القائمة إغلاق

الملء الروحي – الجزء 3 Spiritual Filling – Part

لسماع العظة علي الساوند كلاوند 

لمشاهدة العظة علي الفيس بوك 

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب 

(العظة مكتوبة) 

الملء الروحي – الجزء 3

  • لماذا لا تفهم الملائكة حضور الله رغم وجودها الدائم فيه؟
  • الملء بالروح هو الملء بما يعطيه وخدمك به الروح القدس.
  • الملء بالروح هو الملء بشخصيته وصفاته.
  • ما هو دور الروح القدس في حياتك؟
  • ما تفعله في عالم الروح يؤثر على ما يحدث معك في الأرض.
  • ما هي الطريقة التي سيستخدمها روح الله لُتمِم عمله في حياتك؟
  • انتبه، يجب أن تحافظ على ملئك بالروح دائمًا!
  • أمور يمكن أن نفعلها في تعاملنا مع الروح ويجب أن نتحذر منها!
  • كيف تمتلئ بكل ملء الله؟

 

  • لماذا لا تفهم الملائكة حضور الله رغم وجودها الدائم فيه؟

“٣ مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، ٤ لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ، ٥ أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ. ٦ الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ ­ إِنْ كَانَ يَجِبُ ­ تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، ٧ لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ٨ الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ، ٩ نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ. ١٠ الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ، ١١ بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ، وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا. ١٢ الَّذِينَ أُعْلِنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ لَيْسَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لَنَا كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهذِهِ الأُمُورِ الَّتِي أُخْبِرْتُمْ بِهَا أَنْتُمُ الآنَ، بِوَاسِطَةِ الَّذِينَ بَشَّرُوكُمْ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُرْسَلِ مِنَ السَّمَاءِ. الَّتِي تَشْتَهِي الْمَلاَئِكَةُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهَا” (١ بطرس ١: ٣-١٢).

حققت لنا قيامة الرب يسوع من الموت الميلاد الثاني، فموته لم يجعلنا ننال الخليقة الجديدة لكنه دفع ثمن الخطية، ولحظة قيامته من الموت يقابلها ميلادنا الجديد، بمعنى أنك ولدت الميلاد الجديد بنفس معيار ومقدار وقوة القيامة، فمقدار القوة التي اُستُخدِمت في قيامة يسوع من الموت هي نفس مقدار القوة التي استخدمت لميلادك الثاني.

٣وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ” أخبرنا الرسول بطرس في هذا الشاهد أننا ولدنا ثانية بقيامة يسوع المسيح وليس بموته لأن الموت هو دفع ثمن الخطية، بينما الميلاد الثاني جعل مَن دُفعَ ثمن خطيته شخصًا آخر؛ أي خليقة جديدة. كلما نتحدث عن مرحلة الصليب، نتذكر مرحلة دفع الثمن أو الهزيمة ظاهريًا لكن انتصار الرب يسوع هو لحظة القيامة. نحن بُنينا على قيامة الرب يسوع أي القوة والانتصار، لا نحيا فقط على دفع فدية.

يوضح لنا العدد العاشر والحادي عشر أنّ الأنبياء كانوا يبحثون عن النعمة التي نحن فيها مقيمون والتي لم يستمتعوا بها هم. وهي قاصرة على مؤمني العهد الجديد فقط، لذا نحن في حالة أعظم منهم؛ حيث بحث أنبياء العهد القديم بشغف عن مَن الذين سيحدث معهم ذلك ومتى.

 تنبأ الأنبياء دون أن يفهموا ما يقولونه لأنهم كانوا تحت سيطرة الروح القدس فكانوا يرون صورًا ويقولوا: “سيأتي وقت تكون فيه ناس منتصرة في الحياة وليس للموت قوة عليهم ولا توجد عوامل أرضية تؤثر عليهم”، فتعجبوا وسألوا: “مَن هم الذين سيحدث معهم ذلك ومتى سيحدث؟!” وكان هذان السؤالان أكثر الأسئلة التي يسألونها.

 والمدهش أنه حتى الملائكة -رغم وجودها في السماء ووجودها الدائم في حضور الله- لا تعلم هذه الأمور بل تشتهي أن تطلع عليها، وهذا يوضح لنا أنه ليس كل مَن في حضور الله اكتشف ما هو حضوره، لأن اكتشاف هذا الحضور يكون لمن لديه روح الله أي الروح القدس، والملائكة ليس لديها الروح القدس لذا فهي لم تكتشف ما هو حضور الله رغم وجودها الدائم فيه، يشتهوا أن يعرفوا ويكتشفوا من هو الله الذي حضوره أمامهم طوال الوقت.

١٠أعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ. ١١ لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. ١٢ وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ” (١ كورنثوس ٢: ١٠-١٢).

الملء الروحي هو إدراكك وفهمك وملئك بروح الشيء الذي تسمع عنه. روح الشيء هو مَن يُعرَّفك ويجعلك تدرك الشيء، أقول هذا لأن كثير من الناس اعتقدوا أن الروح القدس تأثير أو فرحه أو هو المُختَص بالصلاة أو القيادة بالروح فقط ما عدا ذلك فهو صامت ولكن الحقيقة أن الروح القدس يتحدث طوال الوقت يكشف ويعلن للإنسان.

  • الملء بالروح هو الملء بما يعطيه وخدمك به الروح القدس:

“١٨ «إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ. ١٩ لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ. ٢٠ اُذْكُرُوا الْكَلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلاَمِي فَسَيَحْفَظُونَ كَلاَمَكُمْ. ٢١ لكِنَّهُمْ إِنَّمَا يَفْعَلُونَ بِكُمْ هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِي، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. ٢٢ لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ، لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ، وَأَمَّا الآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي خَطِيَّتِهِمْ. ٢٣ اَلَّذِي يُبْغِضُنِي يُبْغِضُ أَبِي أَيْضًا. ٢٤ لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ عَمِلْتُ بَيْنَهُمْ أَعْمَالاً لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ غَيْرِي، لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي. ٢٥ لكِنْ لِكَيْ تَتِمَّ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ فِي نَامُوسِهِمْ: إِنَّهُمْ أَبْغَضُونِي بِلاَ سَبَبٍ. ٢٦ «وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. ٢٧ وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الابْتِدَاءِ” (يوحنا ١٥: ١٨-٢٧).

