أَعْمَالاً حَسَنَةً. فَإِنَّ هذِهِ الأُمُورَ هِيَ الْحَسَنَةُ وَالنَّافِعَةُ لِلنَّاسِ. ٩ وَأَمَّا الْمُبَاحَثَاتُ الْغَبِيَّةُ، وَالأَنْسَابُ، وَالْخُصُومَاتُ، وَالْمُنَازَعَاتُ النَّامُوسِيةُ فَاجْتَنِبْهَا، لأَنَّهَا غَيْرُ نَافِعَةٍ، وَبَاطِلَةٌ. ١٠ اَلرَّجُلُ الْمُبْتَدِعُ بَعْدَ الإِنْذَارِ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ، أَعْرِضْ عَنْهُ. ١١ عَالِمًا أَنَّ مِثْلَ هذَا قَدِ انْحَرَفَ، وَهُوَ يُخْطِئُ مَحْكُومًا عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ.” (تيطس ٣: ١-١١).

 “لاَ يَطْعَنُوا فِي أَحَدٍ”: أي لا يتكلّموا عن أحد بشكل سلبي. لا تُسيء إلى سُمعة شخص آخر، لا تُطعِن أحدًا بلسانك! ولا تُقلِّل من شأن الآخرين أو تحتقر أو تُبخِّس من قيمة أي إنسان، حتى وإن اختلف معك في شيء. لفظ “يُطعِن” أيضًا مأخوذ من لفظ يُجدِّف. انتبه أن لا تصنع عريضة لتَحكُم أو تهين أحدًا بأي شكل.

“وَيَكُونُوا غَيْرَ مُخَاصِمِينَ”: أي غير مُقاوِمين، لا يحبوا الجدال والشغب والمجادلات، ليس شرطًا أن تكون المُخاصمة عِراكًا بين شخصين، لكن هي حالة داخلية من الغيظ والتضايُق، حالة النفور الدائم وانعدام السلام الداخلي. أن تكون مشحونًا بالسَلب، لديك دائمًا سبب للاعتراض والتضايُق، فعندما ترى أي شخص أنت مُستعِد للشجار معه، واقِفًا بالمرصاد لأي خطأ من الآخر، تبحث عن فرصة للاختلاف مع الآخر.

 “حُلَمَاءَ، مُظْهِرِينَ كُلَّ وَدَاعَةٍ لِجَمِيعِ النَّاسِ”: حالة من الاتّضاع، والتعامُل بصورة طيبة مع الناس. ثم بدأ يشرح قائمة من الطباع السيئة التي كنا عليها قبل الإيمان؛ “لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا قَبْلاً أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ،…”: لاحظ كنا “قَبْلاً” أي لم نَعُد هكذا.

إن وُلِدت من جديد فلم تعد هذه الأمور جزءًا من طبيعتك، وكما ذكرتْ سابقًا بعض الأشخاص في هذه المرحلة تبدأ الشك في أنفسها وفي خلاصها قائلة، هل أنا آمنت حقًا هل عليّ أن أؤمن من جديد؟! نعم أنت وُلِدت من جديد لكن روحك هي مَن وُلِدَت وليس نفسك (الفِكْر والعاطفة والإرادة)، والروح ليست النَفْس.

عندما قَبِلت يسوع ووُلِدتْ من جديد، تغيّرتْ كليًا لم تَعُد الإنسان الخاطئ نفسه، أصبحتْ روحك برّ الله لا تُنتِج سوى الصواب، لكن نفسك كما هي تحتاج إلى تجديد من الكلمة، وهذا التغيّر لا يحدث في يوم وليلة لكن يتطلّب وقتًا. بعض الأشخاص تكون اعتادت على الخطية، تحتاج لوقت كي تتدَّرب فيأتي إبليس ويخدعهم: لا أنت لم تَعُد مُؤمِنًا، أنت لا تفعلها بقلبك أنت تُمثِّل، وهذا غير حقيقي، ذهنك يحتاج إلى وقت كي ينحاز لروحك.

هناك نوعٌ آخر تربَّى في الكنيسة وسط بيت مُؤمِن فتدرَّب منذ صغره على الكلمة، لم ينحدر إلى العالم، فلم يرَ تغيّرًا مفاجئًا في حياته، وهذا النوع قد لا يتذكّر متى آمن فيصلي الصلاة الخلاصية أكثر من مرة وهذا ليس صحيحًا.

لكن هذا ليس مع الجميع فالبعض أتى من العالم، والآخر بعدما آمن لم يتلقَ تعليمًا سليمًا ولم يجد مَن يدربه، فرجع إلى العالم مرة أخرى (ملحوظة هذا الشخص لا يحتاج أن يقبل يسوع مرة أخرى)، بل يحتاج تعليمًا صحيحًا وتدريبًا، شرحت كل هذا باستفاضة في سِلسلة “خلاص نفوسكم“.