١٩ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ” كيف أفرز الرب واختار خاصته من العالم؟ عبر الكلمة، فهي التي تحفظ وتفرز وتحمي من هذا العالم، وهي العازل. كيف يحدث هذا الفرز والعزل؟ عن طريق عمل الرب يسوع عليهم، ويعاملنا الروح القدس الآن بذات طريقة الرب يسوع.

كيف يتعامل الرب مع البشر؟ عبر إرسال كلمته. فيقول الوحي الإلهي: “أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ، وَنَجَّاهُمْ مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ” (المزامير ١٠٧: ٢٠). إذًا أنت بحاجة لمعرفة كلمة الرب بخصوص الأمر الذي تحتاجه، وهنا يكون الرب قد قال كلمته بشأن ما تحتاجه، لست في احتياج لظهور الرب لك شخصيًا ليخبرك بإرادته لتعرف مشيئته، بل كل ما عليك هو أن تبحث وتعرف من كلمة الرب المعطاة لنا.

 أتمّ الرب كل شيء وقال “قد أُكمل”، فقط عليك أن تعرف الكلمة وتكتشف إرادته ومشيئته في جميع الأمور والتحديات التي ربما تواجهك في هذه الحياة، والروح القدس مسئول عن تعليمك وتفهيمك الكلمة، لذا كلما صليت بألسنه كلما كُشفت لديك هذه الأمور. يتعامل الروح القدس مع كل شخص باعتناء، يبقى أن تعرف الكيفية التي يتعامل بها معك.

٢٥ إِنَّهُمْ أَبْغَضُونِي بِلاَ سَبَبٍ” يوجد سبب لكل شيء، يوضح الرب هنا: ” إنه لا يوجد سبب لكي يبغضونني بعد كل ما تم أمامهم”. يظن البعض أنه سيجد أسباب ليتحاجج مع الرب عن تقصيراته وأعماله الخاطئة ولكن الحقيقة سيغلب الرب في هذه المحاكمة.

 يبحث بعض الأشخاص عن أسباب أدت لقطع علاقتهم بالرب ولكن الحقيقة التي لابد أن تتحذر منها هي أنه لا يوجد سبب يجعلك تبغض الرب. يقول الرب عن هذا الأمر أنهم أبغضوه لأنهم لم يقبلوا كلمته، لا يوجد عند الرب وسطية في هذا الأمر؛ فإما أن تقبله وتقبل كلمته أو أن تبغضه وتبغض كلمته.

“٢٦ «وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. ٢٧ وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الابْتِدَاءِ” نحن نشهد عن يسوع لأننا سمعنا شهادة الروح القدس. أي شخص لا يشهد عن عمل يسوع في حياته ولا يقدر أن يخدمه، هذا بسبب عدم سماعه للروح القدس الذي بداخله، فالخدمة هي أن تسكب ما في داخلك للخارج أي تعطي من ملئك للآخر وبالتالي عدم امتلاءك داخليًا لا يعطيك القدرة للعطاء لأن هذه الأمور روحية ولا يمكن اصطناعها. 

“١٤ أَنْتُمْ أَحِبَّائِي (أصدقائي، في علاقة حميمية معي) إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ. ١٥ لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي. ١٦ لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي. ١٧ بِهذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا” (يوحنا ١٥: ١٤-١٧).

١٥…سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي” الإعلام والمعرفة بالأشياء والأحداث هي طريقة الروح القدس تجاه أبنائه وأحباءه، تشتهي الملائكة أن تطلع على هذا ولا تقدر لأن ليس لها الروح القدس لكن نحن أبناء الله ولدينا الروح القدس لذلك نحن نعرف الأشياء التي تخص الروح القدس وهذا يجعلك كابن لله تعلم أسرار الأمور وما في باطنها وتعرف الحقيقة.

 هذا ما يجعل لديك القدرة على إدارة جميع أمورك؛ فبمجرد التفاتك للروح القدس الذي بداخلك يكشف لك الحقيقة وأسرار الأمور لأنه يتعامل معك كابنه الحبيب وليس كعبد، فالعبد يعمل ما يأمر به سيده دون أن يعرف السبب بينما الابن يعرف أسباب الأمور التي يفعلها أبيه، وهذا يثبت أن الروح القدس يكشف لأبنائه حقائق الأمور وليس أنه إله غامض كما يعتقد البعض بسبب التعاليم الخاطئة.

أنت الآن في مكانة تستطيع منها اكتشاف كل الأمور بما فيها روحك الإنسانية ونفسك وجسدك، فالملء الروحي يجعلك تستنير في كل ما تمتلئ به، ومقياس الملء ليس مجرد الشعور بالفرح، بل باكتشاف هذا الإله (هذا هو المعيار الإلهي).

يكشف لنا هذا الشاهد الكتابي كيف أظهر الرب يسوع للتلاميذ أنهم أحبائه عن طريق كشف أسراره لهم، فالعلاقة تظهر أنها علاقة ابن وأبيه وليس علاقة عبد بسيده. يميز الروح القدس بين بعض الناس والبعض الآخر طبقًا لوضعية استقبالهم، قد يقال شاهد كتابي أمام مجموعه من الأشخاص أثناء سماعهم عظة أو أثناء قراءتها، فيسمعها أحدهم بمنطلق ويسمعها الآخر بمنطلق مختلف طبقًا لمستوى نضوجه الروحي وطبقًا للروح الذي يعمل بداخله.

 على سبيل المثال، الأشخاص المولعون والمهتمون بالموسيقى والأغاني العالمية أو السياسة أو الاقتصاد أو الأخبار العالمية فهم تحت تأثير أرواح شريرة ونتيجة ذلك ينال الشخص روح الشيء المثير لاهتمامه وهو لا يعلم هذا لأنها لم تخرج من قوة الروح القدس.

 قال الرب يسوع: كُلُّ غَرْسٍ لَمْ يَغْرِسْهُ أَبِي السَّمَاوِيُّ يُقْلَعُ” (متى ١٥: ١٣). وبناء على ذلك فأي شيء تبنيه وتنميه وتهتم به وتفرح به لابد أن تعرف أولًا من أي روح خرج؛ هل خرج من الروح القدس أم من إبليس؟ لا تدع الأمر يعبر عليك ويمر دون أن تسأل نفسك هذا السؤال المصيري، لأنه لو كان الأمر الذي تهتم به خارج من روح شرير، عليك أن تتركه وتتحول عنه لأنه غير مستمر كما قال الرب، لذا يبادر روح الله ويخبرك بحقيقة الأمر حتى لا تعثر، فالمعرفة السابقة بالأمور والحقائق تحميك من العثرة، وهذه هي طريقة الروح مع أبنائه الأحباء.

أنت مَن تستدعي ما سيحدث في حياتك طبقًا للروح الذي تتحرك به وتخضع له، ولذلك الملء الروحي هام جدًا. كان الرب يسوع يملأ حياة التلاميذ يعطيهم هبات روحية لأن الروح القدس لم يكن قد أرسل بعد ليستقر فيهم إلى أن مات الرب وقام وصعد وجلس وأرسل الروح القدس. عندها امتلئوا به بعد ميلادهم الجديد أصبحوا يفهمون أمورًا لم يكونوا قادرين على فهمها قبلاً، وهذا يعنى أن الروح القدس يفهمنا ويتعامل معنا من الداخل أما الرب يسوع كان يفهم تلاميذه من الخارج.

 هذا لا يعنى أن الروح القدس أعظم من الرب يسوع ولكن لأن هذا يعمل من الداخل أما ذاك فمن الخارج طبقًا لحالتهم، فكان يملأهم بالحضور الإلهي وعاشوا هكذا إلى أن صعد الرب وأرسل الروح القدس وسميت هذه المرحلة “بين الصعود وإرسال الروح القدس” بفترة النوح وهي فتره الأربعين يومًا التي صعد فيها يسوع حتى مجيء الروح القدس، وانتهت هذه المرحلة بعد سكنى الروح القدس فيهم.

 ففترة “النوح” ليست من تاريخ صعود الرب يسوع حتى يوم مجيئه الثاني كما يعتقد البعض بسبب التعاليم الخاطئة، إنما هي حقبة الأربعين يومًا فقد، فبعد سكنى الروح القدس لم يعد هناك نوح؛ قد سكن فيهم بالروح القدس وهذا أفضل جدًا كما قال الرب: “لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ” (يوحنا ١٦: ٧). إذًا الملء الروحي هو أن تشبع بما يخدمه وما يقدمه الروح القدس إليك، هو أن تمتلئ بشخص الروح القدس أي بشخصيته وكلامه ومبادئه ومفاهيمه وترى الأمور كما يراها الروح القدس.

  • الملء بالروح هو الملء بشخصيته وصفاته:

“١ وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، ٢ وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. ٣ وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، ٤ بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. ٥ وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَهَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ. ٦ فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. ٧ وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعًا، وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْنًا. ٨ وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ، وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوَانِ. ٩ لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ. ١٠ وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا” (إشعياء ١١: ١-١٠).

يتنبأ النبي إشعياء في الشاهد أعلاه عن الرب يسوع، وسبعة أرواح الله وهي التي تجعله (وتجعل أي إنسان) يتلذذ في مخافة الرب، أنه لا يحكم بحسب نظر عينيه أي إنه لا يحكم طبقًا للمعطيات الخارجية سواء كانت مواقف أو ظروف، فالذي يقول عنه الناس إنه مستحيل يقول عنه الروح القدس “روح القوة” الذي بداخلك أنه مستطاع.

 إن كان أمامك أمر غامض ومربك، وجسديًا يحتاج لمعرفة؛ فالروح القدس “روح الفهم” يعطيك فهمًا ويُمدِك بالمعرفة التي تحتاجها. عاش الرب يسوع ثلاثون سنة على الأرض يعتني بأسرته ولم يكن ممتلئًا بالروح القدس، لكنه أحاطه من الخارج فعاش الرب محدودًا إلى أن أمتلئ به، وظهر الفرق بين المرحلتين.

رغم أن الرب حُبِل به من الروح، إلا أنه يوجد فرق بين الميلاد من الروح والامتلاء به، مثال: يوجد فرق بين أن تقوم بشراء جهاز مليء بالإمكانيات الحديثة وبين أن تستخدمه، فلن يمكنك الاستفادة من إمكانيات هذا الجهاز إلا بعد استخدامه، فالروح القدس يعمل على إعطاء ما صرت عليه بعد الميلاد الثاني فتظهر قوة الطبيعة الإلهية التي صرت عليها.

هذا ما جعل بطرس الرسول يقول بعد يوم الخمسين أن هذه الهبة لنا ولبنينا فقط اقبلوا الميلاد الثاني ثم امتلئوا بالروح القدس، فالروح القدس متاح الآن للجميع؛ لكل من قبلوا الرب يسوع ربًا على حياتهم وولدوا من جديد، هذا الأمر ليس متوقفًا على أعمالك، بل إيمانك، إن أمنت بالإمكانيات التي بداخلك كمولود من الله وأنك بر الله، ستقدر أن تحيا بما في داخلك من روعه الطبيعة الإلهية.

يتكلم في إشعياء ٦٥ عن نتائج مجيء الرب يسوع وحلول الروح القدس من استقرار وسلام على الأرض فيقول: “الذِّئْبُ وَالْحَمَلُ يَرْعَيَانِ مَعًا، وَالأَسَدُ يَأْكُلُ التِّبْنَ كَالْبَقَرِ. أَمَّا الْحَيَّةُ فَالتُّرَابُ طَعَامُهَا. لاَ يُؤْذُونَ وَلاَ يُهْلِكُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، قَالَ الرَّبُّ” (إشعياء ٦٥: ٢٥). يتكلم حرفيًا عن الملك الألفي وروحيًا عن الكنيسة التي تحيا هذا الآن حرفيًا.

 تذكر أن القيامة الأولى لم تحدث فقط في مرحلة الاختطاف وإنما كانت بدايتها منذ قيامة الرب يسوع من الأموات عندما تفتحت القبور وخرج المؤمنون منها ودخلوا على المدينة المقدسة، إذًا قد بدأت القيامة وذلك لأن قوة الروح القدس بدأت بروح القيامة، فالرب يسوع قال لمريم ومرثا: “أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا” (يوحنا ١١: ٢٥) وهذا يعنى أننا كمؤمنين نحيا الآن هذه القيامة ومفعولها يعمل في أجساد المؤمنين الناضجين روحيًا في معرفة الكلمة إلى أن يتم الاختطاف.