 “صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ”: لا تشكّ في الكلمة، إنها صادقة. إن قالت كلمة الله إنك مؤمِن، لتُصدقها، وعندما ترى المؤمنين لم يتغيّروا بعد، صدق الكلمة أنهم وُلِدوا من الله وأكمِل ضخ الكلمة بهم فحتمًا سيتغيرون، لا تُحبَط!

وَأُرِيدُ أَنْ تُقَرِّرَ هذِهِ الأُمُورَ”: يخبر بولس تيطس أن يضع هذه الأمور نصب أعينهم بصورة واضحة.

 “وَأَمَّا الْمُبَاحَثَاتُ الْغَبِيَّةُ…، فَاجْتَنِبْهَا”: الذي يُجرِي هذه المباحثات هو الشخص الذي يحب أن يكون له قراره ورأيه الشخصي.

 “اَلرَّجُلُ الْمُبْتَدِعُ بَعْدَ الإِنْذَارِ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ، أَعْرِضْ عَنْهُ. ١١ عَالِمًا أَنَّ مِثْلَ هذَا قَدِ انْحَرَفَ، وَهُوَ يُخْطِئُ مَحْكُومًا عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ”: من أَخَذَ أكثر من إنذار ولم يتُب سيُحكَم عليه من نفسه، سيبدأ في الطعن على نفسه.

 “غَيْرَ طَائِعِينَ”: كنا لا نحب الطاعة، في حالة عصيان، ربما تقول: لا، قبل قبولي يسوع لم أكن هكذا. حسنًا فقط تذكَّرْ كيف كنت تتصرَّف في حالة ذهابك إلى مصلحة حكومية ويُطلَب منك ورقة إضافية، هل كنت في حالة نفور وعصيان واعتراض بغضب؟ هل صرخت: لِما هذا الورق، لا يوجد داعٍ؟ هذا ليس طبيعيًا. ينبغي أن تفهم ما هو الخضوع والقبول، ليس المناكفة والاعتراض طوال الوقت.

ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ”: كنا ضالين أي مَخدوعين ومَوهومين، مُستعبَدين.

 “عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ”: خبث هنا أي حالة العدوانية، وتختلف عن شخص يقوم بمزحة مع الآخر ويسخر عليه، لكن تعني شخصًا يسعى لإيذاء الآخر وإسقاطه ووضعه في مواقف مُحرِجة، ليضحك أخيرًا ضحكة خبيثة، ويُشعِر الشخص أنه هو مَن أذى نفسه.

أما “الْحَسَدِ” فهو الغيظ الداخلي والغيرة. شخص ينحر نفسه داخليًا، لا يتعامل مع الآخرين بصورة هادئة، بل بغضب وحقد.

 “مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا”: كنا ممقوتين، تذكّرْ بعدما قَبِلت يسوع ستصير محبوبًا من أناس لكن مكروه من آخرين. كنا “مُبْغِضِينَ” أي أساتذة في كُره الآخرين. إن كان أي من هذه الأعراض تظهر عليك، تذكَّرْ هذا ليس من طِباعك، أنت شريك الطبيعة الإلهية، ارجع لِمَن يرعاك وسيُخبرك من كلمة الله ما تحتاجه لتُخرِج هذه الطبيعة.

نعود إلى لفظ أغبياء “كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا قَبْلاً أَغْبِيَاءَ”: كلمة أغبياء هنا ليست شتيمة، لفظ أغبياء هو “”anoētos آنووّيو، وهي نفي للعقلانية، أي عدم إعمال العقل. كلمة غبي في ثقافتنا، أي شخص لا يَفهم سواء في دراسة أو في شغل، لكن الغبي في الكتاب المقدس هو الشخص الذي لا يُفَعِّل ذهنه في دراسة الكلمة، لنرى:

“١٧ فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» ١٨ فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، الَّذِي اسْمُهُ كَلْيُوبَاسُ وَقَالَ لَهُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ؟» ١٩ فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. ٢٠ كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. ٢٥ فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ!” (لوقا ٢٤: ١٧-٢٠، ٢٥).

استعمل الرب يسوع أيضًا لفظ “غبي”، مما يُؤكِّد إنه لا يعني شتيمة، تخيّل معي الرب يسوع يمشي مع تلاميذه، ثم نجده يخبرهم بأنهم أغبياء! بالطبع لا أشجعك أن تقولها لأحد فلا تنتهز الفرصة وتذهب لتخبر الجميع أنهم أغبياء، لا.