 الآن نرى قوة القيامة على أجسادنا والظروف والتحديات التي نواجهها في هذه الحياة، وتعمل فينا هذه القيامة بالروح الذي أقام الرب يسوع من الأموات، فهو الذي يحيا فيك ويجعلك أعظم من منتصر على جميع التحديات والمواقف التي تواجهها في الحياة.

نستنتج من ذلك أن الملك الألفي بدأ روحيًا على يد الكنيسة كحياة وملك روحي يؤدى إلى ملك أرضي. يختلف الكثير من المفسرين في هذا الأمر نتيجة عدم الدقة في تفسير النبوات الخاصة بالعهد القديم، ويذكر الكتاب المقدس في رسالة العبرانيين أننا: “قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ” (العبرانيين ١٢: ٢٢) وهذا يؤكد أننا ككنيسة في الملك الألفي روحيًا.

  • ما هو دور الروح القدس في حياتك؟

يجعلك الملء الروحي تحيا مع الروح القدس وترى أعماله في حياتك، فهو الذي يجعلك صلبًا في مواجهه ظروف الحياة، وتظهر شخصيته فيك لأنه روح القوة، على عكس مَن يمتلئ بروح العالم سيكون كثير البكاء وهش داخليًا. أخبرني شخص ما إنه بعد سماعه للعظات لمدة أسبوع واحد أصبح أكثر صلابة وفرحًا عن ذي قبل رغم وجود الأحداث كما هي، وهذا هو بداية عمل الروح القدس في حياة كل مَن يمتلئ به.

  • أولاً، يجعلك تفهم ذاتك:

لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ” (١ كورنثوس ٢: ١١).

يجعلك الروح القدس تفهم نفسك فتعرف كيف تتعامل بطريقه صحيحة مع جسدك ومشاعرك وتدير جميع أمورك بطريقة صحيحة، لكن أهل العالم لا يمكنهم فعل ذلك وجسدهم يديرهم، ولا يعرفون كيف يتحكموا في ظروفهم، فيحدث ما يحدث وهم مجرد رد فعل لها. لكن تعلمنا كلمة الله أننا مؤثرون ونغير الظروف والأحداث ولا يفرض علينا شيء لأن لدينا القدرة على إحداث التغيير على الأرض وهذا نتيجة رؤيتنا الصحيحة للأمور.

يوضح الشاهد الكتابي سالف الذكر عن الرب يسوع أنه بسبب رؤيته للأمور بطريقه صحيحة جعله يحكم ويقضي بالعدل فينجز في قضائه، ويؤثر على الحيوانات والطبيعة التي أصبح لها طبيعة سلبية بسبب الخطية، فتوجد قوة وتأثير يحدث نتيجة الروح الذي تمتلئ به فيجذب الأشياء لك سواء كنت ممتلئًا بروح الله أو بروح العالم (إبليس).

  • ثانيًا، يجعلك تعرف ميراثك:

وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ” (١ كورنثوس ٢: ١٢).

يجعلك الروح القدس تعرف الميراث الذي لك، ويعرفك الأشياء الموهوبة لك من الله. وميراثك ليس قاصرًا على معان الخلاص الخمس، بل يعرفك حقوقك في جميع المواقف التي تمر بها وتراها بشكل صحيح، وتعرف إرادته لك في هذا الموقف بصورة مؤكدة خالية من أية احتمالات.

 بمعرفتك من دراستك للكلمة لمعاني الخلاص الخمس وارتدائك لخوذة الخلاص يعطي للروح القدس مجال أن يزيد عليك أدق التفاصيل لمعاني الخلاص في المواقف التي تواجهها في الحياة ويعطيك القدرة على التعامل بطول الأناة، فروح الرب هو روح السيادة وروح مخافة الرب هو روح الهيبة والتقدير. فمن يُريِك ميراثك في الموقف الذي تمر به؟ إنه شخص الروح القدس.

  • ثالثًا، يجسد لك الكلمة:

 يجسد لك الروح القدس الكلمة ويجعلها حقيقية سواء لروحك أو في تنفيذها على الأرض عيانًا؛ تذكر ما قاله الملاك لمريم العذراء عندما سألته: “كيف سيتم هذا الحمل؟” أجابها: “الروح القدس هو من سيجسد يسوع في بطنك!” هو من جَسّدّ يسوع على الأرض (لوقا١: ٣٤- ٣٥).

  • رابعًا، يمنحك إدراكًا لفهم الكلمة:

 تذكر عندما ظهر الرب يسوع لشاول وتحدث معه وسأله “لماذا تضطهدني؟” شرح بولس هذه الرؤيا في (أعمال الرسل ٢٦: ١٤) وقال إن الرب يسوع عندما ظهر له كان يكلمه بالعبرانية والذين معه سمعوا الصوت ولكنهم لم يفهموا شيئًا مما قيل مع إنهم يعرفون اللغة، فقط بولس هو الذي فهم ما قيل إذ أنّ أذنيه مسحت للفهم، لأن صوت الرب يحتاج لأن يدركه الذهن البشري لكي يفهمه.

 كان الرب في حياته على الأرض يتكلم ويسمعه الكثيرون ولكن لا يفهمونه. (إذًا العبرة ليست فيما تسمعه بل بأي روح أنت ممتلئ) وهذا الأمر لا يتعلق فقط بالمؤمنين المولودين من الله بل أيضًا بالخطاة، فلو نظرنا لشخص مثل كرنيليوس كان يخاف الرب ويتعبد له بالطريقة التي كان يفهمها ولكنه – بسبب قلبه – أستدعى عالم الروح ليظهر له ملاك ويخبره أن يذهب لبطرس كي يخبره بطريق الخلاص.

هناك مَن يرفض الشر ووضع في قلبه ألا يسلك في شر هذا العالم وبداخله جوع حتى ولو لم يكن مولودًا ثانية، ويوجد مؤمنين لا يسلكون بأرواحهم فتُعرَض الكلمة عليهم لكنهم يرفضونها، هذا ما تكلم عنه الرب بقوله: “لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ” (متى ٢١: ٤٣).

تشير “الأمة” هنا للكنيسة وليس الأمم؛ أي للذين سيؤمنون بالرب سواء كانوا يهودًا أو أممًا، إذًا نحن ككنيسة أعطينا ورسمنا بقوة الروح القدس لنأتي بثمر لأننا لدينا القوة والقدرة على الإثمار؛ “لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي” (يوحنا ١٥: ١٦).

  • خامسًا، يطبع شخصيته وطبيعته فيك:

 يمنحك روح الله أن ترى صورًا لتتغير إليها وبرؤيتك لهذه الصور وتأملك فيها تتمكن من أن تحياها: “وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ” (٢ كورنثوس ٣: ١٨).

أنت تحيا طبقًا للصور التي تراها في روحك أي ما يعبر في ذهنك، فلابد أن تسأل نفسك “ما هي الصور التي تشغل ذهني وأتأمل فيها؟” هل هي صور من الكلمة أم أحداث أرضيه؟ افعل هذا عن عمد لأنه لن يحدث تلقائيًا، لترى صور الكلمة عن عمد بأن تذكر آية من الكتاب وتقولها، وترى نفسك بهذه الصورة التي تتكلم عنها الكلمة أي أن ترى نفسك كما تراك الكلمة ونتيجة ذلك ستتغير إليها.

  • سادسًا، يعطيك القدرة أن تحيا الكلمة:

“٢٦ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. ٢٧ وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي، وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا” (حزقيال ٣٦: ٢٦-٢٧).

“٢٦ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا” أي الميلاد الثاني.

وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ” أي أضع بداخلكم نظام وطريقة الروح القدس المختلف عن العهد القديم، وهذا يأتي عن طريق دراسة الكلمة ثم أضع الروح القدس في داخلكم. الكثير من المؤمنين ولدوا من الروح القدس ثم امتلئوا به في وقت واحد. الملء الروحي هو اكتشافك للنظام الذي أنت فيه، فأنت ممتلئ بالروح القدس منذ أن صليت وطلبت هذه الطلبة بعد ميلادك الجديد.

  • سابعًا: يجعلك تعطي الآخرين من ملئك ومن النور الذي بداخلك:

 “وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ” (يوحنا ١: ١٦).

“٧ الَّذِي صِرْتُ أَنَا خَادِمًا لَهُ حَسَبَ مَوْهِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي حَسَبَ فِعْلِ قُوَّتِهِ. ٨ لِي أَنَا أَصْغَرَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، أُعْطِيَتْ هذِهِ النِّعْمَةُ، أَنْ أُبَشِّرَ بَيْنَ الأُمَمِ بِغِنَى الْمَسِيحِ الَّذِي لاَ يُسْتَقْصَى، ٩ وَأُنِيرَ الْجَمِيعَ فِي مَا هُوَ شَرِكَةُ السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ فِي اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. ١٠ لِكَيْ يُعَرَّفَ الآنَ عِنْدَ الرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، بِوَاسِطَةِ الْكَنِيسَةِ، بِحِكْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ” (أفسس ٣: ٧-١٠).

٩ وَأُنِيرَ الْجَمِيعَ فِي مَا هُوَ شَرِكَةُ السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ” لاحظ معي لم يقل الرسول بولس: “إن الرب هو من ينير” وإنما قال: “أُنير” هو الذي ينير الجميع بسبب عمل الروح القدس في حياته مما جعله ينير مَن حوله؛ فالروح القدس ينير الآخرين من خلالك.

 تذكر جيدًا، ما تمتلئ به هو ما يجذب إليك كل ما يحدث في حياتك فلو كان ما يملأ ذهنك هو عدم قبول للناس ولأسرتك وبيتك، سترى هذا يظهر في حياتك وفي أسرتك، وسترى أبنائك يتشاجرون مع بعضهم! إن كنت منعزلًا داخليًا أو لا تتجاوب مع الكلمة ستجد ذلك ينعكس على أبنائك في فترة المراهقة – كما يسميها البعض – فما يحدث في حياتك هو نتيجة لما زرعته في عالم الروح سواء معك أم ضدك.

  • ما تفعله في عالم الروح يؤثر على ما يحدث معك في الأرض:

“١ «وَإِنْ سَمِعْتَ سَمْعًا لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، يَجْعَلُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مُسْتَعْلِيًا عَلَى جَمِيعِ قَبَائِلِ الأَرْضِ، ٢ وَتَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ الْبَرَكَاتِ وَتُدْرِكُكَ، إِذَا سَمِعْتَ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ…. ١٥ «وَلكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، تَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ اللَّعَنَاتِ وَتُدْرِكُكَ…” (التثنية ٢٨: ١، ٢، ١٥).

يتكلم هذا الشاهد عن نتيجة سماعك لكلمة الرب والامتلاء بها والتأمل بها وهي أن تأتي عليك جميع هذه البركات وتدركك؛ فأنت من تجذب هذه البركات لتأتي عليك تلقائيًا لمجرد امتلائك بروح الكلمة عن طريق التفكير فيها وامتلاء ذهنك بها.

لم يقل هنا: “إن الرب سيباركك إن سمعت لصوته وعملت بوصاياه”، بل يحدث هذا تلقائيًا لمجرد سلوكك بطريقه الرب، فالطبيعي أن كل الأشياء خلقت كي تخدم الرب ونتيجة ذلك بمجرد سلوكك بكلمته ستجد الطبيعة تخدمك فتصير في علو دون أي مجهود منك.

توجد علاقة بين حياتك الروحية وبين الأحداث الأرضية التي تحدث في حياتك، فما تفعله في عالم الروح بأنك تحيا الكلمة وتشغل ذهنك بها وتمتلئ بروح الله أي تمتلئ بوعي وإدراك الروح القدس وترى كما يرى، نتيجة ذلك ستجذب وتسحب تجاهك جميع البركات بل تدركك وتلاحقك وترى الأرض تعطيك قوتها والحياة تصير سهلة ولا توجد معاناة.