كان الرب يسوع وتلميذي عمواس يمشون فسألهم فيمَا تتحدّثون؟ فسألاه ألّا تعرف الأمور الحادثة؟ لم يكذب يسوع ويقول لا، بل سألهما مرة أخرى ما هذه الأمور، فبدأوا يحكوا ويخبروه عن قصته، فأخبر الرب يسوع تلميذي عمواس لِما لا تُشغِلا عقلكما في الكلمة (وهذا ما يُعنيه لفظ غبيّان). إن كنت تُشغِّل عقلك في العِلم والعمل، أو الفيسبوك والأخبار، ولا تُشغِّل عقلك في الكلمة أنت في حالة غباء ومسألة وقت وستصير غبيًا في أمور الحياة أيضًا.

إِنِّي مَدْيُونٌ لِلْيُونَانِيِّينَ وَالْبَرَابِرَةِ، لِلْحُكَمَاءِ وَالْجُهَلاَءِ.” (رومية ١: ١٤). لفظ جهلاء هنا في اليوناني هو نفس لفظ أغبياء.

“١ أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا! ٢ أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ هذَا فَقَطْ: أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَخَذْتُمُ الرُّوحَ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟ ٣ أَهكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ! أَبَعْدَمَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ؟” (غلاطية ٣: ١-٣).

“مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟”: أي من سِحْر لكم، كيف بعدما سمعتم الكلمة لا تخضعوا لها أو تفكِّروا فيها، هذا عمل أرواح شريرة، هذا سِحْر.

 “أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا!”: لم يكن بولس يشرح لهم بفيديوهات أو داتا شو أو بروجكتور، أو أي وسائل إيضاحية مثل هذه، ولكنه شرح الكلام لدرجة إنه رسمها في أذهانهم، فأصبحوا قادرين على تخيُّل الوضع، حيث جَسَّدَ الصورة لهم.

 “أَهكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ!”: بعض القواميس تَذكُر الغبي على إنه العضو الذي لا يؤدي وظيفته، فهذا الشخص يسئ استعمال عقله ولا يُفعِّله في الكلمة.

 “وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ، فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ.” (١ تيموثاوس ٦: ٩). هؤلاء الناس لديهم شهوات غبية يفكروا فيها بدلاً من الكلمة، فيأخذون قرارات خاطئة، ويكونون سببًا في خطأ الآخرين أيضًا.

 “الْحَمَاقَةُ فَرَحٌ لِنَاقِصِ الْفَهْمِ، أَمَّا ذُو الْفَهْمِ فَيُقَوِّمُ سُلُوكَهُ.” (الأمثال ١٥: ٢١): الحماقة شيء جميل لشخص ناقص الفَهم أي غبي، الشخص الناقص الفَهم يفعل أمورًا غبيّة ويكون الأمر مُفرِحًا لديه، أما ذو الفهم، يستطيع أن يُقوِّم سلوكه ويُصحِّح مساره، لديه القدرة أن يُنقِذ الموقف.

عندما تقبل الرب يسوع يصير لديك القدرة لتُقوِّم طريقك، وتَظهر هذه القدرة إن فهمت وآمنت بالكلمة. أتُدرِك مقدار هذا الإعلان؟! هناك من يبحث ويبحث عن طريقة لتغيير حياته، ولكن تنتهي جميع محاولاته بالفشل ويقع فريسة للحُزن والإحباط، لكن الله أعطاك القدرة للتغيير، فقط ادرسْ الكلمة يوميًا وآمن بها وسترى النتيجة، لن تكون الخطية شيئًا مُفرِّحًا فيما بعد، مَن يفرح بالخطية هو شخص ناقص الفَهم لم يستنر بعد.

إن بدأ ابنك يعصيك ويتّجه للعالَم -وغالبًا هذا خطأ في التربية مِن الأساس- يوجد حلٌّ، وبدايته أن تُدرِك أنه لديك إمكانية لتخليص الآخرين، نرى هذا في عوبديا: ” ٢١ وَيَصْعَدُ مُخَلِّصُونَ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ لِيَدِينُوا جَبَلَ عِيسُو، وَيَكُونُ الْمُلْكُ لِلرَّبِّ.” (عوبديا ١: ١٧، ٢١).

نحن هؤلاء المُخلِّصون، آمن إنه يمكنك مساعدة ابنك ومن حولك هذه نقطة مفتاحية، ثم أِعطيه تعليمًا كتابيًّا وصلِّ لأجله. بعض الآباء يعتقدون أن مجرد ذهاب الطفل للكنيسة فقط كافٍ، دون دراسة الكلمة في البيت وإعطائه تدريبات روحية إلزامية، لا هذا غير صحيح، تذكَّرْ المؤمن ذو الفهم يُقوِّم سُبُله وهو مُخلِّص للآخرين.