أيضًا يوضح الكتاب المقدس إنه سيحدث العكس في حالة امتلاء ذهنك بروح العالم. أنت من تسحب وتجذب الأشياء والأحداث التي تحدث في حياتك، فالرب لا يفعل شيئًا لأن هذا قانون روحي يعمل تلقائيًا، ولك الحرية أن تمتلئ بالروح القدس أو تمتلئ بروح العالم (إبليس) وستحدث النتيجة تلقائيًا حسب ما تمتلئ به.

  • ما هي الطريقة التي سيستخدمها روح الله لتميِم عمله في حياتك:
  1. يتكلم إليك:

يعمل الروح القدس في حياتك بطريقة الكشف والإعلان والاستنارة ولا يتكلم بطريقة غامضة، فيجعلك تفهم أسراره. فهو يتكلم عنك في الكلمة، وعندما تنتبه لذلك باعتبار واهتمام بأن هذا الكلام يخصك وأنه لك شخصيًا، يحدث التالي…

  1. يتكلم إليك:

 كان الرب يسوع يشرح الأمثال، وهناك من كان يسمع فقط وهناك من كان يسمع الكلام باعتباره له شخصيًا فبدأ يلتفت لما يقوله، فيوجه الرب كلامه لمن يسأل ويعتني أن يفهم مستخدمًا العديد من الأمثلة لكي يفهم السائلين حسبما يفهمون. وكلما أعطيت انتباه يحدث التالي وهو…

  1. يتكلم فيك:

 بمعنى أنك تبدأ تكتشف الكلمة وهنا ستعتقد أنها أفكارك العادية، وللتوضيح أكثر: أثناء صلاتك بألسنة تجد الآيات الكتابية تأتي لذهنك ثم تبدأ ترتبط هذه الآيات ببعضها وهذا هو معنى أن يتكلم الروح القدس فيك، ثم بعدها…

  1. يتكلم من خلالك:

رأينا هذا فيما قاله الرسول بولس عن الروح القدس هنا: “ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا:«يَا أَبَا الآبُ». (غلاطية ٤: ٦)، إنه يتكلم فيك! ثم يتكلم من خلالك وهذا كما قاله الرسول بولس لأهل رومية: “إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ»” (رومية ٨: ١٥).

يتكلم الروح القدس إليك في البداية ثم بعد ذلك تبدأ تتكلمها أنت، وفي كل مرحلة من هذه المراحل تحتاج إلى الانتباه والتأمل، بعدها تدخل لمرحلة…

  1. يتكلم عنك:

 هنا تكون وصلت إلى أقصى الملء بالروح، مثلما حدث مع إبراهيم وتحدث الرب عنه لدى أبيمالك.

“٢ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ امْرَأَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي». فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ. ٣ فَجَاءَ اللهُ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ مَيِّتٌ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا، فَإِنَّهَا مُتَزَوِّجَةٌ بِبَعْل». ٤ وَلكِنْ لَمْ يَكُنْ أَبِيمَالِكُ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، أَأُمَّةً بَارَّةً تَقْتُلُ؟ ٥ أَلَمْ يَقُلْ هُوَ لِي: إِنَّهَا أُخْتِي، وَهِيَ أَيْضًا نَفْسُهَا قَالَتْ: هُوَ أَخِي؟ بِسَلاَمَةِ قَلْبِي وَنَقَاوَةِ يَدَيَّ فَعَلْتُ هذَا». ٦ فَقَالَ لَهُ اللهُ فِي الْحُلْمِ: «أَنَا أَيْضًا عَلِمْتُ أَنَّكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هذَا. وَأَنَا أَيْضًا أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ، لِذلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا. ٧ فَالآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا. وَإِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا، فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَوْتًا تَمُوتُ، أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ لَكَ” (التكوين ٢٠: ٢-٧).

حدث الأمر ذاته أيضًا مع مردخاي: “١ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ طَارَ نَوْمُ الْمَلِكِ، فَأَمَرَ بِأَنْ يُؤْتَى بِسِفْرِ تَذْكَارِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ فَقُرِئَتْ أَمَامَ الْمَلِكِ. ٢ فَوُجِدَ مَكْتُوبًا مَا أَخْبَرَ بِهِ مُرْدَخَايُ عَنْ بِغْثَانَا وَتَرَشَ خَصِيَّيِ الْمَلِكِ حَارِسَيِ الْبَابِ، اللَّذَيْنِ طَلَبَا أَنْ يَمُدَّا أَيْدِيَهُمَا إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. ٣ فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَيَّةُ كَرَامَةٍ وَعَظَمَةٍ عُمِلَتْ لِمُرْدَخَايَ لأَجْلِ هذَا؟» فَقَالَ غِلْمَانُ الْمَلِكِ الَّذِينَ يَخْدِمُونَهُ: «لَمْ يُعْمَلْ مَعَهُ شَيْءٌ». ٤ فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَنْ في الدَّارِ؟»… ٥ فَقَالَ غِلْمَانُ الْمَلِكِ لَهُ: «هُوَذَا هَامَانُ وَاقِفٌ فِي الدَّارِ». فَقَالَ الْمَلِكُ: «لِيَدْخُلْ». ٦ وَلَمَّا دَخَلَ هَامَانُ قَالَ لَهُ الْمَلِكُ: «مَاذَا يُعْمَلُ لِرَجُل يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ؟»…” (أستير ٦: ١-٦)

هل ترى؟ سلوكك بأمانه أمام الرب يتحدث عنك؛ يقوم الروح القدس باستدعاء هذه الأمانة على أذهان الناس حتى ولو كانوا خطاه وغير مؤمنين. عندما تتعامل مع الروح القدس، تُفَعِّل عالم الروح في صفك وتجد الملء الروحي بدأ يتكلم عنك في عدم وجودك والروح القدس يحامى عنك مثلما قال الرب: “فَمَتَى سَاقُوكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ، فَلاَ تَعْتَنُوا مِنْ قَبْلُ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ وَلاَ تَهْتَمُّوا، بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَبِذلِكَ تَكَلَّمُوا. لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ الرُّوحُ الْقُدُسُ” (مرقس ١٣: ١١).

  • انتبه! يجب أن تحافظ على ملئك بالروح دائمًا:

١ فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ، أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ ٢ قَالَ لَهُمْ:«هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ:«وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ»…٦ وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ، فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ” (أعمال الرسل ١٩: ١-٢، ٦). هذا الشاهد الكتابي هو بداية الكرازة لأهل أفسس وامتلائهم بالروح القدس. ثم نجد الرسول بولس يتحدث معهم في رسالته لهم ويحثهم أن يحافظوا على ملئهم بالروح:

 “١٨ وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، ١٩ مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا (مكلمين أنفسكم) بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. ٢٠ شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ِللهِ وَالآبِ. ٢١ خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ” (أفسس ٥: ١٨-٢١).

لابد أن تحافظ دائمًا على ملئك بالروح القدس، نبهَ الرسول بولس على أهل أفسس أن يستمروا فيما بدأوا فيه في أعمال ١٩، أي أن الملء بالروح القدس هو مستمر ولابد أن تفعله عن عمد وتحافظ على انسيابه من خلالك، يحدث الملء بالروح أولاً عن طريق التكلم (عدد ١٩) أن تكلم نفسك وليس شخص آخر، أن تتكلم إلى نفسك بكلمة الله وبألسنة وستخرج منك قوة إلهية لأنك في هذا الوقت تقوم بتعلية الصوت الروحي على الصوت الجسدي، ولهذا السبب أعطانا الرب الألسنة كي نعيش في إدراك للروح القدس بصورة مستمرة.

يوضح لنا هذا الشاهد الكتابي مجموعه الأفعال التي تقوم بها كي تمتلئ بالروح القدس باستمرار، يقول الكتاب المقدس: “وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ” (أفسس ٥: ١٨) تأتي هنا امتلئوا باستمرارية بالشرب من الروح القدس.

الصلاة بألسنة تبنيك: “مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ يَبْنِي نَفْسَهُ، وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الْكَنِيسَةَ” (١ كورنثوس ١٤: ٤)، وهذه هي الطريقة أن تتكلم الكلمة وترتلها لنفسك وعن نفسك.

 “المزامير والتسابيح” يوجد بها تعظيم للرب وكلام عنك. بالمزامير هي كلمات مرنمة وليس فقط مزامير العهد القديم وهذا يأتي نتيجة الكلمة المذخرة بداخلك.

شاكرين كل حين” مشيئة الرب لك هي الانتصار كل حين، لذا عليك أن تشكر على ذلك وعلى كل شيء. “في اسم ربنا يسوع المسيح” أي في إدراك أنك في مكانة يسوع على الأرض في الانتصار.

 “خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله” أي في إدراك للروح القدس وخضوعك لمن هم في قيادة. التركيز والسماع للروح القدس والصلاة بألسنة من الأسرار الهامة جدًا لحياتك الروحية لتحيا ممتلئًا بالروح القدس في كل حين.

  • أمور يمكن أن نفعلها في تعاملنا مع الروح ويجب أن نتحذر منها:
  • أن تُحزِن الروح!

“٢٣ وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، ٢٤ وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ. ٢٥ لِذلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ. ٢٦ اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، ٢٧ وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا. ٢٨ لاَ يَسْرِقِ السَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلاً الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ. ٢٩ لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ. ٣٠ وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ. ٣١ لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ” (أفسس ٤: ٢٣-٣١)

يمكن للروح القدس أن يحزن كما يمكن أن يفرح، والسؤال هنا كيف يفرح الروح القدس؟ ولإجابه هذا السؤال عليك بمعرفه ماذا يُفرِح ويُسِر الرب يسوع والذي هو السلوك بالكلمة، إذًا إدراكك لكلمة الله والسلوك بها هو ما يُفرِح الروح القدس أيضًا، وعكس ذلك يحزنه ويقاومه في حياتك ويوقف عمله.

 “الحزن” هنا لا يعني أن الرب حزن منك، هذه لغة البشر لكن “حزن الروح القدس” في هذا الشاهد يعنى عدم تجاوبك مع صوته وهذا يجعلك في وضعية عداوة معه لأنك تسلك عكس مشيئته ومن أكثر هذه الأمور هي الكلمات المنطوقة عكس ما تقوله الكلمة.

  • أن تُقاوم الروح!

“٥١ «يَا قُسَاةَ الرِّقَابِ، وَغَيْرَ الْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَالآذَانِ! أَنْتُمْ دَائِمًا تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ. كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذلِكَ أَنْتُمْ!. (أعمال الرسل ٧: ٥١)

  • أن تُجَرّب الروح!

يمكنك أن تجرب الروح القدس ويمكنك أن تكذب عليه، ذكر هذا حرفيًا في قصة حنانيا وسفيرة. والتجربة هي أن ترى هل سيفعل الشيء أم لا أو هل سيكتشف الخدعة أم لا.

  • أن تُجدِّف على الروح!

 يمكنك التجديف على الروح القدس.

“٣١ لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ، وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. ٣٢ وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي”(متى ١٢: ٣١، ٣٢).

  • أن تزدرِ بالروح!

يمكنك إهانة الروح القدس أو التكلم ضده: “٢٩ فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِسًا، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟” (العبرانيين ١٠: ٢٩).

  • أن تُطفئ الروح!

“١٩ لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ. ٢٠ لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ” (١ تسالونيكي ٥: ١٩-٢٠).

المعنى الأدق لهذا الشاهد هو، لا تطفئوا الروح عن طريق احتقار النبوات أي الكلمة.

  • أن تضع حدود للروح!

“٤٠ كَمْ عَصَوْهُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَأَحْزَنُوهُ فِي الْقَفْرِ! ٤١ رَجَعُوا وَجَرَّبُوا اللهَ وَعَنَّوْا (وضعوا حدودًا ل) قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ. ٤٢ لَمْ يَذْكُرُوا يَدَهُ يَوْمَ فَدَاهُمْ مِنَ الْعَدُوِّ، ٤٣ حَيْثُ جَعَلَ فِي مِصْرَ آيَاتِهِ، وَعَجَائِبَهُ فِي بِلاَدِ صُوعَنَ” (المزامير ٧٨: ٤٠-٤٣).

نفهم من هذا الشاهد أنه يمكنك عصيان الروح القدس ويمكن وضع حدودًا له في حياتك عن طريق جهلك بالكلمة.