  • لُطْفُكَ يُعَظِّمُنِي:

لنرى (مزمور ١٨ هذا المزمور كُتِبَ عندما كان داود هارِبًا من شاول. وذَكرّتُ من قبل خلفية داود في “سلسلة الرب قريب”. كان داود مُضطهَدًا ومنبوذًا من عائلته، لم يكن مرغوبًا فيه، وكان مشكوكًا في نَسَبه.

في ظل كل هذه الأحداث وحتى وسط هروبه من شاول كان يُسبِّح الرب قائلاً: “٣٢ الإِلهُ الَّذِي يُمَنْطِقُنِي بِالْقُوَّةِ وَيُصَيِّرُ طَرِيقِي كَامِلاً. ٣٣ الَّذِي يَجْعَلُ رِجْلَيَّ كَالإِيَّلِ، وَعَلَى مُرْتَفِعَاتِي يُقِيمُنِي. ٣٤ الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ الْقِتَالَ، فَتُحْنَى بِذِرَاعَيَّ قَوْسٌ مِنْ نُحَاسٍ. ٣٥ وَتَجْعَلُ لِي تُرْسَ خَلاَصِكَ وَيَمِينُكَ تَعْضُدُنِي، وَلُطْفُكَ يُعَظِّمُنِي.” (المزامير ١٨: ٣٢-٣٥).

الإِلهُ الَّذِي يُمَنْطِقُنِي بِالْقُوَّةِ وَيُصَيِّرُ طَرِيقِي كَامِلاً”: يُسبِّح داود الرب ويقول: “أنت سِرّ القوة التي لديّ. سِرّ أماني وحمايتي”. لم يَقُل داود أن السِرّ إنني مفتون العضلات -رغم أن داود كان مُحارِبًا قويًا وشجاعًا- لكنه أدرك أن سِرّ قوته وحمايته هو الرب.

 “الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ الْقِتَالَ، فَتُحْنَى بِذِرَاعَيَّ قَوْسٌ مِنْ نُحَاسٍ”: أنت مَن تُعلِّمني القتال، ليس ذكاءً أو فهلوة مني لكن أنت السبب!

يوجد من ينسب نجاحه لأمور غير الرب، فيقول: لأني أكتب بيديّ اليسرى لهذا أنا ذكيُ، لأن أذني شكلها هكذا أنا ذكي، لأن أبي وأمي أذكياء، أنا أعرف كيف أحفظ أو أفهم، لأني أفهم في البرمجة، …. إلخ.

لا يا عزيزي هذا ليس سِرّ قوتك الحقيقية، الرب هو السبب حتى قبل أن تكون مُؤمِنًا، أنت لا تعلم ربما جدك الرابع أو الخامس كان مُؤمِنًا ويصلي لأجلك، ربما هناك شخصٌ صلى بألسنة لك منذ سنين وأنت لا تعلم، هذه الصلوات تُؤثِر فيك حتى الآن.

جميع الأمور خلفها عالَم الروح، لا يوجد شيءٌ صدفة، فإما أن يكون المصدر الله أو إبليس، قد تكون أسرتك غير مُؤمِنة لكن يوجد صلوات محفوظة لأجلك، أَدركَ داود أن الرب هو من عَلَّمَ يده القتال، وجعل رجليه كالإيل. هو وراء حمايتك طوال هذه السنين وأنت لا تعلم. أنت لا تعلم كم المرات التي حاول إبليس فيها اقتناص حياتك، كم مرة أراد موتك وقهرك، لكن الرب شخصيًا أوقفه! هو وراء كونك حيًّا لهذه اللحظة…اووه كم حبه لك شديد!

هو “تُرْسَ خَلاَصِكَ”، هو وراء الحماية التي لا تراها، هو من كان يقويك كيلا تُحبَط.

 “لُطْفُكَ يُعَظِّمُنِي”: بسبب لُطفك وترأفك عليّ، ونزولك لمستوايّ، بسبب تواضُعك عظمتني!

سِرّ عظمة أي إنسان حقًا هو النزول والاتّضاع ومساعدة الآخرين، هذا ما فعله يسوع… انزل نفسه واتّضع كي يأتي ويساعدنا. لطفه يعظمك، هو السبب وراء كل روعة في حياتك.

فَكِّرْ قليلاً فيما مررت به وكان معك…أيضًا فَكِّرْ فيما لم تمر به لسبب كونه معك!

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$
Hide picture