  • أن تُسكِت الروح!

فَصَرَخَ عَلَيَّ وَكَلَّمنِي قَائِلاً: «هُوَذَا الْخَارِجُونَ إِلَى أَرْضِ الشِّمَالِ قَدْ سَكَّنُوا رُوحِي فِي أَرْضِ الشِّمَالِ». (زكريا ٦: ٨)

يمكنك إسكات الروح القدس في حياتك. خلفية هذا الشاهد: كان الرب غاضبًا على شعبه ولكن عندما رأى أن كأس غضبه على الأمم الأخرى قد امتلأ وأن الشعب تحول وتواضع أمامه فأسكتوا غضبه.

  • أن تُهمِل الروح!

“١٤ لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الَّتِي فِيكَ، الْمُعْطَاةَ لَكَ بِالنُّبُوَّةِ مَعَ وَضْعِ أَيْدِي الْمَشْيَخَةِ. ١٥ اهْتَمَّ بِهذَا. كُنْ فِيهِ، لِكَيْ يَكُونَ تَقَدُّمُكَ ظَاهِرًا فِي كُلِّ شَيْءٍ” (١ تيموثاوس ٤: ١٤-١٥).

يمكنك إهمال الروح القدس الذي فيك، ويمكنك أيضًا إشعاله في حياتك وذلك بتجاوبك معه. فكما يمكنك إطفائه يمكنك أيضًا إشعاله وكما يمكنك إحزانه يمكنك أيضًا جعله مسرورًا.

لكن كيف يمكن إشعال الروح القدس في حياتك وكيف تجعله مسرورًا؟ انظر ليسوع كيف كان يتم إشعاله فيستفيض في الكلام مع من يتحدث معهم؟ عن طريق الانتباه، وهكذا أيضًا الروح القدس يستفيض في حياتك بالانتباه والتركيز، وبنفس الطريقة تمتلئ بروح العالم بالانتباه والتركيز. من يملأ حياته بروح الحزن تجده دائمًا حزين وكثير البكاء. إن نظرت لأغاني العالم ستجدها مليئة بحزن وكآبة العالم، من يسمع لها يمتلئ بما فيها، حتى ولو كنت تستمع لموسيقى هادئة أعلم جيدًا أنها ستأخذك وتملئك بروح العالم.

 والسؤال هنا ماذا لو كنت موجودًا بمكان به هذه الأغاني العالمية وأنت لا تستطيع الخروج منه نظرًا لظروف عملك أو موقع منزلك؟ فقط أمتلئ بالروح القدس، يقول الكتاب: “يَقُومُ اللهُ. يَتَبَدَّدُ أَعْدَاؤُهُ وَيَهْرُبُ مُبْغِضُوهُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِهِ” (المزامير ٦٨: ١) يقوم الرب فيهرب أعدائه. الممتلئ بالروح القدس يؤثر ولا يتأثر، يعرف دائمًا كيف يحدث تغييرًا لأنه يرى الحقيقة طبقًا للكلمة وليس العيان، لو تم تشخيصه بمرض فيراه طبقًا لملئه لأن الكلمة تقول إنك مشفي وفي صحة إلهيه، هذا لأننا نحيا حياة القيامة وقوة الروح القدس تعمل فينا وفي كل أمور حياتنا.

  • كيف تمتلئ بكل ملء الله؟

 ليس الجميع ممتلئين بأرواح الله السبع بكل الملء، ولكن إن أردت كل الملء عليك إدراك واكتشاف محبه الله في الكلمة. اكتشافك لمحبة الله لك وأنه يحبك كما يحب يسوع يجعلك تمتلئ إلى كل الملء كما قال الرسول بولس: “وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ” (أفسس ٣: ١٩).

لك نفس المحبة والتقدير لدى الآب كما يرى يسوع، فهناك مرحلة تعرف فيها هذا، ومرحلة أعلى يجعلك فيها الروح القدس تستنير في هذه المعرفة، وهذا يحدث بالتأمل في الكلمة فيجدها الروح القدس فرصة كي يفيض عليك بالاستنارة لتفهم.

 عليك أيضًا أن تدرك حضورك الدائم في محضر الله سواء في وقت الصلاة أو وقت العمل فأنت لا تحتاج للدخول والخروج إلى محضر الله فالكلمة تقول عنك أنك في صهيون السماوية، فأنت داخل هذا الإله عن طريق الروح القدس الممتلئ به، فهو ذاته يسوع ولكنه يسكن في داخلك وهذا أفضل جدًا من سكناه خارج جسدك.

استمتع بهذا الشخص الذي فيك الذي جاء ليبقى ويستمر معك إلى الأبد، وليس فقط فترة الحياة على الأرض لأن الخطة الإلهية هي أن يعطي ذاته للإنسان قلبًا جديدًا وروحًا جديدًا، فيجعلك تفهم الكلمة وتحيا بها، الكلمة التي تشتهي الملائكة لمعرفتها، الملء بالروح القدس يجعلك ترى الحياة الأرضية بصورة سهلة جدًا، تستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويك.

 الملء بالروح القدس يجعلك تحكم طبقًا لأرواح الله السبع، وترى الأمور بمفهوم إلهي وحكمة ومعرفة وإدراك وهيبة إلهية، فترى الأمور بطريقة مختلفة عما يراه أهل العالم، وتجد أهل العالم لا يقبل مبادئك ويدعى أنك متكبر بل ومهرطق لأنهم لم يستمعوا إلى هذه التعاليم الكتابية، ويقول الكتاب عن المقاومين: “لا يعرفونني ولا يعرفون أبي” هذا ما قاله الرب يسوع، ومن لا يعرفني ولا يعرف أبي لا يعرف الروح القدس عند مجيئه.

 لذلك استمع للروح القدس وميزه فالرب دعانا لتمييز الأرواح، أعلم جيدًا أن كل قول أو فعل ورائه روح، فلابد أن تميز هذا الروح هل هو الروح القدس أم روح العالم (إبليس)، لأن من ينتفع من ذلك هو أنت وأيضًا من يؤذى من ذاك هو أنت. عليك بالامتلاء الدائم والمستمر بالروح القدس، أي بإدراكك الدائم للروح القدس الذي بداخلك.

ــــــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$